حروف على جسـر جهـنم

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
حروف على جسـر جهـنم
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليومافضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 
حروف على جسـر جهـنم Empty

شاطر | 
 

 حروف على جسـر جهـنم

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


حروف على جسـر جهـنم _
مُساهمةموضوع: حروف على جسـر جهـنم   حروف على جسـر جهـنم Emptyالجمعة 10 ديسمبر 2010 - 13:38 

الحمد لله عظيم المنة وناصر الدين بـأهل السنة
نحمده وفقنا إلى الهدى حمداً
كثيراً ليس يحصى عددا
وبعد حمد الله إني أشهد أن لا إله مستحقاً يعبد
إلا
الإله الواحد الفرد الصمد من جل عن زوجٍ وكفءٍ وولد
اللهم إني أحمدك على ما علمت
من البيان، وألهمت من التبيان، وأسبغت من العطاء، وأسبلت من الغطاء.
اللهم إنانعوذ بك من فتنة القول والعمل، وشرة اللسن ومعرة اللكن، والسلاطة والهذر والعيوالحصر، اللهم إنا نسألك أن تكفينا الافتتان بإطراء المادح وإرضاء المسامح، وأنتقينا إزراء القادح وهتك الفاضح، نستغفرك اللهم من نقل الخطوات إلى الخطيئات، وسوقالشهوات إلى الشبهات.
اللهم هب لنا توفيقاً إلى الرشد، وقلوباً تتقلب مع الحق،وألسنة تتحلى بالصدق، ونطقاً يؤيد بالحجة، وعزائم تقهر الهوى، وأنفساً تأنف الخنا،اللهم أسعدنا بالهداية، وأعضدنا بالإعانة على الإبانة، اللهم قنا غوائل الزخرفة،فلا نرد مأثمة ولا نقف مندمة، وتولنا فيمن توليت، ولا تضلنا بعد الهدى يا ذاالعلا.
أشهد أن محمداً عبدك ورسولك؛ ختمت به النبيين، وأعليت درجته في عليين،اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى آله وصحبه والتابعين:

ايها الاخوة والاخوات نعم انها حروف
على جسر جهنم اتدرون ماهى هذة الحروف
انها حروف تخرج من اخطر الاعضاء انه اللسان
حروف يتكلم بها اللسان فتجر عليه الوبال
حروف تجر صاحبها الى الهاوية ولم يدرى صاحب هذا اللسان انه نعمة من الله من عليه به قال تعالى
وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا [إبراهيم:34]^ فكم وكم لله مننعمة سابغة للعبد في هدايته أولاً، ثم في أعضائه وجوارحه ومنافعه وقواه غير ملتفتإليها ولا شاكرٍ عليها! ولو عرضت الدنيا بما فيها بزوال واحدة من هذه النعم، لأبىالمعاوضة، وعلم أنها معاوضة غبن: إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم:34]^
ولو فقد شيئاً منها لتمنى أنها له بالدنيا وما عليها،
فاللهم لك الحمد
الحمد لله العزيز الباري ما ذكر الرحمن في الأقطار

وزين السماء نجمساري

اخوانى واخواتى ومن شكر نعمة الله عليك في جوارحك؛ ضبطها بوحي الله، العين لا ترى، والأذن لا تسمع،

واللسان لا ينطق، والعقل لا يفكر ويخطط، والقلب لا ينعقد، واليد لا تكدح، والرجل لاتسعى ولا تخطو إلا فيما يرضي المولى؛ حالك:
كحال عروة رحمه الله حين قطعت رجله لآكلة دبت فيها فغشي عليه، ثم أفاق وحمد الله،وأخذ ساقه المبتورة، وقال وهو يقلبها في يده: أما والذي حملني عليك في عتمات الليلإلى المساجد؛ إنه ليعلم أني ما مشيت بك إلى حرامٍ قط فيما أعلم:
خلق ورثنيه أحمدفجرى ملء دمائي وشغافي

لم يزلزله على طول المدى بطش جبارٍ ولا كيد ضعافِ

او كحال أحد السلف وقد كانت له زنجية مملوكة غمته بعملها، فرفع السوط عليها يوماً، ثمقال: أما والله لولا الله ثم القصاص يوم القيامة لأغشينك به، ولكني أبيعك ممنيوفيني الثمن أحوج ما أكون إليه؛ اذهبي فأنت حرة لوجه الله

فيا لله من مواقفيعجز اللفظ أن يعبر عنها!
فالسكوت هو اللسان الفصيح
.
قال الحسن البصري : لا تستقيم أمانة رجل حتى يستقيم لسانه , ولا يستقيم لسانه حتىيستقيم قلبه

اللسان سلاح ذو حدين
الاخوة والاخوات اللسان من اخطر الاسلحة واعظمهاوأخطرها شأناً انها أداة البيان ، ترجمان الجنان، كاشف مخبئات الصدور، زارعالضغينة والفتنة في الصدور، تسل السيوف وتدق الأعناق بكلمات، تقوم صراعات وتثورفتنٌ بكلمات، تضيع أوقات، وتشاع اتهامات، وتقذف محصنات غافلاتٌ مؤمنات بكلمات، تهدمحصونٌ للفضيلة وتزرع الهموم والحسرات بكلمات.بكلماتٍ يقال على الله بلا علم وذاكقرين الشرك أكبر الموبقات، السبُّ والهمز واللمز واللعن والغيبة والطعن والنميمةوالقذف والفحش والبذاءة كبائر بكلمات، إنها شجرات لا قرار لها؛ مجتثات مستأصلاتخبيثةٌ سماؤها وأرضها وماؤها.
فإن شئت عنا يا سماء فأقلعي ويا ماءها فاصبب وياأرض فابلعي
وفي المقابل تستيقظ الضمائر، وتحيا المشاعر، وتلين الجلود، وتحياالقلوب، وتذرف العيون، ويسعد المحزون، وتعلو الهمم بكلمات، إنما هي شجراتٌ طيبات،تؤتي أكلها كل حين بإذن الله رب الأرض والسموات.
بين الجوانح في الأعماق سكناهافكيف تنسى ومن في الناس ينساها؟!
البيان ما البيان؟


إنه ذو حدين أحدهما

-وهوالمقصود- خطر جسيم، وشأنٌ عظيم، سلاحٌ فتاك؛ إن لم يضبط أهلك الحرث والنسل وزرعالشتات، يلدغ كالأفعى؛ ويحرق كاللظى، بحروفٍ تقطع الأواصر وتفصم العرى، وتكدرالنفوس، وتضيق الصدور، ويهجر المسلم أخاه وأمه وأباه:
وهاجت سيوف وماجت حتوفوسال دم فوق مجرى دمي
وأصبح القول والأسماع تنبذه كأنه نسمٌ في جوف موءود
......


خطر اللسان وعاقبته على الأعمال

إنها الحروف لو قُدِّر كون بعضها سائلاً ثممزج بماء البحر لأفسده وغيَّره، بحروفٍ ملفوظةٍ أو مكتوبة يهوي المرء أو يرفع،ويرضى عنه أو يسخط عليه، قال صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه كما في الصحيحين : {إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجاتٍفي الجنة -وفي رواية: يكتب الله له رضوانه بها إلى أن يلقاه- وإن العبد ليتكلمبالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً؛ يهوي بها في جهنم }^ وفي رواية: {يكتب اللهله بها سخطه إلى أن يلقاه }^.ضوابط دقيقة وزواجر عظيمة: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍإِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18]^ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَكُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36]^!


وإن الإنسان -معشر الإخوة- يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحراموالظلم والربا والسرقة وشرب الخمور والنظر المحرم وغير ذلك، ومع ذلك يصعب عليهالتحفظ من حركة لسانه، حتى إنك لترى الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهويتكلم الكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يزل بها أبعد مما بين المشرق والمغربكما قال ابن القيم رحمه الله.
فكم رجلٍ متورعٍ عن الفواحش والظلم ولسانه يفري فيأعراض الأحياء والأموات لا يبالي ما يقول، وإن أردت أن تعرف ذلك، فانظر إلى ما رواهالإمامان مسلم و أحمد : {أن رجلاً مجتهداً وجد أخاه على ذنب فقال له: أقصر، فاستمرعلى ذلك، فلم يزل يكرر عليه أقصر أقصر، فغضب منه ذلك، وقال: خلني وربي، أبعثت عليرقيبا؟ فقال هذا الغيور: والله لا يغفر الله لك يا فلان، فقال الله: من ذا الذييتألى علي ألا أغفر لفلان، أكان بي عالماً وعلى ما في يدي قادراً؟ قد غفرت لهوأحبطت عملك يقول أبو هريرة رضي الله عنه: والذي نفسي بيده لقد تكلم بكلمة أوبقت دنياه وأخراه

فكان أضيع من لحمٍ على وضم وصار يقرع منه السن في ندم

وفي صحيح الترغيب للألبانيبسندٍ حسنٍ لغيره: {أن غلاماً استشهد يوم أحد ، فوجد على بطنه صخرة مربوطة من شدةالجوع، فمسحت أمه التراب عن وجهه، ثم قالت: هنيئاً لك يا بني الجنة، فقال النبي صلىالله عليه وسلم: وما يدريك لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه }^ يالله!

يستحسن البعضألفاظاً إذا امتحنت يوماً فأحسن منها العجم والخرس
واعنى بهذة الكلمات وارسلها الى

أولاً: الرافضة

أوجهها حجةً إلى من غلبت عليهم شقوتهم، وضلوا عن علم، وهلكواعن بينة، فوقعوا في خيار أهل الملة ممن كان لهم شرف الصحبة لمن قال: {لا تسبواأصحابي }^.فلا رحم الرحمن من لا يحبهم وأخزى معاديهم بدنيا وآخرة

فوالله الذي لاإله إلا هو لا أرى مثلاً لهؤلاء الموتورين الذين يتطاولون على القمم الشماء؛ إلاكذبابةٍ حقيرةٍ سقطت على نخلة عملاقة، فلما همت بالانصراف قالت باستعلاء: أيتهاالنخلة تماسكي فإني راحلة عنك، فقالت النخلة العملاقة: انصرفي أيتها الذبابة؛ فهلشعرت بك حينما سقطت عليَّ لأستعد لك وأنت راحلة عني؟

وقال الإِمامُ الشافعيُّ رحمه اللّه لصاحبه الرَّبِيع: يا ربيعُ! لا تتكلم فيما لا يعنيك، فإنك إذا تكلَّمتَ بالكلمة ملكتكَ ولم تملكها.

ثانياً: من يترقون المناصب عند أعدائهم على أعراض العلماء

أرسلها لمن نشأوتربى في حجر الأفاعي -أعني عدوه- فهو آلةٌ صماء في يد عدوه يديره كيفما يشاء،ويريده على ما شاء فيجده أطوع من بنانه، يحركه للفتنة فيتحرك، عقربٌ لا تلدغ إلا منيتحرك ولا غرابة:من كان في جحر الأفاعي ناشئاً غلبت عليه طبيعة الثعبان
!
أهديها بلا ود؛ لمن يبنون الفروع على غير أصولها، فيبوءونبضياع الأصل والفرع معاً.

بل إلى من جعلوا الفرع سلماً للأصول، بل للوصول؛ علىطريقة أبي دلامة حين حكمه الخليفة في جائزته، فاقترح كلب صيد، ثم طلب خادماً له، ثمجارية تطبخ الصيد، ثم داراً تؤوي الجميع، أكلاً للعنقود حبة فحبة مع لحافٍوجبة:

فإنهم كقطيعٍ لا عقول لهم يكفي لإسكاتهم ماء وأعلاف
اعرضها على من يريد بقلمه ولسانه أن يداوي علة الأمة بعلل، ويقتل جرثومةً فيها بزرعجراثيم، كطبيبٍ يجرب معلوماته في المرضى ليزيدهم مرضاً، ثم يعيش على أمراضهم التيمكَّن لها فيهم، فهو حاميها وحراميها، سرطانه دواء سلها

هو طالحٌ لا صالحٌ لكنهمغلطوا فلم يضعوا العصا في رأسه
أشير بها إلى حملة الأقلام المسمومة، والأفكار الكاسدة، مورثة الضغائن، موقظةالفتن، لقطاء الكتابة، لابسي جلود الضأن على قلوب الذئاب.
والذئب أخبث ما يكونإذا بدا متلبساً بين النعاج إهابا
الأدعياء الذين اقتحموا عريناً ظنوا أن قدنامت آساده لكأن القائل عناهم يوم قال:
لقيط في الكتابة يدعيها كدعوى الجعل فيبغض السماد
فدع عنك الكتابة لست منها ولو لطخت وجهك بالمداد
قال عمر بن الخطاب: من كثر كلامه كثر سقطه .. ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه .. ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به .

حرمة وشناعة الاستطالة على الحرمات
معشر الإخوة والأخوات! إن مواضع الزلل لا تكاد تنحصر ولا تختصر،ومن أخطر وأسوأ هذه المواضع: الاستطالة على الحرمات، وتتبع العورات، إنها الحالقة،بل الآفة الخطيرة والمزلق العظيم الذي اشتد نكير رسول الله صلى الله عليه وسلم علىمن اتصف به فيما ثبت عنه، قال: {يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه! لاتؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه، تتبعالله عورته، ومن تتبع الله عورته، فضحه ولو في قعر داره ^ إنه موقفٌ حاسمٌ، ووعيدٌزاجر يملأ النفس الحية خوفاً وهيبة وحذراً، ويقرر مبدأ صيانة العرض، وأن الجزاء منجنس العمل، وجرح اللسان كجرح السنان، والجروح قصاص: مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَبِه [النساء: 123]^.بذلك تواترت النصوص الشرعية في غاية العظمة والإحكام؛ لتدل علىعظيم منزلة المؤمن وبشاعة الاستطالة على حرمته، نظر عبد الله بن عمر رضي الله عنهماإلى الكعبة يوماً ثم قال: [[ما أعظمك! وما أعظم حرمتك! وللمؤمن والله أعظم حرمة منك ]]^ إنها كحرمة يوم النحر في شهر ذي الحجة في البلد الحرام[size=25]:
لو قد عقلنا ذاك ماكنا نرى بعضاً يجرح مسلماً ويجرم
هب أن فينا مخطئاً فيما ادعى فهل السباب هوالعلاج الأقوم؟
كيف الوقوف أمام خلاق الملا والعلم ظنٌّ والحديث مرجم؟
وقال فضيل بن عياض رحمه الله: ما حجٌّ ولا رباطٌ ولا اجتهاد أشد من حبس اللسان، ولو أصبحت يُهمُّك لسانُك أصبحتَ في غمٍّ شديد
. ثبت في البخاري من حديث أبي بكرة رضي الله عنهما: خطبنا رسول الله صلى الله عليهوسلم يوم النحر، فقال: {أي يوم هذا؟ أي شهر هذا؟ أي بلدٍ هذا؟ قلنا: الله ورسولهأعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميها بغير اسمها، ثم قال: أليس بيوم النحر؟ أليس بذيالحجة؟ أليست بالبلدة الحرام؟ قلنا: بلى يا رسول الله! قال: فإن دماءكم وأموالكموأعراضكم عليكم حرام؛ كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقونربكم.. ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم فاشهد }^ ** كل المسلم على المسلم حرامدمه وماله وعرضه }.

لقد خاب من يسعى لإيذاء مسلمٍ كما خاب من يرجو سراباً بقيعة

إن من أخص سمات المسلم سلامة المسلم منه يداً ولساناً، والعاقل يطمح إلى هذا الوضعليكون ممن جعلوا سلاطة ألسنتهم على أعداء الله وحلو كلامهم لأولياء الله، محققينقول الله في وصف أصحاب رسول الله: أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُبَيْنَهُمْ [الفتح:29]^ وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {المسلم من سلمالمسلمون من لسانه ويده }^

ويقول ابن القيم عليه رحمة الله: أهل الصراط المستقيمكفوا ألسنتهم عن الباطل، وأطلقوها فيما يعود عليهم بالنفع في الآخرة، فلا ترى أحدهميتكلم بكلمة تذهب عليه ضائعة بلا منفعة، فضلاً عن أن تضره في الآخرة، وإن العبدليأتي يوم القيامة بحسناتٍ أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها كلها، ويأتي بسيئاتٍأمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله وما اتصل به.

فللسان احفظولا تكلم إلا بخيرٍ أو فصمتاً الزم
وخشية الله فلازم وانتهِ عما نهاك وامتثللأمره


ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لـمعاذ : {كف عليك هذا، ويشير إلى لسانه، فقال معاذ : وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به يا نبي الله؟! -وفي رواية: أوكلما نتكلم به يكت بعلينا يا نبي الله؟!- فقال: ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههمأو مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟
}^ إنك ما تزال سالماً ما سكت، فإذا تكلمت كتبعليك أو لك، فاللهم سلم سلم!
يكب الفتى في النار حصد لسانه فحافظ على ضبط اللسانوقيدِ


الفرق بين الغيبة والبهتان

يا عبد الله! ذكرك أخاك بما يكره في حضوره سبوشتم، وبما يكره في غيبته لو بلغه؛ في بدنه، أو دينه، أو دنياه، أو نفسه، أو خَلقه،أو خُلقه، أو ماله، أو ولده، أو زوجه، أو خادمه، أو ثوبه، أو حركته، أو طلاقته، أوعبوسه، ذكره بواحدةٍ من هذه بلفظٍ، أو إشارة، أو رمزٍ، أو كتابةٍ، أو حكاية غيبة،أو همزٌ ولمزٌ وقدح إن كان فيه، فإن لم يكن فيه ما قلت فغيبةٌ وبهتانٌ وظلمٌ وكذب،ظلماتٌ بعضها فوق بعض، مع تعدٍ لحدود الله: وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِفَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:229]^. فاحذر حدود الله وارج ثوابه حتىتكون كمن له قلبان
أربى الربا

معشر الإخوة! الربا ما الربا؟ الربا: إيذان بحرب من الله على منيتعامل به، ومحارب الله محروب، ودرهم ربا أشد من ستٍ وثلاثين زنية كما ثبت، وأدنىالربا مثل إتيان الرجل أمه، ونعوذ بالله من ذلك، فما أرباه؟ وما أشده تحريماً؟ وماأعظمه وبالاً؟ثبت من حديث البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {الربااثنان وسبعون باباً، أدناها مثل إتيان الرجل أمه، وإن أربى الربا استطالة الرجل فيعرض أخيه المسلم بغير حق }^.
يا لله! إن العرض أعز على النفس من المال وغيره.. حقيقةٌ لا تدحر، وحجةٌ لا تنقض، أفلا نعقل؟ فأين المفر؟ {بحسب امرئ من الشر أن يحقرأخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام }^.
شنعاء صلعاء عوراء أن يقال فيالمؤمن ما ليس فيه أو ما يكرهه، فاحذروا ثم احذروا، وكونوا عباد اللهإخواناً.
ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {من قال في مؤمن ما ليس فيه،أسكنه الله ردغة الخبال وهي عصارة أهل النار }^ وفي رواية للإمام أحمد : {ومن رمىمسلماً بشيءٍ يريد شينه به، حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال }^ يحبس حتىيرضى خصمه أو يشفع فيه، أو يعذب بقدر ذنبه أجارنا الله، وقد ثبت أن أبا الدرداء رضيالله عنه قال: [[ أيما رجل أشاع على امرئ مسلمٍ كلمة هو بريء منها ليشينه بها، كانحقاً على الله أن يعذبه يوم القيامة في النار حتى يأتي بنفاذ ما قال ]]^.
ذاكوربي موقفٌ عسير ورسل الإله تستجير
يا رب سلم إنه لمأزق من شدة الهول يشيبالمفرق


الوشاية

ومن المصائب -والمصائب جمة- أن يبتلى المرء بصديقٍ له يأمنه، يعرفمنه ما لا يعرفه غيره، فيغدره بالسعي إلى عدوٍ له ذي سلطانٍ أو جاهٍ أو مالٍ أوغيره، ليذكره عنده بغير الجميل، ويتعرض له بالوقيعة والأذية، ليجاز بجائزة إنما هيلعاعة من الدنيا، طعامٌ أو كساء أو دينار أو إطراء لا بارك الله له فيها، إنما هيبمثلها في جهنم.روى أبو داود وصححه الألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {من أكل برجلٍ مسلمٍ أكلة، فإن الله يطعمه مثلها في جهنم، ومن كُسي برجلٍ مسلمٍثوباً، فإن الله يكسوه مثله في جهنم، ومن قام برجلٍ مسلمٍ مقام سمعةٍ ورياء، فإنالله يقوم به مقام سمعةٍ ورياءٍ يوم القيامة }^.
فيا للرزية! وكل هذا في سبيلإشباع البطون! ألا أبعد الله خبزةً أهتك بها ديني، وأخاطر من أجلها بآخرتي، وأعقبها سلفي، وأهين بها نفسي، وأهدم بها شرفي، وأكون بها حجة على تاريخي وأمتي، أين منيعقل؟ أين من يعي؟ إن لم تتب:
فلا زلت دوماً في احتياجٍ وفاقةٍ
إلى أن بلغتالسن والغاية التي تحس بأن الجعل منك اشمأزت
ثبت أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال: {لما عرج بي مررت على قوم لهم أظفارٌ من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم،قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم }^ جَزَاءً وِفَاقاً [النبأ:26]^ وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف:49]^.
إذاكان هذا فعل عبدٍ بنفسه فمن ذا له من بعد ذلك يُكرم؟
وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُفَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ [الحج:18]^ وأخرج الإمام أحمد وصححه الألباني من حديث أبيهريرة رضي الله عنه قال: {جاء الأسلمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهد علىنفسه بالزنا أربع شهادات، يقول: أتيت امرأة حراماً فطهرني يا رسول الله! فأمر بهرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجم فرجم، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلمرجلين من الأنصار يقول أحدهما لصاحبه: انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم يدعنفسه حتى رجم رجم الكلب، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم سار ساعة، فمربجيفة حمار شائن، انتفخ بطنه فارتفعت رجله، فقال صلى الله عليه وسلم: أين فلانوفلان؟ قالوا: نحن ذا يا رسول الله! فقال لهما: كلا من جيفة هذا الحمار! قالا: يارسول الله! غفر الله لك ومن يأكل هذا؟! فقال صلى الله عليه وسلم: ما نلتما من عرضأخيكما آنفاً أشد من أكل هذه الجيفة، والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنةينغمس فيها
}^
الله أكبر!
الله أكبر لفتةٌ من آيبٍ لاح الطريق له فشمروانبرى

عبد الله! إن آكل جيفة الحمار مع خبثها وحرمتها لم يؤذ مسلماً، ولم ينتهكعرضاً، ولم تنشغل ذمته بحقوق العباد التي سيسأل عنها يوم القيامة، فهو خيرٌ ممنيأكل لحوم البشر، وفي كلٍ شر:
فاهجر من الكلام ما قد أفعما بالزور والتضليلوالبهتانِ
أهل الوقيعة هم خصومك دائما لا يلتقي بمحبةٍ خصمانِ

عبد الله! ما الحيوان الذي يأكل لحم أخيه بعد موته؟ الأسد؟ النمر؟ الثعلب؟ لا.. لاتألفها بل تأنفها، لا يفعلها إلا ذلك الحيوان الذي إذا ولغ في الإناء؛ احتيج إلىغسله لا مرة.. بل إلى سبع والتراب؛ إنه الكلب، لا يفعلها إلا كلب، وشبه الشيءمنجذبٌ إليه:
ألم تقرأ القرآن عمرك مرةً فما لك تعمى عنه في كل مرة
قال الله: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَأَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ [الحجرات:12]^.
فاسمع إذا حدثت وافـ ـهم كيف
عاقبة الأمور

واعجباً لمسلم -يا معشر الإخوة- قبل أن يتعلم مسألة من مسائل الدين، يتعلم كيف يقعفي إخوانه المسلمين، من أين له الفلاح؟! كيف يفلح من ديدنه الطعن في أقوامٍ لعلهمحطوا رحالهم في الجنة منذ سنين؟! ذلكم والله المسكين، قد ذبح بغير سكين:
ألسنةٌ كالسياط، أدبها ودأبها التربص، فالتوثب على الأعراض في اعتراض، أشرفت علينابقرون الفتنة لتضرب الثقة في قوام الأمة، طبع أصحابها -كما يقول ابن القيم عليهرحمة الله- طبع خنزير، يمر على الطيبات فلا يلوي عليها، فإذا قام الإنسان عن رجيعهولغ فيه، وقمح، يسمع منك ويرى من المحاسن أضعاف أضعاف المساوئ فلا يحفظها، ولاينقلها، ولا تناسبه، فإذا رأى سقطةً أو كلمةً عوراء ولو في فهمه، وجد بغيته وجعلهافاكهته، ألا بئس المنتجع وبئست الهواية، ويا ويلهم يوم تبلى السرائر يومالقيامة!
قال محمد بن واسع لمالك بن دينار: يا أبا يحيى، حفظ اللسان أشدُّ على الناس من حفظالدينار والدرهم.

وقال لقمان لولده:

يا بني إذا افتخرت الناس بحسن كلامهم

فافتخر أنت بحسنصمتك


الذب عن عرض المسلم

معشر الإخوة ! وحق المسلم على أخيه أن ينصره إذاظلم، ويذب عن عرضه إذا خيض فيه من منافق أو ظالم أو فاسقٍ لا يخشى يوم الحساب، فإنفي ذلك أجراً عظيماً، وفي خذلانه إثماً مبيناً، والمؤمن مرآة المؤمن يحوطه منورائه.ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {من نصر أخاه بالغيب، نصره الله فيالدنيا والآخرة، ومن حمى مؤمناً من منافق بعث الله له ملكاً يحمي لحمه يوم القيامةمن نار جهنم، ومن رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة، وما من امرئينصر مسلماً في موضعٍ ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله فيموطنٍ يحب نصرته }^ وهذا ما التزمه القدوات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحق إخوانهم
إمامهمُ دون الأنام محمدٌ وليس لهم من دونه من أئمة

ثبت فيالصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في القوم في تبوك قال: {ما فعلكعب بن مالك ؟ -وقد تخلف عن تلك الغزاة كما تعلمون- فقال رجل: يا رسول الله! حبسهبرداه والنظر في عطفيه، فقال معاذ : بئس ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليهإلا خيراً
}^ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم مقراً لإنكار معاذ على ذلكالمغتاب لأخيه، ومشرعاً لمثله بالرد والذب.

وليس أخي من ودني وهو حاضر ولكن أخيمن ودني وهو غائب
يدعى أحد السلف لطعامٍ، فلما جلس، قالوا: إن فلاناً لم يأت،فقال رجل منهم: إنه رجلٌ ثقيل، فقال: أوه، إنما فعل هذا في بطني حين شهدت طعاماًاغتبت فيه مسلماً، ثم خرج فلما يأكل ثلاثة أيام وحاله
:
إليكم فإني لست ممن إذااتقى عضاض الأفاعي نام فوق العقارب
ويذكر رجل بسوءٍ أمام صاحبه فقال للمغتاب: أغزوت الترك؟ قال: لا، قال: أغزوت الروم؟ قال: لا، قال: سلم منك الروم والترك ولميسلم منك أخوك!


أنسيت حق الله أم أهملته شرٌّ من الناسي هو المتناسي

معشرالإخوة! إن المغتاب أو الطعان لو لم يجد آذاناً صاغيةً لما وقع واسترسل، ولكسدتبضاعته وما نفقت، فالحزم الحزم معشر الإخوة! لا يجوز مجاراة الطاعنين بحال، ويعظمذلك حين يكون الوقوع في عالمٍ أو داعيةٍ أو مصلحٍ، ذاكم هو الداء الدوي، والموتالخفي؛ في زمن ما أحراه بقول من قال:
زمان رأينا فيه كل العجائب وأصبحت الأذنابفوق الذوائب


وجوب الذب عن أعراض العلماء وبيان عظم حرماتهم


من هتك ستر عالمٍ وتكلمفيه بغير حق، ابتلي بسوء ذنبه، وقد يختم له بخاتمة السوء حين مصرعه، كما قال ابنعساكر : وعادة الله في هتك أستار منتقصي العلماء معلومة، ومن أطلق لسانه في العلماءبالثلب؛ ابتلاه الله قبل موته بموت القلب: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَعَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63]^ تلك والله -معشر الإخوة والأخوات- سيما ضعاف النفوس، يشعرون دائماًبضآلة أنفسهم، فيسعون إلى هدم القمم الشماء لتتساوى الرءوس في الحفر، لا يرونالصعود إلا على أشلاء العمالقة الجهابذة العلماء العاملين،

فواحدهم يصدق عليه قولالقائل:فكالهر يخشى شرب ماءٍ بجدول ويشرب من أوساخ ماءٍ بحفرة

ومن ثم ينصبونمشانق الطعن والتجريح لإلغاء الثقة في العلماء العاملين، لو رأيتهم يتواثبونويقفزون -والله أعلم بما يوعون- لأدركت فيهم الخفة والطيش في أحلام الطير:
صمولو سمعوا بكم ولو نطقوا عميٌ ولو نظروا بهتٌ ولو شهدوا
كأنهم إذ ترى خشبٌمسندةٌ وتحسب الركب أيقاظاً وما رقدوا
يتداولون غيبة العلماء ويتعاطونها فيمابينهم، ويدار عليهم بها كما يدار بكأس الماء على العطشى، فمقلٌّ ومستكثر، فعابواأموراً يعلم الله أنهم أحق بها وصفاً وأولى بعيبةِ
فواحدهم يلقي الكلام مجازفاًعلى حسب ما يأتي بغير روية ِ
لحوم العلماء مسمومة؛ من شمها مرض، ومن أكلها مات،لحوم أهل العلم مسمومة، ومن يعاديهم سريع الهلاك
فكن لأهل العلم عوناً وإنعاديتهم يوماً فخذ ما أتاك


عقاب الطاعنين في الأعراض

ألا إن أعراض المسلمين حفرةٌ من حفر النار، لميزل يتقحم فيها كثيرٌ من الناس مساكين، مسكين ذلك الذي يجتهد في فرائضه ونوافلهيومه كله، ثم يبيت يوم يبيت ولا حسنة له.يا لله! أين ذهبت فرائضه؟ أين ذهبت نوافله؟أين ذهب بره وإحسانه وأمره بالمعروف ونهيه؟ فرقها بلا حساب، يجمع ولا ينتفع، يتعبولا يستفيد، ذاكم هو المفلس حقاً، كما ثبت عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللهعنه، قال صلى الله عليه وسلم: {أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم لهولا متاع }^ فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يبين أن الإفلاس الحقيقي هو فيإضاعة الحسنات، في يومٍ لا يتاح فيه لمضيِّع أن يكسب أو يعوض فقال: {إن المفلس منيأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيامٍ وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا،وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبلأن يقضى ما عليه، أخذ من سيئاتهم وخطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار }^.
يارب!
كم من الأخطاء قد أتينا وكم على أنفسنا جنينا
لكننا نرجوك يا من يغفروللذنوب والعيوب يستر


إن من كمال عدل الله -يا معشر الإخوة- ألا يدع مظلوماً فيذلك اليوم حتى ينتصف له من ظالمه، ولن يجاوز جسر جهنم ظالم حتى يؤدي مظلمته حتىاللطمة.. حتى البهائم يقاد لبعضها من بعض، ثم يقال لها: كوني ترابا، فقائلٌ: يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً [النبأ:40]^ وآخر: يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي [الفجر:24]^ وثالث: يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً [الفرقان:28]^.

قد ضوعف الكرب على النفوس ودنت الشمس من الرءوس
واقتص للمظلومممن ظلمه بحكمه العدل كما قد علمه

قال صلى الله عليه وسلم: {لتؤدنَّ الحقوق إلىأهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء }^.
فإلى أصحابالقرون الذين ينطحون بها -وهم كثر- ليشفقوا على أنفسهم ورءوسهم؛ يا ناطحاً بماله أوسلطانه أو جاهه، أو بقرن غيره، أو بلسانه وقلمه، الله يعلم وسيقضي بينكم يومالقيامة، فهو الحكم العدل، كل ذلك في كتابٍ عنده لا يغادر صغيرة ولا كبيرة، وسيقتصحتى للذرة من الذرة:
فلا تنس أنك يا صاحبي ستسأل عن حبة الخردل
فإن تك في شكمن ذلك:

فأقسم بالرحمن إنك واهم أضل من الخفاش في ضوء ضحوة

أخرج الطيالسي وأحمد وصححه الألباني عن أبي ذر رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأىشاتين تنتطحان، فقال لـأبي ذر : {أتدري فيم تنتطح هاتان؟ قال: لا. قال: لكن اللهيعلم وسيقضي بينهما يوم القيامة }^.

فاغفر لنا ما كان من ذنوبنا وزين الإيمان فيقلوبنا



تحلل فما زال للصلح باب وبالموت يغلق باب المتاب

قال صلى الله عليه وسلم كما فيالصحيح: {من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شيءٍ منه، فليتحلله اليوم قبل ألايكون درهمٌ أو دينار، إن كان له عملٌ صالح أخذ بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسناتٌأُخذ من سيئات صاحبه، فحمل عليه ^ قال الله: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَلِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَحَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ[الأنبياء:47]^ لكلحتفٍ سبب من السبب، فيا ويل من زلت به القدم ولم يتب، وترك الحبل لحروفه، يضطرب منشرٍ قد حل، لا أقول: قد اقترب؛ أقلع عن الذنب، وكف عن العيب، واندم فالندم توبة،والتائب كمن لا ذنب له، واعزم على عدم العودة.
إنما المؤمن من إن خرق الثوبرفا
وعن التقصير والأنام خوفاً عزفا
عونك الله ربي أنت حسبي وكفى

تحلل ممناغتبته وطعنت فيه، واطلب عفوه وإبرائه إن بلغه ما قلته، وإن لم يبلغه؛ فاستغفر لهولا تخبره، فإن في إخباره مفسدةً محضةً لا تتضمن مصلحة، أثن عليه بما فيه من خير فيالمواطن التي طعنت فيه لتصلح ما أفسدته، فوالله إن الأمر لشديد، وإن الحروف لتجرالحتوف: ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُ مْتَخْتَصِمُونَ[الزمر:31]^.

اللهم بصرنا بعيوبنا، وألف بين قلوبنا، اللهم لا تجعلنا في العمل لهذا الدين كأهلالجحيم؛ كلما دخلت أمة لعنت أختها، أنت مولانا نعم المولى ونعم النصير، والحمد للهرب العالمين , والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لاإله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك
منقول بتصرف من درس حروف تجر الحتوف للشيخ على القرنى
 الموضوع : حروف على جسـر جهـنم  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجنه تناديني
الاشراف العام

الاشراف العام
الجنه تناديني


المشاركات :
9027


تاريخ التسجيل :
16/05/2010


الجنس :
انثى

حروف على جسـر جهـنم Caaaoa11حروف على جسـر جهـنم Empty

حروف على جسـر جهـنم _
مُساهمةموضوع: رد: حروف على جسـر جهـنم   حروف على جسـر جهـنم Emptyالخميس 24 فبراير 2011 - 3:47 

بارك الله فيكُم
وفى مجهوداتكم الطيبة
جزاكُم المولى خيراً مضاعفاً فى موازيين حسناتكم
بإذنه تعالى
ونفع بكم الإسلام والمسلمين
 الموضوع : حروف على جسـر جهـنم  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  الجنه تناديني

 توقيع العضو/ه:الجنه تناديني

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

حروف على جسـر جهـنم

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

مواضيع مماثلة

+
(( تذكر جيداً: يمنع وضع صورذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنعالاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تقى الإسلامية :: .:: المنتديات الشرعية ::. :: كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟!-