عجباً
أما رأيت الشمس أشرقت !؟

بالأمس كان ظلام ... واليوم أظلم
الشمس أضاءت لكن القلوب أظلمت
فلو جئت بمصباح الشمس ومعه كل شمع وكهرب
سيظل الصبح أظلم

ذاك خطيب متحدث في مجلس
سمعته ... انتظرت
آية من كتاب أو حديثاً من رسول
للأسف لم أسمع
فتساءلت
هل هو تولستوي أو دستوفسكي
أو قلم لمرتفعات وذرنج
أو تراه عند بوذي لصنم أعبد
أو غاندي جديد أحمق
لا هذا ولا ذاك
إنما كلٌ ملفق

وأكذبهم ذاك الذي قال إنما نحن على خطى الغرب نتمقرط

الله أكبر
عجباً
إذن ما الذي تغير !؟
من طاغية إلى طاغية

الله أكبر
أما تستحي يا ذاك
وأمك للقرآن تالية وأنت في بطنها أو كنت ترضع

أما تستحي وقد خط الشيب شعرك
ولا زلت تتمقرط
أكذوبة صنعها علج
أما تراه للحجاب في بلده أحجب
أما تراه للإسلام في حرب في محرابه تمحرب
كذب قال بلده علمانية لا دينية
فلم شن الجيوش على العراق وأفغان
وغيرهما ... أنسيت كوسوفا حينما الصرب تصلب

هو في الإرهاب الأرهب
نعم هو الإرهاب
إن لم يكن هو الإرهاب فما هو الإرهاب ...
أقبل أن تكون كذاباً ... لكن لا تكن بين الأكذبين الأكذب

كيني أكذب ... ما بال المصري له حق
أين أنت من غزة ... القنابل فوقه عنقودية محرمة
وتحته نار
ونحن على نار نرقب

أتصدقه ... إنه كذاب ... أما سمعت خطابه عندكم
لِم لمْ تسمعه في أيبك !؟

يا مصريون ...
أما تستحوا ... ألم تفيقوا بعد !؟
هذا عجب
وأنا منه أعجب

كيف أصبحت يا مصر ...
انظري الشمس والسماء وما بينهما من لون صنعه الرب
أتظنينه رسمه أحمق ذبح نفسه هولندي دعوه فان جوخ
بلده حملت لواء السخرية والاستهزاء بدعوى الديمقراطية ... أهو ذاك !؟ أم هو حقد أسود !؟

انظري الشجر واسمعي طيره في الصباح غرد وأنشد
هدهد جاء إلى سليمان عليه السلام في سورة النمل
" وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل "

فما بال الهدهد منكم أعقل
" ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون "

والذي خلق السماء والأرض
لو عبدتم من يخرج الخبء
لاهتز كيني ... كذاب سمعته في مصر واسمعه عند أيبك

والذي خلق السماء والأرض
لو عرفتم وعبدتم من يخرج الخبء
لاهتز يهودي
أرسل رصاصاً بطائراته إلى صدرك موجه
ولا زلت تريد أن تتمقرط
عجباً
كيف أصبحت يا مصر !؟

رئيس عنيد خبره في سورة القصص جاء أبكر
" فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم "
اقرأ ماذا قال الذين أوتوا العلم ، واقرآ " وأصبح الذين تمنوا مكانه
بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من
الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون "

فمن منكم يود أن يكون في مكان الرئيس الأسبق
مبارك
وأين المبارك
هذا خزي الدنيا وهوانها والعالم يتفرج دقيقة بدقيقة على هوانه
كأنه صار قيئاً على الناس والأرض ... سيرحل

عجباً
كيف أصبحت يا مصر !؟

التاريخ القديم والحديث على أرضك
وبعد لم تستوعبي الدرس !؟

اخلعي كل الوجوه وكل الحماقات
انتجها بشر درسته في شرق وغرب
مرة اشتراكية ومرة رأسمالية
ومرة بطريقة يابانية

فما لنا وكل هذا
إنما نريد الإسلام
فيه ذكرنا لو كنا نعلم

عجباً
كيف أصبحت يا مصر !؟

لا يكن صباحك
أنك غيرت طاغوت بطاغوت
إن فعلت
أنت بين الأخسرين الأخسر

يا صباح مصر أما قرأت عتاب ربنا لنا في سورة الأنبياء " لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون "

يا صباح مصر
ألم تستحي بعد ؟

وآسفاه
أين ذكرنا ...أين عزتنا ...
صباحك دون ذلك ... ليل أظلم
الصباح والغرب لا يريد الإسلام والقرآن ... وهذا هو الأضيع

ونحن مع الله ولن يضيعنا
ومع الإسلام أسلم

متى يجيء الصباح يا صباح

يا صباح مصر
ألم تستحي بعد ؟

-----------------

حلمي صابر