به قبل يومين أو ما يجب أن تمتنعي عنه طوال هذه المرحلة حتى لا تعرّضي
حملك للخطر. لا شك أن مرحلة الحمل تعتبر من أكثر المراحل المثيرة للقلق
والمخاوف في حياة المرأة لأن أموراً كثيراً يمكن أن تؤثر سلباً على صحتك
وصحة جنينك، خصوصاً أنه لا بد من تجنب بعض الأمور. كما يجب أن تحرصي على
تأمين أمور أخرى لجسمك من غذاء ورياضة وفحوص. وما يزيد مخاوفك كل ما
تسمعينه من المحيطين عن تشوهات يمكن أن تصيب جنينك لأنك فعلت كذا أو عن أذى
قد تتعرضين له لأنك تناولت هذا أو ذاك. ما يجب أن تعرفيه جيداً أن التوتر
لأتفه الأسباب والشعور بالقلق عند القيام بأبسط التصرفات قد يحوّل حملك
جحيماً وهذا ما لن ينفعك أو ينفع جنينك ويسبب لكما الأذى. لا تلومي نفسك
على تصرفات قمت بها قبل اكتشاف حملك أو قبل أن تعرفي أنها قد تؤذيك وجنينك.
حاولي أن تعيشي جمال هذه المرحلة الرائعة في حياتك واكتفي بأداء واجباتك
الأساسية كأم دون أن تزيدي الأعباء على نفسك. في المقابل، من الطبيعي أن
تطرحي أسئلة كثيرة حول الحمل، خصوصاً إذا كان حملك الأول وتجهلين ما
المطلوب منك وما يجب أن تفعليه وما لا بد من تجنبه. تحصلين في هذا الملف
على أجوبة على معظم الأسئلة التي قد تطرحينها حول الحمل سواء في ما يخص
الغذاء الأنسب لك ولجنينك أو من حيث المشكلات التي يمكن أن تتعرّضي لها
وطرق مواجهتها وبعض الأمور التي قد تؤذيك وتؤذي طفلك دون أن تعرفي. هذا دون
أن ننسى كيف تحصّنين نفسك ضد الأقاويل والأفكار الخاطئة التي يمكن أن
تسمعيها من المحيطين وأهم ما يمكن أن تسمعيه من أقاويل وما يصح منها وما
ليس إلا مجرد خطأ ينتقل من جيل إلى جيل.

لا يكفي أن تزداد كمية الطعام التي تحصلين عليها خلال الحمل لأن النوعية لا
تقل أهمية عن الكمية. من الضروري أن تكوني حريصة على تحسين نوعية غذائك
لتأمين حاجاتك الغذائية كلّها خلال الحمل، إلى جانب ال300 وحدة حرارية التي
لا بد من إضافتها يومياً إلى نظامك الغذائي المعتاد، خصوصاً في مراحل
متقدمة في الحمل حين ينمو الجنين بسرعة كبيرة ويحتاج إلى كل غذاء. لا تنسي
أنه يجب أن تحصلي على تلك الوحدات الحرارية من مصادر مغذية تساهم في نمو
جنينك بالشكل المناسب.

ما سبب كل تلك الأهمية التي تعطى للغذاء خلال الحمل؟
تتساءل كل حامل لماذا يجب أن يزيد وزنها خلال الحمل بمعدل 12 كيلوغراماً أو
16 فيما لا يتعدى وزن الطفل عند الولادة الثلاثة كيلوغرامات أو أربعة.
صحيح أن الوضع يختلف بين امرأة وأخرى، لكن بشكل عام، إليك بالتفصيل مكونات
تلك الكيلوغرامات التي تتساءلين حولها وما يتجمّع خلال حملك ليشكل هذا
المجموع:

ثلاثة كيلوغرامات ونصف الكيلوغرام وزن الطفل تقريباً
ثلاثة كيلوغرامات مجموع البروتينات والدهون وغيرها من المكونات الغذائية المتجمّعة في الجسم
حوالي كيلوغرامين وزن الدم
حوالي كيلوغرامين وزن السوائل الزائدة في الجسم
حوالي كيلوغرم واحد وزن الثديين الزائد
حوالي كيلوغرام واحد وزن الرحم المتسّع
حوالي كيلوغرام واحد وزن النخط Amniotic Fluid المحيط بالجنين
أقل من كيلوغرام واحد وزن المشيمة أو غشاء الجنين Placenta
من الطبيعي أن تختلف هذه القواعد بين امرأة وأخرى بحسب الظروف، كما أنه من
الطبيعي أن يزداد الوزن أقل إذا كان وزن الحامل زائد مع بداية الحمل ويزداد
أكثر إذا كان الحمل متعدداً أو إذا كان وزن الحامل ناقصاً قبل أن يبدأ
حملها. في كل الحالات، لا بد من الإشارة إلى أن ماهية هذه الكيلوغرامات
التي تكسبينها ونوعيتها خلال الحمل أكثر أهمية من كميتها.
تذكري دائماً خلال الحمل أن ما تتناولينه من أكل وشرب يعتبر الغذاء الأساسي
لجنينك. ويعتبر الرابط بين ما تتناولينه وما بين صحة طفلك وثيقاً أكثر
بكثير مما تتصوّرين. أما إذا أفرطت في الأكل فيجب ألا يكون ما تتناولينه من
الوحدات الحرارية الخالية من الغذاء، بل يجب أن تحرصي على تأمين حاجات
طفلك في كل ما تتناولينه. على سبيل المثال، يساعد الكالسيوم في بناء عظام
صلبة والحفاظ على صحتها وعلى أسنان قوية. وخلال الحمل، تحتاجين أنت أيضاً
إلى الكالسيوم إضافةً إلى حاجة جنينك إليه في نموه. كذلك بالنسبة إلى
المكونات الغذائية، حيث تحتاجين إلى كميات إضافية منها خلال الحمل عما كنت
تحصلين عليه قبله.

إليك بعض المكونات الغذائية التي تحتاجينها خلال حملك وأهميتها بالنسبة إليك وإلى جنينك والمصادر التي تؤمنها لك:
دراسات كثيرة أظهرت أن غذاء المرأة، حتى قبل بداية الحمل، يؤثر في صحة
جنينها، إذ تبين أن حمض الفوليك يساعد في الوقاية من تشوهات الجهاز العصبي
لدى الجنين خلال المراحل الأولى من نموه. لذلك، من المهم أن تحصل الحامل
على كميات كافية منه قبل الحمل وخلال الأسابيع الأولى منه.
ورغم أنه تتوافر اليوم الكثير من الأطعمة المقوّاة بحمض الفوليك، ينصح
الأطباء بأن تتناول الحامل مكملات حمض الفوليك قبل الحمل وخلاله، خصوصاً
خلال الأيام ال28 الأولى. لذلك، يجب أن تسألي طبيبك عن الموضوع عندما
تنوين الإنجاب.
يعتبر الكالسيوم أيضاً من المكونات الغذائية الأساسية بالنسبة إلى الحامل.
ونظراً إلى كون حاجات الجنين من الكالسيوم كبيرة، يجب أن تزيدي محصولك منه
للوقاية من نقص الكالسيوم في عظامك. وقد يصف لك الطبيب فيتامينات خاصة
تحتوي على الكالسيوم.
أما المصادر الفضلى للكالسيوم فهي الحليب ومشتقاته. أما إذا كنت لا تحبين
الحليب أو لا تتقبلين مادة اللاكتوز(السكر الموجود في الحليب)، أطلبي من
طبيبك أن يصف لك مكملات الكالسيوم. أما الأعراض الناتجة عن عدم تحمّل مادة
اللاكتوز فهي الإسهال والانتفاخ في البطن والغازات بعد تناول الحليب أو
مشتقاته. وفي هذه الحالة ينصح بتناول حبة لاكتاز (أنزيم المساعد في هضم
اللاكتوز) أو يمكن تناول المنتجات الخالية من اللاكتوز. يمكنك أيضاً أن
تتناولي أطعمة أخرى غنية بالكالسيوم كالسردين والسلمون والتوفو والبروكولي
والسبانخ والعصير المقوّى بالكالسيوم والأطعمة المقوّاة.
من جهة أخرى، لا ينصح الأطباء باتباع نظام غذائي نباتي خلال الحمل، لكن إذا
كان نظامك الغذائي نباتياً أصلاً قبل الحمل، يمكنك الاستمرار فيه شرط أن
تكوني شديدة الحرص في ما تتناولينه. لذلك، يجب أن تستشيري طبيبك حول ما يجب
أن تتناوليه في هذه الحالة لكي تحصلي على حاجاتك الغذائية من مصادر أخرى
إذا كنت لا تتناولين السمك والدجاج والحليب والجبن والبيض. تحتاجين على
الأرجح في هذه الحالة إلى تناول مكملات الغذاء من بروتينات وفيتامينات د
وB12.