مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليومافضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 
مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 Empty

شاطر | 
 

 مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6
El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 _
مُساهمةموضوع: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 Emptyالأربعاء 6 يوليو 2011 - 1:32 

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا وحبيبنا سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم.
نعيش في هذا
البحث إن شاء الله تعالى مع أعظم دستور للمعاملات عرفه الإنسان . حيث
الأداب الربانية الرفيعة والأخلاق التي إن طبقناها لأصبحنا خير أمة أخرجت
للناس.

ويعتمد هذا
البحث على كتاب الله ( القرآن العظيم ) وكتب التفسير المعتمدة مثل الطبري
وابن كثير والأحاديث الصحيحة التي وردت في كتب الصحاح كالبخاري ومسلم .
والمراجع العلمية التي أهتمت بهذا الجانب وهي كثيرة .

. والله الموفق إلى صالح الأعمال.

الجزء الأول

بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ -1 الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
-2 الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ -3 مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ -4 إِيَّاكَ
نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ -5 اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ -6
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ
وَلَا الضَّالِّينَ-7


****

نلاحظ هنا كيف بدأ القرآن العظيم بصفة الرحمة لله عز وجل ليدلك أن الإسلام كله رحمة .
قال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ -107 الأنبياء

الرحمن الرحيم



الاسمان مشتقان من الرحمة , الرحمة التامة وهي إفاضة الخير على العباد.
والرحمة العامة تعم جميع الخلائق , فإن رحمة الله تامة عامة
ومن رحمة تعالى أن أنعم علينا بالإيجاد ثم بالهداية للإيمان
ثم بأسباب السعادة في الدنيا ثم السعادة في الأخرة
قال رسول الله :
إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق : إن رحمتي سبقت غضبي ، فهو مكتوب عنده فوق العرش .
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7554
خلاصة الدرجة: صحيح

وقال رسول الله :
إن لله مائة رحمة
. أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام . فبها يتعاطفون
. وبها يتراحمون . وبها تعطف الوحش على ولدها . وأخر الله تسعا وتسعين
رحمة . يرحم بها عباده يوم القيامة

الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2752
خلاصة الدرجة: صحيح



وقال رسول الله :
الراحمون يرحمهم الله ، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: ابن دقيق العيد - المصدر: الاقتراح - الصفحة أو الرقم: 127
خلاصة الدرجة: صحيح
فيجب أن نتخلق بهذا الخلق ألا وهو الرحمة , فالراحمون يرحمهم الرحمن .

*****
خلق الاستقامة

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ

ندرك من الآية مدى قيمة
الاستقامة على طريق الحق , فالطريق المستقيم هو أقرب الطرق الى الهدف أما
الطرق المعوجة فلا تؤدي إلى شئ إلا الهلاك - والطريق المستقيم هو طريق
المؤمنين الذين أنعم الله عليهم في الدنيا والاخرة


صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ.

*****

ومع أنوار سورة البقرة نلاحظ
فضيلة التقوى من أولها , وكيف تؤدي التقوى بصاحبها إلى الفلاح في الدنيا
والجنات في الاخرة , فالتقوى هي خوف من الله تعالى في القلب ينعكس على كل
جوارح الإنسان فيكون عبدا ربانيا , لايعصي الله ولا يعصي رسول الله

قال تعالى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الم -1 ذَلِكَ
الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ -2 الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ
بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
-3 وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ
قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ -4 أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ
رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ-5


أي هذا الكتاب العظيم الذي هو
الكتاب على الحقيقة, المشتمل على ما لم تشتمل عليه كتب المتقدمين
والمتأخرين من العلم العظيم, والحق المبين.

والهدى: ما تحصل به الهداية إلى سلوك الطرق النافعة.
والتقوى اتخاذ ما يقي سخط الله وعذابه, بامتثال أوامره, واجتناب النواهي, فاهتدوا به, وانتفعوا غاية الانتفاع.
والهداية نوعان: هداية البيان, وهداية التوفيق. فالمتقون حصلت لهم الهدايتان,

فإقامة الصلاة, إقامتها ظاهرا,
بإتمام أركانها, وواجباتها, وشروطها. وإقامتها باطنا بإقامة روحها, وهو
حضور القلب فيها, وتدبر ما يقوله ويفعله منها، فهذه الصلاة هي التي قال
الله فيها: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ – 45 العنكبوت

وكثيرا ما يجمع الله تعالى بين الصلاة والزكاة في
القرآن, لأن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود, والزكاة والنفقة متضمنة
للإحسان على عبيده، فعنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود, وسعيه في نفع
الخلق،

فالمتقون يؤمنون بجميع ما جاء به الرسول, فلا يفرقون بين أحد منهم.
أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
وحصر الفلاح فيهم؛ لأنه لا سبيل إلى الفلاح إلا بسلوك سبيلهم,

وفي نهاية الربع الأول بشرى للمؤمنين الذين يعملون الصالحات , بكل ما تعنيه كلمة الإصلاح , سواء للدنيا أو للآخرة.
قال تعالى:
وَبَشِّرِ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا
قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا
وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ - 25


****
وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى

 الموضوع : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل


كاتب الموضوعرسالة
El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 _
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 Emptyالأربعاء 6 يوليو 2011 - 2:50 

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثامن و العشرون
(8)
وبعض آيات من سورة الحشر

التقوى أساس جميع المعاملات
في الإسلام


يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا
قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا
تَعْمَلُونَ – 18 وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ – 19 لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ – 20


الدعوة إلى التقوى والتحذير من النسيان وعدم استواء أصحاب النار وأصحاب الجنة.


(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا
قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا
تَعْمَلُونَ )
نداء إلى كل مؤمن , دخل قلبه الإيمان وصدقه العمل , فالمؤمن من أمنه الناس على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم..

يتجه إليهم ربهم
ليدعوهم إلى التقوى . والنظر فيما أعدوه للآخرة , واليقظة الدائمة ,
والحذر من نسيان الله كالذين نسوه من قبل , ممن رأوا مصير فريق منهم , وممن
كتب عليهم أنهم من أصحاب النار..


والتقوى
خوف من الله تعالى داخل القلب ينعكس على كل تصرفات الإنسان في جميع
معاملاته وسلوكياته بحيث تجعل القلب يقظا حساسا شاعرا بالله في كل حالة .
خائفا متحرجا مستحييا أن يطلع عليه الله في حالة يكرهها . وعين الله على كل
قلب في كل لحظة . فمتى يأمن أن لا يراه ..


وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ .

الرصيد الدائم في دار الخلد يتم تنميته والمحافظة عليه من الضياع بالعمل الصالح وعدم الإضرار بالغير..
وجاء في الحديث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون من المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا
من لا درهم له ولا متاع . فقال : إن المفلس من أمتي ، يأتي يوم القيامة
بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم
هذا ، وضرب هذا . فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته . فإن فنيت حسناته ،
قبل أن يقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه . ثم طرح في النار..

الراوي: أبو هريرة المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2581
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فيجب
مراقبة ذلك الرصيد بصفة مستمرة ومراجعته .. وهذا التأمل كفيل بأن يوقظ
المؤمن إلى مواضع ضعف ومواضع نقص ومواضع تقصير , مهما يكن قد أسلف من خير
وبذل من جهد . فكيف إذا كان رصيده من الخير قليلا , ونصيبه من البر ضئيلا ?
إنها لمسة لا ينام بعدها القلب أبدا , ولا يكف عن النظر والتقليب.


وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ .

فجميع
أعمال الإنسان مراقبة رقابة دائمة ومدونة , فليحرص المؤمن على تقوى الله
تعالى , ولتكن كل معاملاته وفق شرع الله تعالى التي أساسها الحق والعدل
والخير والحب ..


وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ .

فالمؤمن
دائم اليقظة يدرك تمام الأدراك أنه يتعامل مع الله تعالى أولا وأخيرا, وأن
هذا الأختبار له في الدنيا محدود بزمن , فيجب أن يستثمره في كل خير , ولا
ينسى تلك الرقابة والهيمنة الإلهية كما نساها أولئك الفاسقون الذين خرجوا
عن طاعة الله تعالى ويسعون في الأرض فسادا وظلما وجورا وكراهية..


فالذي
ينسى الله يهيم في هذه الحياة بلا رابطة تشده إلى أفق أعلى , وبلا هدف
لهذه الحياة . وفي هذا نسيان لإنسانيته . وهذه الحقيقة تضاف إليها أو تنشأ
عنها حقيقة أخرى , وهي نسيان هذا المخلوق لنفسه فلا يدخر لها زادا للحياة
الطويلة الباقية , ولا ينظر فيما قدم لها في الغداة من رصيد..


لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ,
أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ .

*******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
 الموضوع : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 _
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 Emptyالأربعاء 6 يوليو 2011 - 2:51 

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثامن و العشرون
(9)
وبعض آيات من سورة الممتحنة


أسس التعامل بين البشر


لَا
يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ
وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا
إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ - 8
إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ
وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن
تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ - 9


إن
الإسلام دين سلام , وعقيدة حب , ونظام يستهدف أن يظلل العالم كله بظله ,
وأن يقيم فيه منهجه المبني على العدل والحرية والمساواة في الحقوق
والواجبات , وأن يجمع الناس تحت لواء الله إخوة متعارفين متحابين .

وليس هنالك من عائق يحول دون اتجاهه هذا إلا عدوان أعدائه عليه وعلى أهله .
فأما إذا
سالموهم فليس الإسلام براغب في الخصومة ولا متطوع بها كذلك , وهو حتى في
حالة الخصومة يستبقي أسباب الود في النفوس بنظافة السلوك وعدالة المعاملة ,
انتظارا لليوم الذي يقتنع فيه خصومه بأن الخير في أن ينضووا تحت لوائه
الرفيع . ولا ييأس الإسلام من هذا اليوم الذي تستقيم فيه النفوس , فتتجه
هذا الاتجاه المستقيم...


فرسالة الإسلام أرسلها الله تعالى للعالمين

وكلفنا
بتبليغها للناس , وبناء على ذلك يتعين على المسلم أن يكون محبا لكل الخلق ,
وإلا كيف تدعو من تكرهه وتبغضه..؟ فهذا لا يستقيم ..

ولكن من اعتدى
علينا وأخرجنا من ديارنا وشرد النساء والشيوخ والأطفال ودمر البلاد فلا
يستقيم أن تظهر لهم الود والحب لأن في ذلك تشجيعا على عدوانهم وظلمهم..

وإنك تنقذ
الظالم بردعه وبرده عن الظلم, ولذلك نهى الإسلام أشد النهي عن الولاء لمن
قاتلونا بسبب الدين وأخرجونا من ديارنا ومن بلادنا وساعدوا على إخراجنا .

وحكم على الذين يتولونهم بأنهم هم الظالمون . وهو تهديد رهيب يجزع منه المؤمن , ويتقي أن يدخل في مدلوله المخيف.
وتلك القاعدة في
معاملة غير المسلمين هي أعدل القواعد التي تتفق مع طبيعة هذا الدين ووجهته
ونظرته إلى الحياة الإنسانية التى مبناها التعاون على البر والتقوى والحب
بين البشر.

وهي أساس شريعته
الدولية , التي تجعل حالة السلم بينه وبين الناس جميعا هي الحالة الثابتة ,
لا يغيرها إلا وقوع الاعتداء الحربي وضرورة رده , أو خوف الخيانة بعد
المعاهدة , أو التهديد بالاعتداء ; أو الوقوف بالقوة في وجه حرية الدعوة
وحرية الاعتقاد . وفيما عدا هذا فهي السلم والمودة والبر والعدل للناس
أجمعين.


لَا
يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ
وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا
إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ .



******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
 الموضوع : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 _
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 Emptyالأربعاء 6 يوليو 2011 - 2:51 

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثامن و العشرون
(10)
وبعض آيات من سورة الممتحنة


حماية حرية المرأة في إختيار العقيدة


قررت الشريعة الإسلامية حرية العقيدة الدينية منذ 15 قرن قبل أن ينص ذلك صراحة في وثيقة حقوق الإنسان في القرن الماضي.
قال تعالى: ( لا إكراه في الدين )
وشددت الشريعة
في حماية الحرية للنساء المؤمنات وتوفير مناخ الأمن لهن للعيش في كرامة دون
ضغوط نفسية أو جسدية تكرههن على إعتناق ما لا تقتنع به تحت وطئة التعذيب
أو الحبس.

ولم يحدث في الدول المتحضرة مصادرة حق المرأة إذا اعتنقت الإسلام ,
وكذلك في حدوث العكس , لم تفرض الشريعة حبس المرأة الكافرة , بل تركها واختيارها ,
فالمبدأ أن الطيبين للطيبات , والخبيثين للخبيثات.
وأن نبي الله ( نوح ) لم يكره امرأته للإيمان.
وكذلك نبي الله ( لوط ) لم يكره امرأته على الإيمان.
وفي المقابل لم يستطع فرعون اكراه امرأته على الكفر.
قال تعالى في سورة التحريم:
ضَرَبَ اللَّهُ
مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا
تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ
يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ
الدَّاخِلِينَ – 10 وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا
لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي
عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ
وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ -11


وبناء على ذلك
لابد من حماية حرية المرأة في اختيار عقيدتها وكذلك الرجال, ولكن جاء النص
صراحة بالنسبة للنساء تأكيدا على حمايتهن من قبل الدولة التي منوط بها
حماية جميع رعايها وتوفير الأمن والأمان لجميع المواطنين على اختلاف مللهم.


وتعالوا نستمع إلى كلام الله تعالى :

يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ
فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ
عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا
هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا
أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا
آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ
وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ
اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ - 10
وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ
فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُم مِّثْلَ مَا
أَنفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ - 11


وقد ورد في سبب نزول هذه الأحكام أنه كان بعد صلح الحديبية الذي جاء فيه: على ألا يأتيك منا أحد وإن كان على دينك إلا رددته إلينا .
فلما كان الرسول [
صلى الله عليه وسلم ] والمسلمون معه بأسفل الحديبية جاءته نساء مؤمنات
يطلبن الهجرة والانضمام إلى دار الإسلام في المدينة ; وجاءت قريش تطلب ردهن
تنفيذا للمعاهدة .

فنزلت هاتات الآيتان تمنعان رد المهاجرات المؤمنات إلى الكفار ,لكي لا يفتن في دينهن وهن ضعاف.
ونزلت أحكام هذه
الحالة الدولية معها , تنظم التعامل فيها على أعدل قاعدة تتحرى العدل في
ذاته دون تأثر بسلوك الفريق الآخر , وما فيها من شطط وجور .


( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ )

وأول
إجراء هو امتحان هؤلاء المهاجرات لتحري سبب الهجرة , فلا يكون تخلصا من
زواج مكروه , ولا طلبا لمنفعة , ولا جريا وراء حب فردي في دار الإسلام.

قال ابن
عباس:كان يمتحنهن: بالله ما خرجت من بغض زوج , وبالله ما خرجت رغبة عن أرض
إلى أرض , وبالله ما خرجت التماس دنيا , وبالله ما خرجت إلا حبا لله
ورسوله.

وقال عكرمة: يقال لها: ما جاء بك إلا حب الله ورسوله , وما جاء بك عشق رجل منا , ولا فرارا من زوجك.
وهذا هو
الامتحان . . وهو يعتمد على ظاهر حالهن واقرارهن مع الحلف بالله تعالى .
فأما خفايا الصدور فأمرها إلى الله , ولا سبيل للبشر إليها:


(
الله أعلم بإيمانهن ,فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا
تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ
يَحِلُّونَ لَهُنَّ )


فالإيمان
هو قوام حياة القلب الذي لا تقوم مقامه عاطفة أخرى , فإذا خوى منه قلب لم
يستطع قلب مؤمن أن يتجاوب معه , ولا أن يأنس به , ولا أن يواده ولا أن يسكن
إليه ويطمئن في جواره . والزواج مودة ورحمة وأنس وسكن. ولا ارتباط إلا بين
الذين يرتبطون بالله تعالى ...


(
وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا, وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ
إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ
الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا
ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )


ومع
إجراء التفريق إجراء التعويض - على مقتضى العدل والمساواة - فيرد على
الزوج الكافر قيمة ما أنفق من المهر على زوجته المؤمنة التي فارقته تعويضا
للضرر . كما يرد على الزوج المؤمن قيمة ما أنفق من المهر على زوجته الكافرة
التي يطلقها من عصمته.

وبعد ذلك يحل للمؤمنين زواج المؤمنات المهاجرات متى آتوهن مهورهن وانقضاء العدة أو وضع الحمل.

ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .

ويكفي أن يستشعر ضمير المسلم هذه الصلة , ويدرك مصدر الحكم ليستقيم عليه ويرعاه . وهو يوقن أن مرده إلى الله تعالى.

وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ

فإيمانكم بالله، يقتضي منكم أن تكونوا ملازمين للتقوى على الدوام.
وهكذا تكون تلك
الأحكام بالمفاصلة بين الأزواج تطبيقا واقعيا للتصور الإسلامي عن قيم
الحياة وارتباطها بالحرية الدينية, ومنعا للمشاكل الزوجية التي تنشأ عن
إختلاف العقيدة.

فالإسلام يقيم
الحياة كلها على أساس العقيدة , وربطها كلها بمحور الإيمان التي تنشأ عنه
حياة أسرية سعيدة تقوم على المودة والرحمة , وإنشاء عالم إنساني تذوب فيه
فوارق الجنس واللون واللغة والنسب والأرض .


******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
 الموضوع : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 _
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 Emptyالأربعاء 6 يوليو 2011 - 2:52 

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثامن و العشرون
(11)
وبعض آيات من سورة الصف


مبدأ موافقة الأعمال للأقوال



يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ – 2 كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ - 3


أي:
لم تقولون الخير وتحثون عليه ، وربما تمدحتم به وأنتم لا تفعلونه، وتنهون
عن الشر وربما نزهتم أنفسكم عنه، وأنتم متلوثون به ومتصفون به....


فهل
تليق بالمؤمنين هذه الحالة الذميمة ؟ فإن من أكبر المقت عند الله أن يقول
العبد ما لا يفعل ؟ ولهذا ينبغي للآمر بالخير أن يكون أول الناس إليه
مبادرة ، وللناهي عن الشر أن يكون أبعد الناس منه ، قال تعالى : ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ 44 البقرة - وقال شعيب عليه الصلاة والسلام لقومه: ﴿ وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ﴾ 88 هود.


إن الدعوة الإسلامية قامت في الأساس على القدوة الحسنة.
قال تعالى في سورة الأحزاب:
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ -21 ﴾

واستدل
الأصوليون في هذه الآية، على الاحتجاج بأفعال الرسول صلى اللّه عليه وسلم،
وأن الأصل، أن أمته أسوته في الأحكام ، إلا ما دل الدليل الشرعي على
الاختصاص به....


فالأسوة نوعان: أسوة حسنة ، وأسوة سيئة...

فالأسوة الحسنة، في الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، فإن المتأسِّي به، سالك الطريق الموصل إلى كرامة اللّه، وهو الصراط المستقيم....

وأما الأسوة بغيره، إذا خالفه ، فهو الأسوة السيئة ، كقول الكفار حين دعتهم الرسل للتأسِّي بهم ﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ -22 ﴾الزخرف..

وهذه
الأسوة الحسنة، إنما يسلكها ويوفق لها، من كان يرجو اللّه، واليوم الآخر،
فإن ما معه من الإيمان، وخوف اللّه، ورجاء ثوابه، وخوف عقابه، يحثه على
التأسي بالرسول صلى اللّه عليه وسلم....


وكذلك
يجب على المؤمن أن يكون سلوكه هو الدعوة لدين الله تعالى. فالمعاملات إن
خالفت الأقوال والمبادئ التي ننادي بها..تؤدي لنتائج عكسية..بل تؤدي إلى
نفور الناس من التدين..

قال تعالى في سورة ال عمران: (
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) - 110


يمدح
تعالى هذه الأمة ويخبر أنها خير الأمم التي أخرجها الله للناس، وذلك
بتكميلهم لأنفسهم بالإيمان المستلزم للقيام بكل ما أمر الله به من معاملات
وأخلاق ، وبتكميلهم لغيرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتضمن دعوة
الخلق إلى الله وجهادهم على ذلك وبذل المستطاع في ردهم عن ضلالهم وغيهم
وعصيانهم ، فبهذا كانوا خير أمة أخرجت للناس.....

فدخل أكثر أهل الأرض في دين الله تعالى لما رأوا المعاملات والأداب الرفيعة مطبقة لدى المسلمين,

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ – 2 كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ - 3


******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
 الموضوع : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 _
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 Emptyالأربعاء 6 يوليو 2011 - 2:53 

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثامن و العشرون
(12)
وبعض آيات من سورة الصف

مبدأ وحد الصف للدفاع عن الأمة


إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ - 4

إن
التشتت في صفوف الأمة والتشرذم والفرقة يؤدي لضعفها , وطمع الغاصبين في
إحتلالها والهيمنة على إقتصاديتها والتحكم في ثقافتها . بينما التوحد بين
شعوب الأمة والعمل على إنشاء معاهدة دفاع مشترك بين أوطانها وتوحيد الصف في
الدفاع عن الأرض والعرض – كل ذلك يؤدي إلى صيانة كرامة الأمة وصيانة
ثروتها .


ولهذا
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حضر القتال، صف أصحابه، ورتبهم في
مواقفهم، بحيث لا يحصل اتكال بعضهم على بعض، بل تكون كل طائفة منهم مهتمة
بمركزها وقائمة بوظيفتها، وبهذه الطريقة تتم الأعمال ويحصل الكمال.


وتوحيد الصف يبدأ من الجبهة الداخلية.
فأول ما فعله
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وصل المدينة المنورة – أن أخى بين الأوس
والخزرج , وأبرم معاهدات الأمان بين أهل الكتاب في المدينة.

وكانت يثرب (
المدينة المنورة ) قبل دخول رسول الله إليها تعاني من الصراع بين كل من
طائفة الأوس وطائفة الخزرج وساعد على ذلك يهود المدينة حيث بثت الكراهية
بين الجانبين والدسائس التي إستمرت إلى أن دخلها رسول الله صلى الله عليه
وسلم , بنور الإسلام الذي جعل الأخوة في العقيدة أساسا والحفاظ على عهد
الأمن بين أبناء البلد الواحد صمام الأمان.

وبذلك ندرك قوة الدولة الإسلامية في مهدها ..
وفي الحديث:
مثل المؤمنين في توادهم و تعاطفهم و تراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى
منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى و السهر..


أما الجسد المريض الذي تأكله الأمراض فهو المثل للمجتمع التي تأكله الصراعات والفرقة والكراهية , فيضعف حتى الهلاك ...
قال تعالى في سورة القصص:
إِنَّ فِرْعَوْنَ
عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً
مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ
مِنْ الْمُفْسِدِينَ -4

فسرعان ما سقط فرعون وجنوده تلقاء ما اقترفه من تقطيع لأوصال الأمة وإضعافها ورفضه لرسالة الله تعالى.

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ - 4

فالأسلام
ليس دين أفراد منعزلين , كل واحد منهم يعبد الله في صومعة . . إن هذا لا
يحقق الإسلام في ضمير الفرد ذاته , ولا يحققه بطبيعة الحال في حياته , ولم
يجئ الإسلام لينعزل هذه العزلة .

والبشرية لا
تعيش أفرادا إنما تعيش جماعات وأمما . والإسلام جاء لينظم سلوك البشرية وهي
كذلك . وهو مبني على أساس أن البشر يعيشون هكذا . ومن ثم فإن آدابه
وقواعده ونظمه كلها مصوغة على هذا الأساس . وحين يوجه اهتمامه إلى ضمير
الفرد فهو يصوغ هذا الضمير على أساس أنه يعيش في جماعة, وهو والجماعة التي
يعيشون فيها يتجهون إلى الله , ويقوم - فيها - على أمانة دينه في الأرض ,
ومنهجه في الحياة ونظامه في الناس..



******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
 الموضوع : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 _
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 Emptyالأربعاء 6 يوليو 2011 - 2:53 

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثامن و العشرون
(13)
وبعض آيات من سورة الجمعة

المؤتمر الإسبوعي
يوم الجمعة


يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ -1

نزلت هذه السورة
بعد سورة "الصف" السابقة . وهي تعالج الموضوع الذي عالجته سورة الصف ,
ولكن من جانب آخر , وبأسلوب آخر , وبمؤثرات جديدة. .

إنها تعالج أن تقر في أخلاد الجماعة المسلمة في المدينة أنها هي المختارة أخيرا لحمل أمانة العقيدة الإيمانية.
وأن هذا فضل من
الله عليها ; وأن بعثة الرسول الأخير في الأميين - وهم العرب - منة كبرى
تستحق الالتفات والشكر , وتقتضي كذلك تكاليف تنهض بها المجموعة التي
استجابت للرسول صلى الله عليه وسلم , واحتملت الأمانة ; وأنها موصولة على
الزمان غير مقطوعة ولا منبتة , فقد قدر الله أن تنمو هذه البذرة وتمتد .
بعدما نكل بنو إسرائيل عن حمل هذه الأمانة وانقطعت صلتهم بأمانة السماء ;
وأصبحوا يحملون التوراة كالحمار يحمل أسفارا , ولا وظيفة له في إدراكها ,
ولا مشاركة له في أمرها ...


*****

قُلْ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاء
لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
– 6 وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ
عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ – 7 قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ
مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ
وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ – 8


وفي
السورة مباهلة مع اليهود , بدعوتهم إلى تمني الموت للمبطلين من الفريقين
وذلك ردا على دعواهم أنهم أولياء الله من دون الناس , وأنهم شعب الله
المختار , وأن بعثة الرسول في غيرهم لا تكون - كما كانوا يدعون - مع جزم
القرآن بأنهم لن يقبلوا هذه المباهلة التي دعوا إليها فنكلوا عنها لشعورهم
ببطلان دعواهم . وتعقب السورة على هذا بتقرير حقيقة الموت الذي يفرون منه ,
وأنه ملاقيهم مهما فروا , وأنهم مردودون إلى عالم الغيب والشهادة فمنبئهم
بما كانوا يعملون .

وهو تقرير لا
يخص اليهود وحدهم , إنما يلقيه القرآن ويدعه يفعل فعله في نفوس المؤمنين
كذلك . فهذه الحقيقة لا بد أن تستقر في نفوس حملة أمانة الله في الأرض ,
لينهضوا بتكاليفها وهم يعرفون الطريق.


*******

يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ
الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ
خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ – 9


فَإِذَا
قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ
اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ - 10

وَإِذَا
رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً
قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ
وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ - 11



تشير الآيات إلى حادث معين . حيث
كان رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] يخطبهم في المسجد للجمعة حين حضرت
قافلة من قوافلهم التجارية ; فما إن أعلن نبأ قدومها حتى انفض المستمعون
منصرفين إلى التجارة واللهو الذي كانت القافلة تحاط به - على عادة الجاهلية
- من ضرب بالدفوف وحداء وهيصة ! وتركوا رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ]
قائما . فيما عدا اثني عشر من الراسخين فيهم أبو بكر وعمر بقوا يستمعون
! كما تذكر الروايات. .

وهي حادثة تكشف
بذاتها عن مدى الجهد الذي بذل في تربية تلك الجماعة الأولى حتى انتهت إلى
ما انتهت إليه من عزة وكرامة ورفعة ; وحتى صارت ذلك النموذج الفريد في
تاريخ الإسلام وفي تاريخ البشرية جميعا . وتلهمنا الصبر على مشقة بناء
النفوس في أي جيل من الأجيال , لتكوين الجماعة المسلمة التي تنهض بحمل
أمانة هذه العقيدة , وتحاول تحقيقها في عالم الواقع كما حققتها الجماعة
الأولى.


******


وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
 الموضوع : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 _
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 Emptyالأربعاء 6 يوليو 2011 - 2:54 

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثامن و العشرون
(14)
وبعض آيات من سورة المنافقون


صدق القلب قبل قول اللسان


إِذَا
جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ
الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ – 1 اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً
فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ - 2
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ
فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ - 3



بنيت كل مبادئ المعاملات في الإسلام على الإخلاص , والعمل الصالح ظاهرا وباطنا ...
وقد حذرنا ربنا
من طائفة من الناس أشد خطرا من الكافرين . أولئك هم المنافقون.. فقد ورد
التحذير منهم في صدر سورة البقرة . قال تعالى :
وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا
هُمْ بِمُؤْمِنِينَ – 8 يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا
يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ – 9 فِي قُلُوبِهِمْ
مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا
كَانُوا يَكْذِبُونَ – 10 ...

وقد بين لنا ربنا علماتهم في التعاملات فقال تعالى:

وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ
مُصْلِحُونَ – 11 أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا
يَشْعُرُونَ – 12


أي: إذا نهي هؤلاء المنافقون عن الإفساد في الأرض, وهو العمل بالكفر والمعاصي..﴿ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴾
فجمعوا بين العمل بالفساد في الأرض, وإظهارهم أنه ليس بإفساد بل هو إصلاح,
قلبا للحقائق, وجمعا بين فعل الباطل واعتقاده حقا، وهذا أعظم جناية ممن
يعمل بالمعصية, مع اعتقاد أنها معصية فهذا أقرب للسلامة, وأرجى لرجوعه...


﴿ ألا إنهم هم المفسدون ﴾
فإنه لا أعظم فسادا ممن كفر بآيات الله, وصد عن سبيل الله، وخادع الله
وأولياءه, ووالى المحاربين لله ورسوله, وزعم مع ذلك أن هذا إصلاح, فهل بعد
هذا الفساد فساد؟"

والعمل بالمعاصي
في الأرض إفسادا, لأنه يتضمن فساد ما على وجه الأرض من الحبوب والثمار
والأشجار, والنبات, بما يحصل فيها من الآفات بسبب المعاصي، ولأن الإصلاح في
الأرض أن تعمر بطاعة الله والإيمان به, لهذا خلق الله الخلق, وأسكنهم في
الأرض, وأدر لهم الأرزاق, ليستعينوا بها على طاعته وعبادته، فإذا عمل فيها
بضده, كان سعيا فيها بالفساد فيها, وإخرابا لها عما خلقت له...


﴿
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ
كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا
يَعْلَمُونَ – 13 ﴾


أي:
إذا قيل للمنافقين آمنوا كما آمن الناس, أي: كإيمان الصحابة رضي الله
عنهم، وهو الإيمان بالقلب واللسان, قالوا بزعمهم الباطل: أنؤمن كما آمن
السفهاء ؟ فرد الله ذلك عليهم, وأخبر أنهم هم السفهاء على الحقيقة, لأن
حقيقة السفه جهل الإنسان بمصالح نفسه, وسعيه فيما يضرها, وهذه الصفة منطبقة
عليهم وصادقة عليهم، كما أن العقل والحجا, معرفة الإنسان بمصالح نفسه,
والسعي فيما ينفعه, وفي دفع ما يضره، وهذه الصفة منطبقة على المؤمنين
وصادقة عليهم، فالعبرة بالأوصاف والبرهان, لا بالدعاوى المجردة, والأقوال
الفارغة...


*****
وهذه السورة
تبدأ بوصف طريقتهم في مداراة ما في قلوبهم من الكفر , وإعلانهم الإسلام
والشهادة بأن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] هو رسول الله . وحلفهم كذبا
ليصدقهم المسلمون , واتخاذهم هذه الأيمان وقاية وجنة يخفون وراءها حقيقة
أمرهم , ويخدعون المسلمين فيهم ..


إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ
وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ – 1

فهم
كانوا يجيئون إلى رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] فيشهدون بين يديه
برسالته شهادة باللسان , لا يقصدون بها وجه الحق , إنما يقولونها للتقية ,
وليخفوا أمرهم وحقيقتهم على المسلمين . فهم كاذبون في أنهم جاءوا ليشهدوا
هذه الشهادة , فقد جاءوا ليخدعوا المسلمين بها , ويداروا أنفسهم بقولها .
ومن ثم يكذبهم الله في شهادتهم بعد التحفظ الذي يثبت حقيقة الرسالة:
( والله يعلم إنك لرسوله ). . ( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )


******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
 الموضوع : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 _
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 Emptyالأربعاء 6 يوليو 2011 - 2:54 

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثامن و العشرون
(15)
وبعض آيات من سورة المنافقون

لواء الأعزاء

نستكمل الحديث عن موقف المنافقين تجاه المؤمنين, ومحاولتهم التعالي بالباطل عليهم ...


يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ

وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ – 8

عرض
"عبد الله بن عبد الله بن أبي" على رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] أن
يكل إليه أشق عمل على النفس البشرية - أن يقتل أباه المنافق صاحب مقولة :
ليخرجن الأعز منها الأذل. وهو يقول : فوالله لقد علمت الخزرج ما كان لها
من رجل أبر بوالده مني..

ويرد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا . . ومن قبل هذا يكف عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رأيه بقتل ذلك المنافق ويقول له : فكيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ؟
وأخيرا نقف أمام
المشهد الرائع لعبد الله بن عبد الله بن أبي . وهو يأخذ بسيفه - عند مدخل
المدينة - على أبيه فلا يدعه يدخل بسبب مقولته: ( ليخرجن الأعز منها الأذل
). ليعلمه أن رسول الله هو الأعز . وأنه هو الأذل . ويظل يقفه حتى يأتي
رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] فيأذن له فيدخلها بإذنه .


ويتقرر بالتجربة الواقعة من هو الأعز ومن هو الأذل . في نفس الواقعة . وفي ذات الأوان..


( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ )

ويضم الله - سبحانه - رسوله والمؤمنين إلى رحابه , ويضفي عليهم من عزته , وهو تكريم هائل لا يكرمه إلا الله العزيز الحكيم....
وأي تكريم بعد أن يوقف الله - سبحانه - رسوله والمؤمنين معه إلى رحابه .

فهذا لواء الأعزاء . وهذا هو الصف العزيز..


وصدق الله : ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ )
فجعل العزة صنو الإيمان في القلب المؤمن . العزة المستمدة من عزته تعالى .
العزة التي لا تهون ولا تهن , ولا تنحني ولا تلين .. فإذا استقر الإيمان
ورسخ فالعزة معه مستقرة راسخة....


وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ

وكيف يعلمون وهم لا يتذوقون هذه العزة ولا يتصلون بمصدرها الأصيل؟

قال تعالى في سورة فاطر:

مَنْ كَانَ
يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ
الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ
يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ
يَبُورُ - 10


إن
العزة كلها لله تعالى . وليس شيء منها عند أحد سواه . فمن كان يريد العزة
فليطلبها من مصدرها الذي ليس لها مصدر غيره . ليطلبها عند الله , فهو
واجدها هناك وليس بواجدها عند غيره ,


والعزة
الصحيحة حقيقة تستقر في القلب قبل أن يكون لها مظهر في دنيا الناس . حقيقة
تستقر في القلب فيستعلي بها على كل أسباب الذلة والانحناء لغير الله .
حقيقة يستعلي بها على نفسه أول ما يستعلي . يستعلي بها على شهواته المذلة ,
ورغائبه القاهرة , ومخاوفه ومطامعه من الناس وغير الناس . ومتى استعلى على
هذه فلن يملك أحد وسيلة لإذلاله وإخضاعه . فإنما تذل الناس شهواتهم
ورغباتهم , ومخاوفهم ومطامعهم...


*******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
 الموضوع : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 _
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 Emptyالأربعاء 6 يوليو 2011 - 2:55 

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثامن و العشرون
(16)
وبعض آيات من آخر سورة المنافقون


النهي عن الغفلة والتلهي


يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا
أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْخَاسِرُونَ – 9 وَأَنفِقُوا مِن مَّا
رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ
رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن
مِّنَ الصَّالِحِينَ – 10 وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ - 11



فحين
نتذكر الله تعالى نرى كل شئ على حقيقته , فنرى المال الذي قد وهبه للبشر
لكي ينعموا به وييسر توزيع الثروة على الجميع – هذا المال يحاول بعض الناس
من الغافلين أن يجعلوه في خزائنهم , لا يجعلوه سبب في التقدم أو التطور ..
بل حرمان الفقراء من حقهم في الحياة ومن هذا المال , فتعيش تحت خط الفقر
بسبب من عاش ليجمع المال ويكنزه ويتلهى به .


وكذلك
الأولاد حين نهمل تربيتهم وتعليمهم , فحينئذ لا نقدر نعمة الله تعالى
علينا.. فالأولاد هم الثروة البشرية لأي دولة فهم المستقبل, فيجب رعايتهم
واستغلال هذه الثروة في النهضة والتقدم.


والأموال
والأولاد ملهاة ومشغلة إذا لم يستيقظ القلب , ويدرك غاية وجوده , ويشعر أن
له هدفا أعلى يليق بالمخلوق الذي نفخ الله فيه من روحه .

وقد منحه الأموال والأولاد ليقوم بالخلافة في الأرض لا لتلهيه عن ذكر الله والاتصال بالمصدر الذي تلقى منه ما هو به إنسان .
ومن يغفل عن الاتصال بذلك المصدر , ويلهه عن ذكر الله ليتم له هذا الاتصال ( فأولئك هم الخاسرون ). .
وأول ما يخسرونه
هو هذه السمة . سمة الإنسان . فهي موقوفة على الاتصال بالمصدر الذي صار به
الإنسان إنسانا . ومن يخسر نفسه فقد خسر كل شيء . مهما يملك من مال ومن
أولاد..


( وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم )

فيذكرهم بمصدر هذا الرزق الذي في أيديهم . فهو من عند الله الذي آمنوا به والذي يأمرهم بالإنفاق..

( مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ )

فيترك كل شيء وراءه لغيره ; وينظر فلا يجد أنه قدم شيئا لنفسه , وهذا أحمق الحمق وأخسر الخسران..
ثم يرجو حينئذ ويتمنى أن لو كان قد أمهل ليتصدق وليكون من الصالحين وأنى له هذا ? : ( ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها )
وأنى له ما يتقدم به ? ( والله خبير بما تعملون )

إنها
اللمسات المنوعة في الآية الواحدة . في مكانها المناسب بعد عرض سمات
المنافقين وكيدهم للمؤمنين . ولواذ المؤمنين بالله الذي يقيهم كيد
المنافقين . . فما أجدرهم إذن أن ينهضوا بتكاليف الإيمان , وألا يغفلوا عن
ذكر الله . وهو مصدر الأمان...

وهكذا يربي الله المسلمين بهذا القرآن العظيم..


******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
 الموضوع : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 _
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 Emptyالأربعاء 6 يوليو 2011 - 2:56 

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثامن و العشرون
(17)
وبعض آيات من آخر سورة التغابن


يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ - 1

التسبيح
هو التنزيه لله سبحانه وتعالى, فنشعر بالقدرة الإلهية ونرى آثارها
المشهودة في الكون , ونحسها في ذوات الأنفسنا بآثارها المشهودة والمدركة.
ونرى القدرة الإلهية محيطة بكل شيء , مهيمنة على كل شيء , مدبرة لكل شيء ,
حافظة لكل شيء , سواء في ذلك الكبير والصغير والجليل والحقير..

فيعيش المؤمن
شاعرا بقدرة الله وهيمنته , شاعرا بعلمه ورقابته , شاعرا بقهره وجبروته على
الظالمين , شاعرا برحمته وفضله على المؤمنين, شاعرا بقربه منه في كل حال .

فالمؤمن يحس بالوجود كله متجها إلى خالقه فيتجه معه , مسبحا بحمد ربه فيشاركه تسبيحه , ويعمل بأمره وحكمته فيخضع لشريعته وقانونه . .

لَهُ الْمُلْكُ

فالشريعة الإسلامية قامت على العدل والحرية والمساواة بين البشر.

العدل

قال تعالى في سورة النحل:

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ

وَالْإِحْسَانِ
وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ
وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ - 90


فالعدل
الذي أمر الله به يشمل العدل في حقه وفي حق عباده، فالعدل في ذلك أداء
الحقوق كاملة موفرة بأن يؤدي العبد ما أوجب الله عليه من الحقوق المالية
والبدنية والمركبة منهما في حقه وحق عباده، ويعامل الخلق بالعدل التام،
فيؤدي كل إنسان ما عليه تحت ولايته سواء في ذلك ولاية الإمامة الكبرى،
وولاية القضاء ونواب الحاكم، ونواب القاضي...


والعدل هو ما فرضه الله تعالى علي المؤمنين في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وأمرهم بسلوكه.
ومن العدل في
المعاملات أن تعاملهم في عقود البيع والشراء وسائر المعاوضات، بإيفاء جميع
ما عليك فلا تبخس لهم حقا ولا تغشهم ولا تخدعهم وتظلمهم.

فالعدل واجب شرعي في الإسلام..

******

الحرية


الحرية في الإسلام حرية شاملة لكل جوانب الحياة منضبطة بشريعة الله تعالى , فلا تحلل ولا انحراف لتلك الحرية.

أولا حرية العقيدة :

قال تعالى : لَا
إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ
يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ
بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ – 256 البقرة

يخبر تعالى أنه
لا إكراه في الدين لعدم الحاجة إلى الإكراه عليه، لأن الإكراه لا يكون إلا
على أمر خفية أعلامه، غامضة أثاره، أو أمر في غاية الكراهة للنفوس، وأما
هذا الدين القويم والصراط المستقيم فقد تبينت أعلامه للعقول، والقلب يتطلع
إلى معرفة ربه الذي خلقه, فالدين أمر محبب إلى نفوس المؤمنين.. ولذلك نهى
الإسلام عن الإكراه في الدين فلم يعلم في تاريخ الإسلام على مر العصور أن
دخل أحد من الناس إلى الإسلام مرغما..



ثانيا حرية الرأي


فقد ورد في الحديث الشريف عند غزوة بدر: أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه : أشيروا علي في المنزل ، فقال
الحباب بن المنذر لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيت هذا المنزل أمنزل
أنزلكه الله فليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخره ؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل هو الرأي والحرب والمكيدة . قال :
فإن هذا ليس بمنزل انطلق بنا إلى أدنى ماء القوم...
. إلى أخر الحديث

ويدل ذلك إلى أهمية حرية الرأي في الإسلام وكيف أرساها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المسلمين.


ثالثا حرية التفكير


قال تعالى في سورة سبأ: قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا .....-46
أي: تنهضوا بهمة, ونشاط, وقصد لاتباع الصواب, وإخلاص للّه, مجتمعين, ومتباحثين في ذلك بإعمال الفكر والتدبر في حرية مطلقة.
متناظرين بين فردين, أو فرادى, كل واحد يخاطب نفسه بذلك.
فإذا قمتم للّه,
مثنى وفرادى, واستعملتم فكركم, وتدبرتم أحوال رسولكم بكل حرية سوف تصلون
إلى الحقيقة حتما. ولكن الإنسان يعرض عن ذلك إلا ما رحم ربي.

وقال تعالى في سورة البقرة: ... يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ - 219 فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ....220
هل تجد إتاحة للتفكير أكثر من ذلك في دساتير العالم؟

( يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ - فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ )

رابعا حرية التعبير

روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
ركب عمر بن الخطاب منبر رسول الله ثم قال : أيها الناس لا أعرفن ما زاد رجل في صداق امرأة على أربعمائة درهم . ثم نزل ,
فاعترضته امرأة
من قريش , فقالت : يا أمير المؤمنين , نهيت الناس أن يزيدوا النساء في
صداقهن على أربعمائة درهم ؟ قال : نعم . فقالت : أما سمعت ما أنزل الله في
القرآن ؟ قال : وأي ذلك ؟ فقالت : أما سمعت الله يقول : ( وآتيتم إحداهن قنطارا ) الآية النساء : 20 .

فقال : اللهم
غفرا , كل الناس أفقه من عمر . ثم رجع فركب المنبر فقال : أيها الناس , إني
كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صداقهن على أربعمائة درهم , فمن شاء أن
يعطي من ماله ما أحب فليفعل.

المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/478

ونفهم
من الرواية السابقة أن شريعة الإسلام كفلت حرية التعبير لكل الناس حتى أن
المرأة المؤمنة الفقيهة تناقش أمير المؤمنين في حكم أصدره وتثبت له عدم
صحته و ينزل على رأيها لأنها على الحق ومعها الدليل .

فهل نرى مثل ذلك في أي دولة في العالم؟ يتخذ الملك قرارا ثم يناقشه أحد من الرعية في صحة ذلك القرار.؟


خامسا الحرية السياسية

كفل الإسلام الحرية السياسية للجميع فجعل الشورى أساس الحكم, بل جعل الشورى أسما لسورة من سور القرآن العظيم.
قال تعالى في سورة الشورى: الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ -38

وقال تعالى في سورة ال عمران: فَبِمَا
رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ
الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ
لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى
اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ - 159


فإذا
جمع ولي الأمر أهل الرأي والفضل وشاورهم في حادثة من الحوادث - اطمأنت
نفوسهم وأحبوه، وعلموا أنه ليس بمستبد عليهم، وإنما ينظر إلى المصلحة
الكلية العامة للجميع، فبذلوا جهدهم ومقدورهم في طاعته، لعلمهم بسعيه في
مصالح العموم، بخلاف من ليس كذلك، فإنهم لا يكادون يحبونه محبة صادقة، ولا
يطيعونه وإن أطاعوه فطاعة غير تامة..


ومما
سبق يتضح لنا وللعالم شمول شريعة الإسلام على ضمانات الحق والعدل والحرية
والمساواة بين البشر. لأنها صادرة من مالك الملك ( الله جل جلاله )


يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ - 1

*******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
 الموضوع : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 _
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 Emptyالأربعاء 6 يوليو 2011 - 2:56 

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثامن و العشرون
(18)
وبعض آيات من آخر سورة التغابن


فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ – 8

إن العصمة من الهلاك والشقاء هو الإيمان بالله ورسوله وكتابه وسماه الله نورًا.
فإن النور ضد الظلمة، وما في الكتاب الذي أنزله الله من الأحكام والشرائع والأخبار، أنوار يهتدى بها في ظلمات الجهل والضلال.

جاء في الحديث: عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ستكون فتنة . قلت : فما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله, فيه نبأ ما قبلكم, و خبر ما بعدكم, و حكم ما بينكم,
هو بالفصل ليس بالهزل,
من تركه من جبار قصمه الله, و من ابتغى الهدى في غيره أضله الله, وهو حبل الله المتين, وهو الذكر الحكيم,
وهو الصراط المستقيم,
وهو الذي لا تزيغ به الأهواء, و لا تلتبس به الألسن, و لا يخلق على كثرة الرد, و لا تنقضي عجائبه,
من قال به صدق, ومن عمل به أجر, ومن حكم به عدل, ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم
الراوي: علي بن أبي طالب - المصدر: حقوق آل البيت - الصفحة أو الرقم: 22
خلاصة الدرجة: مشهور

والشريعة الإسلامية جاءت لتصون أمورا خمسة ثابتة ولا يتصور أن تتغير بتغير الزمان أو المكان.

الأمر الأول: حماية الدين والعقيدة .

مع الحرية التامة لكل إنسان في إختيار عقيدته. قال تعالى: لَا
إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ
يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ
بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
– 256 البقرة

ومع هذه الحرية في العقيدة فإن الله تعالى حذرنا من الفتنة في الدين. قال تعالى: وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ....البقرة191
فحماية الدين ضرورة إيمانية لا تتغير بتغير الزمان أو المكان.

الأمر الثاني: حماية النفس بتحريم القتل.

قال تعالى في سورة النساء: ... وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا – 29
و لا يتصور أن تكون النفس الإنسانية مهدرة في أي زمان أو مكان.

الأمر الثالث: حماية العقل بتحريم الخمر.

قال تعالى في سورة المائدة: يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ
وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ
فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
– 90

ويعلم العالم ما تعانيه البشرية من تأثير الخمر من تغيب للعقل وإهدار لكرامة الإنسان, وجرائم ترتكب بسبب الخمر.

الأمر الرابع : حماية الأعرض بتحريم الزنا .

قال تعالى في سورة الإسراء: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا - 32
حماية الأنساب والأعراض فطرة في داخل الإنسان الحر, ولا يتصور أن تكون الأعراض منتهكة في زمن من الأزمان .

الأمر الخامس: حمية المال.

حماية المال بتحريم السرقة وتحريم أكل أموال الناس بالباطل وتحريم الربا.
قال تعالى: يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ
بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ
....- 29 النساء

فحماية الملكية
العامة أو الخاصة من السرقة ضرورة لبقاء الجنس البشري أمنا على الأرض. ولا
يتصور أن تكون الملكية مهدرة في يوم من الأيام.


وتناولت
الشريعة الإسلامية جميع جوانب الحياة بأحكام عامة يلتزم بها واضعوا
القوانين , أولها العدل , ثانيا المساواة بين الناس, ثالث الحرية , رابعا ,
عدم الإضرار ( لا ضر ولا ضرار ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.


فهل بعد هذا البيان لأعظم شريعة على وجه الأرض- يعترض عليها عاقل؟
فالشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع .
ولا يعقل أن
يكون المصدر للتشريع القانون الروماني أو القانون الفرنسي لكونهما من وضع
البشر وبهما مخالفات شرعية كثيرة لاتتفق مع الأخلاق الإسلامية الرفيعة.


فالمصادر
البشرية ضررها أكثر من نفعها، وشرها أكثر من خيرها، بل لا خير فيها ولا
نفع، إلا ما وافق ما جاءت به الرسل، والإيمان بالله ورسوله وكتابه، يقتضي
الجزم التام، واليقين الصادق بها، والعمل بمقتضى ذلك التصديق، من امتثال
الأوامر، واجتناب المناهي ﴿ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ فيجازيكم بأعمالكم الصالحة والسيئة.


ما أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ - 11
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ – 12 اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ – 13

فأهل الإيمان أهدى الناس قلوبًا.
وحقيقة التوحيد هي أساس التصور الإيماني كله . ومقتضاها أن يكون التوكل عليه وحده . فهذا هو أثر التصور الإيماني في القلوب.

﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾ أي: في امتثال أمر الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فإن طاعة الله وطاعة رسوله، مدار السعادة، وعنوان الفلاح، ﴿ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ ﴾ عن طاعة الله وطاعة رسوله، ﴿ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾
أي: يبلغكم ما أرسل به إليكم، بلاغًا واضحا تقوم عليكم به الحجة، وليس
بيده من هدايتكم، ولا من حسابكم من شيء، وإنما يحاسبكم على القيام بطاعة
الله وطاعة رسوله، أو عدم ذلك، عالم الغيب والشهادة الله جل جلاله.


*******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
 الموضوع : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 _
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 Emptyالأربعاء 6 يوليو 2011 - 2:57 

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثامن و العشرون
(19)
وبعض آيات من سورة الطلاق


عشنا
في اللقاء السابق مع بيان الأمور الثابتة التي جاءت الشريعة لمعالجتها
بنصوص ثابتة , حيث أنها مرتبطة بحياة الإنسان ودينه وماله وعرضه وهي أمور
لا تتبدل بتبدل الزمان أو المكان..

أما الأمور
المستجدة والأعراف المتغيرة بين الشعوب وضعت لها مبادئ عامة توضع القوانين
في إطارها , كالحكم بالعدل , وعدم الضرر, والمصالح المرسلة, ودفع الضرر
مقدم على جلب المنفعة , الى أخر التعريفات الفقهية في هذا الباب.


واليوم نعيش جانبا من جوانب فقه الأحوال الشخصية الخاصة بتنظيم الأسرة في المجتمع الإسلامي..


يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ
لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا
تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ
بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ
حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ
يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً - 1


قد سبق ورود بعض من أحكام الطلاق في سورة البقرة , قال تعالى:
الطَّلَاقُ
مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا
يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا
أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا
يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ
تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ
اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ -229

فَإِنْ
طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا
غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا
إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ
يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ - 230 وَإِذَا
طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ
بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا
لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا
تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ
عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ
يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ
شَيْءٍ عَلِيمٌ – 131


********

وقد تضمنت سورة الطلاق بيان الوقت الذي يمكن أن يقع فيه الطلاق الذي يقبله الله ويجري وفق سنته: ( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن )
وحق المطلقة وواجبها في البقاء في بيتها - وهو بيت مطلقها - فترة العدة لا تخرج ولا تخرج إلا أن تأتي بفاحشة مبينة: ( لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ).
وحقها بعد
انقضاء العدة في الخروج لتفعل بنفسها ما تشاء , ما لم يكن الزوج قد راجعها
وأمسكها في فترة العدة , لا ليضارها ويؤذيها بهذا الإمساك ويعطلها عن
الزواج , ولكن لتعود الحياة الزوجية بينهما بالمعروف: ( فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف ). .

وهذا مع الإشهاد على الإمساك أو الفراق: ( وأشهدوا ذوي عدل منكم ).
وفي سورة البقرة
بين مدة العدة للمطلقة ذات الحيض - وهي ثلاثة قروء بمعنى ثلاث حيضات أو
ثلاثة أطهار من الحيضات على خلاف فقهي - وهنا بين هذه المدة بالنسبة للآيسة
التي انقطع حيضها وللصغيرة التي لم تحض:
( واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن ) .

وبين عدة الحامل: ( وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ).
ثم فصل حكم المسكن الذي تعتد فيه المعتدة ونفقة الحمل حتى تضع : ( أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم , ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن . وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )...

ثم
جاء حكم الرضاعة لولد المطلقة حين تضعه , وأجر الأم على الرضاعة في حالة
الإتفاق بينها وبين أبيه على مصلحة الطفل بينهما , وفي حالة إرضاعه من
أخرى:
( فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف . وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى ) ..

ثم زاد حكم النفقة والأجر في جميع الحالات تفصيلا , فجعله تابعا لحالة الزوج وقدرته: ( لينفق ذو سعة من سعته , ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله . لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها )...
وهكذا تتبعت النصوص سائر الحالات , وما يترتب عليها , بأحكام مفصلة دقيقة في رفق وفي دقة وفي وضوح.

نستكملها إن شاء الله تعالى في اللقاء القادم

******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
 الموضوع : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 _
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 Emptyالأربعاء 6 يوليو 2011 - 2:57 

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثامن و العشرون
(20)
وبعض آيات من سورة الطلاق


مما لا شك فية أن الطلاق أبغض الحلال عند الله تعالى , ولكنه ضرورة في بعض الحالات النادرة إن وجدت في المجتمع المؤمن الأمن.
ولكونه ضرورة
قام بإجازته قانونا- الدول الأوربية - رغم تحريمه في شريعتهم, ولكن مبدأ
حرية الإنسان ومصلحته مقدم وخاصة في الدول المتحضرة.


والمتأمل
في شريعة الإسلام يجد أن جميع الآيات التي جاءت في هذا الموضوع تؤدي إلى
الإصلاح بين الزوجين , ولا يكون الطلاق إلا عند استحالة الحياة الزوجية ..


*****

قال تعالى في سورة النساء : وَعَاشِرُوهُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا
وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا – 19


وقال تعالى : وَإِنْ
خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ
وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ
بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا – 35

أي: وإن خفتم الشقاق بين الزوجين والمباعدة والمجانبة التي تؤدي إلى الطلاق ﴿ فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا ﴾ أي: رجلين مكلفين مسلمين عدلين عاقلين مخلصين ومن الأهل يعرفان ما بين الزوجين . لأنه لا يصلح حكما إلا من اتصف بتلك الصفات.
فينظران ما ينقم كل منهما على صاحبه، ثم يلزمان كلا منهما ما يجب،
ولهذا قال:﴿ إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ﴾ أي: بسبب الإخلاص في الصلح والرأي الميمون والكلام الذي يجذب القلوب ويؤلف بين القرينين.
وقال تعالى في نفس السورة: وَإِنِ
امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ
عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ
وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ
اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا – 128

أي: إذا خافت
المرأة نشوز زوجها أي: ترفعه عنها وعدم رغبته فيها وإعراضه عنها، فالأحسن
في هذه الحالة أن يصلحا بينهما صلحا بأن تسمح المرأة عن بعض حقوقها اللازمة
لزوجها ويسمح الزوج لزوجته عن بعض حقوقه, على وجه تبقى معها الحياة
الزوجية.

ولهذا قال: ﴿ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾

وبذلك ندرك حرص شريعة الإسلام على إدامة الحياة الزوجية دون شقاق.


******

أما في حالة النزاع الذي يصر فيه كلا الزوجين على الطلاق . فوضعت الشريعة شروطا وضوابط قد تحول دون الطلاق..
وهي عوامل نفسية
يعلمها الله تعالى..وقد ثبت في كثير من الحالات التي التزمت بهذه الضوابط ,
أن ذهب بين الزوجين حالة الإحتقان وعادت المودة والرحمة ترفرف
بينهما...وخاصة إذا كان القرآن العظيم يتلى في البيت , فسورة البقرة طاردة
للشياطين وللسحر وكذلك سورة يس..

فإن معظم الخلافات نزغ من الشيطان.

*******


يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ
لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ, لَا
تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ
بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ, وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ
حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ
يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا - 1

فَإِذَا
بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ
بِمَعْرُوفٍ, وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا
الشَّهَادَةَ لِلَّهِ, ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ, وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ
مَخْرَجًا – 2 وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا
يَحْتَسِبُ, وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ
اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا – 3


*******

الشرط الأول : موعد الطلاق
( الطهر الذي لم تمس فيه الزوجة )


﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ ﴾ أي: أردتم طلاقهن فالتمسوا لطلاقهن الأمر المشروع، ولا تبادروا بالطلاق من حين يوجد سببه، من غير مراعاة لأمر الله.
﴿ فطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ﴾ أي: لأجل عدتهن، بأن يطلقها زوجها وهي طاهر، في طهر لم يمسسها فيه، وهذا شرط مهم يغفل عنه الكثير من الناس.

فهذا
الطلاق هو الذي تكون العدة فيه واضحة بينة، بخلاف ما لو طلقها وهي حائض،
فإنها لا تحتسب تلك الحيضة، التي وقع فيها الطلاق، وتطول عليها العدة بسبب
ذلك، وكذلك لو طلقها في طهر قد مسها فيه، فإنه لا يؤمن عدم حملها، فلا
يتبين و لا يتضح بأي عدة تعتد.


وفي
الحديث, عن عبدالله بن عمر ؛ أنه طلق امرأة له وهي حائض . تطليقة واحدة .
فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يراجعها ثم يمسكها حتى تطهر . ثم
تحيض عنده حيضة أخرى . ثم يمهلها حتى تطهر من حيضتها . فإن أراد أن يطلقها
فليطلقها حين تطهر من قبل أن يمس . فتلك العدة التي أمر الله أن يطلق لها
النساء.

الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1471
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وأمر
تعالى بإحصاء العدة، أي: ضبطها بالحيض إن كانت تحيض، أو بالأشهر إن لم تكن
تحيض، وليست حاملاً، فإن في إحصائها أداء لحق الله، وحق الزوج المطلق، وحق
من سوف سيتزوجها بعد، وحقها في النفقة ونحوها .



الشرط الثاني : عدم خروج الزوجة من بيتها.


﴿ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ ﴾ مدة العدة، بل يلزمن بيوتهن الذي طلقها زوجها وهي فيها.
﴿ وَلَا يَخْرُجْنَ ﴾ أي: لا يجوز لهن الخروج منها، أما النهي عن إخراجها، فلأن المسكن، يجب على الزوج للزوجة ، لتكمل فيه عدتها التي هي حق من حقوقه.
وأما النهي عن خروجها، فلما في خروجها، من إضاعة حق الزوج وعدم صونه.
ويستمر هذا النهي عن الخروج من البيوت، والإخراج إلى تمام العدة.
﴿ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ﴾ أي: بأمر قبيح واضح .
﴿ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ﴾ أي: التي حددها لعباده وشرعها لهم، وأمرهم بلزومها، والوقوف معها،
﴿ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ ﴾ بالتجاوز أو التقصير عنها، ﴿ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ﴾ أي: بخسها حظها، وأضاع نصيبه من اتباع حدود الله التي هي الصلاح في الدنيا والآخرة.

﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ﴾
ولعل إذا نسبت لله تفيد التحقيق أي: شرع الله مدة العدة، وحدد الطلاق بها،
لحكم عظيمة, تزول فيها أسباب الطلاق وتعود المودة والرحمة ، فيراجع من
طلقها، ويستأنف عشرتها. فيزول ذلك السبب في مدة العدة، فيراجعها لانتفاء
سبب الطلاق.

ومن الحكم: أنها مدة التربص، يعلم فيها البراءة من الحمل.

وقوله: ﴿ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ ﴾ أي: إذا قاربن انقضاء العدة، لأنهن لو خرجن من العدة، لم يكن الزوج مخيرًا بين الإمساك والفراق. ﴿ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ﴾ أي: على وجه المعاشرة الحسنة ، والصحبة الجميلة، لا على وجه الضرار، وإرادة الشر والحبس، فإن إمساكها على هذا الوجه، لا يجوز، ﴿ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ﴾ أي: فراقًا لا محذور فيه، من غير تخاصم، ولا قهر لها على أخذ شيء من مالها.


الشرط الثالث: الأشهاد على الطلاق.


﴿ وَأَشْهِدُوا ﴾ على طلاقها ورجعتها ﴿ ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ﴾ أي: رجلين مسلمين عدلين، لأن في الإشهاد المذكور، سدًا لباب المخاصمة.
﴿ وَأَقِيمُوا ﴾ أيها الشهداء ﴿ الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ﴾ أي: ائتوا بها على وجهها، من غير زيادة ولا نقص، واقصدوا بإقامتها وجه الله وحده.

﴿ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾

فإن الإيمان يوجب على أصحابه العمل بشريعة الله تعالى وتحري تنفيذها بدقة ووعي حتى يشيع بيننا المودة والرحمة .
فالأسرة هي
اللبنة للمجتمع فإن صلحت صلح المجتمع وإن فسدت فسد المجتمع. ولذلك وجب
الإهتمام بفهم مقاصد الشريعة التي مبناها الرحمة للعالمين.


وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا – 2
وَيَرْزُقْهُ
مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ, وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ
حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ
شَيْءٍ قَدْرًا – 3


*******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
 الموضوع : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 _
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 Emptyالأربعاء 6 يوليو 2011 - 2:58 

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثامن و العشرون
(21)
وبعض آيات من سورة الطلاق

حقوق الطفل

نستكمل
إن شاء الله تعالى بعض من أحكام الأحوال الشخصية التي جاءت مفصلة ومحكمة
وذلك لأنها من الأمور التي لا تتغير بتغير الزمان أو المكان ...فالأسرة هي
الكيان الشرعي والوحيد للعلاقة بين الرجل والمرأة, والحرص على إدامة هذا
الكيان هو الأصل في الإسلام.

وقد رأينا في
اللقاءات السابقة كيف وضعت الحلول للمشكلات التي تعتري الحياة الزوجية
...ورأينا الشروط التي وضعت عند العزم على الطلاق...وكلها كفيلة- لو فعلها
الإنسان – بأن تحول دون وقوع الطلاق,
حتى تنشأ أجيال بين أحضان أبوين متحابين في الله تعالى. رضيا بالصبر من أجل أولادهما.

*****

ونتكلم اليوم إن شاء الله تعالى عن حماية الطفل حال وقوع الطلاق.


أَسْكِنُوهُنَّ
مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا
عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى
يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ, فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ
وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ, وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ
لَهُ أُخْرَى – 6

لِيُنفِقْ
ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ
مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ, لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا
سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً – 7



ما يترتب على الطلاق
من نفقة وسكن ورضاع


أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ

هذا هو البيان
الأخير لتفصيل مسألة الإقامة في البيوت , والإنفاق في فترة العدة - على
اختلاف مدتها . فالمأمور به هو أن يسكنوهن مما يجدون هم من سكنى . لا أقل
مما هم عليه في سكناهم , وما يستطيعونه حسب مقدرتهم وغناهم . غير عامدين
إلى مضارتهم سواء بالتضييق عليهن في فسحة المسكن أو مستواه أو في المعاملة
فيه .

وخص ذوات الأحمال بذكر النفقة - مع وجوب النفقة لكل معتدة .
فأوجب النفقة حتى الوضع , وهو موعد انتهاء العدة لزيادة الإيضاح التشريعي...
ثم فصل مسألة
الرضاعة فلم يجعلها واجبا على الأم بلا مقابل . فما دامت ترضع الطفل
المشترك بينهما , فمن حقها أن تنال أجرا على رضاعته تستعين به على حياتها
وعلى إدرار اللبن للصغير , وهذا منتهى المراعاة للأم في هذه الشريعة .

وفي الوقت ذاته
أمر الأب والأم أن يأتمرا بينهما بالمعروف في شأن هذا الوليد , ويتشاورا في
أمره ورائدهما مصلحته , وهو أمانة بينهما , فلا يكون فشلهما نكبة على
الصغير البريء .

وهذه هي المياسرة التي يدعوهما الله إليها . فأما إذا تعاسرا ولم يتفقا بشأن الرضاعة وأجرها , فالطفل مكفول الحقوق: ( فسترضع له أخرى ). دون اعتراض من الأم ودون تعطيل لحق الطفل في الرضاعة , بسبب تعاسرهما بعد فشلهما...
ثم يفصل الأمر في قدر النفقة . فهو اليسر والتعاون والعدل . لا يجور هو , ولا تتعنت هي .
فمن وسع الله
عليه رزقه فلينفق عن سعة . سواء في السكن أو في نفقة المعيشة أو في أجر
الرضاعة . ومن ضيق عليه في الرزق , فليس عليه من حرج .

فالله لا يطالب أحدا أن ينفق إلا في حدود ما آتاه . فهو المعطي , ولا يملك أحد أن يحصل على غير ما أعطاه الله تعالى .
فليس هناك مصدر آخر للعطاء غير هذا المصدر , وليست هناك خزانة غير هذه الخزانة: ( لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها )
ثم لمسة الإرضاء , وإفساح الرجاء , للاثنين على السواء

سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً

فالأمر منوط
بالله في الفرج بعد الضيق , واليسر بعد العسر . فأولى لهما إذن أن يعقدا به
الأمر كله , وأن يتجها إليه بالأمر كله , وأن يراقباه ويتقياه والأمر كله
إليه . وهو المانح المانع . القابض الباسط . وبيده الضيق والفرج , والعسر
واليسر , والشدة والرخاء.


وهذا
العلاج الشامل الكامل , وهذه اللمسات المؤثرة العميقة , وهذا التوكيد
الوثيق المتكرر . . هذه كلها هي الضمانات الوحيدة في هذه المسألة لتنفيذ
الشريعة المقررة . فليس هناك ضابط إلا حساسية الضمائر وتقوى القلوب .

وإن كلا الزوجين ليملك مكايدة صاحبه حتى تنفقئ مرارته إذا كانت الحواجز هي فقط حواجز القانون .

وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ

فالأمر بعدم المضارة يشمل النهي عن ألوان من العنت لا يحصرها نص قانوني مهما اتسع .
فالأمر هنا أكبر من القانون الذي يحكم الظواهر, إنما هو الخوف من الله
المطلع على السرائر , المحيط بكل شيء علما . وإلى التعويض الذي يعده الله للمتقين في الدنيا والآخرة .
وإن الزوجين
ليفارقان - في ظل تلك الأحكام والتوجيهات - وفي قلوبهما بذور للود والرحمة
تعود على حياتهما وحياة أولادهما في الدنيا والأخرة.


*******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
 الموضوع : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

واسلاماه
المراقبة العامة

المراقبة العامة
واسلاماه


المشاركات :
3822


تاريخ التسجيل :
23/06/2009


الجنس :
انثى

الحمدلله


مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 _
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 Emptyالجمعة 8 يوليو 2011 - 15:00 

جزاك الله خيرا أختنا في الله
متعكم الله بالصحة والعافية
بارك الله فيما قدمت
وأثابك وتقبـّل
اللهم آمين
مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 945344
 الموضوع : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  واسلاماه

 توقيع العضو/ه:واسلاماه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أم شروق
المراقبة العامة

المراقبة العامة
أم شروق


المشاركات :
2731


تاريخ التسجيل :
12/07/2011


الجنس :
انثى

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 Caaaoa11مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 Empty

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 _
مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة - صفحة 6 Emptyالجمعة 29 يوليو 2011 - 21:33 

أثابكم الباريـ..~
و رفع قدركم..~
دمتتي بود غاليتي..,
 الموضوع : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  أم شروق

 توقيع العضو/ه:أم شروق

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

مواضيع مماثلة

+
(( تذكر جيداً: يمنع وضع صورذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنعالاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 6 من اصل 6انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تقى الإسلامية :: .:: المنتديات الشرعية ::. :: ملتقيات علوم الغاية :: القرآن الكريم-