شرح الحديث السادس والثلاثين من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
شرح الحديث السادس والثلاثين من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليومافضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 
 شرح الحديث السادس والثلاثين من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا Empty

شاطر | 
 

  شرح الحديث السادس والثلاثين من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
ام ابراهيم
نائب المدير

نائب المدير
ام ابراهيم


المشاركات :
1856


تاريخ التسجيل :
05/08/2011


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
لااله الا الله

 شرح الحديث السادس والثلاثين من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا Caaaoa11 شرح الحديث السادس والثلاثين من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا Empty

 شرح الحديث السادس والثلاثين من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا _
مُساهمةموضوع: شرح الحديث السادس والثلاثين من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا    شرح الحديث السادس والثلاثين من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا Emptyالخميس 18 أغسطس 2011 - 0:12 

عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم- قال : (
من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا؛ نفَّـس الله عنه كربة من كرب يوم
القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما
ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون
أخيه. ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلي الجنة، وما
اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم؛ إلا
نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن
عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه
). [رواه مسلم بهذا اللفظ]. )






هذا الحديث كما سمعناه أخرجه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه ، وما أخرجه مسلم مر معنا أنه ما حكمه ؟ صحيح .

قال
المصنف رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم
قال من نفث عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم
القيامة .

التنفيس هو التخفيف والإزالة ، إزالة هذه الكربة أو تخفيفها ، ولذلك في رواية من فرج عن مسلم كربة .

والكربة
هي الشدة والضيق أيا كانت سواء شدة مالية كربة مالية ، كربة بدنية ، كربة
مصيبة من المصائب ، أي شدة مرت أو تمر على الإنسان .

ومن
يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، المعسر هو الذي أثقل
كاهله بالديون وعجز عن الوفاء ، والتيسير عليه بمعني مساعدته تسديد ديونه ،
أو السعي لمساعدته لتسديد ديونه وإبراء ذمته .

ثم
قال ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ، ستر مسلما إذا رأى مسلم
مسلما آخر على فعل من الأفعال القبيحة فستر عليه فلم ينشر خبره ولا يذيع
أمره يستر الله سبحانه وتعالي عليه في الدنيا وفي الآخرة .

والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه ، هذه هي القاعدة وسنتحدث عنها إن شاء الله .

ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا إلي الجنة ، يلتمس يطلب .

ومن سمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة .

السكينة هي الطمأنينة .

وغشيتهم
الرحمة ، غشيتهم يعني غطتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة يعني أحاطت بهم
الملائكة ، وذكرهم الله في من عنده يعني في الملأ الأعلى وقيل أثني عليهم
ومدحهم ورفع شأنهم .

ثم
قال ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ، من بطع به عمله يعني منة كان عمله
الصالح قليلا ناقصا لا ينفعه نسبه مهما كان هذا النسب عاليا عند الناس فلا
يرفع قدره النسب ، وإنما الذي يرفع هو العمل .

هذا
الحديث حديث في الرجاء عظيم يفتح للمسلم آفاق العمل وآفاق الأمل ، ولذلك
احتوى هذا الحديث على أربع قواعد أو أربع وحدات مهمة جدا للمسلم أن يتنبه
لها ، وهذه القواعد أو هذه الوحدات أو المعالم أساسية في حياة الإنسان ولها
أثر كبير في حياته الدنيوية وعند الله سبحانه وتعالي .

القاعدة الأولي في الأعمال الذي يتعدى نفعها للآخرين :

الرسول
صلي الله عليه وسلم هنا ضرب ثلاثة أمثلة ، ثم أعطى القاعدة في هذا الباب
لماذا ؟ لأن الناظر أو السامع أو القارئ ربما يفهم أن الأجر أو الأثر محصور
في هذه الأمثلة والأمر ليس كذلك ، بل هذه أمثلة ثم أعطى النبي صلي الله
عليه وسلم قاعدة .

المثال الأول هو التنفيس ، تنفيس الكرب ، تفريج الكرب ، الإنسان في هذه الدنيا كما أخبر الله سبحانه وتعالي ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد:4]

في
مشقة ، هو في بطن أمه في كبد ، عند خروجه من بطن أمه في كبد ، عند بداية
الحياة في كبد ، الطفل عندما يبدأ يحبو في كبد ، عندما يبدأ يمشي في كبد ،
عندما يتلقى الحياة وهو صغير في كبد ، وعندما يكون شابا يافعا بدأت الأعمال
بدأت الأمريات بدأت التطلعات في كبد ، بدأ التخطيط للمستقبل في كبد ،
عندما يمارس الحياة في كبد ، وهكذا إلي أن يموت وهو في كبد .

من
خلال مسيرة الحياة هذه تمر مصاعب متاعب ، يختلف الإنسان ، تختلف من إنسان
علي آخر ، هنا ضيق مادي على إنسان ، هنا لم يتيسر له أموره في أمور الحياة
بعامة ، هنا مصائب موت قريب موت حبيب ، مرض من الأمراض مقعد ونحو ذلك .

هنا
يأتي مهمة المسلم الآخر وهي من نفس على مسلم كربة نفس الله عنه كربة من
كرب يوم القيامة ، إذن المسلم في هذه الحياة ليس أنانيا لا يعرف إلا نفسه
بل هو إيجابي مبادر لأن فيه روابط بينه وبين الآخرين ، هذه الروابط كيف
نستقيها من خلال الحديث ، قال من نفس عن مؤمن إذن أعلم الروابط الإيمان ،
إذن أعظم رابط الإيمان لتنفيس الكرب فكيف إذا كان مع الإيمان قرابة أو
صداقة أو جيرة أو معاملة بينه وبين الآخر يكون الأجر أعظم ، من نفس عن مسلم
كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة .

يوم القيامة فيه كرب ؟ نعم قال الله سبحانه وتعالي ﴿يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ﴿88 ﴾إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء:89]

وقال ﴿فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ﴾ [النازعـات:34]

وقال ﴿فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ﴾ [عبس:33]

﴿يَوْمٌ عَسِرٌ ﴾[القمر: من الآية8]

وقال ﴿ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾[الحج: من الآية1]

﴿يَوْمَ
تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ
ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى
وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ
﴾ [الحج:2]

إذن يوم القيامة فيه كرب وكرب شديدة ، يحتاج الإنسان أن يعمل لكي تنفس عنه يوم القيامة ، ينفس عن هذا المؤمن كربه .

هذا مثال ، المثال الآخر ( ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة )
إذن المثال الأول قد يكون في أمر ماله ، قد يكون في البدن ، قد يكون في
الحالة العامة ، لكن الآن في الأمر المالي ، قد يقول قائل لو اقتصر النبي
صلي الله عليه وسلم على المثال قد يقول مقصوده الأمور البدنية ، لكن الأمور
هنا المالية ، والحاجات الناس قائمة ، الله سبحانه وتعالي كما خلق الناس
متفاوتين في الخلقة خلقهم متفاوتين في الأرزاق ، في المال ، هذا فقير وهذا
غني وهذا مستور الحال وهذا يمشي حاله وهذا عنده زيادة اليوم وفقير غدا
ولذلك قال انتبه ومن يسر على معسر خصوصا الديون ، ولذلك هنا فائدة جانبية
قال بعض أهل العلم إن إقراض المدين أفضل من الصدقة عليه ، لماذا ؟ لأن
المتصدق مقتنع مية في المية إن الصدقة اللي فيها أجر عظيم لكن الإقراض لا
فلذلك لا يظن السامع كذلك ولذلك قال بعض أهل العلم إنها أعظم ، ومن وجه أخر
لأن الإقراض يسد حاجة الفقير ويسد حاجة الغني لأن المدين لا يلزم أن يكون
فقيرا لكن قد لا يكون عنده في هذا الوقت شيء يسدد به دينه ، ومن يسر على
معسر يسر الله عليه في الدنيا وفي الآخرة ، إذاً الدنيا في الآخرة هناك يوم
عسر كما قال الله سبحانه وتعالي فإذن ييسر لك الأمر في الآخرة .

ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة :

بنى
آدم خطاء وهكذا جبل الإنسان فطر الإنسان ، يخطئ ليلا ونهارا وقد يخطئ بقصد
وقد يخطئ بغير قصد ، وقد تقع عين الأخر على خطئه فماذا يرى الآخر الذي
وقعت عينه على خطئ صاحبه ؟ الستر هنا الستر لماذا ؟ لأننا مأمورون بدفع
الزلات ودمح الزلات والأخطاء حتى يبقي المجتمع صافيا ، الأخوة قائمة ،
المحبة في ما بينهم ، هذا هو الأصل ، لذلك ماعز رضي الله عنه الذي زنا في
عهد النبي صلي الله عليه وسلم في رواية الإمام مالك ذهب إلي أبي بكر وقال
يا أبا بكر إني زنيت قال هل ذكرت ذلك لأحد غيري قال لا قال استتب واستتر
بستر الله ، وأبي بكر رضي الله عنه ما ذهب يقول والله جاني واحد صفاته كذا
وكذا عارف ، عارف ما هو بعيد عن .

تجد
بعض الناس إذ في المجالس فيعطي أوصاف الآخر بما وقع في هذه المشكلة والناس
يعني قريبين لا ، لا ، لا تروح بذهنك لبعيد قريب فيبدأ بأوصافه وقد يسر
صديقه ولا جاره للأسف أنا ما توقعت والله أن فلان يقع في هذه المشكلة دي
وأنا شفته والله شفته في المكان الفلاني وقع في كذا وكذا ، لا أبو بكر رضي
الله عنه قال تب واستتر بستر الله .

ماعز
رضي الله عنه نار المعصية تحرقه من الداخل فما ارتاح ذهب إلي عمر رضي الله
عنه وقال له مثل ما قال لأبي بكر فقال له عمر رضي الله عنه مثل ما قال أبي
بكر تب واستتر بستر الله .

فالشاهد عندنا هنا الستر ، فالإنسان إذا عصى الله يستتر ويتوب إلي الله سبحانه وتعالي ويسأل الله ألا يفضحه في معصيته وفي خطئه .

والآخر الذي نظر إلي أخيه ووقعت عينه وعلم عنه عليه أن يستر عليه ولا يفضحه مهما كانت الحال ، هذا هو الأصل .

لكن قال أهل العلم يمكن يخالف هذا الأصل في حالتين :

الحالة
الأولي : أن يكون هذا الشخص العاصي مجاهرا بحيث هذه المجاهرة يتعدى ضررها
إلي المجتمع ، مثل مروج مخدرات هذا مضر أو غير مضر ؟ هذا آفة كبيرة على
المجتمع هذا أبلغ عنه ما أستر عليه .

مهرب
مخدرات مثلا فإذا تعدى الضرر ، تعددت المعصية إلي الآخرين وجاهر بمعصيته
هذا الرجل الذي تعدى ضرره معناه جاهر بمعصيته فإذن هذا يجب ألا أستر عليه
وأبلغ عنه هذا واحد ، هذه الحالة الأولى .

الحالة
الثانية : لما تكون المعصية متفشية في المجتمع فأصبحت ظاهرة من الظواهر
فإذا كانت ظاهرة من الظواهر علي أن أتعاون وأبلغ الجهة المعنية في هذا
الباب ، ولذلك حين إذن لا أستر على مثل هذا الشخص ، أما الأصل فهو الستر ،
ولذلك حتى الله سبحانه وتعالي أمرنا بما يؤدي إلي الستر من نهي عن التجسس ،
النهي عن التحسس ، النهي عن الإطلاع من ثقب الباب مع النافذة على الآخرين ،
مع التسلط على الجار ، على القريب ، على البعيد ، أيا كان فإذن الأصل
الستر ، ويجب أن أستر لأن الناس كلهم كذلك ما في إنسان نقول إنه معصوم لم
يقع منه خطأ ولا يقع منه خطأ ، لكن إذا وقعت عينك على خطأ المؤمن عليك أن
تستر عليه .

إذن
هذا هو الأصل الستر ولا يخالف هذا الأصل إلا في حالتين : الحالة الأولي
لما يكون هذا الإنسان مجاهرا وتعدى ضرره للآخرين ، الأمر الثاني لما تكون
هذه المعصية متفشية في المجتمع لأن المعصية إذا تفشت في المجتمع وألفها
الناس أصبحت عامل من عوامل عقوبة الله العامة على المجتمع ، مثل قوم لوط
لما تفشى فيهم العمل اللواط حين إذن يعني عاقبهم الله سبحانه وتعالي بعقوبة
عامة ، وهكذا ، هذه أمثلة على ماذا؟ التنفيس في الكرب ، التيسير على
المعسر ، الستر ، هذه على الأعمال التي يتعدى نفعها للآخرين ولذلك أعطانا
النبي صلي الله عليه وسلم القاعدة .

والله
في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ، تطعمه طعاما ، تسقيه ماء ، تلبسه
ثوبا ، تنقذه من مهلكة ، تنقذ غريقا تحمل متاعه ، تركبه في سيارتك ، تعطيه
أجرة السيارة ، تستر عليه في أمر من الأمور ، تعينه على الزواج ، تحفر
بئرا تفتح مسجدا ، تنشر كتابا ، كل هذا مما يؤدي إلي نفع الآخرين سواء كان
النفع البدني أو النفع المالي أو النفع العلمي كله ، والله في عون العبد
مادام العبد في عون أخيه هذه القاعدة الأولي .

القاعدة الثانية :

ذكرها النبي صلي الله عليه وسلم ، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما أو سبيلا يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا إلي الجنة .

إذن
هذه فضل من فضائل العلم ، والمقصود بالعلم هنا بالدرجة الأولى العلم
الشرعي لأن هو الذي يقود إلي نفع الدنيا والآخرة ، والعلم الشرعي العلم
بالله ، العلم بكتابه ، العلم بسنة رسوله صلي الله عليه وسلم ، ويدخل فيه
العلم بالحلال والحرام والترغيب والترهيب وما كان مساعدا لهذا العلم من علم
النحو والعربية ونحو ذلك وسيرة النبي صلي الله عليه وسلم وكل علم يؤدي إلي
نفع الآخرين ، فهذا فضل من فضائل العلم ، ولذلك تكاثرت الآيات والأحاديث
النبوية في فضل العلم ، وفضل العلماء ، من هذا الفضل أنه طريق إلي الجنة .

القاعدة الثالثة :

الاجتماع على القرآن ، قال وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه في ما بينهم .

إذن
القاعدة الثالثة أو المعلم الثالث هنا هو الاجتماع على القرآن والاجتماع
على القرآن هنا قال في بيت من بيوت الله ، بيت من بيوت الله ما هو ؟ المسجد
وضيف إلي الله هنا جل وعلا إضافة تشريف .

فإذا
اجتمعوا في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ، التلاوة هي القراءة مع
التدبر يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه في ما بينهم ، هنا هذه أعطت أمل كبير
وانفتاح سواء إن كان يعني مسألة قراءة واحد يقرأ والبقية يستمعون ثم يقرأ
الآخر ، أو كانوا يتدارسون علما له صلة بالقرآن مثل لو تدارسوا التفسير
الدرجة الأولي ، لو تدارسوا الحديث لأنهم يستشهدون بالقرآن ، لو تدارسوا
الحلال والحرام نسميه الفقه ، لو تدارسوا الترغيب والترهيب كذلك ، كل هؤلاء
يشملهم الذين يجتمعون على العلم الشرعي المنبثق من كتاب الله عز وجل أو
ليشملهم هذا الفضل العظيم .

يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم جاء الفضل إلا ونزلت عليهم السكينة ، السكينة المراد الطمأنينة .

العالم
الآن في صراعه الطويل العريض ينشد ماذا الأمر والطمأنينة ، محاربة الإرهاب
لماذا ؟ للأمن والطمأنينة ، حماية الدول أنفسها ، حماية المجتمعات أنفسها
لماذا ؟ للأمن والطمأنينة هذا على مستوى الأمم والدول والمجتمعات ، على
مستوى الأفراد الآن يعني ينشدون لما يذهبون إلي الطبيب وإلي القارئ وإلي
صاحب المشكلات الاجتماعية ينشدون ماذا ؟ الأمن والسكينة إذن هذا طريق من
طرق الأمن والسكينة اسمتع اجلس في بيت الله هذا من أعظم العلاجات للقلق
والاكتئاب والتردد والشكوك الأوهام والاضطربات النفسية والله لو الإنسان
أكل ما أكل من العقاقير مادام لم يسلك هذه المنهج السليم سيبقي العمل ناقص
ولذلك إلا قال ونزلت شوف النزول من الارتفاع نولت عليهم السكينة ، إذا كانت
السكينة بعيدة عن هؤلاء فلما قرؤو كتاب الله تدارسوا العلم في بيت من بيوت
الله ابتعدت الشياطين ، جاءت الملائكة حفتهم الملائكة جاء العمل ، جاءت
السكينة ، جاءت الطمأنينة ، جاءت الراحة ، هنا تأتي الطمأنينة الذي مطلب
عالمي كبير ومطلب فردي للصغير والكبير الذكر والأنثى ، وما تكاثرت العيادات
النفسية في مختلف المجتمعات ، ليس في مجتمعنا فحسب ، في كل المجتمعات
العالمية الآن تزداد نسب المترددين على الأطباء النفسانيين لماذا ؟ البعد
عن مثل هذا المنهج ، والبيت الذي كثرت فيه كما سبق معنا الصور والتماثيل
ونحو ذلك خرجت الملائكة ، من اللي يحل محلهم ؟ الشياطين ، أن تأز أهل البيت
أز فيأتي القلق والاكتئاب والاضطرابات وإلي آخره .

إذن الاجتماع على القرآن وقراءة القرآن وتدارس العلم النافع يأتي بالسكينة والطمأنينة والهدوء النفسي .

نزلت
عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة ، غطتهم الرحمة ، رحمة من ؟ رحمة الله
سبحانه وتعالي وهذا هدف عظيم ، أن يرحم الإنسان في الدنيا وفي الآخرة فيشعر
بالسعادة العظيمة التي لا يستطيع أن يعبر عنها إلا كما عبر أحد السلف نحن
في سعادة لو علم البنوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف ، والمقصود
هنا غير المسلمين ، لذلك المسلم هو مرتاح ، هو مطمئن لما يعمل بهذا المنهج
السليم ، غشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة ، الملائكة معهم والله سبحانه
وتعالي ينزل ملائكة سيارة في الأرض لتكون مع المؤمنين وتكون في المساجد
ولذلك تنزل الملائكة ، ملائكة النهار تجلس من الفجر إلي العصر ثم تأتي
ملائكة الليل إلي العصر فتحصي على الناس والإنسان كل إنسان معه ملكان إلي
آخر ذلك ، فإذا حفت الناس الملائكة يعني حفظوا بحفظ الله سبحانه وتعالي .

هؤلاء الذين اجتمعوا على كتاب الله سبحانه وتعالي قراءة وتفسيرا وتعلما وتعليما وتلاوة وصلاة إلي غير ذلك .

ثم
أعطى القاعدة الرابعة أنه لا ينفع الإنسان إلا ماذا ؟ العمل والمقصود
بالعمل هنا الصالح ، العمل الصالح ، إذا نقص هذا العمل الصالح وارتفع منسوب
العمل السيئ حين إذن مهما كان الإنسان عنده من المال والجاه ، والنسب فلان
بن فلان ما ينفع ، ما ينفع إلا العمل ، فأبو لهب لم ينفعه نسبه إلي النبي
صلي الله عليه وسلم ، وبلال الحبشي نفعه عمله إذ آمن بالنبي صلي الله عليه
وسلم فكان يقول النبي صلي الله عليه وسلم ما العمل الذي تعمله إني سمعت قرع
نعليك في الجنة رضي الله عنه ، فإذن من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه .

إذن ما أنا فلان بن فلان أنا عملي كذا وكذا وكذا ارصد للآخرة تجده .

إذن
هذا الحديث احتوى على هذه القواعد المهمة إذا وضعها الإنسان في لوحة
وسطرها عنده في غرفته ، في مكتبه ، في مكتبته وصارت منهج لحياته سيجد
الآثار العظيمة في الدنيا وفي الآخرة .

إذن
يعني بهذا نكون انتهينا من هذا الحديث ، نختم بأن على الإنسان أن ينافس
وأن يشارك في مثل هذه الأعمال الكبير العظيمة التي يجدها عند الله سبحانه
وتعالي .
 الموضوع : شرح الحديث السادس والثلاثين من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  ام ابراهيم

 توقيع العضو/ه:ام ابراهيم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

شرح الحديث السادس والثلاثين من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

مواضيع مماثلة

+
(( تذكر جيداً: يمنع وضع صورذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنعالاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تقى الإسلامية :: .:: المنتديات الشرعية ::. :: ملتقيات علوم الآلة :: علوم الحديث والمصطلح-