شفقة الآباء ورحمتهم بأولادهم

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
شفقة الآباء ورحمتهم بأولادهم
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليومافضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 
شفقة الآباء ورحمتهم بأولادهم Empty

شاطر | 
 

 شفقة الآباء ورحمتهم بأولادهم

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
ابراهيم كمال
عـضـو برونزي

عـضـو برونزي
ابراهيم كمال


المشاركات :
368


تاريخ التسجيل :
16/06/2010


الجنس :
ذكر

شفقة الآباء ورحمتهم بأولادهم Caaaoa11
شفقة الآباء ورحمتهم بأولادهم 278233698

شفقة الآباء ورحمتهم بأولادهم _
مُساهمةموضوع: شفقة الآباء ورحمتهم بأولادهم   شفقة الآباء ورحمتهم بأولادهم Emptyالأربعاء 16 يونيو 2010 - 21:36 

شفقة الآباء ورحمتهم بأولادهم

لا شك أن الإنسان العاقل يهمه صلاح
أولاده واستقامتهم ، ويتمنى سلامة فطرهم ، ويسره تمسكهم بالحق وسيرهم على
الصراط السوي ، وتخلقهم بمعالي الأخلاق وفضائل الأعمال ، وعملهم بتعاليم
الدين الصحيح ، ويستاء ويشق عليه متى رآهم منحرفين ضالين قد خالفوا سنة
الله تعالى وشرعه ، وتنكبوا الطريق السوي ، وارتكبوا المآثم وفعلوا الجرائم
.

ولقد جبل الله الوالدين على محبة الأولاد والشفقة عليهم والرحمة
بهم ، وإيثارهم بالمصالح والملذات في هذه الحياة الدنيا ، والخوف عليهم من
أسباب العطب والهلاك ، فقد حكى الله تعالى عن نوح عليه السلام نداءه لابنه
الذي عصى عليه ، فقال تعالى: ﴿ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي
مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ ﴾ [
سورة هود الآية 42 ]. وبعد أن خرج الابن عن طاعة أبيه وتمرد عليه ، لم يغفل
عنه بل دعا ربه أن ينجيه بقوله: ﴿ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي
وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ ﴾ [ سورة هود الآية 45 ] . فهو يتذكر أن ربه
تعالى وعده بنجاة أهله بقوله: ﴿ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ
زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ ﴾ [
سورة هود الآية 40 ] . فظن أن ابنه من أهله الذين وعد الله بنجاتهم ، ولكن
الله تعالى عاتبه بقوله: ﴿ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ﴾ [ سورة هود
الآية 46 ] أي: الذين وعدناك بنجاتهم . فعرف من هذا شفقة الوالد على ولده
ولو كان عاصيا له وخارجا عن طواعيته . وهكذا ما حكى الله تعالى عن إبراهيم
-عليه السلام- مما يدل على شفقته وخوفه على ولده ، ففي مقام الطلب والرجاء
لما قال الله تعالى له: ﴿ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ
وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ﴾ [ سورة البقرة الآية 124 ] .
فلم يغفل عن ذريته
لما منحه الله هذه الإمامة التي هي جعله قدوة وأسوة لمن بعده من الناس
الذين هداهم الله للإسلام ، فلما وعده ربه بهذه الإمامة لم يغفل عن ذريته؛
لحرصه على صلاحهم ، وأهليتهم لأن يكونوا قدوة للناس في أمر الدين الصحيح .
وهكذا حكى الله تعالى عنه دعاءه لربه بقوله: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ
الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ﴾ [ سورة إبراهيم الآية 40 ]. فما غفل عن
ذريته بل أشركهم مع نفسه في هذه الدعوة الصالحة ، بأن يجعله مقيما للصلاة ،
محافظا عليها ، وكذا ذريته؛ لما لها من أثر بليغ في صلاح الذرية
واستقامتهم . وكل هذا دليل كمال الشفقة والرقة والرحمة للولد ، ورجاء أن
يستقيموا على الخير ، ويسلكوا الصراط السوي المتمثل في إقامة الصلاة ، وما
تؤثره من ثمرات وأعمال صالحة .

وهكذا في مقام الخوف ، فقد حكى الله
تعالى عنه عليه السلام قوله: ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ
الْأَصْنَامَ ﴾ [ سورة إبراهيم الآية 35 ]. فلم يقتصر في طلب النجاة من
الشرك على نفسه ، بل أشرك بنيه ، فطلب نجاتهم من عبادة الأصنام؛ لما رأى من
ضلال الكثير- كأبيه وقومه- بعبادة تلك الأخشاب والأحجار التي ينحتونها ،
ثم يظلون لها عاكفين ، تقليدا لآبائهم وأسلافهم . وهكذا مدح الله تعالى
إسماعيل -عليه السلام- بقوله: ﴿ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ
وَالزَّكَاةِ ﴾ [ سورة مريم الآية 55 ]. والأمر منه يستدعي الطلب والحرص
على التطبيق منهم للصلاة التي هي عماد الدين ، والتي ذكر أنها تنهى عن
الفحشاء والمنكر ، والزكاة وهي حق المال .
وقال الله تعالى: ﴿ وَوَصَّى
بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ ﴾ [ سورة البقرة الآية 132 ] إلى
قوله: ﴿ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ
قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي ﴾ [ سورة البقرة الآية 133
]. فهذا كله من تمام الحرص والشفقة على القريب الأدنى قبل البعيد من أنبياء
الله تعالى ورسله ، وهم القدوة والأسوة لمن بعدهم ، فالأمر لهم يعم كل من
دان بدينهم من أتباعهم . وقد ذكر ابن كثير -رحمه الله تعالى- عند تفسير
قوله تعالى: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ [
سورة طه الآية 132 ]. عن ابن أبي حاتم بسنده عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر
بن الخطاب -رضي الله عنه- كان يوقظ أهله لصلاة التهجد بالليل ، ويتلو هذه
الآية الكريمة . فإن ظاهرها يعم صلاة الفرض والنفل .

ويدخل في
الأهل: الأولاد والخدم والزوجات ومن تحت كفالة الإنسان ، كما ذكروا ذلك في
تفسير قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ
وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [ سورة
التحريم الآية 6 ] يعني: أنقذوهم وخلصوهم من الكفر والبدع وكبائر الذنوب
وصغائرها ، مما يسبب العقوبة الأخروية بدخول النار التي وقودها الناس
والحجارة . فوقايتهم تستدعي الحرص على تربيتهم ، وتهذيب أخلاقهم ، وتلقينهم
في الصغر ما يعرفون به ربهم ودينهم ونبيهم وما يلزمهم أن يدينوا به في هذه
الحياة ، وبيان الحسنة والسيئة ، وأسباب كل منهما . فالوالد والولي الناصح
يبذل جهده في تقويم موليه ، وفي نصحه وإرشاده ، وتحريضه على الخير ،
وتحذيره من العاقبة السيئة؛ ليكون سببا في نجاته وفلاحه ، كما أن الله
تعالى قذف في قلبه الرحمة التي تستجلب الرقة والشفقة في الدنيا ، فقد روى
أبو هريرة -رضي الله عنه- : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل الحسن ،
فقال الأقرع بن حابس : إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم . فقال رسول
الله -صلى الله عليه وسلم-: « إنه من لا يرحم لا يرحم »( )، وعن عائشة
-رضي الله عنها- قالت: قدم ناس من الأعراب فقالوا: أتقبلون صبيانكم؟ لكنا
والله ما نقبل . فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « أو أملك أن كان
الله نزع منكم الرحمة » وفي لفظ: « أو أملك أن نزع الله من قلبك الرحمة »(
)، وفي حديث أسامة بن زيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما رفع إليه ابن
بنته ، ونفسه تقعقع ، ففاضت عيناه -صلى الله عليه وسلم- وقال: « هذه رحمة
جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء »( ) فهذه
الرحمة التي جعلها الله تعالى في قلوب الآباء يكون من آثارها الشفقة عليهم ،
والحرص على إيصال الخير إليهم ، ودفع الشر عنهم ، سيما وقت الطفولية
والحاجة ، وتستمر حتى الموت غالبا . فمتى كان يحب لهم الصحة والسلامة
والبعد عن العطب والضرر فإن عليه أن يحرص على تقويم أولاده وتهذيب أخلاقهم ،
وإرشادهم إلى ما ينفعهم في الدار الآخرة ويوصلهم إلى رضوان ربهم سبحانه
وتعالى .
 الموضوع : شفقة الآباء ورحمتهم بأولادهم  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  ابراهيم كمال

 توقيع العضو/ه:ابراهيم كمال

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

شفقة الآباء ورحمتهم بأولادهم

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

مواضيع مماثلة

+
(( تذكر جيداً: يمنع وضع صورذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنعالاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تقى الإسلامية :: .:: المجتمع المسلم ::. :: واحــة الأســـرة المسلمــة-