مخافة المؤمن لربه تعصمه من الخطايا

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
مخافة المؤمن لربه تعصمه من الخطايا
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليومافضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 
مخافة المؤمن لربه تعصمه من الخطايا Empty

شاطر | 
 

 مخافة المؤمن لربه تعصمه من الخطايا

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


مخافة المؤمن لربه تعصمه من الخطايا _
مُساهمةموضوع: مخافة المؤمن لربه تعصمه من الخطايا   مخافة المؤمن لربه تعصمه من الخطايا Emptyالأحد 20 يونيو 2010 - 7:06 

يقول الحق تبارك وتعالى: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي
هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ
هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ
إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا
لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ
وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}...
سورة يوسف
الآيات 23 – 24.

تشير هذه الآيات وما بعدها إلى
المحنة الثالثة التي ابتلى بها نبي الله ورسوله
يوسف بن يعقوب
وأول محنة كانت إلقاؤه في الجب والثانية كانت الرق بعد أن بيع للعزيز
وتأتيه المحنة الثالثة بعد أن بلغ أشده واستوى ولكن الله تعالى قد آتاه
حكما وعلما ليواجهها وينجو من شرها وهي محنة أو تجربة مريرة مر بها يوسف
زمنا طويلا.

فلم تكن فقط في مشهد المراودة الذي يصوره
القرآن وإنما كانت في حياة يوسف فترة مراهقته كلها في جو هذا القصر مع هذه
المرأة، ولقد كان يوسف مولى مملوكا في سن الفتنة وهي محنة طويلة مر بها
يوسف وصمد لها ونجا منها ومن تأثيراتها ومغرياتها ووسائلها الخبيثة ولسنه
وسن المرأة التي يعيش معها تحت سقف واحد كل هذه المدة قيمة في تقدير مدى
الفتنة وخطورة المحنة والصمود لها هذا الأمد الطويل ولقد كانت المراودة هذه
المرة مكشوفة وكانت الدعوة فيها سافرة إلى الفعل الأخير وحركة تغليق
الأبواب لا تكون إلا في اللحظة الأخيرة.

وقد وصلت
المرأة إلى اللحظة الحاسمة التي تهتاج فيها دفعة الجسد الغليظة ونداء الجسد
الأخير، {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} هذه الدعوة السافرة الجاهرة الغليظة لا
تكون أول دعوة من المرأة، إنما تكون هي الدعوة الأخيرة وقد تكون أبدا إذا
لم تضطر إليها المرأة اضطرارا، والفتى يعيش معها وقوته وفتوته تتكامل
وأنوثتها متكاملة فلابد أنه كانت هناك إغراءات شتى خفيفة لطيفة قبل هذه
المفاجأة الغليظة فماذا كان جواب يوسف؟.

قال: {قَالَ
مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ
الظَّالِمُونَ} أي أعيذ نفسي بالله أن أفعل {إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ
مَثْوَايَ} لقد أكرمني بأن نجاني من الجب وجعل في هذا الدار مثواي الطيب
الآمن {إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} الذين يتجاوزون حدود الله
فيرتكبون ما تدعينني إليه.

والقرآن صريح وقاطع في أن
رد يوسف المباشر على المراودة السافرة كان هو التأبي المعلل بتذكر نعمة
الله عليه وبتذكر حدوده وجزاء من يتجاوزون تلك الحدود، ثم تأتي الآية
الأخرى {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ
رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ
عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}.

يقول المرحوم الشيخ رشيد
رضا في تفسير المنار (انما همت بضربه نتيجة إبائه وأهانته لها وهي السيدة
الآمرة المطاعة. وهم هو برد الاعتداء ولكنه آثر الهرب فلحقت به وقدت قميصه
من دبر) وجمهور المفسرين على أنها همت هم الفعل وهم بها هم النفس ثم تجلى
له برهان ربه فترك.

ويقول الزمخشري في الكشاف فان قلت
كيف جاز على نبي الله أن يكون منه هم بالمعصية وقصد إليها؟ قلت: المراد
بالهم أنه مالت نفسه إلى المخالطة ونازعت إليها عن شهوة الشباب ميلا يشبه
الهم به والقصد إليه وكما تقتضيه صورة تلك الحال التي تذهب بالعقول
والعزائم وهو يكسر ما به ويرده بالنظر في برهان الله المأخوذ على المكلفين
من وجوب اجتناب المحارم، ولو لم يكن ذلك الميل الشديد المسمى هما لشدته لما
كان صاحبه ممدوحا عند الله بالامتناع، لأن استعظام الصبر على الابتلاء على
حسب عظم الابتلاء وشدته.

ويقول صاحب ظلال القرآن
المرحوم سيد قطب: هو نهاية موقف طويل من الإغراء بعد ما أبى يوسف في أول
الأمر واستعصم وهو تصوير واقعي صادق لحالة النفس البشرية الصالحة في
المقاومة والضعف ثم الاعتصام بالله في النهاية والنجاة.

ولكن
السياق القرأني لم يفصل في تلك المشاعر البشرية المتداخلة المتعارضة
المتغالبة لأن المنهج القرآني لايريد أن يجعل من هذه اللحظة معرضا يستغرق
أكثر من مساحته المناسبة في محيط القصة وفي محيط الحياة البشرية المتكامل
كذلك، فذكر طرفي الموقف بين الاعتصام في أوله والاعتصام في نهايته مع
الإلمام بلحظة الضعف بينهما ليكتمل الصدق والواقعية والجو النظيف جميعا.

وهو
اقرب إلى الطبيعة البشرية وإلى العصمة النبوية وما كان يوسف سوى بشر رغم
انه بشر مختار ومن ثم لم يتجاوز همه الميل النفسي في لحظة من اللحظات. فلما
رأى برهان ربه الذي نبض في ضميره وقلبه بعد لحظة الضعف الطارئة عاد إلى
الاعتصام والتأبي. {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء
إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِين * وَاسُتَبَقَا الْبَابَ} فهو قد
آثر التخلص والفرار وأما هي فقد جرت خلفه لتمسك به وهي ما تزال في هياجها
الحيواني وقدت قميصه من دبر نتيجة جذبها له لترده عن الباب وهنا تقع
المفاجأة ويجد أن زوجها عند الباب فتسبق وتشتكي لتتخلص من هذا المنظر
المريب وتتهم يوسف قائلة {مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا
إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.

ولكن
يوسف يجهر بالحقيقة في وجه الاتهام الباطل ويقول: هي راودتني عن نفسي ويشهد
بن عم لها قائلا {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ
وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ * فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ
قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} وتظهر الدلائل
والبراهين الدالة على صدق يوسف وبراءته وطهارة ذيله وأنها هي الكاذبة وهي
التي راودته ودبرت هذا الاتهام.

ويهتف العزيز قائلا:
يوسف أعرض عن هذا فأهمله ولا تعره اهتماما ولا تتحدث به، وأما أنت أيتها
الملفقة لهذا الاتهام الملصقة بالبراءة العنت، فعليك أن تتوبي وأن تطلبي من
الله المغفرة لذنبك انك كنت من الخاطئين.

انها
الحصانة الخلقية والطهارة والنقاء التي تعصم البشر من التردي في مهاوي
الرذيلة وتحول دون اقتحامهم لحمى الله في الأرض وهي محارمه وهي العصمة التي
يعصم الله بها أنبياءه ورسله وأتباعه من السقوط في الخنا وإنها مخافة الله
وتقواه {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا
يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} والله أعلم حيث يجعل رسالته
فهو يختارهم على علم ويضعهم على عينه لأنهم هداة البشر ومصابيح الهدى وشموس
الفضيلة وأقمار الليالي.

والله الهادي سواء السبيل.
 الموضوع : مخافة المؤمن لربه تعصمه من الخطايا  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبوسيف
المدير العام

المدير العام
أبوسيف


المشاركات :
4405


تاريخ التسجيل :
28/10/2009


الجنس :
ذكر

sms :
لاتحزن


مخافة المؤمن لربه تعصمه من الخطايا _
مُساهمةموضوع: رد: مخافة المؤمن لربه تعصمه من الخطايا   مخافة المؤمن لربه تعصمه من الخطايا Emptyالخميس 4 أغسطس 2011 - 0:42 

بارك الله في جهودكم
وجعل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
 الموضوع : مخافة المؤمن لربه تعصمه من الخطايا  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  أبوسيف

 توقيع العضو/ه:أبوسيف

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

مخافة المؤمن لربه تعصمه من الخطايا

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

مواضيع مماثلة

+
(( تذكر جيداً: يمنع وضع صورذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنعالاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تقى الإسلامية :: .:: المنتديات الشرعية ::. :: الملتقى الشرعي العام-