أم عمارة

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
أم عمارة
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليومافضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 
 أم عمارة Empty

شاطر | 
 

  أم عمارة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


 أم عمارة _
مُساهمةموضوع: أم عمارة    أم عمارة Emptyالجمعة 25 يونيو 2010 - 19:34 

أم
عمارة

المجاهدة التي دافعت عن النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أحد


أخذت الدعاية للإسلام تنتشر في مكة وتعمل عملها في أصحاب الأفئدة
الكبيرة ، فسرعان ما يطرحون جاهليتهم الأولى ويسارعون إلى اعتناق الدين
الجديد ، وكانت آيات القرآن تنزل على القلوب التي استودعت بذور الإيمان كما
ينزل الوابل على التربة الخصبة .. " فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء
اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ " ..

وها
نحن على موعد مع هذا المثل الحي الذي يُثبت للكون كله أنه لا مستحيل في ظل
العقيدة الراسخة والإيمان العميق ..

إننا على موعد مع تلك الصحابية
الجليلة التي وصفها الإمام أبو نعيم بقوله :: أم عمارة المبايعة بالعقبة
المحاربة عن الرجال والشيبة ، كانت ذات جد واجتهاد وصوم ونُسك واعتماد ..

وقال
عنها الإمام الذهبي :: أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول ..

الفاضلة
المجاهدة الأنصارية الخزرجية النجارية المازنية المدنية ..

كان
أخوها عبد الله بن كعب المازني من البدريين ، وكان أخوها عبد الرحمن من
البكائين ..

شهدت أم عمارة ليلة العقبة ، وشهدت أُحداً ، والحديبية ،
ويوم حُنين ، ويوم اليمامة ، وجاهدت وفعلت الأفاعيل ..

روي لها
أحاديث ،، وقُطعت يدها في الجهاد ..

كانت أم عمارة متزوجة من زيد بن
عاصم المازني النجاري ، فولدت له عبد الله وحبيباً ، وصحبا النبي الكريم
صلى الله عليه وسلم ، ثم خلف عليها غزية بن عمرو المازني النجاري ، فولدت
له خولة ، وكان لأولادها وأسرتها شأن كبير في الإسلام ..

:: أين
تلكــ المكارم ::

لقد جمع الله لها من المكارم والفضائل الكثير
والكثير ..

فإذا أردنا أن نتكلم عنها كزوجة فهي الزوجة الوفية التي
تعرف حق زوجها .. وإن أردنا أن نصفها كأم فهي الأم الرحيمة الرؤوم .. وإن
أردنا أن نتحدث عن عبادتها لله فهي القائمة الذاكرة لله جل وعلا .. وإن
أردنا أن نتحدث عن جهادها فهي التي تدافع وتنافح عن النبي صلى الله عليه
وسلم ..

:: أشرقت شمسها الغالية مع بيعة العقبة الثانية ::

لما
أشرقت شمس الإسلام على أرض الجزيرة ووجدت قلوباً طاهرة فاستجابت لدعوة
الحق التي جاء بها الحبيب صلى الله عليه وسلم من عند ربه عز وجل ، وبعد
بيعة العقبة الأولى أرسل الحبيب صلى الله عليه وسلم سفير الدعوة الأول مصعب
بن عمير رضي الله عنه ، الذي نجح أيما نجاح في نشر الإسلام وجمع الناس
عليه بأسلوبه الهاديء وأخلاقه العطرة وحجته القوية الرحيمة وذكائه الشديد
،، فهو الذي تربى بين يدي الحبيب صلى الله عليه وسلم وتعلم منه كيف تكون
الدعوة إلى الله جل وعلا ..

وكانت أم عمارة ممن أسلم على يديه ،
فكانت على موعد مع سعادة الدنيا والآخرة ..

وفي العام التالي جاء
إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان من أجل أن
يبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية ..

فأما
المرأتان :: فالأولى هي ضيفتنا المباركة (( أم عمارة نسيبة بنت كعب )) رضي
الله عنها ، والثانية :: أم منيع أسماء بنت عمرو رضي الله عنها ..

وتمت
تلك البيعة المباركة ، وبايعت أم عمارة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فسطرت بذلك على جبين التاريخ صفحة من النور ..

:: أمانة عظيمة ::

وعادت
أم عمارة إلى المدينة وهي تحمل أمانة هذا الدين العظيم ، فما إن وصلت إلى
المدينة حتى قامت لتنشر الإسلام بين النساء في المدينة وبين أولادها وأهلها
وقومها ..

وهكذا تكون المسلمة التي تعلم أن الدين لن يصل إلى الكون
كله إلا بالبذل والتضحية وحمل الأمانة ..


:: مشاهد من جهادها
في سبيل الله ::

شهدت أم عمارة عدة مشاهد مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهي :: بيعة العقبة وأُحد والحديبية وخيبر وعمرة القضية والفتح
وحُنين .. وكانت ممن شارك في حرب المرتدين في يوم اليمامة والقضاء على
مسيلمة الكذاب وأعوانه ..

وفي هذه المشاهد كانت أم عمارة رضي الله
عنها تسجل المواقف الوضاءة واحدا بعد الآخر ، وهي أول مقاتلة في تاريخ
الإسلام ..

ومن الطريف أنها بايعت النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
على النصرة ووفت بهذا في غزوة أحد ، فأحسنت وأجادت ، بل كان لها من المواقف
العظيمة يومذاك ما جلعها تنال البشارة بالجنة مع أسرتها كلها ،، فإلى تلك
المواقف المباركة الوضاءة نجد فيها مقام الصحابية الكبيرة قرب رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، ذلك المقام الذي سبقت فيه كثيرا من الناس ..

::
جهادها في يوم أُحد ... ودفاعها عن النبي صلى الله عليه وسلم ::

لم
يهدأ بال قريش منذ غشيها في (( بدر )) ما غشيها ، وكان جدَّ من الحوادث
بعد لا يزيد أحقادها إلا ضراما ،، فلما استدارت السنة ،، كانت مكة قد
استكملت عدتها واجتمع إليها أحلافها من المشركين ، وانضم إليهم كل ناقم على
الإسلام وأهله ..

فخرج الجيش الثائر في عدد يربو على ثلاثة آلاف ..

ورأى
أبو سفيان قائده أن يستصحب النساء معه ، حى يكون ذلك أبلغ في استماتة
الرجال دون أن تصاب حرماتهم وأعراضهم ..

وخرج المسلمون لملاقاة
المشركين وعسكروا بالشِّعب من أُحد في عدوة الوادي ، جاعلين ظهرهم إلى
الجبل .. ورسم النبي صلى الله عليه وسلم الخطة لكسب المعركة ، فجاءت مُحكمة
رائعة ،، وزع الرماة على أماكنهم وأمَّر عليهم عبد الله بن جبير ، وكانوا
خمسين رجلا ، وقال : انضحوا الخيل عنا بالنبل ، لا يأتونا من خلفنا .. إن
كانت الدائرة لنا أو علينا فالزموا أماكنكم ، لا نؤتين من قِبَلِكم ..

وفي
رواية قال لهم : احموا ظهورنا إن رأيتمونا نُقتَل فلا تنصرونا ، وإن
رأيتمونا نغنم فلا تشركونا ،، واطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن
فرقة الرماة قد أمّنت بهذه الأوامر المشددة مؤخرة جيشه فأقبل يتعهد مقدمته
.. وأمر ألا ينشب قتال إلا بإذنه ..

خرجت الأسرة المؤمنة أم عمارة
وولديها عبد الله وحبيب وزوجها ، واندفع زوجها وأولادها يجاهدون في سبيل
الله ، بينما ذهبت أم عمارة تسقي العطشى وتضمد الجرحى ، ولكن ظروف المعركة
جعلتها تُقبل على مُحاربة المشركين ، وتقف وقفة الأبطال تدافع عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم غير هيابة ولا وجلة ، وذلك عندما تفرق الناس من هول ما
أصابهم في ذلك اليوم ، عندها أخذت سيفا وترسا ووقفت بجانب رسول الله صلى
الله عليه وسلم تقيه بنفسها ..

وبدأ القتال الدامي ، وكانت النصرة
لجند الله الموحدين ، وبدأ المسلمون في جمع الغنائم ، وإذ بالرماة يتركون
مواقعهم هابطين إلى الميدان ، فاغتنم المشركون الفرصة وجاءوا من الخلف
وهجموا على المسلمين وقتلوا عددا كبيرا منهم ، ثم بحثوا عن النبي صلى الله
عليه وسلم يريدون قتله ..

وهنا اجتمع عدد قليل من أصحاب الحبيب صلى
الله عليه وسلم يدافعون عنه وكان على رأسهم أم عمارة رضي الله عنها ..

عن
عمارة ين غزية قال : قالت أم عمارة : رأيتني ، وانكشف الناس عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، فما بقي إلا في نفير ما يتمون عشرة ، وأنا وابناي
وزوجي بين يديه نذبّ عنه ، والناس يمرون به منهزمين ، ورآني ولا ترس معي ،
فرأى رجلا مولياً ومعه ترس ، فقال : ألقِ ترسك إلى مَن يقاتل .. فألقاه
فأخذته .. فجعلت أترس به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وإنما فعل بنا
الأفاعيل أصحاب الخيل ؛ لو كانوا رجالة مثلنا أصبناهم ، إن شاء الله ..

فيُقبِل
رجل على فرس فيضربني ، وترَّستُ له ، فلم يصنع شيئا وولى ، فأضرب عرقوب
فرسه فوقع على ظهره فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصيح : يا ابن أم عمارة ،
أمك .. أمك .. قالت : فعاونني عليه ، حتى أوردته شَعوب (( أي حتى قتلته
وهو اسم من أسماء الموت ))

:: الحبيب صلى الله عليه وسلم يشهد لها
شهادة عظيمة ::

كان ضمرة بن سعيد المازني يحدث عن جدته ، وكانت قد
شهدت أُحداً ، قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لمقام
نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان ..

:: اللهم اجعلهم
رفقائي في الجنة ::

بل يدعو النبي صلى الله عليه وسلم لأم عمارة
وولدها أن يكونا معه في الجنة ..

عن الحارث بن عبد الله : سمعت عبد
الله بن زيد بن عاصم يقول : شهدت أُحدا ، فلما تفرقوا عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، دنوت منه أنا وأمي نذب عنه ، فقال صلى الله عليه وسلم :
ابن أم عمارة ؟ قالت : نعم ، قال : إرمِ ، فرميت بين يديه رجلا بحجر ، وهو
على فرس ، فأصبت عين الفرس .. فاضطرب الفرس ، فوقع هو وصاحبه وجعلت أعلوه
بالحجارة والنبي يبتسم .. ونظر إلى جرح أمي على عاتقها ، فقال : أمك أمك ،
اعصب جرحها ، اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة ..

قلت : ما أبالي ما
أصابني من الدنيا ..
 الموضوع : أم عمارة  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


 أم عمارة _
مُساهمةموضوع: رد: أم عمارة    أم عمارة Emptyالجمعة 25 يونيو 2010 - 19:34 

:: جراح وأفراح ::

وعادت
من غزوة أحد تحمل آلام الجراح التي أصيبت بها .. وما هي إلا ليلة واحدة
قضاها المجاهدون في ديارهم يداوون جراحهم وفي الصباح نادي منادي رسول الله
صلى الله عليه وسلم : إلى حمراء الأسد ، قامت أم عمارة فشدت عليها ثيابها
ولكنها ما استطاعت أن تخرج معهم لكثرة الدماء التي تنزف من جسدها الطاهر ..

وظلت
سنة كاملة تعالج الجراح التي أصابتها في غزوة أحد ..

ولكنها ما
زالت رضي الله عنها تكمل مسيرتها مع الجهاد في سبيل الله تعالى ..

فلما
خرج النبي صلى الله عليه وسلم لغزو بني قريظة كانت أم عمارة رضي الله عنها
في هذه الغزوة المباركة ليعلم الكون كله أن الجراح التي أصابتها في غزوة
أحد لم تضعف عزيمتها لأنها تستمد قوتها من إيمانها بالله عز وجل ..

::
نالت الرضوان في بيعة الرضوان ::

ولما كان عام الحديبية خرجت أم
عمارة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أرسل الحبيب صلى الله عليه
وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه سفيرا إلى قريش ليؤكد لهم موقفه وأنه ما
جاء لحرب أبدا وإنما جاء لأداء العمرة .. وإذا بقريش تحتبس عثمان ، ولعلهم
أرادوا أن يتشاوروا معه في الوضع الراهن ، وطال الاحتباس ، فشاع بين
المسلمين أن عثمان قُتِل ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم ودعا أصحابه إلى
بيعة الرضوان ، فبايعوه على الموت ، وكانت أم عمارة ممن بايع النبي صلى
الله عليه وسلم لتنال الرضوان في بيعة الرضوان ، فقد قال جل وعلا عن الين
حضروا تلك البيعة : " لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ
يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ
السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا "

ولما
حلق النبي صلى الله عليه وسلم شعره تسابق أصحابه على شعره صلى الله عليه
وسلم وفازت أم عمارة رضي الله عنها ببعض تلك الشعرات واحتفظت بها إلى آخر
لحظة في حياتها ..

:: وتتوالى المشاهد ::

وتتوالى مشاهد أم
عمارة ، ويتوالى تألقها في كل مشهد تشهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وها هو العام السابع من الهجرة يطل على المسلمين وهم في المدينة ، وها هو
الشهر الأول منه شهر المحرم ، وذلك الشهر الذي انطلق خلاله المسلمون إلى
خيبر ليقضوا على وكر الدس والتآمر والفساد بزعامة اليهود هنالك ..

وأخذت
أم عمارة طريقها إلى خيبر مع الجيش الغازي ؛ الذي شهد بيعة الرضوان ، حيث
أعلن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد الخروج إلى خيبر ..

وأكد
أن لا يخرج معه إلا راغب في الجهاد ، فلم يخرج إلا أصحاب الشجرة وهم ألف
وأربعمائة ..

وعلى أرض خيبر شهدت أم عمارة وشاهدت فروسية أبطال
المسلمين وفرسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكيف أعز الله نبيه وأهلك
أعداءه ، ثم عادت مع الجيش المنتصر إلى المدينة لتشهد عمرة القضية ، وتدخل
المسجد الحرام مع المؤمنين الموحدين ..

:: وفي يوم حُنين ::

ولما
سار الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى غزوة حُنين كانت أم عمارة رضي الله
عنها معه تواصل مسيرتها في البذل والعطاء ..

وأقبلت الطلائع الغفيرة
تتدافع نحو الوادي ، وهي غافلة عما يكمن فيه ، وكان وادياً أجوفاً منحدراً
، ينحط فيه الراكبون كلما أوغلوا كأنهم يسيرون إلى هاوية ..

لما
تكاثرت في دروبه الفرق الزاحفة ، لم يرعهم إلا وابل من السهام يتساقط فوقهم
من المكامن العالية ، وكان غبش الفجر لا يزال يترك بقاياه في الجو الغائم ،
فارتاعت المقدمة لهذه المفاجأة ، فهي في عماية من الليل وعماية من أمرها ،
لا تعرف إلا أن تستدير ثم تولي الأدبار ..

وانتشرت موجة الفزع
فكسرت الصفوف المرصوصة وبعثرتها ..

وانحاز رسول الله صلى الله عليه
وسلم ذات اليمين وقد أغضبه هذا الفرار ، فقال : أين أيها الناس ؟ هلموا إلي
، أنا رسول الله ، أنا محمد بن عبد الله ..

فلا يرد عليه شيء ،
وركبت الإبل بعضها بعضا وهي مولية بأصحابها ..

وأمر رسول الله صلى
الله عليه وسلم عمه العباس :: وكان جهير الصوت :: أن ينادي الصحابة ..

قال
العباس : قلت بأعلى صوتي : أين أصحاب السمرة ؟ قال : فو الله لكأن عطفتهم
حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها فقالوا : يا لبيك يا لبيك ..

لقد
هداه الحق أن يهتف بأصحاب العقائد ، ورجال الفداء عند الصدام ، فهم وحدهم
الذي تنجح بهم الرسالات وتفرج الكروب ..

وكانت أم عمارة رضي الله
عنها قد ثبتت مع من ثبت في هذا الموقف العصيب ، الذي لا يثبت فيه إلا أصحاب
العقائد الراسخة ، بل واستطاعت أن تقتل واحداً من فرسان المشركين لتختم
رحلة جهادها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

:: المجاهدة أم
الشهيد ::

ولقد ضربت أم عمارة رضي الله عنها المثل في كل المكارم ،
فكانت عابدة قانتة مجاهدة صابرة على قضاء الله عز وجل ..

فها هي
تصبر على مقتل ولدها الحبيب (( حبيب )) الذي أرسله النبي صلى الله عليه
وسلم إلى مسيلمة الكذاب ، ومع أن الرسل لا تُقتَل ، إلا أن مسيلمة غدر به
وأمر بقتله ..

والقصة باختصار كما ذكر أصحاب السير والتراجم فقالوا
::

إن مسيلمة الكذاب وَفَدَ مع بني حنيفة على رسول الله صلى الله
عليه وسلم وخلفوه في رحالهم ، وذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأسلموا ، ولما رجعوا إلى منازلهم ارتدَّ مسيلمة وزعم أنه نبي مرسل إلى بني
حنيفة ، وتبعه بعض قومه بدوافع مضطربة أهمها العصبية ، واستشرى خطر مسيلمة
وعاث في الأرض فساداً ..

وهنا برز الشهيد السعيد الصامد ابن أم
عمارة (( حبيب بن زيد )) أحد نجباء مدرسة النبوة ، الذي رضع الإيمان ،
وفُطِمَ على التقوى ، وشَبَّ على الجهاد ، وعاش في حجر أمه يتعلم الخير ،
وشهد أُحُداً وما بعدها ، فاختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم ليؤدي
رسالة إلى مسيلمة الكذاب يزجره فيها عن ضلاله وكذبه وغيه ، ولم يرع مسيلمة
حرمة الرسل ، بل قبض عليه وأوثقه ، فكان مسيلمة إذا قال له : أتشهد أن
محمداً رسول الله ؟ قال : نعم .. وإذا قال له : أتشهد أني رسول الله ؟ قال :
أنا أصم لا أسمع .. فعل ذلك مراراً فقطَّعَهُ مسيلمة عضواً عضواً ومات
شهيدا ، وصعدت روحه إلى بارئها راضية مرضية ..

وانتشر خبر استشهاد
حبيب رضي الله عنه ، ولما بلغ أم عمارة قتل ابنها عاهدَت الله أن تموت دون
مسيلمة أو تُقتَل ، ورضيت بقضاء الله وصبرت صبراً جميلاً ، فقد نذرت نفسها
وأولادها وما تملك لله سبحانه وتعالى ، لتكون في جنات وعيون ، ويكفيها أن
النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد دعا لها ولآل بيتها بالبركة والخيرات ،
ومات عليه الصلاة والسلام وهو راضٍ عنها وعن أولادها ..

:: جهادها
في يوم اليمامة ::

وبعد وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم ارتدت بعض
قبائل العرب ، فقام أبو بكر يرسل الجيوش ليحارب المرتدين ويردهم إلى دين
الله عز وجل ، فسارعت أم عمارة لتستأذن أبا بكر في الخروج مع الجيش إلى
معركة اليمامة لتواصل مسيرتها في الجهاد ولكي تثأر لابنها حبيب من مسيلمة
الكذاب ..

وانطلقت أم عمارة تشق الصفوف لتقاتل أعداء الله وكان
عمرها قد زاد عن الستين ، وظلت تضرب بسيفها في جيش المرتدين إلى أن أثلج
الله صدرها بمقتل مسيلمة في معركة اليمامة فرأته مقتولا فسجدت شكراً لله جل
وعلا ، ونسيت كل الجراح التي لحقت بجسدها فقد جُرحَت في يوم اليمامة أحد
عشر جُرحاً وقُطِعَت يدها ..

وعادت تلكم المجاهدة التي سطرت بجهادها
سطوراً من النور على جبين التاريخ ،، ولما عادت إلى المدينة كان أبو بكر
رضي الله عنه يأتيها يسأل عنها ويطمئن عليها ، فلقد كانت تحتل مكانة عالية
في قلوب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وظلت هكذا حتى آخر لحظة من عمرها
..

:: وحان وقت الرحيل ::

وبعد هذه الرحلة المباركة من
العطاء والبذل والجهاد في سبيل الله ، نامت أم عمارة رضي الله عنها على
فراش الموت لتخرج من الدنيا بعد أن دخلت التاريخ من أشرف أبوابه وفازت
برضوان الحق جل وعلا وفاضت روحها إلى بارئها ..

ونسأل الله أن يرزق
الأمة نساء أمثال (( أم عمارة )) لترفع الأمة راية الجهاد خفاقة عالية
وليرجع الأقصى الأسير إلى أيدي المسلمين بإذن الله ..

ولا ننسى ونحن
نودع أم عمارة أن نقرأ قوله جل وعلا : " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ
وَنَهَرٍ ، فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ "

فرضي
الله عنها وأرضاها وجعل جنة الفردوس مثواها ..

منقول
 الموضوع : أم عمارة  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

أم عمارة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

مواضيع مماثلة

+
(( تذكر جيداً: يمنع وضع صورذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنعالاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تقى الإسلامية :: .:: المنتديات الشرعية ::. :: ملتقيات علوم الآلة :: نصرة رسول الله :: اصحاب الرسول-