وعظ القلوب بكلام علام الغيوب

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
وعظ القلوب بكلام علام الغيوب
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليومافضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 
وعظ القلوب بكلام علام الغيوب Empty

شاطر | 
 

 وعظ القلوب بكلام علام الغيوب

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


وعظ القلوب بكلام علام الغيوب _
مُساهمةموضوع: وعظ القلوب بكلام علام الغيوب   وعظ القلوب بكلام علام الغيوب Emptyالأربعاء 20 أكتوبر 2010 - 19:18 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد: لا بد أن تكون الموعظة مصاحبة للقلب الذي يتقلب بين حين وآخر، ولا بد للمؤمن أن يوطن نفسه على حضور مجالس الوعظ ففي ذلك ثبات له بإذن الله وإغاظة للشيطان الذي هو قريب من الواحد بعيد عن الجماعة، وقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء كما أخبر النبي بل قال: (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).

فإذا كان رسول الله لا يأمن على نفسه فكيف بنا نحن خاصة مع تلاطم أمواج الفتن في هذا الزمان، وإن القرآن الكريم من أكبر المواعظ الذي توعظ بها القلوب كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ} [يونس:57].
ولقد كان رسول الله يجلس مع أصحابه ليعظهم ويذكّرهم ويرغّبهم ويرهّبهم بهذا القرآن العظيم، قال أبو هريرة رضي الله عنه: قلنا يا رسول الله، ما لنا إذا كنا عندك رقّت قلوبنا وزهدنا في الدنيا وكنا من أهل الآخرة، فإذا خرجنا من عندك وآنسنا أهلنا وأولادنا أنكرنا أنفسنا ولهونا؟ فقال رسول الله: (لو أنكم إذا خرجتم من عندي كنتم على حالكم ذلكم لزارتكم الملائكة في بيوتكم).
قرآن يرقق القلوب بل يرقق الحجر، قال تعالى: {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ} [البقرة:74]. وقال تعالى: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر:21].
يخبر الله تعالى عن عظمة القرآن وفضله وجلاله، وأنه لو خوطب به صم الجبال لتصدّعت من خشية الله. فهذه حال الجبال وهي الحجارة الصلبة، وهذه رقتها وخشيتها وتدكدكها من جلال الله ربّها وعظمته وخشيته. فيا عجباً من مضغة لحم كانت أقسى من هذه الجبال تخاف من سطوة الجبار وبطشه، فلا ترعوي ولا ترتدع، وتسمع آيات الله تتلى عليها فلا تلين ولا تخشع ولا تنيب، فليس بمستنكر على الله عز وجل، ولا يخالف حكمته أن يخلق لها ناراً تذيبها إذا لم تلن بكلامه وزواجره ومواعظه، فمن لم يلن قلبه لله في هذه الدار، ولم ينب إليه ولم يذبه بحبه والبكاء من خشيته، فليتمتع قليلاً، فإن أمامه الملين الأعظم، وسيردّ إلى عالم الغيب والشهادة فيرى ويعلم.
فيا أيها الغافل عن تدبّر القرآن! إلى متى هذه الغفلة؟ قل لي وتكلم، حنانيك بادر بصالح الأعمال قبل أن تندم.
شكــوت إلى الله القلوب التي قست وران عليها كســب تلك المآثم
من خشية المولى هوى الجبل الذي بالطـــور لانت قسوة الأحجار
أولم يئن وقـــــــت الخشـــــــوع فلا تغـــــــرن الحياة سوى مغرار
ورقة القلب تنشأ عن الذكر والقرآن لأن ذلك يوجب خشوع القلب وصلاحه ورقته ويذهب بالغفلة عنه قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال:2]، وقال تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ} [الحج:35،34]، وقال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد:16]، وقال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر:23].
بذكر الله ترتاح القلوب ودنيانا بذكراه تطيب
ولكن لم يتعظ بهذه الموعظة إلا القليل من الناس الذين رقت قلوبهم للقرآن واستجابوا لنداء الرحمن كما أخبر تعالى بقوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق:37].
لقد كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يجتهدون في قراءة القرآن لا سيما في رمضان لأنهم يعلمون أن شهر رمضان هو شهر القرآن، كانوا يغلقون كتب العلم، ويتفرغون لهذا المنبع العظيم يروون به عطش قلوبهم، قدوتهم في ذلك نبي الرحمة فقد كان يدارسه جبريل القرآن في رمضان، وكان لأصحابه مثالا يحتذي في قراءته، فهذا عثمان بن عفان يختم القرآن كل يوم مرة.
وكان بعضهم يختمه في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم كل سبع، وبعضهم كل عشر، وكان للشافعي في رمضان ستون ختمه يقرؤها في غير الصلاة، ولأبي حنيفة نحوه، وكان أحمد بن حنبل إمام أهل السنة يختم القرآن كل أسبوع، وكان قتادة يدرس القرآن في شهر رمضان ويختم في كل سبع دائماً، وفي رمضان كل ثلاث وفي العشر الأواخر في كل ليلة، وكان الزهري إذا دخل رمضان قال: رمضان هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام.
قال ابن الحكيم: كان مالك بن أنس إذا دخل رمضان يفرّ من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف وكان لا يتشاغل إلا بالقرآن ويعتزل التدريس والفتيا والجلوس للناس ويقول: هذا شهر القرآن.
وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العباد وترك بعض العبادات وأقبل على قراءة القرآن.
وكانت عائشة رضي الله عنها تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان فإذا طلعت الشمس نامت.
كان زبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصاحف وجمع إليه أصحابه وكان بعضهم يختم في كل يوم وليلة ختمة، وبعضهم يختم في اليوم والليلة ثلاث ختمات، فالله أكبر، كانوا يفتحون المصاحف ويحلون ويرتحلون مع القرآن الكريم، كان لبيوتهم دوي كدوي النحل تشع نوراً وتملأ سعادة، وكانوا يرتلونه ترتيلاً ويقفون عند عجائبه ويبكون من عظاته ويفرحون بشاراته ويأمرون بأمره وينتهون بنهيه.
فهذه حال السلف الصالح، يدمنون تلاوة القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها، إذاً فتلاوة القرآن مطلوبة في كل وقت ولا سيما في هذا الشهر.
فهذه حال القوم، فمن أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى من النوافل كثرة تلاوة القرآن واستماعه بتفكر وتدبر وتفهم.
قال خبّاب بن الأرت رحمه الله لرجل: تقرب إلى الله تعالى ما استطعت، واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه.
وقال عثمان بن عفان: من أحب القرآن أحب الله ورسوله، فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره، ولا شيء عند المحبين أحلى من كلام محبوبهم، فهو لذة قلوبهم وغاية مطلوبهم، كما قال بعض السلف: (إذا أردت أن تعرف قدرك عند الله فانظر إلى قدر القرآن عندك).
وكان بعضهم يكثر من تلاوة القرآن ثم اشتغل عنه بغيره فرأى في المنام قائلاً يقول له: (إن كـنـت تــزعـــم حـبي فلــم جـفــــوت كتابــي؟ ... أما تأملت ما فيه من عير وما فيه من لذيذ خطابي)
ولم يكونوا يقرؤونه ليقال إنهم يقرؤونه ولا يهذّونه هذّ الشعر كما الناس يفعلون، وإنما كانوا يتدبرون معانيه ويتأثرون بألفاظه فيحركون به قلوبهم ويرسلون به مدامعهم يتأملون عبره ويعيشون أنداءه ويسرحون طرف أفئدتهم في خمائله ويطلقون أكف الحب في كنوزه.
وليس الذي يجري في العين ماؤها ولكنها روح تسيل فتقطُرُ
ويستحب البكاء عند تلاوة القرآن، وهو صفة العارفين وشعار عباد الله الصالحين، قال الله تعالى في وصف الخاشعين من عباده عند تلاوة كتابه: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر:23].
سـمعتك يا قــرآن والليل غافــل سريت تهز القلب سبحان من أسرى
فتحنا بك الدنيا فأشرق صبحهــا وطفـــنا ربــوع الكــون نملؤها أجرا
وقد كان صحابة رسول الله يتلون كتاب الله ويتأثرون بآياته فتلين جلودهم، وتدمع عيونهم وتخشع قلوبهم، فيرفعون أكفهم إلى ربهم ضارعين يسألونه قبول الأعمال ويرجونه غفران الزلات، ويتشوقون الى ما عنده من النعيم المقيم.
روي أن أبا بكر ابتنى مسجداً بفناء داره فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم وهم يتعجبون منه وينظرون إليه، وكان رجلاً بكّاءً لا يملك دموعه إذا قرأ.. وكان عمر بن الخطاب يصلي بالناس فبكى في قراءته حتى انقطعت قراءته وسمع نحيبه من وراء ثلاثة صفوف.
وكان عمر أيضاً إذا اجتمع الصحابة قال: يا أبا موسى ذكّرنا ربنا، فيندفع أبو موسى يقرأ بصوته الجميل وهم يبكون.
وإني ليبكيني سماع كلامه فكيف بعيني لو رأت شخصه بدا
تلا ذكر مولاه فحنّ حنينه وشــــوق قلــوب العارفين تجددا
وللأسف لما أفسدت أمزجة المتأخرين عن سماع كلام رب العالمين، ظهرت التربية معوجة والفطرة منكوسة، والإفهام سقيمة.
ولما استبدل القرآن الكريم بغيره حل الفساد، وكثر البلاء، واضطربت المفاهيم وفشلت العزائم. أسأل الله أن يهدينا ويصلح أحوالنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
 الموضوع : وعظ القلوب بكلام علام الغيوب  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

tazawad
عضو فعال

عضو فعال
tazawad


المشاركات :
259


تاريخ التسجيل :
10/03/2010


الجنس :
ذكر

وعظ القلوب بكلام علام الغيوب Caaaoa11وعظ القلوب بكلام علام الغيوب Empty

وعظ القلوب بكلام علام الغيوب _
مُساهمةموضوع: رد: وعظ القلوب بكلام علام الغيوب   وعظ القلوب بكلام علام الغيوب Emptyالسبت 23 أكتوبر 2010 - 23:36 

جزاك الله خيرا
موضوع قيم
بارك الله فيك
 الموضوع : وعظ القلوب بكلام علام الغيوب  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  tazawad

 توقيع العضو/ه:tazawad

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

وعظ القلوب بكلام علام الغيوب

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

مواضيع مماثلة

+
(( تذكر جيداً: يمنع وضع صورذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنعالاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تقى الإسلامية :: .:: المنتديات الشرعية ::. :: الملتقى الشرعي العام-