معنى حديث :" لا تسبوا الشيطان فإنه يتغيظ ولكن تعوذوا بالله عز وجل من شره".
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[.
] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً[.
]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً[.
ألا وإنَّ أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فقد سئلت عن معنى كلمة (يتغيظ) الواردة في حديث أبي هريرة :"لا تسبوا الشيطان فإنه يتغيظ".
فالجواب عليه :
الحديث أخرجه أبو طاهر المخلص وتمام في الفوائد (1/311رقم778) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا الشيطان فإنه يتغيظ ولكن تعوذوا بالله عز وجل من شره".
وصححه مرفوعاً الألباني والدوسري وغيرهما .
واختلف في إسناده فأوقفه راويه :
أخرجه ابن معين في الجزء الثاني من ( الفوائد ) (120رقم29) عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : لا تسبوا الشيطان فإنه يتغيظ ولكن تعوذوا بالله من شره".
وصحح إسناده موقوفاً محقق فوائد ابن معين .
ورجح الدارقطني في العلل (10/146) كونه موقوفاً حيث :سئل عن حديث أبي صالح عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الشيطان وتعوذوا بالله من شره".
فقال : يرويه الأعمش واختلف عنه :
فرواه أبو صالح الحراني عبد الغفار بن داود بن عيسى بن يونس عن الأعمش مرفوعاً .
وغيره لا يرفعه وهو الصحيح".
وبالجملة ولو كان الموقوف هو الصواب فهذا لا يعل المرفوع ؛ لأنه في حكمه .
وقوله (يتغيظ) هكذا في الأصول المخطوطة ، لكن جاء في نسخة (يغتبط).
وقوله (يغتبط) هي المرادة ؛ لأن المعنى لا تجعلوا الشيطان يفرح ويتعاظم .
وهذا ما رواه رجل كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فعثرت دابته فقلت تعس الشيطان ! فقال صلى الله عليه وسلم : لا تقل تعس الشيطان ؛ فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت ، ويقول : بقوتي ! ولكن قل : بسم الله ؛ فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب".
أخرجه أحمد في المسند (5/59 ، 71) وأبو داود في السنن (رقم4982) وقوى إسناده ابن كثير في التفسير (4/576) وصححه الألباني في صحيح أبي داود (746) .

وكتبه
د/ أحمد بن عمر بازمول