مشهد من الحديقة (قصة قصيرة بقلمى )والله العظيم

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
مشهد من الحديقة (قصة قصيرة بقلمى )والله العظيم
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليومافضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 
مشهد من الحديقة (قصة قصيرة بقلمى )والله العظيم  Empty

شاطر | 
 

 مشهد من الحديقة (قصة قصيرة بقلمى )والله العظيم

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
سنابل
عضـــو نشــط

عضـــو نشــط
سنابل


المشاركات :
95


تاريخ التسجيل :
13/06/2009


الجنس :
انثى

تمام

مشهد من الحديقة (قصة قصيرة بقلمى )والله العظيم  Caaaoa11مشهد من الحديقة (قصة قصيرة بقلمى )والله العظيم  Empty

مشهد من الحديقة (قصة قصيرة بقلمى )والله العظيم  _
مُساهمةموضوع: مشهد من الحديقة (قصة قصيرة بقلمى )والله العظيم    مشهد من الحديقة (قصة قصيرة بقلمى )والله العظيم  Emptyالسبت 4 ديسمبر 2010 - 0:21 

أنا هنا فى غربتى الطويلة منذ عدة سنوات
فى هذا البلد الأوربى الجميل
أتمشى فى شوارعه وأزقته العريضة فى تلك المدينة الصغيرة الواقعة على شاطىء البحر الأبيض المتوسط
تعودت ذلك كل يوم بعد إلإنتهاء من عملى حين يشرف قرص الشمس الذهبى على الغروب ويسقط فى مياه البحر الزرقاء مودعآ إياى على وعد بلقاء جديد فى الصباح التالى إن كان فى العمر بقية
ولفت نظرى شارع بعينه يبعد عن محل إقامتى عشرات الأميال فهو شارع جميل نظيف واسع يمتلأ بالعديد من الفيلات الأنيقة المحاطة بحدائق مستقلة غاية فى الروعة والجمال وتلك الفيلات على أحدث طراز معمارى ومالعجب فى ذلك فتلك البلاد هى منبع الفنون والجمال
وأكبر دليل على ذلك تماثيلها المنتشرة فى كل الأنحاء والتى تعتبر من أجمل أعمال فن النحت
ومن خلال غربتى الطويلة هنا تعايشت مع المجتمع وتشبهت بأهله فى كثير من الصفات حتى لقبنى البعض منهم بالأوربى الأفريقى ولم يجعلنى ذلك أنس وطنى أبدآ
فكم أشتاق إليه وإلى أهلى وعشيرتى وخاصة والدتى الحبيبة الغالية
وكيف أنسى هذه الأم الطيبة الحنون التى قامت بتربيتى على أحسن وجه حتى تخرجت من الجامعة وعملت بعض الوقت فى وظيفة حكومية ولم أستمر فيها سوى بضعة أشهر
فقد كان حلم السفر يراودنى فى كل وقت فى يقظتى وفى نومى
وتعود بى الذاكرة إلى الوراء عدة سنوات قبل المجىء إلى هنا حين أخبرتها برغبتى فى السفر وتجربة حظى فى أوروبا
يومها بكت بشدة وتوسلت إلية ألا أفارقها
ولكن هيهات هيهات هيهات
فقد صممت على السفر دون رجعة فى قرارى
وشجعنى والدى رحمه الله على ذلك
وها قد سافرت
ويعلم الله كم قاسيت فى غربتى وتنقلاتى العديدة
من هنا إلى هناك ومن تلك المدينة إلى هذه المدينة
وهكذا دارت بي الأيام والشهور والسنين
جعت أيامآ وإفترشت الرصيف كثيرآ
عملت فى أعمال كثيرة وربحت القليل وأنفقت الكثير
فالمعيشة هنا غالية بل باهظة على شاب مثلى
معذرة يارفاق سامحونى
لقد أخذتكم بعيدآ عن موضوع حديثى إليكم اليوم
ولكن حنينى إلى الوطن ذكرنى بكل هذه الأحداث التى مرت فى حياتى
وأتذكر المقولة الشهيرة
(بلادى وإن جارت علية عزيزة)
وإستقر بى الحال أخيرآ هنا فى تلك المدينة الصغيرة الهادئة
وكانت نزهتى اليومية كما قلت لكم هى السير فى ذلك الشارع
وجذب إنتباهى فى أحد الأيام صوت أطفال يلعبون ويمرحون فى أحد الحدائق الملحقة بإحدى الفلل فى الشارع وكانت أصواتهم رقيقة ناعمة عذبة
وصارت تلك الأصوات معتادة بالنسبة لى كسيمفونية رائعة
وأصبحت مشوقآ كل يوم عن الذى قبله لرؤية هؤلاء الأطفال ذوى الأصوات العذبة
فأنا مولع بحب الأطفال
والأطفال فى أوروبا يمتازون بالحسن والجمال كما تعرفون
وسرحت بخيالى الواسع فى تخيل أشكال هؤلاء الأطفال
تخيلت عيونهم الزرقاء والخضراء وبشرتهم شديدة البياض وشعورهم الصفراء
من المؤكد أنهم كذلك
هذا شىء رائع بالنسبة لى فأنا أفريقى أتميز بسمار بشرتى وسواد عيونى وشعر مجعد
أختلف عنهم تمامآ
ولا أخفى عليكم أن الأوروبين يعشقون العر ب وخاصة المصريين بشراهة بالغة
وألمس ذلك بنفسى حين ألمح فى عيونهم نظرات الإعجاب بى وبمن هم مثلى
فنحن أحفاد الفراعنة لنا سحر خاص فى قلوب الأوروبين وماشابههم
قلت لكم أننى تمنيت أن ألمح هؤلاء الأطفال فى الحديقة
وكان المطر فى هذه الفترة شديدآ جدآ حال دون إستكمالى السير فى الشارع وجعلنى أسرع بالإختباء تحت سقف أحد المنازل حماية من المطر الذى هطل فجأة
ووقفت ساكنآ فى مكانى أكاد أتجمد من شدة البرد
يا إلهى
ماهذا الجو المتقلب؟
لقد كان فى الصباح الباكر جوآ معتدلآ مشرقآ
ولكنه إنقلب فجأة ودون سابق إنذار
وزاد من رعشتى أننى كنت أرتدى ملابس صيفية خفيفة بعض الشىء
من الواضح أننى سأصاب بنزلة برد شديدة
ربنا يستر
وبعد مرور حوالى ساعة من الوقت توقف المطر ولله الحمد
فعدت أدراجى إلى المنزل بسرعة قبل حدوث أى مفاجآت جديدة فى الطقس
ولم أستمتع فى ذلك اليوم بسماع أصوات الأطفال
تصوروا أن ذلك ضايقنى جدآ
لقد تعودت على سماع أصواتهم يوميآ
أصبحت عادة لا أستطيع التخلص منها للأسف الشديد
وتسألوننى
لماذا هؤلاء الأطفال بالذات؟
معكم حق
إن أوروبا مليئة بآلاف الأطفال
ولكن كما أخبرتكم من قبل أننى واسع الخيال
وحين جاء اليوم التالى
قررت رؤيتهم
كفانى صبرآ
وإستعديت وإستجمعت شجاعتى
فقد كنت خائفآ أن يرانى أحد فيظن بى ظن سوء
كأن يظن مثلآ أننى لص أتلصص عليهم أو أى شىء آخر
ولكن الفضول دفعنى دفعآ قويآ لم أستطع مقاومته
وسارت قدماى نحو الشارع
وإقتربت شيئآ فشيئآ من الفيلا
وجاءنى صوتهم العذب وملأ أذناى
فحشرت رأسى بين إحدى أعمدة السور الحديدى للحديقة
وتجولت ببصرى فى أرجائها باحثآ عن الأطفال
وكانت المفاجأة الكبرى
لم أجد أمامى سوى رجل عجوز قعيد على كرسى متحرك وإلى جواره كاسيت صغير تصدر منه تلك الأصوات العذبة التى جذبتنى منذ فترة طويلة وتاقت نفسى لرؤية أصحابها
بصراحة كاد يغشى على من هول المفاجأة
لم أتوقع شيئآ مثل هذا
وتسمرت فى مكانى ولم أستطع الحراك وكأنما أصابنى الشلل التام
ولم أدر بشىء سوى يد تربت على كتفى بعنف
وسمعت صوتآ أجش أفزعنى
وصاح بى بلهجة أعرفها جيدآ وهى لهجة أهل تلك البلاد التى أتقنتها منذ وطأت قدماى أرضها
من أنت؟
تلفت ورائى لأجد حارس الفيلا ذو الجسم العريض ورأيت فى عينيه نظرة الشك والريبة
فقلت له بكل هدوء وثبات مافى نفسى
وأخذ يستمع لى وينصت بكل إهتمام وبعد إنتهائى من الحديث قص علية حكاية هذا الرجل العجوز الذى أذهلنى حين رأيته فى الحديقة
قال لى إنه رجل أرمل وحيد بدون أولاد أصيب فى قدمه بالشلل نتيجة جلطة فى قدمه وهو يعيش وحيدآ كما تراه وكم كانت أمنيته أن يرزق بأولاد ولكن ليس كل مايشتهيه الإنسان بسهل المنال
هنا أدركت أن غربتى أهون بكثير من غربة هذا الرجل
فلا أحد يسأل عنه ويعيش وحيدآ غريبآ فى بلده
وعادت المقولة الشهيرة ترن فى أذنى
(بلادى وإن جارت علية عزيزة)
ونلقاكم على خير


 الموضوع : مشهد من الحديقة (قصة قصيرة بقلمى )والله العظيم   المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  سنابل

 توقيع العضو/ه:سنابل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

مشهد من الحديقة (قصة قصيرة بقلمى )والله العظيم

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

مواضيع مماثلة

+
(( تذكر جيداً: يمنع وضع صورذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنعالاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تقى الإسلامية :: .:: المنتديات الشرعية ::. :: ملتقى اللغة العربية :: واحة أصحاب المواهب الأدبية-