إستيقظت من غفوتى على صوت أخى يوقظنى وهو يربت على كتفى برفق
هيا بنا لقد وصلنا المحطة
فتحت نصف عينى وأنا أنظر من نافذة القطار
ورأيت محطة بلدتنا الكبيرة
وإمتلأ قلبى بسعادة غامرة
لكم إشتقت إليها
وعادت بى الذاكرة إلى الوراء ست سنوات مضت
وتذكرت رحلتى الأخيرة إلى بلدتنا الحبية
كنت بمفردى وقتهاجئت لأعمل بها فترة من الوقت
وكنت فى حيرة بين فرحتى بإستلام الوظيفة وخوفى من وجودى وحدى فيها
رغم وجود أهل أبى وأمى بها
ولكن ليس هناك بعد الأم والأب
وقد عانيت فيما بعد
وطالما بكيت وتمنيت الرحيل
والعودة إلى مقر إقامتى الثانى
فلم يتحملنى أحد
لا خالى ولاعمى
جدى وجدتى رحمهما الله
هما الوحيدان اللذان إحتضنا غربتى هناك
وقد تعودت فى كل يوم بعد إنقضاء فترة العمل
أن أذهب إلى بيت جدى لوالدتى وأقضى النهار كله
أتسامر مع أبناء وبنات خالى
ونتمشى سويا فى حديقة البيت
لا زلت أتذكر تلك الحديقة الجميلة
وأتذكر نخلها العالى الملىء بثمار البلح اللذيذ
وأتذكر مرحنا ولعبنا وصراعنا حول الثمار
من يسرع ويجرى يفوز بأكبر قدر منها
ونضحك من قلوبنا البريئة النقية
منذ طفولتى وأنا أعشق بلد والدى وأجدادى عشقآ خالصآ
وكبرت وكبر معى حبها
وإستمريت فى العمل بها فترة تجاوزت العامين تقريبآ
ورغم سعادتى هذه كنت أتمنى فى كل يوم أن أعود أدراجى إلى موطنى الثانى
المدينة التى ولدت وتربيت فيها أنا وإخوتى
وساعد على ذلك مارأيته من معاملة أقاربى الفظة لى
أسوأ شىء فى هذه الدنيا أن تعيش مع أناس تحبهم ويحبونك وتتغير معاملتهم لك مع الأيام بسبب الإحتكاك بهم
وهذا ماحدث معى
كثرة معاملاتى معهم
جعلتهم يريدون ويتمنون أن أترك المنزل
مع إننى لم أكن شخصآ مزعجآ بالمرة
كنت أقوم بغسل ملابسى بنفسى
ولم أكن أكلفهم شىء سوى طعامى البسيط
الطعام الموجود كنت آكله ولم أطلب شيئآ يزيد عن طاقتهم
ولولا وجود جدتى وجدى الطيبين بينهم
لكنت من الهالكين
رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته
كم بذلا من أجلى
وكم كانت جدتى منذ طفولتى تشترى لى أجمل وأفخر الأشياء من ملابس وحلى ولعب
وكم كان جدى يغدقنى بالحلوى اللذيذة
آه ليتها تعود تلك الأيام الجميلة
ذهبت كما ذهبا
وللحديث بقية
فإنتظروووووووووووووووووووووووو نى
فى بيت جدى