El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
 | |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
|  موضوع: رد: حزب النهضة المصرى >>>أول حزب مصرى بخلفية سلفية الجمعة 4 مارس 2011 - 1:27 | |
| حوار جريدة الوسط مع ممدوح إسماعيل المحامي والقيادي بالحركة السلفية
بعيدا عن الإخوان المسلمون لماذا تأخر دخول التيار الإسلامي وخاصة السلفي لنقابة المحاميين؟
- دخول التيار الإسلامي غير المحسوب على الإخوان في
الانتخابات تأخر رغم أنه موجود على الساحة ، ويرجع ذلك بسبب محاربة
الإخوان لظهور هذا التيار.. فحينما كان الأستاذ مختار نوح موجودًا بنقابة
المحاميين.. كان لا يعترف بوجود أي محامين إسلاميين آخرين من دون الإخوان،
وهناك حادثة تتمثل في بعض الإخوة السلفيين قاموا بترشيح أنفسهم لانتخابات
نقابة المحاميين في التسعينيات.. وكان مختار نوح مسئولاً عن ملف المرشحين
في انتخابات النقابة وحدث أن قام نوح بتقطيع أوراق السلفيين الانتخابية
وأنا شاهد على الواقعة.
فالرأي السائد وقتها والذي كان يقود به مختار نوح العمل
النقابي.. أنه لا تيار إسلامي غير الإخوان داخل النقابة.. لكن بعد مختار
نوح تغيرت هذه النظرة نهائيًا.. وتغيرت هذه الرؤية تمامًا.. وبدأ ظهور
نوع من أنواع التفاعل والانفتاح مع الإسلاميين بمختلف انتماءاتهم سواء
إخوان أو غيرهم.. وحدث نوع من الانفتاح والتعاون بين الإخوان والمحاميين
الإسلاميين..و أن الإخوان الآن يدعون المحاميين الإسلاميين الاخرين
للمؤتمرات التي ينظموها.،وهذا التطور منذ دخول منتصر الزيات انتخابات
النقابة واختياره عضوًا في المجلس ، ولدينا
رؤى تقول بأنه لا بد من دخول التيار السلفي إلى العمل العام بمختلف
فروعه.،ويقوم هذا التيار بالتحرر من الجمود الذي أصابه نتيجة تقليد
جامد،وأحيانًا ورع كاذب في بعض المسائل وأحيانًا رؤية ضيقة وأفق ضيق..
فلذلك عندما أعلنت عن ترشيحي في انتخابات نقابة المحاميين.. أوضحت أنني
أعبر عن تيار سلفي يتعاون مع الإخوان بكل وضوح وبكل صراحة تعاون المسلمين
مع بعضهم البعض.. فيكفي التيار السلفي.. أنه بدا الفترة الماضية مراجعة مع
العمل العام.. لأن انعزال التيار السلفي عن العمل العام أدى به إلى
التقوقع في مساحة معينة.. ثم سلبت منه تلك المساحة.. فأصبح رهين كتبه أو
إصداراته أو بيته... ثم فتح له مجال الفضائيات فقط وهو أيضًا رهين الشروط
والخطوط الحمراء.. والعمل العام في النقابات عمل مفتوح وتفاعل مع الجماهير
وتفاعل مع الشعب.. فمن أكبر أخطاء الحركة الإسلامية قيامها بعزل نفسها عن
حركة الجماهير.. وعن التفاعل معها.. ولذلك فالإخوان كانوا أذكى ..بمعنى
أنك بقراءة متأنية للتاريخ تجد أن حركات التغيير حدثت بتفاعل الشعب مع
الشيوخ والعلماء.. لكن الانعزال الموجود.. ونظرتهم المسبقة أن السياسة
رجس، وأن العمل العام كله مساوئ وكله خبائث.. فهذا نوع من أنواع الورع
الكاذب،وذلك لأن الظرف الموجود الآن.. بانعزال الحركة الإسلامية أدى إلى
بسط سيطرة العلمانية والشيوعيين والليبراليين والإباحيين، وكل أوصاف
وشراذم الفكر والرؤى.. وأصحاب المصالح النفعية.. هم الذين بسطوا سيطرتهم
على العمل العام في مصر.. رغم أن القاعدة في مصر إسلامية.. فالشعب محب
للإسلام ومتعاطف معه.. وأنت إن نظرت لنتيجة انتخابات 2005م نجد أن الـ 88
مقعدا الذين فاز بهم الإخوان لم تأت من أصوات الإخوان بل أخذوا أصوات
الشعب الذي يناصر كل ماهو اسلامي .ولولا التدخل الأمني في الانتخابات كان
الإخوان سيحصلون على 150 صوتا أو أكثر.
اجتهادات الشافعي
* تكلمت عن واقع السلفيين.. فهل لنا من معرفة السبب الرئيسي في تأخر السلفيين في التفاعل مع مجتمعاتهم؟
- السلفية هي منهج الأمة.. لكن الذي حدث أن بعض من
السلفيين.. أو قطاع منهم اقتطف أجزاء من الفهم السلفي.. وجعلها هي الفهم
بعمومته.. فلم يكن منهج السلف هو العلم فقط بدون عمل.. ولم يكن منهج السلف
بعيدًا عن المجتمع.. ولم يكن منهج السلف هو عدم التفاعل مع قضايا
الجماهير..فهذا ليس منهج السلف.. فالسلف كانوا في منتصف قضايا الأمة.. فأنا
حينما أقرأ في سيرة الإمام ابن تيمية.. أجد أنه كان يجلس مع الفتوات في
مصر والفتوات حينما قام بعض الصوفية بمهاجمة شيخ الإسلام ابن تيمية.. هم
الذين قاموا بالوقوف له حماية لشيخ الإسلام وتفاعلوا معه..
فالشاهد أن شيخ الإسلام ابن تيمية كان في وسط المجتمع
فلم يكن منعزلاً.. ولم يكن في برج.. والشعب في مكان آخر.. يلقي إليهم
بالتعاليم والشعب يستجيب أو لا يستجيب، والمسائل لا بد ألا تكون
فوقية.ولكن المسائل تكون في وسط الناس.. في قضاياهم وفي مشاكلهم وآلامهم
وهى ليست نقل كتب للناس فهذا جزء ونقل العلم جزء، ولكن أن تعايش حالة
الجماهير.. فهذا هو المطلوب.. فلذلك سبب تأخر السلفيين عن التفاعل مع
مجتمعاتهم هو بسبب الجمود الموجود لدى بعض السلفيين والتأخر في التعامل مع
آليات الحياة والحركة للخروج من هذا الجمود.. ثم في تقليد الحركة السلفية
السعودية.. ولم ينظر إلى خصوصية الواقع السعودي.. وخصوصية شبه الجزيرة
السعودية.. فهذا يعتبر نقل وهذا التيار تقليدي جامد.. وخاصة أن بعض
السلفيين يفعل مثل ما يحدث في السعودية.
رغم أن الواقع المصري يختلف تمامًا من حيث البيئة ومن
حيث الواقع السياسي ونظام الحكم.. ونظام المجتمع ومشاكل الحياة والبيئة
الاجتماعية.. والبيئة السياسية والبيئة الاقتصادية.. فالواقعين يختلفون
تمامًا.. فنحن نتفق أننا مسلمون ولكن يوجد واقعان منفصلان تمامًا.. كلاً
منهم له خصوصيته.. وللأسف بعض السلفيين نقلوا الواقع السلفي السعودي..
نقلوه كاملاً وطبقوه في مصر..
فإن قبلت فتوى هناك بالتحريم أخذت هذه الفتوى في مصر
بدون دراسة للواقع.. والإمام الشافعي رحمة الله عليه كان له اجتهادين في
مسألة ما.. فاجتهاد عندما جاء مصر واجتهاد عندما كان في الجزيرة العربية..
لأن الواقع يحقق لك رؤية لتحقيق مناط الحكم.. فمثلاً في الجزيرة العربية
لا يعذر بالجهل من وقع في شركيات القبور.. لأن العلم موجود بالتوحيد..
ولكن المسائل تختلف.. ففي مصر يقع من عوام الناس الكثير في شرك القبور
ونـحن لا نستطيع أن نقول عليهم أنهم أشركوا أو خرجوا من الملة، وذلك لكون
المسألة بها جهل..
وتحريم الإضراب كمسألة أخيرة.. فأنا فوجئت أن قطاع من
السلفيين أنبرى يحرم الإضراب بدون رؤيا سياسية واقعية لمفهوم الإضراب من
الناحية القانونية والناحية العملية.. ثم خرجوا بخلط بين الإضراب
والمظاهرات.. فالإضراب فعل سلبي ويعبر عن تطبيق آلية من آليات الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر في قول النبي : «من رأى منكم منكرًا فليغيره»
والإضراب نوع من آليات أضعف الإيمان.. وذلك بالامتناع طالما أنه هو حسب
القانون لم يؤثر على قطاع مهم لحياة الناس..
فإذا توفر مقومات الإضراب فمن حق الجماهير.. ومن حق
الشعب أن تعترض على الاستبداد.. فتخرج أنت وتقول بالتحريم وتحريم حق الناس
أن يعترضوا ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ويأتي هذا نتيجة أن ذلك
التيار السلفي منعزل ومتجمد الفكر والرؤية..
كانتونات مختلفة
* إذًا كيف ترى واقع السلفيين في
مصر الآن.. هل هم مازالوا منعزلين عن واقعهم.. أم أن هناك محاولات جادة
لتقريب هذا الواقع والتفاعل معه..؟
- التيار السلفي في مصر عبارة عن فسيفساء ولافتة كبيرة
تسمى التيار السلفي وتحتها كانتونات كبيرة.. بمعنى أن المدرسة السلفية في
الإسكندرية غير السلفية في البحيرة وغير السلفية في القاهرة.. فسلفية
الشيخ محمد إسماعيل غير سلفية الشيخ أسامة عبد العظيم.. فاختلافات في
الرؤى..
فمثلاً مدرسة من ينتسب لسلفية أسامة القوصي.. غير سلفية
منطقة القناة فتجد أن المسألة كانتونات.. فاليافطة سلفية ولكن هناك رؤى
مختلفة وكانتونات مختلفة.. تحت يافطة السلفية.. وأنا عندما أقول بعض
السلفيين.. فذلك يرجع إلى أن هناك تيار خارج من رحم السلفية وهم الأجيال
الحالية الذين رفضوا فكرة التقليد والجمود في الفكر.. فكان لا بد لكل
المصلحين والذين يفهمون الفكر السلفي فهمًا صحيحًا.. أن يخرجوا للعمل
العام ويكسروا القيود الواهية.. فهذه قيود واهية..
ونـحن لا نقصد أن نحرم حلالاً ونـحل حرامًا.. ولكن تفعيل الاجتهاد والفقهية.. والتفاعل مع الواقع في مشاكلنا.
السلفية المستنيرة
* هل تعتقد أن مشكلة التيار السلفي تتمثل في تداخل كل الأمور في بعضها إلى درجة العقيدة.. ؟
- لا شك أن لجماعة الجهاد مسألة مهمة جدًا في مسألة
الخروج عن الحاكم وعدم شمولية منهج السلف في التفاعل مع الواقع وتغييره
وهذا جنوح آخر يندرج تحت خطأ معاني السلفية ومسألة الخروج عن الحاكم
وتغييره بالقوة.. مهما كانت العواقب ومهما كان الفعل ورد الفعل ومهما كانت
الأحداث.. وقفل المسألة والهدف المنهج على هذا المنوال فقط.. لذلك كانت
الجهاد والجماعة الإسلامية لديهم تحريم قطعي لدخول مجلس الشعب.. ثم بعد
ذلك تغيرت هذه الرؤية بالتحريم.. إذًا المنهج اختلف والسلفيين كانت لديهم
هذه الرؤية..
في حين نجد أن السلفية في الكويت سلفية مستنيرة وواعية
جدًا.. فهم لديهم كلام في الحريات وكلام في الواقع وآليات في التعامل مع
الواقع.. منها دخول البرلمان والسؤال الآن حول الآلية التي بها تستقبل
لتغيير الواقع بقيادة شرعية.. ونـحن مسلمون ونـحن ملتزمون بضبط الشرع..
لكن المسألة ليست بالجمود الذي يتصوره البعض.. بمعنى إن كان هناك في مسألة
دخول البرلمان رأي يقول بعدم دخول البرلمان ورأي يقول بجواز الدخول إلى
البرلمان.. فلا بد أن يقبل الطرفان بأن المسألة اجتهادية فلا يكفر.. ولا
يبدع ولا يحرم أحدهما الآخر.. والمسألة المكتوبة هي المرونة الفكرية..
طالما أن المسألة بها مساحة من الاجتهاد.. وبها روح ونية للتغيير بالنسبة
لواقع به مشاكل لا تحصى عن الإسلام والمسلمين..
جيل الثمانينات
* مسألة الجيل.. هل تعتبر أن
الجيل الذي قاد الحركة السلفية ككل هو من أخطأ في فهم المنهج.. أم أن
المنهج كان به قصور أدى إلى ما نراه الآن؟
- الجيل الذي قاد الحركة السلفية في فترة ما بعد
السبعينيات والثمانينيات كان جيلاً شابًا.. خرج رافضًا للإخوان وأسس
مدرسته على قواعده هو.. وقواعد جاءت من الجزيرة العربية وأنا لا أنتقد
القواعد التي أتت من الجزيرة العربية .. لكن النقطة التي نقف عندها هي
مسألة التطبيق العملي في فهم الواقع المصري.،والتعامل معه فهذه هي
الإشكالية وهي النقطة التي نقف فيها.. فهذا الجيل خرج بدون خبرة.. واعتمد
على ذاته.. وأسس رؤيته على ذاته.. لذلك نجد أن هذا الجيل الآن بعد أن بلغ
الخمسين أصبحت رؤيته أكثر انفتاحًا وحدثت تغيرات في الرؤية كانت موجودة
لديهم، وأيضًا تغيرات في المنهج، ولكن المفروض أن هذه التغيرات تثمر عن
آليات للتفاعل مع الواقع ومع الجماهير ومع الحياة، ولا تضع المعوقات
الأمنية.. أو معوقات الجمود الفكري السبب في عدم التفاعل مع المجتمع.. لأن
هذا واقع لا بد أن تعيشه بكل ما فيه..
* حدثت مراجعات الجماعة ثم مراجعات الجهاد.. ألا تعتبر ذلك تغيرًا جذريًا يدفع للانفتاح على المجتمع وعلى الآخر..؟
- حدث انفتاح.. لكن لازال البعض لديه جمود في الرؤية..
وأعطيك مثال على ذلك.. أحد المواقع الإلكترونية.. كان له حوار معي حول
دخولي انتخابات نقابة المحاميين.. وأنا قلت أنني أعبر عن التيار السلفي..
وليس لي صلة بأي جماعة، وبعد الحوار سألوا أحد المنتمين للسلفية.. فكان
رده أن نقابة المحاميين تشبه العمل السياسي ومساوئه.. وهذا كلام يعبر عن
رؤية جامدة لا تفهم الواقع ولا تفهم ماهية انتخابات نقابة المحاميين.. وما
هو العمل النقابي.
* هناك رأي يقول بأن مشكلة
التيارات السلفية والجهادية في مصر.. كانت تتمثل في القيادات.. فهي لم
تتمتع بقيادات واعية قادرة على الفهم وعلى تقدير الأمور؟
- توجد حركة تطوير تحدث في الحياة ويوجد تغيير في
القيادات، ومسألة القيادة تلك كمعضلة وهي نقطة تمثل مشكلة في المجتمع
المصري أنه تم وأد ظهور قيادات شريفة في البلد في كل نواحي الحياة..
وسأعطيك مثال بسيط نقابة المحاميين كمثال.. فمسألة دخول الإخوان انتخابات
مجلس النقابة ورفضهم التنافس على منصب النقيب.. فهذا شيء يحسب لهم..
فالدولة لا تريد أن يتقدم أحد من الإسلاميين إلى المناصب الحساسة التي تمس
السيادة والدولة في مصر.. فمثلاً نجد أن نقابة الصحفيين مليئة بالكفاءات
الصحفية الكبيرة، ولا نجد غير مكرم محمد أحمد وهو رجل الحكومة وهذه مشكلة..
فهل تلك النقابة بمثقفيها ومفكريها لا يوجد بها كفاءات.. يتقدمون لمنصب
النقيب.. لا.. فتوجد عملية من الدولة لوأد.. الكفاءات والقيادات ومنعها من
الظهور..
التعصب وقصور الفهم
* يقول البعض أن الإسلامين قاموا
فيما بينهم بوأد القيادات مثلما تفعل الدولة.. ومثال ما فعلوه مع عبود
الزمر ووأدوا مشروعه منذ عام 1981م.
- الإسلاميون يعانون مثل ما يعاني أي قطاع داخل الجنس
البشري.. وبكل صراحة ووضوح فأنا أقول لك في حدود الاطلاع على الكثير من
القضايا في المحاكم.. ورؤية واضحة وقريبة منهم.. فما حدث داخل صفوف التيار
السلفي ككل كان هناك التحاسد فيما بينهم والتعصب وتلك الكلمة ضع تحتها
ثلاثة خطوط لأهميتها.. وهو من الأسباب الذي جعل التيار الإسلامي ككل بدون
قيادة وأن كل فريق أصبح كل حزب بما لديهم فرحون وكل فريق بما لديه وبما
عنده متعصب لما يراه هو ويغمض عينيه عمدًا عن رؤية الآخرين وأفضلية
الآخرين وهذا مرض موجود في الحركة الإسلامية ومازال موجودًا ومنتشرًا
فالتعصب والتحاسد وقصور الفهم.. هو الذي أدى بالتيار الإسلامي إلى ما هو
فيه..
* هل تملك التيارات السلفية الموجودة الآن رؤية إصلاحية تمكنها من العمل العام الفترة القادمة.. ؟
- هي تملك رؤية إصلاحية.. لكن لا يوجد لديها رؤية واقعية.. وهي لا تملك آليات لتفعيل الرؤية الإصلاحية.
* ملامح تلك الرؤية الإصلاحية..!
- المسألة ليست رؤية وأجندة لكل تلك التيارات.. فنحن نتكلم عن عدة رؤى للإصلاح.. فكل تيار له رؤيته وله فكرة وله فهمه..
* هل كل تلك الرؤى الإصلاحية التي أشرت إليها تختلف في إطار منهجي..
- بالتأكيد يوجد اختلافات منهجية جوهرية في تلك الأشياء
الإصلاحية.. لكن في الأساس لديهم لا يختلف الجميع عن مسألة تعبيد الناس
لديها.. ومسألة العقيدة بشمولها وليس بما يردوه بعض الانتهازيين في مسألة
الحدود وغير ذلك.. لكن فهم تحكيم الشريعة بشمولها هو أساس وهدف..
والإشكالية ليست في الرؤية ولكن المشكلة تكمن في الآليات.. التي يمكن بها
تفعيل تلك الرؤى.. ومن المعروف أن الإسلاميين هدفهم تحكيم الشريعة بشمولها
وتعبيد الناس لديهم وعودة الناس للإسلام.. وأن يكون الإسلام حاكمًا وهو
مصدر الحكم والتشريع.. والقضاء على مظاهر الفساد والابتذال.. وكل هذه من
المعروف..
والمشكلة في الآليات أو الكيفية التي يتحقق بها ذلك..
فبعضهم أتجه إلى أنه لا بد من حمل السلاح وقتال الحكومة وطردها.. وبعضهم
قال بتعليم الناس والتقوقع في المساجد وهذا خير لكنه عزلهم عن المجتمع..
وعن التفاعل مع الجماهير.. وهذه هي الرؤى الموجودة..
الإخوان والنقابة
* أعلن منتصر الزيات عن تأسيس جبهة المحاميين الإسلامية عام 1987م.. ومنذ ذلك التاريخ لم نسمع عن هذا الكيان شيئًا حتى الآن..
- هذا الكيان تعرض لمضايقات أمنية شديدة جدًا.. وتعرض
في بدايته لنوع من أنواع العزل القصدي للقيادات النقابية التي كانت
موجودة.. لكن هذه الرؤية تغيرت والمضايقات الأمنية خفت.. فكثير من
المحاميين تم اعتقالهم لفترات كبيرة ثم تم الإفراج عنهم الآن. والمحاميين
الإسلاميين بعد خروجهم من السجن أصبحوا الآن يبحثوا عن دور داخل النقابة..
لكن هم بسبب انتمائتهم الفكرية .. فالإخوان استغرقوا زمن طويل حتى
يتواجدوا في نقابة المحاميين، وربما لا يستطيع البعض أن يحصر تاريخ
وجودهم.. ولكن الإخوان موجودون منذ الأربعينيات في النقابة .. فقيادات
ورعيل كبير جدًا كانوا من المحاميين الإخوان وذلك في الأربعينيات
والخمسينيات والستينيات والسبعينيات.. أربعة عقود لم يدخل أحد من الإخوان
مجلس النقابة.. وفي الثمانينيات دخل عضوين أو ثلاثة وبدأ بعد ذلك توافد
الإخوان على مجلس النقابة..
*ما هي ملامح برنامج المحامون الإسلاميون لدخول انتخابات نقابة المحاميين؟
- أولا أنا أضع ثلاثة نقاط خلال انتخابات نقابة
المحاميين.. النقطة الأولى هي الخدمات النقابية والنقطة الثانية متعلقة
بكرامة المحاميين ، والنقطة الثالثة متعلقة بدور نقابة المحاميين في العمل
العام والتصدي لقضايا الوطن..
التصدي لقضايا الأمة
* أنتم كسلفيين دخلتم إلى العمل
العام لأول مرة.. فكيف ستتعاملون مع قضايا جديدة عليكم وعلى أمور لم
تعهدوها.. وكيف ستتعاملون مع الآخرين سواء إخوان أو أقباط؟
- أولهما: أن قدرة نقابة المحاميين هو الاضطلاع بدور في
العمل العام والتداخل المتلازم مع الحياة السياسية.. فهذا دور متشعب مع
الحياة السياسية وأن كثير من المحاميين اختيروا كوزراء ورؤساء وزراء منذ
أيام الملكية حتى الآن وبعضهم مقيد في نقابة المحاميين وهم وزراء مثل مفيد
شهاب وفتحي سرور.. فهناك تلازم وتداخل بين مهنة المحاماة ونقابة
المحاميين من جهة والعمل العام والعمل السياسي من جهة ثانية.
والنقطة الثانية: أريد أن أوضح أن نقابة المحاميين ليست
جهة سياسية لكن قدرها أن تكون متداخلة مع العمل العام وليست هي حزب سياسي
وليست هي مناهضة لنظام الحكم.. أنما هي تقوم بالتصدي لقضايا الوطن بمبدأ
آلية العمل النقابي.. فالنقابة تضم ما يقرب من نصف مليون محامي وهي أقوى
نقابة في مصر.. فلا بد أن تكون مهتمة بقضايا مصر.. فقضايا مثل قضايا
الفساد. وهي قضية كبرى بها شق سياسي وشق قانوني متداخلين مع بعضهم..
فنقابة المحاميين عبر آلياتها قامت بفضح دور الفساد وفي القضاء على النمو
والتضخم للفساد والمشاكل الاقتصادية في مصر.وحاليًا نجد أن الأحزاب أصبحت
ذات دور متراجع حتى أصبحت روتينية تؤدي أدوار شكلية فقط في الحياة
السياسية..
ومجلس نقابة المحاميين أيضًا له دور قدري.. ليس دور من
صميم العمل النقابي.. لكنه دور قدري لنقابة المحاميين.. وذلك للتصدي
لقضايا الوطن والتصدي لقضايا الأمة مثل قضية فلسطين وقضية العراق.. ومسألة
التدخل الأمريكي الذي يحدث.. والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته
المتلاحقة.. غير المشاكل الداخلية.. كذلك ملاحقة الديناصورات الذين خرجوا
برءوس الأموال المصرية وقاموا بتهريبها إلى الخارج.. كذلك ملاحقة هؤلاء
الذين استغلوا واحتكروا المال والنفوذ والسلطة في مصر..
فمن يتداخل ويلقي الضوء على هذا الفساد المتلاحم وأشهرها تلك القضايا الثلاث هاني سرور وقضية العبارة وأخرها قضية الدويقة..
ودور السلفيين سيكون في مجلس النقابة هو امتداد لذلك
الدور الموجود منها.. فنقابة المحاميين لو انسحبت من دورها الذي تقوم به
ستكون نقابة خدمية مثل نقابة السائقين ورابطة البائعين الجائلين وأنا أظن
وقتها أن على مصر السلام.. وهذا مخطط يتم الآن تجهيزه داخل أروقة الحزب
الوطني.. فالآن توجد غرفة عمليات داخل الحزب الوطني لانتخابات نقابة
المحاميين.. وما يقومون به داخل الحزب الوطني يأتي من باب الحرية أن يقوم
حزب بإنشاء غرفة عمليات من أجل خوض انتخابات النقابة.. لكن الأخطر أن يتم
تحويل نقابة المحاميين إلى نقابة خدمية فقط مثل أي نقابة خدمية أخرى.. وهذا
من أخطر ما يمكن ومن أخطر ما يحاك ضد النقابة.. غير التزوير أيضًا الذي
له تخوفات فنسبة كبيرة من المحامين متخوفين من تزوير الانتخابات لصالح
الحزب الوطني في الانتخابات القادمة.
 الموضوع : حزب النهضة المصرى >>>أول حزب مصرى بخلفية سلفية المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| | موضوع: رد: حزب النهضة المصرى >>>أول حزب مصرى بخلفية سلفية الجمعة 4 مارس 2011 - 1:29 | |
| |
|
