تفسير أية ( ولن ترضى عنك اليهود ....)

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
تفسير أية ( ولن ترضى عنك اليهود ....)
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليومافضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 
تفسير أية ( ولن ترضى عنك اليهود ....) Empty

شاطر | 
 

 تفسير أية ( ولن ترضى عنك اليهود ....)

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


تفسير أية ( ولن ترضى عنك اليهود ....) _
مُساهمةموضوع: تفسير أية ( ولن ترضى عنك اليهود ....)   تفسير أية ( ولن ترضى عنك اليهود ....) Emptyالخميس 21 أبريل 2011 - 2:36 

بسم الله الرحمن الرحيم




{ وَلَنْ
تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ
قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ
بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ
وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ }
(البقرة:120)


التفسير: لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله



{ 120 } قوله تعالى: { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم }:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يتألف اليهود، والنصارى؛ والذي يحب
أن يتألفهم يحب أن يرضوا عنه؛ فبين الله عزّ وجلّ أن هؤلاء اليهود والنصارى
قوم ذوو عناد؛ لا يمكن أن يرضوا عنك مهما تألفتهم؛ ومهما ركنت إليهم
بالتألف - لا بالمودة - فإنهم لن يرضوا عنك حتى تتبع ملتهم؛ ولهذا كان
النبي صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يُنهَ عنه؛ ثم بعد
ذلك كان يأمر بمخالفتهم؛ و{ لا } هنا للتوكيد؛ وليست مستقلة؛ فإنها لو
حذفت، وقيل: «ولن ترضى عنك اليهود والنصارى» لاستقام الكلام؛ لكنها زيدت
للتوكيد؛ لأجل ألا يظن الظان أن المراد أن الجميع لا يرضون مجتمعين؛ مع أن
الواقع أن كل طائفة لن ترضى؛ ونظير ذلك في زيادة «لا»: قوله تعالى: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} [الفاتحة: 7] : فإنها تفيد ما أفادته «لا» في قوله تعالى: { ولا النصارى و{
حتى }: حرف غاية؛ وهي تنصب المضارع بنفسها عند الكوفيين؛ وبـ«أن» المقدرة
عند البصريين؛ و{ ملتهم } أي دينهم الذي كانوا عليه؛ فاليهود لن يرضوا عنك
حتى تكون يهودياً، والنصارى لن ترضى عنك حتى تكون نصرانياً؛ ولكن الجواب
الوحيد لهؤلاء الذين يقولون: «لا نرضى عنك حتى تتبع ملتنا»، قوله تعالى: { قل أي مجيباً لهم في عدم اتباع ملتهم { إن هدى الله هو الهدى }
أي ليس الهدى ما أنتم عليه؛ بل إن هدى الله وحده هو الهدى؛ و{ هو } ضمير
فصل لا محل له من الإعراب؛ وقوله تعالى: { الهدى } خبر { إن }؛ أما اسمها
فهو قوله تعالى: { هدى الله }.


قوله تعالى: { ولئن اتبعت أهواءهم
}: الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم؛ أو لكل من يتأتى خطابه؛ ولكن الأقرب
أنه للرسول صلى الله عليه وسلم؛ و{ لئن اتبعت } جملة فيها شرط، وقسم؛ وإذا
اجتمعا - أي الشرط، والقسم فإنه يحذف جواب المؤخر منهما؛ قال ابن مالك في
الألفية:


واحذف لدى اجتماع شرط وقسم جواب ما
أخرت فهو ملتزم والقسَم دلت عليه اللام في قوله تعالى: { ولئن اتبعت }؛ إذ
إن التقدير: «والله لئن اتبعت»؛ والشرط «إن» . والجواب: { ما لك من الله...
}؛ وهو جواب القسم بناءً على القاعدة التي أشار إليها ابن مالك؛ ولأنه لو
كان جواب الشرط لوجب اقترانه بالفاء؛ لأنه نُفي بـ{ ما }؛ وجواب الشرط قيل:
إنه محذوف دل عليه جواب القسم؛ وقيل: إنه لا يحتاج إليه لتمام الكلام
بدونه؛ وهذا القول هو الراجح - أنه لا يحتاج إليه لتمام الكلام بدونه - ؛
والدليل على ذلك؛ أنه لم يأت ذكره في أي أسلوب من أساليب اللغة العربية؛
فإذا لم يأت في أي أسلوب من أساليب اللغة العربية دل على أن الكلام مستغن
عنه.


قوله تعالى: { بعد الذي جاءك من العلم } يشير إلى الوحي الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم سواء كان القرآن، أو السنة؛ فالذي جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم عِلم.

قوله تعالى: { ما لك من الله من ولي ولا نصير }:
{ ما } نافية؛ و{ لك } جار ومجرور خبر مقدم؛ و{ وليّ } مجرور لفظاً مرفوع
محلاً على أنه مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل
بحركة حرف الجر الزائد إعراباً؛ وأصلها: «ما لك من الله وليٌّ»؛ وجملة: {
ما لك من الله } لا محل لها من الإعراب؛ لأنها جواب القسم؛ و «الولي» هو
الذي يتولى غيره بحفظه، وصيانته؛ فالمعنى: ما أحد يتولى حفظك سوى الله عزّ
وجلّ؛ و «النصير» هو الذي يدفع الشر؛ أي: ولا أحد يتولى نصرك، فيدفع عنك
الشر سوى الله عزّ وجلّ.


الفوائد:



1 - من فوائد الآية: بيان عناد اليهود، والنصارى، حيث لا يرضون عن أحد إلا إذا اتبع دينهم.



2- ومنها: أن من كان لا يرضى إلا بذلك فسيحاول إدخال غير اليهود، والنصارى في اليهودية، والنصرانية.



3 - ومنها: الحذر من اليهود، والنصارى؛ إذ لا يرضون لأحد حتى يكون يهودياً؛ أو نصرانياً.



4 - ومنها:
أن الكفر ملة واحدة؛ لقوله تعالى: { ملتهم }؛ وهو باعتبار مضادة الإسلام
ملة واحدة؛ أما باعتبار أنواعه فإنه ملل: اليهودية ملة؛ والنصرانية ملة؛
والبوذية ملة؛ وهكذا بقية الملل؛ ولكن كل هذه الملل باعتبار مضادة الإسلام
تعتبر ملة واحدة؛ لأنه يصدق عليها اسم الكفر؛ فتكون جنساً، والملل أنواعاً.




5- ومنها: الرد على أهل الكفر بهذه الكلمة: { هدى الله هو الهدى }؛ والمعنى: إن كان معكم هدى الله فأنتم مهتدون؛ وإلا فأنتم ضالون.



6 -
ومنها: أن ما عدا هدى الله ضلال؛ قال الله تعالى: {فماذا بعد الحق إلا
الضلال فأنى تصرفون} [يونس: 32] ؛ فكل ما لا يوافق هدى الله فإنه ضلال؛
وليس ثمة واسطة بين هدى الله، والضلال.




7 -
ومنها: أن البدع ضلالة؛ لقوله تعالى: { قل إن هدى الله هو الهدى }؛ وقوله
تعالى: {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} [سبأ: 24] ؛ فليس بعد
الهدى إلا الضلال؛ ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كل بدعة ضلالة»(7) .




8 -
ومنها: تحريم اتباع أهواء اليهود، والنصارى؛ لقوله تعالى: { ولئن اتبعت
أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من وليّ ولا نصير }.




9 -
ومنها: أن ما عليه اليهود والنصارى ليس ديناً؛ بل هو هوى؛ لقوله تعالى: {
أهواءهم }؛ ولم يقل ملتهم كما في الأول؛ ففي الأول قال تعالى: { ولن ترضى
عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم}؛ لأنهم يعتقدون أنهم على ملة،
ودين؛ ولكن بيَّن الله تعالى أن هذا ليس بدين، ولا ملة؛ بل هوى؛ وليسوا على
هدًى؛ إذ لو كانوا على هدى لوجب على اليهود أن يؤمنوا بالمسيح عيسى بن
مريم؛ ولوجب عليهم جميعاً أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ لكن دينهم
هوى، وليس هدًى؛ وهكذا كل إنسان يتبع غير ما جاءت به الرسل - عليهم الصلوات
والسلام - ، ويتعصب له؛ فإن ملته هوى، وليست هدًى.




10- ومن فوائد الآية: أن من اتبع الهوى بعد العلم فهو أشد ضلالة؛ لقوله تعالى: { ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم... } الآية.



11- ومنها:
أن ما جاء إلى الرسول سواء كان القرآن، أو السنة فهو علم؛ فالنبي صلى الله
عليه وسلم كان أمياً - لا يقرأ، ولا يكتب -، كما قال تعالى: {وما كنت تتلو
من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك} [العنكبوت: 48] ؛ ولكن الله تعالى أنزل
عليه هذا الكتاب حتى صار بذلك نبياً جاء بالعلم النافع، والعمل

الصالح.


12- ومنها: أن من أراد الله به سوءاً فلا مرد له؛ لقوله تعالى: { ما لك من الله من ولي ولا نصير }.



13-
ومنها: أنك إذا اتبعت غير شريعة الله فلا أحد يحفظك من الله؛ ولا أحد ينصرك
من دونه - حتى لو كثر الجنود عندك؛ ولو كثرت الشُرَط؛ ولو اشتدت القوة -؛
لأن النصر والولاية تكون بالهداية باتباع هدى الله عزّ وجلّ، كما قال
تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}
[الأنعام: 82] فالأمن إنما يكون بالإيمان، وعدم الظلم.




14- ومنها:
أنه يجب تعلق القلب بالله خوفاً، ورجاءً؛ لأنك متى علمت أنه ليس لك وليّ،
ولا نصير فلا تتعلق إلا بالله؛ فلا تعلق قلبك أيها المسلم إلا بربك.




المصدر :
تفسير سورة البقرة الآية 120 من موقع فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
 الموضوع : تفسير أية ( ولن ترضى عنك اليهود ....)  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجنه تناديني
الاشراف العام

الاشراف العام
الجنه تناديني


المشاركات :
9027


تاريخ التسجيل :
16/05/2010


الجنس :
انثى

تفسير أية ( ولن ترضى عنك اليهود ....) Caaaoa11تفسير أية ( ولن ترضى عنك اليهود ....) Empty

تفسير أية ( ولن ترضى عنك اليهود ....) _
مُساهمةموضوع: رد: تفسير أية ( ولن ترضى عنك اليهود ....)   تفسير أية ( ولن ترضى عنك اليهود ....) Emptyالأربعاء 29 يونيو 2011 - 23:39 

اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
بارك الله فيكم
جزاكم الله خيرا ً بما قدمتم
جعله الله فى ميزان حسناتكم
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
 الموضوع : تفسير أية ( ولن ترضى عنك اليهود ....)  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  الجنه تناديني

 توقيع العضو/ه:الجنه تناديني

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

واسلاماه
المراقبة العامة

المراقبة العامة
واسلاماه


المشاركات :
3822


تاريخ التسجيل :
23/06/2009


الجنس :
انثى

الحمدلله


تفسير أية ( ولن ترضى عنك اليهود ....) _
مُساهمةموضوع: رد: تفسير أية ( ولن ترضى عنك اليهود ....)   تفسير أية ( ولن ترضى عنك اليهود ....) Emptyالخميس 7 يوليو 2011 - 14:12 

جزاك الله خيرا أختنا في الله
متعكم الله بالصحة والعافية
بارك الله فيما قدمت
وأثابك وتقبـّل
اللهم آمين
تفسير أية ( ولن ترضى عنك اليهود ....) 945344
 الموضوع : تفسير أية ( ولن ترضى عنك اليهود ....)  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  واسلاماه

 توقيع العضو/ه:واسلاماه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

تفسير أية ( ولن ترضى عنك اليهود ....)

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

مواضيع مماثلة

+
(( تذكر جيداً: يمنع وضع صورذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنعالاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تقى الإسلامية :: .:: المنتديات الشرعية ::. :: ملتقيات علوم الغاية :: القرآن الكريم-