الدرس التاسع

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
الدرس التاسع
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليومافضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 
 الدرس التاسع Empty

شاطر | 
 

  الدرس التاسع

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
أبوعلي
المراقب العام

المراقب العام
أبوعلي


المشاركات :
1751


تاريخ التسجيل :
15/06/2009


الجنس :
ذكر

sms :
لاتنسي

الحمدلله


 الدرس التاسع _
مُساهمةموضوع: الدرس التاسع    الدرس التاسع Emptyالإثنين 29 أغسطس 2011 - 5:29 

الدرس التاسع
فضيلة الشيخ/ د. محمد بن عبد الرحمن السبيهين



اسم المادة:
اللغة العربية - المستوى الأول
عدد الدروس:
22
اسم الدرس:
الدرس التاسع
 الدرس التاسع Audio|  الدرس التاسع Save_16 |  الدرس التاسع Word



بسم
الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, أشهد ألا إله إلا الله وحده
لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك
ونبيك محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.


أيها
الحاضرون ويا أيها المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسعد
الإنسان كثيراً حين يرى هذا الحرص والدأب من الإخوة الطلاب الذين يحضرون
معنا ويتجشمون المجيء في كل لقاء وهذه نعمة من نعم الله -سبحانه وتعالى-
عليهم أن جعل فيهم هذا الحرص وهذا السعي لطلب العلم والصبر عليه لأن الصبر
أهم من المجيء قد يأتي الإنسان في بداية الأمر لأنه يحس بالرغبة في الشيء
في البداية أو لنشوة طلب العلم لكن كثير من طلبة العلم غير الجادين سرعان
ما يبدؤون في الضعف والتساقط لكن من فضل الله -سبحانه وتعالى- حين نرى هذا
الحضور المميز من الإخوة الذين يشرفون هذا المكان في كل مرة وهم في نفس
الوقت يتميزون بهذا المستوى الخلقي والعلمي الذي نشهد لهم به من فضل الله
-سبحانه وتعالى- فهذا مما يُسعد الإنسان ويدفعه إلى أن يعلم أن الله
-سبحانه وتعالى- قد أراد للغة كتابه أن تُحفظ بوسائل ولعل هذا الدأب وهذا
الحرص من هؤلاء الطلبة هو بعض الوسائل التي جعلها الله -سبحانه وتعالى-
لحفظ لغة كتابه وقد تعهد -سبحانه وتعالى- بحفظ هذا الكتاب العزيز.

الأمر
الثاني: أننا -إن شاء الله تعالى- في كل لقاء -كما يعلم الإخوة- لا نعدم
أسئلة تتعلق ببعض القضايا اللغوية المهمة التي قد يحتاج إليها المشاهد أو
السامع في حياته مما لا يؤثر على سير شرحنا فيما نحن فيه أعني المتن لأن
ما جاء السؤال فيه جدير بأن يعطى اهتماماً وأن يجاب صاحبه إلى ما أراد لأن
قد نبع من حاجة قطعاً.

الإجابة الأولى تقول: بسم الله الرحمن الرحيم إجابة السؤال الأول: الفعل الماضي قيل عنه: إنه مفتوح ولم يقل منصوب لأنه مبني.

إجابة السؤال الثاني:

- الخفض بالياء للتثنية وجمع المذكر السالم والأسماء الخمسة.

- والنصب بالياء للتثنية وجمع المذكر السالم.

- الرفع بالواو لجمع المذكر السالم والأسماء الخمسة.

- الرفع بالألف للتثنية فقط.

- النصب بالألف للأسماء الخمسة فقط



إجابة
السؤال الثاني: ما يشترك فيه التثنية وجمع المذكر السالم والأسماء الخمسة
كلها تعرب بالحروف وليس بالحركات الخفض أو الجر بالياء فكل من الثلاثة تجر
بالياء مثال المثنى أعجبت بالقناتين المجد للقرآن والعلمية. الجمع مررت
بالمعلمين الأسماء الخمسة سررت من أخيك.

الأسماء الخمسة وجمع المذكر السالم كل منها ترفع بالواو.

التثنية وجمع المذكر كل منها تنصب بالياء.

ما تختلف فيه:

تقول
أولاً: تختلف التثنية عنهما في حالة الرفع حيث ترفع بالألف وهما يرفعان
بالواو تختلف الأسماء الخمسة عنهما في حالة النصب حيث تنصب بالألف وهما
ينصبان بالياء



يقول:
يقول المصنف عن الفعل الماضي مفتوح الآخر أبداً لأنه يرى من يرى ذلك من
النحويين ولم يقل: منصوب الآخر لأن النصب علامة للإعراب والأرجح أن يقال
مبني على الفتح إذا لم يتصل به شيء وعلى السكون إذا اتصل به ضمير متحرك
وعلى الضم إذا اتصلت به واو الجماعة


من شارك واجتهد وعمل حقه أن يكرم بأي طريق وهذا لعلك الآن تسلك طريقا من طرق إكرامه بذكر اسمه .

طبعا
الإجابات كلها كما ترون هي إجابات صحيحة ولكن اختلفت طرائقها ويستطيع
الإنسان أن يجيب على هذا السؤال بأكثر من طريقة طبعا كان السؤال الأول حول
استعمال لفظ مفتوح للفعل الماضي وعدم استعمال لفظ منصوب وقد مرت الإجابة
فيما سبق أنه الفتح نوع من أنواع البناء والنصب نوع من أنواع الإعراب
والفعل الماضي مبني ولذلك ناسب أن يستعمل معه قولنا مفتوح مسألة الاشتراك
بين التثنية والجمع المذكر السالم والأسماء الستة والاختلاف بينها سلك
الإخوة كما ترون مسالك شتى بعضهم بين الفروق وبعضهم بين وجوه الاشتراك
وبعضهم بدأ بذكر كل نوع وما يقع فيه من أنواع الإعراب بدأ بالألف كيف تقع؟
والواو وكيف تقع؟ و الياء وكيف تقع؟

نستطيع أن نقول:

الاشتراك:

1- جمع المذكر السالم مع المثنى يشتركان في حالتي النصب والجر وذلك بالياء.

2- وجمع المذكر السالم مع الأسماء الخمسة يشتركان في حالتي الرفع والجر فإنهما يرفعان بالواو ويجران بالياء.

3- المثنى مع الأسماء الخمسة يشتركان في حالة الجر فإنهما يجران بالياء.

الاختلاف:

1- جمع المذكر السالم مع المثنى يختلفان في حالة الرفع فإن جمع المذكر السالم يرفع بالواو والمثنى يرفع بالألف.

2- جمع المذكر السالم مع الأسماء الخمسة يختلفان في حالة النصب فإن جمع المذكر السالم ينصب بالياء والأسماء الخمسة تنصب بالألف.

3-
الأسماء الخمسة مع المثنى يختلفان في حالتي الرفع والنصب فإن الأسماء
الخمسة ترفع بالواو والمثنى يرفع بالألف, والأسماء الخمسة تنصب بالألف
والمثنى ينصب بالياء.

فإذا أتى الإنسان بما تشترك فيه هذه الأمور وما تختلف فقد برئت ذمته من الإجابة.

بسم الله الرحمن الرحيم قال المصنف -رحمه الله تعالى- (باب الأفعال الأفعال ثلاثة ماض ومضارع وأمر نحو ضرب ويضرب واضرب فالماضي مفتوح الآخر أبداً )

هنا
هذا ما توفقنا عنده في اللقاء السابق وكان السؤال حوله أيضاً في مسألة
الماضي مفتوح أبداً طبعاً يقع إشكال في قوله أبداً هذه لأن أبداً يعني في
كل حال فنحن نعرف أن الماضي مبني نعم لكن كونه مفتوحاً أبداً يعني مبني
على الفتح دائماً هذا هو مصدر الإشكال ووجه الإشكال في نحو قولك: علمت
وقولك علموا نحن نعلم أن قولنا علم هذا ما فيه إشكال فعل ماضي مبني على
الفتح هذا ينطبق مع كلامنا لكن إذا قلت علمت أو علمنا أو علمت فإنه قد
اتصل بالفعل علم هذا الفعل الماضي ضمير متحرك يعرب فاعلاً سواء قلت علمت
للمتكلم أو علمنا للمتكلمين أو المعظم نفسه أو علمتي للمخاطبة أو علمت
للمخاطب ففي كل هذه الحالات آخر الفعل الماضي سكن فكيف يستقيم هذا مع قول
المصنف إن الماضي مفتوح أبداً هذا أمر.

الأمر
الثاني: عندما نقول: علموا بإسناد الفعل الماضي إلى واو الجماعة فأنتم
ترون أن آخر الفعل قد ضم والمصنف يقول إنه مفتوح الآخر هكذا هو يسلك في
هذا مسلك القائلين أو الذين يريدون أن تطرد الأمور كلها على نمط واحد وما
عداها يخرج وهذا فيه ارتكاب شطط وإن كان فيه طلب لاطراد القواعد لأن تسهيل
القواعد لا يكون بارتكاب الشطط في قلتها هم يقولون نمشي على الأكثر ونعممه
على الأقل ونبدأ بتأويل أو تخريج هذا الأقل، ماذا يقولون؟ يقولون في مثل
علمت يقولون هذا أيضاً مبني على الفتح طيب ساكنة الميم يقولون كانت متحركة
وإنما سكنت لسبب.

علموا
قالوا أيضا هذا مبني على الفتح ولو كانت الميم مضمومة قالوا نعم هي ظاهرها
أنها الآن مضمومة لكنها في حقيقة الأمر هي مفتوحة وضمت لسبب, ما السبب؟
قالوا: في مثل علمت هذا فعل مع فاعله كما ترون والفاعل هنا ضمير متصل اتصل
الضمير هنا بالفعل فصار الفاعل مع فاعله الضمير المتصل عبارة عن أربعة
أحرف متوالية وهم يجعلون الفاعل مع فاعله كالكلمة الواحدة من شدة اتصالهما
ولاحتياج الفعل إلى فاعله ولعدم الفصل بينهما لكون الفاعل هنا ضمير متصل
لاتصاله به فصار كل واحد منهما كأنه جزء من الآخر إذا أضفت إلى ذلك أنها
تكتب كتابة متصلة تبين أنها بالفعل كالكلمة الواحدة وهم يقولون إنه إذا
كانت الكلمة الواحدة أو ما أشبهها أكثر ما يحتمل من الحركات ثلاث فإذا
توالت أكثر من ثلاث متحركات ثقل الكلام ولذلك فالعربي عندما يتكلم فإنه
يحرك إذا جاءه ثلاث أحرف متحركة وراء بعضها سكن ما بعد ذلك ليخف الكلام ثم
انطلق بعد ذلك في الحركة أما توالي أربعة متحركات فثقيل قالوا فعلمت كانت
الميم مفتوحة فهو فعل ماضي مفتوح مبني على الفتح لكن خشية توالي هذه
الحركات الأربع في كلمتين هما كالكلمة الواحدة وهم الفعل مع فاعله الضمير
المتصل سكنا هذه الميم حتى لا تتوالي هذه الحركات الأربع طلبا للتخفيف
وإلا فهو مبني على الفتح فيقولون في إعرابه هو فعل ماض مبني على الفتح
وسكن خشية توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة.

وعلموا
قال علموا أيضا مبني على الفتح وإنما ضم لعلة هي غير العلة الأولى، قالوا
لأن الواو يناسبها الضم قبلها ولو أبقينا الميم مفتوحة قبل الواو لثقل
الكلام لقلنا علمو هذا ثقيل والذي يناسب الواو هو الضمة قبلها فقالوا نقول
علموا فنضم قبلها للمناسبة فنقول فعل ماضي مبني على الفتح وحرك بالضم
لمناسبة الواو واو الجماعة هذا الرأي الذي رآه بعض النحويين وهم قلة
وارتضاه المصنف ولذلك قال: (الماضي مفتوح أبدا) لعل هذا اتضح.

لي
وقفة مع مسألة تعليل تسكين الحرف الثالث من علمت أعني آخر الفعل هنا في
كون توالي أربعة متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة في سياحة سريعة عقلية
ويحتاج الأمر إلى استحضار الأذهان والعقول في هذا الأمر فهي سياحة طريفة
في هذا الأمر لكن تحتاج إلى نوع من تشغيل الذهن.

المناطقة
يقولون: الدور باطل, ما معنى الدور هذا الباطل؟ أن تعلل الشيء بما هو علة
له كيف ذلك؟ عندك ألف وعندك باء تقول ألف علة لباء وباء علة الألف إذا
تحقق ذلك فالتعليل باطل في الأمرين هذا يسمونه الدور ويحكم المناطقة عليه
أن الدور باطل هنا اجعلوني أمثل بمثال قد يكون خارجاً عن الموضوع لكنه
يقرب نوعاً ما إلى الذهن افترض أنك ذهبت إلى مكتبة تجارية وأخذت من الرف
كتاباً لشرائه وعندما هممت بالخروج أعدت هذا الكتاب قلت: لا ما أريد كتاب
أريد قلم فأعدت الكتاب لمكانه وأخذت قلما وسرت به لتخرج من المحل البائع
رآك تخرج والقلم في يدك قال انتظر ادفع قيمة القلم فقلت وضعت الكتاب بدلاً
عنه فيقول لك: طيب ادفع قيمة الكتاب فتقول: أنا ما أخذت الكتاب أدفع شيء
ما أخذته انظروا كيف أنك الآن عقلاًَ أقنعته لكنه يعرف أنك غششته ما
أقنعته لكن لا يملك لك جواباً.

الجواب
عن مثل هذا أنك عللت كل واحد بالآخر فوقع الدور والدور باطل, لنا أن نلهم
أو نذكر هذا البائع بهذا الأمر ونقول له هو علل لك هذا بهذا وعلل هذا بهذا
فجعل كل واحد منهم علة للآخر وإذا وقع الأمر كذلك فهذا تعليل باطل ولا
يقبل من صاحبه.

لو
أردنا أن ننظر فيما نحن فيه هنا بعض النحويين هؤلاء الذين قالوا: إن الفعل
الماضي المتصل بضمير الرفع المتحرك كعلمت قال بعضهم: سُكنت الميم كراهة
توالي أربعة متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة وقد قال بعضهم حين سئل لماذا
تاء الفاعل متحركة ولم تسكن ؟ قال: لأسباب منها حتى لا تلتبس بتاء التأنيث
الساكنة. ومنها: لو أنا سكناها وما قبلها ساكن أعني آخر الفعل الماضي متصل
بها لالتقى ساكنان ولا يصح التقاء الساكنين، هو الآن سكن ما قبلها لتحركها
ثم حركها لسكون ما قبلها فجعل هذا علة لهذا وهذا علة لهذا فوقع في الدور
والدور باطل؛ ولهذا نقول: إن هذا التعليل تعليل لا يصح إذا عللت الشيء بما
هو معلول له فهذا باطل. يقول بعض الأدباء:

بيني وبين صاحبي دور ألا وأسفا *** لولا جفاه لم أشب لولا مشيبي ما جفا.

يقول:
إن شيبه هو الذي جعل صاحبه يجفوه وجفاء صاحبه الذي جعل رأسه يشيب فجعل كل
واحد منها علة للآخر فدل هذا على أن كلا الأمرين باطل لا هذا صحيح ولا هذا
صحيح إذن نفهم من هذا أن مثل هذا التعليل فيه تكلف أعني تعليل سكون آخر
الفعل الماضي أنه مفتوح ولكن سكن لتحرك ما بعده وحرك ما بعده لسكونه نقول:
أنت عللت الشيء بما هو علة له فقد وقعت حينئذ في الدور والدور باطل.

إذن
لنا مخرج من هذا كله وهو ما رآه الأكثرون من أن الفعل الماضي إذا اتصل
بضمير الرفع المتحرك سواء كان تاء الفاعل أو ناء الفاعلين أو غيره من تاء
المخاطب أو تاء المخاطبة نقول: إنه يجمع حينئذ على السكون ولا داعي
لالتزام حالة واحدة لبناء الفعل الماضي وهي البناء على الفتح بل نقول: هو
يبنى على الفتح في أكثر الأحوال لكنه إذا اتصل به ضمير الرفع المتحرك بني
على السكون وإن اتصلت به واو الجماعة بني على الضم إذن الماضي في أكثر
أحواله مبني على الفتح ولا يخرج عن ذلك إلا في حالتين حين اتصال ضمير
الرفع المتحرك يعني الضمير الذي يكون مرفوعاً ويعرب فاعلاً. المتحرك غير
الساكن عندنا ضمير رفع ساكنة: واو الجماعة ألف الاثنين هذه ضمائر كل واحد
منها فاعل ومع ذلك هي ساكنة فلا تدخل في موضوعنا ضمير الرفع المتحرك ناء
الفاعلين النون فيها مفتوحة متحركة تاء المتكلم تاء مضمومة تاء المخاطب
ذهبتَ التاء مفتوحة, تاء المخاطبة ذهبتِ تاء مفتوحة نون النسوة ذهبنَ
النون مفتوحة إذن إذا جاءنا ضمير يعرب فاعلاً ومن رفع يعني يكون إعرابه
محله الرفع وهو متحرك ليس ساكناً فإنه في هذه الحالة الماضي يخرج عن أصله
وهو البناء على الفتح إلى البناء على السكون.

الحالة
الثانية: الذي فيها يخرج عن أصله الذي هو البناء على الفتح إن اتصل به واو
الجماعة وحدها دون غيرها من ضمائر الرفع الساكنة كألف الاثنين فإنه عند
اتصال واو الجماعة بآخره يبنى على الضم طب إذا اتصل به ألف الاثنين يبقى
على أصله مفتوحا.

إذن
هذه الطريقة هي الأسلم وهي الأبعد عن التكلف وهم قد هربوا من أمر, هم
أرادوا أن يجمعوا شتات الموضوع وأن يجعلوا الماضي دائما مفتوح لكن وقعوا
في إشكال أكبر لكن هذا التأويل الذي يبعد ولا يسيغه العقل، أرجو أن يكون
هذا الأمر وإن كان فيه نوع من تشغيل الذهن قليلاً ترى بعض الأمور العقلية
نافعة تحرك الذهن وتجعل الإنسان يستطيع استنباط القواعد والعلل وإنما يؤتى
العلوم من استنبط عللها ووصل وغاص إلى هذه العلل وهذه الحكم لأنه إذا وصل
إليها استطاع أن يقيس عليها أمثالها.

نسأل
الله -سبحانه وتعالى- أن يرزقنا عقولاً وأذهاناً متفتحة واعية تغوص في علل
الأحكام وحكمها حتى نستنبط من دررها ما نستطيع استنباطه لعل الله -سبحانه
وتعالى- أن يؤتينا من علمه شيئاً ينفعنا عند لقائه -سبحانه وتعالى-.

إذا
سلمنا بأن توالي الحركات مكروه في لسان العرب ولذلك سكنوا آخر الفعل فإننا
نقع في مشكلة أخرى وهو نحو قولهم فثبتنا الأربعة متحركة كيف يحركونها؟


هم
لا يمنعون توالي المتحركات ولكنهم يستثقلونه وهذا الاستثقال ليس معناه أنه
لا ينطق به لكنهم يقولون: الأخف على لسان العربي أنه إذا تكلم بحركات
متواليات لا يزيد عن ثلاثة ولذلك يشفعها أو يتبعها بتسكين ثم ينطلق بعد
ذلك في التحريك، لكن هذا لا يعني أنه لا يمكن نطق أربع متحركات بل أكثر من
ذلك يمكن نطقه بثقل كتبتا على الرغم من أنه يمكن نطقه لكنه لو قلت كتبنا
لكانت أخف, فقولنا كتبنا أخف من قولنا كتبتا هذا أمر واضح ولذلك هم من باب
الاستحسان وليس من باب الجزم والإيجاب.

هناك
من يقول: إن الفعل الماضي والأمر لا يتعاقب عليهما معانٍ مختلفة تفتقر في
تمييزها إلا الإعراب أما المضارع فإنه يؤدي معنى زائداً على معناه الأصلي
بسبب دخول العوامل عليه فلذلك صار معرب


هو
هذا أحد التعليلات التي يذكرونها طبعاً هم يذكرونها لإعراب الفعل المضارع
وليس لبناء الفعل الماضي والأمر طبعاً هم يقولون: إن الأصل في الأفعال
البناء والأصل في الأسماء الإعراب وما خرج عن ذلك فإنما هو خارج عن أصله
فيبحث عن علته وما جاء عن أصله لا يسأل عن علته لأن علته مجيئه على الأصل
تعليل الشيء يكون مجيؤه على الأصل فيقولون: الأصل في الأفعال البناء ولذلك
صار الماضي والأمر وبعض المضارع مبنيات وإنما يعرب المضارع في بقية أحواله
غير الحالتين المعروفتين وهما اتصاله بنون النسوة ونون التوكيد وأما
الأسماء فإن الأصل فيها أن تكون فاعلة ومفعولة وأن يبتدأ بها وأن تسند
إليها الأحداث والوقائع ومادامت يحصل لها هذا الشيء فحينئذ ينبغي أن تخلتف
حركاتها لتختلف المعاني التي تؤديها وهذا هو شأن الاسم ولذلك صار الأصل
فيه الإعراب فإذا جاءنا اسم معرب لا نقول لماذا زيد وعمرو وخالد وصالح
ومحمد لماذا هي معربات؟ لكننا نقول لماذا أين وهذا وما ومن لماذا هي
مبنيات؟ لأنها خالفت الأصل فحينئذ لابد أن نعلل بناء أسماء الاستفهام
والأسماء الموصولة وأسماء الإشارة إلى آخره, والنحويين قد عللوا بناء هذه
الأشياء لأن هذا خروج عن الأصل.

إذن
ما ذكرته يا أخي الكريم هو تعليل لإعراب الفعل المضارع لأنه خرج به عن
الأصل من أحوال الفعل الذي هو البناء فخرج عن هذا الأصل وأعرب وسبب إعرابه
ما ذكرته أو ما التمسوا له هذه العلة ولعلها علة من العلل أنه يدخل عليه
من العوامل ما يحتاج إلى تغيير آخره فهو يكون منصوبا ويكون مجزوما ويكون
مرفوعا إذا تجرد هذه العوامل ولكن العلة أو الحكمة الأظهر في كل أمور
اللسان هي أن يسند هذا إلى أنه هكذا نطقت العرب نحن نلتمس علة حتى تطرد
معنى في القواعد لأنا لو قلنا: الفاعل مرفوع لأن العرب رفعته والمبتدأ
مرفوع لأن العرب رفعته وهذا كلام صحيح وهو الأصل لكن أيضاً نلتمس حكمة أو
علة حتى نقيس على ذلك أمثالها وحتى نعرف لماذا هم رفعوا الفاعل؟ نعم
الفاعل مرفوع لأنهم رفعوه لكن لماذا العرب الفصحاء رفعوه؟ إذا عرفنا حكمة
ذلك أو ظهر لنا شيء من هذه الحكمة استطعنا أن نتعرف على أحوالهم والأسباب
الدعاية لهم إلى النطق بهذه الطريقة ومن ثم أمكننا الإمساك بزمام هذه
اللغة وكيف نطقت وأمكننا حينئذ التعرف على حكمها وقياس أمثالها عليها.

يقول المصنف -رحمه الله تعالى- (والأمر مجزوم أبداً )

ســــؤال:

لو أذنت لي أن نسأل الإخوة سؤالاً حتى أعرف مدى متابعتهم:

عندما
نقول أكرمنا سكنا آخر الفعل الماضي وعندما نقول أكرمنا فتحنا آخر الفعل
الماضي فلماذا سكناه مرة وفتحناه مرة مع أن الصيغة هي هي فعل وبعده نا؟
لماذا في قولنا أكرمنا سكنا وفي قولنا أكرمنا فتحنا بمعنى آخر ما الفرق
بين الجملتين؟

في الحالة الأولى كانت ناء الفاعلين حال السكون أكرمنا أما الحالة الأخرى فوقت مفعولاً به

إذن
في الحالة الأولى اتصل به ضمير رفع متحرك فتحقق بناؤه على السكون أما في
قولنا أكرمنا فالذي اتصل به ليس ضمير رفع ولكنه ضمير نصب لأنه مفعول به
ونحن نقول: إنما يبنى الفعل الماضي على السكون إذا اتصل به ضمير الرفع
المتحرك أما إذا وقع الضمير الذي بعده في غير محل الرفع فإنه لا يبنى
حينئذ الفعل الماضي على السكون وإنما يبقى على أصله وهو البناء على الفتح.

نأتي الآن لما قاله المصنف من الحديث عن فعل الأمر في قوله: (والأمر مجزوم أبدا)
هنا أيضا قد يقول قائل: إن فيه إشكالاً الذي نعرفه يا إخوان أن الجزم
علامة إعراب، الجزم نوع من أنوع الإعراب والذي نعرفه من الأمر أنه مبني,
الفعل الأمر مبني فكيف يقول المصنف إن فعل الأمر مجزوم ونحن نعرف أنه لا
يجزم من الأفعال إلا المضارع وأما الماضي والأمر فإنهما مبنيان ولا يصح أن
نقول إنهما مجزومان؟

الجواب
عن ذلك أن المصنف يتبع في ذلك الكوفيين وهو كسيره في كثير من اختياراته
فهو كثيراً ما يختار منهج الكوفيين النحوي, الكوفيون ماذا يقولون؟ يقولون
فعل الأمر ليس مبنيا وإنما هو معرب طيب كيف معرب إذا كان معربا معناه أنه
فيه عوامل داخلة عليه إذا كان مجزوماً لابد له من جازم؟ قالوا: نعم له
جازم أين الجازم؟ قالوا: لام أمر مقدرة كقولك: اذهب أصله لتذهب فهو أصله
لتذهب فهو مضارع مجزوم ولكنه أريد به الأمر فحذفت لام الأمر وأتي بصيغة
اذهب هذه للدلالة على الأمر وبقي على جزمه باللام.

فإذن
هو عندهم مضارع مجزوم ولكن بحذف الجازم طبعاً هذا أيضاً فيه تكلف أن نقول
هو مجزوم والجازم غير موجود لسنا في حاجة إلى هذا الأمر, الأولى أن يقال:
هو مبني على السكون وهذا ما عليه الجمهور, هذا ما عليه البصريون وسار عليه
المحققون من النحويين أن فعل الأمر مبني وسكونه بناء وليس جزماً ولكنه
بناء وتسكينه هنا بناء، كيف ذلك؟ نقول في قولنا اضرب مثلا فعل أمر مبني
على السكون وهذا هو أكثر أحواله كما قلنا في الماضي إن أكثر أحواله أن
يكون مبنياً على الفتح فالأمر كذلك أكثر أحواله أن يكون مبنياً على السكون
وكما قلنا في الماضي: إنه يخرج عن أصله وهو البناء على الفتح إلى البناء
على السكون والبناء على الضم إذا اتصل به ضمير رفع متحرك أو واو الجماعة
فكذلك فعل الأمر يخرج عن أصله وهو البناء على السكون إلى حالات أخرى كيف
ذلك؟ تتصل بآخر الفعل الأمر نون التوكيد وحينئذ لا يسكن ولكنه يكون كحال
فعل المضارع إذا اتصلت به نون التوكيد, الفعل المضارع إذا اتصلت به نون
التوكيد اعلموا يا إخواني أن الفعل الأمر يشبه الفعل المضارع في كثير من
حالات بناه كيف ذلك؟ يبنى على الأحوال التي يعرب بها الفعل المضارع, نحن
قلنا: إن الفعل المضارع يجزم بالسكون, والفعل الأمر يبني على السكون,
الفعل المضارع يبنى على الفتح إذا اتصل به نون التوكيد سواء خفيفة أو
ثقيلة والفعل الأمر أيضاً يبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد
الثقيلة أو الخفيفة عندما تقول ليذهبن فلان, أنت تقول في الأمر اذهبن
فتبنيه أيضا على الفتح كما بنيت الفعل المضارع على الفتح بعد اتصاله بنون
التوكيد كذلك عندما نأتي بالفعل المضارع في حالة الأفعال الخمسة أو
الأمثلة الخمسة المجزومة تقول: لم يذهبا فإذا بنيت الفعل الأمر تبنيه على
ما تجزم به الفعل المضارع فتقول اذهبا فتبنيه على حذف النون الذي جزمت به
الفعل المضارع وهو حذف النون كذلك في الفعل المضارع المعتل الآخر عند جزمه
وهو مضارع تجزمه بحذف حرف العلة فإذا جئت به أمراً أعني: الفعل المعتل
الآخر جئت به أمراً فإنك أيضاً تبنيه على حذف حرف العلة.

إذن
الفعل الأمر يشبه الفعل المضارع المجزوم في حالاته إلا أنه مبنيه وذاك
معرب فقط، مرة أخرى فعل الأمر يشبه الفعل المجزوم في حالاته ففعل الأمر
يبنى على السكون والمضارع المجزوم يبنى على السكون ويبنى الفعل الأمر على
الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد كما أن المضارع يبنى على الفتح إذا اتصلت
به نون التوكيد ويبنى الأمر على حذف حرف العلة إذا كان معتل الآخر كما أن
المضارع يجزم بحذف حرف العلة إذا كان معتل الآخر ويبنى الأمر بحذف النون
إذا كان من الأفعال الخمسة كما أن المضارع يجزم بحذف هذه النون إذا كان من
الأفعال الخمسة إذن هذا يقرب معرفة أحوال الفعل الأمر وهو أن نقيسه على
الفعل المضارع المجزوم ولا فرق بينهما إلا أن هذا أعني الأمر مبني وذاك
معرب فقط وإلا فأحواله كأحواله.

بقي
تنبيه في هذا الأمر أن هناك سهواً أيضاً في كتاب فضيلة الشيخ -رحمه الله
تعالى- الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين وترى كتاب الشيخ أملاه إملاء وهو
عليه ملاحظ طباعية كثيرة لأن الشيخ توفي -رحمه الله تعالى- قبل أن يطبع
الكتاب وأخرجه طلابه بعده وهي من جهد أحد الطلاب الذين كتبوه وهم نقلوا
كلام الشيخ تماماً في تسجيل الدرس كما هو, وأنتم تعلمون أن الإنسان الذي
يتكلم غير الإنسان الذي يحرر ويكتب, الذي يتكلم يكرر بعض الكلمات التي هي
من لوازم كلامه يسمون الكلمة التي يكررها المتكلم بين الفينة والأخرى
يسمونها اللازمة بعض الناس يكرر كلمة «يعني» بين كل كلمة وكلمة يقول:
«يعني», وهو لا يقصد معنى كلمة «يعني» لكنه يستغل هذه الكلمة لتذكر فكرة
معينة أو شيء فيأتي بهذه الكلمة وكل إنسان غالباً له لازمة يكررها دون أن
يقصد فمن يتكلم يذكر كثيراً من اللوازم في حين أنه إذا كتب وألف ينقح
كتابته وتأليفه عن ذلك, ثم لو أنه كتبه الكاتب ثم روجع من المؤلف فيقول:
احذف هذا وأصلح هذا وزد عليه كذا. إلا أن الكتاب لم يعرض على الشيخ -رحمه
الله تعالى- بعد كتابته فصار فيه ما يقع في الكتب المملاة إملاء, نص
الحديث, والحديث أحياناً يخرج عن الموضوع وأحياناً تكرر فيه بعض الألفاظ
وأحياناً يبدأ بما يبدأ به الكلام الودي بين الناس غير الكلام المؤلف.
فأنا أقول: وجه السهو الواقع هنا قد يكون من الطالب الذي كتب نص الكلام.
فعل الأمر فاعله مستتر وجوباً. إذا اتصلت به ألف الاثنين أو واو الجماعة
طبعاً لا إذا اتصلت به ألف الاثنين أو واو الجماعة ما الفاعل؟ هي الألف
الاثنين أو واو الجماعة ولا يقال: إنه مستتر وجوباً لا يحكم بهذا الحكم
فيقال: إن الفعل المضارع إذا اتصلت به ألف الاثنين أو واو الجماعة فاعله
مستتر وجوباً, الأفعال الخمسة كما تعلمون هي فاعلها هذه الضمائر التي لحقت
بها, هذا في الصفحة الثامنة والتسعين لمن كان يتابع كتاب الشيخ.

هذا ما يتعلق بفعل الأمر وسيتلوه -إن شاء الله- الحديث عن الفعل المضارع.

تسأل عن اسم كتاب فضيلة الشيخ ابن عثيمين عن الآجرومية

شرح
متن الآجرومية الشيخ -رحمه الله تعالى- شرحه في دروس متوالية متعاقبة وهو
مسجل الشرح صوتياً ثم أُخرج أخرجه بعض طلابه في كتاب ولكنه يحتاج إلى
تنقيح لأنه ما دام لم يعرض على الشيخ فيحتاج الأمر إلى أن ينقح لأن الحديث
الذي يكون مباشرة إلى الطلاب ليس هو المقصود أن يثبت في كتاب ينبغي أن
يكون محرراً من كل لبس وخطأ وأما الحديث الذي يلقى قد يكون فيه تكرار قد
يكون فيه تأكيد على قضية معينة فتكرر لأنه يريد أن يرسخها في ذهن السامع
قد يكون فيه أسئلة ليست بالمستوى القوي لكن على كل حال الكتاب فيه خير
كثير.

هنا معلومة جديدة بعث بها الأخ الكريم: يقول: هناك نسخة جديدة منقحة ومحققة لهذاالكتاب.

الكلام
هو: أي نسخة يقصد؟ النسخة طبعاً هو الكتاب نفسه هو ما طبع أصلاً إلا
حديثاً طبع الكتاب أصله طبع حديثاً طبعته أيضاً التي نتكلم عنها وفيها نقص
طبعة مصر دار المسلم هذه طبعة, الحقيقة فيها أخطاء كثيرة ولعها جاءت من
الطالب الذي نسخها.

قال المصنف -رحمه الله تعالى- (والمضارع ما كان في أوله إحدى الزوائد الأربع التي يجمعها قوله: أنيت وهو مرفوع أبداً حتى يدخل عليه ناصب أو جازم)

هنا المصنف عرف المضارع بقوله: (ما كان في أوله إحدى الزوائد الأربعة التي يجمعها قولك: أنيت)
وهذا تعريف بالشرط وتعريف الشيء بشرطه فيه قصور كيف ذلك؟ شرط الفعل
المضارع أن يبدأ بواحد من هذه الحروف زيادة عليه وهي الهمزة أو النون
والياء والتاء المجموعة في أنيت أو نأيت, الحروف الأربعة هذه وقال: (زوائد)
لأنها زائدة عن الفعل فليست من الحروف الأصلية للفعل وإنما تزاد وتسمى
حروف المضارعة هذا شرط في الفعل المضارع لكن هل يصح تعريف الشيء بشرطه؟
هذا هو السؤال أنت مثلا تمثل لهذا, عندما نقول في كرم الفعل الماضي نأتي
به مضارع بهذه الزوائد الأربع فنقول يصح أن نقول فيه أكرم ونكرم وتكرم
ويكرم هذه الأربعة ولا يأتي الفعل المضارع إلا بواحدة من هذه الأربعة شرط
في الفعل المضارع أن يبدأ بواحد من هذه الأربعة, لكن هل هذه الزوائد أو
هذه الأربعة خاصة بالمضارع؟ نحن نعرف مثلا أني أستطيع أن أقول: أَخرَجَ
هذا ماضي أم مضارع أم أمر؟ هذا ماضٍ ومع ذلك في أوله همزة وأقول: تباركَ
فهذا في أوله تاء ومع ذلك هو ماضٍ وليس مضارعاً وهذا تراه يلبس على كثير
من الطلاب صيغته صيغة المضارع لكن إذا فكر فيه وجد أن زمنه ماضٍ؛ ولذلك
المعول عليه هنا هو الزمن وليس صورة الفعل.

وبدؤه بالنون أن تقول مثلاً نَصَرَ ونَبَتَ هذا فعل ماضٍ ولكن مبدوء بالنون وتقول: يَنعَ ويَبُسَ هذا مبدوء بالياء ومع ذلك هو ماضٍ.

إذن
قد يبدأ غير المضارع بهذه الحروف فإذا قلنا: إن الفعل المضارع هو ما بدئ
بواحد من الحروف الأربعة الهمزة والنون والياء والتاء فتعريفنا غير مانع
لأنه أدخل معه الفعل الماضي فقد يبدأ بهذه الحروف فمعنى ذلك أن هذه
الأفعال الماضية المبدوءة بهذا الحروف الأربعة هي أفعال مضارعة وهذا لا
يقول به أحد؛ ولذلك فنقول هذا التعريف غير مانع هو جامع لكل أنواع المضارع
لأنه لا يأتي المضارع إلا فيه واحد من هذه الزوائد لكنه غير مانع فإنه لا
يمنع دخول بعض الأفعال الماضية فيه والمناطقة يشترطون في التعريف أو في
الحد أن يكون جامعا مانعا, جامعا لكل فروع المعرف ومانعا لدخول غيره فيه
هنا كما ترون لم يمنع دخول بعض الأفعال الماضية فيه، فلذلك نقول: إن تعريف
الشيء بشرطه لا يسوغ ويمكن أن نلتمس العذر هنا للمصنف أنه قال: (بأحد الزوائد الأربعة)
قوله: بأحد الزوائد نعني بقوله ينع وقولنا مثلا نفر هذه الياء والنون ليسا
من الزوائد ولكنهما من أصول الكلمة فلا تدخل فيه ولكن نقع في إشكال أكرم
مثلا وتبارك فهي زوائد ومع ذلك الفعل ماضٍ وليس مضارعاً.

إذن
حتى لو كانت هذه الحروف زائدة فهي أيضاً لا تمنع دخول بعض الأفعال الماضية
فيه ومثلها أكرِمْ مثلاً فعل أمر فإنه قد زيد في أوله الهمزة على تعريف
المصنف يدخل هذا في الفعل المضارع فيقع الخلط ولذلك نقول: إن هذا التعريف
بالشرط لا يقع ولو قال: إن الفعل المضارع شرطه أن يبدأ بواحد من هذه
الزوائد الأربع لاستقام له الكلام.

هناك تعريف للمصنفين الآخرين؟

أي
نعم, الفعل المضارع هو ما دل على زمن الحال والاستقبال واتصل بالزمن أو
كان أحد مدلولاته الزمن, نحن نأتي بـ «أن يكون أحد مدلولاته الزمن» حتى
نخرج الأسماء والحروف يدخل في باب الأفعال ثم نبين أنه يحتمل الحال
والاستقبال لنخرج الأمر والماضي لأن الماضي يحتمل الماضي ولا يخرج عنه إلا
لعلة والأمر لا يكون إلا في المستقبل فالذي يحتمل الحال والاستقبال هو
المضارع ولم يكن يلزم على المصنف أن يعرف المضارع لأنه ما عرف الماضي ولا
الأمر فيما سبق فكان يكفيه أن يبين أن هذا الذي ذكره من الزوائد أنها شرطه
شرطه أنه يكون فيه, ولو قال: والمضارع شرطه أن يبدأ بإحدى الزوائد الأربعة
التي يجمعها قولك: أنيت لاستقام له الكلام, ولعله قصد هذا ولكن العبارة لم
تسعفه.

قال: (وهو مرفوع أبدا) ثم استثنى قال: (حتى يدخل عليه ناصب أو جازم) هذا عليه أيضا مأخذ, هل أستمع من أحد منكم ممن يتفطن إلى المأخذ في هذا الكلام؟ يقول: (هو مرفوع أبدا) يعني في كل حال, قال: (حتى يدخل عليه ناصب أو جازم) يعني حتى لا تقول له أين الناصب والجازم؟ هو استثنى الآن لكن بقي كلامه فيه دخل.

قوله: مرفوع أبداً

ما وجه الخلل في قوله ومرفوع أبداً؟

لأن الفعل المضارع قد يبنى على السكون وقد يبنى على الفتح

هو
الآن يفهم من كلامه أن المضارع دائماً معرب مرفوع أبداً إلا إن دخل عليه
ناصب فينصب أو دخل عليه جازم فيجزم هذا مفهوم كلامه. معنى ذلك أنه لا يخرج
عن الإعراب إلى البناء مطلقاً وهذا غير صحيح فهو لم يشر, كان الأولى أن
يذكر وأن يشير إلى أن المضارع قد يبنى وذلك في الحالتين إذا اتصلت به نون
النسوة بني على السكون أو اتصلت به نون التوكيد تكون مثل ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ﴾[الطلاق: 228] يتربصن فعل مضارع اتصلت به نون النسوة فبني على السكون و﴿ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ ﴾[يوسف: 32] فليسجنن هنا فعل مضارع اتصلت به نون التوكيد وبني على الفتح.

إذن
هو يخرج عن حالة الإعراب التي هي أكثر حالات المضارع إلى البناء في هاتين
الحالتين عند اتصال إحدى هاتين النونين أعني نون النسوة أو نون التوكيد
شديدة كانت أو خفيفة يعني ثقيلة أو خفيفة يعني نون التوكيد أحياناً تكون
مثقلة وهي مشددة وأحياناً تكون مخففة بحسب حاجة المتكلم إلى تأكيد الكلام
فقد يحتاج إلى تأكيده بقوة فيأتي بنون التوكيد الثقيلة وقد يأتي بنون
التوكيد خفيفة لأنه لا يريد تأكيد الكلام إلا بخفة ولذلك ولعل ذلك سبق أن
ذكرناه عندما يقول الله -سبحانه وتعالى- حكاية عن امرأة العزيز ﴿ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّن الصَّاغِرِينَ ﴿32﴾[يوسف:
32] قال بعض المفسرين: إنها أكدت يسجنن هذه بنون التوكيد الثقيلة وأكدت
يكونن من الصاغرين بنون التوكيد الخفيفة لأنها كانت حريصة على سجنه حتى لا
يذكر حقيقة ما وقع أكثر من حرصها على صغاره وذله لأنها في عدم سجنه إفشاء
لأمره وأما في صغاره وذله فهو مجرد انتقام للنفس تشفي وهذا أمره أهون من
خوف الفضيحة إن هو أخبر.

على كل حال يهمنا الآن أن الفعل المضارع إذ اتصلت به نون التوكيد بني على الفتح .

المضارع إذا كان معتل الآخر أيضاً ما يدخل في كلامك الذي ذكرته؟

المضارع
المعتل الآخر في مسألة الإعراب والبناء فإنه يبقى مرفوعاً ومنصوباً
ومجزوماً ويبنىعلى السكون ويبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد أو
نون النسوة, لكن الكلام في ظهور الحركة وظهور العلامة فإنه إذا كان
مجزوماً فإن علامة جزمه غير علامة جزم صحيح الآخر فهذا معروف عرفناه أنه
يجزم بحذف حرف العلة وهذا يجزم لكن كلاهما مجزوم لا يخرج عنه ولا يجزم
بالسكون فإذن الجزم باقٍ ولكن علامة الجزم هي المختلفة فيه وكذلك فيما
يتعلق بالنصب أو الرفع فإنه إذا كان معتل الآخر مثلاً بالألف فإنه يكون
منصوباً بفتحة لكن ما تظهر الفتحة على الألف لأنه يتعذر إظهار الفتحة على
الألف؛ لأن الألف لا تتحرك الألف ساكنة دائما بخلاف ما لو كان صحيح الآخر
فإنه يمكن إظهار الفتحة على آخره.

هناك
تعريف آخر مستنتج, في تعريف الفعل المضارع وهو: ما صح دخول لم ولما عليه.
لأنه إذا قلنا: إن الفعل المضارع هو ما أفاد الحال أو الاستقبال أن يلتبس
بأمر آخر وهو أنه يفيد الماضي إذا دخلت عليه لم فنقول هو ما صح دخول لم
ولما عليه أرى أنه هو التعريف


كلامك
طيب لكنه تعريف بالعلامة هذا تماماً مثل أن تقول: الفعل الماضي هو ما صح
دخول تاء التأنيث الساكنة وتاء الفاعل عليه هذا صحيح, لكنه لا يأتي في
تعريفه لأنك حينئذ لم تذكر أحواله ولم تبين معناه أنت بينت علامته لكنك ما
بينت معناه إذا قلت: إن الفعل الماضي هو ما قبل تاء التأنيث الساكنة أو
تاء الفاعل قطعاً أنت الآن أخرجت غيره لأنه ما يقبل تاء التأنيث الساكنة
ولا تاء الفاعل إلا الماضي ولكنك ما بينت معناه والتعريف يحتاج إلى بيان
المعنى أما مسألة أن المضارع في بعض الأحوال يخرج عن دلالته على الحال أو
الاستقبال والمضي فهذا يكون نعم, لكنه لابد له من قرينة ولذلك يمكن أن
نضمن هذا في التعريف ونقول: إلا بقرينة حتى نكون قد دللنا على المعنى
المقصود ولأن التعريف بالعلامة لا يكون تعريفاً تقول: هل أنت محتاج إلى
التعريف في مثل هذه المتون المختصرة, المصنف غير محتاج إلى أن يعرف كل شيء
يذكره ويكفي أن يذكر علامته فإذا ذكر علامته ميزه وأنى حصل التمييز فهذا
هو المقصود.

استنتاج الأخ الكريم هو استنتج هذا التعبير؟

لا هو بين أن المضارع هو ما قبل «لم» وهذا صحيح هذه علامة الفعل المضارع.

أنا أقصد هذا المستوى الذي وصل إليه الطلاب -الحمد لله تعالى- على أن استنتج كذلك لا يكتفي فقط بالدراسة فقط

هذا
ما نتوقعه من شباب بهذ التميز نحن نتوقع منهم هذا وزيادة ولذلك في الحقيقة
عندما أسأل لا أسأل في الأمور الواضحة هذه أتجاوزها لأني أعد من أمامي من
الطلال المتميزين من لا يحتاجون أن يسألوا عن هذه الأمور البدهية لأنك
عندما تسأل عن الأمور الواضحة فإنك تنتقص من الشخص الذي أمامك وتقول: له
اثبت لي أنك تفهم هذا الأمر الواضح, لكني بفضل الله -سبحانه وتعالى- عندما
أريد السؤال وأرى هذه الوجوه الحقيقة أبدأ في أن أختار السؤال الذي يليق
بهؤلاء الحاضرين أو يليق بمستواهم, هذا الحقيقة يرفع من مستوى الدراسة
وخشيتي ألا يسير السائرون من المشاهدين بهذا المسير ولذلك أنا عندما أبدأ
في الشرح أتبسط كثيراً لكني عندما أسأل الحاضرين أحاول أن يكون السؤال فيه
نوع من التميز للمراوحة بين المتميز وإعطاء كل ذي حق حقه نعطي المتميز
المتابع حتى لا يكون الأمر كله سهلاً وواضحاً وأيضاً المبتدئ يفترض أن
نعطيه حقه في الحديث وأن نفصل له وأن نبسط له الموضوع بسطاً حتى ينال حظه
من الشرح والإيضاح.

المضارع
نقول: ضارع الشيء تسميته مضارعاً, ضارع الشيءُ الشيءَ يعني شابهه نقول
فلان يضارع فلاناً يعني في مستواه يعني يشابهه في مستواه فمستواهما متقارب
أو متشابه تسمية الفعل الماضي بالماضي واضحة لأن زمنه ماضٍ. تسمية فعل
الأمر أمر أيضاً واضحة لأنك تأمر من أمامك غالباً تأمره إن لم يكن في
مستواك أو أعلى منك فأنت تأمر يقولون: إن الأمر وكذلك النهي إن كان لمن
دونك فهو أمر. إن كان لمن هو في مستواك فهو التماس وإن كان لمن فوقك كما
في الحديث مع الله -سبحانه وتعالى- فهو دعاء ولذلك عندما يقول الله تعالى:
﴿ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ ﴿ وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا
[البقرة: 286] هذا نهي وأمر ولكنه في حق الله لا يقال: إنه أمر ونهي ولكن
يقال هو دعاء الأصل أنه يكون الأمر عندما تتحدث إلى من هو دونك وهذا واضح
في تسميته بالفعل الأمر.

لكن
تسمية المضارع مضارعاً هذا ليس حديثاً عن زمن ولا حديثاً عن معنى. الماضي
سمي ماضياً لأنه قصد به زمنه. الأمر سمي أمراً لأنه قصد به معناه.

طيب
المضارع لا يدل على زمن ولا على شيء يطلب إحداثه قالوا: تسميته مضارعاً
يعني مشابه. مشابه لماذا؟ قالوا: مشابه للاسم فيم شابه الاسم؟ بعضهم قال:
على إطلاق يشبه الاسم على إطلاق أي اسم وذلك أنه يكون معرباً والأسماء
الأصل فيها أن تعرب.

وبعضهم
قال: لا.. المقصود شابه أو ضارع اسم الفاعل بالذات وهو أحد أنواع الأسماء
المشتقة الذي يدل على من وقع منه الفعل كيف شابهه؟ عندما تقول: يضرب وتأتي
باسم فاعل مثلا تقول ضارب:

قالوا:
شابهه في الحركة والسكون فإن يضرب وضارب كلها تبدأ بحركة ثم سكون ثم حركة
يضرب وكذلك ضارب فشابهه في الحركة والسكون في الترتيب.

قالوا: أيضاً شابهه في عدد الحروف فإن قولك يضرب من أربعة حروف وضارب من أربعة حروف أيضاً.

قالوا:
شابهه في عدد الحروف الزائدة والأصلية فإن الحروف الأصلية في يضرب ثلاثة
والزائد واحد وهو حرف المضارعة والحروف الأصلية في ضاب أيضا ثلاثة وهي ضرب
والألف زائدة.

قالوا
أيضاً: شابهه في المعنى فإن الفعل المضارع يدل على الحال أو الاستقبال
وكذلك اسم الفاعل يدل على الحال أو الاستقبال فإنك إذا قلت ضارب فهذا يدل
على الحال أو الاستقبال وكذلك يضرب.

تسأل عن إعراب في قول الشاعر:

إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه

تسأل عن إعراب عرضه؟



هو مفعول به «دنس هو عرضه» فهو يدنس هو عرضه فعرضه مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

يسأل عن قول الله تعالى ﴿ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ﴾[البقرة: 230] يسأل عن إعراب بعد؟

يعني هذا الظرف بُني على الضم لأنه حذف المضاف إليه ونوي معناه فبني على الضم وهنا إذا حذف ما يضاف إليه يكون مبنياً على الضم.

لدي مجموعة من الأسئلة السؤال الأول: ما الفرق بين كلمة هَوية وهُوية؟

السؤال
الثاني: يقول العامة جويت له هل يمكن أن تكون هذه عربية بأن تكون من
الجوى؟ وكذلك تقول العامة إيوا قرأت معلومة أن معناها إي وربي فهل يمكن أن
تكون صحيحة؟



أن
مسألة هُوية وهَوية أن هذا من النسب إلى هو وما دام هو مضموم الهاء فلا
يصح أن نقول هوية لأن حينئذ نكون قد نسبنا إلى هو وإذن الصواب فيهما هُوية
وليس هَوية حتى تبقى صيغة الضمير هو الذي نسب إليه أصلا هو الضمير هذه
واحدة.

أما
الثانية هذه العبارة الثانية فلم أسمع بها ولا أعرف معناها ولذلك لا أفتي
فيها ما أدري ما معنى جويت له هذه لا أعرف معناها ولأول مرة أسمع بها وقد
ازددت بها علما ولكني ما فهمت معناها الحقيقة.

أما
إيوا هذه التي يقولها العامة طبعا كلام العامة ليس حجة لكن مادامت سألت عن
هذا فقطعاً إن إي هو جواب وجواب بالإثبات بمعنى نعم وعندما يقول القائل:
إي وربي يعني نعم والله, يقسم على ذلك فقد تكون هذه الكلمة مأخوذة منها
يعني أنها من إي ثم العطف شيء معطوف عليه ودمجتا وهذا هو الأظهر فيها أن
تكون أخذت من هذا لأنها لم تعد على فصاحتها الأولى.

لا تصح دكتور ليست فصيحة

لا أنا أقول إيوا وحدها ليست فصيحة نقول إي وربي إي والله أو نقول إي ونكتفي بهذا نعم فهو حرف جواب للإثبات.

بالنسبة
لقولكم: لم يدعُ إذا أسند إلى مفرد فهل يكون الفعل مجزوماً بحذف الواو
يعني ممكن إعادة يعني التبس عليه الأمر في هذه القضية لم يدع كان مسنداً
لمفرد أو كان مسنداً لواو الجماعة كيف يكتب وكيف يعرب؟


هنا
إذا أسند للجماعة وكانت الواو حينذاك في الفعل يقصد بها واو الجماعة ضمير
فاعل أصله يدعون ودخل الجازم فيأخذ حقه هو النون فيحدث هذه النون فتبقى
الواو واو الفاعل كما هي نقول لم يدعوا وحذفت
 الموضوع : الدرس التاسع  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  أبوعلي

 توقيع العضو/ه:أبوعلي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبوعلي
المراقب العام

المراقب العام
أبوعلي


المشاركات :
1751


تاريخ التسجيل :
15/06/2009


الجنس :
ذكر

sms :
لاتنسي

الحمدلله


 الدرس التاسع _
مُساهمةموضوع: رد: الدرس التاسع    الدرس التاسع Emptyالإثنين 29 أغسطس 2011 - 5:30 

لنون الأول فعل مضارع معتل الآخر
والثاني فعل مضارع من الأسماء الخمسة مجزوم بحذف النون.

يقول: في قوله تعالى: ﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى ﴿6﴾[الأعلى: 6] لماذا أثبتت الألف في آخر كلمة تنسى مع العلم أن الفعل المجزوم يبنى بحذف حرف العلة ؟.

نعم
الفعل المجزوم يبنى بحذف حرف العلة لكن هنا لم يجزم هنا سنقرئك فيترتب على
إقرائك ألا تنسى فلم يجزم لأن لا هذه نافية وليست ناهية هو لا ينهى الرسول
-صلى الله عليه وسلم- عن النسيان ولكنه يخبره أنه سيقرأ ويترتب بعد إقرائه
أنه لا ينسى ما أقرئ وسيحفظ له هذه قراءة محفوظة فإذن هذه ليست لا الناهية
الجازمة حتى نقول: لماذا لم نجزم الفعل المضارع بحذف حرف العلة.

تقول: أرجو ذكر ضمائر الرفع المتحركة وهل هناك ضمائر غير متحركة؟

ضمائر
الرفع المتحركة تشمل نا الفاعلين وذلك للجماعة المتكلمين وتاء الفاعل
بحركاتها الثلاثة المتكلم تـُ ذهبت المخاطب المذكر تـَ ذهبت المخاطب
المؤنث تـِ في ذهبت.

الخامس
من ضمائر الرفع المتحركة نون النسوة المفتوحة ذهبن هذه الضمائر الخمسة
كلها لأنها كلها ضمائر رفع يعني تقع في موضع رفع فاعل وكلها متحركة لأنه
حروفها نا النون في نا متحركة وكذلك التاء في حالاتها الثلاث ونون النسوة
كلها متحركة فكلها تعرب فاعلاً حكمه مرفوع وكلها متحركة إذا اتصلت بآخر
الفعل الماضي بني على السكون أما هل هناك ضمائر رفع غير متحركة نعم كل
ضمير يعرب فاعلاً ولكنه ساكن فهي ضمائر رفع لكنها ساكنة غير متحركة وهذا
يشمل واو الجماعة وألف الاثنين فإنا نقول ذهبوا وذهبا فذهبوا فعل ماض
اتصلت به واو الجماعة فلم يبن على السكون لأن ضمير الرفع هنا وإن كان ضمير
رفع إلا أنه ساكن وفي قولنا ذهبا الألف ضمير رفع تعرب فاعل ألف الاثنين
ولكنه مبني على السكون لكون الألف هذه ضمير رفع غير متحرك, ضمير رفع ساكن.

تقول عندي إشكالية في ياء المخاطبة متى تكتب الياء في الفعل ومتى تكون كسرة اذهبي وذهبتي تسأل عن القاعدة في ذلك؟

أما
في الأمر والمضارع فلابد من إثباتها لأنها حينئذ هي الفاعل في قولك اذهبي
وتذهبين ياء المخاطبة هي الفاعل فلا بد من إثباتها والذي يحذف في حالة
بناء فعل الأمر اذهبي أو في حالة جزم الفعل المضارع لم تذهبي أو نصبه لن
تذهبي لكونه من الأفعال الخمسة الذي يحذف هو النون والفاعل الذي هو ياء
المخاطبة فيبقى.

أما
في حالة الفعل الماضي في قولك ذهبت فإننا حينئذ لا نحتاج إلى ياء المخاطبة
لكون التاء هذه دالة على المخاطبة التاء المكسورة فتغني حينئذ عن ذكر ياء
المخاطبة لأن التاء حينئذ هي الفاعل وهي دالة على المخاطبة فلا حاجة لذكر
الياء في هذا المقام.

إذن
تثبت ياء المخاطبة في حالتي الأمر والمضارع وتكون حينئذ هي الفاعل ولا يصح
حذفها وأما كسر التاء في ذهبت فلا نقول إنه عوض عن ياء المخاطبة لأن التاء
حينئذ هي الفاعل فلا نحتاج معها إلى ياء مخاطبة مع دلالة التاء المكسورة
على المخاطبة.

تقول: ما قولك يا شيخ في أبهى بالألف المقصورة هل تجمع للعلمية والوصفية وصيغة الفعل وربما التأنيث أيضا ؟

خذوا
قاعدة يا إخواني في الممنوع من الصرف لا تجتمع العلمية مع الوصفية مطلقا
قد يجتمع علل في الكلمة الواحدة وتذكرون في مثل كلمة أذربيجان أنه اجتمع
فيها خمس علل من علل منع الصرف العلمية والعجمة والتركيب المزجي والتأنيث
وزيادة الألف والنون وقلنا يكفي منها علتان لمنع الصرف فتجتمع عدة علل لا
إشكال لكن لا يمكن أن يكون هناك اجتماع للعلمية والوصفية فإن العلمية
والوصفية رأسان من رؤوس علل الصرف كل واحدة منها يكون عدة علل يعني يكون
مع العلمية عدة علل ويكون مع الوصفية عدة علل ولكن لا يكون العلمية
والوصفية معا في شيء واحد, والعلة في هذا واضحة لأنه لا يكون الشيء علما
ووصف في نفس الوقت علم معناها اسم لشيء سمي به ووصف معناه اتصف به شيء آخر
وأنت لا تصف بالاسم العلم فلا يمكن أن يجتمع في الشيء أنه علم ووصف نعم
اجتمع في أبهى العلمية والتأنيث لأنها بلدة وحينئذ تمنع من الصرف لكن لا
تظهر علامة منع الصرف فيها لأن آخرها ألف هي مقصورة اسم مقصور والاسم
المقصور لا يظهر عليه جره بالفتحة أو عدم تنوينه لكننا نقول إنه بهذه
المثابة تقدر عليه الحركة على آخره لأن الألف لا تقبل الحركة وهذا هو
الشأن في كل اسم مقصور.

عندي سؤالان:

السؤال الأول: لسة معناها ليس بعد ولكن هل لها أصل في اللغة العربية ؟

السؤال الثاني: نوع الواو في ذاهبون ويذهبون؟



أحد المتصلات سألت عن زويت له في حديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- زويت لي الأرض تعليق الشيخ؟

أما
الصيغة العامية لسة هذه تقول هي أنها بمعنى ليس بعد هي الآن قالت ما أصلها
هي الآن وضحت أنها قد تكون من هذا الأصل وأنها حرفت أو دمجت بهذه الطريقة
فما دام هذا المعنى واللفظ متقارب فقد يكون هذا أصل لهاذا ومعظم الكلمات
العامية التي هي في بيئة عربية معظمها أصولها عربية لكنها حرفت إما صوتيا
أو حرفيا إما في الحروف أو في الأصوات فالعامية إنما هي عربية محرفة هذا
في البيئات العربية إن لم تكن دخيلة من غيرها.

تسأل عن الفرق في ذاهبون ويذهبون أجيب أم أسأل النجباء عن الفرق بينهما؟

يذهبون من الأفعال الخمسة

الكلام عن الواو ما الفرق بين الواوين؟

الواو علامة رفع في يذهبون، يذهبون أصلية في الكلمة

هي كلمة مستقلة أنت الآن عندك ذاهبون جمع مذكر سالم ويذهبون من الأفعال الخمسة إذا اتضح لك هذا تستطيع ان تفرق الآن بين الواوين.

هذه فعل وهذه اسم

الواو
ما الفرق بينهما؟ ماذا تكون الواو هنا وماذا تكون الواو هنا؟ يعني نحن
الآن لم نجب السائلة عن سؤالها بعد نعم نحن فرقنا بين الكلمتين ولكن ما
فرقنا بين الواوين هي تسأل عن الفرق بين الواوين.

الواو في يذهبون فاعل

ضمير اسم مستقل فاعل

والواو في ذاهبون علامة رفع لأنه جمع مذكر سالم

جمع مذكر سالم مرفوع وعلامة رفعه الواو إذن هي علامة رفع في ذاهبون وهي كلمة مستقلة فاعل في يذهبون هذا هو الفرق.

الأخ الذي وضح بقوله في الحديث (زويت لي الأرض)
نعم الحديث هو بهذه الصيغة لكن أنا لا أعرف ما معنى زويت له هي تقول الآن
أنها عبارة متداولة فأنا لا أعرف أنها متداولة وأعرف معنى زوى وأعرف معنى
له لكني لم يتضح لي ما وجهة الدلالة لهذه العبارة فقط وإلا أنا لا أقول
أنها كلمة أعجمية هي عربية لكن الكلام على أنها عبارة متداولة ما معناها
لا يظهر لي معناها وأما زوى بمعنى لوي الشيء وضم حتى يظهر زويت لي الأرض
يعني جمعت لي حتى أطلع عليها هذا واضح معناه كما في نص الحديث.

تسأل عن إعراب لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى

كل البيت تريده؟

نعم

لا
ناهية سأوجز في الإعراب تحقرن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون
التوكيد الثقيلة في محل جزم بلا الناهية والنون طبعا نون التوكيد الثقيلة
لا محل لها من الإعراب حرف توكيد والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت
وصغيرة مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره ثم استأنف قال
إن الجبال من الحصى إن حرف ناسخ الجبال اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة
الظاهرة على آخره من حرف جر والحصى اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة
على آخره لكون الاسم مقصور منع من ظهور الكسرة التعذر والجار والمجرور
متعلق متعلق بمحذوف في محل رفع خبر إن.

يسأل يقول الله تعالى في سورة ﴿ يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ﴾[هود: 105] لماذا جزم الفعل يأت بعد يوم مع أنها ليست من أدوات الشرط؟

ويسأل كذلك عن قول الله تعالى ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ﴾[الكهف: 29] عن إعراب كلمة الحق؟



هنا
لم يجزم الفعل وإنما هو لغة من لغات العرب وسبق الحديث عنه في اللقاء
السابق أنه ليس معنى حذف حرف العلة دائما أن يكون الفعل فيه مجزوما ولكنه
بعض العرب ينطق به بحذف حرف العلة مع بقائه على إعرابه وهذا جاء على صيغة
من صيغة لسان العرب.

الثاني يسأل عن إعراب ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ﴾ كلمة الحق

حينئذ ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ﴾ هو الحق حينئذ يكون خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.

يسأل عن قول الله تعالى ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتَا ﴾[الأنبياء: 22] عن إعراب آلهة ولفظ الجلالة؟

لو
كان فيهما آلهة آلهة اسم كان لأنها تقول لو كانت آلهة فيهما فآلهة اسم كان
مؤخر وفيهما جار ومجرور وخبر كان المقدم في محل نصب فإذن آلهة اسم كان
مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وإلا الله حينئذ يكون إذا قلنا
إلا اللهَ فيكون حينئذ مستثنى بإلا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على
آخره هذا إذا كانت محركة بالفتح وإذا كانت محركة إلا الله أنا ما يحضرني
الحركة في الآية بالضمة إلا الله لأنه جاء بأسلوب الشرط وما دام جاء
بأسلوب الشرط الذي هو بمسابة النفي يعني ليس فيهما آلهة إلا الله وحنيذاك
أصبح الكلام غير موجب وإذا كان الكلام غير موجب صح إتباعه لما قبله فلا
تصبح الكلمة منصوبة على الاستثناء وإنما هي تابعة لما قبلها الذي هو
المستثنى في إعرابه.

يسأل عن إعراب: عيد سعيد؟

دائما
إذا جاءتك الكلمة طبعا الآن عندما تقول: عيد سعيد كما تلحظون التركيب
الإسنادي غير واضح لأن سعيد نعت للعيد طيب عيد تكفي وحدها جملة فلابد وأن
يكون هناك شيء مقدر فتقول هذا عيد سعيد أو هو عيد سعيد ومثلها في مطالع
الأبواب في الكتب العلمية باب فصل تقول: هذا فصل. قدر له مباشرة مبتدأ هذا
فصل كذا أو باب الآنية باب الطهارة يعني هذا باب الطهارة فتقدر له مبتدأ
وتعربه خبراً لذلك المبتدأ فلا بد من رفعه حينذاك.

يسأل كذلك عن سامي العلم هل هو اسم منقوص؟

هو
اسم منقوص نعم هو اسم منقوص لأنه ختم بياء لازمة هو اسم معرب, المنقوص هو
اسم معرب آخره ياء لازمة مكسور ما قبلها فما دام كذلك هو كذلك مثل القاضي
والداعي.

يسأل يقول ما إعراب كلمة النار في قوله تعالى: ﴿ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ﴿5﴾[البروج: 5] ؟

الآية ﴿ قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ ﴿4﴾ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ﴿5﴾ تصير بدل حينئذ مما قبلها ما دام الأخدود مجرورة مضاف إليه فتصبح النار بدل مما قبلها مجرور من الأخدود مجرور وعلامة جره الكسرة.

يسأل عن إعراب قول الله تعالى ﴿ لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ ﴿1﴾ إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ﴿2﴾[قريش:1-2 ] ؟

يريد
كل شيء أو رحلة؟ يظهر أنه في من يسأل عادة عن مثل هذا يسأل عن رحلة لماذا
نصبت؟ هذا الذي يسأل عنه عادة السائلون في هذه الآية يقولون لماذا ﴿ لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ ﴿1﴾ إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ ﴾؟
كيف رحلة؟ اتضاح المعنى يا إخوان يوضح الإعراب دائما إذا أردتم أن تعربوا
افهمو المعنى إذا فهمت المعنى وعرفت الفاعل والمفعول وعرفت المتعلقات
أعربته هنا معنى الآية ﴿ لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ ﴾ قال بعض المفسرين أنها متعلقة بالسورة التي قبلها ﴿ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ ﴿5﴾ [الفيل: 5] ﴿ لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ ﴿1﴾،
في آخر سورة الفيل لماذا الله تعالى أرسل الطير الأبابيل؟ قال بعض
المفسيرين: إن الله -سبحانه وتعالى- أرسل الطير الأبابيل على أصحاب الفيل
وجعلهم كعصف مأكول حتى تألف قريش رحلتي الشتاء والصيف وتقيمهما، فإيلاف
قريش يعني الله -سبحانه وتعالى- فعل ذلك لأجل أن يجعل قريشاً يألفون هاتين
الرحلتين ثم فصل ﴿ إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ﴾ إيلاف مصدر مضاف إلى مفعوله الأول الله -سبحانه وتعالى- جعلهم يألفون ورحلة مفعول ثاني منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

تسأل عن قول الله تعالى: ﴿ لَن يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا ﴾[الحج: 37] كيف تنال اللحوم الله لأنها فاعل وكيف يكون ذلك؟

هو
المقصود أنه الله -سبحانه وتعالى- غني عنها وأنه الذي يصل إلى الله
-سبحانه وتعالى- أو الذي الصلة بين العبد وربه ليست في اللحوم ولا غير ذلك
ولكنها في التقوى التي تترتب على مثل هذا القربان، فالتقوى التي تمازج
تقديم هذا الدم لله -سبحانه وتعالى- هي التي تصل إلى الله وهي التي تقع من
الله -سبحانه وتعالى- الموقع المطلوب أما مجرد كون هذا اللحم أو الدم مجرد
إراقته دون وجود التقوى أو وجود الباعث التعبدي فهذا لا يصل إلى الله
-سبحانه وتعالى-.

السؤال الأول: في قولنا: الفعل المضارع قلنا: إنه مقصود به المشابه لاسم الفاعل ما أوجه الشبه بين الفعل المضارع واسم الفاعل؟

السؤال الثاني: قال المصنف: (المضارع ما كان في أوله إحدى الزوائد الأربعة) وعند التعليق على ذلك قلت: إن هذ التعريف غير مانع ما وجه كون هذا التعريف غير مانع؟
 الموضوع : الدرس التاسع  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  أبوعلي

 توقيع العضو/ه:أبوعلي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

الدرس التاسع

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

مواضيع مماثلة

+
(( تذكر جيداً: يمنع وضع صورذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنعالاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تقى الإسلامية :: .:: المنتديات الشرعية ::. :: ملتقى اللغة العربية-