يخشى إذا نشأ في طاعة الله أن يزعجه الفضول !

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
يخشى إذا نشأ في طاعة الله أن يزعجه الفضول !
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليومافضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 
يخشى إذا نشأ في طاعة الله أن يزعجه الفضول ! Empty

شاطر | 
 

 يخشى إذا نشأ في طاعة الله أن يزعجه الفضول !

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


يخشى إذا نشأ في طاعة الله أن يزعجه الفضول ! _
مُساهمةموضوع: يخشى إذا نشأ في طاعة الله أن يزعجه الفضول !   يخشى إذا نشأ في طاعة الله أن يزعجه الفضول ! Emptyالثلاثاء 8 يونيو 2010 - 10:47 

سألني
بعد حيرة قرأتُها طويلا في عينيه ،
كأنه كان مترددا أن يسأل ، أو كان لا
يعرف الصيغة الحسنة للسؤال ، ثم
جاء سؤاله كالتالي : (
ما هو الأحسن حين يكبر الرجل :
أن يكون الفتى من صغر سنه مستقيما على دين
ربه ، ثم يصير رجلا ، أم
يكون قد تعرف إلى هذا اللهو وذاك ، ثم يستقيم في
شبابه ؟
) ..

وأنا
أعلم ما يقصده باللهو ، فهو فتى في الخامسة عشرة من عمره ، مقبل على
حفظ
كتاب الله وتعلم دينه ، تواجهه مشكلات من يستقيم في مثل عمره ، كصعوبة
التعامل
مع الأهل ، وبُعد الأصدقاء , وغير ذلك .

وما يقصده هو المبالغة في
اللهو المباح ، كالرياضة وقضاء الأوقات في السمر ،
وإن ساء الأمر فهو ك
ترك صلاة الجماعة ، أو التدخين ، أو سماع الأغاني ،
لا يصل إلى الزنا
وما شابه .

قلتُ : ما الذي يجعل المرء الذي عاش شيئا من شبابه
عاصيا قد يفضُل إذا تاب ؟

قال : لن يكون عنده الفضول الذي يكون عند
من لم يجرب هذه الأمور .

قلت : أواثق أن من نشأ على الطاعة يجد في
نفسه فضولا إلى هذه الأمور ؟

قال : نعم ! فعلمتُ أنه يقصد نفسه ..

لم
أكن فكرت في هذا الموضوع من قبل ، ولا أدري ما يُقال فيه ، فأعملتُ ذهني
في ذلك المقام .. وبدت لي أمور أعرضها عليكم ، عسى تعليقكم عليها يصوب
ويُثري
.

هناك فرقٌ بين شابٍ نشأ في طاعة الله ، وآخر نشأ في بيت طاعة ،
فإن الأول
قد سلك هو سبيل الطاعة محبا مختارا ، والثاني قد يكون فيه
اضطرارا .

الشاب الذي نشأ يحب ربه ، ويتدبر كتابه ، ويعلم أن الله
رقيب عليه ، ويعلم
أن الحلال حلال لأن الله يحبه ويرضاه ، ثم هو حسن في
ذاته ، والحرام حرام
لأن الله قد كرهه من عباده ، ثم هو قبيح في ذاته ،
فأحب الحلال لحب محبوبه
له ، وكره الحرام لكره محبوبه له ؛ هذا القلب
على هذا النحو قد عُمِّر
بالإيمان .. فإذا نظر إلى الحرام ؛ يرى شيئا
يبغضه وتشمئز منه نفسه ، بل
ربما سمت همته إلى كره فضول المباحات من
لهو مسرف وغيره ، فأني للفضول أن
يأتيه ؟!

وشاب آخر نشأ في بيت
ملتزم ، غير أن الأبوين لم يغرسا الإيمان في قلب
ابنهما ، بل أسرفا
عليه من كلمة ( حرام ) وكلمة ( عيب ) وكلمة ( خطأ ) دون
بيان لما وراء
هذه الكلمات ، وما سبب الحُرمة ، ومن الذي حرم ، ولم نلتزم
أمره
بالتحريم .

وهذا الصنف غالب في بيوتاتنا ، وهو نذير ضياع ومهلكة ،
إذ الأب قد انشغل في
طلب العيش ، والأم ما تدري التربية أيْش ..

فهذا
قد يجد في نفسه الفضول ، وربما إذا تحرر من قيد قوانين والديه أن ينحد
إلى سُفول !

فالقضية إذن : كيف تنشأ على الطاعة ، فتربي نفسك على
ما ذكرتُ من حال الشاب
الأول ، وثق حيئذ أنك مستمتع بحياتك كاملة ،
حلوها ومرها ، عسى أنها في ما
يُرضي الله ، أيُظن بصاحب هذا الحال بؤسٌ
؟

ودعنا نتنزل ونقول : إن الشاب الأول قد يجد في نفسه فُضولا ،
فأقول لك :
ليعِش عمره كله يعاني فُضولا لكن لا يطاوعه وأجره على الله .


أما الثاني ، الذي عاش شيئا من شبابه لاهيا ثم تاب ، إنه لا شك ،
إن كان في
توبته صادقا ، يصيبه الأسى على ما فرط في جنب الله في سالف
عمره ، فإن
الندم الذي هو من شروط توبته يمزق قلبه ، وكلما ذاق شيئا من
حلاوة الإيمان ،
صاحبها وجع ما كان عليه من عصيان ، فلا يكاد يهنأ
بحلاوة إيمان إلا إذا
شاء الله بعد حين ، إذ معالجة ما تحمله ذاكرته من
قرب عهد بالمعصية ، وربما
تعلق قلبه ببعضها ، ينغص على ما هو مقبل
عليه من سكينة العبادة وراحة
الإيمان .

وهنا أذكر شيئا عجيبا
أجده في بعض أهل هذا الشأن : تُحدث أحدهم وقد ملأت
لحيته صدره ، فيذكر
في معرض حديثه شيئا مما كان عليه من قبل ، مبتسما
منشكحا ! لا يُرى
عليه شيء مما يُدعى " الندم " ، أن عصى الله يوما ، ولا
شك أن هذا قدح
في توبته ، وذكره لمثل هذا غالبا ينقصه من أعين الناس خاصة
إذا كان ممن
يتصدرون لدعوة أو طلب علم ، ويُخشى أن هذا من المجاهرة !

أعود إلى
هذا الذي عاش شيئا من شبابه غافلا ثم تاب ، فإن تفكير الفتى في أن
يعمل
هذا الأمر مظنة هلاك ، إذ الأجل لا يعلمه إلا الله ، وما يُدريك أن
الله
يُمهلك حتى تتوب ؟!

ثم ألا يُخشى أن يغرق الشاب في الغفلة ، فلا
يتذكر التوبة ، أو يغضب الله
عليه ، فيطلب التوبة فيُمنعها ، إلى غير
ذلك مما هو معلوم من حال المعرضين
؟!

وأطلتُ عليه شيئا ما في
الإيضاح كما أطلتُ عليكم ، ثم ودعتُه وانصرف .

فتذكرت قوله تعالى :
" إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ
وَعَمِلَ
عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ
حَسَنَاتٍ
وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا
" ، ومن معناها أنه
تتبدل
نفس السيئات التي عملوها ثم أحدثوا عن كل ذنب منها توبة وإنابة وطاعة

تبدل حسنات كما هو ظاهر الآية ، كما قال السعدي رحمه الله .. فالشاب الذي
عاش
في معاصي ثم تاب تتحول كل هذه الذنوب العظيمة إلى حسنات !

فاستدركتُ
: لا ؛ بل الحسنات أعظم – وإن قلت – من تلكم السيئات ، فإن الله
تعالى
" يضاعف لمن يشاء " !

وحسبُك من
نُبل الشاب الذي عاش منذ صغره في نور الإيمان ، أنه ممن ذكرهم
النبي
صلى الله عليه وسلم من السبعة الذين يظلهم الله في ظله : " وشاب نشأ في عبادة الله "
، فلو كان غيره يفضل عليه في الدنيا أو الآخرة لكان بها أجدر .

أحب أن
ستفيد منكم بتصويب أو استدراك ،
وجزى الله خيرا من وقف على كلام لأحد
أهل العلم فنقله ..


عبد الملك السبيعى

جزاه الله خير الجزاء ونفع به
 الموضوع : يخشى إذا نشأ في طاعة الله أن يزعجه الفضول !  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

يخشى إذا نشأ في طاعة الله أن يزعجه الفضول !

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

مواضيع مماثلة

+
(( تذكر جيداً: يمنع وضع صورذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنعالاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تقى الإسلامية :: .:: المنتديات الشرعية ::. :: كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟!-