حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليومافضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 
حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر Empty

شاطر | 
 

 حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر _
مُساهمةموضوع: حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر   حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر Emptyالثلاثاء 22 يونيو 2010 - 16:35 

الحمد لله والصلاة والسلام
على رسول الله
****************

‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه
وسلم ‏ ‏اشتكت النار إلى ربها فقالت رب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس
في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من ‏
‏الزمهرير *
رواه البخاري. قال ابن عبدالبر رحمه الله هذه الشكوى بلسان
المقال. وقال القاضي عياض رحمه الله: إنه الأظهر. وقال القرطبي رحمه الله:
لا إحالة في حمل اللفظ على حقيقته. قال: وإذا أخبر الصادق بأمر جائز لم
يحتج إلى تأويله فحمله على حقيقته أولى. وقال النووي رحمه الله نحو ذلك ثم
قال: حمله على حقيقته هو الصواب. وتنفسها على الحقيقة.
والمراد
بالزمهرير شدة البرد , ولا إشكال من وجوده في النار ففيها طبقة زمهريرية
نسأل الله العافية.
فهذه النار عندما اشتكت إلى خالقها، والشكوى كانت
من أنه قد أكل بعضها بعضاً، فكيف بالذي في داخلها؟ وكيف بمن يعذب فيها؟
وكيف بمن حكم الله عليه بالخلود فيها؟ فشفقةً من الله بهذه النار التي
خلقها لإحراق الكفار والمنافقين والعصاة ومن يستحق دخولها، أذن لها بنفسين،
نفس في كل موسم فأشد ما نجد أيها الأحبة من الحر ما هو إلاّ نفس من أنفاس
جهنم، وأشد ما نجد من البرد أيضاً ما هو إلاّ نفس من أنفاس جهنم. قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ((اشتكت النار إلى ربها وقالت: أكل بعضي بعضا،
فجعل لها نفسين: نفسا فى الشتاء، ونفسا فى الصيف، فأما نفسها فى الشتاء
فزمهرير، وأما نفسها فى الصيف فسَمُوم)).
لبس الشتاء من الجليـد جلودا
فالبس فقد بَرَد الزمان بُرودا
كم مؤمن قرصته أظفار الشتا فغدا لسكان
الجحيـم حسودا
وترى طيور الماء في وكناتهـا تختـار حر النار
والسّـفّودا
وإذا رميت بفضل كأسك في الهوا عادت عليك من العقيق عقودا
يا
صاحب العودين لا تهملهمـا حـرك لنا عوداً وحرّق عودا
وهذا سؤال وجه
لفضيلة الشيخ ابن عثيمين حفظه الله: هناك من ينسب شدة البرد أو الحر
للعوامل المناخية أو لطبقة الأوزون أو لدوران الكرة الأرضية فهل يصح هذا
التأويل؟ فكان الجواب: لاشك أن شدة الحر وشدة البرد لها أسباب طبيعية
معلومة، ووجودها بأسبابها من تمام حكمة الله عز وجل، وبيان أنه سبحانه
وتعالى خلق الخلق على أكمل نظام، وهناك أسباب مجهولة لا نعلمها نحن، مثل
قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا
فَقَالَتْ يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ
نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ فَهُوَ أَشَدُّ مَا
تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ)).
وهذا سبب غير معلوم، لايُعلم إلا بطريق الوحي ولا حرج على الإنسان أن يضيف
الشيء إلى سبب معلوم حساً أو شرعاً لكن بعد ثبوت أنه سبب حقيقي، وإن كان
سبباً وهمياً أو كان سبباً مبنياً على نظريات لاأساس لها فإنه لايجوز
اعتمادها لأن إثبات الوقائع أو الحوادث إلى أسباب غير معلومة لا عن طريق
الشرع ولا عن طريق الحس يدخل في ما نهى الله عنه في قوله: ولا تقف ما ليس
لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً .
وقد
ينزعج بعض الناس من برودة الشتاء كما يتضايق البعض من حر الصيف، وفي كلٍ
منهما وفي تقلب الأحوال عموماً مصالح وحكم. قال العلامة ابن القيم رحمه
الله: ثم تأمل بعد ذلك أحوال هذه الشمس في انخفاضها وارتفاعها لإقامة هذه
الأزمنة والفصول وما فيها من المصالح والحكم، إذ لو كان الزمان كله فصلا
واحدا لفاتت مصالح الفصول الباقية فيه، فلو كان صيفا كله لفاتت منافع
ومصالح الشتاء، ولو كان شتاء لفاتت مصالح الصيف، وكذلك لو كان ربيعا كله أو
خريفا كله.
ثم بدأ رحمه الله يذكر بعض فوائد البرد ودخول فصل الشتاء
فقال: ففي الشتاء تغور الحرارة في الأجواف وبطون الأرض والجبال، فتتولد
مواد الثمار وغيرها، وتبرد الظواهر ويستكثف فيه الهواء، فيحصل السحاب
والمطر والثلج والبرَد الذي به حياة الارض وأهلها واشتداد أبدان الحيوان
وقوتها، وتزايد القوى الطبيعية واستخلاف ما حللته حرارة الصيف من الأبدان،
وفي الربيع تتحرك الطبائع وتظهر المواد المتولدة في الشتاء، فيظهر النبات
ويتنور الشجر بالزهر، ويتحرك الحيوان للتناسل، وفي الصيف يحتد الهواء ويسخن
جدا فتنضج الثمار وتنحل فضلات الأبدان والاخلاط التي انعقدت في الشتاء،
وتغور البرودة وتهرب إلى الأجواف، ولهذا تبرد العيون والآبار ولا تهضم
المعدة الطعام التي كانت تهضمه في الشتاء من الأطعمة الغليظة لأنها كانت
تهضمها بالحرارة التي سكنت في البطون، فلما جاء الصيف خرجت الحرارة إلى
ظاهر الجسد وغارت البرودة فيه، فإذا جاء الخريف اعتدل الزمان وصفا الهواء
وبرد فانكسر ذلك السموم، وجعله الله بحكمته برزخا بين سموم الصيف وبرد
الشتاء. انتهى كلامه رحمه الله.
ولشيخ ابن القيم، وهو شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله كلام نفيس كان يتحدث فيه رحمه الله على هروب الشيء من ضده،
وأن كثيراً من الأشياء يمكن أن تقاوم بأضدادها، وهذه قاعدة مهمة يحتاجها
الجميع عامة والمصلحون خاصة، فمَثّل لقاعدته بكلام يناسب موضوعنا فقال رحمه
الله: ويسخن جوف الإنسان في الشتاء، ويبرد في الصيف، لأنه في الشتاء يكون
الهواء باردا فيبرد ظاهر البدن فتهرب الحرارة الى باطن البدن، لان الضد
يهرب من الضد، والشبيه ينجذب إلى شبيهه، فتظهر البرودة إلى الظاهر، ولهذا
يسخن جوف الأرض في الشتاء وجوف الحيوان كله، وتبرد الأجواف في الصيف لسخونة
الظواهر فتهرب البرودة الى الاجواف. انتهى كلامه رحمه الله. فإذا عرفت بأن
الضد يهرب من الضد، والشبيه ينجذب إلى شبيهه، أدركت وعرفت بأنه لاطريق
للتخلص من رقّ المعصية إلاّ بضدها وهي الطاعة، وأنه إذا ارتاحت نفسك
بالجلوس مع العصاة، فهذا من انجذاب الشبيه إلى شبيهه، والله المستعان.
ونرى
الناس يتجهون الى خلاف المقصود من هده الايات الكونية من التعري واحياء
السهرات والحفلات الى اوقات متاخرة من الليل من الاشياء المدموة شرعا وعقلا
خصوصا الجالية المحترمة التي جاءت بالتقاليد العمياء مع ان الاصل في هده
الظواهر هو تخويف الناس وتدكيرهم بالله تعالى وليس بالتمادي بالمجاهرة
بالمعاصي على رؤوس الخلائق ومن هده الجالية من يستعرض على ضعفاء الناس قلة
حيائه وغشمه ناسيا مكانته عند النصارى انه مجرد خادم او موظف في البلدية
وياتي ليتبجح على المساكين والفقراء في بلده .
لمادا لانجعل الصيف الحار
ايام قربة الى الله تعالى مقابل ان نجعلها ايام لهو ولعب ??????????
 الموضوع : حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر _
مُساهمةموضوع: رد: حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر   حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر Emptyالخميس 4 أغسطس 2011 - 3:19 

يرفع
 الموضوع : حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبوسيف
المدير العام

المدير العام
أبوسيف


المشاركات :
4405


تاريخ التسجيل :
28/10/2009


الجنس :
ذكر

sms :
لاتحزن


حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر _
مُساهمةموضوع: رد: حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر   حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر Emptyالخميس 4 أغسطس 2011 - 7:50 

مامعنى الحديث: "اشتكت النار إلى الله، أكل بعضي بعضا" ما المقصود جعل لها نفسين
نفس في الصيف ونفس في الشتاء ؟

الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فروى
البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: اشتكت النار إلى ربها فقالت: رب آكل بعضي بعضا.ً فأذن لها
بنفسين: نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر، وأشد ما
تجدون من الزمهرير.
قال ابن عبد البر في الاستذكار: وأما قوله:
اشتكت النار.....، فإن أهل العلم اختلفوا في ذلك.. فحمله بعضهم على
الحقيقة وحمله منهم جماعة على المجاز، فالذين حملوه على الحقيقة قالوا:
أنطقها الله الذي أنطق كل شيء..... وأما الذين حملوا ذلك كله وما كان مثله
على المجاز قالوا: قول النبي صلى الله عليه وسلم "اشتكت النار إلى ربها"
من باب قول عنترة: وشكا إلى بعيره وتحمحم
وقول الآخر:
شكا إلي جملي طول السرى ==== صبراً جميلاً فكلانا مبتلى
وكقول الحارثي
يريد الرمح صدر أبي براء === ويرغب عن دماء بني عقيل
ثم قال ابن عبد البر: القول الأول يعضده عموم الخطاب وظاهر الكتاب وهو أولى بالصواب. والله أعلم. انتهى من الاستذكار
وقال
النووي في شرح مسلم: قال القاضي: اختلف العلماء في معناه.. فقال
بعضهم: هو على ظاهره واشتكت حقيقة، وشدة الحر -الذي نجده في الصيف- من
وهجها وفيحها، وجعل الله تعالى فيها إدراكاً وتمييزاً بحيث تكلمت بهذا.
قال
القاضي عياض: وقيل ليس هو على ظاهره بل هو على وجه التشبيه والاستعارة
والتقريب، وتقديره: إن شدة الحر يشبه نار جهنم فاحذروه واجتنبوا حروره.
قال: والأول أظهر، قلت - النووي -: والصواب الأول لأنه ظاهر الحديث ولا
مانع من حمله على حقيقته فوجب الحكم بأنه على ظاهره. والله أعلم. انتهى
وجاء
في تحفة الأحوذي: قال الحافظ في الفتح: قد اختلف في هذه الشكوى هل هي
بلسان القال أو بلسان الحال؟ واختار كلاً طائفة. وقال ابن عبد البر:
لكلا القولين وجه ونظائر والأول أرجح.... ورجح البيضاوي حمله على المجاز
فقال: شكواها مجاز عن غليانها، وأكلها بعضها بعضاً مجاز عن ازدحام أجزائها،
وتنفسها مجاز عن خروج ما يبرز منها، وقال الزين ابن المنير: المختار
حمله على الحقيقة لصلاحية القدرة لذلك، ولأن استعارة الكلام للحال وإن عهدت
وسمعت لكن الشكوى وتفسيرها والتعليل له والإذن والقبول والتنفس وقصره على
اثنين فقط بعيد عن المجاز خارج عما ألف من استعماله. انتهى.
وقال ابن
عبد البر: وأحسن ما قيل في معنى الحديث ما ورد عن الحسن البصري قال:
اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضاً فخفف عني، قال: فخفف
عنها وجعل لها كل عام نفسين، فما كان من برد يهلك شيئاً فهو من زمهريرها،
وما كان من سموم يهلك شيئاً فهو من حرها، فقوله: من زمهرير يهلك شيئاً وحر
يهلك شيئاً يفسر ما أشكل من ذلك لكل ذي فهم، ومعلوم أن نفسها في الشتاء غير
الشتاء، ونفسها في الصيف غير الصيف لقوله نفس في الشتاء ونفس في الصيف.
الاستذكار 1/102
والذي نراه هو أنه ينبغي أن لا يستريب بصير محقق في أن المراد من اللفظ هو ظاهره، وأنها قد اشتكت بكلام واضح ككلا منا: وذلك لسببين:
الأول: أنه يجب حمل اللفظ على المعنى الظاهر فلا يعدل عن ذلك إلا لدليل صارف ولا دليل يصرف هنا.
الثاني:
أنه لا إشكال في هذا الحمل على الظاهر، وليس هنالك ما يدعو إلى الاستشهاد
ببيت عنترة أو غيره، والاستشهاد به هنا ينظر من طرف خفي إلى استشهاد
المؤولة والمعطلين ببيت الأخطل - قطع الله دابر كل مبتدع - وبيت الأخطل
هو قوله:
قداستوى بشر على العراق === من غير سيف ودم مهراق .
أقول: قد استشهدوا به على نفي صفة الاستواء عن الله فحرفوا الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكروا به.
وبالجملة
فليس هنالك ما يدعو إلى التأويل في المسألة المسؤول عنها هنا، ولا إشكال
في كون النار تتكلم، فقد ذكر الله أنها ستتكلم يوم القيامة فقال تعالى:
يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ
[قّ:30].
وما الذي يدعو إلى استشكال نطقها، وقد أنطقها الله الذي أنطق
كل شيء، فهو الذي سيختم على أفواه العصاة يوم القيامة، ويستنطق الجلود
وغيرها يوم القيامة: وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا
قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ [فصلت:21].
والله أعلم.
 الموضوع : حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  أبوسيف

 توقيع العضو/ه:أبوسيف

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبوسيف
المدير العام

المدير العام
أبوسيف


المشاركات :
4405


تاريخ التسجيل :
28/10/2009


الجنس :
ذكر

sms :
لاتحزن


حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر _
مُساهمةموضوع: رد: حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر   حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر Emptyالخميس 4 أغسطس 2011 - 7:52 

بسم الله الرحمن الرحيم

في الصحيحين [ البخاري 3087 ومسلم 615 ، 617 ]

من حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم


اشتكت النار إلى ربها فقالت رب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس في
الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير.


وفي رواية للبخاري : فأشد ما تجدون من الحر فمن سمومها

وأشد ما تجدون من البرد فمن زمهريرها



----------------


قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

"وفي هذا الحديث : دليل على أن الجمادات لها إحساس لقوله : (اشتكت النار
إلى ربها فقالت : يا رب أكل بعضي بعضاً) ، من شدة الحر ، وشدة البرد , فأذن
الله لها أن تتنفس في الشتاء ، وتتنفس في الصيف , تتنفس في الصيف ليخف
عليها الحرَّ , وفي الشتاء ليخفَّ عليها البرد , وعلى هذا فأشد ما نجد من
الحرِّ : يكون من فيح جهنم , وأشد ما يكون من الزمهرير : من زمهرير جهنم .

فإن قال قائل : هذا مشكل حسَب الواقع ؛ لأن من المعروف أن سبب البرودة في
الشتاء هو : بُعد الشمس عن مُسامتة الرؤوس , وأنها تتجه إلى الأرض على جانب
، بخلاف الحر ،


فيقال : هذا سبب حسِّي ، لكن هناك سبب وراء ذلك , وهو السبب الشرعي الذي لا
يُدرك إلا بالوحي , ولا مناقضة أن يكون الحرُّ الشديد الذي سببه أن الشمس
تكون على الرؤوس أيضا يُؤذن للنار أن تتنفس فيزدادُ حرُّ الشمس ,


وكذلك بالنسبة للبرد : الشمس تميل إلى الجنوب , ويكون الجوُّ بارداً بسبب
بُعدها عن مُسامتة الرؤوس , ولا مانع من أنّ الله تعالى يأذن للنار بأن
يَخرج منها شيءٌ من الزمهرير ليبرِّد الجو ، فيجتمع في هذا : السبب الشرعي
المُدرَك بالوحي , والسبب الحسِّي ، المُدرَك بالحسِّ .

ونظير هذا : الكسوف ، والخسوف , الكسوف معروف سببه , والخسوف معروف سببه .

سبب خسوف القمر: حيلولة الأرض بينه ، وبين الشمس , ولهذا لا يكون إلا في
المقابلة , يعني : لا يمكن يقع خسوف القمر إلا إذا قابل جُرمُه جرمَ الشمس ,
وذلك في ليالي الإبدار ، حيث يكون هو في المشرق ، وهي في المغرب أو هو في
المغرب ، وهي في المشرق .

أما الكسوف فسببه : حيلولة القمر بين الشمس ، والأرض , ولهذا لا يكون إلا
في الوقت الذي يمكن أن يتقارب جُرما النيّرين , وذلك في التاسع والعشرين أو
الثلاثين ، أو الثامن والعشرين , هذا أمر معروف , مُدرك بالحساب , لكن
السبب الشرعي الذي أدركناه بالوحي هو : أن الله ( يخوّف بهما العباد ) ,
ولا مانع من أن يجتمع السببان الحسي والشرعي ,


لكن من ضاق ذرعاً بالشرع :


قال : هذا مخالف للواقع ولا نصدق به , ومن غالى في الشرع : قال : لا عبرة بهذه الأسباب الطبيعية ،


ولهذا قالوا : يمكن أن يكسف القمر في ليلة العاشر من الشهر ! .... لكن حسَب
سنَّة الله عز وجل في هذا الكون : أنه لا يمكن أن يَنخسف القمر في الليلة
العاشر أبداً" انتهى .

" شرح صحيح مسلم " ( شرح كتاب الصلاة ومواقيتها ، شريط رقم 10 ، وجه أ ) .
 الموضوع : حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  أبوسيف

 توقيع العضو/ه:أبوسيف

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبوسيف
المدير العام

المدير العام
أبوسيف


المشاركات :
4405


تاريخ التسجيل :
28/10/2009


الجنس :
ذكر

sms :
لاتحزن


حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر _
مُساهمةموضوع: رد: حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر   حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر Emptyالخميس 4 أغسطس 2011 - 7:52 

جهنم أعاذنا الله والمسلمين منها فإنها شديدة الحرارة: ظلها
يحموم، وهبوبها سموم، كما في قوله تعالى: {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا
أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ لَّا
بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ} [الواقعة: 41]
والسموم: الهواء الحار، والحميم: الماء الحار، والظل اليحموم: هو ظل الدخان، وهو حار أيضاً.

فاجتمع عليهم حرارة الهواء وحرارة الماء، وحرارة الدخان، أجارنا الله منها بعفوه ورحمته.

ومن المنن التي يعددها أهل الجنة لربهم عليهم أنه أبعد عنهم حرارة الهواء،
إذا يقولون: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ
إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ}
[الطور: 27-28]

شدة حر الصيف من نفس جهنم:

من شدة حرارة جهنم أجارنا الله منها أن بعضها يأكل بعضاً، ويحطم بعضها
بعضاً، وأشد حر نجده في الصيف ما هو إلا نفس من أنفاسها، وأشد ما نجد من
يرد في الشتاء هو أيضاً نفس من أنفاسها كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اشتكت
النار إلى ربها فقالت: رب أكل بعضي بعضاً، فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء،
ونفس في الصيف فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير»

قال ابن عبدالبر رحمه الله تعالى: وأحسن ما قيل في هذا المعنى ما فسره
الحسن البصري رحمه الله تعالى: قال: اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل
بعضي بعضاً فخفف عني: قال: فخفف عنها وجعل لها كل عام نفسين، فما كان من
برد يهلك شيئاً فهو من زمهريرها، وما من سموم يهلك شيئاً فهو من حرها

ثم قال ابن عبدالبر: ومعلوم أن نفسها في الشتاء غير الشتاء، ونفسها في الصيف غير الصيف لقوله: نفس في الشتاء ونفس في الصيف

فصار إذا أشد حر في الصيف من نفسها، وأشد برد في الشتاء من نفسها.
قال الحافظ بن حجر رحمه الله تعالى: النفس المذكور ينشأ عنه أشد الحر في الصيف.



معاناة الصحابة من شدة الحر:

كان الصحابة رضي الله عنهم يتأذون من شدة الحر في صلاة الظهر، خاصة حرارة
الأرض وهم يسجدون عليها حتى قال أنس رضي الله عنه: كنا نصلي مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في شدة الحر فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن جبهته من
الأرض بسط ثوبه فسجد عليه.

وفي لفظ لأبي عوانة: كنا إذا صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سجدنا على ثيابنا مخافة الحر.

ولذا أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالإبراد في الظهر، أي: تأخير صلاة
الظهر إلى آخر وقتها في شدة الحر، قال عليه الصلاة والسلام: «إذا اشتد الحر
فأدبروا عن الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم».

قال الزرقاني: أي من سعة انتشارها وتنفسها، ومنه مكان أفيح، أي متسع، وهذا
كناية عن شدة استعارتها، وظاهره: أن مثار وهج الحر في الأرض من فيحها
حقيقة.

شدة الحر في الدنيا تذكر بحر الموقف العظيم يوم القيامة، كما تذكر بحر نار
جهنم، وكلما اشتد الحر في الدنيا كان ذلك أدعى للتفكر والتذكر، وعدم نسيان
حر القيامة، وحر نار جهنم، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم قد ذكر لنا أن
الشمس تكون قريبة من رؤوس العباد في عرصات القيامة مما يجعل كرب العباد
شديداً، فيطلبون الخلاص بالفصل والقضاء ليذهب كل واحد منهم إلى سبيله: إما
إلى جنة وإما إلى النار، قال عليه الصلاة والسلام: «تدنوا الشمس يوم
القيامة من الخلق حتى تكون كمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في
العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم ما يكون
إلى حقوبه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً»، وأشار النبي صلى الله عليه وسلم
بيده إلى فيه.
وأشد من ذلك وأعظم: نار جهنم من دخلها لا يقضى عليه فيموت، ولا يخفف عنه من
عذابها، كلما نضجت جلودهم بدلوا جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب.

إنها نار عظيمة ليست نار الدنيا على شدة حرها واستعارها، وعظيم لهبها
وشررها إلا جزءاً يسيراً منها، كما قال النبي صلى الله عليه والسلام:
«ناركم جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم»
قيل: يا رسول الله، إن كانت لكافية.
قال: «فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً كلهن مثل حرها».

قال القرطبي رحمه الله: يعني أنه لو جمع كل ما في الوجود من النار التي
يوقدها بنو آدم لكانت جزءاً من أجزاء جهنم المذكورة، وبيانه: أنه لو جمع
طلب الدنيا فوقد كله حتى صار ناراً، لكان الجزء الواحد من أجزاء نار جهنم
الذي هو من سبعين جزءاً أشد من حر الدنيا كما بينه آخر الحديث .
 الموضوع : حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  أبوسيف

 توقيع العضو/ه:أبوسيف

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبوسيف
المدير العام

المدير العام
أبوسيف


المشاركات :
4405


تاريخ التسجيل :
28/10/2009


الجنس :
ذكر

sms :
لاتحزن


حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر _
مُساهمةموضوع: رد: حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر   حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر Emptyالخميس 4 أغسطس 2011 - 7:54 

الشتاء البارد

الشيخ/
ناصر بن محمد الأحمد





الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونسنغفره، ونعوذ بالله من... أما بعد:
إن الله تعالى هو الذي خلق السماء والأرض، وهو الذي أوجد اليابس والماء، وهو الذي
يكور الليل على النهار ومكور النهار على الليل، وهو الذي يأتي بالصيف الحار
وبالشتاء البارد، لا إله إلا هو العزيز الحكيم، ولنا مع قدوم قليل من البرد هذه
الأيام بعض تأملات وذكر بعض الأحكام:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:
((اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: يَا رَبِّ
أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ
وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا
تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ))

[رواه البخاري]،
قال ابن عبد البر -رحمه الله-: هذه الشكوى بلسان المقال. وقال القاضي عياض -رحمه
الله-: إنه الأظهر. وقال القرطبي -رحمه الله-: لا إحالة في حمل اللفظ على حقيقته.
قال: وإذا أخبر الصادق بأمر جائز لم يحتج إلى تأويله فحمله على حقيقته أولى. وقال
النووي -رحمه الله- نحو ذلك ثم قال: حمله على حقيقته هو الصواب. وتنفسها على
الحقيقة، والمراد بالزمهرير شدة البرد، ولا إشكال من وجوده في النار ففيها طبقة
زمهريرية نسأل الله العافية.
فهذه النار عندما اشتكت إلى خالقها، والشكوى كانت من أنه قد أكل بعضها بعضاً، فكيف
بالذي في داخلها؟ وكيف بمن يعذب فيها؟ وكيف بمن حكم الله عليه بالخلود فيها؟ فشفقةً
من الله بهذه النار التي خلقها لإحراق الكفار والمنافقين والعصاة ومن يستحق دخولها
أذن لها بنفسين، نفس في كل موسم فأشد ما نجد أيها الأحبة من الحر ما هو إلاّ نفس من
أنفاس جهنم، وأشد ما نجد من البرد أيضاً ما هو إلاّ نفس من أنفاس جهنم، قال رسول
الله -صلى الله عليه وسلم-: ((اشتكت النار إلى ربها و قالت:
أكل بعضي بعضاً، فجعل لها نفسين: نفسا في الشتاء، و نفسا في الصيف، فأما نفسها في
الشتاء فزمهرير وأما نفسها في الصيف فسَمُوم))
.



لبس الشتاء من الجليد
جلودا *** فالبس فقد بَرَد الزمان بُرودا
كم مؤمن قرصته أظفار الشتا *** فغدا لسكان الجحيم حسودا
وترى طيور الماء في وكناتها *** تختار حر النار والسّفّودا
وإذا رميت بفضل كأسك في الهوا *** عادت عليك من العقيق عقودا
يا صاحب العودين لا تهملهما *** حرك لنا عوداً وحرّق عودا



وهذا سؤال وجه لفضيلة الشيخ ابن عثيمين حفظه الله: هناك من ينسب شدة البرد أو الحر
للعوامل المناخية أو لطبقة الأوزون أو لدوران الكرة الأرضية فهل يصح هذا التأويل؟
فكان الجواب: لا شك أن شدة الحر وشدة البرد لها أسباب طبيعية معلومة، ووجودها
بأسبابها من تمام حكمة الله -عز وجل-، وبيان أنه -سبحانه وتعالى- خلق الخلق على
أكمل نظام، وهناك أسباب مجهولة لا نعلمها نحن، مثل قول الرسول -صلى الله عليه
وسلم-: ((اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: يَا
رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ، نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ
وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا
تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ))
، وهذا سبب غير معلوم، لا يُعلم إلا بطريق
الوحي، ولا حرج على الإنسان أن يضيف الشيء إلى سبب معلوم حساً أو شرعاً لكن بعد
ثبوت أنه سبب حقيقي، وإن كان سبباً وهمياً أو كان سبباً مبنياً على نظريات لا أساس
لها فإنه لا يجوز اعتمادها؛ لأن إثبات الوقائع أو الحوادث إلى أسباب غير معلومة لا
عن طريق الشرع ولا عن طريق الحس يدخل في ما نهى الله عنه في قوله:
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ
السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}

[(36) سورة الإسراء].
أيها المسلمون: وقد ينزعج بعض الناس من برودة الشتاء كما يتضايق البعض من حر الصيف،
وفي كلٍ منهما وتقلب الأحوال عموماً مصالح وحكم، قال العلامة ابن القيم -رحمه
الله-: "ثم تأمل بعد ذلك أحوال هذه الشمس في انخفاضها وارتفاعها لإقامة هذه الأزمنة
والفصول وما فيها من المصالح والحكم، إذ لو كان الزمان كله فصلاً واحداً لفاتت
مصالح الفصول الباقية فيه، فلو كان صيفاً كله لفاتت منافع مصالح الشتاء، ولو كان
شتاء لفاتت مصالح الصيف، وكذلك لو كان ربيعاً كله أو خريفاً كله".
ثم بدأ -رحمه الله- يذكر بعض فوائد البرد ودخول فصل الشتاء فقال: "ففي الشتاء تغور
الحرارة في الأجواف وبطون الأرض والجبال فتتولد مواد الثمار وغيرها، وتبرد الظواهر
ويستكثف فيه الهواء فيحصل السحاب والمطر والثلج والبرَد الذي به حياة الأرض وأهلها،
واشتداد أبدان الحيوان وقوتها وتزايد القوى الطبيعية واستخلاف ما حللته حرارة الصيف
من الأبدان، وفي الربيع تتحرك الطبائع وتظهر المواد المتولدة في الشتاء، فيظهر
النبات ويتنور الشجر بالزهر، ويتحرك الحيوان للتناسل، وفي الصيف يحتد الهواء ويسخن
جداً فتنضج الثمار وتنحل فضلات الأبدان والأخلاط التي انعقدت في الشتاء، وتغور
البرودة وتهرب إلى الأجواف، ولهذا تبرد العيون والآبار ولا تهضم المعدة الطعام التي
كانت تهضمه في الشتاء من الأطعمة الغليظة؛ لأنها كانت تهضمها بالحرارة التي سكنت في
البطون، فلما جاء الصيف خرجت الحرارة إلى ظاهر الجسد وغارت البرودة فيه، فإذا جاء
الخريف اعتدل الزمان وصفا الهواء وبرد، فانكسر ذلك السموم وجعله الله بحكمته برزخاً
بين سموم الصيف وبرد الشتاء" انتهى كلامه -رحمه الله-.
ولشيخ ابن القيم، وهو شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كلام نفيس كان يتحدث فيه
-رحمه الله- على هروب الشيء من ضده، وأن كثيراً من الأشياء يمكن أن تقاوم بأضدادها،
وهذه قاعدة مهمة يحتاجها الجميع عامة والمصلحون خاصة، فمَثّل لقاعدته بكلام يناسب
موضوعنا فقال -رحمه الله-: ويسخن جوف الإنسان في الشتاء ويبرد في الصيف؛ لأنه في
الشتاء يكون الهواء بارداً فيبرد ظاهر البدن فتهرب الحرارة إلى باطن البدن، لأن
الضد يهرب من الضد والشبيه ينجذب إلى شبيهه فتظهر البرودة إلى الظاهر ولهذا يسخن
جوف الأرض في الشتاء وجوف الحيوان كله، وتبرد الأجواف في الصيف لسخونة الظواهر
فتهرب البرودة إلى الأجواف" انتهى كلامه -رحمه الله-.
فإذا عرفت بأن الضد يهرب من الضد، والشبيه ينجذب إلى شبيهه، أدركت وعرفت بأنه لا
طريق للتخلص من رقّ المعصية إلاّ بضدها وهي الطاعة، وأنه إذا ارتاحت نفسك بالجلوس
مع العصاة فهذا من انجذاب الشبيه إلى شبيهه، والله المستعان.
أيها المسلمون: لقد جاءت السنة بالإبراد بصلاة الظهر في حر الصيف تخفيفاً على
الناس، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه
وسلم- قَالَ: ((إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا
بِالصَّلَاةِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ))

[رواه البخاري]،
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا اشتد البرد بكّر بالصلاة، وإذا اشتد الحر
أبرد بالصلاة، عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في
سفر فأراد المؤذن أن يؤذن للظهر، فقال -صلى الله عليه وسلم-:
((أبرد، ثم أراد أن يؤذن، فقال له: أبرد، حتى رأينا فيء التلول، فقال النبي -صلى
الله عليه وسلم-: إن شده الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة))
[متفق عليه].
وهذا الحكم خاص بصلاة الظهر وأما صلاة الجمعة وإن كانت في وقت الظهر فإنها تصلى في
وقتها حتى في الحر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وأما الجمعة فالسنة أن
تصلى في أول وقتها في جميع الأزمنة؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصليها في
أول الوقت شتاءً و صيفاً، ولم يؤخرها هو و لا أحد من أصحابه، بل ربما كانوا يصلونها
قبل الزوال وذاك؛ لأن الناس يجتمعون لها إذ السنة التبكير إليها ففي تأخيرها إضرار
بهم.
ونعلم بأن السنة أن يقرأ الإمام في ركعتي الجمعة بسورة الجمعة والمنافقون كما ثبت
ذلك في صحيح مسلم، وثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ بسبح والغاشية ثبت
ذلك أيضاً في صحيح مسلم، والسنة أن يقرأ الإمام مرة بهذا ومرة بهذا؛ لئلا تهجر
السنة، ولكن كما قال الشيخ ابن عثيمين حفظه الله لو أن الإمام راعى أحوال الناس،
ففي الشتاء البارد قرأ بسبح والغاشية ولم يقرأ بالجمعة والمنافقون تيسيراً على
الناس ومثله في أيام الحر الشديد، وذلك لأن من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه
ما خيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً.
أيها المسلمون: بوب الإمام الترمذي -رحمه الله- في سننه فقال: باب ما جاء في الصوم
في الشتاء، ثم أخرج بسنده عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله
عليه وسلم- قَالَ: ((الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ الصَّوْمُ
فِي الشِّتَاءِ))
[حديث
صحيح]
، وكانت
غنيمةً باردةً لحصول المؤمن على الثواب بلا تعب كثير، فالصوم في الشتاء البارد لا
يحس فيه الصائم بالعطش لبرودة الجو، ولا بألم الجوع لقصر النهار، فحقاً إنها لغنيمة
باردة فأين أصحابها؟.
أيها المسلمون: لقد عذّب الله أقواماً بالريح الباردة في الشتاء كقوم عاد كما قد
ذكر ذلك أهل التفسير، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا رأى مخيلة وهو السحاب
الذي يخال فيه المطر اقبل وأدبر وتغير وجهه، فقالت له عائشة: إن الناس إذا رأوا
مخيلة استبشروا، فقال يا عائشة: ((وما يؤمنني قد رأى قوم عاد
العذاب عارضاً مستقبل أوديتهم فقالوا هذا عارض ممطرنا))
قال الله تعالى:
{بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ
أَلِيمٌ}
[(24) سورة
الأحقاف]
.
أيها المسلمون: ومن عجائب فصل الشتاء أنه وقت لا يناسب نبات الأسنان عند الأطفال،
ومثله في حر الصيف فإنه ربما سبب للطفل التقيؤ والحمى وسوء المزاج، ذكر ذلك ابن
القيم -رحمه الله- وقال: بأن أفضل وقت لذلك نباتها في الربيع والخريف، ووقت نباتها
لسبعة أشهر وقد تنبت في الخامس وقد تتأخر إلى العاشر، فينبغي التلطف في تدبيره وقت
نباتها.
ومن العجائب: أن من حكم الله تعالى أن نبات وفواكه الشتاء لو أُكل في الصيف أو
العكس لربما أضر البدن وسبب له الأذى، قال ابن القيم -رحمه الله-: "فلو كان نبات
الصيف إنما يوافي في الشتاء لصادف من الناس كراهية واستثقالاً بوروده مع ما كان فيه
من المضرة للأبدان والأذى لها، وكذلك لو وافى ما في ربيعها في الخريف أو ما في
خريفها في الربيع، لم يقع من النفوس ذلك الموقع ولا استطابته واستلذاذه ذلك
الالتذاذ، ولهذا تجد المتأخر منها عن وقته مملولاً محلول الطعم، ولا يظن أن هذا
لجريان العادة المجردة بذلك، فإن العادة إنما جرت به؛ لأنه وفق الحكمة والمصلحة
التي لا يخل بها الحكيم الخبير" انتهى كلامه.
ومن عجائب الحر والبرد والصيف والشتاء هذا الحديث الذي رواه ابن ماجه في سننه ضمن
كرامات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كَانَ أَبُو لَيْلَى يَسْمُرُ مَعَ عَلِيٍّ بن أبي طالب
-رضي الله عنه-، فَكَانَ يَلْبَسُ ثِيَابَ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ وَثِيَابَ
الشِّتَاءِ فِي الصَّيْفِ، فَقُلْنَا: لَوْ سَأَلْتَهُ، فَقَالَ:
((إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَعَثَ
إِلَيَّ وَأَنَا أَرْمَدُ الْعَيْنِ يَوْمَ خَيْبَرَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ
إِنِّي أَرْمَدُ الْعَيْنِ فَتَفَلَ فِي عَيْنِي، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَذْهِبْ
عَنْهُ الْحَرَّ وَالْبَرْدَ، قَالَ: فَمَا وَجَدْتُ حَرًّا وَلَا بَرْدًا بَعْدَ
يَوْمِئِذٍ))
.
أيها المسلمون: وللفقراء علينا حقٌ دائم، ويتأكد هذا الحق لهم في الأزمات
والملمّات، وفي النكبات والصعوبات، ومن ذلك أن نرحمهم ونعطف عليهم مع برد الشتاء،
يقول أحدهم:



أتدري كيف قابلني الشتاء
*** وكيف تكون فيه القرفصاء
وكيف البرد يفعل بالثنايا *** إذا اصطكت وجاوبها الفضاء
وكيف نبيت فيه على فراش *** يجور عليه في الليل الغطاء
فإن حل الشتاء فأدفئوني *** فإن الشيخ آفته الشتاء
أتدري كيف جارك يا ابن أمي *** يهدده من الفقر العناء
وكيف يداه ترتجفان بؤساً *** وتصدمه المذلة والشقاء
يصب الزمهرير عليه ثلجاً *** فتجمد في الشرايين الدماء
خراف الأرض يكسوهن عِهنٌ *** وترفل تحته نعمٌ وشاء
وللنمل المساكن حين يأتي *** عليه البرد أو جُنّ المساء
وهذا الآدمي بغير دار *** فهل يرضيك أن يزعجه الشتاء
يجوب الأرض من حي لحي *** ولا أرض تقيه ولا سماء
معاذ الله أن ترضى بهذا *** وطفل الجيل يصرعه الشتاء
أتلقاني وبي عوز وضيق *** ولا تحنو؟ فما هذا الجفاء
أخي بالله لا تجرح شعوري *** ألا يكفيك ما جرح الشتاء


بارك الله لي ولكم...

الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه... أما بعد:
إن من الأحكام التي تحتاجها الناس والمتعلقة بالشتاء غالباً مسألة المسح على
الجوربين، وهي مسألة عقدية فقهية وقد ذكرها بعض العلماء في كتب العقائد منهم ابن
أبى العز الحنفي في شرحه للعقيدة الطحاوية، وسبب ذكره لذلك أن هناك بعض الفرق
الباطنية والمنحرفة ينكرون سنيّة المسح على الخفين منهم الرافضة والمعتزلة وغيرهم،
وقد تواترت السنة الصحيحة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمسح على الخفين،
يقول الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-: "ليس في قلبي من المسح على الخفين شيء، فيه
أربعون حديثاً عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-". قال الإمام ابن القيم -رحمه
الله تعالى- في زاد المعاد: "صح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه مسح في الحضر والسفر،
ولم ينسخ ذلك حتى توفى ووقّت للمقيم يوماً وليلة وللمسافر ثلاثة أيام ولياليهن في
عدة أحاديث حسان وصحاح، وكان -صلى الله عليه وسلم- يمسح ظاهر الخفين ولم يصح عنه
مسح أسفلهما ومسح على الجوربين والنعلين، ومسح على العمامة مقتصراً عليها ومع
الناصية، وثبت عنه ذلك فعلاً وأمراً في عدة أحاديث، ولم يكن يتكلف ضد حاله التي
عليها قدماه، بل إن كانتا في الخف مسح عليهما ولم ينزعهما، وإن كانتا مكشوفتين غسل
القدمين ولم يلبس الخف ليمسح عليه" انتهى كلامه.
وكيفية المسح أن يبل يديه بالماء ثم يمرّهما على ظهر الخفين من أطرافهما مما يلي
الأصابع إلى الساق مرة واحدة، ولو مسح اليمنى على اليمنى واليسرى على اليسرى فهذا
حسن، ولو مسح كليهما بيده اليمنى فلا حرج في ذلك.
ويبدأ مدة المسح من أول مسحة مسحها وليس الابتداء من الحدث بعد اللبس كما قال به
البعض، فإذا لبس الإنسان الجورب لصلاة الفجر ولم يمسح عليهما أول مرة إلا لصلاة
الظهر فابتداء المدة من الوقت الذي مسح فيه لصلاة الظهر، فيمسح المقيم إلى مثل ذلك
الوقت من الغد.
وإذا تمت المدة وهو على طهارة فطهارته باقية حتى تنتقض، فإذا انتقضت بعد تمام المدة
وجب عليه غسل رجليه إذا توضأ ثم يلبس من جديد. ومن تمت مدته فنسى ومسح بعد تمام
المدة فعليه أن يعيد الصلاة التي صلاها بالمسح الذي بعد تمام المدة.
وأيضاً من المسائل المتعلقة بالشتاء غالباً: مسألة صلاة الاستسقاء وقد نزل المطر،
هل نصلي الاستسقاء وقد نزل المطر؟.
الجواب: أننا لا نصلي ولا نخرج للصلاة وقد نزل المطر، قال ابن قدامة -رحمه الله-:
"وإن تأهبوا للخروج فسُقوا قبل خروجهم لم يخرجوا، وشكروا الله على نعمته وسألوه
المزيد من فضله".
وقال الشيخ ابن عثيمين حفظه الله: "وإذا سقاهم الله وأنزل المطر قبل أن يخرجوا فلا
حاجة للخروج، ولو خرجوا في هذا الحال لكانوا مبتدعين؛ لأن صلاة الاستسقاء إنما تشرع
لطلب السقيا، فإذا سقوا فلا حاجة لها، ويكون عليهم وظيفة أخرى وهي وظيفة الشكر،
فيشكرون الله -سبحانه وتعالى- على هذه النعمة بقلوبهم وبألسنتهم وبجوارحهم" انتهى
كلامه.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا...
اللهم رحمة اهد بها قلوبنا، واجمع بها شملنا، ولم بها شعثنا، ورد بها الفتن عنا
اللهم صلي على محمد...
 الموضوع : حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  أبوسيف

 توقيع العضو/ه:أبوسيف

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

حرارة الصيف المفرطة عبرة لمن يعتبر

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

مواضيع مماثلة

+
(( تذكر جيداً: يمنع وضع صورذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنعالاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تقى الإسلامية :: .:: المنتديات الشرعية ::. :: ملتقيات علوم الآلة :: علوم الحديث والمصطلح-