القلوب بين القسوة والإخبات

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
القلوب بين القسوة والإخبات
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليومافضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 
القلوب بين القسوة والإخبات Empty

شاطر | 
 

 القلوب بين القسوة والإخبات

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


القلوب بين القسوة والإخبات _
مُساهمةموضوع: القلوب بين القسوة والإخبات   القلوب بين القسوة والإخبات Emptyالثلاثاء 22 يونيو 2010 - 18:09 

الحمد
لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،


فحين
تجف داخل النفس الإنسانية عاطفة الإحساس بآلام الآخرين وحاجاتهم، وحين
تنعدم من القلوب الرحمة، تحل القسوة بالقلوب فتمسي مثل الحجارة التي لا
ترشح بأي عطاء، أو أشد قسوة من الحجارة؛ لأن من الحجارة ما تتشقق قسوته
الظاهرة فيندفع العطاء من باطنه ماءً عذبًا نقيًا، ولكن بعض الذين قست
قلوبهم يجف من أغوارها كل أثر للفيض والعطاء.


وقد
وصل أقوام إلى هذا الحال من القسوة وانعدام الرحمة، فقد خاطب الله بني
إسرائيل فقال: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ
ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ
الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا
يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ
مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ

[البقرة:74].


إن
من الحجارة ما يخرج منه العطاء، أما قلوب هؤلاء فلا تتدفق لأي مؤثر يستثير
الرحمة، فتظل في قسوتها واستكبارها. ثم بيَّن الله السبب الذي لأجله قست
قلوب أهل الكتاب: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا
أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ
وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ
عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ

[الحديد:16].


إن
أية أمة يطول عليها الأمد وهي تتقلب في بحبوحة النعم على فسق وفجور ومعصية
ونسيان لربها، تقسو قلوبها فلا تخشع لذكر الله وما نزل من الحق، وبهذا
يبتعدون عن مهابط الرحمة فتقسو القلوب أكثر فأكثر.


وحين
تشتد قسوة قلوب الأمم، يكون آخر علاج لإصلاحها أن تنزل بها الآلام
والمصائب، لتردها إلى الله، فتلجأ إليه وتتضرع بذل وانكسار لاستدرار رحمته.
فإذا لم تستجب القلوب لهذا الدواء، أتى دور الهلاك وفق سنة الله بعد أن
يفتح عليهم أبواب كل شيء من الترف والنعمة، حتى إذا اغتروا بما عندهم من
زهرة الدنيا وزينتها أتاهم عذاب الله: ﴿وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ
وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ . فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ
بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ
الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا
بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا
بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ . فَقُطِعَ
دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ
﴾ [الأنعام:42-45].


إن
الذين قست قلوبهم قسوة بالغة، فهي لا تلين عند ذكر الله، وتظل معرضة عنه،
ولا يزيدها التذكير بالله إلا قسوة ونفورًا، فأولئك الويل لهم: ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى
نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ
اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ . اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ
الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ
الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ
إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ
وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ
﴾ [الزمر:22-23].


إن
أصحاب هذه القلوب القاسية هم أبعد الناس عن الله، كما قال رسول الله -القلوب بين القسوة والإخبات Sallah-: (لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن
كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد القلوب عن الله القلب
القاسي
) رواه الترمذي، وضعفه الألباني، إلا أن الترمذي والحافظ ابن
حجر والحافظ المنذري قد حسنوه والله أعلم.


إن
حرارة الإيمان تستطيع أن تنضج القلوب فتلينها وترققها، فإذا غذَّاها وقود
العمل الصالح والإكثار من الذكر، ومراقبة عدل الله وفضله وسلطانه المهيمن
على جميع خلقه رقـَّت القلوب وخشعت... ومتى وصلت القلوب إلى هذه المرحلة
تدفقت منها الرحمة.


أما
عند غياب هذه المعاني الإيمانية عن القلوب فإنها تتيه في ظلمات الضلال
والغواية والعصيان، فتقسو وتتكبر. وما أعظمها من عقوبة، والعجب أن صاحب هذا
القلب لا يشعر بأنه معاقب. وما أشد هذه العقوبة وأعظمها، يقول مالك بن
دينار -رحمه الله-: "ما ضُرب عبدٌ بعقوبة أعظم من
قسوة القلب، وما غضب الله على قوم إلا نزع الرحمة من قلوبهم
".


أما
عن أعظم أسباب قسوة القلوب؛ فقد أخبر الله عنه عندما ذكر السبب الذي جعل
ذريات بني إسرائيل تقسو قلوبهم، فقال -تعالى-: ﴿فَبِمَا
نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً
يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا
بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلاً
مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ

[المائدة:13].
 الموضوع : القلوب بين القسوة والإخبات  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبوسيف
المدير العام

المدير العام
أبوسيف


المشاركات :
4405


تاريخ التسجيل :
28/10/2009


الجنس :
ذكر

sms :
لاتحزن


القلوب بين القسوة والإخبات _
مُساهمةموضوع: رد: القلوب بين القسوة والإخبات   القلوب بين القسوة والإخبات Emptyالخميس 4 أغسطس 2011 - 14:11 

بارك الله في جهودكم
وجعل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
 الموضوع : القلوب بين القسوة والإخبات  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  أبوسيف

 توقيع العضو/ه:أبوسيف

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

القلوب بين القسوة والإخبات

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
(( تذكر جيداً: يمنع وضع صورذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنعالاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تقى الإسلامية :: .:: المنتديات الشرعية ::. :: الملتقى الشرعي العام-