النفاق الأصغر
-----------
النفاق الأصغر هو : أن يظهر الإنسان أمراً مشروعاً
ويبطن أمراً محرماً يخالف ما أظهره .

فكل من فعل
أو قال قولاً مشروعاً واجباً أو مستحباً أو مباحاً , وقد أبطن ضد ما أظهره
فقد فعل خصلة من خصال النفاق الأصغر ويسميه أهل العلم : ( النفاق العملي ) لأنه يتعلق بالأعمال وليس في الاعتقاد ,
وأطلق عليه بعض أهل العلم أيضاً : ( نفاقاً دون نفاق
) .

وحكم هذا النفاق أنه محرم , وكبيرة من
كبائر الذنوب , ومن فعل خصلة من خصاله فقد تشبه بالمنافقين , ولكنه لا
يخرج من ملة الإسلام بإجماع أهل العلم .


للنفاق الأصغر خصال كثيرة , أهمها :
1)
أن يكذب في كلامه متعمداً , ومن يسمع كلامه مصدق له .

2)
أن يعد وفي نيته وقت الوعد أن لا يفي بما وعد به , ثم لا يفي فعلاً بهذا
الوعد .


3) أن يخاصم غيره , ويفجر في خصومته ,
بأن يعدل عن الحق إلى الباطل متعمداً , فيدّعي ويحتج بالباطل والكذب ,
ليأخذ ما لايجوز له أخذه .

4) أن يعاهد غيره بعهد ,
وفي نيته وقت العهد , وفي نيته وقت العهد أن لا يفي به , ثم لا يفي فعلاً
بهذا العهد .


والدليل على كون هذه الخصال الأربع
من النفاق الأصغر :


ما رواه البخاري ومسلم
عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( أربع من كنّ فيه كان منافقاً خالصاً , وإن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه
خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب , وإذا عاهد غدر , وإذا وعد أخلف ,
وإذا خاصم فجر ) .


5) الخيانة في الأمانة ,
وذلك بأن يأخذ الأمانات من الآخرين وفي نيته وقت أخذها أن يجحدها , ثم لا
يؤدّيها إليهم , فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه . عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : آية المنافق ثلاث , إذا حدث كذب , وإذا وعد
أخلف , وإذا ائتمن خان ) .


6) الرياء
في الأعمال الصالحة , فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (
أكثر أمتي قراؤها ) . والمراد بنفاق القراء : الرياء .


7)
إعراض المسلم عن الجهاد , وعدم تحديث نفسه به , فقد روى مسلم عن النبي صلى
الله وسلم أنه قال : ( من مات ولم يغز ولم يحدّث به نفسه مات على شعبة من
نفاق ) .


8) إظهار مودة الغير , والتقرب إليه
بما يحب , مع إضمار بغضه , أو التكلم فيه في غيبته بما لا يرضيه ..

فقد
روى البخاري عن محمد ابن زيد ابن عبد الله بن عمر , قال : قال أناس لابن
عمر : إنا ندخل على سلطاننا , فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم
, قال : كنا نعُدُّ هذا نفاقاً .


وبالجملة
فإن من اجتمعت فيه أكثر خصال هذا النفاق , واستمر عليها فهو على خطر عظيم ,
ويخشى أن يقع في النفاق الأكبر ولذلك خاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
كعمر وحنظله وغيرهم , وخاف السلف الصالح على أنفسهم من الوقوع في النفاق
الأصغر ...