موضوع: سلسلة علو الهمة ... الجزء التاسع : علو همتهم في الجهاد الأحد 10 أكتوبر 2010 - 6:14
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0 الجزء التاسع من سلسلة علو الهمة .. ( علو الهمة في الجهاد ) .. أسأل الله أن يعيد للإسلام عزته وينصره على أعداءه
مهابة ابن الخطاب في قلوب أعداءه! 0 عمر ابن الخطاب هادم دولة بني ساسان، في عهده زال ملك المجوس، وذهبت إمبراطورية كسرى، ولايزال التاريخ يذكر لرستم قائد قوات الفرس مقولته الشهيرة:" أكل عمري كبدي، أحرق الله كبده، وإنما هو عمر الذي يكلم الـكـلاب فيعلمهم العقل، علم هؤلاء حتى علموا".
رغم الجراح لا هوادة في القتال! 0 عن عائشة وأم اسحاق بنتي طلحة بن عبيد الله قالتا: جرح أبونا يوم أحد، أربع وعشرين جراحة، وقع منها في رأسه شجة مربعة، وقطع نساه ـ عرقه ـ وشلت إصبعه، وكان سائر الجراح في جسده، وغلبه الغشي، ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مكسورة رباعيته، مشجوج في وجهه، قد علاه الغشي، وطلحة محتمله، يرجع به القهقري، كلما أدركه أحد المشركين قاتل دونه، حتى أسنده إلى الشعب.
بضع وتسعين طعنة ورمية في جسد واحد! 0 روى البخاري عن ابن عمر قال: أمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزوة مؤتة زيد بن حارثة، فقال رسول الله: " إن قتل زيد فجعفر، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة". قال عبد الله: كنت في تلك الغزوة، فألتمسنا جعفر بن أبي طالب ، فوجدناه في القتلى، ووجدنا في جسده بضعا وتسعين من طعنة ورمية.
سبعة أيام منذ مات لم يتغير جسده! 0 عن أنس ـ رضي الله عنه ـ، أنا أبا طلحة الأنصاري قرأ " انفروا خفافا وثقالا..."، فقال: استفرنا الله، وأمرنا شيوخنا وشبابنا، فجهزوني. فقال بنوه: يرحمك الله، إنك قد غزوت على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبي بكر وعمر، ونحن نغزو عنك الآن. قال: فغزا البحر فمات، فلم يجدوا جزيرة يدفنونه فيها، إلا بعد سبعة أيام فلم يتغير.
أعرج يأبى إلا الجهاد! 0 عمرو ابن الجموح لم يشهد رضي الله عنه بدرا، فقد كان أعرج، ولما خرج يوم أحد، منعه بنوه وقالوا : عذرك الله. فأتى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشكوهم فقال: " لا عليكم أن لا تمنعوه، لعل الله يرزقه الشهادة". قالت عنه امرأته هند أخت عبدالله بن عمرو بن حرام: كأني أنظر إليه، قد أخذ درقته وهو يقول :اللهم لا تردني. فلما كان يوم أحد، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:" قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين". فقام وهو أعرج، وقال: والله لأقحزن ـ أوثبن ـ عليها في الجنة، فقاتل حتى قتل.
تقطع أذنه فتتدلى ولا زال ينادي بالجهاد! 0 قال ابن عمر: رأيت عمارا يوم اليمامة على صخرة، وقد أشرف يصيح" يامعشر المسلمين، أمن الجنة تفرون، أنا عمار بن ياسر ، هلموا إلي" ، وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تتذبذب، وهو يقاتل أشد القتال.
رمية أبي الغادية تقتل ثلاثمائة عدوا! 0 قال عثمان بن أبي العاتك : رمى العدو الناس بالنفط، فقال معاوية: أما إذ فعلوها فأفعلوا. فكانوا يترامون بها، فتهيأ رومي لرمي سفينة أبي الغادية بنفط في طنجير ـ الطنجير قدر نحاسي ـ، فرماه أبي الغادية بسهم فقتله، وخر الطنجير في سفينتهم فأحترقت بأهلها، وكانوا ثلاثمائة، فكان يقال: رمية سهم أبي الغادية، قتلت ثلاثمائة نفس.
لا يأكل تمراته عجلة على الجنان! 0 عمير بن الحمام الأنصاري سمع يوم بدر قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:" قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض".فقال عمير: يارسول الله، جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال: "نعم". قال: بخ بخ. فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:" ما يحملك على قول بخ بخ؟". قال: لا والله يا رسول الله ، إلا رجاءة أن أكون من أهلها. فقال صلى الله عليه وسلم:" فإنك من أهلها". فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لأن أنا حييت حتى آكل من تمراتي هذه إنها لحياة طويلة. فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتل حتى قتل.
يحمل الراية وهو أعمى حتى لا يرى العدو فيهرب! 0 وهذا ابن أم مكتوم القرشي ، كان أعمى فلم يمنعه ذلك من الجهاد بل جاهد وقال حين حانت معركة القادسية: أدفعوا إلي اللواء، فإني أعمى، لا أستطيع أن أفر وأقيموني بين الصفين. ويقال انه أستشهد في تلك المعركة، ومنهم من قال مات بعد رجوعه للمدينة. فلله درك، حين تشهد الوغى، وطعن الرماح، ووقع الأسنة، وتمسك بالراية وانت أعمى، حت لا تستطيع الفرار، وتثبت صفوف المسلمين، من أي طينة طاهرة عطرة كنتم، ومن اي أصلاب خرجتم، لكأنكم أتيتم إلينا من عوالم علوية غير عالمنا هذا.
الأسد حين ترهب الأعداء منه! 0 قال حبيب بن سلمة: أضطررنا يوم اليرموك إلى سعيد بن زيد ، فلله در سعيد، ما سعيد يومئذ إلا مثل الأسد، لما نظر إلى الروم أخافها، فأقتحم إلى الأرض، وجثا على ركبتيه، حتى إذا دنوا منه، وثب في وجوههم مثل الليث، فطعن برابته أول رجل من القوم فقتله، وأخذ والله يقاتل راجلا قتال الرجل الشجاع البأس فارسا، ويعطف الناس إليه.
تحجب الدماء عينه عن الرؤية ويأبى الفرار! 0 عمرو بن سعيد بن العاص شهيد في معركة فحل، رئي وهو مضروب على حاجبه بالسيف، وقد ملأ الدم عينيه، وهو لا يستطيع أن يطرف ولا أن يفتح جفنه من الدم، وكان الروم قد حنقوا عليه لما رأو من شدة قتاله، فجردوا له فريقا فمشى إليهم بسيفه فضاربهم ساعة، وثار بينهم الغبار، فشد عليهم المسلمون وإذا بالروم قد قطعوه بسيوفهم، ووجد به أكثر من ثلاثين ضربة.
وفي أقسى اللحظات يبقى القلب معلقا بربه! 0 وهذا حاتم بن الأصم ، في إحدى المعارك بين المسلمين والترك، لا تكاد ترى إلا رؤوسا تسقط، وسوفا تقطع، ورماحا تقصر، قال حاتم: فأخذني في ذلك اليوم تركي، فأضجعني للذبح، فلم يكن قلبي به مشغولا، كان قلبي بالله مشغولا، أنظر ما يأذن الله له في، فبينما هو يطلب السكين من جفنة، إذ جاءه سهم غابر فذبحه فألقاه عني.
يطلبه عدوه ليعبده خوفا منه! 0 قال ابن جرير الطبري: قاتل يومئذ ـ في وقعة الجنيد مع الترك ـ محمد بن عبدالله بن حوذان وهو على فرس أشقر، عليه تجفاف مذهب، فحمل سبع مرات يقتل في كل حملة رجلا، ثم رجع إلى موقفه، فهابه من كان في ناحيته، فناداه ترجمان للعدو: يقول لك الملك" لا تقبل وتحول إلينا، فنرفض صنمنا الذي نعبده ونعبدك". فقال محمد: أنا أقاتلكم لتتركوا عبادة الأصنام وتعبدوا الله وحده. فقاتل واستشهد.
هذه بطولات تحتاج إلى مجلدات، وسيذكر التاريخ أن الإسلام أتى على قوم لا شأن لهم في الأرض ولا ذكر لهم في السماء، فغيرهم وصنع بهم تاريخا وأمجادا وأياما لا تنسى.... هذه أيامهم أيام تمسكوا بدينهم، فكن على طريق القوم فإن أمير القوم يرعى القافلة، علك تسمع صوت حاديهم... ملكـنـا هـذه الدنيـا القرونـا 0000وأخضعهـا جدود خالـدونـا وسطّرنا صحائف من ضياء0000 فما نسي الزمان ولا نسينا
[center]من هو؟ الشهيد الذي قتله الحجاج فعاقبه الله بأن خرج الدود من جوفه وما عاش بعدها إلا ثلاثة...؟ إذا كنت لم تقرأ الجزء السابق فأقرأه ثم أجب
هنا ينتهي الجزء التاسع... ترقبوا الجزء العاشر بعنوان.. (علو همة القادة)