موضوع: علاج ضيق الصدر والازمات النفسية الأربعاء 13 أكتوبر 2010 - 1:36
قال تعالى:" فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد فى السماء" . صدق الله العظيم ان ضيق الصدر والهموم والاحباط ونفاذ الصبر كلها امراض خطيرة تؤدى الى سؤء المصير.
ولما كان لكل داء دواء ولكل علة طريق يفضى الى الشفاء وجب علينا البحث متلمسين طريق الخلاص من هذه الشرور التى تنغص حياتنا وتكدر عيشتنا فاذا تعرفنا على علة الداء سهل علينا القضاء عليها قبل ان تقضى علينا ولقد قضى الله ان تكون الحياة ميدانا للهموم مليئة بالالام والاسقام والانسان بين ذلك فى جهد وتعب ومشقة ونصب ويقول فى محكم اياته قال تعالى: " لقد خلقنا الانسان فى كبد" فلا يزال الانسان فى شدائد من بدا خلقه الى دخول رمسه فمن ظلمة الرحم وضيقه الى مجالدة فى الحياة وجهاد مرير فيها ثم يعقب ذلك الموت الذى يضع فاصلا بين معتركين معترك الحياة الدنيا ودار الاخرة وللانسان فى هذه الدنيا امال يرجو تحقيقها ويحدوه الرجاء ويتملكه القلق لامل ينشده ويخشى الحرمان منه او لشر يجهده ويخاف وقوعه به وقد يضيق صدره ويستولى القلق والحزن على قلبه ويتوهم ان نزلت به ازمة نفسية يغدو بها كئيبا كاسف البال يئوسا موزع النفس مضطرب الفؤاد ميت الروح وكما قال الشاعر:
ليس من مات فاستراح بميت انما الميت ميت الاحياء انما الميت من يعيش كئيبا كاسفا باله قليل الرجاء
والاستسلام لضيق الصدر والازمات النفسية داء يوهن النفس ويضعف القلب ويقنط من زوال الخطب فيشتد الكرب ويدوم الكمد ويستمر النكد فيجئ الغد كالامس فى غمه وبلائه وشره وشقائه ويلازم النفس التشائم وينقطع الرجاء ويستعصى الخلاص وهذه جميعا بلايا لاتجلب خيرا ولاتدفع شرا ولاترد فائتا ولاتحقق املا وفى ذلك سوء الحال وشر الماّل وقد حذر الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من هذا الداء الوبيل بقوله : "ولاتك فى ضيق مما يمكرون " ووصف له العلاج " واصبر وماصبرك الا بالله " فالذى يقدر الحياة ويبصر بقلب سليم لايستسلم لذلك الداء الوبيل الذى يجعل الحياة جحيماوالشقاء مقيماويتوسل بشتى الطرق للخلاص من شره فالمرء اذا اصيب بمرض فى جسمه بادر بالعلاج فجدير به ان يشرع فى علاج مرض ضيق الصدرالذى يميت النفس ويقتل الروح ومن شرح الله صدره للاسلام تيسر له العلاج وسعد بالشفاء فمن هدى الاسلام الرضا بالقضاء فقد يظن العبد الخير فى شئ وهو شر كما يظن الشر فى شئ وفيه كل الخير لذا كان المؤمن القوى خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف الذى يجزع من الحوادث وتهتز اركان عقيدته فترى المؤمن القوى اذا نزل به هم اخذ فى مدافعته مستعينا بحول الله وقوته فان لم يستطع قال : قدر الله وماشاء فعل والرضا فوق الصبر فقد تكره الشئ ينزل بك ولكنك تعتصم بالصبر فتنال اجر الصابرين لكن الرضا ان ترى كل مايفعله ربك جميلا وان من احبه مولاه ابتلاه فان صبر اجتباه فان رضى اصطفاه ... فالرضا فوق كونه ثمرة الايمان ونتيجته يشرح النفس ويريح الفؤاد ويذهب الهم فلابد من علاج النفس الثائرة وضيق الصدر القاتل بالرضا بقضاء الله وقدره والتحلى بالصبر الابالصبر تبلغ ماتريد......وبالتقوى يلين لك الحديد وعالج امرك بالاناة والحكمة واحذر ان ينفذ صبرك بل اجعل هزيمتك فى امر من الامور مطية للانتصار وانتفع من الاخطاء فتكون لك خيرة لسلوك طريق الصواب فاقتل الياس بالامل واحى الرجاء بالعمل وليكن الايمان لنا زاد والثقة بالله لنا عماد ومن يؤمن بالله يهد قلبه ومن العلاج ايضا ان تنظر فى شئون الدنيا الى من هو اسفل منك واعظم علاج ان تعلم ان الحياة قصيرة وايامها معدودة وانفاسك فيها محدودة فلماذا نقضى هذه الحياة القصيرة فى عناء وبلاء وغم وشقاء انك عما قريب راحل عنها تبنى مالاتقيم فيه وتجمع مالاتاكله فلاتحمل نفسك من الهموم وضيق الصدر ماينغص عيشك ويذهب انسك فانك عن قريب موسد التراب
ياابن ادم لو رايت يسير ماتبقى من اجلك لزهدت فى طويل ماترجو من املك ولرغبت فى الزيادة من عملك ولقصرت من حرصك وحيلك وانما يلقاك غدا ندمك لو قد زلت بك قدمك واسلمك اهلك وحشمك وتبرا منك القريب وانصرف عنك الحبيب فيامن ضاق صدره بامر من امور الدنيا تذكر الموت وسكرته والقبر وظلمته والحساب وشدته والصراط وحدته والنار وجحيمها والجنة ونعيمها يهن لديك كل شئ وصلى اللهم على محمد وعلى اله وصحبه وسلم