معركة عين التمر أسرع هزيمة في التاريخ
الزمان/11 رجب - 12 هـ
المكان/ مدينة عين التمر – شمال غرب الحيرة - العراق
الموضوع/ جيوش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد تواصل تأمين البلاد المفتوحة في العراق .
الأحداث/
مر بنا في موقعة الأنبار أن خالداً أراد تأمين الحيرة التي صارت تحت حكم المسلمين من شر الجيوش الفارسية المتناثرة في أنحاء العراق على شكل بؤر قتالية بأعداد ضخمة وذلك قبل أن ينتقل خالد بجيشه لتنفيذ أمر الخليفة أبي بكر بتحرير جيش المسلمين المحاصر في دومة الجندل فبدأ خالد بفتح مدينة الأنبار ثم توجه بعدها لمدينة عين التمر وكانت على الطريق لدومة الجندل وكانت ترابط في هذه المدينة قوتان كبيرتان قوة فارسية بقيادة 'مهران بن بهرام' وقوة عربية مكونة من خليط من قبائل تغلب وإياد وهي قبائل نصرانية يقودها القائد 'عقة بن أبي عقة' وكان أحمقاً مغروراً دفع ثمن هذا الحمق والغرور غالياً .
استعد الفرس والنصارى في المدينة لحرب المسلمين وعندها دفع الغرور والحقد الصليبي القائد 'عقة' لأن يقول للقائد الفارسي مهران 'إن العرب أعلم بقتال العرب فدعنا وخالداً ' وطلب منه ألا يشترك أي جندي فارسي في محاربة خالد ولنا أن نفهم النفسية المريضة التي دفعت عقة لهذا الكلام فالغرور والحقد والرغبة في الفخر والزهو وتحقيق مجد بالانتصار على خالد صاحب الانتصارات الباهرة , ثم تمادى هذا الأحمق المغرور في غيه وقرر أن يخرج لقتال المسلمين خارج المدينة في الصحراء المفتوحة التي هي أصلاً ميدان المسلمين المفضل عند الحرب وهو هكذا يكون كالذي يسعى لحتفه بقدميه , عندما سمع مهران هذا الكلام قال له 'صدقت لعمري لأنتم أعلم بقتال العرب وإنكم مثلنا في قتال العجم دونكموهم وإن احتجتم إلينا أعناكم' وكان مهران قد بيت في نفسه أمراً وهو الانسحاب وعدم مصادمة خالد لأنه يعلم أنه لا يقهر , فانتقدت الفرس مهران في فعله ذلك لأنهم كانوا يحتقرون العرب جداً وقالوا له ' ما حملك على أن تقول هذا القول لهذا الكلب' فقال لهم مهران 'دعوني فإني لم أرد إلا ما هو خير لكم وشر لهم إنه قد جاءكم من قتل ملوككم وفل حدكم فاتقيته بهم فإن كانت لهم على خالد فهي لكم وإن كانت الأخرى لم تبلغوا منهم حتى يهنوا فنقاتلهم ونحن أقوياء وهم ضعفاء' .
خرج عقة المغرور ومن معه من العرب المتنصرة من المدينة للصدام مع المسلمين وأوغل في السير في الصحراء كأنه يريد أن يبادر المسلمين بالهجوم ووصل لمنطقة الكرخ وعبأ قواته النصرانية وبالفعل وصل جيش المسلمون لأرض المعركة فوجد المتنصرة في إنتظاره فنزل خالد سريعأً وعبأ جيشه للقتال ونظر خالد لجيش عقة طويلاً نظرة الفاحص الخبير بشئون القتال والحروب فقرر القيام بحيلة بارعة وشجاعة وجرئية في نفس الوقت وهي خطف القائد عقة نفسه في عملية أشبه ما تكون بعمليات الصاعقة فانتخب مجموعة من خواص فرسانه وأطلعهم على فكرته الجرئية وبالفعل انقض خالد ومجموعته الفدائية على صفوف العدو وهم يقدرون بعشرات آلاف كما ينقض الصقر على فريسته وكان عقة مشغولاً بتسوية صفوف جيشه واندهش النصارى من هذه المجموعة الصغيرة التي تهجم على عشرات آلاف وقبل أن يفيقوا من دهشتهم كان خالد قد احتضن عقة وحمله كالطفل الصغير وعاد به أسيراً إلى صفوف المسلمين , وعندها تجمدت الدماء في عروق النصارى وركبهم الفزع الشديد ففروا من أرض المعركة وانهزموا جميعاً في أسرع هزيمة في التاريخ .
واصل خالد والمسلمون السير حتى المدينة وتأهب لاقتحامها وكان مهران ومن معه من الفرس قد عرفوا ما جرى لعقة ففروا هاربين إلى الشرق تاركين أعوانهم النصارى لمصيرهم المحتوم مع المسلمين وعندها أسقط في يد النصارى في المدينة أرسلوا لطلب الصلح مع خالد ولكن خالداً علم أن الذين يطلبون الصلح هم المحاربون الذين انهزموا في أرض المعركة وهم بالتالي لا يستحقون الأمان إنما أجبرهم على ذلك الرعب والخوف من القتل فرض خالد الصلح معهم إذ لا أمان مع هؤلاء العملاء الخونة الكفرة الذي باعوا أنفسهم للشيطان والفرس وقاتلوا بن جلدتهم لا لشيء إلا بدافع الحقد الصليبي , وأصر خالد على عدم الصلح حتى ينزلوا على حكمه وهذا معناه في عرف الحرب أن يكون خالد مخيراً في فعل أي شيء معهم يقتلهم يسبيهم يعفو عنهم المهم هم تحت حكمه وأمره , فلما يأس المتنصرة من نجدة إخوانهم وخذلهم أسيادهم الفرس نزلوا على حكم خالد فألقى القبض عليهم وعلى كل من يقدر على حمل السلاح ثم حكم في الحال بإعدام المقاتلين وسبي الذرية وبدأ بزعيمهم الأحمق المغرور عقة بن أبي عقة .
ووجد المسلمون بمدينة عين التمر في كنيستهم أربعين شاباً يتعلمون الإنجيل فلم يتعرض لهم خالد بالقتل بل اعتبرهم من السبي وذلك حكم الإسلام وعدله فلم يأخذ هؤلاء بجريرة بني جلدتهم المحاربين وكان من بينهم رجل اسمه نصير هو أبو الفاتح الكبير موسى بن نصير فاتح الأندلس وفيهم أيضاً سيرينأبو عالم زمانه ومفتى الأمة في عصره محمد بن سيرين .
وبذلك استطاع خالد بن الوليد أن يخلى المنطقة الواقعة بين الحيرة ودومة الجندل وهي تقدر بخمسمائة كيلو متر مربع من أي قوات معادية سواء من الفرس أو أذنابهم العرب المتنصرة .
المصدر:
المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير
الموضوع : معركة عين التمر أسرع هزيمة في التاريخ المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: حاملة الدعوة توقيع العضو/ه:حاملة الدعوة |
|