متى يبدأ طفلي عملية التذكّر؟
.
لقد بدأ طفلك بتذكّر الأشياء لكن ليس بالطريقة التي كنت تتوقّعينها. في أحد الاختبارات، قام باحث بمدّ لسانه مراراً أمام أطفال في الشهر الثاني من العمر، فراقبوه مذهولين. وبعد 24 ساعة، دخل الباحث مجدداً إلى غرفة الأطفال، لكنّه أبقى لسانه في فمه هذه المرّة. فاذا بالأطفال يمدّون لسانهم، كأنّهم بذلك يقولون له: لقد تذكّرناك، أنتَ كنتَ تفعل ذلك".
هذا ما يسمّى بذاكرة التعرّف، أي قدرة الطفل على تحديد الأشخاص والأشياء التي رآها من قبل، وهي تتطوّر عند الطفل كلّما كبر. يستطيع المولود الجديد التعرّف إلى صوت أمّه عند ولادته لأنّه مألوف بالنسبة إليه وسمعه عندما كان في رحمها. ويمكن للطفل الذي يرضع التعرّف إلى رائحة أمّه بعد أسبوع من ولادته. وخلال أشهر، يبدأ بالتعرّف إلى الوجوه المألوفة مثل وجهيّ والدته ووالده ويفضّلهما على غيرهما من الوجوه. لكنّ هذا النوع من الذاكرة يعمل فقط عندما يستطيع الطفل تذكّر شيء عرفه من قبل، وذلك مفيد لكنّه محدود.
أمّا الذاكرة الاستعاديّة أو الاسترجاعية، أي القدرة على تذكّر تفاصيل تجربة محدّدة، فتبدأ بين الشهر السادس وعمر السنة. حين يكتسب طفلك الذاكرة الاستعادية، يصبح أكثر وضوحاً وتمييزاً لما يريده أو يرغب القيام به. وأوّل الأشياء التي يتذكّرها هي تلك التي تهمّه ويتكرّر حدوثها أمامه. هكذا، يصبح قادراً على تذكّر مكان ألعابه وتقليد أفعال شاهدها قبل أسبوع. في الوقت عينه، سيرسل لك إشارات بأنّه يعرف ما الذي سيحصل بعد وجبة طعامه مثلاً، أو موعد استحمامه أو موعد نومه. ومن خلال هذه المعرفة، يُظهر لك بأنّه يتذكّر تماماً الأمور التي حصلت في المرة السابقة.
ولكنّ طفلك لن يتمتّع بالذاكرة الواعية الطويلة الأمد لأمور وأحداث معيّنة، إلا ما بين 14 و 18 شهراً من عمره.
الموضوع : مى يبدأ الطفل عملية التذكر؟ المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: لحظة صمت