جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع واسأل الله ان ينفع به كل من يسمعه
وهذه نبذة في مجمل عقيدة أهل السنة والجماعة في آل البيت
الشيخ عبد المحسن العباد البدر
عقيدة " أهل السنة والجماعة " وسط بين الإفراط والتفريط ، والغلو والجفاء في جميع مسائل الاعتقاد ، ومن ذلك عقيدتهم في آل بيت الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، فإنهم يتولَّون كل مسلم ومسلمة من نسل عبد المطلب ، وكذلك زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - جميعًا ، فيحبون الجميع ، ويثنون عليهم ، وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف ، لا بالهوى والتعسف ، وتعرفون الفضل لمن جمع الله له بين شرف الإيمان وشرف النسب ، فمن كان من أهل البيت من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فإنهم يحبونه لإيمانه وتقواه ، ولصحبته إيَّاه ، ولقرابته منه - صلى الله عليه وسلم - .
ومن لم يكن منهم صحابيًا ، فإنهم يحبونه لإيمانه وتقواه ، ولقربه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ويرون أن شرف النسب تابع لشرف الإيمان ، ومن جمع الله له بينهما فقد جمع له بين الحسنيين ، ومن لم يوفق للإيمان ، فإن شرف النسب لا يفيده شيئًا ، وقد قال الله - عز وجل - : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ) . [ الحجرات : 13 ] .
وقال - صلى الله عليه وسلم - في آخر حديث طويل رواه مسلم في " صحيحه " : (2699) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - : ( ومن بطأ به عمله لم يُسرع به نسبُه ) .
وقد قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله - في شرح هذا الحديث في كتابه : " جامع العلوم والحكم " : ( ص 308 ) :
( معناه أن العمل هو الذي يبلغ بالعبد درجات الآخرة ، كما قال تعالى : وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ . فمن بطأ به عمله أن يبلغ به المنازل العالية عند الله تعالى لم يسرع به نسبه ، فيبلغه تلك الدرجات ؛ فإن الله رتب الجزاء على الأعمال لا على الأنساب ، كما قال تعالى : فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ . وقد أمر الله تعالى بالمسارعة إلى مغفرته ورحمته بالأعمال ، كما قال : ( وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ . الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ) .
وقال : ( إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ . وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ . وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ . وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ . أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ) .
ثم ذكر نصوصًا في الحث على الأعمال الصالحة ، وأن ولاية الرسول - صلى الله عليه وسلم - إنما تنال بالتقوى والعمل الصالح ، ثم ختمها بحديث عمرو بن العاص - رضي الله عنه - في " صحيح البخاري " : (5990) ، و " صحيح مسلم " : (215) ، فقال : ( ويشهد لهذا كله ما في الصحيحين عن عمرو بن العاص أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء ، وإنما وليي الله وصالح المؤمنين ) .
يشير إلى أن ولايته لا تنال بالنسب وإن قرب ، وإنما تنال بالإيمان والعمل الصالح ، فمن كان أكمل إيمانًا وعملاً فهو أعظم ولاية له ، سواء كان له منه نسب قريب أو لم يكن ، وفي هذا المعنى يقول بعضهم :
لعمرك ما الإنسان إلا بدينه … فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب
لقد رفع الإسلام سلمان فارس … وقد وضع الشرك النسيب أبا لهب
الموضوع : شيعي يسأل لم يكره أهل السنة آل البيت؟ المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: جبل الأحمال توقيع العضو/ه:جبل الأحمال |
|