حديث: "ما من أحد أغير من الله"
- حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي، حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله - رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ما من أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرم الفواحش، وما أحد أحب إليه المدح من الله .
الشرح:
هذا فيه إثبات الغيرة لله والمحبة لله -تعالى- وهما من الصفات الفعلية التي تتعلق بالمشيئة والقدرة، فالله -تعالى- يوصف بالغيرة، ولكنها لا تشبه غيرة المخلوق، ويوصف بالمحبة، ولا تشبه محبة المخلوق، والصفات الفعلية تتعلق بالمشيئة والاختيار: كالإرادة، والغيرة، والمحبة، والكراهية، والسخط، والبغض، والغضب. والصفات الذاتية: هي التي لا تنفك عن البارئ، مثل: الوجه، واليد، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر.
قوله: (وما من أحد أحب إليه المدح من الله): اقتصر المؤلف على هذا. وفي رواية أخرى: ما من أحد أحب إليه المدح من الله، من أجل ذلك مدح نفسه وهذا هو الشاهد من الترجمة، وهو ذكر النفس، والمؤلف لم يأت بالشاهد، ومن عادته أنه يأتي بالحديث أحيانًا، ويشير به إلى طريق أخرى، فيها ما يدل على الترجمة. وهذه اللفظة جاء بها المؤلف في مكان آخر، وهي قوله: (ما من أحد أحب إليه المدح من الله، من أجل ذلك مدح نفسه): هذا هو الشاهد لإثبات النفس لله -تعالى-، فهو -سبحانه وتعالى- يحب أن يمدحه العباد؛ ولهذا مدح نفسه بالصفات التي هو بها أهل، سبحانه وتعالى.
وفي لفظ آخر: لا أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين ففيه إثبات الغيرة والمحبة والنفس لله تعالى.
فائدة:
قال العَيْنيّ (النفس لفظ يحتمل معانيَ، والمراد بنفسه ذاته، فوجب أن يكون نفسه هي هو... إلى قوله: وقيل: إن إضافة النفس هنا إضافة ملك، وأن المراد بالنفس نفوس عباده...) إلخ قلت: هذا باطل. فالله -سبحانه- يثبت له النفس، ثم يقول: هنا نفوس عباده. فهذا من أبطل الباطل، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن النفس والذات متقاربتان، والنفس ثابتة بالكتاب والسنة، وأما الذات فيخبر عن الله -تعالى- أن له ذاتًا.
فائدة:
قول العَيْنِيّ (غيرة الله هي كراهية إتيان الفواحش، أي: عدم رضاه...) إلخ.
قلت: هذا باطل. والصواب أن الغيرة صفة تليق بجلال الله وعظمته لا تكيف، ولكن من أثرها أن الله تعالى حرم الفواحش، وهي غير الكراهية، بل الكراهية صفة أخرى.
المصدر
الموضوع : شرح حديث: "ما من أحد أغير من الله" المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya