راجيةعضـــو نشــط
تاريخ التسجيل : 12/09/2010
| موضوع: التكرار في القرآن الكريم أنواعه وفوائده الجمعة 26 نوفمبر 2010 - 21:30 | |
| الحمد لله . هذهبعض المباحث اليسيرة في " التكرار في القرآن " ، وهي تتناسب مع طبيعةالموقع ، ويمكنك التوسع في الموضوع فيما نحيل عليه من مراجع ، ومن كتبعلوم القرآن عموماً . أولاً : تعريف التكرار لغة واصطلاحاً . قال ابن منظور : الكَرُّ : الرجوع ،يقال : كَرَّه وكَرَّ بنفسه ، يتعدّى ولا يتعدّى ، والكَرُّ مصدر كَرَّعليه يَكُرُّ كرًّا ... والكَرُّ : الرجوع على الشيء ، ومنه التَّكْرارُ... ( قال ) الجوهري : كَرَّرْتُ الشيء تَكْرِيراً وتَكْراراً . " لسان العرب " ( 5 / 135 ) . التكرار في الاصطلاح : تكرار كلمة أو جملة أكثر من مرة لمعاني متعددة كالتوكيد ، والتهويل ، والتعظيم ، وغيرها . ثانياً :التكرار من الفصاحة . اعترض بعض من لا يفقهلغة العرب فراح يطعن بالتكرار الوارد في القرآن ، وظن هؤلاء أن هذا ليس منأساليب الفصاحة ، وهذا من جهلهم ، فالتكرار الوارد في القرآن ليس منالتكرار المذموم الذي لا قيمة له – كما سيأتي تفصيله – والذي يرد في كلاممن لا يحسن اللغة أو لا يحسن التعبير . قال السيوطي – رحمه الله - : التكرير وهو أبلغ من التأكيد ، وهو من محاسن الفصاحة خلافاً لبعض من غلط . " الإتقان في علوم القرآن " ( 3 / 280 ) طبعة مؤسسة النداء . ثالثاً :أنواع التكرار . قسَّم العلماء التكرار الوارد في القرآن إلى نوعين : أحدهما : تكرار اللفظ والمعنى . وهو ما تكرر فيه اللفظ دون اختلاف في المعنى ، وقد جاء على وجهين : موصول ، ومفصول . أما الموصول : فقدجاء على وجوه متعددة : إما تكرار كلمات في سياق الآية ، مثل قوله تعالى(هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ ) المؤمنون/36 ، وإما في آخر الآيةوأول التي بعدها ، مثل قوله تعالى ( وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّنفِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا . قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍقَدَّرُوهَا تَقْدِيراً ) الإنسان/15 ، 16 ، وإما في أواخرها ، مثل قولهتعالى ( كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً ) الفجر/21 ، وإماتكرر الآية بعد الآية مباشرة ، مثل قوله تعالى ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِيُسْراً . إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) الشرح/5 ، 6 . وأما المفصول : فيأتي على صورتين : إما تكرار في السورة نفسها ، وإما تكرار في القرآن كله . مثال التكرار فيالسورة نفسها : تكرر قوله تعالى ( وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُالرَّحِيمُ ) في سورة " الشعراء " 8 مرات ، وتكرر قوله تعالى ( وَيْلٌيَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ) في سورة " المرسلات " 10 مرات ، وتكررقوله تعالى ( فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) في سورة " الرحمن" 31 مرة . ومثال التكرار فيالقرآن كله : تكرر قوله تعالى ( وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنكُنتُمْ صَادِقِينَ ) 6 مرات : في " يونس " ( 48 ) و "الأنبياء" ( 38 ) و" النمل " ( 71 ) و "سبأ" ( 29 ) و " يس " ( 48 ) و " الملك " ( 25 ) ،وتكرر قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَوَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَالْمَصِيرُ ) مرتين : في " التوبة " ( 73 ) و " التحريم " ( 9 ) . والثاني : التكرار في المعنى دون اللفظ . وذلك مثل قصص الأنبياء مع أقوامهم ، وذِكر الجنة ونعيمها ، والنار وجحيمها . رابعاً : فوائد التكرار قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : وليس في القرآن تكرار محض ، بل لابد من فوائد في كل خطاب . " مجموع الفتاوى " ( 14 / 408 ) . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في التعليق على تكرار قصة موسى مع قومه - : وقد ذكر الله هذهالقصة في عدة مواضع من القرآن ، يبين في كل موضع منها من الاعتباروالاستدلال نوعاً غير النوع الآخر ، كما يسمَّى اللهُ ورسولُه وكتابُهبأسماء متعددة ، كل اسم يدل على معنى لم يدل عليه الاسم الآخر ، وليس فيهذا تكرار ، بل فيه تنويع الآيات مثل أسماء النبي صلى الله عليه وسلم إذاقيل : محمد ، وأحمد ، والحاشر ، والعاقب ، والمقفى ، ونبي الرحمة ، ونبيالتوبة ، ونبي الملحمة ، في كل اسم دلالة على معنى ليس في الاسم الآخر ،وإن كانت الذات واحدة فالصفات متنوعة . وكذلك القرآن إذا قيلفيه : قرآن ، وفرقان ، وبيان ، وهدى ، وبصائر ، وشفاء ، ونور ، ورحمة ،وروح : فكل اسم يدل على معنى ليس هو المعنى الآخر . وكذلك أسماء الربتعالى إذا قيل : الملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ،الجبار ، المتكبر ، الخالق ، البارئ ، المصور : فكل اسم يدل على معنى ليسهو المعنى الذي في الاسم الآخر ، فالذات واحدة ، والصفات متعددة ، فهذا فيالأسماء المفردة . وكذلك في الجملالتامة ، يعبَّر عن القصة بجُمَل تدل على معانٍ فيها ، ثم يعبر عنهابجُمَل أخرى تدل على معانٍ أُخَر ، وإن كانت القصة المذكورة ذاتها واحدةفصفاتها متعددة ، ففي كل جملة من الجُمَل معنًى ليس في الجُمَل الأُخَر . " مجموع الفتاوى " ( 19 / 167 ، 168 ) . وقال السيوطي – رحمه الله - : وله – أي : التكرار - فوائد : منها : التقرير ، وقدقيل " الكلام إذا تكرَّر تقرَّر " ، وقد نبه تعالى على السبب الذي لأجلهكرر الأقاصيص والإنذار في القرآن بقوله ( وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَالْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا ) . ومنها : التأكيد . ومنها : زيادةالتنبيه على ما ينفي التهمة ليكمل تلقي الكلام بالقبول ، ومنه ( وَقَالَالَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ .يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ ) ، فإنه كررفيه النداء لذلك . ومنها : إذا طالالكلام وخشي تناسي الأول أعيد ثانيها تطرية له وتجديداً لعهده ، ومنه(ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّتَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا )، (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُواثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا ) ، ( وَلَمَّاجَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ) إلى قوله ( فَلَمَّا جَاءَهُمْمَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ) ، ( لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَبِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَاتَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ ) ، (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَعَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ ) . ومنها : التعظيموالتهويل نحو ( الْحَاقَّةُ . مَا الْحَاقَّةُ ) ، ( الْقَارِعَةُ . مَاالْقَارِعَةُ ) ، (وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ) . " الإتقان في علوم القرآن " ( 3 / 281 ، 282 ) طبعة مؤسسة النداء . خامساً : فوائد تكرار بعض القصص والآيات 1. قال أبو الفرج ابن الجوزي – رحمه الله - : فإن قيل : ما الفائدة في تكرار قوله : ( فبأيِّ آلاء ربِّكما تُكذِّبانِ ) ؟ . الجواب : أن ذلكالتكرير لتقرير النِّعم وتأكيد التذكير بها ، قال ابن قتيبة : من مذاهبالعرب التكرار للتوكيد والإفهام ، كما أن من مذاهبهم الاختصار للتخفيفوالإيجاز ؛ لأن افتنان المتكلِّم والخطيب في الفنون أحسن من اقتصاره فيالمقام على فنٍّ واحدٍ ، يقول القائل منهم : واللهِ لا أفعله ، ثم واللهِلا أفعله ، إذا أراد التوكيد وحسم الأطماع مِنْ أنْ يفعله ، كما يقول :واللهِ أفعلُه ، بإضمار " لا " إذا أراد الاختصار ، ويقول القائلالمستعجِل : اعْجَل اعْجَل ، وللرامي : ارمِ ارمِ ، ... . قال ابن قتيبة :فلمّا عَدَّد اللهُ تعالى في هذه السورة نعماءَه ، وأذكَرَ عِبَادَهآلاءَه ، ونبَّههم على قُدرته ، جعل كل كلمة من ذلك فاصلة بين كل نِعمتين، ليُفَهِّمهم النِّعم ويُقَرِّرهم بها ، كقولك للرجل : أَلم أُبَوِّئْكَمَنْزِلاً وكنتَ طريداً ؟ أفتُنْكِرُ هذا ؟ ألم أحُجَّ بك وأنت صَرُورَةٌ[ هو من لم يحج قط ] ؟ أفَتُنْكِرُ هذا ؟ . " زاد المسير " ( 5 / 461 ) . 2. قال القرطبي – رحمه الله - : وأما وجه التكرار –أي : { قل يا أيها الكافرون } - فقد قيل إنه للتأكيد في قطع أطماعهم ، كماتقول : والله لا أفعل كذا ، ثم والله لا أفعله . قال أكثر أهل المعاني: نزل القرآن بلسان العرب ، ومن مذاهبهم التكرار إرادة التأكيد والإفهام ،كما أن من مذاهبهم الاختصار إرادة التخفيف والإيجاز ؛ لأن خروج الخطيبوالمتكلم من شيء إلى شيء أولى من اقتصاره في المقام على شيء واحد ، قالالله تعالى : ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) ، ( ويل يومئذ للمكذبين ) ، (كلا سيعلمون . ثم كلا سيعلمون ) ، و ( فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا ) : كل هذا على التأكيد . " تفسير القرطبي " ( 20 / 226 ) . والله أعلم الإسلام سؤال وجواب __________________ الموضوع : التكرار في القرآن الكريم أنواعه وفوائده المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: راجية |
|
حاملة الدعوةالمدير العام
تاريخ التسجيل : 17/02/2010
| |
الجنه تنادينيالاشراف العام
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
| موضوع: رد: التكرار في القرآن الكريم أنواعه وفوائده الخميس 30 يونيو 2011 - 0:28 | |
| اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بارك الله فيكم جزاكم الله خيرا ً بما قدمتم جعله الله فى ميزان حسناتكم تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال الموضوع : التكرار في القرآن الكريم أنواعه وفوائده المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: الجنه تناديني توقيع العضو/ه:الجنه تناديني | |
|
|
واسلاماهالمراقبة العامة
تاريخ التسجيل : 23/06/2009
| |
أم شروقالمراقبة العامة
تاريخ التسجيل : 12/07/2011
| |