الحمد لله الذي فرق بين الحق والباطل وبين الكفر والإيمان، جعل للجنة أهل وخلان، وجعل للنار صحباً وسكان.
إلى كل من يريد أن يكون من أهل النجاة اعلم أنه لن يبلغ المرء درجة الصالحين حتى يتعلق بقلبه الخوف من الله، والخوف من الوقوع في الشرك والكفر وهذه هي سنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قال الله عن إبراهيم: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} [سورة إبراهيم: 35] قال إبراهيم: "ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم".
- وحق لخليل الله أن يخاف إذ أنه لا ينفع بعد الكفر طاعة قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [سورة النساء: 48].
وبعد هذا وجب علينا جميعا أن نعرف طرق الكفر والشرك وصوره حتى يستقيم ديننا وتصلح أحوالنا والله الهادي إلى سواء السبيل.
قال تعالى: {لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [سورة التوبة: 66].
وقال صلى الله عليه وسلم: «بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا» [رواه مسلم].
وفي الصحيح عن أبي سعيد الخدري وعلي بن أبي طالب وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج في هذه الأمة - ولم يقل منها - قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم، أو حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، فينظر الرامي إلى سهمه، إلى نصله، إلى رصافه، فيتمارى في الفوقة، هل علق بها من الدم شيء».
ولكن ما هو الكفر؟؟!
الكفر في اللغة: هو التغطية والستر والجحود
وفي الشرع: فعل ما ينافي الإيمان.. وهو نوعان:
الأول: كفر أكبر
وهو نقض الإيمان بترك ما لا يصح الإسلام إلا به، مما دلت عليه النصوص الشرعية، بلا عذر شرعي، وهو خمسة أنواع:
(1) التكذيب
(2) الشك
(3) الإعراض مع التصديق: إهمالاً أو استكباراً أو عناداً
(4) الشرك
(5) النفاق.
الثاني: كفر أصغر
وهو نقص الإيمان بفعل أعمال محرمة سميت في الشرع كفراً لتضمنها جحد حق عظيم لأحد، ولا تخرج من الإسلام، ولا تحبط جميع الأعمال ومنها:
(1) كفر النعمة.
(2) تكفير المسلم.
(3) قتال المسلم.
(4) كفران العشير.
(5) الطعن في الأنساب.
(6) النياحة.
(7) أبق العبد.
(8) انتساب المرء لغير أبيه.
صور من الكفر الأكبر المخرج من الإسلام:
لتعلم أن فقهاء الإسلام عقدوا باباً مستقلاً في كتبهم الفقهية باسم "باب أحكام الردة" ذكروا فيه العشرات من الأعمال والأقوال والاعتقادات التي تخرج المسلم من الإسلام إذا فعل واحداً منها... فلترجع إلى أقوالهم ولتتأكد من صحة إسلامك وتوحيدك!!، وأذكر لك صوراً من الكفر الأكبر:
1- الدعوة إلى العلمانية أو الرضى بها وقبولها (وحقيقتها محاربة الدين لإقصائه عن مظاهر الحياة وأنظمة الدولة) وكذا الانتماء إلى المذهب الإلحادية الأخرى: كالشيوعية والرأسمالية.
2- من يرى أن القوانين الوضعية أحسن من الإسلام، أو يرى أن الإسلام قديم، أو لا يناسب عصرنا. وكما أنه يجب على الحكام أن يحكموا بما أنزل الله، فكذلك هو واجب على الرعية في أنفسهم وفيما بينهم.
3- اعتقاد أن الدين فقط هو العبادات الكبيرة وهي: (الصلاة والزكاة والحج والصيام) وأنه لا يشمل كل جوانب الحياة، وكذا الاعتقاد أن بوسع أحداً أن يخرج من الدين أو من الشريعة الإسلامية.
4- محاربة أو كره أو الاستهزاء بشيء مما أمر الله به، ولو عمل به، مثل: (الحجاب، أو عدم الاختلاط، أو إعفاء اللحية، أو تقصير الثوب).
5- عدم فهم معنى "شهادة لا إله إلا الله" فقولها بلا معرفة لمعناها لا ينفع القائل ولا يدخله الإسلام، ومعناها: أعبد الله وحده بالعبادات الشرعية، ولا أعبد أو أشرك غيره معه، فهو إلهي وحده، لا إله لي سواه، إليه أتوجه بالصلاة والدعاء والتوكل والرجاء، والطاعة المطلقة، والمحبة الصادقة، فلا معبود بحق إلا الله وحده، ومن الأخطاء الشنيعة اعتقاد أن معناها: "لا خالق ولا رازق إلا الله" أي توحيد الربوبية فقط.
6- الاعتقاد بأن "لا إله إلا الله" كلمة تقال باللسان، وليس وراءها عمل.
7- الإعراض الكلي والتام عن الإسلام، لا يتعلمه، ولا يعمل به، ولا يأبه به.
8- ترك الصلاة وعدم الإتيان بها بتاتاً.
9- تكفير الصحابة أو اعتقاد أنهم ضلال، جميعهم أو معظمهم.
10- من لم يكفر المشركين أو أهل الكتاب من اليهود والنصارى، أو شك في كفرهم.
11- موالاة الكفار من النصارى واليهود، وغيرهم بمحبتهم ومعاونتهم على المسلمين.
12- الانتماء للأحزاب الجاهلية والقوميات العنصرية المخالفة للإسلام.
13- الشرك: «قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته و شركه» [رواه مسلم].
14- السحر: بأن يتعلمه أو يعمله بواسطة الشياطين.
15- ادعاء علم الغيب ومن صوره: "قراءة الكف والفنجان، والنظر في النجوم لمعرفة الغيب "المنجم"، والكهانة، والسحر، والرمّال، والمندل، والعراف"، وهؤلاء كلهم مشعوذون كذابون، يدعون علم الغيب في المستقبل أو الماضي أو الحاضر، ويدعون القدرة على علاج المرضى، وكشف الحقائق، وهم يستخدمون في ذلك كل الجن والشياطين والطلاسم الشركية، والحروف المختلفة، ويتمتمون بكلام لا يعرف، ويطلبون اسم أم المريض، ويطلبون أيضاً ما فيه رائحة المريض، وذبح حيوان، ويخبرون المريض بمعلومات تتعلق به لكي يتعلق بهم ويتوكل عليهم.. ولتعلم بأنه في بلد عربي واحد: 300 ألف مشعوذ، وينفق الشعب على الشعوذة عشر مليارات ريال.
16- يكفر من يعتقد أن هناك من يعلم الغيب مع الله، فيأتيه ويسأله، ولو بالهاتف أو في برامج إذاعية، ويصدقه، أو يأخذ بكلامه، ومن صوره: (قراءة البخت، أو أبراج الحظ في الجرائد والمجلات، وهذه يجب مقاطعتها). لأنه مكذب بقوله تعالى: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [سورة النمل: 65]. وأما إذا أتاه ولم يصدقه فلا يكفر، لكنه فعل كبيرة، ولا تقبل له صلاة أربعين يوماً كما قال صلى الله عليه وسلم.
17- من أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة، مع قيام الحجة عليه من الكتاب والسنة، كحرمة: الخمر، والزنا، واللواط، وغيرها.
محرمات متنوعة هي بدع وخرافات أو شركيات:
1- التبرك بالتمسح بالكعبة: بجدرانها، وستائرها، وبابها، باستثناء ما ورد فيه الشرع وهو: استلام الحجر الأسود وتقبيله، واستلام الركن اليماني بلا تقبيل.
2- التمسح بأبواب وجدران وشبابيك المسجد الحرام أو غيره، وكذا جدران الحجرة النبوية.
3- التبرك: بغار ثور، أو غار حراء، أو أي بقعة مرَّ عليها الرسول صلى الله عليه وسلم أو أحد الصحابة أو أحد الصالحين.
4- اعتقاد أن تعليق التمائم والحجب على الإنسان، أو في المنزل، أو جعلها تحت الوسادة، أو في السيارة، سبب لدفع الأذى والعين والحسد، سواء كانت هذه التمائم والحجب من الخرز أو من الآيات معدنية. "وكذا لو كانت من الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية على الصحيح من أقوال أهل العلم".
5- اعتقاد أن لبس الحلق والخيوط ونحوها سبب لرفع البلاء أو دفعه.
6- التوسل نوعان :
الأول: الدعي
وهو دعاء الله والتوسل له بما لم يشرعه، مثل التوسل:
(1) بجاه النبي صلى الله عليه وسلم
(2) أو بذوات المخلوقين
(3) أو بحقهم كأن يقول: اللهم إني أسالك بجاه نبيك أو حقه، أو مكانته عندك...
(4) أو بحق فلان
(5) أو بروح فلان الميت أو الحي.
الثاني:التوسل الجائز
(1) بأسماء الله وصفاته
(2) بالإيمان والعمل الصالح
(3) أن يطلب من الصالحين الأحياء الدعاء له.
7- الولاء للقبيلة أو البلد أو الحزب أو الجماعة بدلاً من الولاء للإيمان وأهله وبحسب قرب العبد من الله تعالى.
8- إقامة الحفلات المتنوعة بقصد التقرب بها إلى الله، أو تقليداً للكفار من أهل الكتاب وغيرهم، مثل:
(1) الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم.
(2) بالهجرة.
(3) برأس السنة الهجرية أو الميلادية.
(4) ليلة الإسراء والمعراج.
(5) ليلة النصف من شعبان أو إحيائها.
(6) ليلة سبعة وعشرين من رمضان.
(7) عيدا لأم.
(8) عيد الميلاد.
(9) التقرب إلى الله بالذكر مع ضرب الطبول والدفوف والأشعار ونحوها.
(10) إقامة الأذكار الجماعية المبتدعة.
9- التشبه بالكفار فيما هو من خصائصهم.
10- إقامة التماثيل والتصوير وتعليق الصور.
11- التشاؤم والتطير وهو: ( تعليق أو توقع حدوث البلاء والشر على شيء بلا مستند شرعي ولا حسي ) مثل: التشاؤم من شهر صفر، فلا يتزوج فيه الإنسان، ولا يسافر، ولا يتأخر...
12- اتباع الطرق المبتدعة الضالة المنحرفة والتي لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، مثل: ( التيجانية، والشاذلية، والقادرية، والجيلانية...).
13- إساءة الظن بالله تعالى: (بأن يظن بأنه لا يتوب عليه إن تاب، ولا يستجيب دعاءه، ولا يرحمه....).
14- توزيع نشرات وكتب تشمل على بدع ومحرمات، مثل : (الوصية المكذوبة على الشيخ أحمد خادم المسجد النبوي الشريف).
ألفاظ محرمة مخالفة للعقيدة:
1- فلان: ( أغنى الأغنياء، ملك الملوك، يفعل ما يشاء، حاكم الحكام، قاضي القضاة)؛ «إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى: ملك الأملاك، لا مالك إلا الله» [رواه مسلم].
2- اللهم أغفر لي أو أعطني إن شئت «إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن اللهم إن شئت فأعطني فإنه لا مستكره له» [رواه البخاري].
3- يا كافر، يا يهودي، يا نصراني، يا عدو الله «أيما رجل قال لأخيه، يا كافر فقد باء بها أحدهما» [رواه البخاري ومسلم].
4- شاءت الأقدار، شاءت الظروف أو الطبيعة، شاءت قدرة الله، شاء القدر، تدخل القدر. (لأنها لا مشيئة إلا لله).
5- ما تستاهل، أو فلان ما يستاهل المرض أو المصيبة (محرم لكونه اعتراض على الله).
6- فلان بعيد عن المغفرة، أو الخير، أو الهداية، أو الجنة، أو رحمة الله... قال الله : «من ذا الذي يتألى عليَّ أن لا أغفر لفلان إني قد غفرت له، وأحبطت عملك».
7- الله يظلمك، الله يسأل عن حالك، خان الله من يخون، ربنا افتكر فلان ( للميت)، يأكل معك الرحمن، ماذا فعلت يا رب، غداً سأفعل كذا (لأنه لم يقل: إن شاء الله)، لو أني فعلت كذا لكان كذا لقوله صلى الله عليه وسلم: «لو تفتح عمل الشيطان»، فلان دفن في مثواه الأخير، يا سيدي، السيد فلان لقوله صلى الله عليه وسلم: «السيد الله»، ألفاظ سب الدهر.
من فتاوى اللجنة الدائمة:
1-يجوز للمسلم أن يقول لليهودي أو النصراني أنه كافر لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ} [سورة البينة: 6]. وأهل الكتاب اليهود والنصارى.
2- تعاطي السحر حرام، بل كفر أكبر فلا يجوز أن يستعمل السحر لإبطال السحر ولكن يعالج المبتلى بالسحر بالرقى والأدعية الشرعية من القرآن والثابت من السنة، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى خلق الداء والدواء، فتداووا، ولا تتداووا بحرام» [صححه الألباني].
3-من لم يُكَفر من ثبت كُفرهُ فهو كافر، إلا أن تكون له شبهة في ذلك فلا بد من كشفها.
الموضوع : يكفرون وهم لا يعلمون المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: tazawad