سماحة الشيخ
عبد العزيز بن باز -رحمه الله -
س/ بعض المسلمين يشاركون
النصارى في أعيادهم فما توجيهكم
ج/ لا يجوز للمسلم ولا المسلمة
مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من
الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك
ذلك لأن من تشبه بقوم فهو منهم والرسول عليه
الصلاة والسلام حذرنا من
مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم فعلى المؤمن وعلى
المؤمنة الحذر من ذلك ولا
تجوز لهما المساعدة في ذلك بأي شئ لأنها أعياد
مخالفة للشرع فلا يجوز
الاشتراك فيها ولا التعاون مع أهلها ولا مساعدتهم
بأي شئ لا بالشاي ولا
بالقهوة ولا بغير ذلك كالأواني وغيرها ولأن الله
سبحانه يقول وتعاونوا
على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان
واتقوا الله إن الله
شديد العقاب فامشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من
التعاون على الإثم
والعدوان.
[مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 6/405 ]
و سُئل
سماحته كذلك :
السؤال : ما حكم إقامة أعياد الميلاد ؟
الجواب:
الاحتفال بأعياد الميلاد لا أصل له في الشرع المطهر بل هو بدعة لقول
النبي
صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
متفق على
صحته .
وفي لفظ لمسلم وعلقه البخاري رحمه الله في
صحيحه جازما به : ( من عمل عملا
ليس عليه أمرنا فهو رد ) ومعلوم أن
النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل
بمولده مدة حياته ولا أمر بذلك ،
ولا علمه أصحابه وهكذا خلفاؤه الراشدون ،
وجميع أصحابه لم يفعلوا ذلك
وهم أعلم الناس بسنته وهم أحب الناس لرسول الله
صلى الله عليه وسلم
وأحرصهم على اتباع ما جاء به فلو كان الاحتفال بمولده
صلى الله عليه
وسلم مشروعا لبادروا إليه ، وهكذا العلماء في القرون المفضلة
لم يفعله
أحد منهم ولم يأمر به .
فعلم بذلك أنه ليس من الشرع الذي بعث الله
به محمدا صلى الله عليه وسلم ،
ونحن نشهد الله سبحانه وجميع المسلمين
أنه صلى الله عليه وسلم لو فعله أو
أمر به أو فعله أصحابه رضي الله
عنهم لبادرنا إليه ودعونا إليه . لأننا
والحمد لله من أحرص الناس على
اتباع سنته وتعظيم أمره ونهيه . ونسأل الله
لنا ولجميع إخواننا
المسلمين الثبات على الحق والعافية من كل ما يخالف شرع
الله المطهر إنه
جواد كريم .
[مجلة البحوث الإسلامية العدد الخامس عشر ، ص 285 . ]
ثالثًا:
العلامة
محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-
السؤال : ما حكم تهنئة الكفّار بعيد
( الكريسمس ) ؟ وكيف نرد عليهم إذا
هنؤنا به ؟ وهل يجوز الذهاب إلى
أماكن الحفلات التي يقيمونها بهذه المناسبة
؟ وهل يأثم الإنسان إذا فعل
شيئاً مما ذُكر بغير قصد ؟ وإنما فعله إما
مجاملة ، أو حياءً ، أو
إحراجاً ، أو غير ذلك من الأسباب ؟ وهل يجوز التشبه
بهم في ذلك ؟
الجواب
: تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام
بالاتفاق.
كما نقل ذلك ابن القيم – رحمه الله – في كتابه " أحكام أهل الذمة
"
حيث قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل
أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد
ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات. وهو بمنـزلة أن
تهنئه
بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتاً من التهنئة
بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه . وكثير ممن لا قدر
للدين
عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ عبداً بمعصية ، أو
بدعة
، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه " انتهى كلامه -رحمه الله- .
وإنما
كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها
(
ابن القيم ) لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر ، ورضى به لهم
، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يحرم على المسلم أن يرضى
بشعائر
الكفر أو يهنئ بها غيره؛ لأن الله – تعالى- لا يرضى بذلك كما قال
الله
–تعالى- : ( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن
تشكروا
يرضه لكم ) [ الزمر : 27 ] وقال تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم
وأتممت
عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) [ المائدة : 3 ] ، وتهنئتهم
بذلك
حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .
وإذا هنئونا بأعيادهم
فإننا لا نجيبهم على ذلك؛ لأنها ليست بأعياد لنا ،
ولأنها أعياد لا
يرضاها الله تعالى لأنها إما مبتدعة في دينهم ، وإما
مشروعة ، لكن نسخت
بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه
وسلم إلى جميع
الخلق ، وقال فيه : ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل
منه وهو في
الآخرة من الخاسرين ) [ آل عمران : 85 ] .
وإجابة المسلم دعوتهم بهذه
المناسبة حرام؛ لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما
في ذلك من مشاركتهم
فيها .
وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه
المناسبة ، أو
تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ، أو
تعطيل الأعمال ونحو
ذلك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من تشبه
بقوم فهو منهم " قال شيخ
الإسلام ابن تيمية في كتابه : ( اقتضاء الصراط
المستقيم مخالفة أصحاب
الجحيم ) : " مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب
سرور قلوبهم بما هم عليه من
الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص
واستذلال الضعفاء " انتهى كلامه
– رحمه الله - .
ومن فعل شيئاً من
ذلك فهو آثم ، سواء فعله مجاملة ، أو تودداً ، أو حياءً ،
أو لغير ذلك
من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله ، ومن أسباب تقوية
نفوس
الكفار وفخرهم بدينهم.
والله المسئول أن يعزّ المسلمين بدينهم ،
ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم
على أعدائهم ، إنه قوي عزيز .
[
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ / محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ ، ج3، ص
44 ]
حول الاحتفال برأس السنة
وبعد دراسة اللجنة
للأسئلة المذكورة أجابت بما يلي :
إن أعظم نعمة أنعم الله بها على
عباده هي نعمة الإسلام والهداية على صراطه
المستقيم ، ومن رحمته سبحانه
أن فرض على عباده المؤمنين أن يسألوه هدايته
في صلواتهم ، فيسألوه
حصول الهداية للصراط المستقيم والثبات عليها ، ووصف
سبحانه هذا الصراط
بأنه صراط الذين أنعم الله علهم من النبيين والصديقين
والشهداء
والصالحين وليس صراط المنحرفين عنه من اليهود والنصارى وسائر
الكفرة
والمشركين .
إذا عُلم هذا : فالواجب على المسلم معرفة قدر نعمة
الله فيقوم بشكر الله
سبحانه قولاً وعملاً واعتقاداً وعليه أن يحرس هذه
النعمة ويحوطها ويعمل
الأسباب التي تحفظها من الزوال .
وإن
الناظر من أهل البصيرة في دين الله في عالم اليوم الذي التبس فيه الحق
بالباطل
على كثير من المسلمين ليرى بوضوح جهود أعداء الإسلام في طمس حقائقه
،
وإطفاء نوره ، ومحاولة إبعاد المسلمين عنه ، وقطع صلتهم به ، بكل وسيلة
ممكنة
، فضلاً عن تشويه صورته ، وإلصاق التهم والأكاذيب به لصد البشر
جميعاً
عن سبيل الله والإيمان بما أنزل على رسوله محمد بن عبد الله صلى
الله
عليه وسلم ومصداق ذلك في قول الله تعالى : {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ
الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا
حَسَدًا
مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ
الْحَقُّ}
وقوله سبحانه وتعالى : {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ
الْكِتَابِ
لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ
وَمَا
يَشْعُرُونَ} وقوله جل وعلا : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ
تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ
فَتَنْقَلِبُوا
خَاسِرِينَ} . وقوله عز وجل : {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ
لِمَ
تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا
وَأَنْتُمْ
شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} وغيرها
من
الآيات .
لكن - ومع ذلك كله - فالله عز وجل وعد بحفظ دينه وكتابه
فقال جل وعلا :
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ
لَحَافِظُونَ} فالحمد
لله كثيراً ، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه
لا يزال طائفة من أمته
على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من
خالفهم حتى تقوم الساعة ، فالحمد
لله كثيراً ، ونسأله سبحانه وهو
القريب المجيب أن يجعلنا وإخواننا
المسلمين منهم إنه جواد كريم .
هذا
.. واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وهي تسمع وترى الاستعداد
الكبير
والاهتمام البالغ من طوائف اليهود والنصارى ومن تأثر بهم ممن ينتسب
للإسلام
بمناسبة تمام عام ألفين واستقبال الألفية الثالثة بالحساب الإفرنجي
لا
يسعها إلا النصح والبيان لعموم المسلمين عن حقيقة هذه المناسبة وحكم
الشرع
المطهر فيها ليكون المسلمون على بصيرة من دينهم ويحذروا من الانحراف
إلى
ضلالات المغضوب عليهم والضالين .
فنقول :
أولاً : إن
اليهود والنصارى يعلقون على هذه الألفية أحداثاً وآمالاً يجزمون
بتحققها أو يكادون لأنها ناتجة عن بحوث ودراسات كما زعموا ، كما يربطون
بعضاً
من قضايا عقائدهم بهذه الألفية زاعمين أنها مما جاءت في كتبهم
المحرفة
.. والواجب على المسلم ألا يلتفت إليها ولا يركن إليها ، بل يستغني
بكتاب ربه سبحانه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم عما سواهما ، وأما
النظريات
والآراء المخالفة لهما فلا تعدو كونها وهماً .
ثانياً : لا تخلو
هذه المناسبة وأشباهها من لبس الحق بالباطل ، والدعوة إلى
الكفر
والضلال والإباحية والإلحاد ، وظهور ما هو منكر شرعاً ومن ذلك :
الدعوة
إلى وحدة الأديان ، وتسوية الإسلام بغيره من الملل والنحل الباطلة ،
والتبرك بالصليب ، وإظهار شعائر والنصرانية واليهودية ونحو ذلك من الأفعال
التي تتضمن : إما كون الشريعة النصرانية واليهودية المبدلتين المنسوختين
موصلة
إلى الله ، وإما استحسان بعض ما فيهما مما يخالف دين الإسلام أو غير
ذلك
مما هو كفر بالله وبرسوله وبالإسلام بإجماع الأمة ، هذا فضلاً عن كونه
وسيلة
من وسائل تغريب المسلمين عن دينهم .
ثالثاً : استفاضت الأدلة من
الكتاب والسنة والآثار الصحيحة في النهي عن
مشابهة الكفار فيما هو من
خصائصهم ومن ذلك مشابهتهم في أعيادهم واحتفالاتهم
بها ، والعيد : اسم
جنس يدخل فيه كل يوم يعود ويتكرر يعظمه الكفار أو مكان
للكفار لهم فيه
اجتماع ديني ، وكل عمل يحدثونه في هذه الأمكنة والأزمنة
فهو من أعيادهم
، فليس النهي عن خصوص أعيادهم بل كل ما يعظمونه يدخل في ذلك
وكذلك ما
قبله وما بعده من الأيام التي هي كالحريم له كما نبه على ذلك شيخ
الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى .
ومما جاء في النهي عن خصوص
المشابهة في الأعياد قوله تعالى : ( والذين لا
يشهدون الزور ) في ذكر
صفات عباد الله المؤمنين ، فقد فسرها جماعة من السلف
كابن سيرين ومجاهد
والربيع بن أنس : بأن الزور هو أعياد الكفار ، وثبت عن
أنس بن مالك
رضي الله عنه أنه قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة ولهم
يومان يلعبان فيهما فقال : ( ما هذان اليومان ؟ قالوا : كنا
نلعب
فيهما في الجاهلية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله قد
أبدلكم
بهما خيراً منهما : يوم الأضحى ويوم الفطر ) خرجه الإمام أحمد وأبو
داود
والنسائي بسند صحيح .
وصح عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أنه قال
: ( نذر رجل على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلاً
ببوانة ، فأتى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال : إني نذرت أن أنحر
إبلاً ببوانة ، فقال النبي صلى الله عليه
وسلم : هل كان فيها من وثن من
أوثان الجاهلية يعبد ؟ قالوا : لا ، قال :
فهل كان فيها عيد من
أعيادهم ؟ قالوا : لا . قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : أوف بنذرك ،
فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ، ولا فيما لا يملك
ابن آدم ) خرجه
أبو داود بإسناد صحيح .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لا
تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم
عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم ،
وقال أيضاً : اجتنبوا أعداء الله في عيدهم .
وعن عبد الله بن
عمرو رضي الله عنهما قال : من بنى ببلاد الأعاجم فصنع
نيروزهم
ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة .
رابعاً
: وينهى أيضاً عن أعياد الكفار لاعتبارات كثيرة منها :
أن مشابهتهم في
بعض أعيادهم يوجب سرور قلوبهم وانشراح صدورهم بما هم عليه
من الباطل .
والمشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور
الباطنة من العقائد الفاسدة على وجه المسارقة والتدرج الخفي .
ومن
أعظم المفاسد - أيضاً - الحاصلة من ذلك : أن مشابهة الكفار في الظاهر
تورث
نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن ، والمحبة والموالاة لهم تنافي
الإيمان
كما قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا
الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
وَمَنْ
يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا
يَهْدِي
الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ، وقال سبحانه : {لَا تَجِدُ قَوْمًا
يُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ
اللَّهَ
وَرَسُولَهُ} الآية .
خامساً : بناء على ما تقدم فلا يجوز لمسلم
يؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناً
وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً
ورسولاً أن يقيم احتفالات لأعياد لا أصل
لها في دين الإسلام ومنها
الألفية المزعومة ، ولا يجوز أيضاً حضورها ولا
المشاركة فيها ولا
الإعانة عليها بأي شيء كان ، لأنها إثم ومجاوزة لحدود
الله والله تعالى
يقول : {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا
اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} .
سادساً : لا يجوز
لمسلم التعاون مع الكفار بأي وجه من وجوه التعاون في
أعيادهم ومن ذلك :
إشهار أعيادهم وإعلانها ، ومنها الألفية المذكورة ولا
الدعوة إليها
بأي وسيلة سواء كانت الدعوة عن طريق وسائل الأعلام ، أو نصب
الساعات
واللوحات الرقمية ، أو صناعة الملابس والأغراض التذكارية ، أو طبع
البطاقات
أو الكراسات المدرسية ، أو عمل التخفيضات التجارية والجوائز
المادية
من أجلها أو الأنشطة الرياضية أو نشر شعار خاص بها .
سابعاً : لا
يجوز لمسلم اعتبار أعياد الكفار ومنا الألفية المذكورة ونحوها
مناسبات
سعيدة وأوقاتاً مباركة فتعطل فيها الأعمال وتجري فيها عقود الزواج
أو
ابتداء الأعمال التجارية أو افتتاح المشاريع وغيرها ، ولا يجوز أن يعتقد
في هذه الأيام ميزة على غيرها ، لأن هذه الأيام كغيرها من الأيام ولأن هذا
من الاعتقاد الفاسد الذي لا يغير من حقيقتها شيئاً ، بل إن هذا الاعتقاد
فيها
هو إثم على إثم نسأل الله العافية والسلامة .
ثامناً : لا يجوز
لمسلم التهنئة بأعياد الكفار ، لأن ذلك نوع رضى بما هم
عليه من الباطل
وإدخال للسرور عليهم قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - : (
وأما
التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم
بأعيادهم
وصومهم فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا
إن
سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات ، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده
للصليب
، بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر
وقتل
النفس وارتكاب الفرج المحرم ونحوه .
وكثير ممن لا قدر للدين عنده
يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ
عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر
فقد تعرض لمقت الله وسخطه .) أ.هـ
تاسعاً : شرفٌ للمسلمين
التزامهم بتاريخ هجرة نبيهم محمد صلى الله عليه
وسلم الذي أجمع عليه
الصحابة رضي الله عنهم وأرَّخوا به بدون احتفال
وتوارثه المسلمون من
بعدهم منذ أربعة عشر قرناً إلى يومنا هذا ، لذا فلا
يجوز لمسلم التولي
عن التاريخ الهجري والأخذ بغيره من تواريخ أمم الأرض
كالتاريخ الميلادي
فإنه من استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير .
هذا ونوصي جميع
إخواننا المسلمين بتقوى الله حق التقوى وبالعمل بطاعته
والبعد عن
معاصيه ، والتواصي بذلك والصبر عليه .
وليجتهد كل مؤمن ناصح لنفسه
حريص على نجاتها من غضب الله ولعنته في الدنيا
والآخرة في تحقيق العلم
والإيمان وليتخذ الله هادياً ونصيراً وحاكماً
وولياً ، فإنه نعم المولى
ونعم النصير ، وكفى بربك هادياً ونصيراً وليدع
بدعاء النبي صلى الله
عليه وسلم : اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر
السماوات والأرض
عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه
يختلفون ،
اهدني لما اخٌتلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط
مستقيم ،
والحمد لله رب العالمين .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه .
الموضوع : حكم تهنئة النصارى باعيادهم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya