El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: كيف نرقى بذكر الله عز وجل الخميس 6 يناير 2011 - 14:53 | |
| بسم الله والحمد لله أنيس الذاكرين وجليس المقبلين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد سيد الذاكرين وسبحان من ذكرُه عزُّ لذاكره وهو جليس له وَأَكْثِرْ ذِكْرَهُ فِي الأَرْضِ دَأْباً= لِتُذْكَرَ فِي السَّمَاءِ إِذَا ذَكَرْتَا قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ :"مَا عَمِلَ امْرُؤٌ بِعَمَلٍ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ذِكْرِ اللَّه". فإنّ ذِكْر الله تعالى أفضل الأعمال ، وارفعها في الدَّرَجات ، وأفضل مِن إنفاق الذهب والفضة .. إلا وإن للذكر مراتب يرتقي بها الذاكر ليذوق لذة القرب من الله جل جلاله وكلما ذاق .. ارتقى إلى معرفة الله عزوجل وهي عين القلب..: المرتبة الأولى : ذكر باللسان : أي اشتغال هذه اللحمة (العَضَلة) بتحركها بذكر الله عز وجل وهو عطاءٌ من الله أن يلهمك الله عزوجل أن تـشغل لسانك بذكره ينبغي بأن تشهد فضل الله فيه وينبغي أن تحمده عليه، شكا بعض السائرين إلى شيخه يقول: إنني أشتكي عدم حضور قلبي مع الله عزوجل في الذكر؛ ذكري فقط باللسان ،فـَلـَمَح الشيخ في كلمة التلميذ مع الرغبة الصادقة في حصول حضور القلب إشكالاً، وهو: أنه لم يستشعر عظمة منـّة الله عليه، حيث شغل لسانه بذكره، فقال له: فلتحمد الله الذي زين جارحة من جوارحك بذكره، فإنك إذا شهدت هذه النعمة وحمدته هيأك للمرتبة التي تليها، ومن أدمن الذكر باللسان بصدق النية وإخلاص الوجهة لابد وأن يثمر هذا الذكر في قلبه نوراً يرتقي به إلى ذكر القلب وهي الرتبة الأعلى.. المرتبة الثانية : ذكر بالقلب: وله مراتب : أوله : استحضار معنى الذكر، وثانيه : تذوق معنى الذكر، ما الفرق بين الأمرين؟استحضار معنى الذكر، عند الذكر تقول لا إله إلا الله هذا معناه لا معبود بحق إلا الله، لا موجود على وجه الحقيقة إلا الله، لامقصود إلا الله، لا مشهود إلا الله، نفي ما سوى الله عز وجل عن قلبك، هذا شيء تستطيع أن تستحضره في قلبك وعقلك أن تتفهمه لكن الاستمرار على هذا الحال على وصف الإخلاص يجعل القلب يتذوق لذة الذكر، يعرف أن لـ (لا إله إلا الله)لها لذة (سبحان الله) ،لها لذة أخرى ،(الحمد لله) لها لذة ثالثة ،(الله أكبر) لها لذة رابعة.. المرتبة الثالثة : ذكر الروح : القلب ذكره يورث معرفة الله لكن الروح ما هو ذكرها؟ ذكرها أن تهيم في الشوق إلى الله عز وجل، أن تهيم في محبة الله، أن يأخذها معنى تلذذها بالقرب منه سبحانه، بأنسها به فـتـَذوقِ الروح للذكر حب، حُب!!؟ هذه أرقى كلمة في العالم اليوم لكن الناس قد سقطوا بها في كثير من أحوالهم إلى الدون، المحبة شيء عالي.. أرقى ما يمكن للقلب أن يتوجه به القلب، أن تتوجه به الروح، فإن الروح إذا توجه بالحب ارتقى صاحبه.. وهنا يأتي ارتباط الذكر بالحب : ففرق كبير بين من يشتغل بالذكر وروحه تتوهج وتتوقد حبا وبين من يذكر فقط ليذكر، يذكر فقط ليمضي وقتاً، يذكر فقط ليحصل الخير وهو على خير، لكن الفرق كبير ومن صدق في محبة الله فلا بد وأن يكون مكثرا من الذكر، من (أحب شيئاً أكثر من ذكره) . وهناك : ذكر السر(السريرة)... وهناك ذكر أرقى، وأرقى .. ولا منتهى للمراقي ،، لأنها متصلة بالله (وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى) فإذا صدق الذاكر في طلب القرب من الله يكرمه الله بما يسمونه التوفيق، الفتح، يسمونها المعرفة بالله ، يسمونها عين القلب : (إِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) هذه البصيرة إذا توقدت بنور الذكر في قلب السائر إلى الله بدأ ينظر إلى الوجود بعين المتبصر.. فيرتقي في فكره فيما يزداد به قرباً من ربه .. فيما يزداد به معرفةً بالله .. جعلنا الله وإياكم منهم ( منقول / بتصرف ) الموضوع : كيف نرقى بذكر الله عز وجل المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|