ويقول الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :
" بدعة التلحين والتطريب في الأذان ، وفي الذكر ، وفي الدعاء ، وفي
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، والترنم في خطبة الجمعة ، والجهر
بالذكر والدعاء والصياح به مع الجنائز في عدة أحوال ، والذكر بالجوقة –
وهي الذكر الجماعي بين كل ترويحتين – والجهر بالذكر عند سفر الحجاج وعند
قدومهم ، ورفع الصوت بالتعريف في الأمصار ، والزعاق بالتأمين في الصلاة ،
ورفع الصوت جماعة بعد الصلاة بقراءة آية الكرسي ، وقول المؤذن بصوت مرتفع
بعد الصلاة : اللهم أنت السلام ...ورفع الصوت بعد الصلاة بالسلام على
النبي صلى الله عليه وسلم ، وغيرها مما يكون توصيفه بدعة ، والتصويت به
بدعة مضافة إليها ، أو أن التصويت والجهر به مبتدع .
وقد عرف رفع الصوت باسم : " التقليس " ، وذكر الطرطوشي في "الحوادث
والبدع/63" أن الإمام مالكا رحمه الله تعالى أنكر " التقليس " في الدعاء ،
وهو رفع الصوت به .
كما جاء النهي عن : " التقليس " في القراءة ، أي : رفع الصوت بها في وصف
الإمام الشافعي رحمه الله تعالى للإمام أبي يوسف رحمه الله تعالى قال :
كان أبو يوسف قلاسا .
أي : يرفع صوته بالقراءة ، وقد بينته في " بدع القراء " (ص/15-16)
وقد سَرَت بعض هذه المحدثات إلى بعض قُفاة الأثر ، فتسمع في دعاء القنوت
عند بعض الأئمة في رمضان الجهر الشديد ، وخفض الصوت ورفعه في الأداء حسب
مواضع الدعاء ، والمبالغة في الترنم ، والتطريب ، والتجويد ، والترتيل ،
حتى لكأنه يقرأ سورة من كتاب الله تعالى ، ويستدعي بذلك عواطف المأمومين
ليجهشوا بالبكاء .
والتعبد بهذه المحدثات في الإسلام ، وهذه البدع الإضافية في الصوت
والأداء للذكر والدعاء هي في أصلها من شعائر الجاهلية التي كانوا يظهرونها
في المسجد الحرام ، كما قال الله تعالى منكرا عليهم : ( وما كان صلاتهم
عند البيت إلا مكاء وتصدية ) الأنفال/35، المكاء : الصفير ، والتصدية :
التصفيق بضرب اليد على اليد بحيث يسمع له صوت .
قال الآلوسي رحمه الله تعالى : " والمقصود أن مثل هذه الأفعال لا تكون
عبادة ، بل من شعائر الجاهلية ، فما يفعله اليوم بعض جهلة المسلمين في
المساجد من المكاء والتصدية ، يزعمون أنهم يذكرون الله ، فهو من قبيل فعل
الجاهلية ، وما أحسن ما يقول قائلهم :
أقال الله صفق لي وغن *** وقل كفرا وسم الكفر ذكرا " انتهى.
وما يتبعها من الألحان ، والتلحين ، والترنم ، والتطريب ، هو مشابهة لما
أدخله النصارى من الألحان في الصلوات ، ولم يأمرهم بها المسيح ، ولا
الحواريون ، وإنما ابتدعه النصارى كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه
الله تعالى .
ولهذا نرى ونسمع في عصرنا الترنم والتلحين في الدعاء من سيما الرافضة
والطرقية ، فعلى أهل السنة التنبه للتوقي من مشابهتهم " انتهى.
" تصحيح الدعاء " (82-84)
الموضوع : حكم تطبيق أحكام التجويد على غير القرآن الكريم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya