بسم الله الرحمن الرحيم
اخواتي في الله واخواني في الله
لي رجاء عندكم ادعوا للمسلمين جميعا
اللهم انصر المظلمين علي الظالمين
اللهم انصر الحق علي الباطل
اللهم انصر الاسلام والمسلمين
اللهم امين ----- اللهم امين ------- اللهم امين
:36_1_55:
عدم الاستعجال في الإجابة والتحلي بالصبر.
قال ابن الجوزي حيث يخاطب نفسه فيعاتبها عتابًا لطيفًا فيقول: «نزلت
في شدة، وأكثرت من الدعاء أطلب الفرج والراحة وتأخرت الإجابة فانزعجت
النفس وقلقت. فصحت بها: ويلك تأملي أمرك أمملوكة أنت أم مالكة، أمدبرة أنت
أم مدبرة؟ أما علمت أن الدنيا دار ابتلاء واختبار، فإذا طلبت أغراضك لم
تصبري على ما ينافي مرادك فأين الابتلاء؟ هل الابتلاء إلا الإعراض وعكس
المقاصد؟ فافهمي معني التكليف وقد هان عليك ما عزَّ وسهل ما استصعب، فلما
تدبرت ما قلته سكتت بعض السكون.
فقلت لها وعندي: جواب ثان وهو أنك تقتضين الحق بأغراضك ولا تقتضين
نفسك بالواجب له، وهذا عين الجهل، وإنما كان ينبغي أن يكون الأمر بالعكس
لأنك مملوكة والمملوك العاقل يطالب نفسه بأداء حق المالك، ويعلم أنه لا يجب
على المالك تبليغه ما يهوى. فسكنت أكثر من ذلك السكون.
وقلت لها: عندي جواب ثالث: وهو أنك قد
استبطأت الإجابة، وأنت سددت طرقها بالمعاصي فلو قد فتحت الطريق أسرعت، كأنك
ما علمت أن سبب الراحة التقوى أو ما سمعت قوله تعالى:
((وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا))
((وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا))
، أو ما فهمت أن العكس بالعكس؟ آه من سكر غفلة صار أقوى من كل سكر في وجه
مياه المراد يمنعها من الوصول إلى زرع الأماني – فعرفت النفس أن هذا حق
فاطمأنت.
فقلت: وعندي جواب رابع: وهو أنك تطلبين ما لا
تعلمين عاقبته، وربما كان فيه ضررك فمثلك كمثل طفل محموم يطلب الحلوى.
والمدبر له أعلم بالمصالح كيف وقد قال تعالى: ((وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا
شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ))
فلما بان الصواب للنفس في هذه الأجوبة زادت طمأنتها.
فقلت لها عندي جواب خامس: وهو أن هذا المطلوب
ينقص من أجرك، ويحط من مرتبتك فمنع الحق لك ما هذا سبيله عطاء منه لك ولو
أنك طلبت ما يصلح آخرتك كان أولى لك، فأولى لك أن تفهمي ما قد شرحت لك.
فقالت: «لقد سرحت في ما شرحت، فهمت، فهمت»
الموضوع : نزلت في شدة.. وأكثرت من الدعاء أطلب الفرج والراحة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya