هدأتْ... صمتَتْ... خبّأَتْ جرحَهَا
ومضَتْ تتأهّبُ للفجرِ غائمَةً
لم يكن ليلها غير بوح الخفافيش إذ سكنتْ عمقَهَا
لونُهَا، ربّما كان يبدو لنا أخضَرَ...
لم أكن وقعَهَا كي أقول لها بلدي
لم أكن نبضَهَا
صوتُنَا كان مهترئا
والكلام بدا أخطَرَ
هدأَتْ
وتملمَلَ تحتَ الرّمادِ اللّهيبُ
غزا مدنا
وقرى تركتْ نومَهَا
تركتْ صمتَهَا...
...صرخَ البائعُ المتجوّلُ منتفِضًا:
هذه أرضُ مَنْ؟ قمحُنَا، نخلُنَا، وزياتينُنَا، أم لِمَنْ؟
بلدي؟ أمْ.. لَهُمْ؟
وجهُ مَنْ؟
أين صوتي إذنْ؟
...كومَةُ النّار في جسدي.
لم أعدْ صخرةً كي أرى ما أرى ثمّ أمضي إلى لهبِي.
لم أعدْ صخرةً
كي أخبّئَ في جحرِهِمْ صرخَتِي.
...هذهِ بلدٌ نحتَتْهَا سواعِدُ أجدادِنَا
هذه الأرضُ لي، ولأبنائنا، ولأحفادنا...
فلنكُنْ صوتَها
ولنكُنْ
نبضَهَا.
كتبه عثمان المحمودي
الموضوع : بلدي.. أمْ لَهُمْ؟ المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya