مكافأة الطفل الوسيلة الأقوى للسيطرة على سلوكه
سلوك الطفل سواء المقبول او المرفوض يتعزز بالمكافآت التي يتلقاها من والديه خلال العملية التربوية وفي بعض الاحيان وبصورة عارضة قد يلجأ الوالدان الى تقوية سلوك الطفل دون ان يدركا النتائج السلوكية لهذه التقوية وهذه المكافآت متنوعة منها مكافأة السلوك الجيد مكافأة سريعة دون تأجيل, فقد اثبتت الدراسات النفسية ان المكافأة والإثابة منهج تربوي اساسي في تسييس الطفل والسيطرة على سلوكه وتطويره وهي ايضا اداة هامة في خلق الحماس ورفع المعنويات وتنمية الثقة بالذات حتى عند الكبار ايضا لانها تعكس معنى القبول الاجتماعي الذي هو جزء من الصحة النفسية, والطفل الذي يثاب على سلوكه الجيد المقبول يتشجع على تكرار هذا السلوك في المستقبل, ومن انواع المكافآت كذلك المكافأة الاجتماعية وهذا النوع على درجة كبيرة من الفعالية في تعزيز السلوك المقبول والمرغوب لدى الطفل والمقصود بالمكافأة الاجتماعية الابتسامة, التقبيل, المعانقة, المديح, الاهتمام, ايماءات الوجه والمعبرة عن الرضا والاستحسان, والاطفال عادة ميالون الى هذا النوع من الاثابة واحيانا يبخل بعض الآباء بابداء الانتباه والمديح لسلوكيات جيدة قام بها ابناؤهم اما لانشغالهم حيث لا وقت لديهم للانتباه الى سلوكيات ابنائهم او لاعتقادهم الخاطئ ان على ابنائهم اظهار السلوك الجيد دون الحاجة الى إثابتهم ومكافآتهم على هذا السلوك, وهناك ايضا المكافأة المادية حيث دلت الاحصاءات مؤخرا على ان الاثابة الاجتماعية تأتي في المرتبة الاولى في تعزيز السلوك المرغوب لدى الطفل بينما تأتي المكافأة المادية في المرتبة الثانية الا ان هناك اطفالا يفضلون المكافأة المادية على الاجتماعية وذلك حسب اهواء الطفل وحاجاته ورغباته والمقصود بالمكافأة المادية اعطاء قطعة حلوى, شراء لعبة, اعطاء نقود, اشراك الطفلة في اعداد الحلوى مع والدتها, ولعب الوالد مع ابنه بالكرة, السماح للطفل بمشاهدة التلفاز حتى ساعة متأخرة, اصطحاب الطفل في رحلة ترفيهية خاصة.
ويؤكد العلماء النفسيون اهمية تنفيذ المكافأة تنفيذا عاجلا بلا تردد او تأخير وذلك مباشرة بعد قيام الطفل بالسلوك المرغوب ذلك لان التعجيل باعطاء المكافأة هو مطلب شائع في السلوك الانسائي عند الصغار والكبار على حد سواء وعلى الاهل الامتناع عن اعطاء المكافأة لسلوك مشروط من قبل الطفل (اي يشترط الطفل اعطاءه المكافأة قبل تنفيذ السلوك المطلوب منه) فالمكافأة يجب ان تكون بعد تنفيذ السلوك المطلوب وليس قبله.
وكما يثاب الطفل على سلوك جيد فانه يعاقب على سلوك سيىء الا ان المعاقبة يجب ان تكون بدون قسوة او عنف فالثواب والعقاب مبدآن هامان لاي عملية تربوية في ترشيد السلوك بصورة متوازنة وعقلانية فالقسوة في العقاب تكون نتيجتها انحرافات في سلوك الطفل عندما يكبر والعقوبة يجب ان تكون خفيفة لا قسوة فيها لان الهدف منها عدم تعزيز وتكرار هذا السلوك السيىء مستقبلا, وليس الهدف منها ايذاء الطفل والحاق الضرر بجسده وبنفسيته كما يفعل بعض الآباء في تربية ابنائهم وعلى النقيض تجد امهات (وبفعل عواطفهن وبخاصة اذا كان الولد وحيدا في الاسرة) لا يعاقبن ابناءهن على السلوكيات الخاطئة عندما يصبح الطفل عرضة للصراع النفسي والانحراف حينما يكبر.
كما يحذر علماء النفس من العقوبات القاسية المؤذية كالتحقير والاهانة والضرب الجسدي العنيف لانها تخلق ردود افعال سلبية لدى الطفل تتمثل في الكيد والامعان في عداوة الاهل والتمسك بالسلوك السلبي الذي عوقب من اجله لمجرد تحدي الوالدين والدخول في صراع معهم بسبب قسوتهم عليه.
الموضوع : مكافأة الطفل الوسيلة الأقوى للسيطرة على سلوكه المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: لحظة صمت