أمانينا إلى أين ؟! ..
الأمانى .. ترى ما أمنيك ؟! .. ما حلمك فى الحياة ؟! ..
حقيقة نفترق عند أمانينا كثيراً .. كلٌ له أمنيته وله حلمه ..
رأيت فى أحد برامج التلفاز رجل يزن حوالى مائتين وثمانين كيلو مترات كل أمنيته كما قال :-
أن يمشى على الأرض كبقية الناس .. !
ويقول شاب بعد ما أُصيب بالشلل التام فى حادثة :- لى ثلاث أمنيات :- أن اسجد لربى – فلم يكن
المسكين يصلى قبل – وأما الثانية :- فهى أن يقلب صفحة المصحف .. وأما الثالثة :- فهى فى
المناسبات والأعياد يقوم ليقبل يد أمه ..!
هذه أمانيه أخى الكريم أظنها سهلة ميسورة عندنا نحن الأصحاء ولكنها كما يقول هو :- أشعر بها
كجبل .. !
وترى بعض الناس أمنيته أن يشترى شقة يسكن فيها .. وهناك بعيد تسمع امرأة عجوز ترفع يدها
للسماء داعية متضرعة أن يحقق الله لها أمنيتها بأن تحج إلى بيت الله الحرام ..
وتجد آخر يقول :- أمنيتى أن أسطو على بيوت أحد الأغنياء وبعدها أتوب .. !!!
بحور من الأمانى ما نعرفه وما لا نعرفه .. ما نسمعه وما لا نسمعه ..
ما نشاهده وما لا نشاهده .. كلٌ له أمنيته التى يتمناها وحلمه الذى يحلم به ..
ترى أيها الحبيب ما أمنيك ؟! .. وما حلمك ؟! ..
أهى أمنية صالحة ونية صادقة تكون فى ميزان حسناتك ؟!
أم عكس هذا نسأل الله العفو والعافية ..
أمانى صالحات ونوايا صادقات ..
وعش أخى الحبيب مع هذه الأمانى الصالحة والنوايا الصادقة :-
عن أبى هريرة ،قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :- ( والذي نفسي بيده لولا أن
رجالاً يكرهون أن يتخلفوا بعدي ولا أجد ما أحملهم ما تخلفت ، لوددت أني أقتل في سبيل الله ، ثم
أحيا ثم أقتل ، ثم أحيا ثم أقتل ، ثم أحيا ثم أقتل ) رواه البخارى ..
ما أعظمها من أمنية يا رسول الله ؟!
وقال صلى الله عليه وسلم:- ( إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا )
رواه البخاري
وقال صلى الله عليه وسلم :- ( من هم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة فإن هم بها فعملها ، كتبها
الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ) متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم فى قوم نالوا من الحسنات ما نالوا بسبب نوياهم الصالحه وأمنياتهم
الطيبة وكان ذلك بعد غزوة تبوك :- ( إن أقوامًا خلفناهم بالمدينة ما سلكنا شعبًا ولا واديًا إلا وهم
معنا حبسهم العذر ) رواه البخاري
وقال صلى الله عليه وسلم :- ( لو كان عندي أحد ذهبا، لأحببت أن لا يأتي ثلاث وعندي منه دينار ..
. ) جزء من حديثه رواه البخارى ..
بأمانيهم نالوا ما نالوا ..
وانظر معى أيها الحبيب إلى هذا الحديث الذى نرى فيه كيف أن بعض الناس بأمانيهم يعظم ثوابهم ..
وعلى الطرف الآخر يحصدون من السيئات ما يحصدون .. روى الترمذي عن أبي كبشه الأنماري أنه
سمعِ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول :- ( إنما الدنيا لأربعة نفرٍ عبدٍ رزقه اللّه مالًا وعلما
فهو يتقي ربه فيه ويصل به رحمه ويعلم للّه فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل .. وعبدٍ رزقه اللّه علماً
ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية يقول :- لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما
سواء .. وعبدٍ رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه
رحمه ولا يعلم للّه فيه حقا فهو بأخبث المنازل. وعبدٍ لم يرزقه اللّه مالاً ولا علماً فهو يقول: لو أن
لي مالًا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء ) ورواه ابن ماجة بمعناه.
وأنت أيها الحبيب ما أمنيتك وما حلمك ؟ ..
قف مع نفسك أيها الحبيب وانظر إلى أين ستأخذك أمنيك وحلمك ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع : أمانينا إلى أين ؟! .. المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya