و هذه بعض النقولات عن السلف و الأئمة الأجلاء رحمهم الله :
قال الإمام حماد بن بي حنيفة (ت:176): ((قلنا لهؤلاء أرأيتم قول الله عز وجل ((وجاء ربك والملك صفاً صفا))
قالوا: أما الملائكة فيجيئون صفاً صفاً وأما الرب فإنا لا ندري ما عني بذلك
ولا ندري كيف مجيئة . فقلت لهم: إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف جيئته ولكنا
نكلفكم أن تؤمنوا بمجيئة ، أرأيتم إن أنكر أن الملائكة تجيء صفاً صفا ما
هو عندكم!؟ قالوا: كافر مكذب. قلت: فكذلك من أنكر أن الله سبحانه يجيء فهو
كافر مكذب)) رواه أبو عثمان الصابوني ص64 وسنده صحيح.
و كلامه رحمه الله واضح , فقد قال لهم اننا لم نكلفكم ان تعلموا كيف جيئته !!!
و قال أبو عبيدة : ((...هذه الأحاديث صحاح ، حملها أصحاب الحديث بعضهم عن
بعض ، وهي عندنا حق لا شك فيه ، ولكن إذا قيل : كيف وضع قدمه ، وكيف ضحك؟
قلنا: لا يفسر هذا ولا سمعنا أحدا يفسره)) رواه الدارقطني في الصفات ص41
فلم يقل ان الكيف غير موجود !!!
و قال الامام الترمذي في سننه لما روى حديث أبي هريرة "إن الله يقبل الصدقة، ويأخذها بيمينه فيربيها" :
"هذا حديث صحيح روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال غير
واحد من أهل العلم في هذا الحديث، وما يشبهه من الصفات، ونزول الرب تبارك
وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا: قد ثبتت الروايات في هذا، ونؤمن
به، ولا نتوهم، ولا يقال كيف
هكذا روي عن مالك، وابن عيينة، وابن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمروها بلا كيف.
وهكذا قول أهل العلم، من أهل السنة والجماعة.
وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات، وقالوا: هذا تشبيه، وفسروها على غير ما
فسر أهل العلم، وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده، وإنما معنى اليد ها هنا
النعمة، وقال إسحاق بن راهويه: إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد، أو مثل
يد، وسمع كسمع))
و كلامه واضح , فلا يقال : كيف ؟ لأن هذا مما استأثر به الله عز وجل , فلا يعلم كيف هو إلا هو
و سئل الإمام أبو جعفر الترمذي - و هو غير صاحب السنن - عن نزول الرب فقال:
(( النزول معقول ، والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعه.)) )
تاريخ بغداد (1/365) ، سير أعلام النبلاء (13/547) ، أقاويل الثقات(201) ،
تاريخ الإسلام ، حوادث ووفيات (291-300) (ص245) ، مختصر العلو (ص231) ،
وقال الألباني : إسناده صحيح.
و قال الإمام الحافظ الذهبي معلقاً أثر الإمام أبو جعفر الترمذي في النزول :
(( صدق فقيه بغداد وعالمها في زمانه ، إذ السؤال عن النـزول ماهو ؟ عيٌّ ،
لأنه إنما يكون السؤال عن كلمةٍ غريبةٍ في اللغة ، وإلا فالنـزول والكلام
والسمـع و البصـر والعلـم والاستـواء عبـاراتٌ جليلـةٌ واضحـةٌ للسَّامع ،
فإذا اتصف بها من ليس كمثله شيء فالصفة تابعةٌ للموصوف وكيفية ذلك مجهولة
عند البشر وكان هذا الترمذي من بحور العلم والعُباد الورعين مات سنة 295
هـ )) أهـ . العلو ص 156
و بالمناسبة : هذا كلام ابن العربي المالكي :
( (( وذهب مالك رحمه الله أن كل حديث منها - اي احاديث الصفات - معلوم
المعنى ولذلك قال للذي سأله الاستواء معلوم والكيفية مجهولة )) عارضة ا
لاحوذي 3/166
الموضوع : الكيف المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya