نحن لا نعارض
حديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح ولكننا نؤمن بالكتاب كلّه ولا نتبع
سنن أهل الكتاب الذين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعضه فاستحقوا بذلك خزي
الدنيا والآخرة .
وقد بيّن الله تعالي في كتابه أن أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا بمحمد صلى
الله عليه وسلم ولم يتوبوا من الشرك مخلدون في النار قال تعالى: ﴿إن الذين
كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شرّ
البرية﴾ [البينة : 6] .
ومعلوم أن أهل الكتاب كانوا يقولون " لا إله إلاّ الله " بل أن الإمام
الشافعي ( رحمه الله ) ذكر أنّ منهم من يقول ( لا إله إلاّ الله محمد رسول
الله ) أي إلي العرب خاصة في كتابه " الأمّ" .
وبيّن تعالي أنّ أهل الردّة عن الإسلام مخلدون في النار :
) ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافرٌ فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا
والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ( [ البقرة : 217] .
ومعلوم أنّ من أهل الردّة من كان يقول " لا إله إلاّ الله محمد رسول الله " كبني حنيفة ومانعي الزكاة وغيرهم .
وبيّن تعالي أنّ المنافقين مخلدون في النّار وأنّهم في أسفل دركات النّار :-
) إنّ المنافقين في الدرك الأسفل من النّار ولن تجد لهم نصيرا ( [ النساء : 145] .
ومعلوم أنهّم كانوا يقولون " لا إله إلاّ الله محمد رسول الله " ويصلّون ويحجّون ويقاتلون المشركين مع المؤمنين .
فعرفنا من كتاب الله أنّ أحداً لا يدخل الجنّة بقول " لا إله إلاّ الله "
ولا ينال فضلها العظيم إلاّ إذا كان بريئا من الشرك والنفاق .
ومعني الحديث :
(( من قال لا إله إلاّ الله )) أي من رضي بالإسلام وعبادة الله وحده بلا شريك .
(( ثمّ مات علي ذلك )) أي مات علي التوحيد والبعد عن الشرك والكفر .
(( دخل الجنّة )) لأنّها دار المتقين المؤمنين ولا يدخلها المشركون
والمنافقون وإن قالوا : لا إله إلاّ الله ، بأفواههم آلاف المرّات .
ولا شكّ في ضلال من يعتقد أنّ النُطق بكلمة التوحيد يكفي في دخول الجنّة
والنجاة من النّار . لأنّ عقيدة المرجئة المذمومة دون هذه العقيدة بكثير
لأنّهم لم يقولوا قط أنّ المشرك والمنافق يدخلان الجنّة بسبب التلفظ بكلمة
التوحيد .. ومع ذلك فهم معدودون من أهل البدعة ..
وكل من اعتقد بدعة ضالةً مخالفة للكتاب والسنّة لا بد من أن يكون رادّا
لنصوص صحيحة ثابتة وحكمه عند أهل الحقّ أن يحكم عليه بالخطأ والضلال قبل
إقامة الحجة الرسالية عليه وبالكفر والقتل بعد إقامة الحجة علية .
أما من اعتقد أنّ الخروج من الشريعة لا يضرُّ الناطقين بالشهادتين فلا شكّ
في كفره .جاء في فتاوى الإمام (ابن تيمية) رحمه الله ما يأتي :-
= ما تقول السادة العلماء أئمة الدّين رضي الله عنهم أجمعين في رجل قال :
أشهد أنّ لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، ولم يصلّ ولم يقم
بشيء من الفرائض ، وأنه لم يضرّه ويدخل الجنّة ، وأنّه قد حرم جسمه علي
النّار ؟؟
فأجاب :-
" إن لم يعتقد وجوب الصلوات الخمس ، والزكاة المفروضة ، وصيام شهر رمضان ،
وحجّ البيت العتيق ، ولا يحرم ما حرم الله ورسوله من الفواحش والظلم
والشرك والإفك فهو كافرٌ مرتدّ يُستتاب فإن تاب وإلاّ قُتل باتفاق أئمة
المسلمين ولا يغني عنه التكلم بالشهادتين " .
" وإن قال : أنا أقرُّ بوجوب ذلك علي ، وأعلم أنه فرض وأنّ من تركه كان
مستحقاً لذم الله وعقابه لكني لا أفعل ذلك . فهذا أيضاً مستحق للعقوبة في
الدنيا والآخـرة باتفاق المسلمين .
،، ومن قال : أن كلّ من تكلّم بالشهادتين ، ولم يؤدِ الفرائض ولم يجتنب
المحارم يدخل الجنّة ولا يعذب أحدٌ منهم بالنّار : فهو كافرٌ مرتدٌّ يجب أن
يستتاب ، فإن تاب وإلاّ قتل .
بل الذين يتكلمون بالشهادتين [أصناف] منهم منافقون في الدرك الأسفل من النار" (مجموع الفتاوى .م/35/ص: 105،106)
وسئل رحمه الله تعالي عن رجل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من
قال لا إله إلاّ الله دخل الجنّة وقال آخر : إذا سلك الطريق الحميدة واتبع
الشرع دخل ضمن هذا الحديث. وإذا فعل غير ذلك ولم يبال ما نقص من دينه وزاد
في دنياه لم يدخل ضمن هذا الحديث. قال له ناقل الحديث: أنا لو فعلت كلّ
ما لا يليق، وقلت لا إله إلاّ الله :دخلت الجنّة ولم أدخل النّار ؟؟
فأجاب رحمه الله : الحمد لله ربّ العالمين . من اعتقد أنّه بمجرّد تلفظ
الإنسان بهذه الكلمة يدخل الجنّة ولا يدخل النّار بحال فهو ضالّ مخالف
للكتاب والسنّة وإجماع المؤمنين فإنّه قد تلفظ بها المنافقون الذين هم في
الدرك الأسفل من النّار وهم كثيرون ، بل المنافقون قد يصومون ويصلّون
ويتصدقون ولكن لا يتقبل منهم [ ثم أخذ في سرد الأدلة من الكتاب والسنّة ] (
مجموع الفتاوى.م35/ص:201-202)
الموضوع : هل كل من قال لا اله الا الله دخل الجنة؟ المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya