بلاؤك .... من فضل الله عليك ومحبته لك
عن أبي سعيد وأبي هريره رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا أذى ولا غم حتى
الشوكة يشاكها غلأا كفر الله بها خطاياه " متفق عليه.
هذا الحديث جاء تعزية لأهل البلاء والهموم ونعمة لهم .
فلابتلاء سنه إلهيه ودوام الحال من المحال ، وكما أنه تأتيه أيام رخاء تأتيه أيام شده ،
والمؤمن أمره كله خير إن اصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له .
لمن اصابه البلاء اقول له :لاتظن أن هذا البلاء الذي أتعبك سيذهب سدى ، بل ستعوض عنه خيرا ،
ربما انت تعده بلاء وهو أعظم نعمه لك من الله تغفر خطاياك وتحط عنك ذنوبك بسببه،
ثم لا تنسى أن سلعة الله غاليه دار غرسها الله بيده ،
أرضها المسك والزعفران وسقفها عرش الرحمن ، قصورها الذهب والفضه ،
يجلس أهلها على كثبان المسك فتنصب لهم منابر النور والذهب ليتلذذوا
بأعظم نعيم الجنه رؤيه الرحمن سبحانه
وحديثه لهم فينسون مع نعيمها الدنيا كلها فلعل الله يكتبها لك برحمته لك أن صب عليك بلاءه ينظر إلى فعلك فصبرت واحتسبت .
فإذا تذكر المبتلي أجر الصابرين وما ادخره الله لهم عنده من منزلة بصبره ودعواته المحبوسه له عند الله واحتسب ذلك هان عليه البلاء
يقول سليمان بن القاسم " كل يعرف ثوابه إلا الصبر "{ .... إنما يوفى الصبرون أجرهم بغير حساب }
ولهذا ينبغي للمؤمن أن يحتسب الأجر ولو على الشوكه لأنه يكتب له بها الأجر عند الله .
مما يعين المبتلى على الصبر هو من دلائل فضل الله عليه ومحبته له " أن الله اذا أحب قوما ابتلاهم "،
ولذا يقول سفيان الثوري :"ليس بفقيه من لم يعد البلاء نعمه والرخاء مصيبه "،
ومن يرد الله به خيرا صب منه وما يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئه ،
فالأبتلاء هو محك الإيمان الصادق والرجل يبتلى على قدر دينه فلعل الله يمتحنه ببلائه ويحميه به من لذائذ الدنيا لخاصيته عنده .
ولا ينسى المبتلى أن هناك من هو أشد منه بلاء فربما حرمك الله من
الولد لكن هناك من حرم الولد والعافيه يتمنى أن يرفع لقمته بيده إلى فمه
فلا يقدر ،
قد يكون الله حرمك من البصر لكن هناك من حرم السمع والبصر والعقل فأنظر إلى من هو دونك في النعم حتى لا تحتقر نعمة الله عليك .
والحمد لله على نعمه والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه اجمعين ،،
الموضوع : بلاؤك .... من فضل الله عليك ومحبته لك المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya