بسم الله الرحمن الرحـــــيم
اللهم صل و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الشيخ الوالد ابن باز رحمه الله تعالى :
فإن الله عز وجل خلق الخلق ليعبدوه وحده لا شريك له، وأرسل الرسل لبيان هذه
الحكمة والدعوة إليها، وبيان تفصيلها، وبيان ما يضادها، هكذا جاءت الكتب
السماوية، وأرسلت الرسل البشرية من عند الله عز وجل للجن والإنس، وجعل الله
سبحانه هذه الدار طريقا للآخرة، ومعبرا لها، فمن عمرها بطاعة الله وتوحيده وإتباع رسله عليهم الصلاة والسلام،
انتقل من دار العمل وهي الدنيا، إلى دار الجزاء وهي الآخرة، وصار إلى دار
النعيم والحبرة والسرور، دار الكرامة والسعادة، دار لا يفنى نعيمها، ولا
يموت أهلها، ولا تبلى ثيابهم، ولا يخلق شبابهم، بل في نعيم دائم، وصحة
دائمة، وشباب مستمر، وحياة طيبة سعيدة، ونعيم لا ينفد، ينادي فيهم من عند
الله عز وجل: ((يا أهل الجنة إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وإن لكم أن
تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تنعموا
فلا تبتئسوا أبدا)) هذه حالهم ولهم فيها ما يشتهون، ولهم فيها ما يدعون.
{نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ}( ) ولهم فيها لقاء مع الله عز وجل كما
يشاء، ورؤية وجهه الكريم جل وعلا.
أما من خالف الرسل في هذه الدار، وتابع الهوى والشيطان،
فإنه ينتقل من هذه الدار إلى دار الجزاء، دار الهوان والخسران، والعذاب
والآلام والجحيم، التي أهلها في عذاب وشقاء دائم، {لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ
فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا }( ) كما قال عز وجل:
{إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا
يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا}( ) وقال فيها أيضا: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا
يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ
وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}( ) وقال فيها جل وعلا: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا
فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ}( )
مجموع فتاوى و مقالات متنوعة للشيخ ابن باز رحمه الله ( الجزء الثاني ) .
الموضوع : بل خلق الخلق ليعبدوه المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya