سوسو كولعضـــو جـــديد
تاريخ التسجيل : 07/02/2011
| موضوع: أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ الخميس 10 فبراير 2011 - 4:28 | |
|
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ
مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ } البقرة 214
أي أظننتم أنكم تدخلون الجنة بدون ابتلاءات تحدث لكم؟ إن الحق سبحانه ينفي هذا الظن ويقول: ليس الأمر كذلك، بل لابد من تحمل
تبعات الإيمان، فلو كان الإيمان بالقول لكان الأمر سهلا، لكن الذي يُصَعِبُ الإيمان هو العمل، أي حمل النفس على منهج الإيمان. لقد
استكبر بعض من الذين عاصروا محمداً صلى الله عليه وسلم أن يقولوا: " لا إله إلا الله " لأنهم فهموا مطلوبها؛ لأن الأمر لو اقتصر
على مجرد كلمة تقال بلا رصيد من عمل يؤديها، لكان أسهل عليهم أن يقولوها، لكنهم كانوا لا يقولون إلا الكلمة بحقها، ولذلك أيقنوا
تماما أنهم لو قالوا: " لا إله إلا الله " لانتهت كل معتقداتهم السابقة، لكنهم لم يقولوها؛ لأنهم أبوا وامتنعوا عن القيام بحقها وأداء
مطلوبها.
إن الحق يقول: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَآءُ وَ الضَّرَّآءُ } فما العلاقة بين هذه الآية
وما سبق من الآيات؟ لقد كان الحديث عن بني إسرائيل الذين حسبوا أنهم يدخلون الجنة بدون أن يبتلوا، وصارت لهم أهواء يحرفون بها
المنهج. أما أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فعليهم أن يستعدوا للابتلاء، وأن يعرفوا كيف يتحملون الصعاب.
ونحن نعرف في النحو أن هناك أدوات نفي وجزم. ومن أدوات النفي " لم " و " لما " فعندما نقول: " لم يحضر زيد " فهذا حديث في
الماضي، ومن الجائز أن يحضر الآن. ولكن إذا قلت: " لما يحضر زيد " فالنفي مستمر حتى الآن، أي أنه لم يأتي حتى ساعة الكلام
لكن حضوره ومجيئه متوقع هنا تقول الآية: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم } أي لا يمكن أن تدخلوا
الجنة إلا إذا جاءكم من الابتلاء مثل من سبقكم من الأمم ولابد أن تُفتنوا وأن تمحصوا ببأساء وضراء، ومن يثبت بعد ذلك فهو يستحق
أن يدخل الجنة، فلا تظنوا أنكم أمة متميزة عن غيركم في أمر الاختبار، فأنتم لن تدخلوا الجنة بلا ابتلاء، بل على العكس سيكون لكم
الابتلاء على قدر النعماء.
أنتم ستأخذون مكانة عالية في الأمم ولذلك لابد أن يكون ابتلاؤكم على قدر مكانتكم، فإن كنتم ذوي مكانة عالية وستحملون الرسالة
الخاتمة وتنساحون في الدنيا فلا بد أن يكون ابتلاؤكم على قدر عظمة مسئوليتكم ومهمتكم.
{ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَآءُ وَالضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ } إن قول الله: {
وَلَمَّا } يفيد بأن ما حدث للذين من قبلهم من ابتلاء عليهم سيقع على المؤمنين مثله.
وعندما نتأمل قوله الحق: { وَزُلْزِلُواْ } فأنت تكتشف خاصية فريدة في اللغة العربية، هذه الخاصية هي تعبير الصوت عن واقعية
الحركة،
و { وَزُلْزِلُواْ } يعني أصابتهم الفاجعة الكبرى، الملهية، المتكررة، وهي لا تتكرر على نمط واحد، إنما يتعدد تكرارها، فمرة يأخذها
الإيمان، ثم تأخذها المصائب والأحداث، وتتكرر المسألة حتى يقول الرسول صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه: { مَتَى نَصْرُ اللَّهِ }؟
ويأتي بعده القول: { أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ } فهل يتساءلون أولاً، ثم يثوبون إلى رشدهم ويردون على
أنفسهم { أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ
قَرِيبٌ } أم أن ذلك إيضاح بأن المسألة تتأرجح بين { مَتَى نَصْرُ اللَّهِ } وبين { أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }؟.
لقد بلغ الموقف في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاختيار والابتلاء إلى القمة، ومع ذلك واصل الرسول صلى الله عليه
وسلم والذين معه الاستمساك بالإيمان. لقد مستهم البأساء والضراء وزلزلوا، أي أصابتهم رجفة عنيفة هزتهم، حتى وصل الأمر من أثر
هذه الهزة أن { يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }.
** إن مجيء الأسلوب بهذا الشكل { مَتَى نَصْرُ اللَّهِ } يعني استبطاء مجيء النصر أولاً، ثم التبشير من بعد ذلك في قوله الحق: {
أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }. ولم يكن ذلك للشك والارتياب فيه. وهذا الاستبطاء، ثم التبشير كان من ضمن الزلزلة الكبيرة، فقد اختلطت
الأفكار
أناس يقولون: { مَتَى نَصْرُ اللَّهِ } فإذا بصوت آخر من المعركة يرد عليهم قائلا: { إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }.
وسياق الآية يقتضي أن الذين قالوا: { مَتَى نَصْرُ اللَّهِ } هم الصحابة، وأن الذي قال: { أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ } هو رسول الله صلى
الله عليه وسلم.
و صدق الله العظيم الموضوع : أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: سوسو كول |
|
السنوارعضـــو نشــط
تاريخ التسجيل : 27/01/2011
| موضوع: رد: أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ الأحد 13 فبراير 2011 - 3:27 | |
| |
|
الجنه تنادينيالاشراف العام
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
| موضوع: رد: أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ الخميس 30 يونيو 2011 - 0:10 | |
| اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بارك الله فيكم جزاكم الله خيرا ً بما قدمتم جعله الله فى ميزان حسناتكم تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال الموضوع : أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: الجنه تناديني توقيع العضو/ه:الجنه تناديني | |
|
|
واسلاماهالمراقبة العامة
تاريخ التسجيل : 23/06/2009
| |
أم شروقالمراقبة العامة
تاريخ التسجيل : 12/07/2011
| |