El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: شرح حديث "له أجر خمسين منكم" الخميس 21 أبريل 2011 - 7:54 | |
| شرح حديث "له أجر خمسين منكم"
للشيخ عبد الرحمن السحيم
السؤال
سؤال عن حديث فيه أن لمن تمسّك بالدين في آخر الزمان يكون له أجر خمسين من الصحابة . هل هو صحيح ؟ وإذا كان صحيحا كيف يكون له أجر خمسين من الصحابة ؟
الجواب
الحديث رواه ابن نصر في كتاب السُّنة بلفظ : إن من ورائكم أيام الصبر ، للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم . قالوا : يا نبي الله أو منهم ؟ قال : بل منكم .
والحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله بمجموع طُرقه .
وأما كيف يكون له أجر خمسين من الصحابة فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، هذا أولاً . وثانياً : قد يَفْضُل العمل باعتبار الزمان أو المكان – وفيه تفصيل - . ثالثاً : لا يعني ذلك أن يكون المتّصف بذلك أفضل من الصحابة .
وبيان ذلك :
أنه من المعلوم أن نبينا صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء ، وهو خيرهم وخاتمهم .
ومع ذلك فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فضائل لبعض الأنبياء ، حيث ذكر أن إبراهيم خليل الرحمن ، وأن موسى أذي بأكثر مما أُوذي به النبي صلى الله عليه وسلم فصبر ، إلى غير ذلك مما ذُكر من فضائل الأنبياء ، ولا يعني ذلك تفضيلهم على نبينا صلى الله عليه وسلم . والأنبياء هم صفوة الله من خلقه .
ويُقال في فهم هذا الحديث أن العمل الصالح يكون فاضلا باعتبار الزمان ، وهنا وصف النبي صلى الله عليه وسلم أيام الشدّة بأيام الصبر ، وهذا كقوله عليه الصلاة والسلام : سبق درهم مائة ألف درهم . قالوا : وكيف ؟ قال : كان لرجل درهمان تصدّق بأحدهما ، وانطلق رجل إلى عرض ماله فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها . رواه الإمام أحمد والنسائي .
فصاحب الدرهمين لما تصدق بدرهم كأنه تصدّق بنصف ماله ، وإن كان الآخر الذي تصدّق بمائة ألف أنفع للمسلمين وأكبر أثراً . وقد يكون العمل فاضلا ويفضل غيره بما يقع في قلب الشخص ، كما هو الحال في البغي الذي سَقَتْ كلباً فغفر الله لها . والقصة في الصحيحين . وكحال الرجل الذي وجد غصن شوك في الطريق فأخّره ونحّاه ، فغفر الله له . والقصة في الصحيحين .
ثم إنه عليه الصلاة والسلام قال في هذا الحديث : للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم .
فخص الأيام بالصبر ، وخص الأجر بالمتمسّك ، وهذا اللفظ يدلّ على شدّة التمسّك ؛ لأن الإمساك يكون برفق بخلاف التمسّك . هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإنه ذكر التمسّك بما كان عليه الصحابة لا دين ملفّق من أديان ، ولا دين مرقع ، بل " بما أنتم عليه " وقد ذكر رسول الله وصف الفرقة الناجية فقالوا : ومن هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي .
ثم إن الصحابة كانوا يجدون على الخير أعوانا ، والمتمسّك في أيام الصبر قد لا يجد على الخير أعوانا ، بل ربما كان مُحارَبا مُطارداً مُتّهما لتمسّكه بِدِينه ، كما هو مشاهد في كثير من أصقاع الأرض .
والمجتمع كان يُعين على التمسّك لأن المخالف كان يُنبذ بخلاف زمان الصبر وأيام الشدائد ، فإنه قد يكون المتمسّك بدينه هو المنبوذ !
ولذا قال الإمام الذهبي في سيرة عمر بن عبد العزيز رحمه الله : كان هذا الرجل حسن الخلق والخلق كامل العقل حسن السمت ... ناطقا بالحق مع قلّة المعين وكثرة الأمراء الظلمة الذين مَلُّوه وكرهوا محاققته لهم ونقصه أعطياتهم ، وأخذه كثيرا مما في أيديهم مما أخذوه بغير حق ، فما زالوا به حتى سقوه السمّ ، فحصلت له الشهادة والسعادة ، وعُـدّ عند أهل العلم من الخلفاء الراشدين والعلماء العاملين . اهـ . وليس معنى هذا أنه أفضل من معاوية رضي الله عنه ، والذي عـدّه العلماء الخليفة الخامس ؛ إذ هو الخليفة الذي حكم مدة طويلة بعد الخلفاء الأربعة ، ولكن كان معاوية يجد على الخير أعواناً ، وعمر بن عبد العزيز قلّ مَن يُعينه ، كما ذكر الإمام الذهبي رحمه الله .
ثم إن تفضيل الصحابة رضي الله عنهم لا يعني تفضيل كل فرد من أفرادهم على كل فرد من أفراد من بعدهم ، فقد يفضل بعض الناس بِعلْم أو فضل وعدل ، ما يفوق به بعض أفراد الصحابة رضي الله عنهم في عظيم أثره في الأمة ، وإن كان لا يُداني كبارهم في المنـزلة ولا في الفضل .
فإن الصحابة منهم السابق ومنهم المهاجر ومنهم من تأخر إسلامه ، كالذين أسلموا بعد الفتح ، وتباينت مراتب الصحابة لذلك ، لذا قال عز وجل : ( لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى )
ومما ينبغي أن يُعلم أنه لا مَطمع في بلوغ مراتب الصحابة ولا فضلهم . فالصحابة قد زكّاهم الله وشهد بفضلهم وأجمعت الأمة على أنهم خير الناس بعد نبيِّهم صلى الله عليه وسلم بشهادته صلى الله عليه وسلم لهم .
ويجب أن لا يغتر الإنسان بعمله فيظن أنه بلغ مراتب الصحابة أو أنه يُدانيها فقد سمعت أنه قيل عن بعض الناس اليوم : صحابي يعيش في القرن الخامس عشر الهجري !
ألم يبلغهم قول عمر بن عبد العزيز رحمه الله وقد قيل له : يا أمير المؤمنين لو أتيت المدينة فإن قَضى الله موتاً دُفنت في موضع القبر الرابع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : والله لأن يعذبني الله بغير النار أحب إلي من أن يعلم من قلبي أني أراني لذلك أهلا .
قال ذلك أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز الذي عدّه بعض العلماء خامس الخلفاء لمشابهته لسيرهم في العدل والزهد .
فماذا يقول غيره ؟ الذي ربما رأى أنه مثل الصحابة أو أنه يُمكن أن يبلغ ما بلغوا ، وربما كان موغلا في الموبقات ، أو كان مُنطرحا بين الشهوات والشُّبهات ، أو كان ممن لم يُقدّم لِدِينِه سوى فضلة وقته – إن قدّم – أو لم يتذكر أن له ديناً يحمله . وهو مع ذلك يرجو أن ينال مراتب الصحابة ! هيهات هيهات !
ألم تـرَ أن السيف ينقص قدره *** إذا قيل أن السيف أمضى من العصى !! الموضوع : شرح حديث "له أجر خمسين منكم" المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
حاملة الدعوةالمدير العام
تاريخ التسجيل : 17/02/2010
| موضوع: رد: شرح حديث "له أجر خمسين منكم" الخميس 21 أبريل 2011 - 8:33 | |
| بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خيراً أختى جعله الله فى موازين حسناتكِ الموضوع : شرح حديث "له أجر خمسين منكم" المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: حاملة الدعوة توقيع العضو/ه:حاملة الدعوة | |
|
|
واسلاماهالمراقبة العامة
تاريخ التسجيل : 23/06/2009
| موضوع: رد: شرح حديث "له أجر خمسين منكم" السبت 9 يوليو 2011 - 13:51 | |
| |
|
أم شروقالمراقبة العامة
تاريخ التسجيل : 12/07/2011
| موضوع: رد: شرح حديث "له أجر خمسين منكم" الأربعاء 3 أغسطس 2011 - 6:34 | |
| بارك الله فيك ونفع بك وجعل كل ماقدمتيه في ميزان حسناتك وجزاك ربي الجنه بغير حساااب موفقـــــ .. الموضوع : شرح حديث "له أجر خمسين منكم" المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: أم شروق |
|