السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كست وجهها نظرة غاضبة وهمت بإغلاق تليفونها المحمول حين أخبرها زوجها بأنه قد تم إستدعؤه لمهمة عاجلة من أجل الوطن
وقال لها بإيجاز
إنه شىء خارج عن إرادتى يازوجتى الحبيبة
الظروف التى تمر بها البلاد لاتسمح لى بالقيام بأجازة فى هذه الأيام العصيبة
ومن منا يتوق أو يتشوق للتنزه أو الفسحة؟
ألست من هذا البلد؟
ألا تشعرين بإنتمائك له؟
قضت يومها تفكر فى مادار بينها وبينه
تارة تشعر بالإشفاق عليه
وتارة أخرى تكره عمله وغيابه المتكرر عن البيت
ألا تتحمل وحدها أعباء المنزل
وتتحمل أيضآ تربية الطفلين؟
وتصدر من داخلها ضحكة ممزوجة بالغضب متسائلة
طفلين؟
يالك من مازحة
أنسيت أنهما قد كبرا كثيرآ
ويتسائلان دائمآ عنه
أين بابا؟
وتتعللين بأسباب كاذبة لتهدئتهما
نريد أن يخرج أبى معنا
نريد أن نشعر بدف وحنان الأسرة
وهو يتحجج بواجبه وشرفه العسكرى
ياللوطنية
وتعود وتعاتب نفسها
بل تحاكمها وتلومها
لماذا تزوجتيه؟
وتأتيها الإجابة من داخل أعماقها
لقد وجدت فيه كثيرآ من المميزات التى يسيل لها لعاب أية فتاة
إنه دمث الخلق وذو مركز مرموق فى الجيش
طيب القلب ودود وخفيف الظل
وتتنهد وتكاد كما لو كانت تريد أن تصفع نفسها بيدها على وجهها
كل تلك المميزات وتشتكين
من ماذا تشتكين إذن؟
انظرى لمن حولك من الفتيات والسيدات الأخريات
كم من زوجات يعشن حياة تعيسة مع أزواجهن
وكم منهن يتمنين لو لم يتزوجن فى يوم من الأيام
من سوء معاملة أزواجهن لهن
أما أنت
يالك من ناكرة للجميل
ألا تحمدى الله على نعمته
لقد رزقك بزوج رائع
لايبخل عليك بأى شىء تطلبينه
ولديك منه ولدآ وبنتآ تحسدى عليهما
ماذا تريدين أكثر من ذلك
إحمدى ربك
وإتركيه يؤدى واجبه نحو وطنه
الذى هو وطنك أنتى أيضآ
إن الوطن يكاد يكون فى حالة حرب
حربآ داخلية
وما أفظعها من حرب
وعاود تليفونها المحمول يرن من جديد
فتناولته من على المكتب برفق
بعد أن هدأت قليلآ وذهبت العصبية عنها
وكان هو
زوجها الحبيب
يتصل بها ثانية لكى يطمئن عليها
ويحدثها بكل ود وحب
ويسألها بحنان
أهدأت ثارتك ياحبيبتى؟
ضحكت ضحكة صافية من القلب فى هذه المرة
وردت
نعم لقد هدأت
سامحنى
لقد كنت أنانية
لا أفكر سوى فى نفسى
وأنت كم تتعب من أجلنا
من أجلى ومن أجل أولادك
من أجل الوطن بأكمله
حماك الله
أنت ومن هم مثلك
حماة الوطن
سوف أستغفر الله على كل ما إقترفته من ذنوب تجاهك
وأدعو لك بالتوفيق فى مهمتك
وأنت تعود لنا سالمآ بإذن الله
هذا هو كل ما أتمناه الآن
عودتك عندى أغلى من كل كنوز العالم
وعودة الأمن والأمان لوطننا الحبيب
هى أغلى الأمانى
ولينصرنا الله العلى القدير
وأغلقت التليفون
وذهبت للإطمئنان على أولادها فى حجرتهم
ثم أخلدت للنوم هى أيضآ
فى إنتظار الفجر الجديد
فجر الحرية.....وفجر الأمل
وماالنصر إلا من عند الله
ولكم تحياتى
بقلمى
الموضوع : حماة الوطن(قصة قصيرة )بقلمى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: سنابل