علاج المسحور
إن من أهم المشاكل التى تكون ليلة الزفاف أن يكون الزوج "مربوطاً" عن
زوجته ، مما يصيب الزوج بألم نفسى شديد أن يشعر بفقد رجولته فى ليلة العمر
أو غيرها ، مما يدفع الكثير من الناس إلى اللجوء إلى الدجالين والسحرة
للخروج من المأزق العظيم ، ومما قد يؤدى بالزوج فى بعض الأحيان إلى فعل ما
يغضب الله تعالى ، فهل حقاً هناك ما يسمي بالربط ، وما هى أدلة مس الجن
للإنسا ، وكيف يعرف الإنسان أنه مسحور ، وما هى أنواع السحر ، وكيف يعمل
الساحر ، وما هى طرق العلاج ، وكيفية التحصين من هذا ؟ إلى غير هذا ، مع
الإفاضة لشيوع هذا الأمر بين الناس وانتشاره وعموم البلوى به ، وأهمية هذا
الأمر .
الجواب : لقد منً الله تعالى على بتأليف رسالة موجزة فى هذا الأمر لعموم
البلوى به ، وإن كنتُ رفضتُ فى الماضى أن أضع رسالة أو أصنف كتاباً فى
العلاج بالقرآن لكثرة المعروض بالأسوق ، إلا أنه وبعد سنوات من العلاج
أكثر من عشر سنوات طلب منى الاستاذ "جمال" صاحب مكتبة العلم أن أضع رسالة
موجزة فى بيان هذا الأمر ، فى محاولة لطرد سقيم الكتب وعليلها ، وقوف
المريض على الصحيح من العلاج من كتاب الله تعالى وسنة نبيهr، فكان والحمد
لله رب العالمين ، ومما جاء فيها :
أدلة مس الجن للإنس : وأدلة مس الجنى للإنسا كثيرة جداً ، تحدثت عنه
التوراة والإنجيل ، ونص عليها القرآن الكريم ، ومنه قوله تعالى :
(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الذى
يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ) (البقرة : 275) .
قال الإمام ابن كثير فى تفسيره (1\326) : "أى لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له" .
وقال القرطبى فى تفسيره (3\320) : فى هذه الآية دليل على فساد مَن أنكر
الصرع من جهة الجن وزعم أنه من فعل الطبائع ، وأن الشيطان لا يسلك فى
الإنسان ولا يكون منه مس" (1) .
ومن السنة النبوية المطهرة : ما أخرجه الإمام أحمد فى مسنده عن يعلى بن
مرة قال : "ثلاثة أشياء رأيتهن من رسول الله r ثم ذكر الحديث إلى أن قال :
ثم سرنا فمررنا بماء ، فأته امرأة بابن لها به جِنِّة ، فأخذ النبىrمنخره
فقال : اخرج عدو الله إنى رسول الله ، قال : ثم سرنا ، فلما رجعنا من سفرنا
مررنا بذلك الماء فأت امرأة عجوز بجزر ولبن ، فأمرها أن ترد الجزر ، وأمر
أصحابه فشربوا من اللبن ، فسألها عن الصبى فقال : والذى بعثك بالحق ما
رأينا منه ريباً بعدك" (1)
كيف تعرف أنك مسحور :
وقبل أن نبدأ بيان الأعراض التى تظهر على المسحور نبين أولاً أن السِّحر
جاء ذكره فى القرآن فى غير آية ، فقال تعالى حكاية عن أهل الكفر والشرك
قولهم عن الرسول : (إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا) (الإسراء
: 47) ، كما أخبر تعالى أن عصر موسى u كان أحد العصور التى كان للسحر
فيها المكان المرموق ، وذلك فى مواضع كثيرة من كتاب الله تعالى .
فالسِّحر حقيقة وسبب من الأسباب التى تؤثر فى المريض ، إلا أن هذا التأثير
مقيد بإذن الله تعالى ، كما قال تعالى عن السحرة : (وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ
بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) (البقرة : 102) .
فالسِّحر لا يضر ولا ينفع كغيره من الأسباب إلا بإذن الله تعالى ، فليكن هذا منك على بال .
وكما ورد الحديث عن السِّحر والسحرة فى كتاب الله تعالى ، جاءت السنة
النبوية الشريفة لتبين أن من أتى ساحراً أو كاهناً أو عرافاً فقد كفر ، وفى
رواية : فقد أشرك .
وعليه فكل من أتى دجالاً أو عرافاً أو كاهناً أو ساحراً فيخشى عليه أن يدخل
تحت نطاق الحديث السابق ، وليكن هذا أيضاً منك على بال (1) .
أنواع السِّحر :
ومن أنواع السِّحر : سِّحر التفريق : وقد بينه القرآن فى قوله تعالى :
(فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ
وَزَوْجِهِ) (البقرة : 102) فيخيل إلى المسحور رجلاً كان أم امرأة أن وجه
زوجته أو مخطوبته كأنه ثعبان أو قرد أو نحو هذا ، فينفر منها ، كما تكثر
الخلافات الزوجية فى البيت على خلاف المعهود ، أو نفرة الرجل أو المرأة من
البيت والشعور بالضيق كلما كانا الرجل أو المرأة فيه ، والشعور بالراحة
كلما خرجا منه أو ذهبا إلى أى مكان آخر .
ويرجع هذا إلى تمثل الجنى على وجه الرجل أو المرأة على هيئة ثعبان أو قرد أو أى منظرٍ قبيح ، مما يؤدى إلى النفور والابتعاد .
سِّحر الربط : وهو ما يصيب الرجل عند الجماع ، فلا يتم انتصاب العضو
الذكرى للرجل عند الجماع ، وكلما كان الرجل بعيداً عن زوجته يشعر
بالارتياح والحاجة إلى الجماع ، فإذا أراد الجماع وبدأ العضو فى الانتصاب ،
أصاب العضو حالة من الضعف و "الارتخاء" مما يصيب الرجل بحالة نفسية سيئة .
ومردُّ هذا إلى السِّحر والجان الموكل بالعمل ، الذى يُمسك ويضغط على
المركز العصبى بالمخ والذى يمد الجسد بالإشارة التى يتم بها دفع الدم إلى
العضو لتم عملية الانتصاب ، كما يكون أيضاً فى بعض حالات الشل النصفى أو
الكلى ، أو فقد الإبصار الوقتى .
وكذا يأتى الجنى المرأة فيسُدّ "فرْجها"وهو سِّحر التغوير ، فيأتى الرجل
زوجته ليلة البناء "الزفاف" فيجدها كالثيب ، فلا يجد غشاء البكارة ، وهو ما
يسمى بسِّحر التغوير ، مما يجعل للشيطان منفذاً إلى نفسه .
سِّحر الجلب والمحبة : وهو ما يظهر على المريض من ميلٍ إلى شخصٍ بعينه ،
قد يكون خطيباً أو زوجاً أو غير ذلك ، وكذا للرجل أن يجد نفسه يميل إلى
"فلانة " بعينها ، حتى تجده يترك عمله ليسافر إليها على بُعد المسافة أو
كثير الاشتياق إليها على غير المعهود ، والتود إليها وطلب وصالها وإن كان
حراماً ، والتقرب إليها بشتي الطرق والوسائل على غير المألوف والمعهود .
كيف يعمل الساحر : يقوم الساحر أو الدجال بقراءة بعض الطلاسم وقد يقرأ
بعض الآيات بطريقة معينة على بعض الماء ليشربه المراد عمل السِّحر له ، أو
بعض الطعام ليأكله ، أو على قطعة من "أثر" أو بعض التراب ، أو بعض البخور ،
وغير هذا كثير .
ثم يأخذ "الزبون" هذا "العمل" ويضعه فى المكان الذى أعلمه الساحر به ، أو
يرشه على باب "بيت" أو "شقة المطلوب" عمل السحر له ، حتى إذا شربه أو أكله
أو مرّ "خطى" يبدأ السحر فى العمل .
ويكون هذا عن طريق توكيل الساحر لبعض الجن بالعمل كخدام له ، فإذا رُش
الماء مثلاً على "عتبة" الباب جلس الجن الموكل بالسِّحر بجوار ذلك العمل
وكثيراً ما يكون الجن الموكل بالسِّحر أربعة أو ستة أو أضعاف هذا العدد (1)
، فإذا مرَّ المطلوب على العمل انتفض الجن الموكل بالسِّحر "ليلبس" جسد
المسحور ثم تبدأ الأعراض فى الظهور .
ومن الأعراض التى تظهر على المسحور : أن يرى فى منامه أحلاماً مفزعة ، كأن
يرى ثعباناً يلدغه ، أو يوشك أن يقع من مكان عالٍ ، أو يرى ثعابين كثيرة
أو قروداً ، أو يرى فى منامه أماكن النجاسات والخِرب (2) أو المقابر ونحو
هذا .
ومن الأعراض التى يراها المسحور أيضاً وهذا وفق السحر كثرة الاحتلام
ليلاً ، وقد يكون أيضاً نهاراً ! وهو ما يسمى بالعشق ، فيأتى الجنى المرأة
مناماً فيعاشرها معاشرة الأزواج ، مما قد يؤدى إلى نفرتها من زوجها ، وكذا
تأتى الجنية الرجل فى منامه حتى أن بعضهم كاد أن يصل به الأمر إلى الجنون
من كثرة معاناته من هذا الأمر ومحاولة التخلص منه .
كيفية علاج المسحور :
يحضر المريض سبع ورقات من ورق شجرة السدر "النبق" غير معطوبة أو مقطوعة ،
ويدقها بين حجرين حتى تصير قطعاً صغيرة ، ثم يضعها فى إناء به ماء ، ثم
يُقرأ على الإناء آيات الرقية وآيات فك السِّحر (3) مع استحضار القارئ أو
المعالج عند قراءة الآيات نية الشفاء وطرد الجن من جسد المريض وإبطال
السِّحر ، وهذا هام جداً (1) ، والآيات هى :
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ
الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ
الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)) (الفاتحة) .
(الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ
إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(4))
(البقرة : 1-4) .
(وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَانُ
الرَّحِيمُ (163) إِنَّ فى خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ
اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ التى تَجْرِي فى الْبَحْرِ بِمَا
يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ
فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ
دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ
السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)) (البقرة :
163-164) .
(اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ
سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فى السَّمَاوَاتِ وَمَا فى الْأَرْضِ مَنْ
ذَا الذى يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشئ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا
بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ
حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعلى الْعَظِيمُ(255)) (البقرة : 255) .
(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ
كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا
نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا
غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ
نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ
رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا
تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ
عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَاأَنْتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى
الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)) (البقرة : 285 - 286) .
(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ
وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(18)) (آل عمران : 18) .
(إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الذى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فى
سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ
النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ
مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ
اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (الأعراف : 54) .
(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا
لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ
إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ
رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ
وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) (المؤمنون : 115 - 118) .
(وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ
ذِكْرًا (3) إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) رَبُّ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا
السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ
شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى
وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ
(9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ)
(الصافات : 1-10) .
(لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا
مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا
لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) هُوَ اللَّهُ الذى لَا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَانُ
الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الذى لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ
الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ
الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ
الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
يُسَبِّحُ لَهُ مَا فى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ) (الحشر : 21 - 24) .
(وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا) (الجن : 3) .
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ
يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) (الإخلاص) .
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ
شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فى الْعُقَدِ
(4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) (الفلق) .
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ
(3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الذى يُوَسْوِسُ فى صُدُورِ
النَّاسِ (5) مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) (الناس) (1) .
آيات فك السِّحر :
-(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا
كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ
النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ
وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا
نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ
إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا
يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فى الْآخِرَةِ
مِنْ خَلَاقٍوَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا
يَعْلَمُونَ) (البقرة : 102) .
-(وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هى تَلْقَفُ مَا
يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
(118) فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ
السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121)
رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ) (الأعراف : 117 - 122) .
-(فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ
اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ
(81) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُجْرِمُونَ) (يونس : 81 - 82) .
-(وَأَلْقِ مَا فى يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا
كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) (طه : 69) .
ويمكن للقارئ أن يقرأ أيضاً الآيات التالية وهى التى تتحدث عن العذاب
والنار ، وهى مما ثبت أنها تعذب الجنى جداً ، وتعجل بخروجه وهروبه من جسد
المريض إن شاء الله تعالى ، وهى :
والآيات :
النساء : (167-173) ، المائدة : (33-34) ، الأنفال : (12) ، الحجر :
(16-18) ، الإسراء : (110 – 111) ، الأنبياء : (70) ، الحج : (19-20) ،
النور : (35) ، الفرقان : (23) ، الصافات : (88) ، غافر : (78) ، فصلت :
(42) ، الدخان : (43-50) ، الأحقاف : (29-34) ، الزلزلة ، العصر ، البروج ،
الطارق ، الكافرون .
وآيات الشفاء :
الست : التوبة : (14) ، يونس : (57) ، النحل : (69) ، الإسراء : (82) ، الشعراء : (80) ، فصلت : (44) .
على أن يراعى كما تقدم استحضار نية الشفاء وطرد الجن من جسد المريض كما
تقدم هذا ولا يتعجل المريض الشفاء، فإنما هو الأخذ بالأسباب والله تعالى
هو الشافى .
ثم يشرب منه المريض ويغتسل به فى أى حجرة من حجرات البيت ولا يغتسل بهذا
الماء الذى قُرأ عليه القرآن فى "الحمام" أو يرمى به فيه - وما ينزل من
المريض من ماء الاغتسال فى "طبق بلاستيك أو طشت" يسقى به شجرة ، أو "يرشه"
فى أرجاء البيت طرداً لأى جنى قد يكون ساكناً للبيت .
وكيفيته : أن يأخذ من الماء الذى قُرأ عليه آيات الرقية أو آيات الرقية
وآيات فك السِّحر بكوب صغير ثم يرش كل ركن من أركان البيت بعضه ، وقبل أن
يرش يسمي الله تعالى تنبيهاً للجن المسلم عمَّار البيت حتى لا يؤذيهم ،
وكذا فى كل ركن من أركان البيت ، حتى المطبخ ، إلا الحمام لِما تقدم من
أنه مكان نجس ولا يجوز إلقاء هذا الماء فيه .
وعند شرب المريض لهذا الماء قد يصاحبه نوع من القئ خاصة إذا كان "العمل
مشروباً إذا أكثر المريض من شرب هذا الماء ، وقد يخرج "العمل" مع القئ
فيبطل السِّحر بإذن الله تعالى ، وإذا لم يتقيأ المريض وعند اغتسال المريض
بهذا الماء سوف يشعر بنوع من "السخونة" أو "الدفء" ينبعث من جسده ، وكأنه
الماء حاراً .
كما تظهر على المسحور عند قراءة الآيات السابقة عليه أو شربها أعراض
أخرى منها : احمرار شديد بالعينين ، شعور وكأن حجراً ثقيلاً أو نحوه فى
بطنه ، وعند شربه الماء قد يشعر بنار تتأج فى بطنه أو حلقه أو فى جسده
كله .
يستمر شرب الماء والاغتسال به طوال ثلاثة أو سبعة أيام ، مرة أو مرتين
يومياً ، حتى يُبطل السِّحر بإذن الله تعالى ، ولا يدخل اليأس نفس المريض
وليعلم أن الشفاء مرتبط بإذن الله تعالى بالشفاء ، لا بتقوى المعالج وإن
كانت سبباً أو بشهرة المعالج ، أو بما يأخذه المعالج (1) .
هذا إذا فُقد المعالج أو وُجد ، و فى حالة وجود من يعالج لذى خبر هذا
العلم وعمل به فإنه يبدأ بقراءة آيات الرقية فى أذن المريض مستحضراً نية
الشفاء وطرد الجن حتى إذا بدأت الأعراض تظهر على المريض يتعامل معها وِفق
ما يعلم بفضل الله تعالى ، فإذا شعر المريض بنوع "تنميل" فى يديه أو رجليه
أو فى أى مكان بجسده ، أو صداع ، أو شعر بنوع ضيق ، أو كأن هناك من يمسك
برأسه ، أو يضغط على صدره أو قلبه ، فهذا يعنى وجود الجنى فى هذا المكان ،
بدأ المعالج فى قراءة الآيات التى تتحدث عن العذاب والنار ، وقد تقدم ذكر
بعضها .
وإذا "حضر" الجنى على جسد المريض بدأ المعالج فى التعامل معه سؤاله عن سبب
دخوله عشقاً أو سحراً أو حسداً وعن ديانته ، فإن كان مسلماً بينا له عدم
جواز هذا ، وإن كان كافراً عرضنا عليه الإسلام فإن استجاب وإلا أُنذر
كليهما بقراءة الآيات عليهما ، ويراعى عدم الإطالة فى الحديث مع الجنى حتى
لا يهرب أو يأتى بمن يساعده فى التخلص من هذا الأمر ،كما لا يستجاب له فى
أى طلب يطلبه كأن يأمر أن يذبح له كذا وكذا ، أو تلبس المرأة كذا وكذا
لزوجها أو تطوف بالأولياء ،أو يلبس الرجل خاتماً شكله كذا ، فكل هذا
يُعتبر ضرباً من الشرك .
وللمعالج أن يقرأ وقتها قوله تعالى : (فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة : 137) ، وقوله تعالى : (أَيْنَ مَا
تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمْ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شئ
قَدِيرٌ) (البقرة : 148) ، وقوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ
مَسْئُولُونَ) (الصافات : 24)، وقوله تعالى : (أَيْنَمَا تَكُونُوا
يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فى بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) (النساء :
78)
فإذا شعر المريض بنوع سخونة فى مكان "التنميل" أو الضغط مثلاً ، فهذا يعنى
بداية نهاية العمل وإبطاله ، فيستمر المعالج فى القراءة حتى تنتهى هذه
السخونة أو الدفء ، يعود جسد المريض إلى حالته الطبيعية ، ثم يعود المعالج
فيقرأ الآيات مرة أخري حتى إذا ظهرت الأعراض مرة أخرى بدأ فى إبطالها بإذن
الله تعالى ، حتى إذا سمع المريض آيات الرقية وآيات فك السِّحر ولم يشعر
بأي نوع من التعب ، علمنا أن العمل قد بطُل وانتهى بفضل الله تعالى .
هذا ومما يشعر به المريض بعد الشفاء : كأن هناك حملاً ثقيلاً كان على كتفه
قد أختفى أو رُفع ، أوكأن "طاقية "من حديد كانت على رأسه فرفعت .
وقد يشعر أيضاً المريض بعد الشفاء بنوعٍ من الصداع قد يتشابه بما كان
يشعر به من قبل ومرجع هذا إلى عمل "القرين" (1) الذى تعلم من الجنى
"الضيف" الموكل بالعمل أموراً جديدة ، فيبدأ هو فى تنفيذها وإعادتها مرة
أخرى على المريض حتى يلتبس على المريض الأمر ، فيظن أنه لم يشف بعدُ ،
ليأخذه إلى دوامة العلاج بالقرآن أو غيره ، والتى لن يخرج منها سالماً إلا
أن يشاء الله تعالى إلا أن المعالج يستطيع أن يفرق بين هذا الألم وذاك ،
بعدم شعور المريض بذلك الدفء الذى كان يشعر به عن شربه للماء .
هنا يبدأ المعالج فى كتابة هذه الآيات ، أو قراءتها على بعض الماء، وهى :
-الفاتحة .
-سورة البقرة : الآيات (1-4) .
-البقرة : الآيات (163-164) .
-آية الكرسى .
-سورة "ق" : الآيات (23-29) .
-الإخلاص .
-المعوذتين .
أخطاء يقع فيها بعض المعالجين :
ومن الأخطاء التى استُحدثت بعد انتشار العلاج بالقرآن ، ظاهرة العلاج
الجماعى والتى تبنتها بعض المساجد أو المراكز ، فأصبحنا نرى عشرات الحالات
التى تعانى من أعراض المس أو السحر وقد جُمعت فى مكان واحد ، وأُعطيت كل
حالة "سماعة" تضعها على الرأس ثم تبدأ "الرقية" المسجلة تدق أذن الحالة ،
ولا بأس فى سماع المريض للرقية الشرعية "مسجلة" ، ولكن الحرج يقع أن يكون
وسط هذا الحشد من المرضى خروج الجن من جسد ودخوله إلى آخر ، وقد يكون من
بينهم من ليس به مس أو سحر ، وإنما هى أعراض قد تشابه أعراض الممسوس أو
المسحور ، فيشار عليه بالذهاب إلى المسجد أو المركز للعلاج ، وجسده خالى
من المس أو السحر ، وفى أثناء سماع هذا الحشد الهائل للآيات تبدأ بعض
الحالات فى التشنج فيرتاع ويخاف من لم تظهر عليه الأعراض بعدُ ، وقد يكون
بين الحالات كما تقدم من ليس بممسوس أو مسحور ، فيخرج الجنى من جسد المريض
ثم يدخل جسد هذا المرتاع أو الخائف ، أو جسد من يعانى من أعراض تشابه أعراض
الممسوس أو المسحور .
وقد شاهدنا الكثير والكثير من هذه الحالات التى دخلها الجنى ، وبسؤاله يقول
: لقد خرجت فى الجلسة كذا من جسد المريض فلان عند سماعه للقرآن ، ثم
صعدت عالياً ثم نظرت إلى هذه الحالات كلها فرأيتُ فلان يجلس خائفاً من هذا
المنظر "تشنج بعض المرضى" فدخلت فى جسده !
فينتج من ظاهرة العلاج الجماعى إصابة بعض الحالات السليمة بالمس ظلماً من الجنى ، وجهلاً من المعالج ، فليكن هذا منك على بال .
ومن الأخطاء التى صاحبت انتشار العلاج بالقرآن منذ بداياته : الاستعانة
بالجن "المسلم" فى العلاج ، فترى الجنى يخرج من جسد المريض وقد تاب وأناب
على يد الشيخ المعالج ، ثم يعرض عليه أن يساعده فى العلاج طلباً لتكفير ما
سلف من أذى للمريض ، وأن يكون عوناً للمعالج على الجن الكافر أو الظالم
، خاصة وهو يرى ما لا يراه المعالج من عدد الجن بجسد المريض أو هروب الجنى
عند حضور المعالج ، فيقوم الجنى المساعد بتقيد الجنى الماسِ جسد المريض أو
ضربه أو الاستعانة بعض الجن الطيار على طرد الجنى الماس جسد المريض إلى
غير ذلك .
ويرد بعضهم على هذا أنه لا يستخدم الجنى فى "الشر" وإنما يستخدمه فى
"الخير" ومساعدة المرضى وعالجهم ، ولو كان ذلك كذلك لكان الأولى به رسول
الله r ، وقد قرأ القرآن على الجن فأسلم ، ولم يستعن بهم أو يستخدمهم فى
حربه ضد "الكفار" ، فلم يرسل جنياً لاغتيال أبى جهل أو أبى لهب ! .
ومن الأخطاء أيضاً التى صاحبت انتشار العلاج بالقرآن : قراءة بعضهم بعض
الآيات على "كف يده" ثم يقول : أقسمت عليكم يا خدام هذه الآيات الشريفة أن
تفعلوا كذا وكذا بفلان من الإنس من مرض ونحوه ! ثم ينفث فى كفه ليطيروا !
.
كيف تكتشف أن المعالج دجال :
إذا رأيت الذى يدَّعى العلاج يقرأ بعض الآيات بصوت عالٍ ثم يُسر بعض الكلام الغير مفهوم ، فاعلم أنه دجال .
إذا أعطاك الشيخ (1) حجاباً وقد طواه بشكله الهندسى ، وغلّفه بكيس من البلاستيك أو الشمع ،فاعلم أنه دجال .
إذا أعطاك الشيخ حجاباً مفتوحاً أو مغلفاً كما تقدم ثم نظرتَ فيه فرأيت
فيه "دوائر" و "مربعات" و "مثلثات" فيها كلمات مفهومة أو غير مفهومة فاعلم
أنه دجال .
إذا أعطاك الشيخ حجاباً كما تقدم فيه كلمات وقد كتبت بحروف "مفردة" كما
يكتب بعضهم : "بسم الله الرحمن الرحيم" : "ب س م ا ل ل ه ا ل ر ح م ن ا ل ر
ح ى م" أو آية الكرسى أو غيرها من الآيات فاعلم أنه دجال ، وقل له : اتق
الله فهذا تحريف فى كتاب الله تعالى (1) .
إذا طلب منك الشيخ اسمك واسم أمك ، أو قطعة من أثرٍ ، ونحو هذا فاعلم أنه دجال .
_ إذا طلب منك الشيخ كتابة بعض الآيات على "بيضة" ! وأكلها أو أن تفعل بها كذا وكذا فاعلم أنه دجال .
هذا وكل من يدعى قراءة الفنجان ، والكف ، والطالع والنازل ! وضرب الرمل ،
وفتح المندل ، وقياس الأثر ، وفتح الكتاب بوضع "مفتاح" ليشير على السارق
ونحو هذا . فاعلم أنه دجال ، وأن هذا الفعل يؤدى بصاحبه إلى الشرك والكفر ،
فكن منه على حذر .
كل هذا وإن ادعى "الشيخ" أنه لا يأخذ أجرة على هذا العمل ، وإنما هو "شئ لله" !!! .
وكذا كل من يدعى علم "التنويم المنغاطيسى" و "تحضير الأراوح" و "الزار" فاعلم أن هذا كله دجل ، فكن منه على حذر .
تحصينات قرآنية :
ومنها قراءة فاتحة الكتاب ، آية الكرسى ، آخر آيتين من سورة البقرة ، الإخلاص ، المعوذتين .
تحصينات نبوية ضد السحر والمس :
1- كثرة الاستغفار ، والحوقلة ، أى قول : لا حول و قوة إلا بالله .
2- لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير يقال مائة مرة صباحاً ومائة مرة مساءاً (1) .
2- أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق (2) .
3- أعوذ بكلمات التامة من شيطان وهامة ومن كل عين لامة (3) .
4- أعوذ بكلمات التامات التى لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما خلق وذرأ
وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ فى
الأرض ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر طوارق
الليل والنهار ، إلا طارقاً يطرق بخير يارحمن (4) .
5- اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك وعدك ما
استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك على ، وأبوء بذنبى ،
فاغفر لىّ ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت (1) .
6- اللهم إنى عبدك ، ابن عبدك ، ناصيتى بيدك ، ماضٍ فىَّ حكمك ، عدلك فى
قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته فى كتابك أو علمته
أحدٍ من خلقك ، أو استأثرت به فى علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن العظيم
ربيع قلبى ونور صدرى وجلاء حزنى وذِهاب همى (2) .
7- بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شئ فى الأرض ولا فى السماء ، وهو السميع العليم (ثلاث مرات صباحاً ، وثلاث مساءاً) (3) .
8- حسبى الله لا إله إلا هو ، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (4) (سبع مرات صباحاً ومساءاً) .
9- لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله ربُّ السموات السبع ورب العرش الكريم (5) .
10- اللهم إنى أعوذ بك من الهمّ والحزَن ، والعجز والكسل ، والبخل والجبن ، وضلع الدّين ، وغلبة الرجال (6) .
11- لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنتُ من الظالمين (1) .
12- اللهم أنت عضدى وأنت نصيرى ، بك أجول وبك أصول وبك أقاتل (2) .
13- حسبنا الله ونعم الوكيل (3) .
14- سبحان الله وبحمده عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزِنة عرشه ، ومداد كلماته (4) .
تحصينات عامة :
الإستعاذة عند دخول الحمام ، ونفض المكان عند الجلوس أو النوم ، المحافظة
على أذكار الصباح والمساء ، كثرة الإستغفار والحوقلة والالتجاء إلى الله
تعالى ، والإكثار من قراءة القرآن ، والمحافظة على الصلوات فى الجماعة ،
والصيام ، ومصاحبة الأخيار ، والبعد عن أصدقاء الشر والسوء ، والتسمية عند
فتح "صنبور" المياه الساخنة "السخان" عند "الحوض" بالمطبخ ، وقبل دخول
الحمام أو فى السِّر عند فتحه فى الحمام (5) ، وكذا عند رمى "موسى" الحلاقة
فى الحوض أو غيره بعد الحلاقة (6) ، كما يراعى عدم صبّ الماء الساخن فى
"الحمام" أو الحوض إلا بعد التسمية ، كما يراعى عند مرور الرجل على حجر
كبير فى الطريق فيريد إبعاده عن وسط الطريق ، فتراه وقد حمله ثم ألقى به
بعيداً ، دون أن يسمى الله عند إلقاءه ، خشية أن يلقيه على بعض الجن الجالس
فى الطريق دون أن يلاحظ رمى الرجل للحجر ! .
وكذا من أوقات "مس" الجن للإنسا : وقت الخوف الشديد ، كمن يسير فى طريق
بعينه كل يوم فى ساعة متأخرة من الليل ، ولم يحدث نفسه بشئ عن مس الجن له ،
ثم إذا سمع عن مس الجن للإنسا ، وأن من مساكن الجن أماكن الفضاء
"الخالية" يأخذه الخوف من مس الجن له ! فيمسه الجن ! .
وكذا ما هم منتشر بين كثير من الفتيات : من دخولهن الحمام وبصحبتهن أجهزة
"التسجيل" أو الاستماع إليها والرقص على نغماتها داخل الحمام ، وكما هو مقر
أن عالم الجن كعالم الإنس ، فيه الجنى الشاب والمراهق والكهل والطفل
الصغير وغير هذا مما هو فى عالم الإنس ، وقد يشاهد الجنى الشاب أو المراهق
الفتاة وهى ترقص عارية فى الحمام - أو أمام المرآة - فيعشقها فيلتبس بجسدها
، وكذا كثرة الوقوف أمام المرآة ناظرة إلى مفاتنها وجسدها (1) .
وكذا قد يلتبس الجنى بالإنسان فى حالة الشهوة المحرمة .
وكذا هذا التبرج والزينة المغالى فيها التى نراها فى فتيات ونساء
"المسلمين" (2) وتلك الملابس الضيقة والتى تكون كالرسالة إلى الجن ودعوته
إلى دخول هذا الجسد ، حتى إذا دخل الجنى جسد الفتاة وهرب منها خُطابها
جرت مسرعة باحثة عن العلاج وطرد الجنى العاشق من جسدها ! .
حتى إذا منَّ الله تعالى عليها بالشفاء عادت سيرتها الأولى إلى التبرج
والسفور ، ضاربة بتنبيهات "المعالج" ودعوته إياها إلى الالتزام بدين الله
تعالى وأوامره عرض الحائط .
} وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ {
مجدى بن منصور بن سيد الشورى
(1) انظر : تفسير الطبرى والرازى والخازن والنسفى وروح المعانى وغيرها من كتب التفسير .
(1) حسن : أخرجه أحمد (4\170،172،173) والبيهقى فى الدلائل (6\22،23)
والحاكم (2\617) وغيرهم ، وانظر : مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية
(11\284) (19\56) وزاد المعاد (3\84) .
(1) سيأتى بيان كيفية التعرف على الدجال .
(1) إنما نبهت على هذا تنبيهاً للمعالج حتى لا يغتر بخروج جنى من جسد
المريض فيظن أن الجسد أصبح خالياً من الجن ، بل عليه أن يعيد القراءة مرة
أخرى وثالثة ورابعة حتى يخرج كل الجن الموكل بالعمل من الجسد .
(2) الخرب : جمع خربة .
(3) يغلط البعض فيقول عنها آيات السِّحر ! كما يغلط عندما يريد الاستشهاد
بآية ما فيقول : قال الله تعالى : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :…ثم يقرأ
الآية ! وهذا خطأ يقع فيه بعض الخطباء والوعاظ ، والله تعالى لا يستعيذ من
الشيطان ، فلزم التنبيه .
(1) فإنما الأعمال بالنيات كما أخبر سيد ولد آدم محمد r .
(1) ويمكن قراءة هذه الآيات أيضاً على المحسود مع قراءة الأذكار "الصحيحة"
الواردة عن النبى r ، وستأتى فى نهاية الرسالة إن شاء الله تعالى .
(1) ومما يجب التنبيه عليه أنه لا حرج فى أخذ الأجرة على العلاج .
(1) وقد صحّ عن النبى r قوله : "وكِل بكل من قرين من الجن وقرين من
الملائكة" وليس هو أخت الولد التى يعيش تحت الأرض ، أو أخ البنت الذى يعيش
تحت الأرض ، فهذا كله ضرب من الخزعبلات .
(1) استخدمت وصف الشيخ لانتشاره ووصف به كل من يعالج بالقرآن أو بغيره ، والأخير يعلم من نفسه ما هو وصفه .
(1) وهناك الكثير ممن يفعل هذا ويظن الناس به خيراً وهو معدود فى الكفار
بكفره بآيات الله تعالى واستهزاءه بها ، مع سحره وكهانته ، ثم يطلب
"المسلم" من "الكافر" المعونة فى طلب إخراج وإبطال العمل !!! .
(1) صحيح : أخرجه البخارى (3293) ومسلم (2692) .
(2) صحيح : أخرجه مسلم (2709) .
(3) صحيح : أخرجه البخارى (4\119 فتح) .
(4) صحيح : أخرجه أحمد (3\419) .
(1) صحيح : أخرجه البخارى (6306) ومسلم (2722) .
(2) صحيح : أخرجه أحمد(1\391) .
(3) صحيح : أخرجه أبو داود (5088) .
(4) حسن : أخرجه أبو داود (5081) .
(5) صحيح : أخرجه البخارى (7\154 فتح) ومسلم (4\2092) .
(6) أخرجه البخارى (11\173 فتح) .
(1) صحيح : أخرجه الترمذى (3\168) .
(2) صحيح : أخرجه الترمذى (3\183) .
(3) صحيح : أخرجه البخارى (5\172 فتح) .
(4) صحيح : أخرجه مسلم (2726) .
(5) فقد التبس أحد الجن بجسد أحد المرضى ، وبسؤال الجنى : متى لبسته وكيف ؟
قال : فى يوم كذا ، وقد دخل "الحمام" فتح صنبور المياه الساخن وكنت أنا
بداخل الصنبور ، فأحرق يدى ! فلبسته ثأراً وانتقاماً .
(6) وإن كان مما هو معلوم من النهى عن حلاقة اللحية ، لما فى ذلك من التشبه
بالنساء ، وقد لعن رسول الله r واللعن هو الطرد من رحمة الله تعالى
المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال ، إلى غير ذلك
من الأحاديث والأدلة الكثيرة الدالة على إثم حالق اللحية .
وقد التبس أحد الجن بجسد أحد المرضى ، وبسؤاله عن سبب دخوله جسد المريض ،
قال : لقد كان "يحلق" ذقنه ذات يوم ثم رمى بموسى الحلاقة فى الحوض ، وكان
أخى يجلس فى الحوض وقع الموسى على رقبته فقتله ، وكان ابن عمى يقف فى
الحمام ، فلما شاهد ما جرى جاءنى من مصر إلى "استراليا" وأبلغنى خبر موت
"قتل" أخى فجئت طالباً للثأر من هذا الرجل .
كما يراعى عدم رمى الموسى أو أى ألة حادة و "سنجة" الإبرة والزجاج أيضاً
ونحو هذا فى "سلة القمامة" محافظة على أيدى من يقومون بهذا العمل ، فيمكن
جمع أمواس الحلاقة أو الزجاج فى علبة ما ثم إغلاقها جيداً بحيث لا تفتح
بسهولة عند "قلب" القمامة" حتى لا تؤذى أحداً .
(1) وما يقال أن أخ الفتاة الذى يسكن "تحت الأرض" وكذا الشاب الذى تسكن
أخته "تحت الأرض" وانهما يغاران ونحو هذا فكل هذا سفه وباطل وخرافات لا صحة
لها .
(2) وكما يقول البعض : لو أن امرأة من أصحاب "الرايات الحمراء" التى كانت
فى الجاهلية الأولى خرجت اليوم على نساء "المسلمين" ورأت منهن هذا لاستحت
وقالت : أهؤلاء هم أتباع محمد r ؟! كيف لا وهى التى كانت فى فجرها تكشف
الجزء العلوى من صدرها "فقط" ، ماذا والمرأة "المسلمة" اليوم قد كشفت عن
رأسها وصدرها وإبطيها وبطنها وفخذيها وساقيها .
الموضوع : مفاجاه كتاب تحفه العروسين حصريا بدون تحميل المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya