بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
سئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
أرجو من فضيلة الشيخ توجيه نصيحة لأئمة المساجد وهو أنه جزاهم الله خيراً
في أثناء التكبير في الصلاة عند الجلوس عند الشهد الأول أو الأخير تكون
نبرة الصوت عندهم متساوية في جميع التكبيرات وهذا يحدث إرباكاً للمصلين
وخصوصاً الذين لم يلحقوا إلا الركعة الثانية فهو يجلس للتشهد الأول وهذا
المصلي قد يقف ظناً منه أنه قام للركعة الثانية حيث إنه لم يغير من نبرة
صوته لينتبه المصلون بالجلوس للتشهد الأول وكذلك الحال لو صف المأموم في
بداية الركعة الثالثة أو الرابعة فسوف يتكرر هذا الإرباك بين المصلين آمل
من فضيلتكم إيضاح ذلك الأئمة عموماً وهل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
أحاديث في هذا الموضع أعني تخفيض الصوت عند الجلوس للتشهدين أم أن هناك
نصاً يمنع من ذلك مع الإيضاح والتفصيل جزاكم الله خيراً؟
الشيخ: ما ذكره السائل من أن بعض الأئمة لا يفرقون في التكبير بين القيام
والجلوس والركوع والسجود هو ظاهر السنة فإني لا أعلم إلى ساعتي هذا أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يفرق بين التكبيرات بل ظاهر السنة أن
تكبيراته سواء وقد ثبت في الحديث الصحيح أنه صلى عليه الصلاة والسلام ذات
يوم على المنبر. المنبر كما هو معروف درج فكان عليه الصلاة والسلام يقوم
ويركع وهو على المنبر فإنه إذا أرد السجود نزل من على المنبر وسجد على
الأرض ثم قال إنما فعلت هذا لتأتموا بي وتتعلموا صلاتي وفي هذه إشارة إلى
أنه لا يفرق بين التكبير لأنه لو فرق بين التكبيرات لكان الناس يعرفون أنه
راكع أو ساجد أو جالس أو قائم في التكبيرات ولا أعلم أيضاً أن احداً من أهل
العلم قال إنه يفرق بين تكبيرات الجلوس والسجود والركوع غاية ما سمعت غاية
ما اتفق عليه من كلام العلماء أن بعض العلماء قال ينبغي أن يمد التكبير
إذا سجد أو قام من السجود لطول الفصل بين السجود والقيام وأما أن يفرق بين
الجلوس في التشهد الأخير والجلوس ما بين السجدتين أو التشهد الأول والجلوس
لما بين السجدتين هذا فلا أعلم له أصلاً من السنة وعلى هذا فما كان يفعله
الأئمة الذين شكاهم هذا السائل هو ظاهر السنة ولا ينكر عليهم وأما ارتباك
المأمومين فإن ارتباكهم في الغالب يكون لغفلتهم حيث يسرحون في الوساوس
وأحاديث النفس ولا يتابعون الإمام إلا على نبرات صوته لكن إذا كان لا يفرق
بين التكبيرات كان هذا أدعى لحضور قلوبهم وانتباههم لأن الإنسان لا يحب أن
يقوم والناس جلوس أو أن يجلس والناس قيام فتجده قد شد نفسه وانتبه إلى
إمامه أشد مما لو كان يتابع مجرد نغمات الصوت وأما من دخل في أثناء الصلاة
فهذا ربما يحصل منه ارتباك وإن كان حاضر القلب سيصلي إلى جنبه أناس قد
سبقوه في الدخول في الصلاة فسوف يراهم ثم يتابع الإمام على حسب ما يرى
المأمومين الذين خلفه ولا شك أن الإنسان كما يأتم بالإمام يأتم بمن خلفه
إذا كانوا يأتمون بالإمام.
و سئلت اللجنة الدائمة:
الفتوى رقم (3655)
س: أفتونا يرحمكم الله عن كيفية أداء تكبيرات الصلاة، وهل من الأفضل
تمييز التكبير بالتشهد الأوسط والأخير عن غيرهما بمد (الله أكبر)
لمعرفة المأمومين بالجلوس وخاصة العجزة، لأنه حصل بسبب ذلك وهو أن بعض
الأئمة ما يفرقون بين التكبيرات ثم إن القريب من الإمام يلتفت للنظر هل هو
قائم أو جالس والبعيد عنه يقوم وهو من العجزة ومعه عصا ثم يكون مخالفا
لإمامه ويرجع مع الكلافة، أما بعض الأئمة فهو يجعل فارقا بين التكبيرات
للتشهد الأوسط والأخير ويعرف بذلك المأمومون ولو كانوا بعيدين عن الإمام،
وذلك حينما يمد الجلالة (الله) وتكون فارقة عن غيرها فما رأي فضيلتكم
بأحد الأمرين؟
ج: الأصل هو عدم التمييز بين التكبيرات في الصلاة، ونحن لا نعلم دليلا
شرعياً يدل على التمييز، وتكبيرات الصلاة من العبادات والعبادات مبنية على
التوقيف، ومن ادعى التمييز بينهما فهو مطالب بالدليل، ولكن لا نعلم حرجا في
التمييز من أجل المصلحة التي ذكرت عملا بعمومات الأدلة الشرعية الدالة على
فضل التيسير والتسهيل والإعانة على الخير.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: عبد الله بن غديان
نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الموضوع : (فائدة) حكم التمييز بين التكبيرات في الصلاة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya