تـجـــارب الـحـيـــاة
لـــ أبو الطيب المتنبى
الـشـاعــر
ولد أبو الطيب أحمد بن الحسين 303هـ بالكوفة فى العراق ، ولُقّب بالمتنبى ،
لأنه ادعى النبوة ، نبغ فى الشعر صغيراً ومدح سيف الدولة الحمدانى أمير
حلب .
1- صَحِبَ الناسُ قبلنا ذا الزمانـــا وعناهـــــُم فى شأنه ما عنانا
2- وتولّوا بغُصةٍ كُلُهـــم منـــه وإن سَــــرّ بعضَهُــم أحيانـا
3- ربما تحسن الصنيع لياليـــــه ولكــن تُكـــدِّر الإحســـانـا
اللغــويــات
صحب = رافق × قاطع ذا = هنا الزمان = الوقت والجمع الأزمنة
عناهم = أتعبهم وأهمهم شأنه = أمره وحاله والجمع شئون
تولوا = رحلوا سرَّ = أسعد × أحزن
الغصة = ما يقف فى الحلق من طعام أو شرابوالجمع غصص والمراد المراره والآسى .
أحيانا = أوقاتا قصيرة ، والمفرد ( حين ) الصنيع = المعروف والجمع الصنائع .
الشــــــرح
س : ماذا يفعل الزمان بالناس ؟ جـ - يبتليهم بالأحداث والهموم .
يوضح الشاعر فى هذه الأبيات أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش وحيداً ، فهو
محتاج للآخرين ليستفيد من تجاربهم ، وأن الزمان إذا كان قد أتعبنا فقد أتعب
غيرنا ممن كانوا قبلنا ، ثم يوضح لنا أنه لا نعيم دائم ولاشقاء مستمر فتلك
سُنة الحياة ، فقليلاً ما يسعد الإنسان فى بعض أيامه بالصحة أو المال أو
الولد ولكن سرعان ما تعكر الحياة هذه السعادة بالمرض أو الفقر أو الموت .
س: ما سنة الحياة ؟ جـ لا نعيم دائم ولاشقاء .
س: مما يشكو الشاعر ؟ جـ- من الزمان .
الـجـمـالـيـات
1- ( صحب الناس قبلنا ذا الزمانا ) : صور الزمان بصورة إنسان يصاحبه الناس ، وهذا يدل على غدره
2- ( وعناهم فى شأنه ما عنانا ) : تعبير يوحى بكثرة متاعب الحياة .
3- ( تولوا بغصة منه) : صور ما يصيب الناس من إساءة بالغصة التى تقف فى الحلق . و ( كلهم) تفيد شمول التعب لجميع الناس .
4- بين ( غصة - وسرهم ) تضاد يوضح المعنى ويقويه وتنكير ( أحياناً ) للتقليل .
5- ( ربما تحسن الصنيع لياليه ) : صور الليالى بصورة أشخاص تقدر على العمل وكلمة (لياليه) توحى بالظلمة والهموم ، (وربما) للتقليل .
6- ( تكدر الإحسانا ) : صور الإحسان بصورة ماء يتعكر .
وبين ( تحسن - وتكدر ) تضاد يوضح المعنى ويقويه .
الـشـر طبـيـعــة فـى الإنـسـان
4- وكأنا لم يرض فينا بريب الدهر حتى أعانـه مـن أعـــانـــــا
5- كلما أنـبـت الـزمـان قـناة ركــّبَ المـــــرء فى القناةِ سنانا
الـلـغـويــات
ريب الدهر = مصائبه ، والدهر = الزمن . أعانه = ساعده . القناة = قصبة الرمح والجمع (القنا).
المرء = الرجل والجمع = الرجال . السنان = سن الرمح الذى يطعن به والجمع (الأسنة) .
الـشــــرح
س: كيف يعين الإنسان الزمان على أفعاله ؟ جـ- بالصراع على المطامع التافهة .
فى هذين البيتين يشير الشاعر إلى أن الشر طبيعة فى الإنسان ، فكلما فتح
الزمان للإنسان طريقاً للخير والتقدم ، إذا بالإنسان يسىء استغلاله ويحوله
أداة للشر والدمار ، فعندما عرف الإنسان الحديد ، صنع منه أدوات الدمار
وكذلك الذرة التى جعلها أسلحة رهيبة تفتك بالبشرية ، فالإنسان يحول الخير
إلى الشر فإذا رأى قصبة تصلح عمادا للخيمة أو سقفا للبيت جعلها آلة حرب
وقتل .
الـجـمـالـيـات
1- ( ريب الدهر ): تعبير يدل على غدر الزمان .
2- ( أعانه من أعانا ) : صور الدهر إنسانا محتاجاً للمعونة .
3- ( كلما أنبت الزمان قناة ) : صور الزمان زرعا ينبت .
4- ( ركب المرء فى القناة سنانا ) : تعبير يدل على سوء الاستخدام وتحويل الخير إلى شر .
5- كلمة ( سنان ) : توحى بالعداوة والشر . والجمع بين( القناة والسنان ) يوحى بسهولة الحصول على السلاح وإعداده .
6- ( ذا الزمانا ) : إشارة إلى أن الزمان واحد فى طبيعته لا يتغير .
9 ( الكريم يضحى بنفسه ولا يخضع للذل والهوان )
6- ومراد النفوس أصغر مـــــن أن نـتـعـادى فـيـه وأن نتفـــانـى
7- غير أن الفتى يلاقى المنـايــــا كـالحـــاتٍ ولا يلاقى الهوانـــا
8- ولو أن الحيـاة تبقـــى لحــى لعـددنـا أضـلـنـا الشـجـعانـا
9- وإذا لم يكـن مــن الـمـوت بد فمن العجز أن تكـــون جبانــــا
اللـغـويـــات
مراد النفوس = مطلبها وآمالها أصغر = ج أصاغر
نتعادى = يعادى بعضنا بعضا × نتحاب الحياة = ج الحيوات
نتفانى = يفنى بعضنا بعضا فى الحرب الفتى = الشاب والجمع ( الفتيان )
المنايا = المفرد ( مَنية ) وهى الموت والهلاك حى = ج أحياء
كالحات = عابسات × بشوشات الهوان = الذل × العز
لعددنا = لحسبنا أضلنا = أبعدنا عن الصواب × أصوبنا وأهدانا
بد = مفر العجز = الضعف × القدرة جبان = ج جبناء .
الـشــرح
الحياة حقيرة بكل ما فيها من مطالب و أحلام ، فلا يصح أن نتصارع عليها
فالإنسان الحر الكريم يفضل الموت على أن يعيش ذليلاً مُهانا ، والحياة
فانية ، فلو كانت خالدة لاعتبرنا الشجاع الذى يضحى بنفسه فى الجهاد أحمق ،
لأنه يترك الخلد ، ولكن الموت نهاية محتومة ولا مفر منه ، فعش عزيزاً أو مت
كريماً .
س: لماذا يفنى الناس بعضهم بعضاً ؟
جـ - فى سبيل أطماعهم الحقيرة .
الـجـمـالـيـات
1- ( يلاقى المنايا كالحات ) : تصوير للموت وكأنه حيوان مفترس يكشر عن أنيابه .
وكلمة ( الفتى ) : توحى بالقسوة . وبين ( يلاقــى - ولا يلاقى ) تضاد يبرز المعنى ويوضحه .
2- جاءت كلمة ( حـــى ) نكرة لإفادة العموم .
س : قدم المتنبى نصيحـتين ، فما هما ؟
جـ: 1- العيش فى سلام وترك الصراع والحروب .
2- التضحية فى سبيل الحياة الكريمة ورفض الذل .
• س : جــاء الشاعر بالمعاناة عامة مبهمة دون تحديد لنوعها . بم تعلل ذلك ؟
جـ- أعللـــه بأنه فعل ذلك للتهويل وإظهار كثرة المعاناة .
الموضوع : نصوص للصف الثالث الاعدادى تـجـــارب الـحـيـــاة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya