كاتب الموضوع | رسالة |
---|
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:27 | |
| ترك الصلاة جناية وظلم للأنبياء والملائكة والصالحين
إن ترك الصلاة جناية على الأنبياء والملائكة وعلى سائر عباد الله الصالحين؛ لأن المصلي يجب عليه في التشهد أن يقول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا قال المصلي: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين بلغت كل عبد لله صالح في السماء والأرض) متفق عليه. الشاهد قوله: (بلغت كل عبد لله صالح في السماء والأرض) فمن ترك الصلاة فقد عطل هذه التحية الطيبة أن تبلغ أولياء الله وعباده الصالحين في السماء والأرض. ...... ترك الصلاة تعرض لعقوبة الله في الدارين
إن ترك الصلاة تعرض لعقوبة الله تبارك وتعالى في الدارين، فقد روي عن معاذ رضي الله تعالى عنه قال: (أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا تشرك بالله شيئاً وإن قتلت وحرقت، ولا تعقن والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك، ولا تتركن صلاة مكتوبة متعمداً؛ فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمداً فقد برئت منه ذمة الله) وهذا الحديث حسن لغيره. قوله: (من ترك الصلاة المكتوبة متعمداً فقد برئت منه ذمة الله) يعني: لا يبقى في أمان وأمن من الله عز وجل في الدنيا؛ لأنه يستحق التعزير والملامة، وإذا أصر فيستحق القتل، وفي الآخرة يستحق عقوبة الآخرة. يقول ابن حجر : هذه كناية عن سقوط احترامه؛ لأنه بذلك الترك عرض نفسه للعقوبة بالحبس عند جماعة من العلماء، ولقتله حداً لا كفراً بشرط إخراجها عن وقتها الضروري، وأمره بها في الوقت عند أئمتنا، ولقتله كفراً فلا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين عند أحمد وآخرين، على الخلاف الذي سبق أن تكلمنا عليه. ...... الصلاة سبب النصر والتمكين في الدنيا والفلاح في الآخرة
إن من فضائل الصلاة أنها سبب للنصر والتمكين والفلاح في الدنيا والآخرة، يقول الله عز وجل: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1-2] .. إلى قوله عز وجل: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ [المؤمنون:9] يعني: جعل الصلاة سياجاً لكل أعمال هؤلاء المؤمنين، بدأ بالصلاة وختم بالصلاة كأنها السياج، كذلك تكرر نفس الشيء في سورة المعارج أيضاً. تأملوا كلمة: (أفلح) أي: أن الصلاة سبب الفلاح والنصر والتمكين. وقال الله أيضاً: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى:14-15]، وسمى الصلاة فلاحاً، فجعل النداء إليها نداءً إلى الفلاح، حي على الصلاة، حي على الفلاح: والفلاح هو الفوز بالمراد، والبقاء في الخير. وبالصلاة يستمنح ويستنزل نصر الله تبارك وتعالى، يقول عز وجل: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ [البقرة:45]، فإن أردت النصر والفلاح والفوز والتمكين فلابد من الاستعانة بالصلاة، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الأنفال:45]. ولعل في تشريع صلاة الخوف حالة الالتحام المسلح ما يشير إلى أثر الصلاة في استجلاب نصر الله تبارك وتعالى، يعني: المسلمون لا يستغنون عن الصلاة باعتبارها سبباً في الفلاح والنصر والتمكين ومعية الله، حتى في أثناء الكفاح المسلح مع الأعداء، فتجب عليهم الصلاة بحسب استطاعتهم كما هو معروف في صلاة الخوف. وعن سعد رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم). إذاً: هذه الصلاة التي يصليها هؤلاء الضعفاء والفقراء والمساكين والنساء وغيرهم تكون سبباً في نزول نصر الله سبحانه وتعالى، رأفة ورحمة بسائر الأمة. وفي البخاري يقول عليه الصلاة والسلام: (إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم وصلاتهم) ولم يذكر (وإخلاصهم) في رواية البخاري . وقال رجل للحسن : أوصني، فقال: أعز أمر الله يعزك الله. وقال تعالى: إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد:7] ونصرة الله بإقامة شرائع دينه وخاصة الصلاة. وقال عز وجل: وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ [المائدة:12] يعني: إني معكم بالنصر والتأييد إن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة، ومن كان الله معه فقد تولاه، والله عز وجل لا يعز من عاداه، ولا يذل من والاه، بل الذل حليف من حاربه وعصاه قال صلى الله عليه وسلم: (وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري). وعباد الله الذين سيعاقب الله بهم أعداءه، ويعذبهم بأيديهم، هم الذين يقيمون الصلاة ويستمدون منها زاداً ووقوداً في جهادهم، يقول تبارك وتعالى: فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا [الإسراء:5]، هل يتصور أن عباداً لنا يكونون ممن لا يصلون؟! لا يمكن أبداً أن يكون ولياً من أولياء الله لا يصلي؛ لأن الذي لا يصلي عدو لله وليس ولياً من أولياء الله، إنما ينصر الله أولياءه الذين تولوه سبحانه وتعالى، أما تارك الصلاة فهذا عدو بغيض إلى الله سبحانه وتعالى وإلى المؤمنين. فالذين يهزمون أعداء الدين -وخاصة اليهود لعنهم الله- لابد أن يكونوا متصفين بهذه الصفة: فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا [الإسراء:5]، انظر إلى الاختصاص: (عباداً لنا) ما صفتهم؟: أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ [الإسراء:5] يعني: يجمعون بين أمرين: بين إقامة العبودية وبين القوة المادية، البأس الشديد. وبهذه العبودية يتعرف عليهم كل شيء، حتى الحجر في آخر الزمان سيتعرف على المسلم الذي يتصف بصفة العبودية، وأشرف العبودية الصلاة بلا شك، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، وحتى يقول الحجر والشجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود) رواه مسلم . فانظر كيف أن الحجر سيعرف المسلم بهذه الصفة، لن يقول له: يا فلسطي! لأن هذه هي النسبة الصحيحة، وليس فلسطيني، ولن يقول له: يا قومي! يا اشتراكي! يا عربي! يا مصري! يا سوداني! هو لا يعرف هذه المقاييس، وإنما سيناديه بهذه الخصلة: (يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي .. ) إلى آخر الحديث. وإذا فتح الله سبحانه وتعالى على عباده المصلين يكون أول شيء يهتمون به هو إقامة الصلاة، يقول عز وجل: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ [الحج:41]، فأول علامات المسلمين إذا مكنوا أن يقيموا الصلاة، وإقامة الصلاة ليست مجرد أن يصلوا في أنفسهم، فإنهم قطعاً من قبل كانوا مصلين، لكن إذا صارت لهم الدولة والسطوة والقوة والغلبة فأهم شيء عندهم أن يقيموا الصلاة في الناس، ويحاسبونهم على تضييع الصلاة، ويحرضونهم على ذلك، ويوظفون الموظفين لمراقبة الناس في شأن الصلاة، وتكون ولاية خاصة اسمها ولاية الصلاة، كما كان في الدولة الإسلامية مثل: وزارة المالية، ووزارة الخارجية، ووزارة الداخلية، هناك أيضاً وزارة اسمها وزارة الصلاة، ولها هيئة وموظفون يتابعون الناس، يقولون لمن تخلف عنها: لماذا تخلفت عن الصلاة؟ أأنت معذور أم لا؟ والذي يترك الصلاة يقولون له: لماذا تترك الصلاة؟ ويرفع به إلى القضاء الشرعي ويبلغ عنه كأي مجرم في المجتمع الإسلامي، فهذا معنى قوله: (أقاموا الصلاة). ولذلك يقول تعالى: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ [الحج:41] حتى وإن كان التمكين أمراً نسبياً، فالمسلم في أي موقع هو فيه فعليه أن يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، سواء كان مديراً في مصنع، أو صاحب محل عنده عمال، أو مدير مستشفى، أو ناظر مدرسة، وهكذا، (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)، فليس التمكين مقصوراً على أعلى درجات التمكين وهي إقامة الخلافة، وإنما التمكين قد يكون أحياناً نسبياً، فـ (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) فالأب في البيت مسئول أن يقيم الصلاة في ذريته وفي أهله، ويراقب نساءه وأولاده، ويطمئن على إقامتهم للصلاة. كذلك في كل مرفق إذا مُكِنَ للمسلم فيه حتى وإن كان نسبياً فعلى قدر طاقته عليه أن يطبق هذه الآية: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ [الحج:41]. ...... الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:27 | |
| الصلاة سبب من أسباب النجاة من عذاب القبر
لقد ذكرنا من قبل أن ترك الصلاة سبب من أسباب عذاب القبر والعياذ بالله، وعلى الجهة المقابلة فإن الصلاة نجاة من عذاب القبر، فطاعة الله عز وجل هي خير ما يقدمه الإنسان ويدخره في قبره، يقول عز وجل: مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ [الروم:44]، قال مجاهد : (يمهدون) يعني: في القبر، يعني: يدخر هذا العمل الصالح في القبر، والقبر صندوق العمل. عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى واحد، يتبعه: أهله، وماله، وعمله، فيرجع أهله وماله ويبقى عمله) متفق عليه. ووصف لنا الصادق المصدوق تفاصيل ما يجري في أول لقاء يتم في القبر بين المؤمن وبين عمله الصالح، وكيف أن عملك الصالح سيجسد لك في أجمل وأحسن وأبهى صورة، ويظل قريناً لك في القبر منذ أول لقاء بينك وبينه عندما تنزل في القبر، ففي حديث البراء الطويل قال صلى الله عليه وآله وسلم في شأن المؤمن: (ويأتيه من روحها وطيبها -يعني: من ريح وطيب الجنة- ويفسح له في قبره مد بصره، قال: ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، أبشر برضوان من الله، وجنات فيها نعيم مقيم، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: وأنت فبشرك الله بخير، من أنت، فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير؟ فيقول: أنا عملك الصالح، فوالله ما علمتك إلا كنت سريعاً في طاعة الله، بطيئاً في معصية الله، فجزاك الله خيراً، ثم يفتح له باب إلى الجنة) إلى آخر الحديث. يعني: إذا رأيت في نفسك تكاسلاً أو تقصيراً فذكر نفسك بهذا الموقف وبهذه اللحظة. إذاً: أول ليلة ستبيتها في القبر سيزورك فيها عملك، فإن كنت صالحاً قال لك: (أنا عملك الصالح، فوالله ما علمتك إلا كنت سريعاً في طاعة الله) أي: مبادراً إلى طاعة الله. إذا تذكرت هذا الشيء فإنك إذا سمعت الأذان تجري إلى الصلاة، وغيرها من الأعمال الصالحات. وتأتي الصلاة في مقدمة الأعمال الصالحة التي تحفظ صاحبها من عذاب القبر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الميت إذا وضع في قبره، فإنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه، فإن كان مؤمناً كانت الصلاة عند رأسه، وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاة عن يساره، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فيؤتى من قبل رأسه -يعني: يأتيه العذاب من قبل الرأس- فتقول الصلاة: ما قبلي مدخل يعني: لا توجد ثغرة كي ينفذ منها العذاب إلى هذا الرجل- ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يساره، فتقول الزكاة: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف إلى الناس: ما قبلي مدخل) وهذا حديث حسن. ...... الصلاة أمنية الأموات والمعذبين
الصلاة أمنية الأموات والمعذبين، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: (مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على قبر دفن حديثاً فقال: ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتنفلون يزيدهما هذا في عمله أحب إليه من بقية دنياكم). قوله: (ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتنفلون) أي: مما تزهدون فيهما. قوله: (أحب إلى هذا) يعني: لو أنه خيِّر بين أن يرجع إلى الدنيا من جديد، ويعطى كل ما بقي من الدنيا من الكنوز والأموال إلى أن تقوم الساعة ويصير ملكاً له، وبين أن يعود إلى الدنيا ويركع ركعتين خفيفتين من النوافل الخفيفة مما يحتقرها الناس ويزهدون في ثوابهما؛ لاختار قطعاً وجزماً أن يصلي هاتين الركعتين؛ لأنه عاين ثواب مثل هذه العبادة الجليلة. ومما ينفع في مثل هذا الموطن أن يتذكر الإنسان حبيباً إليه، أباه، أخاه، صديقه، قريبه الذي مات، ويتخيل أن هذا فلان ابن فلان بشحمه ولحمه، فلو خير هذا الخيار لقطع جزماً بأنه سيختار أن يصلي هاتين الركعتين ثم يدفن ثانية، من أجل أن يزيد في ثوابه هاتين الركعتين. قال إبراهيم بن يزيد العبدي : أتاني رياح القيسي فقال: يا أبا إسحاق ! انطلق بنا إلى أهل الآخرة نحدث بقربهم عهداً، فانطلقت معه، فأتى إلى المقابر، فجلسنا إلى بعض تلك القبور فقال: يا أبا إسحاق ما ترى هذا متمنياً لو مني؟ قلت: أن يرد والله إلى الدنيا، فيستمتع من طاعة الله ويصلح، قال: فها هي الفرصة ما زالت معنا، فهذا مات ونحن ما زلنا، ثم نهض فجد واجتهد فلم يلبث يسيراً حتى مات رحمه الله تعالى. فالموت هو الفيصل بين هذه الدار وبين دار القرار، وهو الحد الفارق بين دار الامتحان وبين دار ظهور النتائج، فليس بعده لأحد من مستعتب ولا اعتبار، ولا يمكن الزيادة في الحسنات بعد الموت ولا النقص من السيئات، ولا حيلة ولا افتداء ولا درهم ولا دينار، قال الله تعالى: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون:99-100]. وقال سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المنافقون:9-11]. تخيلوا أن عامة المسلمين الذين ماتوا من قبل سمعوا هذا الكلام كثيراً، سمعوه في القرآن، وسمعوه في الدروس، وقرءوه في الكتب، فمن انتفع لما سمع هذا الكلام وأصلح حاله؛ فاز فوزاً عظيماً، ومن مرت عليه مرور الكرام ندم ندماً شديداً؛ لأنه قبل الموت كانت عنده المهلة، ونحن كذلك سيأتي بعدنا ناس يتلون نفس الآيات، ويتلون نفس الأحاديث، بعد عشر سنين.. عشرين سنة.. مائة سنة.. ومع الناس ينقسمون: إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى [الليل:4]. فينبغي أن يحذر الإنسان، فليس لنا عذر أمام الله سبحانه وتعالى، فما زالت القلوب فينا تنبض، وعضلاتك إذا أردت أن تحركها لكي تذهب إلى المسجد ستطيعك، ولسانك إذا أعملته في ذكر الله لن يقول لك: لا، فأنت الآن أمامك المهلة والفرصة فلا تضيعهما، وانتفع بهذا الوعظ فإنك أنت أنت المراد به. يقول تبارك وتعالى: وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ [الشورى:44]. إذاً: أمنية الموتى والمعذبين يوم القيامة أن يردوا إلى الدنيا ولو بقدر ركعتين. قوله: (هل إلى مرد من سبيل) أي: هم يسألون الرجعة عند الاحتضار، وكذلك يسألونها إذا وقفوا على النار، قال جل وعلا: وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الأنعام:27]. وكذا يتمنون الرجعة إذا وردوا على ربهم: وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ [السجدة:12]، هل ينفع هذا اليقين في الآخرة؟ لا، فهم رغم أنفهم أيقنوا؛ لأنهم عاينوا الغيب وصار شهادة، أما اليقين الذي ينجي فهو الإيمان بالغيب في دار الدنيا ودار الامتحان. أيضاً يتكرر سؤالهم الرجعة وهم في غمرات الجحيم، يقول تعالى: وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ [فاطر:37] ويأتي الجواب: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ [فاطر:37] قوله: (أولم نعمركم) أي: ألم نعطكم الفرصة وطولنا لكم في العمر؟! قوله: (مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ) أي: عمرتم عمراً كان لكل منكم فيه فرصة كافية ليتذكر ويتوب، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لقد أعذر الله إلى رجل أجّله حتى بلغ ستين سنة) يعني: لقد أعذر الله من مد في عمره إلى هذا القدر ولم يتب ولم يرجع. قوله: (وجاءكم النذير) يعني: الرسول عليه الصلاة والسلام، وقال بعض المفسرين: هو الشيب الذي يزحف إلى شعر الرأس وغيره، فإذا بدأ الإنسان يتقدم في العمر وظهر منه الشيب، فهذا عبارة عن إنذار من الله سبحانه وتعالى بأنه قد اقترب من النهاية، واقترب من الوصول إلى المحطة الأخيرة. وقال سبحانه: قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ [غافر:11]. وقال قتادة في قوله تعالى: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا [المؤمنون:99-100]: كان العلاء بن زياد يقول: لينزل أحدكم نفسه أنه قد حضره الموت فاستقال ربه-أي: سأله الإقالة- فأقاله، فليعمل بطاعة ربه تعالى. وقال قتادة : والله ما تمنى إلا أن يرجع فيعمل بطاعة الله، فانظروا إلى أمنية الكافر المفرط فاعملوا بها، ولا حول ولا قوة إلا بالله. من أجل ذلك أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) إذ هي أيام وأحوال العمل والتأهب والاستعداد والاستكثار من الزاد، فمن فاته العمل فيها لم يدركه عند مجيء أضدادها، ولا ينفعه التمني للأعمال بعد التفريط والإهمال في زمن الفرصة والإمهال، ومن فرط في العمل في زمن الحياة لم يدركه بعد حيلولة الممات، فعند ذلك يتمنى الرجوع وقد فات، ويطلب الكرة وهيهات، وتعظم حسراته حين لا مدفع للحسرات، وحيل بينهم وبين ما يشتهون. كثير من الناس يتصورون أن معنى قوله تعالى: وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ [سبأ:54] أنها الشهوات، لا، بل حيل عند الموت بينهم وبين ما يشتهونه وهو التوبة. إذا حضر الموت والأجل والغرغرة فهناك حاجز وبرزخ لا يمكن أن يتوب الله على الإنسان بعدما قيل له: فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ [ق:22]، وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ [ق:19] فإذا جاءت الغرغرة سد باب التوبة في وجه العبد، فهذا معنى قوله: (وحيل بينهم وبين ما يشتهون) يعني: من التوبة والرجوع إلى العمل الصالح. ويقول تعالى: اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يومئذ ومالكم من نكير [الشورى:47]. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. ...... الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:28 | |
| لماذا نصلي؟ [1]لماذا نصلي؟ [2]لماذا نصلي؟ [3]لماذا نصلي؟ [4]لماذا نصلي؟ [5]لماذا نصلي؟ [6]لماذا نصلي؟ [7]لماذا نصلي؟ [8]لماذا نصلي؟ [9]لماذا نصلي؟ [10]لماذا نصلي؟ [11] لماذا نصلي؟ [5] 1ضرورة الاهتمام بتربية الطفل منذ الصغر
2
الأطفال والصلاة
3
الفوائد المتعلقة بتدريب الأطفال على الصلاة وتحبيبها إليهم
4
قصص من ثمرة تربية الأولاد
5
اهتمام الكفار بأولادهم
6
مبدأ الثواب والعقاب للأطفال في أمر الصلاة وغيرها لماذا نصلي؟ [5] إن من خصائص الصلاة: أنها تتعلق بالنشء، وتلتصق بالأطفال منذ وقت مبكر، فقد حض الشرع على أمر ابن السابعة بالصلاة، وضرْبه عليها إذا بلغ عشر سنين، وهذا يدل على أهمية الصلاة ومكانتها، فلا بد من تنشئة الطفل عليها حتى يتعودها وتسهل عليه. ضرورة الاهتمام بتربية الطفل منذ الصغر
الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على محمد رسوله وعبده، وعلى آله وصحبه. أما بعد: فعن معقل بن يسار المزني رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة) رواه الشيخان. قوله صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد) يعني: ليس من عبد. قوله: (يسترعيه الله رعية) وفي رواية البخاري : (ما من عبد استرعاه الله) بلفظ الماضي. قوله: (فلم يحطها) يعني: لم يحفظها ولم يتعهد أمرها. قوله: (بنصيحة) وفي رواية أخرى: (بالنصيحة)، وفي رواية أخرى: (بنصحه) يعني: بأن ينصح لهم. قوله: (إلا لم يجد رائحة الجنة) يعني: أنه لا يدخل الجنة، لكن يحمل على أنه في حق من يستحل ذلك. أو المعنى: أنه لا يجد رائحة الجنة مع الفائزين الأولين. أو يقال: إنه خرج مخرج التغليظ وزاد الطبراني : (وعُرْفَها -يعني: رائحتها- يوجد يوم القيامة من مسيرة سبعين عاماً). في هذا الحديث وعيد شديد على أئمة الجور، فمن ضيع من استرعاه الله توجه إليه الطلب بمظالم العباد يوم القيامة، فكلما كثر ظلم أئمة الجور كثر استحقاقهم للعذاب يوم القيامة، وكثر المطالبون بحقوقهم منهم يوم القيامة، ولا قدرة له على التحلل، لأنه في يوم القيامة لا يملك شيئاً يفدي به نفسه، إلا أن يتفضل الله تعالى عليه فيرضي عنه خصماءه، وهذا الحديث ورد بمعناه حديث آخر عن نفس الصحابي معقل بن يسار رضي الله تعالى عنه بلفظ: (ما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة). فكل منهما يغني عن الآخر؛ لأنهما في الحقيقة وردا عن راو واحد ومعناهما متحد، لكن مع اختلاف اللفظ نستطيع أن نستنتج فائدة جديدة وهي أن قوله هنا في هذا اللفظ: (ما من عبد يسترعيه الله رعية) يفيد العموم، فيشمل عدم نصح الإمام لرعيته، بأن يغشها، ويضيع حدودها وحقوقها، ويترك سيرة العدل فيها، والذب عنها وعن دينها فيما يطرأ عليه من التحريف أو البدع، وترك حماية حوزة رعاياه، فإن غشهم بشيء من ذلك ناله الوعيد المذكور؛ لأنه خان الله تعالى فيما ائتمنه عليه وجعله خليفة فيه، وواسطة بينه وبين خلقه في تدبير أمرهم، والغش في شيء من ذلك كبيرة توعد عليه بالنار. قال الإمام أبو عبد الله محمد بن خلف الأبي المالكي صاحب كتاب: إكمال المعلم في شرح صحيح مسلم رحمه الله تعالى: لا يقتصر الحديث على الأمراء، بل هو عام في كل من وكل إليه حكم غيره. قوله: (ما من عبد يسترعيه الله رعية) هذه الرواية بلفظ: (عبد) خلافاً للرواية الأخرى التي بلفظ: (ما من وال.. ) فالرواية التي هي بلفظ (ما من عبد) هي نكرة في سياق النفي، فتفيد العموم، يعني: كل عبد يكون مسئولاً عمن وكل إليه حفظه، قال صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الآخر: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) فعدد أنواعاً كثيرة من هذه الرعية حيث قال: (فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها، والولد راع في مال أبيه وهو مسئول عن رعيته). إذاً: الحديث يعم كل من استرعاه الله سبحانه وتعالى رعية، ووكل بحفظ رعيته، ورعاية شئونهم، والاجتهاد في مصلحتهم. وبلا شك أنه يدخل دخولاً أولياً في مثل هذا الحديث ولاية الأب على زوجه وأبنائه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (كل عبد من بني آدم سيد، فالرجل سيد أهله، والمرأة سيدة في بيتها.) إلى آخر الحديث. على أي حال إذا انتبهنا للعموم الموجود في هذا الحديث وضممنا إليه قوله تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم:6]، يتضح ويتجسد لنا خطورة مسئوليتنا على أبنائنا ونسائنا، وأننا سنسأل عنهم بين يدي الله سبحانه وتعالى، فينبغي أن نعد للسؤال جواباً. والحقيقة أننا -أمة المسلمين عموماً إلا من رحم الله- نعاني من تقصير شديد في الاهتمام بأمر الأطفال، الذين هم في الحقيقة هم المستقبل، فأي أمة تستطيع أن تصنع مستقبلها بعون الله سبحانه وتعالى إذا هي أولت الأطفال الرعاية التي يستحقونها، ونحن للأسف لازلنا ننظر للطفل على أنه لعبة ملهية نتلهى بها، وأنه طفل صغير، ولا نتهيأ لتربيته وإعداده وتنميته نمواً سوياً إلا بعد فوات الأوان، وسبق أن ذكرت لكم قصة حكاها أستاذنا فضيلة الشيخ الدكتور محمد الصباغ حفظه الله تعالى، فيقول: إنه سمع من الأستاذ مالك بن نبي الجزائري رحمه الله تعالى: أن رجلاً جاء يسترشده في تربية بنت له ولدت حديثاً، فسأله: كم عمرها؟ قال: شهر، قال: فاتك القطار! وقال: كنت أظن في بادئ الأمر أنني بالغت في جواب هذا السائل، ثم عندما نظرت وجدت أن ما قلته الحق، وذلك أن الولد يبكي فتعطيه أمه الثدي فينطبع في نفسه أن الصراخ هو الوسيلة إلى الوصول إلى ما يريد، ويكبر على هذا، فإذا ضربه اليهود بكى في مجلس الأمن، ويظن أن البكاء والصراخ يوصله إلى حقه. وفي هذا إشارة إلى أن كل ما نعانيه من كثير من الشخصيات البارزة في شتى دول العالم الإسلامي هو من عن آثار ونتائج التربية السيئة التي أسديت إليهم منذ الصغر، فالأمة كلها تحصد الثمرات المريرة لهذه التربية المعوجة، خاصة إذا كانت التربية بعيدة عن الدين، فحينما نرى واحداً من الطواغيت يفاخر أنه منذ نعومة أظفاره نشأ وهو يرى صورة أتاتورك في مكان ما في جدار الغرفة، وهو في نظر أبيه معظم، وأنه خرج وكل همه في الحياة أن يكون مثل أتاتورك لعنه الله تعالى، فكيف يكون مصير أمة مثل هذا يكون قائداً لها، إذا كان نشأ على محبة الاقتداء والتأسي بعدو الله وعدو رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! والكلام في هذا الموضوع ليس فيه مبالغة، بل موضوع التربية موضوع خطير جداً، ونحن الذين نضيع الفرص. حتى إن العلوم الحديثة تقول: إن التربية لا تبدأ من مجرد الولادة، بل تبدأ من قبل الولادة؛ ولذلك حينما نرى الأمم -التي تسمى أمماً متقدمة في هذه المجالات- تهتم اهتماماً غير عادي بتوجيه الأطفال وبتربيتهم، وممكن أن نستفيد منهم في هذا الجانب، لكن علينا أن نجتنب ما يخالف ديننا. كنت أقرأ في كتاب يتحدث عن التربية المبكرة للأطفال، فيقول: إنها تبدأ من فترات الحمل والطفل جنين في بطن أمه، وكيف أن بعض الأمهات قد تقوم بالتدريب لهذا الطفل الجنين، وذلك بأن تعود الطفل على أن يسمع صوتها، كأن تضرب على جدار بطنها بحركات رفيقة معينة مرتبطة بأصوات معينة، وتدغدغ هذا الطفل بحيث إذا خرج يكون قد عرف صوت أمه؛ لأنه كان يسمع صوتها وهو في بطن أمه. ومن أغرب ما قرأته أن امرأة من الشام سورية كانت تعود جنينها وهو في بطنها على سماع آيات القرآن الكريم كانت تستمع أشرطة القرآن الكريم، أو تتلو هي القرآن كثيراً، فولد هذا الطفل فاستطاعت مع صغره أن تعوده على سماع القرآن وحفظه، حتى إنه حفظ القرآن كله في سن الخامسة من عمره! إذاً: على الرجل أن يبدأ بالدعوة الصالحة أن يرزقه الله امرأة صالحة؛ لأن اختيار الأم الصالحة يعد من إحسانك إلى أبنائك، كذلك من إحسانك إلى أبنائك أن تدعو لهم وهم في عالم الغيب أن يرزقك الله الذرية الصالحة كما كانت سنة الأنبياء، فالأنبياء كان همهم أن يرزقوا ذرية صالحة طيبة. الطفل يحتاج إلى هذه الرعاية، وكما أننا نهتم بنمو الجسم فلا نهمل نمو النفس والروح، لكن للأسف الشديد لا نجد إلا القليل من الناس يهتمون بهذه الأمور. نحن حينما نتأمل في قوله تبارك وتعالى: وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ [الذاريات:21] يتوجه تركيزنا إلى آيات الله في الجوانب التشريحية أو العضوية أو الوظيفية لأبداننا، ونغفل تماماً عن آيات الله سبحانه وتعالى في خلق هذه النفس، وفطرها على التوحيد، وهذه الكفاءات المودعة في هذه النفس الصغيرة، فتربية الطفل تبدأ مبكرة جداً حتى في فترة الرضاعة كما ذكر الأستاذ مالك بن نبي، وهو كلام رجل خبير لم يأت جزافاً، فالطفل منذ البدايات الأولى لميلاده تتشكل شخصيته في الخمس السنوات الأولى؛ لأنها السنوات التي فيها تتكون شخصية هذا الطفل بكل معالمها. فإذا جاء ابنك وقد عمل أي شيء كأن نفذ فكرة، وجاء إليك مسرعاً يتوقع منك أن تكافئه أو تشجعه، ثم إذا به يصدم وتقول له: هذا لعب وأنا مشغول، فبالتالي يصاب بإحباط، فمثل هذه التصرفات اليسيرة تكون عميقة الأثر في هؤلاء الأبناء، فمن الخطأ أن تجابه ابنك بهذا الأسلوب الجافي. حتى الإرضاع له تأثير مهم جداً في تكوين نفسية هذا الطفل فيما بعد، هل يتم بطريقة (ميكانيكية) كآلة ترضع الولد أم يتم مع ضمه بحنان وبإبداء العواطف؟ فهذا الطفل الرضيع تتكون شخصيته بالمثل في مقابلة ما يسدى إليه من طريقة المعاملة كما ضرب الأستاذ مالك بن نبي هذا المثال: الطفل وهو صغير في المهد إذا أخطأت أمه في تربيته بحيث إذا صرخ يحصل على ما يريد، فإنه ينشأ على الصراخ بحيث إذا ضربه اليهود بكى في مجلس الأمن! فكل الويلات التي نذوقها الآن من كثير من حكام المسلمين هي نتيجة هذه التربية المنحرفة، فالأمة كلها تدفع ثمن التربية الخاطئة التي ربوها في الصغر وفي المهد، انظروا كم هي خطورة هذه التربية التي تخرج لنا زعماء مشوهين نفسياً وعقدياً... إلى آخره؟ إذاًَ: أول ما ينبغي أن يسدى إلى الأطفال هو التربية الصحيحة المبكرة، وهناك من آيات الله سبحانه وتعالى العظيمة ما يكشف لنا أن القرآن والسنة قد سبقا هذه العلوم الحديثة -التي يتباهون بها الآن- بمئات السنين، فما أكثر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم حتى في الجانب النفسي، فإن القرآن والسنة سبقا هذه العلوم، وهما متفوقان على هذه العلوم الحديثة؛ لأن ما في القرآن وما في ا...... الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:28 | |
| الأطفال والصلاة إننا سنتكلم في هذه الليلة عن موضوع مهم وهو الأطفال والصلاة، وكيف نربط الأطفال بالصلاة؟! وكيف نعود الأطفال على الصلاة؟! والنصائح المتعلقة بهذا الباب. إن هذه النقطة المتعلقة بالأطفال والصلاة تعطينا تفصيلاً عن كيفية بناء الجانب العبادي في نفسية الأطفال، أو تركيبة الطفل في الجانب العبادي، وكما ينبغي علينا أن ننمي في الطفل الجانب الإيماني والجانب الاعتقادي والجانب الجسماني... إلى آخره؛ فأيضاً ننمي جانب العبادة في الأطفال، فكيف ننميه؟! وكيف نهتم به؟! إن الصلاة باعتبارها ركن الدين الأعظم، أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بأن يؤمر الأطفال بالصلاة لسبع سنين حيث يقول: (مروهم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع). ...... الفوائد المتعلقة بتدريب الأطفال على الصلاة وتحبيبها إليهم ...... القدوة الصالحة يعتقد الأطفال بحكم كونهم أطفالاً أن كل ما يفعله الكبار صحيح؛ لأنهم لا يتصورون أن الآباء يخطئون أو يتعمدون الخطأ، ولذلك يوجد عند الأطفال هذه الثقة فيما يفعله الكبار، ودائماً ينظرون إلى الآباء على أنهم أكمل الناس وأفضل الناس، وهذا ينعكس عليهم سلباً أو إيجاباً؛ لأنهم يحاكون آباءهم ويقتدون بهم، ففي سن السادسة مثلاً: نجد الأطفال لا يتأثرون بالتلقين إذا لم يوجد بجانب التلقين القدوة الصالحة التي تترجم عملياً المعاني المجربة؛ لأن الأطفال في هذه الفترات غير مؤهلين بصورة كاملة لتلقي المعاني المجربة، فهم غالباً يتعاملون مع الأشياء الحسية، أما المعاني النظرية فتأتي متأخرة فيما بعد، فلذلك كونك تعطيه كلاماً نظرياً عن معان غير محسوسة لا يؤثر فيه، لكن الذي يؤثر فيه أن يرى أمامه أباه وهو يطبق بطريقة عملية ما يدعوه إليه وما يرشده إليه، ولذلك فإن محافظة الأب على الصلاة تؤثر فيهم أعمق التأثير، وهذا أمر ملموس، فنجد أن الأولاد الصغار جداً في السن يريدون أن يصلوا، ونجد الطفل يفعل مثل ما يفعل أبوه، فهذا يؤكد أن الأطفال في سن الثالثة لا يستطيع الواحد منهم أن يستوعب المعاني المجربة بصورة كاملة إلا إذا صاحبها قدوة عملية. فالقدوة والطريقة العملية بالتزام الكبار، مع ثقة الطفل دائماً فيمن هو أكبر منه؛ هي أعظم وسيلة للتأثير فيه. الدعاء بصلاح الأطفال إن من الأمور المهمة جداً في هذه المرحلة بل في كل مرحلة أن يستعين الإنسان بدعاء الله سبحانه وتعالى والتوسل إليه، وليكن له في ذلك أسوة حسنة بإبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، فقد كان الدعاء هم إبراهيم عليه السلام كما ذكر الله عنه أنه قال: رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ [إبراهيم:40] إذاً: ينبغي الاستعانة بالدعاء على مثل هذه الأشياء. أما ما يتعلق بموضوع العقاب البدني على ترك الصلاة، والذي يبدأ من سن العاشرة، فإن شاء الله سنفصل الكلام فيه بعدما ننهي الكلام عن تربية الأطفال على الصلاة، فالعقاب البدني هو الوسيلة الأخيرة للعقاب إذا أخل الطفل بالصلاة بعد أن يصل سن العاشرة، فللأب أن يلجأ إلى العقاب البدني بشروطه كما سيأتي إن شاء الله تعالى. تعليم الأب ولده الصغير الوضوء نظرياً وعملياً إن على الأب أن يعلم ولده الوضوء والطهارة بالشرح النظري، خاصة في سن السابعة، والصلاة في السابعة غير واجبة على الأبناء، لكن يجب على الآباء أن يأمروا أبناءهم؛ لأن الأب يأثم إذا لم يأمر ولده الذي بلغ سن السابعة بالصلاة. إذاً: ينبغي للأب أن يوضح له الطهارة، أولاً: يشرح له شرحاً نظرياً كيفية الطهارة وكيفية الصلاة، ثم بعد ما يشرح له يطبق أمامه تطبيقاً عملياً، ثم يتركه بعد ذلك يطبق هذا التدريب العملي بنفسه، وليكن هذا بصورة متكررة، ويسمح له بالتطبيق أمامه، وإن أخطأ علمه وفهمه أين موضع الخطأ، ووجّهه بلطف دون تعنيف، فإذا أتقن الوضوء مدحه وأثنى عليه واحتضنه وقبله، مشعراً برضاه عنه، وليس هذا فحسب بل يعلمه فضائل الوضوء، بأن يتلو عليه الأحاديث الشريفة التي صحت في فضيلة الوضوء؛ كي يحفزه على الحرص على تحصيل ثواب الوضوء، وحتى يستحضر نية التعبد؛ لينال الثواب المترتب على الوضوء. تعليم الأب أولاده الصغار الصلاة عملياً إن على الأب أن يعلم أولاده الصلاة منذ السن الباكرة دون توجيه مباشر، فلا يأمرن بالصلاة بصورة مباشرة، بل يتعمد أن يصلي أمام أطفاله النوافل في المنزل، أما الفرائض فيصليها في المسجد. إذاً: يتعمد الأب أمام الأطفال قبل السابعة أن يصلي النوافل، ويكرر الصلوات على مشهد من أولاده، والأطفال يتأثرون أعمق التأثر إذا رأوا أباهم يمرغ وجهه لله تبارك وتعالى ساجداً وقائماً خاشعاً قد استغرقته الصلاة، فيستنتج الطفل مع الوقت أنك ذهبت إلى عالم آخر في أثناء الصلاة؛ لأنك لا ترد عليه إذا ناداك، ولا تحدث أي حركة، وهو بهذه الطريقة سيستنتج مع الوقت أن الصلاة حالة خاصة لها أحكامها ولها أوضاعها التي تفترق عن الأحوال التي يكون عليها الإنسان خارج الصلاة، وهذا بلا شك سيغرس في نفس الطفل الشعور بعظمة الله سبحانه وتعالى. وقد ذكر الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى أنه كان في طفولته الباكرة يتأثر ببكاء شيخه عند تلاوة القرآن أكثر مما يتأثر من كلامه، فإذا الابن رأى أباه يبكي عندما يتلو القرآن مثلاً أو عندما يصلي في خشوع فهذه بلا شك ستترك انطباعاً عظيماً جداً في نفسه من تعظيم الله سبحانه وتعالى ومحبة الصلاة. حقيقة تربية الأطفال على الصلاة وغيرها بالعادة إن هناك طريقة التربية بالعادة، فالأطفال يتعرفون على أعمال الصلاة بالمشاهدة، فالطفل الصغير يؤثر فيه كل ما حوله، فينطبع ما يراه في ذاكرته بصورة أعظم بكثير جداً مما تتخيلها، فينبغي للأب عندما يسأله ابنه الصغير أن يجيبه؛ لأنه مطالب أن يعطيه أكثر قدر من المعلومات، ودعه يستوعب ما يستطيع أن يستوعبه، وما زاد عن ذلك فلا ضرر في ألا يستوعبها، فهو يستوعب بطاقة أكثر جداً ما تتوقعه أنت، فلذلك إذا سألت علمه وتفهمه بطريقة خفيفة ستجد أمراً مذهلاً من الفهم والاستيعاب. فالطفل لا شك أنه يتأثر من انطباع حركات الصلاة وسلوكك في أثناء الصلاة، وما الذي تقوله في الصلاة، وكيف تتوضأ، وكل هذه الأشياء حتى من السن المبكرة جداً قبل السابعة بكثير تنطبع في ذاكرة هذا الطفل، لكن المهم أنه قبل سن التمييز -أي: قبل سن السابعة- على الأب ألا يشتد مع الطفل في أمر الطهارة والصلاة، ولا يشتد عليه في أمر ستر العورة للصلاة، بل يتركه يقلده على أي حال، حتى لو لم يكن الطفل ملتزماً بشروط الصلاة، لا يستقبل القبلة، ولا يستر العورة، ولا يتوضأ، فلا تقل له: صلاتك غير صحيحة، لا؛ لأنه في هذه المرحلة يتلقن بالعادة وبالتقليد وبالمحاكاة، فلا تغلظ عليه، ولا تكفه عن الصلاة، ولا تكفه عن التقليد؛ لأن زجره في هذه السن وهو غير مكلف ينفره من الصلاة، فاتركه يقلدك بطريقة تلقائية دون أن تعنفه. واجب الآباء تجاه أبنائهم بعد بلوغهم سن السابعة إذا بلغ الطفل السابعة بالتقويم الهجري وليس بالتقويم الميلادي تقويم النصارى والكفار؛ لأن أي توقيت معين في القرآن أو في السنة فالمقصود به التقويم الهجري، فمثلاً: تجب الزكاة إذا مر على المال حول -أي: سنة- بالحول الهجري لا الحول الميلادي. كذلك قوله تعالى: حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً [الأحقاف:15] أي: أربعين سنة هجرية وليست ميلادية، فانتبهوا لهذا. إذا بلغ الطفل السابعة بالتقويم الهجري ففي هذه الحالة يجب على الأب أن يأمره بالصلاة، ويوجهه إليها بلا ضرب ولا تعنيف؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين) وهذا حديث حسن. وفي هذه المرحلة يأمره بتحصيل ما لا تصح الصلاة إلا به كشروط الصلاة مثل: الطهارة، وستر العورة وغيرهما، ولا ينبغي أن يمر تاريخ سن الطفل إلى سن السابعة مروراً عابراً؛ لأن الطفل إذا بلغ سن السابعة فينبغي أن نحيطه بهالة من الاحتفال والأهمية والتعظيم في عين الطفل، بحيث يبدأ مرحلة جديدة في حياته محاطة بحدث خطير سيحدث؛ لأنه ببلوغه السابعة سيترتب عليه أنه صار الآن مؤهلاً لوظيفة مهمة وهي الصلاة، فلا ينبغي أن ندع الطفل يبلغ السنة السابعة دون أن نعمق هذا الحدث من قبل أن يتم سبع سنين، كأن نقول له: أنت في الشهر المقبل أو بعد شهرين أو بعد ثلاثة أشهر أو بعد أسبوعين ستبلغ سن السابعة، واعلم أنك إذا بلغت هذا التاريخ فأنت مقبل على أمر عظيم وأمر مهم جداً، أنت الآن كبرت، ولم تعد كالأطفال الصغار، والرسول صلى الله عليه وسلم أمرني أن آمرك أن تصلي، فها هو موعد أمرك بالصلاة يقترب فتهيأ لذلك، فإذا بلغ السابعة فصلى أول فرض جمع له أبوه بعض أصدقائه أو بعض أسرته في حفل صغير ابتهاجاً ًبهذه المناسبة الطيبة؛ لأنه صلى أول صلاة، وما الذي يمنع أن نبتكر مثل هذه الأساليب؟! فيؤتى له مثلاً بحلوى أو بهدية، وبعض الكاتبين في هذا الأمر قالوا: تهدى له ساعة بحيث يقال له: إن هذه الساعة هدية لك حتى تستعين بها على ضبط أوقات الصلاة، فيربط له كل شيء بالصلاة. ثم بعد ذلك ينبغي أن تتم متابعته في الصلاة، ويتابع في مدى محافظته على مواعيد الصلاة، وإذا نسي أو انشغل أو أهمل تذكره بالصلاة: هل صليت؟ يقول تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا [طه:132] قوله: (اصطبر) يعني: داوم ولا تمل، فينبغي أن يكرر الأمر بالصلاة دون ملل، ولنفرض أن الأب شغل أو سافر أو غاب لأي سبب من الأسباب، في هذه الحالة يوكل ويكلف من يقوم مكانه بمتابعة الصبي وأمره بالصلاة خلال فترة غيابه أو شغله، روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (حاسبوا أبناءكم على الصلاة، وعودوهم الخير؛ فإن الخير عادة). أيضاً لا بأس بمكافأته أحياناً لانتظامه بالصلاة، إذا لوحظ أنه بدأ ينتظم في الصلاة فبين وقت وآخر يكافئه بمكافأة، لكن بشرط ألا يواظب على المكافأة؛ لأنه إذا واظب على المكافأة فهذا يرسخ شعوراً موجوداً أصلاً عند الطفل وهو شعور العمل المبني على الجانب النفعي، وهذا قد ينمي فيه الأنانية، بحيث لا يعمل شيئاً إلا بالمقابل المادي، فالمكافأة حتى تعطي ثمارها ولا تفسد هذا الطفل ينبغي أن تعطى له بين وقت وآخر، حتى لا يتعود أن يحفظ القرآن أو يصلي أو يفعل أي شيء إلا إذا أخذ المعلوم، لكن ينبغي أن يرسخ في ذهنه أن الصلاة شيء أساسي، وأنه إنما يصلي لله، ولا بأس بين وقت وآخر أن تعبر عن شكرك وامتنانك بمحافظته على الصلاة. أيضاً ينبغي أن تنوع الهدية في كل مرة؛ لأن الهدية إذا تكررت ففرحه بها لن يكون كما ينبغي، لكن تنوع الهدية في كل مرة بصورة ملائمة. أيضاً على الأب أن يقرن الأمور المحببة بالصلاة، يعني: لا تصور له الصلاة على أنها تكليف وأمر وإلزام، وأنه سيتعرض لعقوبة، لكن تحاول أن تربط الصلاة بالأساليب السلمية دائماً؛ فمتى ما أمكن الطفل أن يصلي بطريقة هادئة وبلطف وبرفق فلا تقفز إلى ما بعد ذلك من الخطوات، كأن تقول له: إذا عملت الشيء الفلاني فسأكافئك بأن أصطحبك معي للصلاة في المسجد، فتزرع في قلبه أن الخروج إلى الصلاة في المسجد هو المكافأة، بحيث تجعل في نفسيته أن ذلك شيء عظيم ومحبب إلى نفسه. كذلك إذا طالبك بالذهاب معك إلى المسجد فقل له: ماذا عملت حتى تذهب معي إلى المسجد؟ أو قل له: افعل الشيء الفلاني حتى تستحق أن أصحبك إلى المسجد. فالمهم أن تربط الصلاة بالأمور المحببة إلى نفسه، فمثلاً: إذا أراد الأب أن يخرج مع الأطفال إلى نزهة فليربط مواعيد الأشياء التي يحبونها بالصلاة، فيقول مثلاً: إذا ذهبت وصليت العصر وعدت من صلاة العصر فسأصطحبك معي في هذه النزهة، وهذا يجعلهم ينتبهون لوقت الصلاة، فتراهم يبكرون للصلاة في وقتها؛ لأنها اقترنت بشيء محبوب لديهم. كذلك مواعيد الأب مع أولاده يربطها بأوقات الصلاة، كأن يريد أن يعد أولاده بشيء فيربطه دائماً بوقت الصلاة، مثل: قبل صلاة العصر، أو بعد أن أصلي المغرب. أيها الأب! عمق أحداث حياة ابنك بالصلاة؛ حتى تصبح الصلاة هي المحور الذي تدور عليه حياته، ويتعلم الأولاد تنظيم الوقت بناءً على أوقات الصلاة. أيضاً الأب يذكر أولاده بين الحين والآخر بفضائل الصلاة من القرآن الكريم والسنة الشريفة، فبجانب السلوك العملي في تطبيق الصلاة حتى يكتمل تصوره عن الصلاة ينبغي أن تنمي معلوماته عن الجانب الفكري أو النظري المتعلق بالصلاة وبمنزلتها وأهمية الصلاة، وماذا قال الله وماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن الصلاة وفضائلها، وما يترتب عليها من الفضائل العظيمة. الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:28 | |
| واجب الآباء تجاه أبنائهم بعد بلوغهم سن العاشرة
إن على الأب أن يعلم الصبي خاصة بعد سن العاشرة أداء السنن الرواتب مع الصلوات المفروضات، فإذا صلى العشاء تتابعه هل صلى السنة البعدية؟ وهل صلى الوتر ولا بأس أن يحرضه على قيام الليل حتى ولو كان جزءاً يسيراً، فمثلاً الأب يقول لأولاده: إنني سأقوم هذه الليلة لصلاة القيام أو التهجد الساعة كذا، فيتركهم هم وحدهم يتنافسون من الذي سيستيقظ دون أن يوقظهم؟ لكن أدخل في برنامجهم أنهم بقيامهم هذا يتقربون إلى الله سبحانه وتعالى، وأنه شيء ليس إلزامياً، يعني: لا تأمرهم بهذا القيام ولا تلزمهم به ولا توقظهم، ولكن قل لهم: سأنظر من منكم سيستيقظ ويشاركني هذه الصلاة، فيتنافسون فيما بينهم من الذي يستيقظ ومن الذي سينام؛ حتى لا يتعودوا على الاعتماد على غيرهم، وإنما يعتمدون على أنفسهم، ولتقوى إرادتهم، ثم إذا صلى بهم القيام يخفف هذه الصلاة، ومن نعس منهم في أثناء الصلاة ففي هذه الحالة يأمره أن ينام رفقاً به، ولا يشدد عليه في الصغر. فإذا قصر الولد في الصلاة بعد سن العاشرة ففي هذه الحالة وجب على الأب وعظه وتذكيره بالنصوص الشرعية في الصلاة، فإذا استمر في تهاونه أغلظ له في القول وعنفه وعزره، بألا يسلم عليه ولا يمازحه، ويحرمه من بعض الأشياء المحببة لديه، ومن العقاب النفسي أن يكشر في وجهه ويعرض عنه ولا يكلمه ولا يرد عليه، فإذا فشل العقاب النفسي يلجأ الأب إلى العقاب البدني بالشروط التي سنبينها إن شاء الله فيما بعد؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم (واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين) لكن إذا كان الأب قد قصر في أمر الطفل بالصلاة ولم يأمره بالصلاة لا في السابعة ولا في الثامنة ولا في التاسعة وأهمله، أو مات الأب وما التزم الطفل بالدين، وما أدرك خطورة الأمر إلا بعد أن بلغ العاشرة؛ فهل يطبق عليه الحديث تطبيقاً حرفياً؟ إذا كنت -أيها الأب- قد قصرت في البداءة مع الطفل باللين وبالرفق وتركته وأهملته حتى بلغ العاشرة، ففي هذه الحالة لا تستعمل معه العقاب البدني مباشرة بعد العاشرة، لأنك أنت الذي قصرت ولم تعوده على الصلاة، ففي هذه الحالة تبدأ بالتدرج معه وتعوده عليها من جديد إلى أن ينتظم في أمر الصلاة. إذاً: يعود الطفل على صلاة الجماعة منذ الصغر، والمقصود من ذلك أن ينشأ الطفل على طاعة الله، فأعظم هدية يقدمها الأب لولده أن يكون واحداً من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ومنهم: شاب نشأ في عبادة الله. واجب الآباء تعليق قلوب الأبناء بالمساجد وتحبيبها إلى نفوسهم
إن على الأب أن يربط قلب ولده بالمسجد؛ وذلك لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (ورجل قلبه معلق بالمساجد) يعني: إذا خرج من المسجد فكأنه سمكة خرجت من الماء، فهو لا يستريح حتى يرجع إلى المسجد، فينبغي أن نجتهد أن نجعل قلب الطفل يحب المسجد، ولا يستطيع فراق المسجد، فيكون أحب مكان إليه. إذاً: ينبغي على الأب أن يعود ابنه الصغير على صلاة الجماعة منذ الصغر؛ كي يتعلق قلبه بالمساجد؛ لأنه إذا تعلق قلبه بالمسجد فهذا خير عظيم جداً، وإذا جعل مراحل حياته في المسجد فإنه سيتعرف على العلماء، ويتعرف على الصالحين، فيمارس عملياً كثيراً جداً من الآداب الشرعية في الإصغاء إلى مجالس العلم، وبلا شك أن الطفل عنده الحب الشديد في أن يشارك الكبار في أفعالهم. فإذاً: ينبغي أن نستثمر هذا الميل الموجود في الطفل، وهو حبه مشاركة الكبار في أفعالهم، ومن هذا المبدأ تصحبه إلى المسجد؛ كي يشارك الكبار في صلاة الجماعة، لكن قبل أن يأتي إلى المسجد نفهمه آداب المسجد إن كان يستوعب ذلك. كذلك نهيئه قبل حضوره إلى المسجد؛ لأن الطفل إذا دخل المسجد رأى أموراً غريبة غير متعود عليها، كأن يرى أناساً مزدحمين وهو لم ير مثل هذا المنظر من قبل، فالطفل إما ينفجر بالبكاء وإما يكظم ويكتم نفسه، فإذا ما سلم أبوه واتجه إليه ينفجر بالبكاء والصراخ من شدة الوحدة التي عاناها، وهذا خطأ، بل ينبغي أن يحصل نوع من التمهيد لفترة كافية، كأن يصف له المسجد، ولو استطاع أن يريه صور المسجد من الداخل ومن الخارج، ويشرح له كل مكان متعلق بالمسجد؛ حتى يحصل له الإلف بهذا المكان قبل أن يتجه إليه. أيضاً يكثر من ذكر المسجد أمامه، ويصفه بكل جميل، كأن يقول له مثلاً: هذه الحلوى اشتريتها لك من المحل القريب من المسجد، ويشتريها فعلاً من ذلك المكان ولا يكذب عليه، والسواك اشتريته من أمام المسجد وغير ذلك، وإذا مر به بجانب المسجد يقول: انظر إلى هذا المبنى الجميل، هذا هو المسجد، وهو بيت الله سبحانه وتعالى، وأنا سآخذك معي قريباً؛ كي تصلي فيه، فهذا كله تمهيد حتى يقبل على المسجد بشوق وتلهف. أيضاً يهيئ جو المسجد قبل أن يصطحب هذا الطفل، وبعض الناس قد يقول: أتريد من الأب أن يتفق مع الإمام ويقول له: أنا سأصحب ابني إلى المسجد؟! أقول: لا تنظر إلى هؤلاء الأطفال على أنهم لعبة أو قطعة من اللحم والعظم والدم، لا، بل هم المستقبل الذي بإمكانك من الآن أن تصنع بهم مستقبل الأمة، بأن تجعل هؤلاء يخرجون من المساجد ويتعلقون بالمساجد؛ لأنهم في الحقيقة هم المستقبل لهذه الأمة، وهذا ليس كلام إنشاء ولا كلام جرائد، بل هو حقيقة، وقد ذكرت لكم في بداية الكلام أن كل ما تعانيه الأمة من الويلات هو ثمرة من ثمرات التربية المعقدة في الصغر أو التربية الخاطئة، انظر كيف يعذب المسلمون تحت ظل حكم هؤلاء الناس؛ وذلك لأنهم ربوا على الاستسلام، ورضعوا الخيانة والخداع والخديعة من صغرهم؛ فبسبب ذلك ذاقت الأمة هذا الويل. إذاً: أقل حماية للمسلمين أن نجتهد ألا ينشأ أطفالنا مشوهين نفسياً ومشوهين عقدياً، فينبغي ألا تنظر إلى هذا الطفل على أنه شيء هين أو شيء حقير، لا، أعطه الحجم الذي يستحقه، فيتفق الأب مع الإمام ويتفق مع المؤذن ويتفق مع بعض المصلين من الجيران وأبنائهم أن ابني إذا حضر معي فاحتفلوا به ولاطفوه؛ حتى يحس بالأنس، لكن بعض القائمين على المساجد يكونون من كبار السن، ولا يعرفون خطورة هذه الأمور التربوية، فنرى بعضهم إذا حصل خطأ من طفل ينهره بشدة! كيف تجعل عقلك مثل عقل هذا الطفل وتحاسبه على أخطائه كأنه مثلك؟! إن الثمرة التي تحصلها الأمة ويحصلها هؤلاء الأطفال فيما بعد من تعريفهم على الصلاة وتحبيبهم إلى المسجد أعظم بكثير جداً من الإزعاج الذي يسببونه أثناء الصلاة، فإذا وقف الأولاد الصغار في الصف ولم يعرفوا كيف يصلون أو ضحكوا أو خرجوا من الصلاة فينبغي أن يعلموا بلين وبرفق وبلطف، فليس من العدل أن تحاكمه على أنه مثلك؛ لأنك عرفت الحياة وتعلمت وكبرت ونضجت، أما هذا الطفل فليس عنده تجربة ولا علم ولا شيء. فما يحصل من الناس حين يتعاملون مع الأطفال كأنهم كبار هو من الظلم، ويستدلون ببعض الأحاديث الضعيفة في هذا الباب، ولها الأثر الخطير في تشويه نفسية الأطفال تجاه المسجد، ومنها حديث: (جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم) فهذا حديث لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو كذب عليه، ولا يمكن أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول مثل هذا؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام (كان يخطب على المنبر فلما رأى ابنه الحسن يتعثر في ثوب أحمر نزل من على المنبر وقبله وضمه إليه، ثم قال: صدق الله: أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ [الأنفال:28]). ومرة صلى عليه الصلاة والسلام وارتحله ابنه الحسن أو الحسين وهو ساجد، فأطال الصلاة حتى ظنوا أن الرسول عليه الصلاة والسلام حصل له شيء، فظل ساجداً إلى أن شبع الطفل من اللعب ونزل من على ظهره، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن سلم: (إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله) أي: كرهت أن أستعجل عليه وأقطع عليه اللعب، فهل هذا اشتغال بتوافه الأمور؟ كلا، بل هذا اشتغال بأعظم الأمور، وهي أن يحب هؤلاء الأطفال المسجد؛ لأنهم هم الذين سيشكلون المستقبل فيما بعد لهذه الأمة. ومعلوم من سيرة النبي عليه الصلاة والسلام مع ابن عباس وغيره من أبناء الصحابة أنهم كانوا يدخلون المسجد، ويصفون خلف الرجال إذا صح الحديث الوارد في ذلك. إذاً: لا ينبغي أبداً أن نمنع الصبيان المساجد، وصحيح أنها تجنب الأطفال الذين لا يعقلون، فالشاهد من الكلام أنه ينبغي إحاطة هذا الحدث الحساس وهو مجيء الطفل إلى المسجد بكثير من الاعتناء أكثر من أن تتفق مع الإمام في أن يلاطف هذا الطفل، لأن الطفل لما يجد إمام المسجد يناقشه ويبتسم في وجهه أو يعطيه حلوى أو كتاباً مثلاً أو مصحفاً، ويجد المصلين يحتفلون به إذا دخل؛ لا شك أن هذا يجعله يحس بالأنس في هذا المكان، فيطمئن لهذا المسجد ورواده، بخلاف ما إذا طرد من الباب، بل بعض الأطفال يضرب ويطرد من المسجد. ولا أقول: أين أنتم مما يفعل في الكنائس بالنسبة للأطفال وكيف يجتذبونهم إلى داخل الكنائس؟! بل أقول: أين أنتم من سيرة السلف الصالح؟! نحن مطالبون أن نرتفع إلى مستوى الإسلام؛ لأننا متخلفون عن الإسلام لا أقول: عن غيره من المناهج، فالاحتفاء والاهتمام بالطفل من شأنه أن يوقع في نفسه تعظيم أمر الصلاة، ويشعر في نفسه أن الصلاة شيء مهم جداً في حياته. قال العلماء: لو كان الإمام معروفاً بإطالة الصلاة بطريقة تخالف السنة فينبه الإمام قبل أن يؤتى بالصبي بأن يخفف الصلاة. كذلك على الأب إذا دخل ابنه الصغير المسجد أن يربطه بحلق تحفيظ القرآن وتجويده التي تعقد في المسجد، بالتعاون مع إمام المسجد. إن على الأب أن يقوي صلة ولده بالمسجد وأهل المسجد، وأن يرفه عليه عن طريق ممارسة أنشطة نافعة ومسلية للأطفال ومتنوعة، فيها نوع من اللهو المباح وغير ذلك بين الأطفال، حتى تتسع وتترسخ علاقته، وتتكون رابطته بالمسجد وبأقرانه من الأطفال. أيضاً: على الأب أن يذكر أمام الطفل الصغير صلاة الجمعة وأهمية صلاة الجمعة وآدابها وبعض أحكامها؛ لأن هذا اليوم يوم عيد للمسلمين، وضرورة احترامه وتوقيره، لكن لا يحمله ما لا يطيق من أمر صلاة الجمعة، وخاصة بين السابعة والعاشرة؛ لأن الطفل قد لا يستطيع أن يبقى مدة طويلة في الخطبة محافظاً على طهارته، قد ينقض وضوءه، وطول الخطبة قد يضجره، فلا يحمله ما لا يطيق من أمر صلاة الجمعة للأسباب التي ذكرنا. روي (أن أبا هريرة رضي الله عنه دخل مرة المسجد يوم الجمعة فوجد غلاماً، فقال له: يا غلام! اذهب العب، فقال: إنما جئت إلى المسجد، قال: فتقعد حتى يخرج الإمام؟ قال: نعم. فتركه). إذاً: على الأب ألا يكلف الصبي الصغير بصلاة الجمعة دون سن العاشرة بل يرغبه فقط بالصلاة، فإن أقبل عليها وإلا تركه وشأنه حتى يبلغ العاشرة أو قبلها بقليل، ثم يبدأ معه بالإلزام. أيضاً قال العلماء: إن الأب ينبغي له أن يتحرى اختيار الخطيب؛ لأن الخطيب بمسلكه وبخطبته عميق التأثير في أخلاق الأولاد، خاصة إذا كان هؤلاء الأولاد يفهمون الخطبة ويعقلونها، وإذا كان الأطفال يعقلون ويفهمون فينبغي أن يسألهم الأب بعد الخطبة عن موضوع الخطبة، وما الذي تتذكره من عناصرها، وما الفوائد التي تستخلصها من هذه الخطبة، وقبل أن يدخلوا إلى صلاة الجمعة يحثهم على الإنصات، ويقول لهم: إنني سوف أسألكم عن مضمون الخطبة بعد الصلاة؛ لأنه بهذا يستدعي تركيزهم وانتباههم أثناء الخطبة. هذا -باختصار- بعض التوجيهات المتعلقة بتحبيب الأطفال في أمر الصلاة، وكما ذكرنا فإن الأطفال ينبغي أن ننظر إليهم على أنهم مستقبل الأمة الذي يتمثل في أبنائنا أفلاذ أكبادنا. وكما ينبغي للأمة أن تعد لأعدائها ما استطاعت من قوة من الأسلحة للحرب فكذلك تعد الأطفال للمستقبل. يقول الدكتور يوسف القرضاوي : لا بد من صنع الرجال ومثله صنع السلاح وصناعة الأبطال علم قد دراه أولو الصلاح من لم يلقن أصله من أهله فقد النجاح لا يصنع الأبطال إلا في مساجدنا الفساح في روضة القرآن في ظل الأحاديث الصحاح شعب بغير عقيدة ورق يذريه الرياح من خان حي على الصلاة يخون حي على الكفاح أي: الذي يخون ربه في الصلاة فسيخون أمته كلها إذا بعثته إلى الجهاد؛ كي يحميها ويذود عنها. هذا فيما يتعلق بالترغيب للأطفال بالصلاة ومحافظتهم على الصلاة في ضوء قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر). الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:29 | |
| قصص من ثمرة تربية الأولاد
بعض القصص والمواقف نسردها عليكم وهي تعكس مدى اهتمام السلف الصالح بكيفية تربية الأولاد، وكيف كان يربى أولاد الصحابة وثمرة ذلك، منها: ما رواه البخاري عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه قال: (وقف غلام عن يميني يسألني في غزوة بدر فقال: يا عم! دلني على أبي جهل؟ -انظر كيف تربى هذا الولد على عداوة أعداء الله- فقلت له: وما لك يا بني من أبي جهل ؟! فقال: والله إن رأيته لن أفلته، لقد كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا غلام آخر عن يساري، فسألني مثل الأول، ثم تحتدم المعركة ويشتد بأسها فيلتفت عبد الرحمن إلى الغلامين فقال لهما: ذاك الذي تبغيان، ذاك أبو جهل ، فينطلقان مسرعين كل منهما يريد أن ينال شرف السبق في طعن عدو الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فيضربانه ضربة قوية فيسقط أبو جهل فرعون هذه الأمة على الأرض، فيتسابقان بزف البشارة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول: كل واحد منهما: أنا الذي قتلته يا رسول الله، فيقول لهم النبي عليه الصلاة والسلام: أرياني سيوفكما، فيرى عليهما آثار الدماء، فقال لهما: كلاكما قتله) فهذا ثمرة التربية على التوحيد، وعلى الولاء لأولياء الله والمعاداة لأعداء الله تبارك وتعالى. وهذه قصة إحدى المدرسات كانت تأمر الطلاب الصغار بأن ينشدوا: بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي فكان بين الطلاب صبي صغير رفض أن ينشد، فقالت له: لماذا لا تنشد مع الأطفال؟ قال: أنا حبي وفؤادي لله، بمنتهى العزة هذا الطفل الصغير يفهم أن حبه وفؤاده لله تبارك وتعالى! أيضاً من هذه الوقائع: أنه مر الحارث المحاسبي وهو صبي بصبيان يلعبون على باب رجل تمار يبيع التمر، فوقف الحارث ينظر إلى لعبهم، وخرج صاحب التمر ومعه تمرات فقال للحارث : كل هذه التمرات، فقال الحارث : من أين أتيت بالتمرات؟ قال: إني بعت الساعة تمراً من رجل فسقطت هذه التمرات منه، فخذها أنت كلها، فقال الحارث له: أتعرفه؟ قال: نعم، فالتفت الحارث إلى إخوانه الصبيان الذين كانوا يلعبون فقال لهم: أهذا الشيخ مسلم؟! قالوا: نعم، فتركه، فتبعه التمار حتى قبض عليه وقال له: والله ما تنفلت من يدي حتى تقول لي ما في نفسك مني، فقال: يا شيخ! إن كنت مسلماً فاطلب صاحب التمرات حتى تتخلص من تبعته، كما تطلب الماء إذا كنت عطشان، يا شيخ! تطعم أولاد المسلمين السحت وأنت مسلم؟! فقال الشيخ: والله لا اتجرت للدنيا أبداً. فهذه لم تأت من فراغ، بل هي ثمرة التربية الصحيحة التي أخرجت مثل هذه النماذج. قال ابن غفر المكي : بلغني أن أبا سليمان داود بن نصير الطائي رحمه الله لما بلغ من العمر خمس سنوات أسلمه أبوه إلى المؤدب، فابتدأ بتلقين القرآن، وكان لقناً -يعني: كان يحفظ بسرعة- فلما تعلم سورة: هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ [الإنسان:1] وحفظها رأته أمه يوم الجمعة وجهه مقبلاً على الحائط يشير متفكراً بيديه، فخافت أمه على عقله فنادته: قم يا داود فالعب مع الصبيان، فلم يجبها، فضمته إليها وقالت: يا ويلاه، فقال: مالك يا أماه؟! أبك بأس؟ قالت: أين أنت؟ قال: مع عباد الله قالت: أين هم؟ قال: في الجنة، قالت: ما يصنعون؟ قال: مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا [الإنسان:13]، ثم مر في تلاوة السورة وهو شاخص كأنه يتأمل شيئاً حتى تلا قوله تعالى: إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا [الإنسان:22]، ثم قال: يا أماه ما كان سعيهم؟ فلم تدر ما تجيبه، فقال لها: قومي عني حتى أتنزه عندهم ساعة، فقامت عنه، فأرسلت إلى أبيه، فأعلمته شأن ولده، فقال له أبوه: يا داود ! كان سعيهم أن قالوا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يقولها في أكثر أوقاته حتى يكون ممن سعى هذا السعي المشكور. ومن ذلك ما حكاه ابن غفر المكي أن أبا يزيد طيفور بن عيسى البسطامي لما بدأ يحفظ سورة المزمل: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا [المزمل:1-2]، قال لأبيه: يا أبت من الذي يقول الله تعالى له: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا [المزمل:1-2]؟ قال: يا بني! ذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قال: يا أبت مالك لا تصنع كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فقال: يا بني! إن قيام الليل خصص به صلى الله عليه وسلم دون أمته، فسكت عنه، واستمر في حفظ السورة فوصل إلى قوله تعالى: أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ [المزمل:20]، فالولد تأمل قوله تعالى: وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ [المزمل:20]، وأبوه قال له: إنها خاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام دون سائر الأمة، فقال: يا أبت! إني أسمع أن طائفة كانوا يقومون الليل مع النبي صلى الله عليه وسلم فمن هذه الطائفة؟ قال: يا بني! أولئك الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، قال: يا أبت! فأي خير في ترك ما عمله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟! فقال: صدقت يا بني. يعني: أقام عليه الحجة أن قيام الليل ليس خاصاً بالرسول عليه الصلاة والسلام وإنما خص بالوجوب لكن الاستحباب للأمة كلها، فكان أبوه بعد ذلك يقوم من الليل ويصلي، فاستيقظ أبو يزيد في ليلة فإذا أبوه يصلي فقال: يا أبت! علمني كيف أتطهر وأصلي معك؟ فقال أبوه: يا بني! ارقد فإنك صغير بعد، قال: يا أبت إذا كان يوم يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ [الزلزلة:6] أقول لربي: إني قلت لأبي: علمني كيف أتطهر لأصلي معك، فأبى وقال لي: ارقد فإنك صغير بعد، أتحب هذا ؟ أتحب أن أشكوك إلى الله ؟ فقال له أبوه: لا والله يا بني ما أحب هذا، وعلمه فكان يصلي معه! ...... اهتمام الكفار بأولادهم
إن الحديث عن أبناء المسلمين والاهتمام بهم حديث طويل جداً؛ لأن هذا الأمر من الخطورة بمكان، وللأسف الشديد أني مضطر بأن أذكر ببعض الأمثلة من غير المسلمين، فالكفار عندهم مناهج وطرائق معينة، فهم يفتشون في المدارس على الأطفال النوابغ النبيهين والمتفوقين والعباقرة، ثم يستخلصونهم ويعزلونهم في مدارس خاصة بهم، ويوجهونهم بتوجيهات تربوية ومناهج دقيقة جداً، ويسمونها مدارس إعداد القادة من الطفولة، فيكون هذا الطفل الذكي مع أطفال من نفس المستوى من الذكاء؛ حتى تنمو قدراته، لكن إذا وجد ولد عبقري في وسط أطفال دونه في الذكاء، فالنتيجة أن تفاهمه معهم وتعامله معهم يكون فيه صعوبة، بحيث يصعب عليه أن يتكيف معهم أو يتعامل معهم، فهو يريد أن يتعايش مع من حوله، فيضطر أن ينزل إلى مستواهم؛ حتى يحصل بينه وبينهم نوع من القناعة في الوسط الذهني أو الفكري الذي هو فيه، فبالتالي لا يترقى، لكن إذا وجد وسط الأذكياء نما نمواً سريعاً، وتقطف أمته فيما بعد ثمرة هذه التربية الموجهة في مدارس إعداد القادة الموجودة في تلك البلاد، فهم احترموا الأسباب والله سبحانه وتعالى لا يحرمهم من ثمرة هذا العمل في الدنيا. ...... الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:29 | |
| مبدأ الثواب والعقاب للأطفال في أمر الصلاة وغيرها
ننتقل إلى نقطة أخرى وهي: كيفية العقاب البدني للأطفال عموماً، وفي أمر الصلاة خصوصاً، الإنسان الكبير الناضج الذي عنده خبرة وعلم وتجربة ومعرفة كبيرة بالأمور، وعنده ميزان دقيق لها، يستطيع أن يحدد متى يقدم، ومتى يحزم، ولماذا يفعل هذا، ولماذا يجتنب هذا، بينما الطفل ليس عنده من الخبرة أو العلم والنضج ما يكفيه إلى أن يندفع ذاتياً للعمل، فبالتالي يحتاج إلى دوافع تدفعه من حوله، وهي مبدأ الثواب إن أحسن والعقاب إذا أساء؛ لأن هذه طبيعة الإنسان، وهذه من محاسن الإسلام التي سبق بها كل الأمم. فمبدأ الترغيب والترهيب من أفضل أساليب التعليم والتربية والتوجيه السلوكي؛ وذلك لأن الإنسان مركب فيه الخير والشر، فينبغي مقابلة جانب الخير في الإنسان بتنميته، وأيضاً مقابلة جانب الشر فيه بتحجيمه وإزالته، بلا إفراط ولا تفريط، وإنما بتوازن واعتدال. فمبدأ الثواب على فعل الخير يقوده إلى تثبيت السلوك السوي وتقويمه، وأيضاً يشجع السلوك الإلزامي عند الأطفال، بأن يكافأ الأطفال مقابل تصرفاتهم الحسنة بالقبول والاستحسان، خاصة في السن المبكرة، فهذا يزرع الثقة في نفوسهم، والطفل يحب أن يمدح إذا عمل شيئاً طيباً، خاصة إذا كان هذا الشكر أمام زملائه، وخاصة إذا عرف أو أعلن السبب الذي شكر لأجله أو كوفئ من أجله، فإذا أردت مزيداً من النجاح أو الإنجاز في جانب من الجوانب الحسنة فلا بد من الشكر والثناء والاستحسان أو الهدية، أما إذا اقتصر الإنسان على العقاب، فإنه يؤدي إلى الخمول وضعف الإرادة وتثبيط الهمة. ...... مراتب ما قبل اللجوء إلى العقاب البدني للأطفال
هناك مبدأ مهم جداً وهو أن العقاب لا يلجأ إليه إلا إذا فشلت أساليب الترهيب والترغيب، وينبغي أيضاً أن يلاحظ في موضوع العقاب أن الأطفال يتفاوتون، ليس كل الأطفال على قالب واحد، وإنما يتفاوتون، فمنهم من ترهبه الإشارة، ومجرد التلميح بالعقاب يكفي في زجره عن الشيء الخطأ، ومنهم ما لا يردعه إلا الجهر الصريح. كذلك ينبغي غرس شعور الطفل بالثقة بالنفس والاعتزاز بالنفس والحفاظ على كرامته بقدر المستطاع، فالأصل هو عدم اللجوء إلى الضرب أو إلى العقاب إلا عند الضرورة كما سنبين إن شاء الله تعالى، فلا يجعل الإنسان أول شيء يفعله هو عقوبة الطفل وإهانته وإهدار كرامته، لا؛ لأنه إذا أهدرت كرامته فقد الثقة بنفسه. يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث ما معناه: (علقوا السوط حيث يراه أهل البيت، فإنه أدب لهم) وليس تعليق السوط شرطاً، بل لك أن تعلق عصاً أو أي شيء خاص بالضرب، فيعلق أمام الأطفال كنوع من الإرهاب مع الاعتدال، فهذا أسلوب تربوي حسن في تخويف الأطفال من الوقوع في الخطأ، فأنت تعلق العصا لكن لا تستعملها؛ لأن الأطفال مجرد أن يروا العصا أمامهم معلقة فهذا يردعهم عن الخطأ، لكن لو ضربت بها مرة فستهون عليه مسألة الضرب، فإذا عودته على الضرب زال خوفه منه. ومع تعليق السوط يذكره بالله سبحانه وتعالى؛ لأن هذه العقوبة لا تستخدم إلا بنوع من التدرج وبضوابط مهمة جداً؛ كي لا تأتي بآثار سلبية، فالأصل أن الإنسان في البداية إذا وجد الطفل يخطئ كأن ينام عن صلاة الفجر أو يؤخر الصلاة أو يقصر في شيء معين أن يتجاهل خطأه في البداية، ولا يوجه توجيهاً مباشراً، لكن يشير إليه إشارة حسنة، كأن يأتي التوجيه في وسط كلام مع غيره، ويذكر الخطأ الذي ارتكبه دون إعلامه برؤيته. والطفل يحتاج للترغيب والترهيب؛ لأنه ليس عنده المثل الكافي الذي يدفعه إلى أن يفعل أو لا يفعل، فيحتاج إلى هذه الأشياء حتى تدعم توجيهه، فإذا كان هناك خطأ وقع فيه وهو لا يدري متفهمه أن هذا خطأ، وتعطيه فرصة لمراجعة سلوكه وتصحيح خطئه، لكن لا يذكر الكلام على سبيل التعريض به، فتقول مثلاً: هناك واحد اليوم نام عن صلاة الفجر، فتذكر خطأه بطريقة غير مباشرة تماماً، والمهم أن يصل الكلام إليه بالطريقة غير المباشرة بدون مواجهة وبدون تصريح، فضلاً عن أن يكون هناك أي نوع من الإهانة، لكن إذا لفت نظره إلى الخطأ بطريقة مباشرة وبعنف وبشدة فقد يحصل أنه يتجرأ عليه، ويصر على ارتكاب هذا الخطأ. إن الخطوة الأولى: أن يتجاهل الخطأ في البداية مع حسن الإشارة والتوضيح دون المواجهة والتصريح، وذلك بأن يعطيه الفرصة لمراجعة سلوكه وتصحيح خطئه. الخطوة الثانية: إذا أصر على الخطأ أو واقعه وتكرر منه ففي هذه الحالة له أن يعاقبه سراً، لكن بعد الخطوة الأولى الماضية، وذلك بأن يصرح بالنصيحة له، ثم يشتمه ويوبخه، لكن ليس أمام أحد، بل سراً، ويصارحه ويقول له: أنت فعلت خطأ كذا أو ضيعت الصلاة أو نمت عن الصلاة، يعني: له أن يوبخه ويعبس في وجهه، وممكن أن يستعمل معه نوعاً من العقوبة البدنية الخفيفة، كأن يفرك أذنه بشدة؟ إن على المربي ألا يكثر من العقوبة البدنية؛ لأنها إذا كثرت لن تكون لها أي قيمة، كذلك لا يكرر التوبيخ؛ لأن التوبيخ إذا كرر يهتك حجاب الهيبة، فلن يهاب ولن يخاف؛ لأنه جرب كثرة التوبيخ مما يجعله يتعود على أن يهتك حجاب هيبة المربي، فيهون عليه أن يسمع التوبيخ والملامة وركوب القبائح، ويسقط وقع الكلام في قلبه؛ وبهذا تفقد هذه الطريقة فاعليتها. كذلك الأم لها دور مهم جداً في تخويف الطفل بأبيه، على الأم أن تجعل الأب في صورته الواجبة، وأنه ولي البيت وهو الراعي وهو الذي سيعاقبك. فالأم تخوف الابن بأبيه كأن تقول: لو أتى أبوك سأقول له: إنك لا تريد أن تقوم إلى الصلاة مثلاً، أو أنك تؤخر الصلاة. فإذا استمر الطفل على الخطأ رغم التدرج في الخطوتين السابقتين، في هذه الحالة يحتاج الطفل إلى طريقة أشد في العقوبة: وهي عقابه ولومه جهراً أمام أسرته ورفاقه؛ لأننا هنا نستغل حرص الطفل دائماً على أن يبقى أمام إخوانه وأخواته أو أصدقائه محافظاً على مكانته، فنستغل هذا الشعور الذي هو خوفه على مكانته بين أقرانه في تعديل سلوكه، فإذا عنفته ووبخته أمام إخوانه حينئذ فلا بأس كما في قوله تعالى: وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [النور:2] ففي هذا زجر لباقي الأولاد، بحيث لو أخل واحد منهم بالصلاة فإنه سيتعرض لهذا التوبيخ كما تعرض هذا الصبي. إذاً: يعاقب ويواجه جهراً أمام الأسرة أو أمام رفاقه، لكن يشترط أن يكون التعنيف بدون شتم أو تحقير للذات؛ لأن هذا الكلام فيه تحطيم له، وثمرته مريرة جداً، حيث تجعله يشعر بالدونية وبعقدة النقص، لكن ينبغي أن يعاقب ويوبخ بالأساليب المنضبطة؛ حتى لا تفقده ثقته بنفسه. أيضاً معاقبته أمام الأسرة أو أمام أصدقائه ينبغي ألا يكرر؛ حتى لا تفقد العقوبة قيمتها؛ لأنه إذا وبخ سيشعر بالتألم الذي هو الشعور بالذنب، ويشعر أن التوبيخ يحدث له نوع من الضيق، وليس هذا فحسب بل سيكره مصدر هذا التوبيخ، فيكره أبيه أو المعلم. فالعقوبة الصارمة تؤدي إلى كراهية المعاقب، وبالتالي تزرع فيه الشعور بالنقص والخوف، والمرحلة الثالثة بعد تأنيب الضمير أو الشعور بالذنب وبعد التضايق وكراهية المعاقب؛ لن يبالي بعد ذلك بالتوبيخ ولا بالضرب؛ لأنه تعود على سماع الشتائم أو تعود على الضرب، فأصبح لا يؤثر فيه بعد ذلك. العقوبات الحسية البدنية للأطفال وشروط اللجوء إليها
العقوبات الحسية درجات، وأخف عقوبة يبدأ بها شد الأذن بطريقة خفيفة، كما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: (بعثتني أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطف من عنب، فأكلت منه قبل أن أبلغه إياه، فلما جئت أخذ بأذني وقال: يا غدر يا غدر) يعني: ظهر له أنه أكل منه في الطريق، والحديث رواه ابن السني . الشاهد أن هذا فيه دليل على أن يفرك أذنه كعتاب خفيف على الخطأ، أما الضرب للتأديب فهو كالملح للطعام، فالملح إذا وضعته في الطعام بكمية كبيرة فسد الطعام، لكن لو وضعت ملحاً بكمية قليلة فإنه يصلح الطعام، فنفس الشيء الضرب، فالضرب لا يلجأ إليه إلا بعد استنفاد جميع وسائل التأديب السابقة، أما أنك تتجه مباشرة إلى العقاب البدني فهذا خطأ فادح. لقد تكلم علماء المسلمين على موضوع الضرب وإباحة الضرب، وأحاطوه بشروط بالغة في الدقة؛ لأنه إذا لم تراع هذه الشروط خرج الضرب عن موضعه التربوي، فما هي شروط هذا الضرب؟ أولاً: ينبغي أن يعلم أنه ليس من أهداف الضرب تشويه الطفل، ولا الهدف منه إهانة كرامته، ولا التحقير من شأنه، وإنما هو وسيلة بناءة لا هدامة، هدفها الإصلاح وليس الإفساد، فمتى ما عادت هذه الوسيلة هدامة أو ترتب عليها فساد فقدت قيمتها ولا يلجأ إليها، فهذا أمر مهم. فالضرب هو ضرورة تربوية يلجأ إليها عند الاضطرار بعد استنفاد كل الوسائل السابقة، والفشل في العلاج عن طريقها. ثانياً: الضرب ضرورة تأديبية وليست انتقامية، وهذا خطأ شديد جداً نراه من بعض الآباء قساة القلوب، نرى الأب أو الأم يضرب للانتقام لا للتربية، وهذا انحراف عن نهج الرسول عليه الصلاة والسلام، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (اضربوهم عليها لعشر)؛ لأن الضرب وسيلة لإصلاح الطفل، ووسيلة اضطرارية وليست وسيلة انتقامية، فلا يجوز أن يفرغ الأب أو الأم شحنة الغضب والانفعال والغيظ في صدره عن طريق الضرب؛ لأن هذا الأب الذي يضرب مثل هذا الضرب المبرح القاسي ليشفي غليله وغيظه لا يضربه بنية أنه يعالجه، بل يضربه بحثاً عن راحة نفسه، ففي هذه الحالة لا يجوز الضرب؛ لأن هذا ليس من العدل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي استوصاه: (لا تغضب، قال: أوصني، قال: لا تغضب، قال: أوصني قال: لا تغضب) فكرر عليه هذه النصيحة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:29 | |
| لماذا نصلي؟ [1] لماذا نصلي؟ [2] لماذا نصلي؟ [3] لماذا نصلي؟ [4] لماذا نصلي؟ [5] لماذا نصلي؟ [6] لماذا نصلي؟ [7] لماذا نصلي؟ [8] لماذا نصلي؟ [9] لماذا نصلي؟ [10] لماذا نصلي؟ [11] لماذا نصلي؟ [6] عناصر الموضوع 1 الصلاة مجلبة للرزق 2 إعطاء كل ذي حق حقه 3 الرزق بيد الله 4 الصلاة أول ما يسأل عنه الناس من حقوق الله عز وجل يوم القيامة 5 الصلاة آخر ما يرفع من الدين 6 الصلاة سبب النصر والتمكين والفلاح في الدنيا والآخرة
لماذا نصلي؟ [6] الصلاة أعظم الأركان بعد الشهادتين، وهي قرة عيون الموحدين، وأم العبادات، وأجل القربات، ومرآة عمل المسلم، وميزان تعظيم الدين في قلب المؤمن، وهي دعامة جميع الشرائع السماوية، وشعار دار السلام، وهي شهادة بالإيمان، وبراءة من النفاق، وهي سبيل المؤمنين، وشعار حزب الله المفلحين، وأوليائه المرحومين، وهي زلفى وقربى إلى رب العالمين. الصلاة مجلبة للرزق
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. اللهم صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. أما بعد: فنستأنف بإذن الله تعالى ما كنا بصدده من ذكر خصائص الصلاة وفضائلها، وقد ذكرنا أن الصلاة أعظم الأركان بعد الشهادتين، وأنها أهم أمور الدين، وأنها توءم الفرائض والأركان، وأنها أم العبادات، وأنها أمر الله تبارك وتعالى، وأنها الوصية الأخيرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنها مرآة عمل المسلم وميزان تعظيم الدين في قلب المؤمن، وأنها دعامة جميع الشرائع السماوية، وأنها شعار دار الإسلام، وأنها إيمان، وأنها براءة من النفاق، وأنها سبيل المؤمنين وشعار حزب الله المفلحين، وأوليائه المرحومين، وأنها القاسم المشترك بين عبودية الكائنات، وأنها خير موضوع، وأنها زلفى وقربى إلى الله عز وجل، وأنها مدرسة خلقية، وأنها راحة وسعادة وقرة عين، وأنها نور وبرهان ووضاءة، وأنها من سنن الهدى، وأنها منحة ربانية، وأنها شكر لنعم الله تعالى، وأنها إغاظة للكافرين ومراغمة لأعداء الدين، وأنها تحرير للبشرية، وأنها ناهية عن المنكرات وعاصمة من الشهوات، وأنها كفارة للسيئات وماحية للخطيئات، وأنها ملجأ المؤمن في الكربات، وانتهينا إلى بيان أن الصلاة حفظ وحماية للمصلي. أيضاً من خصائص وفضائل الصلاة: أنها مجلبة للرزق، لقد أوجب الله سبحانه وتعالى الصلوات الخمس على المؤمنين، فقال تبارك وتعالى: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا [النساء:103]، ومن رحمته بعباده أنه خففها عز وجل من خمسين صلاة في اليوم والليلة إلى خمس صلوات. ولو بقي الأمر على ما كان عليه، وفرض علينا في اليوم والليلة خمسين صلاة، لكان حتماً واجباً علينا أن نحافظ عليها، وإلا حق علينا الوعيد الإلهي، فمن رحمة الله تبارك وتعالى أنه خففها من خمسين صلاة في اليوم والليلة إلى خمس صلوات، كما أمرنا بالمداومة على إقامتها في أوقاتها، قال تعالى: والَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ [المعارج:23]، وليس المراد من المداومة استغراق الليل والنهار بها، ولكن المطلوب فقط هو أداؤها في أوقاتها؛ كي يستطيع الإنسان أداء الواجبات الأخرى كتحصيل معاشه ونحو ذلك. ...... إعطاء كل ذي حق حقه
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إن لجسدك عليك حقاً، ولربك عليك حقاً، ولضيفك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، صم وأفطر، وصل وائت أهلك، وأعط كل ذي حق حقه) رواه البخاري . هذا الحديث هو ميزان ومقياس الوسطية التي امتاز بها الإسلام، لم يشأ النبي صلى الله عليه وسلم أن يستطرد ويقول: وإن لوالديك عليك حقاً، وإن لإخوانك عليك حقاً، وإن لكذا عليك حقاً، لكن بعدما ذكر هذه النماذج من أصحاب الحقوق، ختمها بذلك القول الجامع: (فأعط كل ذي حق حقه). نتوقف قليلاً عند هذا الحديث؛ لأنه يمس موضوعاً مهماً جداً نبينه إن شاء الله تعالى، هذا الحديث كما ذكرنا يعطي كل مؤمن ميزاناً ليزن به الأمور، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (احرص على ما ينفعك) فالإنسان ليس له وظيفة واحدة، بل له وظائف متعددة، ودوائر الالتزام بالحقوق والواجبات لديه متعددة، فالإنسان المتوازن لا يميل كل الميل إلى وظيفة، ثم يهدر باقي الوظائف، فالطالب مثلاً: وظيفته أنه طالب، يحضر المدرسة، ويذاكر دروسه، هذه وظيفته كطالب، لكن في نفس الوقت هناك واجبات أخرى متنوعة في حقه كابن تجاه والديه وأقاربه وأرحامه، وقبل ذلك كله عليه واجبات تجاه ربه كعبد، والأب مثلاً: عليه واجبات تجاه أولاده كأب، وهو كزوج عليه واجبات تجاه زوجته وتجاه أهله، وواجبات تجاه صلة رحمه وأقاربه، وكعبد لله سبحانه وتعالى عليه واجبات تجاه ربه عز وجل، أيضاً مجال النوافل مفتوح للمتقرب لله سبحانه وتعالى، كذلك إذا أتاه الضيوف عليه واجبات تجاههم، وهكذا، فلكل طرف من هذه الأطراف التزامات على الإنسان، لكل منهم حق نفسه لها حق....... طلب العلم الشرعي لا يعارض الدراسة المنهجية لتحصيل الوظيفة والعمل
بعض الإخوة عندهم نوع من الخلل في مفهوم التوازن والوسطية، ويظنون أنهم ينجزون شيئاً عظيماً، فبعضهم يقول: أنا لا أستطيع إيجاد التوازن بين الدراسة وبين تعلم العلوم الشرعية أو حضور دروس العلم، فتجد الواحد من هؤلاء إما أن ينقطع تماماً إلى العلوم الشرعية ولو أخل بكل الواجبات الأخرى، وإما أن ينغمس تماماً في الدنيا ويخل بطلب العلم ونحو ذلك، وهذا السؤال ليس له محل من البداية أصلاً؛ لأن هذا السؤال لا نحتاجه إلا عند حصول التعارض بين واجب وواجب آخر، فعند التعارض نحتاج إلى الترجيح، لكن متى ما أمكن الجمع فيجب أن نجمع بين الواجبات، والأصل أن المسلم بحكم كينونته عبداً مسلماً طائعاً لله سبحانه وتعالى، ومنفذاً لشريعته على نفسه ومن يليه؛ تتعدد وظائفه، ولا يصح أن يقول: أنا أقوم بواجبي كأب ويضيع واجبه كابن، فينشغل بحقوق أولاده عن بر والديه، أو العكس ينشغل ببر والديه ويضيع تماماً حقوق زوجته وأولاده، وهكذا. أنا أتعجب لماذا دائماً نفترض التعارض بين الواجبات، في حين أن الحديث يحسم هذه القضية تماماً: (فأعط كل ذي حق حقه)؟! كذلك هناك من الناس من ينشغل بالرزق وتحصيل الرزق ويخدع نفسه ويقول: العمل عبادة، ويريد بهذا القول ألا يصلي مع الجماعة، وكأن الصلاة ليست عبادة، والعمل هو العبادة. هذا المفهوم في غاية الخطورة، وهو ناشئ عن التصور القاصر في العلاقة بين الأمور. أما بالنسبة للإخوة الطلبة الذين لا يريدون أن يتحملوا المسئولية، ويريدون أن يكون كل شيء على هواهم، فإذا كانت الدراسة لا يستسيغها ولا يحبها، فتراه يستتر خلف القراءة في كتب الدين، حتى إذا ما انتهت الامتحانات التي كان يهرب منها، فلا يقرأ في دين ولا يقرأ في دنيا ولا يعمل أي شيء، فهو ينكشف مع الوقت أنه كان يهرب، فالهروب لا يحل المشكلة، بل ستظل ماثلة أمامه، فالإنسان يكون صريحاً مع نفسه. نقول: إن فترة الطلب سواء في جامعة أو في مدرسة من أخطر فترات حياة الطالب ويستطيع أن يغتنمها في تحصيل أمور كثيرة جداً؛ لأنه بعد ذلك في الغالب ينشغل، ويكون الأمر بعد التخرج أصعب، وتكون مشاغل الحياة أكثر، خاصة إذا تزوج ورزق أولاداً، فالهموم تزداد، وقدراته على التحصيل في الغالب تقل، إلا من يسر الله عليه. فالشاهد أن فترة الدراسة فترة مثمرة جداً، ولو أحسن المرء استخدامها يكون النجاح إلى حد كبير، ويستطيع أن يجمع بين كثير من الأمور الخيرية. لكن هناك نقطة مهمة جداً وهي أن الإخوة الطلبة يقولون: كيف نترك الدراسة الدينية ونذاكر الكلام الفارغ، نقول: إن حكم الدين، أن الابن إذا بلغ النكاح، وصار مكلفاً، فعليه أن ينفق على نفسه، لكن بما أن ظروف الحياة حالياً انتهت إلى أن فترة الطفولة الاقتصادية قد طالت؛ وذلك لأن الوظائف الآن لا تنال إلا بشهادات في الغالب، والطالب يظل يتلقن هذه العلوم إلى حد فترة بعيدة قد تمتد أكثر من أربع وعشرين أو خمس وعشرين سنة. ونحن نلاحظ أن الأب في بلادنا الإسلامية هو الذي يتحمل نفقة ابنه ليفرغه لطلب العلم، فما على الابن إلا أن يشتغل بدراسته، وأن يحفظ دروسه ويذاكر؛ لأن هذا عمله ووظيفته، ولأجل تفريغه لهذه الوظيفة يتكفل والده بالنفقة عليه، فيفرغه لمصلحه الدراسة. إذاً: على الإنسان أن يكون واضحاً مع نفسه، وألا يهرب من الدراسة ويقول: أنا سأقرأ كتباً دينية؛ لأنه مهما كان إقبالك على طلب العلم الشرعي فلا بد في النهاية أن تكون لك وظيفة تشتغلها، وإلا هل سيبقى المتدينون من العاطلين عن العمل أو سيرتزقون من وراء الدين؟! لو كان الأمر هكذا فليدخل كلية أزهرية من البداية، ويسلك المسلك الطبيعي الذي يؤدي به إلى أن يطلب العلم، وفي نفس الوقت تكون له وظيفة، لكن معظم الناس ليسوا كذلك. إذاً: وظيفة الطالب الأساسية هي الدراسة والمذاكرة، فالدراسة ليس لها حل إلا أن ينهيها ويكملها، قال الفقهاء: من شرع في فرض كفاية لزمه أن يتمه. خلاصة الكلام: ترك الدراسة والبحث عن عمل بدون شهادة فيه مشقة شديدة، والتعرض للفتن يكون أكبر في الغالب؛ لأنك ستكون محكوماً، وستواجه صعوبة في التعامل معك، والعمل في القطاع الخاص يكون الوقت فيه أوسع، وبالتالي ينهك أكثر، ويحرم من دروس العلم، ويحرم من طلب العلم، فلو جاء يقارن بين من يشتغل وبين من يدرس، يجد أنه في فترة الدراسة يكون في سن الشباب، ويبذل للدعوة ويجتهد في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بحرية، وفي نفس الوقت إذا قارن الشغل الذهني الذي يستخدمه في المذاكرة يجده أخف بكثير من الشغل المفروض، فلو قطع علاقته بالمذاكرة والدراسة وذهب ليشتغل ففي الغالب يكون شغله شاقاً، وأنتم تعرفون ظروف البطالة والأوضاع التي نحن فيها، ففي هذه الحالة نلاحظ أن الآباء يتعذبون مع أولادهم عذاباً شديداً، تجد الأب كل رغبته أن يضحي ويبذل من أجل أن يكمل ولده الدراسة، وهو لا يريد من ابنه شيئاً، بينما تجد الابن ينفر من تحمل مسئوليته وهي الدراسة والمذاكرة! فأقول للذي يهرب من المذاكرة ويترك الدراسة ويذهب ليعمل: عليك أن تراجع نفسك، وأن تكون صريحاً معها؛ لأن بعض الناس يغتنم فترة الدراسة، فتجد أن أباه يبعث له نقوداً من أجل الدراسة، وهو مع ذلك لا ينفق هذه النقود على كتب الدراسة، بل ينفقها لشراء كتب دينية، فأقول: أنت مؤتمن على هذا المال، وأبوك إنما بذله لكي تتفرغ لدراستك وتشتري كتبك وهذه الأشياء، فلا يجوز لك أن تخدعه ولا تأتي بالكتب الدراسية؛ لأنها كتب علوم دنيوية. أنا لا أنفر من العلوم الشرعية؛ لأنها أشرف العلوم على الإطلاق، لكن أقول: إن فترة الدراسة أفضل فرصة يحصل فيها الإنسان العلم الشرعي، ويجتهد في العبادة، ولا تعارض على الإطلاق بينها وبين العلوم الدنيوية، فلماذا دائماً نفترض التعارض؟ والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (إن لجسدك عليك حقاً) يعني: عليك أن تحافظ على صحتك؛ لأنك مطالب بحماية صحتك والاعتناء بها. ثم يقول عليه الصلاة والسلام: (ولربك عليك حقاً, ولضيفك عليك حقاً, ولأهلك عليك حقاً, صم وأفطر، وصل وائت أهلك، فأعط كل ذي حق حقه). فخلاصة الكلام: إن ظاهرة الهروب من الدراسة تكثر أيام الامتحانات، فترى الواحد يراجع نفسه ويقول: هل أدرس أم لا أدرس؟ ونقول: إن أيام الامتحانات أسبوع أو أسبوعان ثم تأتي إجازة طويلة عريضة، فما عليه لو توقف عن قراءة العلم الشرعي الآن وبعد أسبوعين أو ثلاثة يرجع إلى قراءة الكتب الدينية، ويرينا همته الحقيقية؟! على الطالب أن يستغل النعمة العظيمة التي هي نعمة الصحة والفراغ، يقول عليه الصلاة والسلام: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ) فإذا جمع الله لك النعمتين فاستغلهما كما ينبغي. هذا تنبيه لزم التنويه عليه؛ نظراً لما يدور في أذهان كثير من الناس، ترى الواحد منهم لا يريد أن يعمل ولا يريد أن يذاكر، ولا يريد أن يدخل الامتحان بحجة طلب العلوم الشرعية! أقول: كن صريحاً مع نفسك، إن كنت تريد الهروب من هذه الأمور فلا تتستر وراء العلم الشرعي، اترك الدراسة واسلك طريقاً آخر ولا تقل: إن العلوم الشرعية هي التي عطلتني. وجوب ترك العمل لأداء الصلاة المفروضة
إن الاشتغال بالصلاة يقطع الإنسان مؤقتاً عن عمل الدنيا، وبعض الناس قد يفتنون بالدنيا وراء تحصيل المال ولو على حساب إقامة الصلاة، فتجد أهل الدنيا ينشغلون وينهمكون في عمل الدنيا إلى حد اللهف والجري وراء الرزق ولو على حساب إقامة الصلاة، ولو ضيع صلاة الجماعة اشتغالاً بالرزق. من هنا لم يغفل الشرع الشريف هذه الجزئية، فبين الله سبحانه وتعالى أن ترك اكتساب الرزق من أجل أداء الصلاة المفروضة فرض، وليس العمل عبادة، إذ لو كان العمل فعلاً عبادة لما كان الاشتغال بهذا العمل ساعة دخول وقت الصلاة حراماً، فترك اكتساب الرزق من أجل أداء الصلاة المفروضة فرض، يقول الله تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [الجمعة:9]. في جلسة من جلسات مجلس الشعب في عهد السادات قام أحد الناس الطيبين أثناء الجلسة التي كانت بعد العصر وقال: الصلاة يا رئيس، فقال له الرئيس: نحن في عبادة، واستمرت هذه العبادة حتى غربت الشمس! فما بالك بالذي يشتغل بالمباراة ومتابعة الكرة حتى تغرب الشمس أو غير ذلك من هذه الأشياء، فمن يقول: إن العمل عبادة فأوضح رد على تلبيسهم من القرآن الكريم قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ))[الجمعة:9] وتدبروا كلمة (فاسعوا)، فالسعي المقصود به الجدية والمبادرة، لكن انظر في طلب الرزق كيف جاء التعبير: هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ [الملك:15] فأمرنا بطلب الرزق بالمشي، فعلى الإنسان ألا يستميت في طلب الرزق إلى الحد الذي يقطعه عن أداء العبادات. قوله: (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) عبر عن طلب الرزق بالمشي، أما العبادة فعبر عنها بالسعي، وقوله تعالى: (وَذَرُوا الْبَيْعَ) فالبيع الذي تسميه عبادة يجب عليك الآن أن تترك هذه العبادة التي هي العمل وطلب الرزق، فالدليل على أن ترك اكتساب الرزق من أجل الصلاة المفروضة فرض قوله تعالى: (وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) وبعد أداء حق الله تبارك وتعالى أُمروا أمر إباحة أن ينتشروا في الأرض في حوائجهم، فيقول عز وجل: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ثم وبخ سبحانه من ترك العبادة وانصرف إلى التجارة فقال: وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [الجمعة:11] وقال تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [المنافقون:9]. حق الله مقدم على حق غيره
نعود إلى موضوع التوازن بين حقوق الأولاد والأهلين وحقوق العمل وحقوق الله سبحانه وتعالى، فإذا حضر حق الله يلغى كل عمل آخر، ومن ثم قال تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا [النساء:103] فهي تقدم على غيرها من الواجبات أو الحقوق، بل تلغى الحقوق الأخرى ويقدم حق الله تبارك وتعالى. وهذا الإنسان الذي يؤجل الصلاة عن أول وقتها ويظن أنه إذا أخرها سينجز حاجته وعمله، نقول: بالعكس، إن البركة تنزع من وقته، ولا يحصل منه الصلاة في وقتها، ولا يحصل منه إنجاز عمل عطل الصلاة من أجله، فتنزع البركة من الوقت فلا ينجز لا هذا ولا ذاك، فالإنسان يعود نفسه أنه متى ما جاء وقت الصلاة فليتذكر معنى كلمة: الله أكبر، فيقدم حق الله وحق الله أكبر على أي حق آخر في هذه اللحظة، يقول عز وجل: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) قال جماعة من المفسرين: إن المراد بقوله تعالى: (عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) هنا الصلوات الخمس، فمن اشتغل عن الصلاة بماله كبيعه أو صنعته أو ولده،كان من الخاسرين وذلك لقوله تعالى في آخر الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)، وقال تعالى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ [النور:36-37]، فانظر إلى هؤلاء الذين يقولون: إن العمل عبادة ويضيعون الصلاة، وانظر إلى قوله تعالى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ [النور:36-37]، والبيوت في الآية هي المساجد. الثناء على التجار الصالحين
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( (ضرب الله هذا المثل في قوله: مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ [النور:35]) لأولئك القوم الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، وكانوا أتجر الناس وأبيعهم) قوله: (كانوا أتجر الناس) يعني: كان الصحابة أشد الناس خبرة بالتجارة. قوله: (وأبيعهم) يعني: أقدرهم على البيع والعمل وهذه الأشياء، ولكن مع ذلك كانوا إذا أتى وقت الصلاة فإنها لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة. ثم يقول: (وكانوا أتجر الناس وأبيعهم، ولكن لم تكن تلهيهم تجارتهم ولا بيعهم عن ذكر الله). وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: (إن ناساً من أهل السوق سمعوا الأذان فتركوا أمتعتهم وقاموا إلى الصلاة، فقال: هؤلاء الذين قال الله عز وجل فيهم: رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ [النور:37]). وعن إبراهيم قال: هم قوم من القبائل في الأسواق إذا حانت الصلاة لم يشغلهم شيء. وقال سفيان الثوري رحمه الله: كانوا يشترون ويبيعون ولا يدعون الصلوات المكتوبات في جماعة. وتأمل كيف ربط الله سبحانه وتعالى بين تركهم الارتزاق لأجل الصلاة في قوله تعالى: رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ [النور:37] وبين قوله بعدها لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [النور:38] فهؤلاء التجار الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله عز وجل أو غيره من الطاعات، يكافئون بالرزق؛ لأنه من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، فهم إذا جاء وقت الصلاة أغلقوا محلاتهم وخرجوا إلى الصلاة ثم عادوا، فما جزاؤهم؟ يقول الله تعالى: لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [النور:38]، فالله سبحانه وتعالى يبارك لهم في الرزق، حتى لو كان الرزق قليلاً فتحصل فيه البركة، والبركة شيء لا يوصف، لكن نستطيع أن نشعر بهذه البركة، وذلك لو أن إنساناً رزق مالاً كثيراً لكن نزعت منه البركة، فتراه ينفق هذه الأموال على الأدوية والأمراض، وينفق هذا المال في اللهو والمعاصي ويكون وبالاً عليه، أو ينفق هذا المال فيما لا فائدة منه، بخلاف المال القليل الذي يكون فيه البركة من الله سبحانه وتعالى. الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:30 | |
| الرزق بيد الله
الأرزاق بيد الله عز وجل يعطي من يشاء ويمنع من يشاء، لا معطي لما منع، ولا مانع لما أعطى، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، فمن شؤم المعاصي حرمان الرزق، فالرزق يقدر عن الإنسان ويضيق عليه؛ بسبب المعصية، فإذا استهان الإنسان بأعظم حق من حقوق الله تبارك وتعالى -وهو الصلاة- فأي ذنب أعظم من ذلك؟! فلا شك أن ترك الصلاة سبب لمحق البركة من الرزق، وليس الاشتغال باللهو والتجارة عن الصلاة هو الذي سيجلب لك المال ويجلب لك الرزق. كان عروة بن الزبير رضي الله عنه إذا دخل على أهل الدنيا فرأى من دنياهم طرفاً، رجع إلى أهله فدخل الدار وقرأ قوله تعالى: وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى * وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى [طه:131-132]، ثم يقول: الصلاة الصلاة رحمكم الله. فانظر إلى هذا الفقه منه لهذه الآية: (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى). قوله: (زهرة) يعني: سريعة الذبول. قوله: (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) أي: لنختبرهم فيه. قوله: (وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى) أي: ما عند الله من الثواب، خير وأبقى. وقوله تعالى: (( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ))[طه:132] أي: اصبر على ذلك. وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا َنحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى [طه:132]. وقوله تعالى هنا بعدما أمر بالصلاة: لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ [طه:132] فيه دفع لما عسى أن يخطر ببال أحد من أن المداومة على الصلاة ربما تضر بأمر المعاش، فقد يوسوس الشيطان لبعض الناس بهذه الفكرة، وأن الصلاة ستعطله عن طلب الرزق وعن المعاش، فكأنه قال: داوموا على الصلاة غير مشتغلين بأمر المعاش عنها، إذ لا نكلفكم رزق أنفسكم فنحن نرزقكم، فلا تقلقوا على الرزق، ولا تتركوا الصلاة ولا تؤجلوها اشتغالاً بالرزق، فلا تظن أن الاشتغال بالصلاة ينقص رزقك؛ لأن الرزق ليس عليك أنت، فالرزاق هو الله سبحانه وتعالى. وتقديم المسند إليه للاختصاص أو لإفادة التقوى: لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ [طه:132]، ولم يقل: نرزقك نحن، وإنما قال: نَحْنُ نَرْزُقُكَ [طه:132]، للدلالة على الاختصاص. وقد قال الله سبحانه وتعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ [الذاريات:56-57]، فالله سبحانه وتعالى غني عن العالمين، لا يطلب منك العبادة لأنه محتاج إليها، فالله عز وجل هو الغني القوي المتين، وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذاريات:56-58]. ويستفاد من الآية الكريمة: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى [طه:132] أن الصلاة سبب لإدرار الرزق، وسبب لكشف الهم. يروى عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه أنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزلت بأهله شدة أو ضيق أمرهم الصلاة، وتلا: (( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ ))[طه:132]). وأخرج الإمام أحمد في الزهد وغيره عن ثابت قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابت أهله خصاصة - حاجة أو شدة - نادى أهله بالصلاة: صلوا صلوا، قال ثابت : وكان الأنبياء عليهم السلام إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة). ...... ضمان الله سبحانه لعباده الرزق حتى الممات
عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة كلهم ضامن على الله، إن عاش رزق وكفي، وإن مات أدخله الله الجنة). قوله: (ثلاثة كلهم) أي: كل واحد منهم ضامن على الله، وضامن هنا بمعنى مضمون، مثل قوله: فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ [الحاقة:21] فصيغتها صيغة الفعل، لكن معناها: في عيشة مرضية. أو أنه ذو ضمان، والضمان الرعاية للشيء كما يقال: تامر ذو تمر، أو لابن ذو لبن، أي: صاحب تمر ولبن، ومعنى ضامن على الله: أنه في رعاية الله، وما أجزل هذه العطية؟! وعدي بعلى: (كلهم ضامن على الله) لأن الضمان هنا ضمن معنى الوجود والمحافظة على سبيل الوعد؛ ولأن هذا عهد على الله أخذه على نفسه، أنه يرعى هؤلاء الثلاثة ويحفظهم من مضار الدين والدنيا. قوله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة كلهم ضامن على الله، إن عاش رزق وكفي، وإن مات أدخله الله الجنة: من دخل بيته فسلم فهو ضامن على الله - يعني: الإنسان إذا دخل بيته يسلم على أهله، تكون بركة عليه وعليهم- ومن خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله، -يعني: خرج لصلاة الجماعة- ومن خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله).
طلب الرزق وسيلة لا غاية
لقد بين جل وعلا أن المال خادم وأن الدين مخدوم، وهذا معنى في غاية الأهمية؛ لأن الرزق والمعاش يكون بالمال، فلا بد أن نعرف مراتب الأعمال: من السيد ومن الخادم؟ من الخادم ومن المخدوم؟ فهل المال خادم أم مخدوم؟ أو بتعبير آخر: هل المال وسيلة أم غاية؟ هل يراد المال لذاته أم يراد لغيره؟ لا شك أنه يراد لغيره، فالمال خادم والدين هو المخدوم، فالمال هو الذي يخدم العبادة، فلا يضحى بالعبادة من أجل المال. إذاً: من يقول: إن العمل عبادة ويضيع الصلاة فإنه يخدع نفسه، فهنا صير الخادم مخدوماً، فبدل ما كان الدين هو المخدوم صار هو الخادم للدنيا وللمال، مثل الذي يريد أن ينظف أسفل نعله، فيمسحه في خده، فالخد عضو شريف، والنعل خادم لهذا الجسم، فأنت لما تحول الخادم إلى مخدوم والمخدوم إلى خادم قلبت الأمور. وهذا مما يوضح لنا إبطال هذا المعنى، وهو الذي يتذرع به بعض الناس حين يضيعون الصلاة ويقولون: العمل عبادة. يوجد حديث صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول فيه: (إن الله عز وجل قال: إنا أنزلنا المال لإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، ولو كان لابن آدم واد من ذهب لأحب أن يكون له ثان، ولو كان له واديان لأحب أن يكون له ثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ثم يتوب الله على من تاب) يعني: أن الإنسان سيظل ملازماً وحريصاً على المال والازدياد من المال والطمع في الدنيا إلى أن يموت ويمتلئ جوفه من تراب قبره. ومعنى قوله عز وجل: (إنا أنزلنا المال لإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة) أي: أن المال إنما أنزل ليستعان به على إقامة حقوق الله تعالى، لا للتلذذ والتمتع به كما تأكل الأنعام، فالأنعام تعيش لتتلذذ وتتمتع بالطعام ونحو ذلك، أما بالنسبة للإنسان فإنما أنزل له المال ليستعين به على أداء حقوق الله تبارك وتعالى، فإذا خرج المال عن هذا المقصود فات الغرض والحكمة التي أنزل لأجلها، وكان التراب أولى به، فرجع المال والجوف الذي امتلأ بمحبته وجمعه إلى التراب الذي هو أصله، فلم ينتفع به صاحبه، ولا انتفع به الجوف الذي امتلأ به. حتمية حصول الرزق والأسباب الشرعية للحصول عليه
لقد ضمن الله تبارك وتعالى لعباده أرزاقهم فقال سبحانه وتعالى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا [هود:6]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت، لأدركه رزقه كما يدركه الموت) يعني: أن الإنسان يرزق رغم أنفه؛ لأن الرزق مكتوب لك حتى ولو قلت: أنا لا أريده وفررت منه، فسوف يجري خلفك إلى أن يلحقك حتماً إذا كان الله قد كتبه لك. وقال صلى الله عليه وسلم: (الرزق أشد طلباً للعبد من أجله) الإنسان إذا طلبه ملك الموت وحضره أجله هل يستطيع أن يهرب منه؟ حتماً لا بد أن يموت في الأجل الذي كتبه الله، فكذلك الرزق مكتوب، وسوف ينالك ما كتب لك من هذا الرزق. وقال صلى الله عليه وسلم: (إن روح القدس نفث في روعي -هذا إلهام وهو نوع من أنواع الوحي- : أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها؛ فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته) وهذا حديث صحيح. قوله: (إن روح القدس نفث في روعي) أي: جبريل عليه السلام. قوله: (أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب) يعني: اطلبوا الرزق لكن بنوع من الحكمة. قوله: (ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته). يعني: ما دام أن الرزق عند الله، فالوسيلة التي يطلب بها الرزق هي طاعة الله، وليس عن طريق معصية الله تبارك وتعالى. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كانت همه الآخرة جمع الله له شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت همه الدنيا فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له) فرزق الله لا يجلبه حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره. فمن كانت همه الآخرة يكافأ على ذلك بأن يجمع الله له شمله، ويجعل غناه في قلبه، وهذه أعلى درجات الغنى غنى النفس، وتأتيه الدنيا راغمة. إذاً: يرزق العبد رغم أنفه؛ لأن رزق الله لا يجلبه حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره؛ ولأنه سبق به قلم القضاء: (رفعت الأقلام وجفت الصحف). الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:30 | |
| حال من اشتغل بالدنيا عن الصلاة المفروضة
إن من اشتغل بالدنيا عن الصلاة المفروضة فهو داخل فيمن آثر الدنيا على الآخر، يقول عز وجل: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى [الأعلى:16-17]. وقال تعالى: إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا [الإنسان:27]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى يقول: يا ابن آدم! تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك، وإلا تفعل ملأت يديك شغلاً ولم أسد فقرك)، فبعض الناس ينهمكون في خدمة الدنيا على حساب الدين، وعلى حساب إقامة الصلاة، فإذا ما نصحوا وذكروا بأن الرزق مضمون، وأن عليهم أن يجملوا في طلب الدنيا، انطلق الواحد منهم محتجاً بأن ضمان الرزق لا يعني ترك الأسباب، فتقول له: الرزق مضمون ولن يفوتك شيء من الرزق، قدم حق الله على غيره، قدم الآخرة على الأولى، فينطلق كالصاروخ قائلاً: أليس كل شيء بالأسباب؟! وإن ضيعت الأسباب سيضيع مني الرزق! فيجادل ويقول لك: ضمان الرزق لا يعني ترك الأسباب، وعندما تأتي وتذكره بالأوامر والنواهي والأمور الشرعية يقول لك: ربنا كريم، ربنا غفور رحيم، وبعضهم يقول لك: إن النبي صلى الله عليه وسلم سيشفع لنا، ونحن نقول: لا إله إلا الله، ويتعلق بهذه النصوص. فهل نقول: إن ربنا كريم في الآخرة وفي الدنيا، فاترك السعي وراء الرزق، وربنا كريم سيرزقك وأنت جالس؟! هذا غير صحيح، صحيح أن كل شيء يأتي بالأسباب، وكذلك الجنة لا تأتي إلا بالأسباب، يقول عليه الصلاة والسلام: (من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة)، فالجنة نفيسة جداً، فهل تريد أن تنالها بالأماني والأوهام والأحلام؟! لماذا لا تأتي بالأسباب التي توصلك إلى الجنة؟! قال بعض الصالحين: اجتهادك فيما ضمن لك، وتقصيرك فيما طلب منك، دليل على انطماس البصيرة. إذاً: هذا أحد الأدلة على أن البصيرة غائبة منطمسة؛ لأن الله سبحانه ضمن للإنسان الرزق، لكن هل الجنة مضمونة؟ الرزق كتبه الله سبحانه وتعالى كما هو معلوم في الآيات: نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ [الأنعام:151] لكن الجنة قال عنها عز وجل: وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى [النجم:39-41]، وقال تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه [الزلزلة:7-8]. إذاً: اطلب الرزق لكن بحكمة، ولا تضيع الصلاة من أجل الرزق، أما الجنة فأهم أسباب دخولها المحافظة على الصلاة. قال الله سبحانه وتعالى:وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3]. فمن اتقى الله بتقديم حقه في أداء الصلاة على ما عداه عوضه عما فاته من الدنيا، ورزقه من حيث لا يحتسب. وقال سبحانه تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ [الأعراف:96]. وقال عز وجل: وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا [الجن:16]. وقد روي في بعض الآثار: (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) فمن شؤم تضييع الصلاة نقصان الرزق ومحق البركة، ومن عجيب أمر بعض الناس أنك إذا دعوتهم لترك شواغلهم لإجابة الداعي إلى الصلاة تعرف في وجوههم المنكر، كيف يتركون العمل لأجل الصلاة مع أن العمل عبادة؟! وهذه العبارة شاعت وذاعت، وشب عليها الصغير، وهرم عليها الكبير، مع أنها ليست آية قرآنية ولا حديثاً نبوياً، بل هي بهذا السياق عبارة منكرة؛ لأن صاحبها إذا أمر بالصلاة في وقتها يعارض بهذه المقولة المنكرة، ومفهوم هذه المقولة إن الصلاة ليست عبادة، وأصبحت عبادة الدنيا هي العبادة! إن العمل الذي يلهيك عن فريضة الله عبادة، لكن عبادة للشيطان وللدنيا؛ بدليل الحديث: (تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار).. إلى آخر الحديث. وهذا المسلك من أربابه الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً وغرتهم الحياة الدنيا، ومن المغالطات العلمانية التي يطلقها من لا يرجون لله وقاراً، ولو كان يجوز لأحد أن يترك الصلاة لانشغاله بما عداها، لكان أولى الناس بذلك المجاهد الذي يكافح العدو ويلتحم معه في الجهاد، ومع ذلك لم يعذر المجاهد بترك الصلاة حتى صلاة الجماعة، ففي الجهاد لم يعذر المجاهد في ترك الصلاة، وشرع الله سبحانه وتعالى له صلاة الخوف، كذلك المريض الذي أنهكه المرض كان أولى أنه يجوز له أن ينشغل بالمرض عن الصلاة، لكن مع ذلك لم يعذر لمرضه مهما اشتد به المرض، ما دام عاقلاً ومستطيعاً، فالمريض الذي أنهكه المرض تبقى الصلاة فريضة عينية في حقه، ويصلي على حسب استطاعته، فلا يتصور في الوجود أن يكون هناك مسلم لا يصلي، إلا امرأة حائضاً أو نفساء، فهما اللتان يعذران في ترك الصلاة، بل لا تصح منهما الصلاة.
الصلاة أول ما يسأل عنه الناس من حقوق الله عز وجل يوم القيامة
إن من خصائص الصلاة وفضائلها: أن الصلاة أول الإسلام وآخره، فهي أول فروض الإسلام بعد الشهادتين، وهي أول ما نسأل عنه من حقوق الله عز وجل يوم القيامة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، وإن انتقص من فريضة قال الرب: انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمل بها ما انتقص من الفريضة؟ ثم يكون سائر عمله على ذلك). ونفس هذا المعنى يشير إليه حديث ضعيف يروى عن أبي أمامة رضي الله عنه: (أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله ومعها صبيان لها، فأعطاها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحد منهما تمرة، قال: ثم إن أحد الصبيين بكى فشقة التمرة الثالثة فأعطت كل واحد نصفاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حاملات والدات رحيمات لأولادهن، لولا ما يصنعن بأزواجهن لدخل مصلياتهن الجنة)، فتأمل كيف أنه اشترط الصلاة في الانتفاع بما عداها من الأعمال الصالحات. والنبي عليه الصلاة والسلام تأثر بموقف المرأة الرحيمة بأولادها، فقال: (حاملات والدات) يعني: يتعبن في الحمل، وفي الولادة. قوله: (رحيمات لأولادهن، لولا ما يصنعن بأزواجهن دخل مصلياتهن الجنة) أي: أن اللاتي لا يصلين لا يدخلنها، وهو وارد على سبيل الزجر والتخويف والردع. ...... الصلاة آخر ما يرفع من الدين
إذا كانت الصلاة هي أول ما نحاسب عليه في القبر، وهي أول ما طلب في الإسلام بعد الشهادتين، وأول ما يسأل عنه من حقوق الله سبحانه وتعالى يوم القيامة؛ فهي أيضاً آخر ما يسقط من الدين، فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أول ما يرفع من الناس الأمانة، وآخر ما يبقى من دينهم الصلاة، ورب مصل لا صلاة له عند الله تعالى) أي: لا نصيب له ولا ثواب. وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضاً الحكم، وآخرهن الصلاة) أي: أن الحكم من عرى الإسلام مثل الصلاة، ثم يقول عليه الصلاة والسلام: (فليس بعد ذهاب الصلاة إسلام ولا دين)؛ لأن الصلاة أول الإسلام وآخره، وما ذهب أوله وآخره فقد ذهب جميعه. ...... الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:30 | |
| الصلاة سبب النصر والتمكين والفلاح في الدنيا والآخرة
إن الصلاة سبب النصر والتمكين والفلاح في الدنيا والآخرة، فقد قال الله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1-2].. إلى قوله جل وعلا: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ [المؤمنون:9]، فقوله عز وجل: (قَدْ أَفْلَحَ) أي: المفلحون أول صفاتهم الصلاة، وانتهى بوصفهم بالصلاة، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:2].. وانتهى بقوله: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ [المؤمنون:9] تماماً كما في سورة المعارج. وقال سبحانه: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى:14-15]، والفلاح: هو الفوز بالبقاء الدائم في النعيم، فالله سبحانه سمى الصلاة فلاحاً، وجعل النداء إليها نداءً إلى الفلاح، حي على الفلاح. بعض الناس ينطق كلمة (حي) بالكسر، وهي بالفتح؛ لأن حيّ اسم فعل أمر، والفلاح هو الفوز بالمراد والبقاء في الخير. إذاً: هذه أدلة على أن الصلاة هي الفلاح. وبالصلاة يستمنح نصر الله سبحانه وتعالى، يقول الله عز وجل: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ [البقرة:45]، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الأنفال:45] ولعل في تشريع صلاة الخوف حال الالتحام المسلح ما يشير إلى أثر الصلاة في استجلاب نصر الله تبارك وتعالى. وعن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم، وصلاتهم، وإخلاصهم). هذا الحديث مهم جداً، وهو في صحيح البخاري بدون ذكر الإخلاص، فصلاة الضعفاء ودعاء الضعفاء وإخلاصهم هو أحد أسباب نصر هذه الأمة، والضعفاء: هم الأطفال واليتامى والنساء والشيوخ الطاعنون في السن، هؤلاء هم الضعفاء، فالإنسان إذا ابتلاه الله سبحانه وتعالى بشيء من ذلك، سواء كان ابناً مريضاً مزمناً، أو أولاداً صغاراً ضعافاً أو يتامى، أو أباً أو أماً كبيرين في السن، فحذار أن ينظر إلى أن هذا عبء عليه، بالعكس فرزقه ربما يأتيه بسببه، وقد تمنع الرزق بسبب المعاصي، لكن قد يأتيك الرزق ليس لك أنت؛ لأن معاصيك تمنع أن يتكاثر لك الرزق وتحجبه، لكن يأتي الرزق لهؤلاء الذين تعولهم من الأطفال أو النساء أو كبار السن، فهؤلاء رحمة من رحمة الله سبحانه وتعالى. روي عن سليمان عليه السلام أنه خرج مع قومه للاستسقاء، فلما أراد أن يستسقي رأى نملة قائمة بقوائمها -يعني: رافعة قوائمها- وتقول: اللهم اسقنا ولا تؤاخذنا بذنوب بني آدم، كان هناك قحط وجدب فسمع النملة تدعو بهذا، وقد كان يفهم لغة النمل، فقال لمن معه: ارجعوا فقد سقيتم بدعاء غيركم. وفي الحديث: (وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا) فهم يستحقون أن يمنع عنهم الماء من السماء، لكن الله سبحانه وتعالى من عدله لا يؤاخذ البهائم بذنوب الآدميين، فنحن نسقى من أجلها. كذلك بالنسبة لهؤلاء الضعفاء من الأطفال أو النساء أو المرضى أو الشيوخ، فهؤلاء هم البركة، وهؤلاء ترزق وتنصر بسببهم، فلا تنظر إليهم على أنهم عبء، لكن انظر إليهم أنهم مصدر خير وبركة واستدرار للرزق، بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها)، وكلمة النصر تطلق أحياناً على الرزق، والشاهد في سورة الحج يقول عز وجل: مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ [الحج:15] إن أحد المعاني الذي فسر بها النصر هنا هو الرزق، والسائل قد يأتي ويقول: انصروني نصركم الله، أو يقول: ارزقني حسنة، فأحياناً يطلق النصر على الرزق. قال رجل للحسن : أوصني، قال: أعز أمر الله يعزك الله، قال تعالى: إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد:7]. أي: انصر أمر الله بإقامة الصلاة ينصرك الله تبارك وتعالى، وقال الله عز وجل: وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ [المائدة:12] يعني: إني معكم بالنصر والتأييد إن أنتم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة، ومن كان الله معه فقد تولاه، والله عز وجل لا يعز من عاداه ولا يذل من والاه، بل الذل حليف من حاربه وعصاه. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري) وعباد الله هم الذين يعاقب بهم أعداءه ويعذبهم بأيديهم ويستمدون منه زاداً ووقوداً في جهادهم، كما في قوله في سورة الإسراء: فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ [الإسراء:5]، فهؤلاء هم المؤهلون لأن يكونوا أداة لتعذيب أعداء الله تبارك وتعالى، ولا شك أنهم يقيمون الصلاة، وهذا إذا فسرنا (عباداً لنا) على أنه مدح لهم، وهناك تفسير آخر: وهو أنهم مسخرون لتعذيبهم وإن لم يكونوا مؤمنين. وبهذه العبودية الحقة يتعرف عليهم الحجر آخر الزمان ويناديهم: (يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله) كما في صحيح مسلم . فهل يمكن أن يكون عبداً لله ولا يقيم الصلاة؟! لا. يتعجب الإنسان كيف يعيش الذي لا يصلي بدون صلاة! لماذا يتنفس من هواء الله؟! لماذا يأكل من رزق الله؟! لماذا يمشي في أرض الله؟! لماذا يتمتع بالعافية التي رزقه الله سبحانه وتعالى والعقل الذي كرمه به؟! لكن المفلحون الصالحون إذا فتح الله سبحانه وتعالى عليهم بالنصر والتمكين كان أعظم ما يقدمونه للناس إقامة الصلاة يقول عز وجل: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ [الحج:41]. نكتفي الليلة بهذا القدر، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم. سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. ...... الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:31 | |
| لماذا نصلي؟ [1] لماذا نصلي؟ [2] لماذا نصلي؟ [3] لماذا نصلي؟ [4] لماذا نصلي؟ [5] لماذا نصلي؟ [6] لماذا نصلي؟ [7] لماذا نصلي؟ [8] لماذا نصلي؟ [9] لماذا نصلي؟ [10] لماذا نصلي؟ [11]
لماذا نصلي؟ [7]
عناصر الموضوع
1 الصلاة نجاة من عذاب القبر 2 الصلاة أمنية الأموات والمعذبين 3 الصلاة نجاة من عذاب الله تبارك وتعالى 4 الصلاة رافعة للدرجات في الجنة 5 الصلاة سبب لرؤية الله عز وجل في الجنة
لماذا نصلي؟ [7] من خصائص الصلاة أنها نجاة من عذاب القبر، وأمنية الأموات والمعذبين، ونجاة من عذاب الله رب العالمين، وهي رافعة للدرجات في الجنة، وسبب لرؤية الله سبحانه فيها، فإذا كانت الصلاة كذلك فجدير بنا أن نحافظ عليها بأركانها وواجباتها ومستحباتها، وأن نقوم بلبها وروحها من الخشوع والطمأنينة فيها؛ حتى نحصل على تلك الفضائل والخصائص والمزايا العظيمة.الصلاة نجاة من عذاب القبر الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على محمد رسوله وعبده، وعلى آله وصحبه من بعده. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. الصلاة نجاة من عذاب القبر، فطاعة الله تبارك وتعالى هي خير ما يقدمه الإنسان ويدخره في قبره، يقول الله سبحانه وتعالى: مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ [الروم:44]. قال مجاهد : فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ [الروم:44] يعني: في القبر. وعن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى واحد: يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله) متفق عليه. وقد وصف لنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم تفاصيل ما يجري في أول لقاء يتم في القبر، بين المؤمن وبين عمله الصالح الذي يصحبه ولا يفارقه، ففي حديث البراء الطويل قال صلى الله عليه وسلم في المؤمن: (فيأتيه من روحها وطيبها -يعني: من روح الجنة وطيبها وهو في قبره- ويفسح له في قبره مد بصره، قال: ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، أبشر برضوان من الله، وجنات فيها نعيم مقيم، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: وأنت فبشرك الله بخير، من أنت؟! فوجهك الوجه يجيء بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح، فوالله ما علمتك إلا كنت سريعاً في طاعة الله بطيئاً في معصية الله، فجزاك الله خيراً، ثم يفتح له باب من الجنة)، وهذا الحديث صحيح. فالشاهد فيه: أنه في اللقاء الأول الذي يدوم إلى وقت الخروج من القبور يبقى العمل الصالح مؤنساً للإنسان في قبره بهذه الحيثية، يقول: (أنا عملك الصالح فوالله ما علمتك إلا كنت سريعاً في طاعة الله) أي: يبادر إلى الطاعات. قوله: (بطيئاً في معصية الله فجزاك الله خيراً، ثم يفتح له باب من الجنة) ولاشك أن الصلاة تأتي في مقدمة الأعمال الصالحة التي تحفظ صاحبها من عذاب القبر. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الميت إذا وضع في قبره إنه ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه، فإن كان مؤمناً كانت الصلاة عند رأسه، وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاة عن يساره، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فيؤتى من قبل رأسه -أي: تأتيه ملائكة العذاب من قبل رأسه- فتقول الصلاة: ما قبلي مدخل) أي: لا يوجد طريق للمرور من ناحيتي، لا سبيل لكم إلى تعذيبه من ناحيتي؛ لأنه لم يكن يقصر في الصلاة هذا معنى: (ما قبلي مدخل) لأن الصلاة قوية وكاملة، ولا يوجد ثغرات بحيث ينفذ منها العذاب إلى هذا المؤمن. ثم قال: (ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يساره فتقول الزكاة: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى من قبل رجليه، فيقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف إلى الناس: ما قبلي مدخل) وهذا حديث حسن. ...... الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:32 | |
| الصلاة أمنية الأموات والمعذبين
إن من فضائل الصلاة وشرفها أن الصلاة أمنية الأموات والمعذبين، الأموات والمعذبون يتمنون أن يعودوا إلى الدنيا لكي يصلوا ركعتين خفيفتين من النوافل التي يزهد فيهما كثير من الناس. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبر دفن حديثاً فقال: ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتنفلون يزيدهما هذا في عمله أحب إليه من بقية دنياكم) يعني: لو أن هذا الميت خير بين أن يعود إلى الدنيا لفترة وجيزة جداً ليركع فيها ركعتين خفيفتين من النوافل التي يزهد الناس في أجرهما، وبين أن يؤتيه الله سبحانه وتعالى ملك الدنيا بما عليها إلى أن تقوم القيامة؛ لاختار أن يعود إلى الدنيا ويركع ركعتين خفيفتين ثم يعود إلى القبر مرة ثانية؛ لما رأى من ثواب الطاعة وثواب الصلاة حتى لو كانت نافلة. وقال إبراهيم بن يزيد العبدي : أتاني رياح القيسي فقال: يا أبا إسحاق! انطلق بنا إلى أهل الآخرة نحدث بقربهم عهداً، فانطلقت معه فأتى إلى المقابر فجلسنا إلى بعض تلك القبور فقال: يا أبا إسحاق! ما ترى هذا متمنياً لو تمنى؟ قلت: أن يرد والله إلى الدنيا فيستمتع من طاعة الله ويصلح في عمله، قال: فها نحن، ثم نهض فجد واجتهد فلم يلبث إلا يسيراً حتى مات. وكلمة يستمتع إشارة إلى أن العبادة لها طعم ومتعة ولذة يجدها من يخلص لله سبحانه وتعالى فيها. كذلك قوله: ويصلح في عمله أي: لنفرض أننا متنا ودفنا ثم سألنا الكرة إلى الدنيا فرجعنا فأخذنا فرصة جديدة، مع أنه في الواقع لا يحصل هذا أبداً، لكن افترض ذلك واعتبر أنك الآن قد مت ودفنت وقامت القيامة وأدخلت النار ثم سألت الله سبحانه وتعالى الكرة: رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ [المؤمنون:107] فافترض أن الله سبحانه وتعالى قال: قد فعلت وأذن لك بالعودة من جديد إلى الدنيا لتأخذ فرصة جديدة، هكذا ينبغي أن يعالج الإنسان مرض الفتور والتواني عن العبادة بأن يفترض هذا الافتراض، إن الموت هو الفيصل بين هذه الدار وبين دار القرار، وهو الحد الفاصل بين دار الامتحان وبين دار ظهور النتائج، فليس لأحد بعده من مستعتب ولا اعتذار، ولا يمكن الزيادة في الحسنات ولا النقص من السيئات، ولا حيلة ولا درهم ولا دينار، قال الله تعالى: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا [المؤمنون:99-100] يعني: إن هؤلاء لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون، وإنما هي كلمة هو قائلها مثل قوله تعالى: لَأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ [السجدة:13]. ومن يغادر الدنيا وتوافيه الآخرة فلا سبيل إلى رجوعه مرة ثانية، قال الله: كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون:100]. قوله: (بَرْزَخٌ) هي فترة التواجد في القبر إلى يوم البعث والنشور. وقال سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المنافقون:9-11]. فعلى أحد التفسيرات فمعنى قوله تعالى: (لَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا) أي: أن أجل الله لا يؤخر. وقال عز وجل: وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ [الشورى:44] فهم يسألون الرجعة عند الاحتضار، وكذلك يسألونها إذا وقفوا على النار، قال جل وعلا: وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الأنعام:27]. وكذا يتمنون الرجعة إذا عرضوا على ربهم تبارك وتعالى: وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ [السجدة:12]. وكذا يتكرر سؤالهم الرجعة وهم في غمرات الجحيم، كما قال تعالى: وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ [فاطر:37]. وعن سبحانه وتعالى: قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ [غافر:11]. وقال قتادة في قوله تعالى: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا [المؤمنون:99-100] قال: كان العلاء بن زياد يقول: لينزل أحدكم نفسه أنه قد حضره الموت، فاستقال ربه فأقاله، فليعمل بطاعة ربه تعالى. وقال قتادة : والله ما تمنى إلا أن يرجع فيعمل بطاعة الله، فانظروا أمنية الكافر المفرط فاعملوا بها. من أجل ذلك أوصانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) يعني: اغتنم كل واحدة من هذه الخمس قبل أن تخلفها الثانية ولا تعود الأولى. قوله: (شبابك قبل هرمك) لأن الإنسان إذا دخل في حد الشيخوخة فلا سبيل إلى استرداد الشباب، يقول الشاعر: ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما صنع المشيب فالشباب إذا ولى لا يعود، والشباب هو فترة العمل، وفترة الإنتاج والبناء، وفترة القوة بين الضعفين: ضعف الطفولة، وضعف الشيخوخة، وفترة مجاهدة النفس، وفترة الاجتهاد في العبادة وتحصيل الأعمال الصالحة ونحو ذلك. والشباب ضيف سريع الزوال كما قال الشاعر: ما قلت للشباب في كنف اللـ ـه وحفظه غداة استقل زائر لم يزل مقيماً حتى سود الصحف بالذنوب وولى وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: ما رأيت الشباب إلا كشيء كان في كمي فسقط. يعني: ما شعر به لسرعان انقضاء الشباب، فالإنسان لا يغتر بشبابه، ولا ينصت إلى تلبيس الشيطان ورفقاء السوء عندما يقولون له: استمتع بشبابك ثم تب بعد ذلك، واغتنمه في اللهو والضياع؛ وهذا من تلبيس إبليس، ومن اغتنم شبابه في طاعة الله كان من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، كما جاء في الحديث: (وشاب نشأ في عبادة الله تبارك وتعالى). قوله: (وصحتك قبل سقمك)؛ لأن الصحة أيضاً لا تدوم، حتى وإن سلم الإنسان من الآفات في فترات العمر الأولى ففي الغالب هناك الأمراض التي تهجم عليه في فترة الشيخوخة، ولنفرض أن الزرع سلم في مرحلة البذر، وفي مرحلة النمو، وفي مرحلة كذا وكذا وكذا إلى أن استوفى نموه، فنهاية الزرع الحصاد. فأنت -أيها الإنسان- حتى لو سلمت من الآفات كلها فأنت عند تمام الزرع محصود بالموت. قوله: (وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) إذ هي أيام وأحوال، فمن فاته العمل والتأهب والاستعداد والاستكثار من الزاد في الشباب وفي الصحة والغناء والفراغ والحياة، فإنه لن يدركها عند مجيء أضدادها، ولا ينفعه تمني الأعمال بعد التفريط منه والإهمال في زمن الفرصة والإمهال، ومن فرط في العمل في زمن الحياة لم يدركه بعد حيلولة الممات، فعند ذلك يتمنى الرجوع وقد فات، ويطلب الكرة وهيهات، وتعظم حسراته حين لا مدفع للحسرات، وحيل بينهم وبينما ما يشتهون من الرجعة والتوبة والإخبات. قال تعالى: اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ * فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ [الشورى:47-48]. ...... الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:32 | |
| الصلاة نجاة من عذاب الله تبارك وتعالى
إن من خصائص الصلاة وفضائلها أنها نجاة من عذاب الله تبارك وتعالى، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تحترقون تحترقون) -يعني: تقعون في الهلاك بسبب الذنوب الكثيرة التي ترتكبونها- فإذا صليتم الصبح غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم الظهر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم المغرب غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون فلا يكتب عليكم شيء حتى تستيقظوا) وهذا حديث حسن. قوله: (ثم تنامون) يعني: وقد كفرت الصلوات الخمس ما بينها من الذنوب، فلا يكتب عليكم شيء حتى تستيقظوا؛ لأن الإنسان الذي يفعل المعاصي باستمرار ظالم، ونوم الظالم عبادة كما يقولون؛ لأنه يكف شره عن نفسه أو عن غيره، فهذا المعنى نفهمه من قوله: (ثم تنامون فلا يكتب عليكم شيء حتى تستيقظوا). وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله ملكاً ينادي عند كل صلاة: يا بني آدم! قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها فأطفئوها). قوله: (قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها) أي: بالذنوب. وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه موقوفاً: (ألا إن الله يضحك إلى رجلين: رجل قام في ليلة باردة من فراشه ولحافه ودثاره فتوضأ، ثم قام إلى الصلاة، فيقول الله عز وجل لملائكته: ما حمل عبدي هذا على ما صنع؟ فيقولون: ربنا! رجاء ما عندك وشفقة مما عندك -يعني: رجاء ما عندك من الثواب، وشفقة مما عندك من العذاب- فيقول: فإني قد أعطيته ما رجاه، وأمنته مما يخاف). وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (رأيت في المنام أنه جاءني ملكان في يد كل واحد منهما مقمعة من حديد، ثم لقيني ملك في يده مقمعة من حديد، قالوا: لم ترع -يعني: اطمئن لا تخف-، نعم الرجل أنت لو كنت تتقن الصلاة من الليل، فانطلقوا بي حتى وقفوا بي على شفير جهنم ...) إلى آخر الحديث، وهو متفق عليه. وفي آخر الحديث: (فما ترك عبد الله بن عمر بعد ذلك قيام الليل أبداً)، فاستفاد رضي الله عنه من هذا الحديث؛ لأنه علم من هذه الرؤية أن الصلاة بالليل منجاة من العذاب. ويروى عن عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب رضي الله عنه قال: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً وكنا في صفة بالمدينة فقام علينا، وقال: إني رأيت البارحة عجباً.. -إلى أن قال-: ورأيت رجلاً من أمتي احتوشته ملائكة العذاب -أي: أحاطت به- فجاءته صلاته فاستنقذته من أيديهم). وقد ضمن الله عز وجل النجاة من النار لمن حافظ على صلاتي الفجر والعصر، فعن عمارة بن رويبة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) يعني: صلاة الصبح وصلاة العصر. وورد في الحديث: (من صلى البردين دخل الجنة). حتى أهل المعاصي وأهل الفساد الذين كانوا لا يتركون الصلاة مع مقارفة المعاصي تنفعهم صلاتهم، فالإنسان في حالة المعصية لا يغفل عن ذكر الله؛ لأن المعصية مع ذكر أفضل من معصية مع غفلة، وعسى الذكر أن يوقظ قلبه من سباته وغفلته. فالإنسان لا يقنط من روح الله؛ لأن بعض الناس يريد أن يستغفر أو يدعو الله سبحانه وتعالى أو يسأله من رحمته فيقول: وأنى يستجيب الله لي وأنا أفعل كذا وكذا من المعاصي والتقصير؟! لا، هذا من تلبيس الشيطان، لكن على الإنسان دائماً أن يكون عنده أمل في رحمة الله تبارك وتعالى، وطمع في عفوه عز وجل، ويطرق باب التقرب إلى الله سبحانه وتعالى. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا فرغ الله من القضاء بين العباد، وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يرحم، ممن كان شهد أن لا إله إلا الله؛ أمر الله أن يخرجوهم) يعني: يأمر الله الملائكة أن تخرج من النار من قال: لا إله إلا الله بشروطها، فالملائكة تعرف هؤلاء المذنبين الذين ماتوا مصرين على الكبائر ولم يتوبوا منها، أما لو تابوا توبة صحيحة فتقبل توبتهم، فمن لم يتب فهم تحت المشيئة إن شاء الله عذبهم وإن شاء غفر لهم، فهناك فئة من الموحدين سيدخلون النار ويعذبون، وهم الذين كانوا يفعلون كثيراً من الذنوب والمعاصي والكبائر الموبقات والمهلكات، لكن الله سبحانه وتعالى يأمر الملائكة أن تخرجهم من النار، فالملائكة تتعرف على هؤلاء بعلامة السجود في وجوههم، فيميزونهم عن غيرهم بعلامة السجود فيخرجونهم من النار، فهؤلاء كانوا يرتكبون المعاصي وأصروا عليها حتى ماتوا، لكن ما كانوا يقصرون أبداً في الصلاة. إذاً: العاصي حثه أن يصلي، ولا تقل له: لا تنفعك صلاتك؛ لأنك تفعل كذا وكذا، لا بالعكس، عليك أن تحثه على الصلاة حتى ولو كان مقصراً؛ لأن الصلاة مع المعاصي سوف تنفعه، إما في الدنيا بأن تنهاه عن الفحشاء والمنكر كما في حديث الرجل الذي كان يسرق، فقال عنه النبي عليه الصلاة والسلام: (أما إن صلاته ستنهاه) أي: ستنهاه عن هذا المنكر، وإما أنها ستنفعه في الآخرة بهذه الحيثية التي ذكرت في الحديث: (أمر الله أن يخرجوهم فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، وحرم الله على النار أن تأكل من بني آدم أثر السجود). فانظر أثر السجود كيف أنه حبيب إلى الله سبحانه وتعالى، حتى إنه ليعذب جسمه ما عدا الموضع الذي كان يسجد عليه،وليس هذا معناه: أن يجتهد الإنسان في العبادة حتى يكون له علامة الصلاة في الجبهة، لا، بل علامة الصلاة كما في قوله تعالى: سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ [الفتح:29] هي الخشوع والتواضع والمسكنة، وإلا فإن هذه العلامة المعروفة -كما قال بعض السلف- قد تكون بين عيني من هو أقسى قلباً من فرعون، يعني قد تكون لإنسان منافق، لكن المقصود موضع السجود. ثم يقول: (فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، وحرم الله على النار أن تأكل من بني آدم أثر السجود، فيخرجونهم قد امتحشوا) يعني: تفحموا واحترقوا من العذاب والعياذ بالله! ثم يقول: (فيصب عليهم من ماء يقال له: ماء الحياة، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل)، وهذا الحديث متفق عليه. فالصلاة تشفع لصاحبها وتحفظه كما قال تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ [البقرة:110] وأهم الخير ما ذكر في سطر الآية، إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة. قوله: (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ) يعني: أن العبادة تنفعك أنت أما الله فغني عنك وعن العالمين، فصلاتكم لا تنفعه ولا تفيده شيئاً وإنما هي لأنفسكم. وقال صلى الله عليه وسلم: (من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرم على النار). ...... الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:32 | |
| الصلاة رافعة للدرجات في الجنة
إن من فضائل الصلاة أنها رافعة الدرجات، ولا تقتصر على إدخال المؤمن إلى الجنة، لكنها تكون سبباً في رفع درجاته حتى بعد دخوله الجنة، وذلك برفع درجاته، يقول الله سبحانه وتعالى: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا [الإسراء:79] فأعطي صلى الله عليه وسلم بصلاة الليل المقام المحمود، ونال أشرف المنازل. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (حدثني بعمل يدخلني الجنة، قال: بخ بخ! لقد سألت عن أمر عظيم وهو يسير لمن يسره الله له، تقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، ولا تشرك بالله شيئاً). وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن سبعة نفر، أربعة من موالينا وثلاثة من عربنا، مسندي ظهورنا إلى مسجده، فقال: ما أجلسكم؟ قلنا: جلسنا ننتظر الصلاة، قال: فأرم قليلاً -يعني: سكت قليلاً صلى الله عليه وسلم- ثم أقبل علينا فقال: هل تدرون ما يقول ربكم؟ فقلنا: لا، قال: فإن ربكم يقول: من صلى الصلاة لوقتها وحافظ عليها ولم يضيعها استخفافاً بحقها فله علي عهد أن أدخله الجنة، ومن لم يصلها لوقتها ولم يحافظ عليها وضيعها استخفافاً بحقها فلا عهد له علي، إن شئت عذبته وإن شئت غفرت له). وعن عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان وقمته، فممن أنا؟ قال صلى الله عليه وسلم: من الصديقين والشهداء). وعن ربيعة بن كعب قال: (كنت أبيت مع رسول الله صلى عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: سلني -يعني: يريد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكافئه كما أحسن إليه- فقال: أسألك مرافقتك في الجنة -يعني: أسألك أن تدعو الله لي أن يجعلني رفيقاً لك في الجنة- قال: أو غير ذلك؟! -يعني: اطلب حاجة أسهل- قلت: هو ذاك -يعني: ليس عندي أمنية أو طموح أقل من هذا- قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود) يعني: أن دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام لابد معها من عمل صالح، إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر:10] يعني: لا تقتصر على دعائي فقط، لكن أعني على إنجاز هذا الطموح وهذا الأمل بكثرة السجود، وهذا الحديث رواه مسلم . وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، فقال أبو مالك الأشعري : لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائماً والناس نيام). وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين، يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة) رواه مسلم . وهاتان الركعتان سنة الوضوء. وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى البردين دخل الجنة) متفق عليه. والبردان: الصبح، والعصر، وسميا بذلك؛ لأنهما يصليان في طرفي النهار حيث يطيب الهواء، وتذهب ثورة الحر. وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلاة في إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين) أي: لو استطعت أن تحفظ لسانك من الصلاة إلى الصلاة التي تليها عن اللغو يكتب لك كتاب في عليين. وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: (كان رجلان أخوين، فهلك أحدهما قبل صاحبه بأربعين ليلة، فذكرت فضيلة الأول منهما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم يكن الآخر مسلماً؟ قالوا: بلى وكان لا بأس به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما يدريكم ما بلغت به صلاته؟). قوله: (وما يدريكم ما بلغت به صلاته؟) يعني: أن الصلاة رفعت مقامه أراد أن يلفت نظرهم إلى أن الثاني قد عاش بعد الأول فترة من الزمان وأقام الصلاة فيها، ونال ثواباً بسبب امتداد عمره، لعله يربو على ثواب هذا الذي مات أولاً. وقال صلى الله عليه وسلم: (إنما مثل الصلاة كمثل نهر عذب غمر بباب أحدكم يقتحم فيه كل يوم خمس مرات، فما ترون ذلك يبقى من درنه؟!) يعني: أن الصلاة طهرته. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان رجلان من بلي من قضاعة أسلما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشهد أحدهما وأُخر الآخر سنة، فقال طلحة بن عبيد الله : فرأيت المؤخر منهما أدخل الجنة قبل الشهيد، فتعجبت لذلك! فأصبحت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس قد صام بعده رمضان، وصلى ستة آلاف ركعة صلاة سنة؟). وفي زيادة صحيحة لـابن حبان : (بينهما أبعد مما بين السماوات والأرض) أي: بينهما في الفضيلة والمنزلة بالعمل الصالح الذي عمله بعد موت صاحبه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لـبلال: يا بلال ! حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام؛ فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة، قال: ما عملت عملاً أرجى عندي غير أني لم أتطهر طهوراً في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي) رواه البخاري . يعني: كان يتنفل عقب كل غسل أو وضوء تنفلاً مطلقاً، قوله: (ما كتب لي) يعني: ما استطعت؛ لأنه كان يكثر من نوافل الصلاة المطلقة؛ لأن النوافل المقيدة لا يزيد الإنسان فيها، مثل: ركعتي الفجر، وسنة المغرب ركعتين بعدية، وسنة العشاء ركعتين بعدية، وسنة الظهر أربع ركعات قبلها وركعتين بعدها، فهذه النوافل مقيدة بعدد، لكن إذا أراد الإنسان في أي وقت خارج أوقات الكراهة أن يزيد ما شاء في الصلاة فله أن يصلي ما شاء. وهذا هو المقصود بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (الصلاة خير موضوع فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر)، يعني: من الصلوات المشروعة، لا أن يبتدع صلاة من عنده، وإنما يستكثر من النوافل المطلقة التي لم تقيد بعدد. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟! قالوا: بلى يا رسول الله! قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط) رواه مسلم وغيره. قوله: (إسباغ الوضوء على المكاره) تقول: ثوب سابغ إذا كان يغطي البدن، فإسباغ الوضوء يعني: أنك تبلغ الماء إلى أعضاء الوضوء ولا تقصر في ذلك، رغم أنك تتألم من الماء في شدة البرد، فهذه هي المكاره؛ لأن المشقة فيه أكثر، والأجر على قدر النصب والمشقة، بخلاف الماء البارد في شدة الحر، فإن الإنسان يستمتع بذلك؛ لأنه يلطف من شدة الحر. إذاً: معنى إسباغ الوضوء على المكاره: أن يوصل الماء إلى مواضع الوضوء بحدودها الشرعية، رغم الألم الذي يجده بسبب شدة البرد. قوله: (وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة) يعني: يمكث في المسجد بعد الفراغ من الصلاة، وينتظر الصلاة التي تليها؛ حماية لنفسه من شر الفتن، وحماية للناس من شر نفسه، ويجلس في المسجد يذكر الله تعالى. قوله: (فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط) شبهه بالرباط في الجهاد وحراسة الثغور من الأعداء، فكذلك هو يجلس في المسجد يرابط؛ ليحمي نفسه من الفتن، ويحمي الآخرين من شره. وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح) متفق عليه. النزل هو ما يعد للضيف من طعام ونحوه من الإكرام، يقول عز وجل: نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ [فصلت:32]. وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ [الأنبياء:105] قال: (أرض الجنة يرثها الذين يصلون الصلوات الخمس في الجماعات). قوله تعالى: إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ [الأنبياء:106] أي: بشارة لقوم عابدين، وهم الذين يصلون الصلوات في الجماعات، ولذلك قال بعض السلف: (من صلى الصلوات الخمس في جماعة فقد ملأ البر والبحر عبادة). ...... الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:33 | |
| الصلاة سبب لرؤية الله عز وجل في الجنة
إن من فضائل الصلاة أن الصلاة تؤهل من يقيمونها لرؤية الله تبارك وتعالى في الجنة، فلا شك أن رؤية أهل الجنة ربهم تبارك وتعالى هي الغاية العظمى، التي شمر إليها المشمرون، وتنافس فيها المتنافسون، وتسابق إليها المتسابقون، ولمثلها فليعمل العاملون، إذا نالها أهل الجنة نسوا ما هم فيه من النعيم. وحرمانها والحجاب عنها لأهل الجحيم أشد عليهم من عذاب الجحيم، فأهل الجنة على رغم ما هم فيه من النعيم المقيم الذي لم تسمع به أذن، ولم تقع عليه عين، ولم يخطر على قلب بشر، ومع ذلك إذا كشف الله سبحانه وتعالى الحجب وتجلى لأهل الجنة، ورأوا وجهه الكريم؛ نسوا وتلهوا عن كل ما في الجنة من نعيم؛ لأن هذه هي النعمة العظمى، يقول عز وجل: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس:26]، والزيادة هي النظر إلى وجه الله الكريم. إذاً: أهل الجنة إذا رأوا ربهم نسوا ما هم فيه من النعيم، أما الحرمان من هذا النعيم -الذي هو رؤية الله في الآخرة- فهو أشد على أصحاب الجحيم من عذاب الجحيم نفسه، ولذلك قال تعالى: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطففين:15]، وهذا أشد عذاب يقع على أهل النار. وعن الحسن رحمه الله تعالى قال: لو علم العابدون أنهم لا يرون ربهم يوم القيامة لماتوا،يعني: من الحزن؛ لكن لأنهم يعبدون الله على أمل أن يتشرفوا برؤية الله تبارك وتعالى، فهذا يحدوهم إلى السعي إلى مرضاته وطاعته، أما إذا علموا أنهم لن يروا ربهم يوم القيامة لماتوا من الغم والحسرة. وفي رواية عنه: لو علم العابدون أنهم لا يرون ربهم يوم القيامة لذابت أنفسهم. وعن نافع -وكان من عباد الجزيرة- أنه كان يقول: ليت ربي جعل ثوابي من عملي نظرة مني إليه، ثم يقول لي: يا نافع ! كن تراباً. انظر إلى شدة الشوق إلى رؤية الله تبارك وتعالى في الجنة! يعني: كل العمل الصالح الذي عملته في كل عمري، يجعل ثوابي فقط أن أنظر إليه نظرة واحدة مني إليه، ثم يقول لي بعد ذلك: يا نافع ! كن تراباً. ......
الصلاة تطهر القلوب وتزكي النفوس والوجدان
إن المحافظة على الصلاة بقالبها وروحها والإكثار من النوافل لها تأثير لا يعرف لغيرها في صفاء القلب وزكاء النفس وطهارة الوجدان، وسمو الروح، والاتصال بعالم القدس. فالصلاة تؤهل النفس لتلقي التجليات الأخروية، واستقبال النفحات الإلهية، لاسيما رؤية الله تعالى في الآخرة، وقد ربط صلى الله عليه وسلم بين رؤية الرب تبارك وتعالى وبين الصلاة، فعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: (كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال: إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الفجر وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ [ق:39]). متفق عليه. قوله صلى الله عليه وسلم: (إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر) المشبه رؤية الله في الآخرة، والمشبه به رؤية القمر في ليلة صافية لا سحاب فيها، ووجه الشبه الصفاء والوضوح. قوله: (لا تضامون في رؤيته) يعني: إما لا يصيب أحد منكم الضيم وهو الظلم، بحيث لا يحرم من الرؤية، بل كل المؤمنين سيستوون في هذه الرؤية؛ لأنها واضحة مثل رؤية القمر في السماء دون سحاب ليلة البدر، فهو في غاية الوضوح، المعنى: لا ينضم بعضكم إلى بعض حتى يؤيد ما يشهده وما يراه بشهادة غيره له، فعلى كلا المعنيين فهنا تشبيه الرؤية بالرؤية، يعني: شبهت رؤية المؤمنين ربهم برؤيتهم القمر في الدنيا، وضرب لنا هذا المثل لأجل الوضوح، فمن ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنكم سترون ربكم). إذاً: من أراد أن يحظى برؤية الله في الآخرة فليحافظ على الصلاة لقوله: (فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ [ق:39]). وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة لسوقاً يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسناً وجمالاً، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً وجمالاً، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً، فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً) رواه مسلم . الشاهد هنا: أن هذا يحدث في يوم الجمعة، فهم يجتمعون في وقت صلاة الجمعة، ويوم الجمعة عند أهل الجنة اسمه: يوم المزيد، وقد روي في بعض الأحاديث: (أن الله سبحانه وتعالى يتجلى لهم في يوم المزيد ويحاضر كل منهم محاضرة). نكتفي بهذا القدر، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:35 | |
| لماذا نصلي؟ [1] لماذا نصلي؟ [2] لماذا نصلي؟ [3] لماذا نصلي؟ [4] لماذا نصلي؟ [5] لماذا نصلي؟ [6] لماذا نصلي؟ [7] لماذا نصلي؟ [8] لماذا نصلي؟ [9] لماذا نصلي؟ [10] لماذا نصلي؟ [11]
لماذا نصلي؟ [8] عناصر الموضوع
1
الصلاة مفتاح هداية للمؤمنين وغيرهم من الملل الأخرى 2
نماذج ممن دخلوا في الإسلام بسبب الصلاة وغيرها
لماذا نصلي؟ [8] لقد كانت الصلاة سبباً في إسلام وهداية كثير من الناس، فما أن يرى بعض اليهود أو النصارى أو غيرهم مشهداً من مشاهد الصلاة إلا ويتأثرون بذلك المشهد، وهناك نماذج كثيرة على ذلك، فقد أشهر بعضهم إسلامهم لما رأوا منظر الصلاة، وعرفوا معانيها، وهذا مما يبين ما لهذه الصلاة من الفضائل والخصائص والمزايا. الصلاة مفتاح هداية للمؤمنين وغيرهم من الملل الأخرى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. اللهم صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. تكلمنا من قبل عن فضائل وخصائص الصلاة، وذكرنا أن الصلاة أعظم الأركان بعد الشهادتين، وأنها أهم أمور الدين، وأنها توءم الفرائض والأركان، وأنها أم العبادات، وأنها أمر الله تبارك وتعالى، وأنها الوصية الأخيرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنها مرآة عمل المسلم وميزان تعظيم الدين في قلب المؤمن، وأنها دعامة جميع الشرائع السماوية، وأنها شعار دار الإسلام، وأنها الإيمان، وأنها براءة من النفاق، وأنها سبيل المؤمنين وشعار حزب الله المفلحين، وأوليائه المرحومين، وأنها القاسم المشترك بين عبودية الكائنات، وأنها خير موضوع، وأنها زلفى وقربى إلى الله عز وجل، وأنها مدرسة الأخلاق، وأنها راحة وسعادة وقرة عين، وأنها نور وبرهان ووضاءة، وأنها من سنن الهدى، وأنها منحة ربانية، وأنها شكر لنعم الله تبارك وتعالى، وأنها إغاظة للكافرين، ومراغمة لأعداء الدين، وأنها تحرير للبشرية، وأنها ناهية عن المنكرات وعاصمة من الشهوات، وأنها كفارة للسيئات وماحية للخطيئات، وأنها ملجأ المؤمن في الكربات، وأنها حفظ وحماية، وأنها مجلبة للرزق، وأنها أول الإسلام وآخره، وأول ما نحاسب عليه يوم القيامة، وأنها سبب النصر والتمكين والفلاح في الدارين، وأنها نجاة من عذاب القبر، وأنها أمنية الأموات والمعذبين، وأنها نجاة من عذاب الله تعالى، وأنها رافعة للدرجات، وأنها تؤهل مقيمها لرؤية الله تعالى في الآخرة. ومن فضائل الصلاة وخصائص الصلاة أنها مفتاح هداية، فمن فضائل الصلاة أنها كانت مفتاح هداية لكثير من الكافرين، فمنظر المسلمين وهم يؤدون الصلاة، كان هو الخيط الأول الذي قاد كثيراً من الكافرين إلى اعتناق الإسلام، فالكافر يحس أكثر بما هو محروم منه، فبالتالي ينبهر بهذا الشيء الذي هو محروم منه، فإذا اطلع على التوحيد في الإسلام فإنه يقارن بينه وبينما هو عليه من الشرك، وإذا رأى الصلاة ونظامها الدقيق العجيب من حيث عددها وهيئتها ومواقيتها، وقارن بين صلاة بعض الملل التي ليس فيها قيام ولا ركوع ولا سجود، ولا أوقات ولا طهارة ولا استقبال قبلة؛ حينها يدرك قيمة هذه النعمة العظمى التي هي نعمة الصلاة؛ فالإنسان دائماً يتطلع ويتأثر بما هو محروم منه، وهذا نلاحظه أيضاً في شيء مهم جداً وهو تأثر بعض الكافرين ممن يعيشون في المجتمعات الإسلامية بشهر رمضان، واحتفاء المسلمين بشهر رمضان، وكيف يكون أثر شهر رمضان المعظم على كل دولاب الحياة، فيعاد تنظيمه من جديد في سويعات معدودات؛ لتكون حياة غير الحياة ونظام غير النظام وسلوك غير السلوك! ونلاحظ أيضاً كيف أن غير المسلمين الذين يعيشون في مجتمعات المسلمين يشعرون بالحرمان الشديد من الصيام، بل إن منهم أحياناً من يضطر لأن يظهر أنه مسلم وصائم؛ من شدة الضغط الاجتماعي الذي تشكله هذه الظاهرة الطاغية على المجتمع، والتي تقود الناس أجمعين إلى هذا التعديل في نظم حياتهم، فهذه النقطة وهذه الفكرة هي التي يصورها لنا أناس من هؤلاء الذين كانوا كفاراً ثم دخلوا في الإسلام، وكان سبب دخولهم في الإسلام هو الإحساس بنعمة الصلاة، ومشهد المسلمين وهم يصلون. ...... نماذج من أقوال غير المسلمين المعبرة عن إعجابهم بالصلاة
يقول أر تومس لون وهو لم يسلم، لكن كتاباته تنم عن إعجاب شديد جداً بالإسلام كما هو معلوم، يقول: إن دين المسلم يتمثل دائماً في مخيلته، وفي الصلوات اليومية، ويتجلى هذا الدين في طريقة نسكية خاشعة مؤثرة، لا تستطيع أن تترك العابد والمشاهد كليهما غير متأثرين. يعني: أن مشهد الصلاة يؤثر على المصلي وعلى من يراه، فإنه يتأثر بمنظره. ويتحدث توماس أرلون أيضاً في كتابه (العقيدة الإسلامية) عن تأثير العبادة، وبشكل خاص تأثير الصلاة في المسلمين وغيرهم فيقول: هذا الفرض المنظم من عبادة الله، هو من أعظم الأمارات المميزة للمسلمين عن غيرهم في حياتهم الدينية، فكثيراً ما لاحظ السائحون وغيرهم في بلاد المشرق ما لكيفية أدائه من التأثير في النفوس، وإليك ما قاله الأسقف لوفر بهذا الخصوص، وهو من كبار قساوستهم، يقول: لا يستطيع أحد يخالط المسلمين لأول مرة، إلا يدهش ويتأثر بمظهر عقيدتهم، فإنك حيثما كنت سواء أوجدت في شارع مطروق، أم في محطة سكة حديدية، أم في حقل، كان أكثر ما تألف عينك مشاهدته أن ترى رجلاً ليس عليه أدنى مسحة للرياء، ولا أقل شائبة من حب الظهور، يذر عمله الذي يشغله كائناً ما كان، وينطلق في سكون وتواضع لأداء صلاته في وقتها المحدد. ثم يقول: ولننتقل من صلاة الفرد إلى صلاة الجماعة فنقول: إنه لا يتأتى لأحد يرى ولو مرة في حياته، ما يقرب من خمسة عشر ألف مصل في ساحة المسجد الجامع بمدينة دلهي بالهند يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان وكلهم مستغرقون في صلاتهم، وقد بدت عليهم أكبر شعائر التعظيم والخشية في كل حركة من حركاتهم. ثم يقول: إنه لا يتأتى لأحد يرى ذلك المشهد ألا يبلغ تأثره به أعماق قلبه، وألا يلحظ ببصره القوة التي تمتاز بها هذه الطريقة من العبادة عن غيرها. ثم يقول: كما أن توقيت الأذان اليومي للصلاة في أوقات معينة، حينما يرن به صوت المؤذن في أبكر البكور قبل الإفطار، وعند الظهيرة والناس مضطربون ومصطخبون في أعمالهم وعند المساء، هذا الأذان الذي يحصل في هذه الأوقات على تلك الصورة كل يوم مشحون هو الآخر بذلك الجلال عينه. فجمال الصلاة وروعة الصلاة لو أدركها أي إنسان عاقل، لانجذب إلى هذه الصلاة، فتباً لهؤلاء الذين يتثاقلون عن أداء الصلاة، سواء في جماعة أو في غير ذلك، لا يريد أن يصلي، وهو لا يعرف أنه يحرم نفسه من هذه المتعة التي لو كانت غير واجبة لتمناها كما تمناها هؤلاء الذين لم يدخلوا في دين الإسلام بمجرد أنهم رأوا ما ينعم به المسلمون في جنة الدنيا وقرة العين التي هي الصلاة. وقال رينان وهو فيلسوف فرنسي معروف: ما دخلت مسجداً قط دون أن تهزني عاطفة حارة. أو بعبارة أخرى: دون أن يصيبني أسف محقق على أنني لم أكن مسلماً. الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:37 | |
| نماذج ممن دخلوا في الإسلام بسبب الصلاة وغيرها
إسلام يهودي إسكندراني عند حضوره لصلاة الجمعة
لقد كان مشهد الصلاة من الأسباب المساعدة على دخول رجل يهودي في الإسلام، وإسلام يهودي شيء نادر، أما النصارى فيسلم منهم كثير جداً، لكن يهودي يسلم فهذه محض هداية من الله سبحانه وتعالى؛ لأن اليهود معروفون بقسوة القلوب، وبعدهم عن أسباب الهداية. هذا الرجل اليهودي الإسكندراني من يهود الإسكندرية، يحكي عن نفسه فيقول: كنت مريضاً مرضاً شديداً، فتمثل لي في أثنائه أن هاتفاً يهيب بي أن أعلن إسلامي، ولما دخلت المسجد ورأيت المسلمين مصطفين للصلاة وقوفاً كالملائكة، سمعت في نفسي صوتاً يناديني ويقول: هذه هي الجماعة التي أنبأ بها الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. هو يعرف من التوراة أن الأنبياء أنبئوا أنه سوف تأتي أمة تراهم ركعاً سجداً، ويقفون في صفوف كالملائكة إلى آخره، فأخبر عن هذه الأمة المحمدية قبل أن توجد في الكتب السابقة. ثم قال: ولما رأيت الخطيب يتقدم للخطبة وعليه رداء أسود، وقع في نفسي وجدان الرهبة والخشية، ولما ختم خطبته بالآية الكريمة التي يقول الله تبارك وتعالى فيها: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل:90]، وهذه الآية يقولها كثير من الخطباء في نهاية خطبة الجمعة، وسبب ذلك أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى لما كان بعض الخطباء من قبله يسبون علياً رضي الله عنه ويسبون بعض الصحابة، أراد أن يبطل عادة السب، واستبدلها بتذكير الناس بهذه الآية الكريمة في آخر الخطبة، والله تعالى أعلم. يقول: وأقيمت بعد ذلك الصلاة، فآنست من نفسي أنها سمت سمواً كبيراً، فقد بدت لي صفوف المسلمين كأنها صفوف الملائكة. هو لا يعرف قول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ يتمون الصف الأول فالأول، ويتراصون في الصف). رواه البخاري . ثم يقول: فقد بدت لي صفوف المسلمين كأنها صفوف الملائكة، وأن الله سبحانه قد تجلى عليهم في ركوعهم وسجودهم، وسمعت في نفسي منادياً يناديني بقوله: إن الله سبحانه إذا كان قد خاطب شعب إسرائيل مرتين في جميع القرون الخالية، فلا جرم أنه يخاطب هذه الجماعة -يعني: أمة المسلمين- في كل وقت من أوقات صلاتها، واقتنعت في نفسي بأني ما خلقت إلا لكي أكون مسلماً. وأي إنسان عاقل يتدبر صلاة المسلمين، سيعلم أنه لا يمكن أن يعبد الله سبحانه وتعالى بأكمل ولا أعظم من هذه الصورة التي يعبد بها ويعظم في الصلاة، فإذا نظرت إلى منظر المسلمين لاسيما بالمشهد (البانورامي) الذي يكون من الطائرة أو من أماكن عالية في الحرم المكي الشريف، ورأيت منظر المسلمين والتفافهم حول الكعبة المشرفة والخشوع والرهبة والهيبة والطواف حول الكعبة الذي لا ينقطع ليل نهار على الإطلاق، إلا في أثناء الصلوات المفروضة؛ لعلمت أنه لا يوجد مكان على وجه الأرض أبداً يعظم فيه الله كما يعظم في هذا المكان، ولا يمكن أن يعبد الله سبحانه وتعالى بأحسن مما يعبد في الصلاة. فالصلاة نعمة من الله سبحانه وتعالى، لكن المصيبة عندما تتحول هذه النعمة إلى عادة، فيحرم المرء من التلذذ بهذه النعمة؛ بسبب الإلف وطول مؤانسته لها، في حين المحروم منها هو الذي يحس بطيبتها، فنحن المسلمين أولى بأن نستشعر هذه النعمة وأن نقبل على الصلاة، حتى لو كانت الصلاة غير مفروضة، فنهرع إليها لما فيها من هذه الفضائل وهذه البركة. وهذا الرجل اليهودي لم يسلم إلا بسبب مشهد الصلاة، وحق له ذلك. حرص يهودي أسلم على الصلاة
أنا رأيت رجلاً مسلماً وكان يهودياً، اسمه الشيخ موسى رحمه الله تعالى، وكان مدير مطبعة أنصار السنة في المبنى القديم، وكان رجلاً كبير السن جداً، وكان شديد المحافظة على الصلاة بصورة غير عادية، ليس الفرائض فحسب، بل النوافل لا يمكن أن يصلي صلاة العشاء إلا ويصلي ركعتي السنة البعدية، ثم يأتي بإحدى عشرة ركعة في المسجد كل يوم قبل أن يخرج من المسجد؛ خشية أن يحرم من ثوابها! انظر إلى مدى حرصه على العبادة، فقد كان يهودياً يحرص على المال والآن انظر إلى حرصه وتمسكه الشديد بالصلاة، لا يمكن أن يضيع نافلة، لا يمكن أبداً أن يغادر المسجد بعد صلاة العشاء إلا وقد صلى إحدى عشرة ركعة في غاية الخشوع، وكان ذا لحية بيضاء كثيفة جداً، وكان معجباً جداً بشيخ الإسلام ابن تيمية وبكتبه، لاسيما كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم)، وكان يقوم بتوزيع الكتب وطباعتها، وكان أصله سورياً، ولما أسلم هجره كل أهله وطردوه، فنزح إلى مصر، وآواه أنصار السنة جزاهم الله خيراً في القاهرة، وبعد ذلك اشتغل في مطبعة أنصار السنة المعروفة. إسلام عميد اليهود في مصر بسبب الصلاة
محام شهير جداً اسمه زكي عريبي وكان عميداً لليهود في مصر، كان يتحرق شوقاً إلى الإسلام كلما رأى مسجداً، أو وقعت عيناه على رجل يصلي لله في خشوع، ويبتهل إليه في خضوع، وكان قلبه ينشرح حين يسمع كلمات الأذان تدعو الناس إلى عبادة الواحد الديان، وكان هناك سؤال يتردد في نفسه ويلح على عقله دائماً وهو: لماذا لا أعتنق الإسلام؟! كان هذا الخاطر يعلو صوته في داخله، ويهزه من أعماقه كلما رأى بين الحقول رجلاً متواضعاً من زارعي الأرض يقف بين يدي الله، مؤدياً صلاته في المصلى الصغير على شاطئ الترعة، فكان يود لو كان يصلي مثل صلاته، ويناجي مثل مناجاته، وقصته طويلة انتهت بإعلانه إسلامه وعمره خمسة وستون عاماً. الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:37 | |
| إسلام رجل ألماني بسبب منظر السجود
رجل ألماني رأى مسلماً ساجداً فتعجب أشد العجب من هذه الحركة، وكان لأول مرة يرى منظر السجود لله سبحانه وتعالى في الصلاة، فالرجل انبهر ووقف مشدوهاً أمام هذا المشهد، فظل واقفاً منتظراً هذا المسلم إلى أن فرغ من صلاته، فلما انتهى تقدم إليه وسأله عن معنى هذه الحركات، وخاصة السجود، فبين له ذلك المسلم معنى الصلاة وحكمتها وآثارها، فأصيب وهو يستمع إلى الشرح بما يشبه الذهول الممزوج بالفرحة، وكأنه قد وقع على ما كان يبحث عنه منذ سنين، وسبب تعجبه أنه كان يعاني من مرض نفسي وضيق دائم، فإذا ألصق جبهته بالأرض يشعر بالراحة، ولا يعرف أن هذا هو السجود الخاص بالصلاة عند المسلمين، فكان كلما عاوده ذلك الضيق النفسي عاد لإلصاق جبهته بالأرض ليجد الراحة، حتى رأى ذلك المسلم، فعرف سر تلك الراحة التي كان يشعر بها، فاصطحبه ذلك المسلم إلى المركز الإسلامي في (ميونيخ) حيث قام المسئولون هناك بشرح الإسلام له، وأعلن على إثر ذلك شهادة التوحيد ودخل في الإسلام. ما الذي يجتذب الكافرين للإسلام؟ هذا موضوع شيق جداً، لأنه ينبه المسلمين إلى جمال الإسلام الذي هم في غفلة عنه، وهذا عنوان بحث كنت أود أن أفرغ منه من مدة، وسأحاول إن شاء الله أن أنهيه، عنوانه: ما الذي اجتذب غير المسلمين إلى الإسلام؟! جمعت فيه الأسباب التي تجذب غير المسلمين إلى الإسلام؛ حتى نستفيد منها في دعوتهم إلى الإسلام، وأهم سبب من هذه الأسباب هو عقيدة التوحيد في الإسلام، وانسجامها مع الفطرة، حيث إنها خالية من الوساطة بين العباد وبين الله سبحانه وتعالى، فالإسلام مثل البناء الرائع الجميل الضخم العظيم، إذا أتيته من أي النواحي انبهرت به. إسلام عالم موسيقي بسبب سماعه آية من القرآن الكريم
يقول الله عز وجل: أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:24] فالقلوب الكافرة عليها أقفال، لكن كل قفل له المفتاح الخاص به، وهل هناك مفتاح يفتح كل الأقفال؟! لا، وإلا كل واحد سيكون له مدخل عام، بل كل قلب له مفتاحه، فمن عجائب ما أذكره في الستينات أني سمعت عن عالم موسيقي متخصص في الموسيقى من لبنان أسلم لما سمع قوله تعالى: وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [لقمان:19] فالرجل من شدة خبرته بالموسيقى وملامح الصوت النشاز يقول: لا يوجد أنشز من صوت الحمار وهو ينهق، فقال: هذا لا يمكن أن يقوله إلا خالق الأرض والسماوات، وخالق الأصوات سبحانه وتعالى. إسلام شخص بسبب لذة طعام أحد المسلمين
هناك شخص إنجليزي أسلم بسبب غريب، وهو أنه أكل عند أخ باكستاني دعاه للطعام، وأعجبه الطعام جداً، وتعلمون أن الهنود والباكستانيين أهم شيء في الطعام عندهم البهارات الرهيبة، التي من حرها وكثرتها لا يطيق أحد أن يقترب منها، وأنا أتعجب كيف يأكلونها! ولابد أنها تسبب لهم قرحة المعدة بكثرة، فالرجل أُعجب جداً بالأكل وبالبهارات التي على الطعام، وهذا كان المنطق الذي فكر به حيث قال: لا يمكن أن يهدي الله أناساً لمثل هذا المذاق من الطعام، إلا ويكون الدين الذي هم عليه هو دين الحق، فكان طريقه إلى الإسلام يمر من خلال معدته! ومثل هذا اتركه يدخل في الإسلام فإنه بعد ذلك سيجد الجمال الحقيقي للإسلام. وهناك من يدخل في الإسلام بدون أسباب حسية مثل الرجل اليهودي الذي أتاه هاتف يهتف به أن ادخل في دين الإسلام. إسلام رجل بسبب رؤية المسيح في المنام
في بريطانيا مقابر خاصة بالمسلمين، فزرتها في إحدى السنوات فأشار الإخوة الذين كانوا معي إلى قبر مسلم بريطاني، ووصفوه بصفة عجيبة جداً، حكوا لي قائلين: إن هذا الرجل إنجليزي، أتانا في المسجد وقال لنا: أريد أن أكون مسلماً، فرحبوا به، وذكر لهم سبب رغبته في الإسلام فقال: أتاني المسيح الليلة في المنام وقال لي: كن مسلماً، فالرجل بمنتهى السهولة أسلم، وعلموه الصلاة، وبعد ثلاثة أيام توفي -إن شاء الله- إلى رحمة الله! فهذا اصطفاء من الله سبحانه وتعالى. إسلام جراح فرنسي بسبب الإعجاز العلمي في القرآن
هذه قصة رجل دخل في الإسلام، وهذه القصة في غاية الروعة، وهي أنه كان من عائلة نصرانية متدينة جداً، وعانى جداً من الصراع في قضية الأديان، والتعارض بين كتب أهل الكتاب وبين الحقائق العلمية، حتى إنهم كانوا في وقت من الأوقات يسمونها الجغرافيا المسيحية، وعندما دونوا العلوم التي لا علاقة لها بالدين، رأى تصادم بين حقائق جغرافية وبين ما يفهمونه من كتبهم المحرفة. فانتهى به الأمر إلى أنه أجرى دراسة مفصلة غاية التفصيل، حيث جمع الآيات القرآنية التي لها تعلق بالحقائق العلمية، وعمل قائمة في كل موضع منها، ماذا يقول عنها التوراة؟! وماذا يقول عنها الإنجيل؟! وماذا يقول عنها القرآن الكريم؟ ووضع هذه الأشياء في قوائم وجداول مقارنة، فهو جراح فرنسي مشهور جداً، فأنفق وقتاً طويلاً في مدارسة هذه المقارنة، وانتهى في النهاية إلى حتمية أن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى، وحتمية وقوع التحريف في التوراة والإنجيل. وجمعت هذه المقارنة في كتاب، والكتاب مشهور وطبع بلغات كثيرة في كل أنحاء العالم، وهو تحت عنوان: العلم والتوراة والإنجيل والقرآن، أو الحقائق العلمية في التوراة والإنجيل والقرآن وأتى بأدلة في غاية القوة. الطريف أنه عمل هذا البحث وكان أبوه وأمه متمسكين جداً بالنصرانية، وبسبب توجهه واقترابه إلى الإسلام قام أبوه وأمه بنشر إعلان في الجرائد في فرنسا وكتبا فيه: نريد لصاً محترفاً، وهذا شيء معتاد عندهم أن يعلنوا مثل هذا الإعلان، وكانا يعلمان أين يضع ولدهما أوراقه، فكلفا اللص أن يدخل البيت، ووضحا له كيف يدخل، حتى يحصل على المخطوطة التي فيها هذا الكتاب، فاللص تمكن من سرقة مخطوطة هذا الكتاب، لكن اللص قبل أن يسلمها لهما دفعه الفضول إلى أن ينظر في هذا الكتاب، فبعد أن قرأ اللص هذا الكتاب أسلم تأثراً بما في الكتاب، وشعر بقيمة الكتاب، فما كان من اللص إلا أن أعاد إليه الكتاب، ونشر المؤلف الكتاب بعد ذلك، وهو موجود في كل أنحاء الدنيا بعدة لغات، وهو كتاب قيم جدا، وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ [المدثر:31]. قصة إسلام ابن الزعيم الهندي غاندي
هناك قصص رائعة كثيرة، منها أن غاندي الزعيم الهندي الوثني المعروف عابد البقر، ابنه دخل في الإسلام، ووقعت ضجة كبيرة جداً في الهند؛ بسبب تأثر ابنه بالإسلام ودخوله في دين الله سبحانه وتعالى. قصة إسلام الثري الهندوكي جابا بسبب مشهد الصلاة
هذا كوك هلال جابا ثري هندوكي صار بعد إسلامه خالد لطيف جابا السياسي والصحفي والمؤلف الهندي، يحكي عن الإشعاعات النورانية الأولى التي أشرقت في قلبه، مبيناً أن مصدرها كان مشهد الصلاة، يقول: كنت كلما مررت بأحد مساجد المسلمين في الهند أفعم قلبي بالإحساس بعظمة هذا المكان وقدسيته. وكنت أشعر دوماً أن المؤذن وهو ينادي إلى الصلاة كأنه يقصدني أنا بالذات في ندائه ذلك، وكأن هاتفاً من داخلي يجيبه قائلاً: هيا بنا إلى الصلاة، هيا بنا إلى الفلاح، وكان قلبي يريد الانضمام إلى جماعة المؤمنين في المسجد، وكان النداء والدافع قوياً إلى درجة أنني لم أتمالك نفسي من الدخول إلى المسجد، والوقوف في صف المسلمين، والحقيقة أنني لم أستطع مقاومة ذلك، وظللت أفعله فترة طويلة من الزمن، ثم أسلمت. يعني: قبل أن يسلم كان يجد نفسه منجذباً ويدخل إلى المسجد ويقف مع المسلمين في الصفوف. الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:38 | |
| علاقة العلم الحديث بالإسلام
ننتقل إلى البحوث العلمية الحديثة، عندما يقوم أي شخص بتصميم آلة أو جهاز، فإنه يكون أخبر الناس بطريقة تشغيله، ولذلك دائماً يجعلون مع الأجهزة (كتلوج) يعرف ويبين طريقة استعماله وعلاماته، ويذكر فيه توصيات كأن يقول فيها: احذر التعامل معه بالطريقة الفلانية، وهذه أفضل طريقة للتعامل معه، ... إلى آخره، ولله المثل الأعلى، من الذي خلق هذا الإنسان؟ إنه الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى: أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك:14]. العلم في هذا العصر منحاز بكل قوة إلى الإسلام، وليس معارضاً له، بل العلم منحاز غاية الانحياز إلى دين الإسلام، ولم يعرف أي صدام بين حقيقة علمية وبين نصوص الوحي الشرعي؛ لأن الذي خلق حقائق الوجود هو الله سبحانه وتعالى، والذي أنزل القرآن هو الله، فلا يمكن أبداً أن تتعارض آية مع حقيقة علمية ثابتة، وقد يحصل التعارض مع نظرية خاطئة، لكن مع حقيقة علمية فهذا مستحيل، فالعلم يكشف لنا بين يوم وآخر عن عجائب خلق الله سبحانه وتعالى، وعجائب طبيعة هذا الإنسان الذي خلقه الله سبحانه وتعالى، ولا يمكن أن يسعد الإنسان إلا بأن يتبع -ولله المثل الأعلى- (الكتلوج) الذي هو القرآن الكريم، هذه هي الحقيقة. ولذلك الذي يريد السعادة من غير فلسفة ومن غير كلام كثير فليلتزم القرآن والسنة، هذا هو المختصر لطريق السعادة، انظر إلى الشرع وما طلبه منك فافعله والتزم أوامره تضمن السعادة، إن أردت التأكد والبحث والتسجيل سوف تجد أيضاً هذه الأدلة وهذه البراهين، ففيها المعجزات والآيات. وأنا أسمي العلم الحديث القائم اليوم بالجاهل؛ لأنهم جردوه من الهدف الذي خلق من أجله، والذي كشفت حقائق العلم من أجله؛ لأن كل حقائق العلم ما هي إلا رسائل من الله سبحانه وتعالى إلى الخلق. الآيات نوعان: آيات الله التنزيلية، وآيات الله التكوينية، الآيات التنزيلية هي التي تنزل عن طريق الوحي كالقرآن الكريم، والآيات التكوينية هي التي يبثها الله في صفحات هذا الوجود، يقول الشاعر: تأمل سطور الكائنات فإنها من الملأ الأعلى إليك رسائل وقد خط فيها لو تأملت خطها ألا كل شيء ما خلا الله باطل فلذلك قال الله تعالى: نُورٌ عَلَى نُورٍ [النور:35] أي: نور الفطرة مع نور الوحي، نور الآيات التكوينية يتطابق مع نور الآيات التنزيلية، فلو فقه الناس لما نظروا إلى العلوم الحديثة هذه على أنها علوم معزولة عن الدين أبداً؛ لأنها من صلب الدين، هذا الأمر بالذات يتميز في علوم أكثر من غيرها بوضوح، كعلوم الجينات مثلاً، فهذه تنحاز جداً لقضية القدر بالمفهوم الإسلامي؛ لأن الإنسان له شفرة موجودة في خريطة شاملة بصفاته الجسدية والنفسية والوراثية بكل أنواعها... إلى آخره. فالشاهد أنهم عندما يخترعون شيئاً ما يجعلون له (كتلوج) أو شفرة حتى يتمكنوا من استعمال هذا الشيء المخترع. كذلك تجدهم يفخرون بفنان عظيم من فنانيهم أو ممن يمارس صناعة التماثيل المحرمة، فهذا مايكل أنجلو صنع تمثالاً يضاهي به خلق الله ثم رفسه بيديه وقال له: انطق! والعياذ بالله. كذلك هم ينبهرون بالفنان الذي يرسم لوحة جميلة جداً، فأنت كلما اقتربت أكثر من الصورة الطبيعية التي خلقها الله عليها ستجد الفرق كبيراً، والبون شاسعاً، وستجد أنهم استفادوا من مخلوقات الله سبحانه وتعالى، فهذا (الكمبيوتر) أخذوا فكرته من المخ والجهاز العصبي في الإنسان، وكذلك أخذوا فكرة الطيران من الطيور، نظروا كيف تطير، وكيف تركيب جسمها والأجنحة والذيل، فقلدوا ذلك فصنعوا الطائرة. الشاهد أن خلق الله سبحانه وتعالى أبدع من صنع المخلوق، وهذا لا شك فيه ولا ريب؛ ولهذا لما دخلوا في التهجين الوراثي أفسدوا الزروع والثمار، وأفسدوا الحيوانات وكل شيء. إذاً: العلم الحديث في غاية الانحياز إلى الإسلام، وكل العلوم الحديثة تجدها ليل نهار تقذف بالأدلة الجديدة الدالة على توحيد الله تبارك وتعالى، وتثبت أن دين الله هو الحق. كذلك الإعجاز العلمي فيه أشياء جميلة جداً، مثلاً يقولون: إن الذي يغزل نسيج العنكبوب هي الأنثى وليس الذكر، وهذه حقيقة علمية مكتشفة، فتأمل قوله تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً [العنكبوت:41]، فقال: (اتَّخَذَتْ) بتاء التأنيث. نقول: ما علاقة هذا الموضوع بالصلاة؟ هناك في الجسم عوامل اليقظة والإجهاد التي تنشط الجسم، مثل هرمون النشاط الذي اكتشف حديثاً، وهذه حقائق موجودة في كتب الطب، وقد كتبها كفار لا يعرفون ما علاقة هذه الاكتشافات بالوحي. هناك شخص عمل دراسة وخط رسوماً بيانية توضح عوامل النشاط، ومتى ترتفع ومتى تنخفض في أوقات معينة خلال اليوم. يقول: على مدار السنة ما بين الساعة الثالثة إلى الخامسة ترتفع عوامل النشاط ارتفاعاً ملحوظاً، وفي آخر الليل عند طلوع الفجر بالذات تهبط وتنخفض، ثم من الساعة السابعة صباحاً تبدأ في الارتفاع إلى ما قبل الظهر بثلث ساعة، ثم تبدأ تنخفض، ثم بعد الظهر ترتفع الهرمونات التي تساعد الإنسان على النشاط والعمل، وتظل في الارتفاع، وبعد العصر عند المغرب تنخفض. هذا الرجل يقول: في واضحة النهار من الساعة السابعة ترتفع هرمونات النشاط؛ لأن الناس يذهبون إلى أعمالهم، وفي الوقت الذي هو قبل الظهر تنخفض معدلات هرمونات النشاط، وكذلك عند الغروب، قال: وأنا مستغرب للجزئية الغريبة، ولم أجد لها تفسيراً، وهي ارتفاع نسبة هرمون النشاط ما بين الساعة الثالثة إلى الساعة الخامسة فجراً على مدار السنة، وهذه الفترة مرتبطة بوقت إعلان الفجر، فهو يقول: لا أعلم تفسيرها، ونحن نقول له: إن تفسيرها واضح، وهو أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وأوجد فيه هذه الهرمونات في جسمه وهي مهيئة له لأمر ما؛ وذلك لأنه خلق ليصلي. فالبحوث العلمية الحديثة أظهرت أن مواقيت الصلاة التي شرعها الله سبحانه وتعالى لنا، تتوافق زمانياً مع أوقات النشاط (الفسيولوجي) للجسم، مما يجعل القيام بها في استطاعة المسلم المكلف دون عناء أو مشقة، ولذلك التهجد فيه مشقة؛ لأن التهجد يكون في وقت النوم، وهرمونات النشاط في أدنى مستوياتها، فلذلك يجاهد الإنسان نفسه ليستيقظ ويصلي. ثم يقول: وهذا يجعل في استطاعة المسلم المكلف القيام بصلاة الفجر دون عناء أو مشقة، فإذا واظب المسلم على أدائها في أوقاتها، فهرمون (الكرسيدون) أو هرمون النشاط يبدأ في الازدياد بحدة مع دخول وقت صلاة الفجر، بينما ينخفض بدرجة ملحوظة أثناء الليل، ويتلازم منسوب ضغط الدم مع درجة إفراز (الكرسيدون)، حيث يبدأ ضغط الدم في الارتفاع إلى الحد (الفسيولوجي) المطلوب بدخول وقت صلاة الفجر، ويبدأ انخفاضه بعد الغروب، كما أن إفراز الكرسيدون يهبط إلى حده الأدنى بالنهار آخر وقت الضحى وحتى وقت الزوال، وهذا وقت القيلولة؛ لأن السنة أن ينام الإنسان القيلولة قبل وقت الظهر، وفي هذا الوقت يأتي وقت الاستواء الذي تكره فيه الصلاة. ثم يقول: وهنا يستطيع الجسم أن ينال قسطاً من النوم والراحة الذي هو نوم القيلولة؛ لكي يعينه على قيام الليل، وإلا احتاج إلى مجاهدة إذا أراد قيام الليل للانخفاض الشديد في منسوب (الكرسيدون) أثناء الليل، الأمر الذي لا يقوى عليه إلا أرباب العزائم، وذوو الهمة العالية، فمن ثم قال تعالى: إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً [المزمل:6]، ولهذا أيضاً كان قيام الليل من أفعال الأبرار الذين قال الله عنهم: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً [السجدة:16]. الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:38 | |
| قصة إسلام امرأة فلبينية
هذه أخت فلبينية اسمها جميلة لاما تقول: والغريب أنني كنت أستيقظ عند الفجر تحدوني رغبة قوية للصلاة، وكذلك كان يتملكني هذا الإحساس نفسه عند الغروب. تقول: وفعلاً أخذت أصلي على الطريقة النصرانية، وهي الطريقة الوحيدة التي كنت أعرفها حينئذ، إلا أن إحساسي بالفراغ الروحي ظل يسيطر على نفسي رغم هذه الصلاة، لقد شعرت أنني متعطشة لشيء لم تكن لدي أي صورة واضحة عنه، ففي كثير من الأحيان كانت الدموع تنهمر من عيني على وجهي عندما كنت أدعو الله أن يمنحني النور والصبر؛ لأن ما كنت أحس به وأكتشفه كان أكبر من طاقتي وقدرتي على الفهم والاستيعاب، وجاء وقت أحسست فيه بدافع قوي يحضني على الصلاة في مكان لا صور فيه أو تماثيل أو شيء من هذا، فسألت الناس عن المكان الذي يصلي فيه الناس وليس فيه صور؟ فقالوا: لا يوجد غير مسجد المسلمين. تقول: فقطعت عدة كيلو مترات عبر حقول الأرز بحثاً عن المسجد، وفي اليوم التالي شاركت المصلين صلاة الجمعة، تقول: إن نداء الأذان في الإسلام قد بدد الأساس الواهي لعقيدتي السابقة، وعندما بدأت صلاة الجمعة أحسست بالطمأنينة تغمرني، وهو إحساس نادر لم أشعر به من قبل، وعندما سجدت لله مع جميع المصلين فاضت روحي بسعادة لا حدود لها، فهذا هو ما كنت أتعطش له، لقد وجدت الإسلام برحمة من الله وبركاته، واعتنقته بمشيئة الله وإرادته. قصة إسلام مهندس معماري أسترالي
هذا مهندس معماري أسترالي يدعى نورمن وأصبح اسمه بعد إسلامه أحمد عبد الله نورماني يقول: كنت في فترة الحرب العالمية في الصحراء الغربية في ليبيا، ووجدت رجلاً يسوي الرمال بيده، ثم يمسح وجهه ويديه، ثم يقف في خشوع وينصرف عن كل ما حوله، فسألت: ماذا يفعل هذا الرجل؟! فقيل لي: إنه يصلي، وسألت عن دينه الذي يسلك به هذا المسلك البسيط بلا طقوس؟ فأخبروني أنه دين الإسلام، ومن هذه اللحظة التي كنت أكثر ما أكون في حاجة إلى ما يضيء نفسي ويريح خواطري، بدأت بدراسة الأديان -وفي مقدمتها الإسلام- فأسلمت. قصة إسلام امرأة إنجليزية بسبب مشاهدتها صلاة أحد المسلمين
هذه مارغريت فيلب إنجليزية كانت تعيش مع زوجها الهولندي التقت بأسرة مسلمة، فسألت عن الإسلام وتعاليمه وتلقت إجابات كثيرة، تقول: ذات يوم وقفت أمام منظر لا يمكن لي نسيانه إلى الأبد، لقد كنا في حقل القرية، وجاء رجل هولندي مسلم، وجلسوا يشربون الشاي، وفجأة وجدت الرجل ينظر إلى ساعته ويقوم بسرعة ليقف على بعض الحشائش النظيفة في هدوء ووقار شديدين، ويرفع يديه إلى السماء قائلاً: الله أكبر، وقام الرجل يصلي في خشوع المسلمين العابدين المؤمنين. ثم عقدت مارغريت مقارنة سريعة بين صلاة المسلمين بلا وسيط، وبلا قرابين، وبلا كهنوت وطقوس، وبين الصلاة في الكنيسة، تقول: وكانت رؤية مشهد الصلاة الخيط الأول الذي قادها إلى أن تعتنق الإسلام، وسمت نفسها آمنة عبد الله ، وتحولت إلى داعية للإسلام، فيسلم زوجها على يديها، وتحمل رسالة الإسلام إلى أهل قريتها. قصة إسلام فتاة مارونية وسبب ذلك
هذه نجوى أدمون شوفاني فتاة لبنانية نصرانية مارونية، تزوجت شاباً مسلماً أعجبت بأخلاقه وسلوكه، وعرفت أن هذه الأخلاق الحميدة نابعة من تدينه وتمسكه بإسلامه، وكانت تراقبه وهو يصلي واقفاً بين يدي الله في خشوع، فتتأثر بذلك كثيراً، إلى أن أعلنت إسلامها. قصة إسلام شاب أمريكي
هذا الأخ عبد الصبور بيلار شاب أمريكي، كان نشيطاً في الدعوة إلى النصرانية بين الألمان، حتى كان يلقب نفسه بغطرس الأمريكي، وقد تعرض لحادث سيارة نجا منه برحمة الله ولطفه، واحتجز في المستشفى ليبقى فيه عاماً كاملاً، فاشترى جهاز التلفاز ووضعه في غرفته حيث كانت بداية الهداية، يقول: فرأيت صورة مكة عبر التلفاز، ورأيت المسلمين يصلون، ورأيت الملك فيصل يصلي معهم! فقلت لنفسي: هذا هو الطريق. كذلك موريس بوكاي ، عندما قابل الملك فيصل كان الملك فيصل رحمه الله سبباً في دخوله في الإسلام. يقول الأخ عبد الصبور : فقلت لنفسي: هذا هو الطريق، لكنني في ذلك الحين لم أكن أعرف شيئاً عن الإسلام، وكان انطباعي بأن هؤلاء القوم ليسوا متكبرين؛ لأنهم يضعون جباههم على الأرض ساجدين لله، فقلت: هذا هو أفضل سبيل للعبادة. يعني: لا يمكن أن يعبد الله سبحانه وتعالى بأحسن من هذه الطريقة التي يفعلها المسلمون، وهذا بلا شك حق؛ لأن الله سبحانه وتعالى اختار لأفضل رسول وأفضل أمة أفضل صلاة وأكمل صلاة. ولذلك اقتدى به جميع الأنبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام، وائتموا بصلاته ليلة الإسراء، كذلك المسيح عليه السلام حينما ينزل في آخر الزمان فإنه يصلي خلف المهدي بصلاة المسلمين، وفقاً لشريعة خاتم النبيين الباقية إلى قيام الساعة. قصة إسلام شاب صيني من تايوان وسبب إسلامه
من تايوان يقول الشاب الصيني يحكي قصة إسلامه وكيف بدأت: لقد أحببت الطريقة التي يعبد بها المسلمون ربهم، ويصلون جماعة في المسجد، لقد لاحظت أنهم يسجدون بكل ذل وخضوع لله تبارك وتعالى، وأحسست حينئذ أن هذه هي أفضل طريقة لعبادته سبحانه، ومن هنا أحببت الإسلام، وقبلته لنفسي ديناً. الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:38 | |
| قصة إسلام محمد صديق الألماني وسببه
الأخ الألماني محمد صديق مشهور، ذهب في السبعينيات إلى مكة للعمرة، وهو طويل جداً، ولحيته صفراء، ويلبس اللباس الإسلامي، وزوجته ألمانية منقبة بالجلباب الأسود، ولما عرف أن الدجال إذا خرج لن يدخل مكة والمدينة؛ سكن في مكة وجاور بها؛ حتى ينجو من فتنة الدجال إذا خرج. وكان بين وقت وآخر يسافر هو وزوجته لزيارة أهله وأهلها في ألمانيا، فكان كلما وصل إلى ألمانيا لا يمشي إلا بعصا في الشارع؛ لأن الألمان كانوا يسخرون منه ومن زوجته؛ بسبب ملابسهما أو مظهرهما، فكان يضربهم بالعصا. والأخ محمد صديق يتحدث عن الشيء الذي اجتذب قلبه إلى نور الإسلام فيقول: إن شكل الصلاة الإسلامية هو الذي جعلني أفكر في الإسلام. هذا التعبير هو الذي يفسر لنا لماذا يحرص دائماً الإعلام الغربي المعادي للإسلام أن يتوقى إبراز صلاة المسلمين كاملة، فهم في أي موضع يتجنبون دائماً إظهار الصلاة الإسلامية بصورة كاملة، فتراهم يحاولون تشويه صورة الصلاة ويحاولون أن يظهروا المسلمين وهم في الصلاة، بصورة معينة بحيث لا يتأثر أحد بها. يقول محمد صديق : إن شكل الصلاة الإسلامية هو الذي جعلني أفكر في الإسلام، فقد أردت أن أعرف لماذا يقوم هؤلاء الناس بالصلاة بهذه الكيفية، فاستنتجت أنها خير سبيل يختاره الإنسان لعبادة خالقه، فبدأت -وأنا ما زلت بروتستانتياً بأداء الصلاة بالكيفية الإسلامية. يعني: وهو على ملة النصرانية كان يصلي بنفس الطريقة الإسلامية! ذكر لايت حال المصلين في المساجد والصلاة
الرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن يوطن الإنسان لنفسه مكاناً كما يوطن البعير، والمسجد مباح لكل المسلمين، لا يوجد مكان خاص فيه للأكابر والأغنياء والوجهاء دون الفقراء، فأي إنسان سبق إلى المكان فهو أولى به، وهذا الشيء أثار إعجاب لايت مر فقال: في المساجد ترى المساواة التامة بين المصلين، فلا يوجد فيها مقاعد خاصة بأحد، وأي إمام يمكنه أنه يؤم المصلين، ولا يوجد منظر أبهج من منظر جماعة المسلمين وهم يصلون خاشعين صامتين. قصة إسلام فتاة أمريكية وسبب إسلامها
هذه زيبورا بوتر فتاة أمريكية من ولاية (متشيجن)، قضت رحلة طويلة بحثاً عن الحق، وانتهت إلى أن دين الإسلام هو دين الحق الوحيد في هذا الوجود، وبعدما أسلمت كتبت إلى والدها تدعوه إلى الإسلام، وكان من مما قالته ضمن رسالة طويلة بليغة تفيض بالبر والرحمة والرفق: لست أدري هل سبق لك أن شاهدت صورة في التلفاز عن صلاة الجماعة عند المسلمين؟! فقد حدث قبل أن أعرف شيئاً عن الإسلام منذ عدة سنوات أن شاهدت ذلك عن الصلاة في مصر، ورأيت كيف تقام هذه الصلاة، وقد هزني في ذلك الحين الإخلاص البديع والخضوع والمساواة والأخوة بين المصلين، فقد رأيت الغني والفقير والكبير والصغير، والأبيض والأسود يصطفون في صفوف واحدة، يسجدون في خشوع لله سبحانه وتعالى. قصة إسلام النصراني الأمريكي تومس وسبب إسلامه
هذا النصراني الأمريكي تومس كليتون الذي نفر بفطرته من العقيدة النصرانية ففر إلى الحنيفية السمحة، يحكي فطرة إسلامه تحت عنوان (تجربة نيرة) يقول: كانت الشمس قد مالت عن الزوال، وبينما نحن نمشي عبر الطريق الحار المغبر سمعنا غناءً رتيباً عذباً غريباً يملأ الجو من حولنا، ولما دخلنا وسط مجموعة من الشجر وقعت أبصارنا على مشهد غريب عجيب لم تصدقه عيوننا، رأينا رجلاً عربياً أعمى يرتدي ملابس بيضاء نقية، وعلى رأسه عمامة بيضاء، وكان الرجل واقفاً على برج خشبي عال يكاد يقرع السماء بترميمه الساحر، فجلسنا دون أن نشعر بذلك، وقد أخذنا بإيقاعه الغريب وكأنه يصدر عن شبح، لم نكن نفهم الكلمات التي كان يرددها، ولكن لسحرها انساب إلى آذاننا وقلوبنا: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. وقبل أن نتم القصة أقول: نشرت إحدى المجلات عن عميد الأطباء النفسانيين في ألمانيا، أن هذا الرجل كان يعالج مرضاه بإسماعهم الأغاني، والعجيب أنه كان يسجل لهم الأذان ويعتبره نشيداً، وكان لا يعرف أن هذا الأذان خاص بالصلاة عند المسلمين، لكن كان يلاحظ أن هذا النشيد إذا أسمعه للمرضى النفسيين فإنهم يتحسنون جداً، فكان يعالج مرضاه بإسماعهم الأذان، دون أن يعرف أنه النداء الإسلامي باللغة العربية لأداء الصلاة! إن الأذان نعمة بينما هناك بعض السفهاء يشتكون من صوت المؤذن، ويزعمون أنه يزعجهم، فهؤلاء لا يعرفون نعمة الأذان، وأي رجل عاش في بلاد الكفار يحس ما معنى الأذان! وما هي قيمة الأذان! وذلك بسبب أن الأذان في بلاد الإسلام يكرر خمس مرات في اليوم والليلة، وتتجاوب به الآفاق بنداء الحق في أرجاء المدن والقرى، وهذه نعمة لا يمكن التعبير عنها وعن جمالها، ولا يحس بها إلا إذا حرمها الإنسان. لما اكتشف عميد الأطباء النفسيين في ألمانيا هذه الحقيقة قال: إن كلمات الأذان التي تدعو المسلمين إلى الصلاة تدخل السكينة إلى قلب المريض النفسي، حتى لو لم يكن يفهم معانيها، وأضاف أن الأذان يزرع النور والأمل في قلب المصابين بالاكتئاب أو فقدان الثقة بالنفس أو كراهية الحياة أو الشعور بالفشل. يقول تومس كليتون : قبل ذلك لم نكن نشعر بأي شيء يجري حولنا، أما الآن فقد بدأنا نرى أعداداً كبيرة من الناس يتجمعون، إنهم أناس من مختلف الأعمار يرتدون ألواناً شتى من الملابس، ويمثلون كافة قطاعات الحياة، لقد أخذوا يقتربون من المكان بانكسار ينم عن خشوع، يفرشون الحصرة الطويلة على الأرض، لقد كان مشهداً ممتعاً حقاً، يجمع تناقض الألوان، وخضرة الأعشاب، واصفرار الحصر، وظلت جموع الناس تأتي إلى المكان، حتى بدأنا نعجب: هل يا ترى سيتم التئام الجمع المحتشد؟ ثم يقول: كان الناس يخلعون نعالهم وينتظمون في صفوف طويلة، الواحد منها وراء الآخر، وقد أثار دهشتنا ونحن نرقبهم في صمت، أنه لا توجد فوارق من أي نوع بين أفراد هذا الاجتماع، فلقد كان البيض والصفر والسود إلى جانب الفقراء والأغنياء والشحاذين والتجار يقفون جنباً إلى جنب، دون أدنى التفات إلى العنصر أو المكانة الاجتماعية في الحياة. روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (مملوكك يكفيك، فإذا صلى فهو أخوك)، وهو حديث فيه ضعف، ومعنى قوله: (مملوكك يكفيك) يعني: المملوك يخدمك ويقضي حاجاتك، فهذه تستوجب له عليك حقاً أنه يقوم بأداء الخدمة لك. وقوله: (فإذا صلى فهو أخوك) يعني: إذا صلى فإنه أخوك في الدين، فينبغي عليك إكرامه. ثم يقول: ولم يحدث أن رجلاً واحداً من ذلك الجمع الحاشد رفع ناظريه بعيداً عن الحصير المفروش أمامه مباشرة، إن روح الأخوة التي تجلت في ذلك الجمع المتباين من الناس قد تركت انطباعاً لا يمكن أن يمحى من نفسي ما حييت. الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:39 | |
| قصة إسلام الصحفي النمساوي اليهودي محمد أسد
هذه قصة أخرى طريفة، وهي قصة الصحفي النمساوي اليهودي، وهو من أشهر اليهود الذين اعتنقوا الإسلام؛ لأنه شخصية بارزة جداً في التاريخ الإسلامي المعاصر، وهو الذي سمى نفسه بعد الإسلام محمد أسد . هذا الصحفي النمساوي اليهودي كان إسلامه فتحاً على الدعوة الإسلامية في هذا القرن، نسج مشهد المسلمين وهم يصلون خاشعين الخيط الأول في قصة إسلامه، روى قصة إسلامه في كتاب رائع مشهور اسمه (الطريق إلى مكة)، قال في هذا الكتاب: في ذلك الخريف من سنة (1922م) كنت أعيش في بيت داخل مدينة القدس القديمة، وكثيراً ما كنت أجلس إلى النافذة التي كانت تطل على فناء متسع وراء البيت، وكان هذا الفناء ملكاً لرجل عربي يدعى حاجي، كان يؤجر الحمير للركوب وحمل الأثقال، وجعل من الفناء نزلاً لمبيت القوافل، وفي أثناء النهار كانت أجسام الجمال الثقيلة ترى مضطجعة على الأرض، والرجال دائماً منهمكين بالعناية بها وبالحمير، وكان الحاجي يجمعهم عدة مرات في النهار للصلاة، وكانوا يقفون جميعاً في صف طويل واحد، وكان هو إمامهم، كانوا كالجنود في دقة حركاتهم، ذلك أنهم كانوا ينحنون معاً باتجاه مكة، ثم ينهضون ثانية ليسجدوا، وتلمس جباههم الأرض، كانوا يتبعون كلمات قائدهم الخاطفة، وكان يقف حافي القدمين على سجادته المعدة للصلاة، مضموم الذراعين فوق صدره، محركاً شفتيه دونما صوت، وشارداً في استغراق عميق، لقد كان بإمكانك أن ترى أنه كان يصلي بروحه كلها. والحق أنه قد أزعجني أن أرى مثل تلك الصلاة العميقة المقترنة بحركات جثمانية آلية، فسألت الحاجي ذات يوم وكان يفهم الإنجليزية قليلاً: هل تعتقد حقاً أن الله ينتظر منك أن تظهر له احترامك بتكرار الركوع والسجود؟ ألا يكون من الأفضل للمرء أن يخلو بنفسه وأن يصلي إلى الله في قلبه؟ لم حركات جسمك هذه كلها؟ يقول محمد أسد : ولم أكد أنطق بهذه الكلمات حتى شعرت بالندم وتأنيب الضمير، ذلك أنني لم أكن أنوي أن أجرح شعور الشيخ الديني، ولكن الحاجي لم تبد عليه قط أمارات الاستياء، لقد ثغر فمه عن ابتسامة، وأجاب علي بقوله: بأية طريقة أخرى إذاً يجب أن نعبد الله؟! هذا الصحفي النمساوي اليهودي كان من الصحفيين المشهورين جداً، وبالذات أيام عبد الناصر، وكان دائماً يتكلم بصراحة، وقد سجن مع أحد الإخوة في زنزانة واحدة، فكان هذا الأخ فاضلاً عابداً مجتهداً في عبادته، فكان يحافظ على الصلاة، ودائماً يذكر قوله تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ [البقرة:45]. فكان هذا الصحفي يستغرب جداً لماذا يصلي؟ ويقول: إن الله غني عن أن نفعل له هكذا، نفس الكلام الذي قاله لـحاجي فانظر إلى رد حاجي العامي البسيط وهو يقول له: بأية طريقة أخرى إذاً يجب أن نعبد الله؟! ألم يخلق الجسد والروح معاً؟! وإذا كان هذا كذلك، أفلا يجب أن يصلي الإنسان بجسده كما يصلي بروحه؟! اسمع سأفهمك، نحن المسلمين حين نصلي نولي وجوهنا نحو الكعبة بيت الله الحرام في مكة، مدركين أن المسلمين كلهم حيثما كانوا يتجهون نحوها في صلاتهم، وأننا كجسد واحد، وأن الله هو محور تفكيرنا جميعاً، نحن نقف أولاً مستقيمين، ونقرأ شيئاً من القرآن الكريم، ذاكرين أنه كلام الله أنزله على الإنسان، كي يكون مستقيماً راضياً في الحياة. ثم نقول مذكرين أنفسنا: إنه ما من أحد يستحق أن يعبد إلا هو، ونركع؛ لأننا نعتبره فوق كل شيء، ونسبح بعزته ومجده، وبعد ذلك نسجد على جباهنا؛ لأننا نعلم أنه هو الذي خلقنا، وهو ربنا الأعلى، ونرفع وجوهنا عن الأرض ونبقى جالسين داعين إياه أن يغفر ذنوبنا، وأن يتغمدنا برحمته، ويهدينا الصراط المستقيم، ويهبنا العافية والرزق. يقول: ثم نسجد ثانية على الأرض، ونلمس التراب بجباهنا تجاه عزة الواحد الأحد وعظمته، وبعد ذلك نستوي جالسين، وندعو الله أن يصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي بلغنا رسالته كما صلى على الأنبياء من قبله، وأن يباركنا وجميع من يتبعون السبيل، ونسأله أن يهب لنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وفي النهاية ندير رءوسنا إلى اليمين وإلى الشمال قائلين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبذلك نحيي كل من كانوا صالحين حيثما كانوا. على الإنسان المسلم متى ما واتته فرصة أن يلقي البذرة في أي تربة فليلقها، ولا يضيع فرصة أبداً، فأنت لا تكلف بهداية القلوب؛ لأن هذا ليس لأحد من الخلق، حتى الرسول عليه الصلاة والسلام لا يملك هداية القلب، لكن يمكن هداية الناس بالبيان والتوضيح والتبليغ، فمهما كان عتو الشخص الذي أمامك فإنك لا تيئس منه، وما عليك إلا أن تلقي البذرة في التربة الخصبة، وبعد ذلك ليس من شأنك أن تنبت هذه البذرة، وإنما إنباتها على الله سبحانه وتعالى، فهو الذي ينبت فيها شجرة الإيمان إن شاء. الإنسان قد يلقي كلمة عابرة يقولها أو تصرفاً عابراً وهو لا يقصده، ثم يؤثر في نفس من يخاطبه، ويحول مجرى حياته بكلمة عابرة تصادف وقت انفتاح القلب للهداية، أو تكون سبباً في إنبات البذرة، فتنتهي بأن تثمر. يقول محمد أسد : وبعد ذلك بسنوات عدة، أدركت أن الحاجي بتفسيره البسيط قد فتح لي أول باب للدخول في دين الإسلام. ولكن قبل أن يخالجني بزمن طويل أي تفكير في أن الإسلام يمكن أن يصبح ديناً لي، بدأت أشعر بخضوع غير عادي كلما رأيت رجلاً يقف حافي القدمين على سجادته المخصصة للصلاة، أو على حصيرة من قش، أو على الأرض العادية، مضموم الذراعين، مستغرقاً بالكلية في ذات نفسه، ناسياً كل ما يجري حوله، سواء كان ذلك في أحد المساجد أو على رصيف أحد الشوارع المكتضة. ثم يقول: محمد أسد أيضاً: ولما عشت في القاهرة كان مقابل بيتي مسجد صغير ذو مئذنة دقيقة، منها كان يدعى إلى الصلاة خمس مرات في اليوم الواحد، فيظهر في أعلى المئذنة رجل متعمم بعمامة بيضاء، ويرفع يديه ويبدأ بالإنشاد: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، وكان صوته ناعماً قوياً قادراً أن يصل إلى مسامع الكثيرين ممن كانوا على مبعدة كبيرة، وكان باستطاعتك أن تدرك أن الغيرة والحماسة لا الفن هما اللتان كانتا تجعلانه على مثل ذلك القدر من الجمال، لقد كان ترتيل المؤذن بهذا اللحن الدائم الذي كنت أسمعه في الأيام والأمسيات التي قضيتها في القاهرة تماماً كما كان لحن القدس القديمة الدائم، وكما كان مقدراً لي أن أسمعه طيلة أسفاري في الأراضي الإسلامية فيما بعد، لقد كان الأذان نفسه في كل مكان، وبرغم الفروق في اللهجة والتجويد فتوجد وحدة صوتية جعلتني أدرك مقدار الوحدة الباطنية لدى جميع المسلمين من العمق، ومبلغ الخطوط الفاصلة بينهم وبين التكلف والتفاهة. لقد كانوا واحداً في اعتقادهم، وواحداً في طريقة تفكيرهم وتمييزهم بين الحق والباطل، وواحداً في فهمهم قوام الحياة الخيّرة، ولقد خيل لي أنني قد صادفت لأول مرة مجتمعاً لم تكن فيه صلة النسب بين الإنسان والإنسان مسببة عن طوارئ من مصالح اقتصادية عنصرية، بل عن شيء أعمق وأكثر استقراراً إلى حد بعيد، صلة من الفهم المشترك للحياة، أزالت كل حواجز العزلة والانفراد بين الإنسان والإنسان. الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:39 | |
| قصة إسلام المخرج السينمائي العالمي فركت
لقد عم التأثر بالأذان والصلاة طوائف البشر، حتى الأوساط الفنية التي تؤدي دور الشيطان في إغراء المؤمنين بالفحشاء والمنكر، ولنرى أكبر مركز لهذه الشيطنة على وجه الأرض، وأساطينها يدهشون من أثر الأذان، يذكر المستشار محمد عزت السخطاوي في كتابه (الدعوة إلى الإسلام بين غير المسلمين) قصة إسلام المخرج السينمائي العالمي ركت إنجرام في سنة (1928م). وقبل أن نختم الجلسة بهذه القصة لعل بعضكم يذكر في إحدى السنوات في هذا المسجد، حيث كان لي محاضرة عنوانها: بداية الهداية، تكلمنا فيها عن نماذج من نقاط التحول في حياة الكثير من الناس التي هي بداية الهداية، وذكرنا نماذج كثيرة جداً، وقدر الله سبحانه وتعالى أنه كان موجوداً في نفس الجلسة مخرج فرنسي اسمه سراج، وهو مشهور جداً، وكان من أشهر المخرجين السينمائيين في فرنسا في الستينيات، وكان حينذاك صغير السن جداً، لكن مع ذلك كان مشهوراً عالمياً، فكان حاضراً معنا في هذا المسجد، وشاء الله سبحانه وتعالى أن دعوناه أن يأتي ويحكي قصة بداية هدايته، وهي موجودة في آخر شريط اسمه: (بداية الهداية)، وهو بصوته يتكلم اللغة العربية في غاية الجمال والقوة؛ وقصته كانت جميلة جداً، فذكر أنه سافر موريتانيا، والجزائر، وشكوا فيه لأجل شكله وقبضوا عليه... إلى آخر قصته. يذكر المستشار محمد عزت السخطاوي في كتابه (الدعوة إلى الإسلام بين غير المسلمين) قصة إسلام المخرج السينمائي العالمي ركت إنجرم فيقول: في سنة (1928م) فوجئت الأوساط الفنية في (هوليود) وغيرها من أنحاء العالم بنبأ أدهش الجميع، وهو إشهار المخرج السينمائي العالمي ركت إنجرم إسلامه على مشهد من بعض مواطنيه، ووسط جماعة من أصدقائه المسلمين، وكان ركت من أنجح المخرجين السينمائيين في ذلك الزمن على الإطلاق، وقد وصفته جريدة السياسة الأسبوعية التي صدرت في الثالث عشر من فبراير سنة (1928م) ريكت إنجرم وهي تتحدث عن نبأ إسلامه بأنه أكبر مخرج (سينماتوغرافي) في العالم، وأكبر أقطاب صناعة السينماء، فأسلم هذا القطب السينمائي عقب حادثة معينة كان لها أبعد الأثر في حياته، وهو أنه ذات يوم كان يشرف على التقاط مشهد سينمائي يتمثل في قيام شخص عربي مسلم مهيب الطلعة بأداء الأذان بخشوع تام، وهو يؤذن في هذا الجو الغريب بعيداً عن وطنه، وترك ذلك المشهد في نفس ريكت إنجرم الشفافة المتعطشة صدى تعجز عن وصفه أبلغ الألفاظ وأدقها تعبيراً. يقول: وما إن انتهى العربي من أداء الأذان حتى صحبه إلى مكتبه، وراح يسأله المزيد من المعلومات عن أحكام دينه، حتى أشهر إسلامه على الملأ، وأقلع تمام الإقلاع عن كل ما أمر الله سبحانه وتعالى باجتنابه، وعاش حياة الزهد والعبادة، واصطفى بعض المسلمين المقيمين في فرنسا للاستعانة بهم في إرشاده إلى أحكام الدين، وتهيئة جو إسلامي خالص في القصر الذي اشتراه ليعيش فيه في مدينة (نيس) التي نفذ إلى قلبه فيها أول قبس من نور الإسلام. بهذا نختم النصف الأول من بحث لماذا نصلي؟ وهو ذكر فضائل وخصائص ومزايا الصلاة التي امتازت بها عن غيرها، ونشرع إن شاء الله تبارك وتعالى بعد ذلك في الكلام على عواقب ترك الصلاة؟ وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم الأحد 15 مايو 2011 - 7:39 | |
| لماذا نصلي؟ [1] لماذا نصلي؟ [2] لماذا نصلي؟ [3] لماذا نصلي؟ [4] لماذا نصلي؟ [5] لماذا نصلي؟ [6] لماذا نصلي؟ [7] لماذا نصلي؟ [8] لماذا نصلي؟ [9] لماذا نصلي؟ [10] لماذا نصلي؟ [11] لماذا نصلي؟ [9] عناصر الموضوع 1 ترك الصلاة كفر 2 ترك الصلاة من أكبر الكبائر 3 ترك الصلاة نفاق 4 ترك الصلاة سواد وظلمة وهلكة في الدنيا والآخرة 5 ترك الصلاة من أسباب سوء الخاتمة 6 ترك الصلاة من أسباب عذاب القبر 7 ترك الصلاة من أسباب دخول سقر 8 ترك الصلاة من أسباب الانغماس في الشهوات لماذا نصلي؟ [9] إن لترك الصلاة آثاراً سلبية في الدنيا والآخرة، فمن شؤم ترك الصلاة أن فاعل ذلك يقع في الكفر، واختلف العلماء فيمن تركها تكاسلاً مع اعتقاد وجوبها هل يكفر كفراً أكبر يخرجه من الملة أم أنه كفر دون كفر؟ أما من تركها جحوداً فأجمعوا على كفره كفراً أكبر. وترك الصلاة تكاسلاً من أكبر الكبائر، وهو نفاق، وسواد في الوجه، وظلمة في القلب، وهلكة في الدنيا والآخرة، وهو سبب من أسباب سوء الخاتمة، وعذاب القبر، ودخول سقر. ترك الصلاة كفر الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على محمد رسوله وعبده، وعلى آله وصحبه من بعده. أما بعد: فقد تكلمنا فيما مضى عن خصائص وفضائل الصلاة بالنسبة لسائر العبادات، وذكرنا جملة من فضائل الإتيان بالصلاة وما يترتب عليها، ومن المناسب أن نتكلم بعد أن أخذنا الترغيب في الصلاة أن نتناول جانب الترهيب من ترك الصلاة، وبيان شؤم ترك الصلاة. أول شؤم ترك الصلاة إنها تركها كفر، فقد قال الله سبحانه وتعالى في حق المشركين: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ [التوبة:11]. قوله: (فَإِنْ تَابُوا) أي: تابوا عن شركهم وكفرهم. قوله: (وَأَقَامُوا الصَّلاةَ) معتقدين وجوبها آتين بأركانها. قوله: (وَآتَوْا الزَّكَاةَ) أي: المفروضة. قوله: (فإخوانكم في الدين) أي: إخوانكم في دين الإسلام، هذا منطوق الآية، ومفهومها أن من أصر على ترك الصلاة أو على ترك الزكاة فليس من إخواننا في دين الإسلام. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله) متفق عليه. فانظر كيف علق عصمة الدم والمال على الإتيان بالشهادتين وبالصلاة وإيتاء الزكاة. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة) رواه مسلم . وقال صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)، رواه مسلم أيضاً. وفي لفظ: (ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة). وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). وعن محجن بن الأبرع الأسلمي : (أنه كان في مجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم، فؤذن للصلاة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع و محجن في مجلسه فقال له: ما منعك أن تصلي؟ ألست برجل مسلم؟! قال: بلى، ولكني صليت في أهلي -يعني: صلى في مسجد أهله- فقال له: إذا جئت فصل مع الناس، وإن كنت قد صليت). قوله: (إذا جئت فصل مع الناس) يعني: من صلى ثم تحول إلى مكان آخر وأقيمت الصلاة فليصل مع الجماعة الحاضرة، ولا يتخلف عن ذلك، لكن الصلاة الثانية تكون بنية النافلة؛ لأن الفريضة لا تصلى مرتين. والشاهد في هذا الحديث قوله: (ما منعك أن تصلي؟ ألست برجل مسلم؟). يعني: لو كنت مسلماً لصليت. وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (أما إنه لا حظ لأحد في الإسلام أضاع الصلاة) وروي عنه بلفظ: (لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة). وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (من ترك الصلاة فلا دين له). وعن عبد الله بن شقيق قال: (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة). وهذا المعنى استقر في قلوب الصحابة رضي الله تعالى عنهم، حتى إن نجاة غير المصلي من النار في نظرهم مما يلغز به ويذكر على أنه خلاف الأصل، قال الدينوري : كان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: (حدثوني عن رجل دخل الجنة لم يصل قط؟ -يعني: كأن هذا شيء لا يتصور وقوعه- فسكت الناس، فيقول أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: هو أخو بني عبد الأشهل عمرو بن أقيش رضي الله عنه، كان له رباً في الجاهلية، فكره أن يسلم حتى يأخذه، يعني قال: لن أدخل في الإسلام حتى أستوفي هذا المال الربوي، فجاء يوم أحد فقال: أين بنو عمي؟ قالوا: بأحد. قال: أين فلان؟ قالوا: بأحد. قال: فأين فلان؟ قالوا: بأحد، فلبس لأمته -وهي الدروع التي تلبس في الحرب- وركب فرسه ثم توجه قبلهم، فلما رآه المسلمون قالوا: إليك عنا يا عمرو! قال: إني قد آمنت، فقاتل حتى جرح، فحمل إلى أهله جريحاً، فجاءه سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه فقال لأخته: سليه: أقاتلت حمية لقومك أو غضباً لهم أم غضباً لله عز وجل؟ فقال: بل غضباً لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم، فمات فدخل الجنة وما صلى لله عز وجل صلاة) وهذا الأثر حسن. الشاهد: أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم كانوا يعتقدون أن الشخص الذي لا يصلي ويدخل الجنة لغز! و أبو هريرة كأنه يتحداهم عندما قال: (حدثوني عن رجل دخل الجنة لم يصل قط، فسكت الناس ولم يستطيعوا الجواب على أبي هريرة ، فحكى لهم قصة هذا الصحابي، وختمها بقوله: فمات فدخل الجنة وما صلى لله عز وجل صلاة!). وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: (لا إيمان لمن لا صلاة له، ولا صلاة لمن لا وضوء له). وقال إبراهيم النخعي رحمه الله: من ترك الصلاة فقد كفر. وقال أيوب : ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه. وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: أخشى ألا يحل للرجل أن يقيم مع امرأة لا تصلي، ولا تغتسل من الجنابة، ولا تتعلم القرآن. قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: وتارك الصلاة على صحة البدن لا تجوز شهادته، ولا يحل لمسلم أن يؤاكله، ولا يزوجه ابنته، ولا يدخل معه تحت سقف. هذه المعادلة يستحقها المجرم الأثيم الذي تهون عليه الصلاة، فمن هانت عليه الصلاة لم يعز عليه شيء، كيف يهون عليه أن يعيش من غير صلاة وهو يتقلب في نعم الله سبحانه وتعالى، وفي العافية التي أعطاه الله إياها، والمال والرزق والشمس والهواء؟! كل هذه النعم يتمتع بها وهو لا يستحقها؛ لأن تارك الصلاة لا مسوغ ولا معنى لحياته بدون صلاة، ومعنى كلام الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى: أن تارك الصلاة ينبغي أن تحصل له نوع من المقاطعة الجماعية من جميع المسلمين؛ زجراً له عن هذه الجريمة. ...... أقوال أهل العلم في تارك الصلاة تكاسلاً مع اعتقاد وجوبها ليس هذا أوان مناقشة حكم تارك الصلاة من الناحية التفصيلية، فإن هذا له مناسبة أخرى نرجو أن تأتي فيما بعد إن شاء الله تعالى، وهو ما يتعلق بقضية الكفر والإيمان، ويعبر عنها أحياناً بالأسماء والأحكام، فأقول: قطعاً يطلق على تارك الصلاة أنه كافر، ولا شك في وصفه بأنه كافر؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام وصفه بأنه كافر، لكن ما نوع هذا الكفر؟ هل من ترك الصلاة تكاسلاً مع اعتقاده وجوبها مسلم أم كافر خارج من الملة؟ يوجد خلاف بين العلماء كما هو معروف، والخلاف في حق من ترك الصلاة تكاسلاً مع اعتقاد وجوبها، أما من تركها جحوداً -بمعنى أنه لا يعتقد أن الصلاة واجبة عليه أصلاً- فهذا كفر مخرج من الملة؛ لأنه إنكار لما علم من الدين بالضرورة، لكن الكلام والخلاف في حق من ترك الصلاة تكاسلاً مع اعتقاده وجوبها، فهذه مسألة فيها خلاف بين العلماء، منهم من يرى كفره كفراً أكبر، وأنه كافر مشرك، وأنه إذا مات لا يورث، ولا يرث، وتنقطع الولاية بينه وبين المسلمين، وأنه لا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين، وهذا في الدنيا، أما في الآخرة فهو مخلد في جهنم مع فرعون و هامان و قارون و أبي بن خلف وغيرهم من أصناف أئمة الكفر، هذا مذهب بعض العلماء. أما الفريق الآخر من العلماء فإنه يرى أنه فاسق، وأن كفره كفر دون كفر وليس كفراً مخرجاً من الملة، بل هو باق في دائرة الإسلام مع أنه فاسق عاص فاجر ينبغي أن يزجر عن هذا الفعل، وإن أصر على ترك الصلاة فيقتل حداً بسبب تركه الصلاة، لكن مع ذلك يقولون: إن ترك الصلاة أسوأ وأخطر من الزنا والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس التي حرم الله وأكل الربا، وترك الصلاة جريمة من أشنع الجرائم، هذا قول من يقول: إن تارك الصلاة تكاسلاً مع اعتقاد وجوبها لا يكفر كفراً أكبر، فنحن نهمس في أذن تارك الصلاة ونقول له: هل يرضيك أن يكون انتسابك إلى ملة الإسلام وإلى دين التوحيد وإلى أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم محل خلاف بين العلماء، فيه راجح ومرجوح، هذا يقول: كافر. والثاني يقول: لا، بل هو فاسق؟! فهل يقبل الإنسان الذي عنده كرامة ومروءة أن يكون انتماؤه للإسلام قضية خلافية؟! فريق يقول: إنك كافر مشرك حلال الدم والمال، وإنك لا تستحق الحياة، بل على ولي أمر المسلمين أن يقتلك ردة، ولا يجوز لك أن تتزوج من مسلمة، ولا تصلح ولياً شرعياً لأولادك، وإنك لا ترثهم ولا يرثونك، وإنك لا تغسل ولا يصلى عليك ولا تدفن في مقابر المسلمين، وإنك مستحق للخلود في جهنم مع فرعون و هامان و أبي جهل و أبي لهب وسائر أعداء الدين، وفريق آخر يقول: بل أنت فاسق عاص فاجر يجب قتلك حداً إن أصررت على ترك الصلاة. يقول بعض العلماء: يا تاركاً لصلاته إن الصلاة لتشتكي وتقول في أوقاتها الله يلعن تاركي وإن كان هذا الكلام قد يتساهل فيه في جانب الترهيب، إلا أنه ينبغي ألا يخبر عنه إلا بوحي، لأن قوله: إن الصلاة تقول: الله يلعن تاركي، غيب، ولابد أن يثبت فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. إذاً: هذا هو أول شؤم لترك الصلاة، وهو كونها كفراً بالله عز وجل، فتارك الصلاة كافر، ويطلق عليه كافر على القولين، سواء من يكفرونه كفراً أكبر أو من يكفرونه كفراً دون كفر. الموضوع : لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
| لماذا نصلي ؟ اسمع وأقرأ !! للشيخ محمد إسماعيل المقدم | |
|