El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: حكم المنية في البرية جار الأحد 5 يونيو 2011 - 12:42 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إليكم قصيدة الشاعر الكبير / أبو الحسن علي التهامي حين مات ابنه صغيرآ فرثاه بمرثية حزينة موشحة بالحكمة وهي بعنوان بيتها الأول :- حكم المنية بالبرية جار = ما هذه الدنيا بدار قرار وتعتبر من أروع ما قيل في الرثاء ويقول فيها رحمه الله وأسكنه فسيح جناته :- حكم المنية فـي البريـة جـار ** مـا هـذه الدنيـا بـدار قـرار بينا يرى الإنسان فيهـا مخبـرا ** حتى يرى خبـرا مـن الأخبـار طبعت على كدر وأنـت تريدهـا ** صفـوا مـن الأقـذار والأكـدار ومكلف الأيـام ضـد طباعهـا ** متطلب في المـاء جـذوة نـار وإذا رجوت المستحيـل فإنمـا ** تبني الرجاء على شفيـر هـار فالعيش نـوم والمنيـة يقظـة ** والمـرء بينهمـا خيـال سـار فاقضوا مآربكـم عجـالا إنمـا ** أعماركم سفـر مـن الأسفـار وتراكضوا خيل الشباب وبادروا ** أن تستـرد فإنـهـن عــوار فالدهر يزرع بالمنى ويغـص أن ** هنّا ويهـدم مـا بنـى ببـوار ليس الزمان وإن حرصت مسالما ** خُلق الزمـان عـداوة الأحـرار إني ُوترت بصـارم ذي رونـق ** أعـددتـه لطـلابـة الأوتــار والنفس إن رضيت بذلك أو أبت ** منـقـادة بـأزمـة المـقـدار أثنى عليـه بإثـره ولـو أنـه ** لـم يغتبـط أثنيـت بـالآثـار يا كوكبا ما كان أقصـر عمـره ** وكذاك عمر كواكـب الأسحـار وهلال أيام مضـى لـم يستـدر ** بدرا ولم يمهـل لوقـت سـرار عجل الخسوف عليه قبل أوانـه ** فمحـاه قبـل مظنـة الإبــدار واستـل مـن أترابـه ولداتـه ** كالمقلة استلـت مـن الأشفـار فكـأن قلبـي قبـره وكـأنـه ** في طيـه سـر مـن الأسـرار إن يعتبط صغـرا فـرب مقمـم ** يبدو ضئيل الشخـص للنظـار إن الكواكب فـي علـو محلهـا ** لترى صغارا وهي غير صغـار ولد المعزى بعضه فـإذا مضـى ** بعض الفتى فالكل فـي الأثـار أبكيه ثـم أقـول معتـذرا لـه ** وفقـت حيـن تركـب الأمـدار جاورت أعدائـي وجـاور ربـه ** شتان بيـن جـواره وجـواري ثوب الرياء يشف عمـا تحتـه ** وإذا التحفـت بـه فإنـك عـار قصرت جفوني أم تباعد بينهـا ** أم صُورت عينـي بـلا أشفـار جفت الكرى حتى كـأن غـراره ** عند اغتماض العين وخز غـرار ولو استزارت رقدة لطحـا بهـا ** ما بيـن أجفانـي مـن التيـار أُحيي الليالي التم وهي تميتنـي ** ويميتهـن تبـلـج الأسـحـار حتى رأيت الصبح تهتـك كفـه ** بالضوء رفرف خيمـة كالقـار والصبح قد غمر النجـوم كأنـه ** سيـل طغـى فطفـا الـنـوار والهون في ظل الهوينـا كامـن ** وجلالة الأخطار فـي الأخطـار تنـدي أسـرة وجهـه ويمينـه ** في حالـة الإعصـار والإيسـار ويمد نحـو المكرمـات أنامـلا ** لـلـرزق أثنائـهـن مـجـار يحوي المعالي كاسبا أو غالبـا ** أبـدا يـداري دونهـا ويـداري قد لاح في ليل الشباب كواكـب ** إن أمهلت آلـت إلـى الأسفـار وتلهب الأحشاء شيـب مفرقـي ** هذا الضياء شواط تلـك النـار شاب القذال وكل غصن صائـر ** فينانه الأحـوى إلـى الأزهـار والشبه منجذب فلم بيض الدمى ** عن بيض مفرقـة ذوات نفـار وتود لو جعلت سـواد قلوبهـا ** وسواد أعينها خضـاب عـذار لا تنفر الظبيات عنه فقـد رأت ** كيف اختلاف النبت في الأطـوار شيئـان ينقشعـان أول وهلـة ** ظل الشباب , وخلـة الأشـرار لا حبذا الشيب الوفـي وحبـذا ** ظـل الشبـاب الخائـن الغـدار وطرى من الدنيا الشباب وروقه ** فإذا انقضى فقد انقضت أوطاري قصرت مسافته ومـا حسناتـه ** عـنـدي ولا آلاؤه بـقـصـار نزداد همسا كلما ازددنـا غنـى ** والفقر كل الفقـر فـي الإكثـار ما زاد فوق الزاد خُلِّف ضائعـا ** فـي حـادث أو وارث أو عـار إني لأرحم حسـادي لحـر مـا ** ضمنت صدورهم مـن الأوغـار نظروا صنيع الله بـي فعيونهـم ** في جنـة وقلوبهـم فـي نـار لا ذنب لي قد رمت كتم فضائـل ** فكأنهـا برقعـت بوجـه نهـار وسترتها بتواضعـي فتطلعـت ** أعناقها تعلـو علـى الأستـار ومن الرجـال معالـم ومجاهـل ** ومن النجوم غوامـض ودراري والناس مشتبهون في ايرادهـم ** وتفاضل الأقوام فـي الأصـدار عمري لقد أوطاتهم طرق العـلا ** فعموا فلم يقفـوا علـى آثـاري لو أبصروا بقلوبهم لاستبصروا ** وعمى البصائر من عمى الأبصار هلا سعوا سعي الكرام فأدركـوا ** أو سلمـوا لمواقـع الأقــدار ولربما اعتضد الحليـم بجاهـل ** لا خير في يمنـى بغيـر يسـار منقول الموضوع : حكم المنية في البرية جار المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|