موضوع: صورةٌ خيرٌ من ألفِ كلمةٍ ::.. الأربعاء 8 يونيو 2011 - 9:38
صورةٌ خيرٌ من ألفِ كلمةٍ ::.. هكذا قالوا !!.. فمن منَّا يتدبَّر ما تَرَى عَيناهُ !!.. و يتفكَّر فيما حوله و ما جَنَتْهُ يداهُ !!.. إن كل شيءٍ حولنا ينطق بحكمةٍ بالغة .. ينطقُ بلغةٍ يفهما كل إنسانٍ مهما اختلف لسانُه !!.. أو حتَّى انعدم نطقُه و بيانُه !!.. فالنَّعيمُ فيه عِبَر .. و العذابُ فيه مُعتَبَر .. لِذَا !!.. سَأدعُ المشَاهِدَ تتحدَّث .. و لْتَسْمَع عُيُونُك !!..
:: [المشهدُ الأول ] فوهَةُ البُركان !!..
رأيتُ الحِمَمَ إذا تفجَّرت من فوَّهةِ البُركان تتقافز لأعلى و يركبُ بعضُها بعضًا ؛ فهي و اللهِ تفورُ فوران الماءِ في القِدْرِ و أشد .. و الهواءُ الساخنُ إذَّاكَ يتفجرُ تارةً و ينحسرُ تارةً ؛ فيحدثُ من جرَّاء سَحْبِ و تفريغِ الهواءِ صوتًا مُخيفًا .. فلم يرُعني إلا و جنباتُ عقلي تُردِّدُ أصداءَ قوله تعالى : (( إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَ هِيَ تَفُورُ))[ الملك : 7 ] لقد ذكَّرني فورانُ الحِمَمِ و شهيقُها بشَهِيقِ جهنَّم و فورانِ نيرانها .. نسأل الله العافية .. قال القُرطُبيُّ - رَحِمَهُ اللهُ - : قال ابن عباس - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - : الشهيقُ لجهنَّم عندَ إلقاءِ الكفَّارِ فِيهَا ؛ تَشْهَقُ إليهِم شَهْقَةَ البَغْلَةَ للشعير. قال صاحبُ البحر المحيط يَصِفُ شهيق جهنَّم : أَيْ : صَوْتًا مُنْكَرًا كَصَوْتِ الْحِمَارِ تُصَوِّتُ مِثْلَ ذَلِكَ لِشِدَّةِ تَوَقُّدِهَا وَغَلَيَانِهَا .انتهى كلامُه و قال أيضًا - رَحِمَهُ اللهُ - : (( وَهِيَ تَفُورُ)) أَيْ تَغْلِي . قَالَ مُجَاهِدٌ - رَحِمَهُ اللهُ - : تَفُورُ بِهِمْ كَمَا يَفُورُ الْحَبُّ الْقَلِيلُ فِي الْمَاءِ الْكَثِيرِ . وَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - : تَغْلِي بِهِمْ عَلَى الْمِرْجَلِ ؛ وَ هَذَا مِنْ شِدَّةِ لَهَبِ النَّارِ مِنْ شِدَّةِ الْغَضَبِ ؛ كَمَا تَقُولُ فُلاَنٌ يَفُورُ غَيْظًا .انتهى كلامُه قلتُ : إن جهنم تغلي من الغيظ و تشهق !!.. فهل ترى لنفسك منها فِكاكًا إلا برحمَةِ اللهِ و فضلِه !!.. إنَّكَ اليوم تستطيع الفِرار بالتوبة و صالح الأعمال ؛ .. فاعمل إذًا لما ينجِّيك منها ؛ فدارُنا هذه دارُ عَمَل و أمَّا دارُ الآخرةِ فدارُ الجزاء و لا عَمَل !!.. و إنك لو لقيت اللهَ جلَّ و عَلا بإصرارك على طُغيانِك ؛ فَلَيُلْقِيَنَّكَ في النَّارِ و لا يُبالي .. نعوذ بالله من غضبه و عقابه .. :: [ المشهد الثاني ] و رأيتُ البُركانَ يظهرُ على سطحِهِ كراتُ الحِمَمِ ثم تتفجَّر ؛
فتتطاير منها ألسنةٌ من جِنْسِهَا فتحرق كل شيء ..
فذكرتُ ما وصف المَلِكُ به نارَ الآخرةِ فقال سبحانه : (( إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ ))[ المرسلات : 31،32 ] ففي تفسير الجَلاَلَيْنِ - رَحِمَهُمَا اللهُ - : (( إِنَّهَا )) أي النار (( تَرْمِي بِشَرَرٍ )) هو ما تَطَايَرَ منها (( كَالْقَصْرِ )) من البناءِ فِي عِظَمِهِ و ارتِفاعِهِ . (( كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ )) جَمْعُ جِمَالاتٍ جَمْعُ جَمَل .انتهى كلامُهُما فانظر يا عبد الله إلى الشراراتِ المنطلِقَةِ من البَرَاكينَ كيف هي عظيمةٌ !!.. فما بالك بشراراتِ جهنَّمَ و أنت تمرُّ فوقها على الصِّراط !!.. و قد خَرَجَت من جهنَّم كلاليبٌ تخطِفُ أهلها و تهوي بِهِم فيها !!.. (( وَ إِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِياًّ ))[ مريم : 71 ] فهل نحن من الأتقياء حتى ننجو (( ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا )) !! أم أننا من الظالمين فنقََعُ فيها (( وَ نَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِياًّ )) !! اللهم خُذ بنواصينا إليك أخذ الكرام عليك .. و لا تَكِلْنَا إلى أنفسنا طرفَةَ عينٍ أبدًا .. ::
و لقد ذكَّرَتْنِي ثورةُ الغضبِ تلك التي رأيتُها في شدَّةِ انفجارِ البُركانِ بقوله تعالى في جهنَّم : (( تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ))[ الملك : 8 ] قال ابنُ كثير - رَحِمَهُ اللهُ - : وَقَوْلُهُ: (( تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ )) أَيْ : يَكَادُ يَنْفَصِلُ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ، مِنْ شِدَّةِ غَيْظِهَا عَلَيْهِمْ وَحَنَقِهَا بِهِمْ .انتهى كلامُه إن غضب البركان ليس غضب الطبيعة و لا انتقامها ؛ فإن ما في الكون كله من السماوات و الأرض و الجبال مأموراتٌ ليس لهنَّ اختيار و لا إرادة .. و إنما أنت – أيُّها الإنسان - من له الإرادة و الاختيار فيُحاسبُ عليها .. (( إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَ الأَرْضِ وَ الْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهَا
وَ حَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً))[ الأحزاب : 72 ] فيا من رأيتَ غضبَ مخلوقاتٍ مأموراتٍ بأمرِ الله عليك .. يا أيُّهَا الإنسَانُ .. إلَيْكَ .. إلَيْكَ !!.. إن البُركانَ من غَضَبِ اللهِ ليُرِيَكَ مآلَكَ في الآخرةِ إن لم تَتُبْ و إليه تُنيب !!.. قد أذن اللهُ للأرض فتفجَّرَت من باطنها النارُ فأحْرَقَتْكَ و ابْتَلَعَتْ دِيَارَكَ و مَتَاعَك .. فهل ترى أنه قد أذن لخلقه بعقابِك و هو راضٍ عنك !!.. كلاَّ .. (( وَ مَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُو عَن كَثِيرٍ ))[ الشورى : 30 ] نسأل الله أن يُعاملنا بِعَفوِهِ و رَحمَتِهِ و لا يُعاملنا بعَدلِهِ .. (( وَ لَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَ لَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَ لاَ يَسْتَقْدِمُونَ))[ النحل : 61 ] فإنَّا أهلُ السوءِ و مستحقُّون للعقاب و العذاب ؛ و هو سبحانه (( هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَ أَهْلُ المَغْفِرَةِ ))[ المدثر : 56 ].. :: و إذا بالمشهدِ ينتقلُ إلى الحِمَمِ و قد فَاضَت و سَالَت ..
فصارت كالسيولِ و الأنهارِ تجري بها الأوديةُ و تفيضُ على جَنَبَاتِها !!..
أوديةٌ تمتلئُ من الصَّهَارةِ و تجري فيها و تفيض !!..
نعوذُ باللهِ من أَوْدِيَةِ جهنَّم و ممَّا يجري و يسيل فيها فيها ؛ فمن أوديتها ( وَيْلٌ ) : قال الطَّبَريُّ - رَحِمَهُ اللهُ - : (( وَ يْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ)) الْوَادِيَ يَسِيلُ مِنْ صَدِيدِ أَهْلِ النَّارِ وَ قَيْحِهِمْ . و نعوذ بالله من الكِبْرِ .. فإنه يؤدِّي لبُطلان الأعمال الصالحةِ ثُمَّ إلى الخلودِ في النَّارِ و الشُّربِ من عُصارةِ أهلها .. قال - - : ( يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ الرِّجَالِ يَغْشَاهُمْ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَيُسَاقُونَ إِلَى سِجْنٍ فِي جَهَنَّمَ يُسَمَّى بُولَسَ تَعْلُوهُمْ نَارُ الأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ طِينَةَ الْخَبَالِ ) [حسن صحيح : سنن الترمذي : 2492 ] نعوذُ باللهِ من الكِبرِ .. و ما الكِبر !!.. قال - - : ( الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ ) [ مسلم : 91 ] و البَطَرُ : عدمُ قبولِ الحقِّ ؛ و الغَمْطُ : احتقارُأهلِ الحقِّ و الاستهانةِ بِهِم . :: و رأيتُ الصَّهارةَ و قد اشتدَّ جريانُها و مَضَتْ تحطم كلَّ ما تلقاهُ ؛ حتَّى لو بَرَدَ منها جزءٌ و تصلَّب ؛ حَطَمَتْهُ و أذابته من جديد ..
فإذا هي تحْطِمُ ما يعترضها و كذلك يَحْطِمُ بعضها بعضًا .. فذكرتُ لذلك قول الله تبارك اسمُه : (( كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الحُطَمَةِ * وَ مَا أَدْرَاكَ مَا الحُطَمَةُ ))[ الهمزة : 4،5 ] قال القُرطُبيُّ - رَحِمَهُ اللهُ - : ((فِي الْحُطَمَةِ)) وَ هِيَ نَارُ اللَّهِ ؛ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنَّهَا تَكْسِرُ كُلَّ مَا يُلْقَى فِيهَا وَ تُحَطِّمُهُ وَ تُهَشِّمُهُ .انتهى كلامُه :: سَكَن الفؤادُ حين رأيت الحِمَمَ تنطفيء و تسكُن !!..
تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لرؤية الصورة كاملة. الحجم الأصلي للصورة هو 729 * 473.
هدأ روعي إذ رأيتها تستحيل صخورًا و ترابًا ينشق عنه النبات من رحمة الله و فضله ..
ثم ما لبثتُ أن طار فؤادي ثانيةً و تذكَّرت !!.. إن نار الآخرة لا تسكن مثل نار الدنيا .. و إنَّها لا تهدأ و لا تنطفيء !!.. بل هي دائمةٌ أبدًا و عذابها مقيمٌ على أهلها لا يُرفع عنهم و لا يستريحون .. (( وَعَدَ اللَّهُ المُنَافِقِينَ وَ الْمُنَافِقَاتِ وَ الْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ))[ التوبة : 68 ] قال اللهُ في أهل النار الذين هم أهلها : (( لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ فِي العَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ))[ المائدة : 80 ] (( وَ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وَجُوهَهُمُ النَّارُ وَ هُمْ فِيهَا كَالِحُونَ))[ المؤمنون : 103،104 ] بل و الله إن عذابها لا يُخفَّف حتَّى و لا يَفْتُر .. (( إِنَّ المُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَ هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ))[ الزخرف : 74-76 ] بل إنه يتجدَّد و يزداد !!.. قال تعالى في أهل النار – أعاذنا اللهُ منها - : (( مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً))[ الإسراء : 97 ] :: [ حَقِيقَةٌ ] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - : ( لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِمَّا فِي الآخِرَةِ إلا الأَسْمَاءُ ) [ مجموع فتاوى ابن تيمية : 5/258 ] فكما أن نعيمَ الجنة لا يخطر على قلب بشر .. و مهما تصوَّرتَهُ لن تُدْرِكْهُ !!.. فكذلك عذاب أهل النار لا يخطر على قلب بشر .. و مهما تصوَّرتَ من ألَمِهِ و شدَّتِهِ و طُولِهِ و حَسْرَتِهِ .. فلن تُدْرِكْهُ !!.. نعوذُ باللهِ من غَضَبِهِ و النَّارِ .. و نَسْألُهُ رِضَاهُ وَ الجَنَّةَ .. آآمييييين .. :: [ اسْتِعَاذَةٌ] عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ - - يَقُولُ :: ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَ عَذَابِ النَّارِ ، وَ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى وَ شَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ قَلْبِي بِمَاءِ الثَّلْجِ وَ الْبَرَدِ وَ نَقِّ قَلْبِي مِنْ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنْ الدَّنَسِ ، وَ بَاعِدْ بَيْنِي وَ بَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكَسَلِ وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ ) [ البخاري : 6016 ] :: فيا أخي الغافل اللاَّهِي .. هذه حممُ البراكين تذيبُ كل شيءٍ .. تذيبُ الصخور الصلدة و المعادن الصُّلبة .. تذيبُ كلَّ شيءٍ .. كلَّ شيء .. و إنما أنت لحمٌ هَشّ .. و عظمٌ كمثل القَشّ !!.. فمالك تسعى إلى نارِ الآخرةِ حثيثًا و وجهُك يَبش !!.. عجبًا لك يا ابن آدم !!.. كيفَ بِكَ إذا صُبَّ حميمُ الآخرة فوق الرؤوس !!.. (( يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الحَمِيمُ* يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَ الْجُلُودُ)) [ الحج : 19،20 ] :: أم تحبّ أن توقدَ بِك النار و أنت فيها مَنْكُوس !!.. (( فِي الحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ ))[ غافر : 72 ] قال القُرطُبيُّ - رَحِمَهُ اللهُ - : وَ الْحَمِيمِ الْمُتَنَاهِي فِي الْحَرِّ . وَ قِيلَ : الصَّدِيدُ الْمَغْلِيُّ . ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ أَيْ يُطْرَحُونَ فِيهَا فَيَكُونُونَ وَقُودًا لَهَا . :: أم هل تريد أن تشربه بشُربِكَ اليوم الكؤوس !!.. (( وَ سُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ))[ محمد : 15 ] :: ليس لك و اللهِ صبرٌ على نار الدنيا .. و نار الآخرة سبعون ضعفًا من نارنا هذه .. فتأمَّل !!.. :: [ أيُّها الطَّاغِيَة ] قال عزَّ من قائل : (( كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى ))[ العلق : 6 ] و كلُّ ظالمٍ طاغية !!.. و لو على نفسه !!.. أيها المسكين !!.. أدرك نَفْسَك فإن الجحيم هكذا : (( إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً* لِلطَّاغِينَ مَآباً * لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً * لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَ لاَ شَرَاباً* إِلاَّ حَمِيماً وَ غَسَّاقاً ))[ النبأ : 21-25 ] شرابُكَ فيها حميمٌ .. و طعامُك غسَّاقٌ أليمٌ .. :: [ أيُّها الغَافِلُ ] قال تعالى : (( وَ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ))[ يونس :92 ] تغفل عن نارٍ هي تحت رجليك .. و لا تذكرها إلا عند انفجارها أمام عينيك !!.. فلعلَّ غفلتك عن هذه من أجل نارِ الآخرة و قد كُتِبَت - بسوءِ عَمَلِك - عَلَيْك !!.. قد أوشك أن تُنادَى و أنت في كربٍ شديد : (( لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ اليَوْمَ حَدِيدٌ )) [ ق : 22 ] :: قد أقترب النُّشورُ بعد الموتِ يا مسكين .. (( ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ اليَقِينِ ))[ التكاثر 7 ] :: [ إنَّها النَّار ]
إنها (( النَّارَ الكُبْرَى)) .. (( نَاراً حَامِيَةً)) .. (( نَاراً تَلَظَّى)) .. (( نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ)) .. و هي (( نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ)) تحرقُ أهلها حتى تنفذ إلي قلوبهم و هُم أحياء .. نعوذ باللهِ منها . و هي (( نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ)) مُغلقةٌ على أهلها ليس لهم منها هروب و لا يَسْتَروِحُون بالإغماء .. (( فِي عَمَدٍ مُمَدَّدةٍ)) تضيقُ على أهلها و تحصرُهم في العذاب و ليس منه غِناء .. و ليس بعدَ الغفلةِ غباء !!.. :: [ اعتِرَافٌ ] :: يا ربِّ غفرانك يا حليمُ يا كريم :: يا ربِّ إننا رأينا المثال و هو جزء من سبعين جزء ؛ و إنما هو تذكرة !!.. و قد قلت و قولك الحقّ : (( نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَ مَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ))[ الواقعة : 73 ] فلم نصبر يا ربِّ على المِثال و ليس لنا به قوة .. و ليس في الدنيا من الآخرةِ إلا الأسماء !!.. يا رب فكيف بنا إذا لقيناك غدًا و أنت علينا غاضب !!.. يا رب لا تُمتنا إلا و قد رَضِيتَ عنَّا .. اللهم إنَّا عبيدُك الفقراءُ إليك .. و لا حول و لا قوة إلا بك .. يا رب إليك نلجأ .. و ليس سواك ينفع أو يضر .. يا رب لمن نهرب منك إلاَّ إليك .. يا عليمًا بالحال و المآل .. ندعوك و نستغفرك .. فلا مهرب منك إلا إليك .. يا ربّ .. إليك نشكو أنفسنا فأصلحها و أقِمْهَا على أمرك .. إليك نشكو أنفسنا .. إليك نشكو أنفسنا .. يا رب .. إنَّ السعيدَ من أسعدتَ و الشقيَّ من أشقيتَ .. و ما قضيتَ علينا إلا بما كَسَبَتْ أيدينا و قلوبنا .. :: [سيِّدُ الاستِغفَار]