بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
لاشك أختي انكِ مثلكِ كمثل كل ام تتمنين النجاح لأبنائك في دراستهم .... ودائمآ تدعين لهم بالتوفيق في حياتهم
وهذه أحاسيس قد فطر عليها البشر جميعآ .. ولكن إذا كنتِ اختي قد اهتممت باولادكِ كل هذا الأهتمام بأمور دنياهم
فهل أنتِ تهتمين بأمور آخراهم أيضآ ..؟؟؟؟
هل تفكرين في راحتهم في الآخرة كما تفكرين في راحتهم في الدنيا ..؟؟ لا أختي .. لقد أحصرتي مسئوليتكِ بأمور
الدنيا الفانية وأهملت الآخرة الباقية ... شُغلتِ بهم في حياتهم واهملتي ما هو مقدر لهم بعد مماتهم ... بنيتي لهم
بيت من الطين في دنياهم وحرمتيهم من بيت من اللؤلؤ والمرجان في أخراهم ... طموحكِ واملكِ ان يكون ابنكِ
مهندسآ أو طبيبآ وكلها أماني دنيوية ... سعيتي وجديتي لتحقيق أمانيكِ .. ولكنكِ وللأسف سعيتيِ لما هو فاني
وأهملتي ما هو باقي ... وانتِ لست حالة نادرة .... ولكن كثير من الناس علي ذلك يحرصون .. تأهبوا وأستعدوا
علي تربية أبنائهم أجسادآ وأهملوا تربية القلوب التي بها يحيون ويسعدون .. أو بها يشقون ويهلكون
وأسألكِ ونفسي كم مرة نحث أولادنا علي قراءة كتاب الله مثل ما نحثهم علي المذاكرة ..؟؟ كم مرة حرصنا علي
إيقاظهم لصلاة الفجر مثل حرصنا الشديد علي إيقاظهم للذهاب لتأدية الامتحان .. كم مرة ضاقت صدورنا عندما
يقصر أولادنا في سنن دينهم .. مثل ما تضيق صدورنا وتسود الدنيا في أعيننا عندما يقصرون في الإجابة في
إمتحانهم .. فما عساكِ فاعلة أيتها الأم الحنون في أمتحان ليس له دور ثان ولا إعادة .... ولكن فقط إما نجاح
أو رسوب جنة أو نار .. ماذا ستغني عنه شهادته ومركزه إذا ما أوتي كتابه بشماله ثم صاح بأعلي صوته
{ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ *}
وأي قيمة للنجاح في الدنيا إذا كانت نتيجته رسوب في الآخرة إن الآخرة هي أولي بالسعي والإهتمام وأحق
بالعمل .. وأنا لا اقول لكِ ان تهملي في حظهم من الدنيا .. لا والله ولكن إن كان لكِ أن تبني جسدآ حري بكِ
أن تربي عقله وقلبه علي طاعة ربه والسير علي نهج الرسول الكريم في كل أمور حياته
و يقول جل وعلا : { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا }
فيجب علينا أن نتق الله في رعيتنا .. وأن نحسن تربيتهم ونحفظهم من الفساد والضياع ما دام الأمر بأيدينا
وما دمنا في زمن المهلة قبل ان نندم ونلوم انفسنا وقت لا ينفع فيه الندم واللوم .. فنحن مسئولون عنهم أمام
الله الذي استأمنا عليهم .. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
" إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه ، أحفظ ذلك أم ضيعه "
ويقول الله سبحانه وتعالي :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا
أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا
أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }
ولنعلمهم ان سلعة الله أغلي من زخارف الدنيا .. والنجاح الحقيقي هو قصر النفس علي ما يرضي الله
وأنه يجب أن يكون دستورهم في حياتهم كتاب الله وسنة رسوله ليسعدوا في الدنيا وفي الآخرة
نسأل الله أن يبارك لنا في أولادنا وأن يحفظهم ويجعلهم قرة أعين لنا
الموضوع : سوف تُسألين .... !! المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya