أهم معوقات الدعوة إلى الله .
هناك
الكثير من النساء من تتحمس للدعوة إلى الله ولكن يغلب عليها الحياء ، فلا
هي تأمر بمعروف ، ولا تنهى عن منكر فتقف عاجزة عن محاولة الإصلاح والتوجيه
فنقول لمن كان حالها كذلك عليها أن تسأل نفسها بداية لماذا هي تخجل من
الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر؟:
السبب الأول : حين ترى المنكر تحترق من الداخل لكنها لا تعلم ماذا تقول فتصمت.
السبب الثاني:
تخشى من رد المنصوحة عليها بكلام جارح مثل : (هذا لا يعنيكِ ) أو ( اشتغلي
بنفسك ودعي الناس ) وربما ترفع صوتها في ذلك بشكل ملفت للنظر فتصمت خشية
الإحراج .
السبب الثالث:
ربما تكون من تود نصحها ذات مكانة لديها فتخشى أن تتضايق من نصحها فتكون
بنصيحتها كمن بنت سداً منيعاً بينهما مستقبلاً فتصمت عن زلاتها حفاظاً على
علاقتهما .
وسأناقش معكن كل واحدة مما فات بحسب زادي القليل :
أولاً : نقول لمن تحترق حين رؤية المنكر لكن لا تعلم ماذا تقول :
أخيتي :
إن كل عمل يبنى على التخطيط بشري أصحابه بالتوفيق والسداد وأنتِ حتما خلال
لقاءاتكِ بالناس سترين التقصير واضح ،فلذلك يجب أن تسألي نفسكِ إذا رأيت
المتبرجة ماذا يجب عليّ أن أقول ، وإذا رأيت المتعطرة في السوق ماذا يجب
عليّ أن أقول ، وإذا رأيت من تستمع للغناء ماذا يجب عليّ أن أقول ، وإذا
رأيت العاقة لوالديها ماذا يجب عليّ أن أقول ، وإذا رأيت من تكذب ماذا يجب
عليّ أن أقول ، وإذا سمعت المغتابة ماذا يجب عليّ أن أقول و.. و.. وهكذا
فأنتِ إذا كنتِ معدة للكلام من ذي قبل فستكون ثقتكِ بنفسكِ أكثر ، وسيهون
عليكِ الأمر بإذن الله .
ثانياً :
أما من تخشى أن ترد عليها المنصوحة بكلام جارح ، فلتعلم أولاً أن طريق
الدعوة إلى الله ليس طريق مفروشٍ بالورود ، والرياحين بل بالمتاعب ،
والداعية إلى الله بعدما تسلك طريقها الدعوي ستقابل فيمن تقابل الجاهلة ،
والمستكبرة ، والمعاندة ، ونحو ذلك .
لذلك
لابد لها من زاد تستعين به على دعوتها وأعظم زاد هو (( الصبر )) ، وربما
لحق الداعية أذى قولي أو فعلي ، وربما جُمع لها بينها معاً ، وقدوتنا في
ذلك إمام الدعاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ناله من الأذى القولي ما
قيل له بأنه ( ساحر – كاهن – شاعر – مجنون – كذاب ) أما عن بعض الأذى
الفعلي الذي لحقه ( شُج في وجهه – كُسرت رباعيته – وُضِع على ظهره سنى
الجزور – رموه الأطفال بالحِجار).
أخيتي: ألا تذكرين قول الله جل وعلا : {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا} (10) سورة المزمل ، بل لقد أثنى الله على الصابرين وبين أنهم هم المهتدون قال تعالى : {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} (24) سورة السجدة
، وبعد مهما أصابكِ في سبيل نشر دينكِ الحق فهو أعظم لأجركِ وأرفع لقدركِ
عند الله وحينما ( تستلذين الأذى في سبيل الله) فسينفع الله بكِ الأمة
بقدرته ومنته .
ثالثاً :
أما إن كانت من تود نصحها ذات مكانة لديها وتخشى أن تتضايق من نصحها
فلتسأل نفسها هل رضى الرحمن مقدم أم رضى تلك الصاحبة ؟ ثم هل سكوتكِ عنها
يدل على صدق محبتكِ لها ؟ ! ، لو كانت محبتكِ صادقة لما تركتيها تفعل ما
يغضب الرحمن مما يعرضها لسخطه عليها ، وعقابه لها إن لم يتداركها بعفوه .
ثم
قولي بعد ذلك في نفسكِ كيف جرأت أمام الألوف ولم تخجل تلك السافرة اللابسة
تلك الملابس المخزية ، أو تلك المقدمة المتبرجة في التلفاز لم يخجلن من
معصية الله ، وأنا أخجل أن أقول كلمة الحق أخجل أن أطيع الله بما أمرني
بالأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر أخجل أن أقول أطيعوا الله واتقوه أخجل
أن أقول إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد أين هي من قول الله تعالى : {لُعِنَ
الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ
وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} (78) سورة المائدة ، لماذا لُعنوا ؟ لأنهم : {كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} (79) سورة المائدة .
ثم عليكِ أخيتي حين الدعوة إلى الله بالآتي :
1)
حينما تودين نصح واحدة اسألي الله الإخلاص ، والقبول واطلبي منه التوفيق ،
والسداد وأن يفتح عليكِ ، ويلقنكِ الصواب ، ويشرح صدرها لكلامكِ ، وتأكدي
بإذن الله أنكِ إذا دعوتِ الله بصدق ، وخضوع أن يجعلكِ ممن ينشر دينه ،
ويعلي كلمته ستستجيب لكِ القلوب المنصرفة بحول الله .
2)
ضعي نصب عينيكِ أن كل ابن آدم على الفطرة حتى يدفعكِ ذلك على الإقدام
أكثر، فالمسلم سريع الرجوع لفطرته ، ولكن هناك غبار ، وصدأ إذا أُحسن
إزالته رجع له إيمانه بعون الله وتوفيقه ، وعليكِ بالإخلاص ، والتوكل على
الله ، والاستعانة به .
3)
أنظري إلى تلك المقصرة بعين العطف والرحمة بحالها إن فعلتِ ذلك فستقبلين
عليها بالنصيحة وستقبل نصيحتك بإذن الله ، ونحن يا غالية علينا العمل ،
والاجتهاد ، والتوفيق بيد الله .
4) وعليكِ بعدم التشدد في الدعوة وحاوريها بطريقه لبقه مقنعه قال تعالى : {ادْعُ
إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (125) سورة النحل .
اسألي
الكريم الرحمن الرحيم أن يرينا الحق حقاً ، ويرزقنا اتباعه ، والأمر به ،
وأن يرينا الباطل باطلاً ، ويرزقنا اجتنابه والنهي عنه .
أختي الصامتة :
كفى
خجلاً ، انسفي هذا الحاجز الذي تسوغين به العجز والقعود نسفاً ، بتغيير
النفس الذي لا بد وأن يسبقه شعور بالحاجة إلى هذا التغيير، قال تعالى : {لَهُ
مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ
أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى
يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } (11) سورة الرعد ، فاخلصي النيَّة ، والعزم في أن تتغيري لأجلك ، ولأجل الدعوة .
حاولي تدريجياً ، بدعوة القريبين جداً منك ، ثم كل من حولك ، ثم العامة .
كما
أن هناك الكثير من الوسائل الدعوية غير المباشرة التي ستنقلك إلى رحاب
الممارسة الفعلية المستمرة تدريجياً ، والتي سيأتي بعضها لاحقاً .
وأكثري من ترديد هذا الدعاء قوله تعالى : } رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي} (26،27،28) سورة طـه .
لا
تتركيهم : أهلك ، أقربائك ، صديقاتك ، زميلاتك ، وكل من حولك كوني معهم ،
ولا تتقوقعي على ذاتك فوجودك معهم بحد ذاته دعوة من حيث تصرفاتك فضلاً عن
الممارسات الدعوية الأخرى .
ـ
ليس المطلوب أن تلقي كلماتك ثم تمضين لا تشاركينهم أحزانهم وأفراحهم، إنما
المطلوب أن تخالطيهم ، وتنفذي إلى قلوبهم بحسن الكلام ، والبشاشة ،
والنجدة لكل ملهوف ، فذلك يقبل بقلوبهم إليك، فيمكن تغيير أحوالهم ، والذي
يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ، ولا يصبر على أذاهم ،
و من خالط الناس ، ونزل منازلهم ثم ارتقى بهم إلى الإيمان ، والتقوى ،
والعمل الصالح هو العظيم حقا.
ابتعدي
فقط إذا لم تستطيعي تغيير المنكرات حال وقوعها ، أو إذا لم تأمني الفتن
والانجراف، والأمر الآخر هو أن عليك ألا تنقطعي أو تنعزلي عن أخواتك
الصالحات ، ولا تختلطي بهن ، فالمرء ضعيف بنفسه ، قوي بإخوانه وإنما يأكل
الذئب من الغنم القاصية فما بالك إذا كثرت كما هو الحال في زماننا هذا ؟.
قال تعالى : (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا ) القصص 35 .
اتصلي
بالأخوات الصالحات كي تتواصلي ، وتتواصي معهن بالحق ، وتتواصي بالصبر ، ثم
قومي بدعوة الأخريات إلى مجالس ذكركن الطيبة ، والاستفادة ، والتذكير
بتوبة الله ، ورحمته ، ومغفرته ، وجزائه ، والاستزادة من فضله تعالى .
إن
أكبر مشكلة تواجه الإنسان سواء كان مدرباً أو محاضراً أو خطيباً مبتدئاً
هو عدم الثقة بالنفس ، والتردد ، والخجل ، والحرج ، والخوف ، والرهبة أمام
المستمعين ، لذا فإنه يمكننا أن نوصي بالوصايا التالية:
• استعيني بالله تعالى ، واخلص عملك له ، واسأله التوفيق والتيسير .
• أقرئي شيئاً من كتاب الله تعالى قبل المثول بين يدي المشاركين .
• صلي ركعتين ثم ارفع يديك بالدعاء .
• اطلبي الدعاء من والديك أو من أهل بيتك .
• تصدقي قبل المحاضرة ، أو امسحي على رأس اليتيم ، أو تقربي إلى الله بأي عمل صالح .
• استغفري الله من ذنوبك ومعاصيك .
• تبرئي من حولك وقوتك، والجئي إلى حول الله وقوته، وتوكلي عليه وحده .
• حضري تحضيراً جيداً، إقرئي كثيراً كل ما يخص موضوع البرنامج .
• يمكنكِ عمل خريطة ذهنية .
• رتبي الموضوع ترتيباً منطقياً ومتسلسلاً ليسهل تذكره .
• تفهمي فكرتك جيداً قبل أن تتحدث بها .
• احفظي ما تريدي قوله جيداً ، واحرصي على تكراره كثيراً .
• تمرني على ما تريدي قوله، وجربي عرضك له في بيتك ، ثم تعرفي على أخطائك وحاولي تلافيها.
• احرصي على إعداد مقدمة مركزة وقوية ومحفوظة حفظاً جيداً .
• خاطبي نفسك وأقنعيها بالمقدرة والنجاح، ولسوف تنجحي بإذن الله تعالى .
• كنوني طبيعيه ، و احذري التكليف والتنطع .
• كوني أنتِ ، واستخدمي كلماتك وعباراتك، ولا تقلدي كثيراً، وإذا كان ولابد فقلدي أفضل
الموجود ثم طوريه وحسنيه .
• حاولي الارتجال، وتجنبي القراءة الكثيرة من ورقة أو مذكرة .
• ضعي أمامك رؤوس أقلام الموضوع .
• أعطي تركيزاً خاصاً للدقائق الخمس الأولى .
• حسني مظهرك، وطيبي نفسك ، ورتبي هندامك .
• افحصي كافة المعدات والأجهزة والمساعدات المرئية، وتدربي على استعمالها .
• توقعي المشكلات الممكن حدوثها، واستعدي لها .
• تدربي على التعامل مع الأسئلة الصعبة والرد عليها .
• احرصي على المبادرة والإقدام ، وكوني شجاعة جريئةً .
• تحديَّ نفسك، وأرغميها على المجازفة ، وأقنعيها أن المراتب العالية لا تتأتي إلا بالمجازفة والإقدام والهمة العالية وخوض الصعاب .
• وافقي على بعض الخوف على أساس أنه طبيعي وجيد .
• ذكري نفسك بأن كل مشهور كان عرضة للخطأ ، فلا تنحرجي من الإخفاق في الأمر .
• تصوري نفسك متحدثاً جيداً .
• اعتقدي أن الجمهور في صفك .
• تخيلي أن الحضور لا يفهمون شيئاً ، أو افترضي عدم معرفتهم تماماً بالموضوع أو ضآلة معلوماتهم في هذا الشأن .
• أقنعي نفسك أن تبعات خوض هذا المضمار أخف وطأة من تبعات التراجع والتردد والرضا بالدون .
• استشري أولي الخبرة والاختصاص فلعلكِ تجدي عند بعضهم ما يثبت فؤادك ِويقوي جنانكِ ويثير همتك .
• تذكري دائماً أننا نخطئ كثيراً عندما نعتقد أن الحضور يحصون حركاتنا إحصاءً دقيقاً .
• تدرجي في التدريب والإلقاء والخطابة، وابدئي في منتديات صغيرة ومع فئات قليلة ذات المستويات المحدودة .
• إن استطعتي أن لا تبدئي التدريب والإلقاء والخطابة أمام أناس تربطكِ وإياهم صلات وثيقة فافعلي .
• احضري دورة تدريب مدربين .
• أمسكي بجسم صلب (عصا أو خشبة المنبر أو أطراف المنصة أو غير ذلك) إن تيسر لك ذلك .
• خذي نفساً عميقاً ثم أخرجي الهواء إخراجاً هادئاً لتهدأ نفسك .
• ابتسمي ابتسامة خفيفة .
• ابدئي الكلام بحمد الله والثناء عليه .
• إذا لم تستطيعي النظر إلى عيون المشاركين فانظري أعلى قليلاً من مستوى رؤوسهم أو انظري إلى جباههم .
• تصنعي التمكن ، والاستعداد ، والثقة بالنفس (من حيث النظرات والالتفات والحركة وغيرها) .
• تحدثي بهدوء واضبطي أعصابك وان تكلفتي ذلك .
• عرفي نفسك للمشاركين ، وتعرفي عليهم .
• أذبي الجليد، و أوجدي وضعاً غير رسمي أثناء البرنامج .
• ابدئي بتناول الموضوعات السهلة والبسيطة ، والتي لا تثير جدلاً ، ولا اعتراضاً .
• استخدمي لغة الجسم بإتقان مع تجنب التكلف .
• تحركي بخطوات ثابتة وهادئة داخل القاعة ، وفي أوساط المشاركين ، و احرصي على حفظ أسماء المشاركين واستخدامها .
• أشركي المتدربين في الحوار ، والنقاش ، واحرصي على الرد على الاستفسارات ، والأسئلة ، وعدم التردد في مجابهة المواقف أو تمييعها .
و أخيراً أعلمي أن الثقة بالنفس التي تجعلكِ قادره على ممارسة الحياة السعيدة - نفسياً ، وسلوكياً - على نور من الوحي والهدى .
الموضوع : أهم معوقات الدعوة إلى الله المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya