قواعد النحو وقواعد توجيه القراءات
الكاتب
د . سحر سويلم راضي
تزخر
كتب النحو وإعراب القرآن بتعدد الأوجه الإعرابية التي تخص التركيب الواحد ،
وهذا التعدد يرجع في الغالب إلى تعدد القواعد النحوية التي يمكن تطبيقها
على تركيب واحد ، أو تتعدد الأوجه تبعاً لتعدد احتمالات المعنى المراد من
التركيب، كما يرجع أحياناً إلى تعدد لغات العرب تبعاً لاختلاف القبائل
والموقع الجغرافي .
وسرد هذه الأوجه
الإعرابية المختلفة كان تابعاً لما يسمى بقواعد التوجيه . ويذكر الدكتور
تمام حسان في كتابه الأصول "الفرق بين ما يسمى بقواعد التوجيه، والقواعد
النحوية ، فيقول : "فإذا كانت( قواعد التوجيه) ضوابط منهجية فهي (دستور)
للنحاة ، والذين يعرفون الفرق بين الدستور والقانون يستطيعون أن يقيسوا
عليه الفرق بين (قواعد التوجيه) وما نعرفه باسم (قواعد النحو) أي قواعد
الأبواب ، فقواعد التوجيه عامة ، وقواعد الأبواب خاصة " .فالعلاقة بين
قواعد التوجيه ، وقواعد النحو ، هي علاقة العام بالخاص .
كما ذكر الدكتور عبد الله
الخولي في كتاب (قواعد التوجيه في النحو العربي) الفرق بين قواعد التوجيه
، وقواعد النحو، يرجع إلى وظيفة كل منهما ، فيرى أن "وظيفة القواعد
النحوية التوجيه النحوي الذي معناه ذكر الحالات ، والمواضع الإعرابية
وأوجه كل منهما ، وما يتصل بهما ، أو يؤثر فيهما " في حين أن " وظيفة
قواعد التوجيه فتقرير التوجيه الذي تذكر في سياقه وتفسيره ، أو تعليله أو
الاستدلال عليه ، أو الاحتجاج له" .
كما يعرف الدكتور عبد
الله الخولي التوجيه ، بقوله : "هو ذكر الحالات والمواضع الإعرابية ،
وبيان أوجه كل منهما ، وما يؤثر فيهما، وما يلزم ذلك من تقرير وتفسير أو
تعليل أو استدلال أو احتجاج ، سواء صيغ ذلك في قواعد تضبطه ، وتنظر له ،
أم لم يصغ". فتعريف التوجيه – كما نرى – ينصب أساساً على الإعراب ، ثم
يأتي بعد ذلك كل ما يتصل به من مؤثرات ، وما يحتاجه من تفسيرٍ وتعليل .
وترى الكاتبة أن التوجيه
النحوي عموماً ، وأي قوانين أو قواعد تتصل بهذا العلم، لا يكون الغرض منها
فقط هو دراسة الإعراب ، ولكن الهدف النهائي منها، هو تفسير المعاني التي
من أجلها وضعت التراكيب ، ويكون هذا التفسير – في الغالب – عن طريق
الإعراب ، إذن فالإعراب يُعدُّ وسيلة ، وليست الغاية من الدراسة .
ويمكن ذكر أهم الأسباب التي أدت إلى التعدد في التوجيه وهي :
1- اختلاف القراءات القرآنية ، فيما بينها .
2- خلافات المفسرين ، والفقهاء فيما بينهم في التأويل.
3- اشتراك بعض الوظائف
النحوية في علامة إعرابية واحدة ، يقول د. حماسة عبد اللطيف : "في العربية
عدد محدود من علامات الإعراب يتوزع على الوظائف النحوية المختلفة ،
وبطبيعة الحال . لابد أن تشترك أكثر من وظيفة نحوية في علامة واحدة ،
كاشتراك وظيفة المبتدأ والخبر والفاعل ، ونائب الفاعل، واسم كان ، وخبر
إنَّ في الرفع ، واشتراك المفاعيل الخمسة ، والحال ، والتمييز المنصوب
مثلاً في النصب " .
4- اختلاف اللهجات أحياناً بين القبائل .
5- الاختلاف في الاعتداد
بأصول النحو ، مثل السماع والقياس ، فبعضهم ، يؤثر على الاعتماد على
السماع أولاً، وبعضهم الآخر يؤثر التفسير الذي يعتمد على القياس .
ولا بد لمن يريد البحث
ودراسة التوجيهات النحوية والصرفية للقراءات القرآنية الاستعانة بأدوات
التوجيه النحوي والصرفي ، وهي أصول النحو، ونظرياته وقواعده ، لتعليل
وتفسير الأوجه الإعرابية المختلفة ، والتركيبية، والصرفية للقراءات
القرآنية ، والاحتجاج لها .
الموضوع : قواعد النحو وقواعد توجيه القراءات المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: فخورة بنقابي توقيع العضو/ه:فخورة بنقابي |
|